الفصل الثالث عشر

82 5 2
                                    

وقفت إلينا ضمن دائرة البالغين ورجال الشرطة ، في إنتظار فرصة للهروب .
كانت تعلم ان مات حذر ستيفان وجهه أخبرها هذا ولكنه لم يكن قادرا على الاقتراب منها بما يكفي للتحدث معها .
أخيرا ، مع تحول كل الإنتباه إلى الجثة ، فصلت نفسها عن المجموعة واتجهت نحو مات .
" ستيفان غادر بخير " قال وعيناه على مجموعة من البالغين .
"ولكنه قال لي أن ارعاكي وأنا أريد منك أن تبقي هنا "
" ترعاني ؟ " ومض تنبيه وشك من خلال عيني إلينا .
ثم تقریبا همست وقالت " أفهم " فكرت للحظة ثم تحدثت بعناية .
" مات ، أنا بحاجة للذهاب لغسل يدي . نقلت ہوني الدم إلي . انتظر هنا . ساعود."
بدا يقول شيئا كاحتجاج ، لكنها كانت تتحرك بالفعل مبتعدة .
رفعت يديها الملطخة كحجة حتى وصلت إلى باب غرفة خلع الملابس الخاصة بالفتيات ، والمدرس الذي كان واقفا هناك الأن سمح لها بالدخول .
بمجرد أن أصبحت في غرفة خلع الملابس ، ومع ذلك ، استمرت في السير ، التخرج من الباب إلى المدرسة المظلمة .
.....
ومن هناك ، إلى الليل .
زیکونو ؟ فکر ستیفان ، بينما يسحب حقيبة الملابس ويرمي محتوياتها لتطير في الهواء .
غبي ؟ أعمي ، بغيض معتوه .
كيف يمكن أن يكون غبي إلى هذا الحد ؟ يجد مكان معهم هنا ؟ يقبل أن يكون واحد منهم ؟ لابد أنه كان مجنونا ليفكر ان هذا ممکن .
التقط واحد من الخزانات الكبيرة ورمى بها من خلال الغرفة ، حيث تحطمت على الجدار ، مكسرة نافذة . غبي ، غبي
من الذي يسعي وراءه ؟ الجميع  قال له مات هذا
كان هناك هجوم آخر ... ويعتقدون أنك فعلت هذا "

حسنا ، لمرة واحدة بدا الأمر كما لو كان منهما ، ولكن الخوف الذي يعيش مع البشر من كل شيء مجهول ، كان صحيح ؟
فكيف تفسر ما حدث ؟ شعر بالضعف ، والارتباك ، ثم ابتلعته الظلمة ،عندما استيقظ كان ذلك عندما سمع مات يقول أن شخص آخر تم الهجوم عليه ، إعتداء . هذه المرة ليس سرقة دمه ولكن حياته .
كيف تفسر ذلك إلا أن ستيفان ، هو القاتل قاتل هذا ما كان عليه ، شر ، مخلوق ولد في الظلام ، ومقدر له أن يعيش ويطارد ويختبئ هناك إلى الأبد ، حسنة ، إذن لماذا لا تقتل ؟ لماذا لا ينفي طبيعته ؟ حيث أنه لا يستطيع تغيير ذلك ، ربما يستمتع بذلك .
سوف يطلق العنان لظلام نفسه على هذه البلدة التي تكرهه ، والتي تريد أن نصطاده الآن . ولكن اولا ... كان عطشان . احرقت عروقه مثل شبكة من الأسلاك ، حار جاف .
إنه يحتاج لتغذية ... قريبا .. الآن .

....

كان داخل المنزل مظلم . طرقت إلينا على الباب لكنها لم تتلقى أي  جواب .
قصف  الرعد في سماء المنطقة ولكن  لم يكن هناك مطر .
بعد الطرقة الثالثة حاولت ايلينا  فتح الباب ، و انفتح . في الداخل ، كان المنزل صامت و معتم . تلمست طريقها إلى الدرج وصعدت عليه .
الطابق الثاني كان مظلم كذلك ، وتعثرت ، وحاولت أن تجد غرفة النوم في الطابق الثالث
. وظهر ضوء خافت في أعلى الدرج ، وقفزت نحوه ، وشعرت بالجدران المظلمة ، والتي بدا وكأنها ستطبق عليها من الجانبيين وكان الضوء قادم من أسفل الباب المغلق .
اسرعت إلينا إلى الضوء وبسرعة . " ستيفان همست ، ومن ثم نادت بصوت أعلى .
" ستيفان ، هذا أنا " لا جواب ، طرقت على الباب ودفعته ليفتح
" ستيفان ... " وكانت تتحدث إلى غرفة فارغة . وكانت الغرفة مليئة بالفوضى .
بدا الأمر وكان بعض الرياح القوية قد مزقتها ، تاركة الدمار في طريقها .
الخزانة التي كانت تقف في الزاوية ترقد الآن في زاوية غريبة ، و ادراجها مفتوحة ، وتناثرت محتوياتها على الأرض .
وقد تحطمت نافذة واحدة . وتناثرت جميع ممتلكات ستيفان ، وجميع الأشياء التي كان يحتفظ بها بعناية والتي كانت تبدو قيمة ، كانت ملقاة مثل القمامة . اجتاح الخوف إلينا .
الغضب ، والعنف من هذا المشهد من الدمار الواضح بشكل مؤلم ، وجعلها تشعر بالدوخة تقريبا .
شخص لديه تاريخ من العنف ، کان تایلر قد قال .
انا لا يهمني ، فکرت ايلينا  ، وتزايد غضبها ليتغلب على خوفها .
لا يهمني أي شيء ،اين ستيفان ، لا أزال اريد رؤيته .
ولكن أين أنت ؟ كان الباب المسحور في السقف مفتوح وكان الهواء البارد يهب بإستمرار .
أوه ، فکرت إلينا ، وشعرت بفتور مفاجئ من الخوف كان هذا السقف عالي جدا ... إنها لم تتسلق السلم أبدا إلى هذا الإرتفاع من قبل ، وتنورتها الطويلة جعلت الأمر صعب .
ونظرت من خلال الباب المسحور ببطء ، رکعت على السطح ثم وقفت ، ورات شكل في الظلام في الزاوية ، وتحركت بسرعة نحوه .
" ستيفان ، اضطرت إلى أن أتي " بدأت ، وقطعت كلامها بسرعة ، لأن ومیض البرق أضاء السماء كما أظهر تمام الزاوية  التي تقف فيها ، وحينها كان كما لو أن كل الخوف والترقب والكابوس الذي كان تشعر به في وقت مضى قد اصبح حقيقة مرة واحدة .
كان يصرخ فيها ، كان أبعد من اي شيء أوه إلهي ... لا .
رفض عقلها فهم ما كانت تراه عينيها . لا . لا .
إنها لن تنظر إلى هذا ، لن تصدقه ... ولكنها لم تستطع منع نفسها من الرؤية ، حتى لو أغلقت عينيها ، كل تفاصيل المشهد محفور في ذاكرتها .
كما لو كان وميض البرق قد وضع داخل عقلها إلى الأبد ستيفان  ستيفان الانيق جدا والانيق في ثيابه العادية ، في سترته الجلد السوداء مع الياقة البيضاء .
استدار ستيفان مع شعره الداكن مثل الغيوم العاصفة التي تدور خلفه . كان قد ظهر ستيفان في ومضة الضوء ، وهو نصف مستدير نحوها ، وينحني إنحناءة وحشية ، وهناك غضب حيواني على وجهه . والدم . كان فيه الحساس المتغطرس ملطخ بالدم .
كان يظهر لون أحمر مروع ضد شحوب بشرته ، وبياض أسنانه الحادة .
كان بين يديه جسد حمامة بيضاء مثل أسنانه الحادة
وأجنحتها متفرقة .
وكانت هناك حمامة أخرى على الأرض عند قدميه ، مثل منديل مكوم ومهمل .
" يا إلهي ، لا " همست إلينا . وهمست بذلك وتراجعت ، بالكاد ادركت انها كانت تفعل ذلك . لم يستطع عقلها ببساطة أن يتعامل مع هذا الرعب ، وافکارها كانت تعمل بطريقة عشوائية في ذعر ، مثل الفار الذي يحاول الهروب من القفص .
لم تستطع أن تصدق هذا ، ولن تصدق ذلك .
وامتلا جسدها بتوتر لا يطاق ، وقلبها ينفجر وراسها يترنح .
يا إلهي ، لا ... "
" إلينا ! " كان فظيع أكثر من هذا ، أن تری ستيفان ينظر لها من فوق الحيوان ، لتتغير نظرته إلى صدمة ويأس .
" إلينا ، أرجوك أرجوك ، لا ... "
" يا إلهي ، لا ! " كانت الصرخات تحاول أن تشق طريقها للخورج من حلقها . وتراجعت ، وتعثرت بينما كان يتخذ خطوة نحوها .
" لا "
" إلينا ، أرجوك- كوني حذرة " هذا شيء رهيب ، هذا الشيء على وجه ستيفان ، وهي يأتب نحوها ، والعيون الخضراء تحترق .
أبعدت نفسها متراجعة خطوة أخرى ، بعيدا عن يده الممدودة .
هذا اليد الطويلة النحيلة والتي كان يمررها في شعرها برفق ...
" لا تلمسني ! " بکت . وبعدها صرخت ، بينما حرکتها أوصلتها إلى الدرابزين الحديد الذي يصل إلى النافذة .
لقد كان الحديد الذي موجود منذ ما يقرب من قرن ونصف تقريبا وفي أماكن منه كانت صدئة . وكان وزن إلينا كثيرا عليه ، وشعرت به يقع . سمعت صوت تمزق المعدن والخشب يختلط مع صرختها . ومن ثم لم يكن هناك شيء وراء ظهرها شيء لتمسك به ، وكانت تقع . في تلك اللحظة ، رأت الغيوم الأرجوانية تغلي ، والجزء الأكبر من البيت المظلم بجانبها .
يبدو أن لديها ما يكفي من الوقت لرؤيتهم بوضوح ، وشعرت بشعور لا نهاية له من الرعب وهي صرخت وسقطت .
ولكن الرهيب ، أن لم يحدث التحطم .
فجأة شعرت بأيدي حولها ، تدعمها في الفراغ .
كان هناك أذرع ملتفة بقوة حولها ، حملت وزنها ، وامتصت الصدمة وخففت الوقعة عليها .
جعلت نفسها بلا حراك داخل دائرة تلك الأذرع ، في محاولة لتهدئة نفسها .
تحاول أن تصدق شيء آخر لا يصدق .
لقد سقطت من سقف منزل مكون من ثلاث طوابق ، وحتى الآن كانت على قيد الحياة .
كانت تقف في حديقة المنزل الداخلية ، في صمت تام بين دوي الرعد ، والأوراق المتساقطة على الأرض حيث كان ينبغي أن يكون جسدها متكسر .
ببطء ، رفعت نظرها لتواجه وجه الذي يمسك بها . ستيفان .
كان هناك الكثير من الخوف ، والكثير من الضربات هذه الليلة .
لم يعد بإمكانها التفاعل بعد ذلك .
استطاعت فقط أن  تحدق في وجهه مع نوع من العجب .
أن يكون وحيدا جدا ، غريب جدا ووحيد ... كان هناك هذا الحزن في عينيه .
تلك العيون " أوه ، ستيفان " همست به .
التي تحترق مثل الثلج الأخضر الأن مظلمة لم يكن هناك جواب في تلك العيون وفارغة ، بائسة .
النظرة نفسها التي رأتها في الكئيبة ، عیون خاسرة . " تعالي " قال بهدوء تلك الليلة الأولى في غرفته ، والان فقط وقادها نحو المنزل وكانت أسوا.
  الان هناك كراهية للذات مختلطة مع الحزن ، وإدانة مريرة  لا يمكنها تحمله.
  " ستيفان " همست ، وشعور من الحزن  كان يدخل إلى روحها .
لا يزال بإمكانها رؤية مسحة من اللون الأحمر على شفتيه ، ولكن الآن أيقظ مع رعب غريزي .
أن يكون وحيدا جدا ، غريب جدا ووحيد ...
" أوه ، ستيفان " همست به .
لم يكن هناك جواب في تلك العيون الكئيبة ، عیون خاسرة .
" تعالي " قال بهدوء وقادها نحو المنزل .
شعر ستيفان بإندفاع العار بينما يصلون للطابق الثالث ويرى الدمار الذي كان عليه غرفته .
إلينا ، من بين جميع الناس ، تری هذا كان لا يطاق . ولكن عندها ، ربما كان مناسب ايضا لأنها ينبغي أن ترى ما كان عليه حقا ، ما يمكن أن يفعله .
تحركت ببطء ، نحو السرير وجلست .
ثم نظرت للاعلی نحوه ، وعينيها المظللة قابلت عينيه .
" قل لي " وكان هذا كل ما قالته .
ضحك ضحكة قصيرة خالية من المرح ورآها تجفل . وجعله ذلك يكره نفسه أكثر .
" ماذا تحتاجين أن تعرفي ؟ " قال ، ووضع قدمه على الخزانة التي انقلبت وواجهها بتحدی تقریبا ، مشيرا إلى الغرفة في لفتة .
" من فعل هذا ؟ أنا فعلت "
" أنت قوي " قالت وعيناها على الخزانة المقلوبة . رفعت بصرها وهي تتفحصه ، كما لو كانت تتذكر ما حدث على السطح
" وسريع "
" أقوى من الإنسان " قال ، مع تركيز متعمد على الكلمة الأخيرة .
لماذا لم ترتد بعيدا عنه الآن ، لماذا لم تنظر إليه بإشمئزاز کما شاهد من قبل ؟ إنه لا يهمه ماذا تعتقد بعد الان .
" رد فعلي هو سريع ، وانا أكثر مرونة كما يجب أن أكون . أنا صياد " قال بقسوة .
شيء في نظرتها جعله يتذكر كيف أنها كانت قد قاطعته . مسح فمه بظهر يده ، ثم ذهب بسرعة ليلتقط كوب من الماء والذي لم يمسه سوء وكان موضوع على المنضدة .
شعر بعيناها عليه بينما يشرب ومسح فمه "قالت مرة أخرى "أوه" إنه لا يزال يهتم بما تعتقده بشانه ، حسنا .
" ايمكنك أن تأكل وتشرب ... اشياء اخرى "
" أنا لست بحاجة لذلك " قال بهدوء ، وشعر بالضجر والهزيمة .
" لا أحتاج إلى أي شيء آخر " همس وشعر فجاة بارتفاع كثافة العاطفة بداخله مرة أخرى .
" أنا قلت کنت سريع ولكن ليس هذا ما القول الصحيح , هل سمعت مقولة " السريع و المميت " إلينا ؟ السريع يعني العيش : إنها تعني أولئك الذين لديهم حياة . أنا من النصف الآخر "
كان بإمكانه أن يرى أنها ترتجف . ولكن صوتها كان هادئة ، وعيناها لم تغادره .
" أخبرني " قالت مرة أخرى .
" ستيفان ، لدي الحق في المعرفة "
تعرف على تلك الكلمات . وكانوا على حق كما هو الحال عندما قالتهم له لأول مرة .
" نعم ، أنا أفترض أنك كذلك " قال ، وكان صوته متعبأ وقاسي .
حدق من النافذة المكسورة لدقائق قليلة ثم عاد للنظر إلى وجهها وتحدث بشكل قاطع .
" لقد ولدت في أواخر القرن الخامس عشر . هل تصدقين هذا ؟ "
نظرت إلى الكائنات المتناثرة على مكتبه والتي اكتسحها بذراعه في الفلورين ، وكاس العقيق ، وخنجره .
" نعم " قالت بهدوء .
" نعم ، اصدق هذا "
" وتريدين أن تعرفي المزيد ؟ كيف أصبحت على ما أنا عليه ؟ " وعندما اومات استدار إلى النافذة مرة أخرى .
كيف يمكنه أن يقول لها ؟ وهو الذي تجنب الأسئلة لفترة طويلة ، واصبح خبير في الاختباء والخداع . لم يكن هناك سوى طريقة واحدة ، وهي قول الحقيقة المطلقة ، وعدم حجب أي شيء أن يضع كل شيء أمامها ، ما لم يقدمه لأي شخص آخر .
وأراد أن يفعل ذلك . على الرغم من أنه يعلم أن ذلك سيجعلها تهرب بعيدا عنه في النهاية ، إنه يحتاج ليري إلينا ما هو عليه .
وهكذا ، حدق في الظلام خارج النافذة ، وحيث ومضات من البرق تضيء السماء بدا الحديث . تحدث بتجرد ، دون إنفعال ، واختار كلماته بعناية ، قال لها أن والده ، كان رجل نهضة صلب ، وعن عالمه في فلورنسا ومباني بلاده .
اخبرها عن دراسته وطموحاته وعن شقيقه ، الذي كان يختلف كثيرا عنه ، وعن الشعور المريض بينهما
..
" لا اعرف متى بدا دیمون يكرهني " قال .
" لقد كنت دائما على هذا النحو ، طالما استطيع التذكر . ربما بسبب أن أمي لم تتعافي أبدأ من مولدي ،لقد ماتت بعد سنوات قليلة ، احبها دايمن كثيرا ، وكان لدي دائما شعور بانه يلقي اللوم علي " توقف وابتلع ريقه .
" ومن ثم ، لاحقا ، كانت هناك فتاة "
" تلك التي أذكرك بها ؟ " قالت إلينا بهدوء . اوما لها . " هذه هي " قالت ، باکثر تردد واكملت
"التي اعطتك الخاتم ؟ "
كان يلقي نظرة إلى الأسفل نحو خاتم الفضة في إصبعه ، ثم التقى بعينيها . ثم ببطء ، سحب الخاتم الذي كان يرتديه في سلسلة أسفل قميصه ونظر إليه .
" نعم ، وكان هذا الخاتم لها " قال .
" بدون طلسم من هذا القبيل ، نموت في ضوء الشمس كما لو كنا في النار "
" إذن كانت ... مثلك ؟ "
" لقد صنعت ما أنا عليه " بتردد ، أخبرها حول كاثرين ، عن جمال وحلاوة كاثرين ، وعن حبه لها . وحول دايمن .

مذكرات مصاص دماء الجزء الاول &الصحوة&Where stories live. Discover now