20- ليلى والذئب

Zacznij od początku
                                    

وقفت أمام السور ورفعت قداحتها تشعل السيجارة التي بين شفتيها ولم توجه له أي حديث حتى حرك رأسه نحوها ونظر لها ولمظهرها الرث الغير مهندم والغير مكترث، والدخان الذي تنفخه من فمها بلا مبالاة، ولم يعرف متى وأين قد تكلم "ما تجيبي سيجارة." لكنه شعر بأنه يريد شيء ينفث فيه عن غضبه، ومن منظرها هذا أحس بأن السجائر هي المصدر الأقرب لذلك

عقدت حاجبيها وارتسمت ضحكة صغيرة على شفتيها وحركت رأسها له وهي تزيل السيجارة من فمها لتضعها بين إصبعيها، طالعته من أعلى لأسفل وفوجئ بها ترفض "تسء."

زادته غضبًا وحنقًا وأشاح بوجهه عنها وهو يقضم شفتيه بغيظ ثم ضرب على السور وقال بعناد "تمام، أنا نازل أشتري، شكرًا."

فوجئ بها تمسك بيده قبل أن يستدير "أنا ممكن أديك سيجارة، مافيش مشكلة، بس هل أنت شايف إن ده قرار صح؟"

ظنها تستهزئ به وسخر باندفاع "ولما هو قرار غلط، بتشربيها ليه؟"

صمتت وسحبت يدها عن يده ونظرت بعيدًا "هو قرار غلط بس كان أفضل ما أخد قرار أسوأ منه، بس ماظنش إن غضبك دلوقتي مهما كان كبير يستدعي إنك تدمر صحتك بالسجاير."

"أنا حاسس إن راسي هتنفجر من الضغط!" قال وهو يكوب رأسه بيده يديه ويسند على السور فأومأت "حاسة بيك، بس بلاش .. إيه رأيك تطلب أكلة حلوة بتحبها مثلًا وتشرب عصير لمون؟ أو ممكن تشرب لبن سخن، علميًا اللبن السخن مهدئ حلو جدًا للأعصاب، عشان كده بيشربوه للأطفال بالليل قبل ما يناموا."

هدأ وصمت لوهلة وهو ينظر أمامه نحو الشارع المظلم نظرًا لكون الوقت الآن يتعدى الثامنة مساءً، ثم عاد بنظره لداليا بتردد واقترح "تآكلي بيتزا؟"

قطبت جبينها واعتلت ابتسامة مستغربة على وجهها ثم رفعت يدها تحك عنقها بتوتر في حين حاصرها هو بنظراته المنتظرة تلك حتى حمحمت وأومأت "ماشي."

فابتسم وأخرج هاتفه ثم نظر لها "بالإيه؟" لترفع كتفيها وتجيب "بالفراخ." مما جعل ابتسامته تتسع ويضيف "تمام، يبقى اتنين بالفراخ."

طلب وجبته وأعطاهم العنوان ثم نظر لها وحك ذقنه "تتفرجي على friends وأحنا بنآكل؟"

لم تدري ما الذي تقوله؛ فهي قد وافقت على الأكل معه بالفعل؛ فما الذي سيمنعها من مشاهدة حلقة من مسلسلها المفضل معه؟ وهذا دفعها للإيماء بهدوء لتراقب ابتسامته تتوسع ويسارع لداخل غرفته جالبًا حاسوبه المحمول.

بينما في مكانٍ آخر ضرب هشام باب غرفة شقيقته بقدمه ودخل بوجهٍ متجهم، وجدها نائمة على السرير وتتفحص هاتفها لكنها ارتعبت وأغلقته فور رؤيته أمامها

"أنتِ كنتِ بتعملي إيه ومالك أتخضيتِ كده ليه؟" ضيق عينيه فاعتدلت ولملمت شعرها خلف أذنيها "مش بعمل!"

ورغم تشككه فيما قالت لكنه لم يأتي هنا ليناقش ما الذي تفعله، بل أتى لموضوعٍ آخر

"أنت موافقة على الزفت ده ولا لا؟" سأل بطريقة مهددة وهو يشبك يداه أمام صدره ويجلس أمامها على السرير

أربعة في واحدOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz