عائلة

37 2 0
                                    


"ذلك مستحيل لابد أنها تشبهها, اوه بالطبع لم أرها منذ عشرين عاماً! كانت في الخامسة بذلك الوقت لابد أنها مجرد إمرأة تشبهها ..." تمتم أبو سالم وهو يتحدث مع نفسه 

" دعني أرى المواليد والاسم الكامل لابد أنه مختلف ..."

" ااه كيف حدث هذا !!!؟؟؟"

** لم تكن تلك الصور المرفقة سوى صور أخته الصغيرة فاطمة التي تركها عندما كانت في الخامسة, عندما رآها أبو سالم عرف على الفور أنها أخته فكانت تشبهها كثيراً كما ان ملامحها تبدو كملامح أمه كما يذكرها لكنه كان يكذّب عينيه فهو لم يرد الاقتراب من عائلته فمابالك أن يرافع مكتبه عن قضية عنف تعرضت لها أخته!! لكن الاسم الكامل وتاريخ ومكان الميلاد لم يكذب كانت حقاً أخته...**

بدأ أبو سالم يقلّب بين الصور الموجودة لقد كانت مؤلمة وموجعة له رؤية تلك الكدمات على جسد أخته الضعيف  استذكر أنها منذ فترة فقط قد أتت إلى هذه الدنيا وحملها بين يديه وتناوب هو وأخوته على رعايتها 

" اه كانت بالأمس فقط تركض حولي لألعب معها قليلاً وكنت أرسلها لعائشة لتلعبا سوياً فلم أرد قطع وقت دراستي " كان أبو سالم يحدث نفسه وهو يتأوه من الألم على أخته وما حل بها "

"لكنني وعدته ...ااه ماذا سأفعل إن علم عمي بهذا لن تكون النتيجة جيدة أبداً وقد يأخذ أم سالم ويجبرني على الطلاق فعلى الرغم أنها تحبني لكن إن علمت أي نوع من العائلات هي عائلتي حقاً ستذهب مع والدها بالتأكيد ااااه أي العائلتين علي أن أختار"

**شعر أبو سالم بصداعٍ في رأسه فهو أمام خيارين إما فضح نفسه ومساعدة أخته علانية وبذلك قد يخسر عائلته الجديدة وحتى سمعته التي بناها على مدى السنين أو عليه أن يترك الأمر لأحد طلابه وينسى أنه رأى الأمر وقد تنتهي أخته بالتنازل عن القضية وتعود لزوجها في النهاية **

استمر أبو سالم بالنظر للصور طوال اليوم, لقد ضُربت أخته بشكل مؤلم للغاية فكانت هناك آثار حزام بنطال وآثار أخرى لحروق متفرقة في الجسم وأخرى للكمات وضربات بقبضة اليد 

" لقد ضربها وعذبها بمختلف الأدوات والأشكال لقد كانت الصور من أعنف الصور التي رأيتها في مسيرتي المهنية ...او ربما لإنها أختي أعتقدت ذلك ..."

" إذاً ماذا فعلت ؟" كان السؤال صادماً هذه المرة فلم يكن الشخص الذي سأل  سوى الفتى الغامض الذي سمع الحاضرون صوته لأول مرة 

"يبدو أن قصتي مشوقة أكثر من قصتك ياماجد" حاول العجوز إخفاء مشاعر الألم والحزن التي عادت إليه عند تذكر تلك الحادثة بالسخرية من ماجد لكن كان واضحاً للجميع صوته المرتجف الحزين

"اااه" تنهد العجوز تنهيدة طويلة ثم أكمل " لم أستطع الوقوف ساكناً لذا ما كان مني إلا ان طلبت عنوان فاطمة من السكرتيرة وذهبت لهناك "

" لم أخذ سيارتي كون المنطقة المذكورة بالعنوان من أخطر المناطق التي تحيط بالعاصمة فكانت مجموعة منازل عشوائية وغير مرخصة سكنها المجرمون والذين كانوا في فقر مدقع , طبعاً وصلت بسيارةالأجرة لبداية المنطقة وأكملت سيراً على قدمي حتى وصلت إلى دكان الحي والتقيت صاحبه فهوالوحيد الذي يستطيع إخباري بمكان أختي"

" من بالباب ؟" أتاني صوت امرأة بعد طرقي للباب الذي دلني عليه صاحب الدكان

"أنا محامي جئت من أجل الدعوة المقدمة من قبل السيدة فاطمة " هكذا عرفت عن نفسي للمرأة لإنني لاأعلم بعد من تكون  وبعد لحظات قصيرة فتح الباب, لم تكن أختي من فتح الباب ولكن امرأة قصيرة الطول بملابس رثة وشال قامت بلفه على رأسها بسرعة لتجيب على طرقي للباب 

 ...يتبع...

ذات مرة في ذاك القبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن