21- خطة جديدة

ابدأ من البداية
                                    

فتح الباب ليتفاجئ بسامية تستند بدلال على حافة الباب، مثلت الصدمة ورفعت حاجبيها "إيه ده! ده باين العنوان غلط! بس أنا شوفتك قبل كده صح؟"

ابتسم وأومأ بابتسامة جانبية "آه مش أنتِ سامية؟"

ضحكت ضحكة رقيعة وأومأت "طب ما أنت فاكرني أهو." فأومأ لها بخبث وأجاب بطريقة ماكرة "لا إزاي أنسى طبعًا يعني!"

"طب ما إيه؟ أنت عندك حد جوا ولا ينفع أدخل؟" قالت وهي تتقدم للداخل بالفعل وفوجئ بها تضع يدها على صدره وتهمس "تعرف إني كنت بفكر فيك من ساعتها؟"

ابتلع لعابه بصعوبة ونظر ليدها على صدره بتوتر وبحركة لا إرادية تراجع للخلف وهو يحمحم "لا مافيش حد .."

"طب وراك حاجة؟" قالت وهي تدخل وتغلق الباب خلفها وخلعت معطفها الثقيل لتظهر من تحته بسترة حمراء ضيقة ذات حمالات رفيعة، جعلت حلق الآخر يجف ويزدرد لعابه وهو يحدق فيها بتيه.

راقبها جيدًا من أعلى لأسفل وهي تتحرك بذلك البنطال الجينسي الضيق الذي يكتنز دهونها بداخله بصعوبة، حك عنقه ونظر حوله بعقلٍ متوقف عن العمل، لا يستطيع معرفة ماذا يفعل الآن؟

تذكر أمر ليلى وكأن رشده عاد له فجأة ليعطيه إجابة واضحة على سؤاله، فهو ليس بالخائن، هو حقًا لا يحب الخيانة، ربما هو سيئ ولو لم يكن قد تقدم لخطبة فتاة لكان قد جارى تلك الفتاة فيما تريد، كما أنه شعر بأنه سيصبح غير مرتاحًا في علاقته بليلى مستقبلًا وهذا دفعه للوقوف أمام سامية التي كانت في طريقها لغرفته وقال بطريقة صارمة "لا، أصل أنا مش فاضي."

"طب أجيلك وقت تاني؟" همست وهي تضع يدها على صدره من جديد فأمسك بيدها ليبعدها عنه "ولا وقت تاني، أنا خاطب.."

أعطته سامية نظرة ساخرة "والله؟ اومال كنت بتعاكسني ليه المرة اللي فاتت؟"

"ماعاكستكيش، أحمد هو اللي كان شاقطك مش أنا، أنتِ أكيد فهمتِ غلط، ولو سمحتِ البسي هدومك واخرجي لأني أصلًا خاطب وهتجوز."

"يا ولا؟ اطلع من دول .. أنت عايزني أتحايل عليك يعني؟" سخرت فارتسمت ملامح الضيق على وجهه والغضب يتملك منه خاصةً وهو يريد إبعادها عن هنا بأقصى سرعة ولا يريد مواصلة النظر لها بتلك السترة الضيقة

"بقولك إيه، اجري اتكلي على الله قولتلك، طريقك أخضر يلا .." زمجر في وجهها لكنها لم تتراجع واقتربت منه محاولةً احتضانه ولوهلة كان قد تصلب في مكانه لكن سرعان ما دفعها عنه بعيدًا وصاح "أنا قولتلك خاطب، مابتفهميش؟"

كان يكرر كلمة "خاطب" كثيرًا وكأنه يذكر نفسه وعقله بها قبل أن يذكر سامية.

غمزت له وقالت بطريقة لعوبة "طب ما تيجي أعلمك."

"لا والله، متعلم جاهز، مش محتاج حد يعلمني، متشكرين أفضالك .."

"أنت مالك بس قافش عليا كده ليه! هو أنا مش عاجباك؟" مثلت نبرة حزينة فلان وجهه وابتلع لعابه ثم قال بطريقة هادئة "يا ستي عاجباني والله، بس أنا خاطب مش هينفع .. عارفة لو كنتِ جيتِ أسبوع بدري، ماكنتش عملت كده بس أنا خاطب دلوقتي."

أربعة في واحدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن