الفصل الثاني

535 24 3
                                    

حصرت إلينا منذ لحظة دخولها إلى ساحة وقوف السيارات في المدرسة الثانوية ، الكل متواجد ، كل الحشد الذي لم تره منذ يونيو الماضي ، بالإضافة إلى أربعة أو خمسة آخرين من الذين يتمنون اکتساب الشهرة بالمناسبة ، استقبلت إلينا عناقات الترحيب واحدا تلو الاخر من جماعتها الخاصة کارولین نمت على الأقل إنش ، أصبحت اکثر نحافة ، وأكثر شبها بنماذج الموضة من قبل ، حبت إلينا ببرود ومن ثم تراجعت للخلف بعينيها الخضراوتين الضيقتين مثل القطط أما بوني لم تنمو إطلاقا ، وصل شعرها الأحمر المموج بالكاد إلى ذقن إلينا وهي تحيط إلينا بذراعيها ، في حين فكرت إلينا : " لحظة .. مموج ؟ " ومع تلك الفكرة دفعت الفتاة الصغيرة للخلف وهي تقول : " بوني ! ماذا فعلت لشعرك ؟ " " هل أعجبك ؟ أعتقد أنه يجعلني أكثر طولا ؟ ونفشت شعرها المنفوش إلى أعلى و ابتسمت ، ولمعت عيناها بالإثارة ، وأضاء وجهها الشبيه بالقلب الصغير .
انتقلت إلينا إلى آخرى قائلة : " میریديث أنت لم تتغيري مطلقا " كان هذا العناق دافئ من الجهتين ، لقد افتقدت إلينا میریديث اکثر قليلا من الأخريات ، فكرت إلينا في هذا وهي تنظر إلى الفتاة الطويلة ، میریديث لم تضع مطلقا أي مستحضرات تجميل ، لكن مع بشرتها الخمرية الممتازة والظلال الداكنة لجلدها ، فهي لا تحتاج لها ، والآن كانت ترفع أحد حاجبيها الرائعين وهي تتفحص إلينا قائلة : " حسنا ، شعرك إزداد درجتان من الظلال الفاتحة بسبب الشمس ... ولكن این الإسمرار ؟ اعتقدت أنك كنت تعيشين في الريفيرا الفرنسية ؟ " " أنت تعرفين أنا لا أسمر " قالتها إلينا وهي ترفع يدها لتتفحصها ، الجلد كان سليما مثل البروسيلين ، ولكن تقريبأ فاتح ونصف شفاف ک بوني " لحظة ، ولكن هذا يذكرني " قالتها بوني وهي تخطف إحدى يدي إلينا بسرعة " خمنا ما الذي تعلمته من قريبتي في الصيف الفائت ؟ " وقبل أن يستطيع أي أحد التحدث تابعت " قراءه الكف "
تعالت بعض النكاات وبعض الضحكات . " اضحكوا كما تشاؤون " قالت بوني دون أي اختلال وتابعت " لقد أخبرتني قريبتي انني وسيطة روحانية ، والآن دعيني اری " وحدقت في كف إلينا . فقالت إلينا بقليل من قلة الصبر : " أسرعي وإلا سنتاخر " . " حسنا ، حسنا ، الآن هذا هو خط حياتك .. ام هل هذا خط قلبك ؟ " في الحشد احدا ما ضحك ضحكة نصف مكبوتة " هدوء .. أنا اصل في الفراغ .. أنا أرى .. أنا أرى . " وفي وقت واحد وجه بوني أصبح فارغا ، كما لو أنه أفرغ تماما ، عينيها البنيتان اتسعت ، لكنها لم تعد تحدق في كف إلينا ، كان الأمر وكأنها ترى من خلاله ... إلى شيء مخيف . غمغمت میریديث من خلفها " ستقابلين غريب غامض وطويل " وتعالت بعض الضحكات الخفيفة . قالت بوني بصوت هاديء وبعيد : " غامض نعم وغریب ... لكن ليس طويلا " . " بالرغم انه .. " وتابعت بعد دقيقة " لقد كان طويلا ذات مرة " ونظرت بعينيها البنية الواسعة إلى إلينا بإرتباك متابعة " و لكن هذا مستحيل .. أليس كذلك ؟ " وترکت يد إلينا بقوة " لا اريد الرؤية بعد الآن " " حسنا ، لقد انتهى العرض ، هيا نذهب " قالت إلينا للاخرين بغموض مؤلم ، دائما ما تشعر بان حيل الوسطاء الروحانين مجرد حیل ، فلماذا تشعر بالإنزعاج ؟ قد يكون لأنها تقريبا أخافت نفسها هذا الصباح بدات الفتيات في السير باتجاه مبنی المدرسة ، ولكن هدير محرك مظبوط على نحو ممتاز اوقف الجميع . بدأت کارولین قائلة : " حسنا الآن ... سيارة رائعة " صححت لها ميريدیث ببرود : " بورش رائعة "
ال 911 توربينا السوداء اللامعة أصدرت صوت خرير في ساحة وقوف السيارات باحثة عن مكان ، تتحرك ببطء وكأنها نمر يترصد فريسته . وعندما توقفت السيارة وفتح بابها الجميع المح السائق . همست کارولین " يا إلهي " . تنفست بوني " يمكن قول هذا من جديد " . ومن حيث تقف إلينا استطاعت أن ترى أنه يمتلك جسم مشدود العضلات صافي ، جینز باهت في الغالب يحتاج لخلعه ليلا ، وتي شيرت ضيق ، وسترة جلدية بقصة غير  معهودة ، وشعره كان مموج وغامق . لم يكن طويل ، كان بطول معتدل . اخرجت إلينا نفسها .. بينها قالت میریديث " من هذا الرجل المقنع ؟ " وكان تعليقها في محله ، فقد كان يرتدي نظارات شمس غامقة تخبئ وجهه شخص آخر قال " من هذا الغريب المقنع " وتعالت مجموعة من الأصوات من شخص اخر " هل رای احدکم هذه الستره انها ايطاليه كما في روما "وما ادراك انت لم تزر ابعد من نيويورك في حياتك"
" آه اوه"  إلينا حصلت على تلك النظرة مجددا ، النظرة المتصيدة " قصیر ، غامض ووسیم" ، من الأفضل أن " إنه ليس قصير ، إنه ممتاز " وخلال مناقشاتهم دوى صوت کارولین " اوه بربك إلينا ، لقد حصلت بالفعل على مات ، ما الذي تريدينه أكثر ؟ ما الذي تريدين فعله مع اثنين لا تستطيعين فعله مع واحد ؟ "نفس الشيء ... ولكن لمدة أطول " قالتها میریديث ، بينما بدأت المجموعة كلها بالضحك . الفتى كان قد أغلق سيارته وسار في طريق المدرسة ، عرضا إلينا بدأت بعده ، وسارت باقي الفتيات خلفها كمجموعة مترابطة ، وللحظة تصاعد الضيق داخلها ، ألا تستطيع السير إلى أي مكان دون موكب خلفها ؟ التقطت میریدیث نظرة إلينا ، فضحكت بالرغم عنها وقالت بنعومه : " التزام النبلاء " . ماذا ؟ " " لو ستكونين ملكة المدرسة ، عليك تحمل العواقب " .
تهجم وجه إلينا على هذا وهم يدخلون المبني ، امتد ممر طويل أمامهم ، بينما اختفى التمثال في الجينز والسترة الجلدية داخل المكتب أمامهم , ابطئت إلينا من خطواتها وهي تتجه إلى المكتب وأخيرا توقفت وهي تلقي نظرها بعناية على لوحة نشرات كورك بجوار الباب ، كان هناك نافذة كبيرة تجعل رؤية المدخل ممكنة . حدقت الفتيات الأخريات في النافذة وهن يضحكن قائلات : " مشهد خلفي جيد " " من المؤكد أن هذه السترة أمريكية " " هل تعتقد أنه من خارج الولاية "
إلينا كانت مرهفه اذنيها لتسمع اسم الفتى ، بدي وكانه هناك نوع من المشاكل في الداخل ، السيدة كلارك ، سكرتيرة المدير ، كانت تنظر في القائمه وتهز راسها بالنفي ، قال الفتى شيء ما ، فحرکت السيدة كلارك يدها في إشارة ما الذي يمكنني قوله ؟ ومن ثم حرکت إصبعها على القائمة من جديد وهزت رأسها بالنفي من جديد ، وبحزم بدا الفتى في الإستدارة مبتعدا ومن ثم عاد ، في حين نظرت له السيدة كلارك وتعبير وجهها كان قد تفير . نظارات الفتى الشمسية كانت في يديه الآن والسيدة كلارك بدات وكان شيء يفزعها ، إلينا استطاعت رؤية عينيها وهي ترمش عدة مرات ، وشفتيها التي فتحت واغلقت وكانها تحاول أن تتحدث . تمنت إلينا لو أنها تستطيع أن ترى اكثرمن مجرد خلف رأس الفتى ، كانت السيدة كلارك الآن تقلب في بعض الورق امامها و هي تبدو مذهولة ، وفي النهاية وجدت ورقة مجدولة عن شيء ما ، كتبت بها شيء ما و من ثم دفعت بها تجاه الفتى  بالكاد كتب الفتي بها ، تقريبا كان يوقعها ، ومن ثم أعادها إلى السيدة كلارك ، التي  حدقت بها وبعدها بحثت من جديد في مجموعة من الأوراق ومن ثم ناولته ما يبدو کجدول دراسي ، ولم تفارق عينها الفتى وهو يأخذه ويهز رأسه في شكر والتفت مغادرة المکتب ، كانت إلينا تشعر بفضول كبير الآن ، ما الذي حدث في الداخل ؟ وكيف يبدو وجه هذا الغريب ؟ ولكن عندما غادر المكتب كانت نظاراته الشمسية في مكانها من جديد . شعرت بخيبة الأمر . ولكنها لا تزال قادرة على رؤية باقي وجهه وهو يسير في المدخل ، الشعر المموج الغامق بارز السمات بشكل جيد كما أنه مأخوذ من عملة رومانية معدنية قديمة او ميدالية ، عظام وجنته بارزة ، وأنف کلاسیکی مستقیم ... وفم ليجعلك مستيقظ طوال الليل ، فکرت إلينا ، الشفة العليا كانت منحوتة بشكل جميل ، حساس قليلا ، كل شيء كان حساس ، توقفت دردشة الفتيات في الممر وكان أحد ما اغلق الزر . آیا معظمهم كان يلتفت مبتعدا عنه الان ، و البعض ينظر على أي شيء بدلا منه ، وقفت إلينا في نفس مكانها بجوار النافذة ، حرکت رأسها قليلا وسحبت الشريط الذي تربط به شعرها ليسقط حرا فوق كتفيها دون أن يلتفت سار الفتى النهاية الممر وبمجرد أن ابتعد عن مرمى السمع تعالت التنهيدات والهمسات إلينا لم تسمع أي منها كان يمر بالقرب منها الآن ، دهشت ، بجوارها تماما دون أن يلتفت إطلاقا . بشكل خافت سمعت صوت الجرس ، و میریديث كانت تشد ذراعها ، فقالت لها إلينا " ماذا ؟ " " أقول لك هذا هو جدولك ، لدينا علم حساب مثلثات في الطابق الثاني الآن ، هيا بنا " . إلينا سمحت لمیریديث بأن تدفعها إلى نهاية الممر وإلى أعلى السلالم حتى الفصل جلست في المقعد الشاغر تلقائيا بلا وعي ، وعدلت نظرها على المدرس في بداية الفصل دون أن تراه حقا ، فلم تكن صدمتها قد زالت بعد . لقد مر من جوارها تماما دون حتى أن يلقي نظرة ، لم تكن تتذكر كم مضى من الوقت منذ أن فعل أي ولد هذا ، كلهم ينظرون ، بعضهم يصفرون ، وآخرون يقفون للتحدث والبعض يكتفي بالتحديق وكان هذا كله جيدا بالنسبة لإلينا . فبعد كل شيء ما هو الشيء الأهم من الشباب ؟ فهم دلالة كم انت مشهورة ، كم أنت جميلة ، فهم مفيدين في أشياء عديدة ، وفي بعض الأحيان هم مثيرين ولكن هذا لا يدوم طويلا ، وفي بعض الأحيان هم سيئين من البداية . إلينا فكرت ، معظم الأولاد مثل الجراء ، رائعين في أماكنهم لكنهم غير نافعين ، و القليل منهم قد يكون أكثر من هذا ، قد يصبحون أصدقاء حقيقين مثل مات .
شيء وأكثر ، مات في العام الماضي تمنت لو أنه هو الشخص الذي تبحث عنه ، الشاب الذي يجعلها تشعر .. و حسنا أكثر من الإندفاع والإنتصار ، الفخر بإظهاره ما اقتنيته للفتيات الأخريات ، ولقد شعرت بإنجذاب حقیقی لمات ، ولكن خلال الصيف ، عندما اتيحت لها الفرصة للتفكير اكتشفت أن هذا الإنجذاب كإنجذاب لأحد الأقارب أو أخت .. كانت السيدة هالبرن تمرر كتب علم المثلثات ، تلقائيا اخذت إلينا کتابها و كتبت اسمها فيه ، وهي لا تزال غارقة في أفكارها . هي تحب مات أكثر من أي ولد آخر عرفته ، وهذا هو السبب الذي جعلها تريد إخباره أن كل شيء قد انتهی . لم تعرف كيف تخبره في خطاب ، ولا تعرف كيف تخبره الآن ، لم تكن قلقة من أنه سيثير الضجيج ، ولكنه لن يفهم ، فهي لا تفهم نفسها . لقد كان الامر وكانها تبحث عن ... شيء ، و عندما اعتقدت أنها وجدته ، لم يكن ما تبحث عنه ، لا مع مات ولا مع أي شاب عرفته .
والأن عليها البدأ من جديد ، ولحسن الحظ هناك دائما مادة جديدة ، لا يوجد ولد قاوم نجاحها ، أو تجاهلها حتى الآن . حتى الان ، تذکرت اللحظة في البهو ، وجدت إلينا اصابعها تضغط بقوة على القلم الذي تحمله ، فهي لا تصدق حتى الآن أنه مر إلى جوارها بتلك الطريقة . رن جرس الحصة ، خرج الجميع ، ولكن إلينا توقفت في المدخل ، تعض على شفتيها وتمسح بعينها الممر المليء بالطلبة أمامها ، ومن ثم لاحظت إحدى الفتيات من الباحثات عن الشعبية اللاتي كن يقفن معها في موقف السيارات فنادت عليها " فرانسیس ، تعالي " تقدمت منها فرانسیس بلهفة ، وجهها العادي كان مشرقا " اسمعي فرانسيس ، هل تذكرين الشاب هذا الصباح ؟ " صاحب البروش و ال الباقي ؟ كيف يمكن أن أنسى ؟ " " حسنا ، أنا أريد جدول حصصه ، خذيه من المكتب إن استطعتي ، او انسخيه منه إن اضطررتي ، ولكن هاتيه لي " بدت فرانسیس مدهوشة للحظة ، ومن ثم تذهب . ابتسمت وأومئت بالموافقة قائلة " حسنا إلينا ، سأحاول ، ساقابلك على الغداء إن استطعت الحصول عليه " " شكرا لك " قالتها إلينا وهي تراقب الفتاة أتعلمين ، أنت مجنونة حقا " قالتها میریديث هامسة في أذن إلينا . " ما فائدة كوني ملكة المدرسة إذا لم يكن باستطاعتك الحصول على الإمتيازات في بعض الأحيان ؟ " ومن ثم تابعت بهدوء : " إلى أين أتوجه الآن ؟ " " الإدارة العامة ، ها هو ، خذيه بنفسك " أعطتها میریديث الجدول " علي الإسراع الحصة الكيمياء ، إلى اللقاء " مرت حصة الإدارة العامة وباقي اليوم ضبابية ، تمنت إلينا أن نستطيع أن تری الطالب الجديد ، ولكنه لم يكن في أي من فصولها ، ولكن مات كان في إحداها وقد شعرت بالوخز عندما قابلتها عيناه الزرقاوتين بابتسامة . عندما رن جرس الغداء ، سارت وهي تلقي إيماءات مرحبة يمينا ويسارا في اتجاهها للكافيتريا ، کارولين كانت تقف خارج الكافيتريا وهي تسند ظهرها إلى الحائط وقد رفعت ذقنها إلى أعلى ، كتفيها للخلف ، القدم للامام ، و صمت الولدين الذين كانا يتحدثان معها واومنا إلى إلينا ما إن مرت . فقالت للولدين بإختصار " أهلا " ومن ثم نظرت إلى کارولین قائلة : " مستعدة للدخول وتناول الطعام ؟ " . بالكاد ومضت عيني كارولين الخضراوتين باتجاه إلينا وأزاحت شعرها للخلف قائلة " ماذا ؟ على الطاولة الملكية ؟ " . فوجئت إلينا ، فقد فكانت هي وكارولين صديقتان منذ الحضانة ، ودائما ما تنافستا بطيبة ، ولكن مؤخرا شيء ما أصاب کارولین بالمرارة التي تخللت صوت الفتاة . واصبحت تاخذ المنافسة بجدية أكثر فاكثر مما قبل ، والآن كانت إلينا متفاجئة فقالت إلينا بخفة : " حسنا ، هذا صعب ، كما لو أني من عامة الشعب " . " اوه ، انت محقة جدا بهذا الشأن " ، قالتها کارولین وهي تستدير لتواجه إلينا ، وعينيها الخضراوتين الشبيه بعين القطط كانت ضيقة وضبابية ، صدمت إلينا بالعداء الذي رأته في عينها ، أما الولدين فقد ابتسما بصعوبة وانصرفا مبتعدين . لم يبدو على کارولین انها لاحظت هذا " هناك العديد من الأشياء التي تغيرت و أنت غائبة هذا الصيف ، إلينا " . وتابعت " وربما وقتك على العرش قد نفذ . " إحمرت إلينا خجلا ، استطاعت أن تشعر بهذا ، ولكنها جاهدت لجعل صوتها هادئة وهي تقول : " ربما ، ولكني لو كنت مكانك ما اشتريت الصولجان الان ، کارولین . " و استدارت لتدخل غرفة الطعام . شعرت بالراحة لدى رؤيتها بوني وميريدیث ، وفرانسيس إلى جوارهم ، شعرت إلينا ببرودة في وجنتيها وهي تختار طعامها وتنضم إليهم ، فهي لن تجعل کارولین تحبطها ،هي لن تفكر في كاورلين مطلقا . " لقد حصلت عليه " قالتها فرانسیس وهي تلوح بقطعة من الورق ل إلينا وهي تجلس . " وأنا لدي أمور جيدة " قالت بوني باهمية " إلينا اسمعي هذا ، إنه في صف الأحياء معي ، أنا أجلس قبالته ، اسمه ستیفان ، ستيفان سلفاتور ، من ايطاليا ، ويقطن في طرف المدينة مع السيدة فلاورز " ومن ثم تنهدت وهي تتابع " وهو رومانسي جدا ، کارولین اسقطت كتبها فالتقطهم لها " تهجم وجه إلينا وهي تقول " كم هي خرقاء کارولین ، ماذا حدث ايضا ؟ "
حسنا ، هذا كل شيء ، لم يتكلم معها ، إنه غامض جدا ، أتعلمين السيدة ایندیکوت حاولت جعله يخلع نظارات الشمسية ، و لكنه لم يفعل ، إنها حالة طبية " . " أي نوع من الحالات الطبية ؟ " " لا اعلم ، ربما هي مميتة وأيامه باتت معدودة ، الن يكون هذا رومانسي ؟ " قالت میریديث : " أوه ، جدا . " إلينا كانت تنظر إلى ورقة فرانسيس وهي تعض على شفتيها : " إنه في صف الحقبة السابعة من تاريخ أوروبا معي ، هل هناك شخص آخر يأخذ هذا الفصل معي ؟ "
قالت بوني : " أنا أفعل ، واعتقد کارولین ايضا ، اوه ، وربما مات لقد قال شيئا أمس عن كم هو محظوظ لأنه حصل على السيد تانر " رائع ، فكرت إلينا ، والتقطت الشوكة و أخذت تطعن البطاطا المهروسة أمامها ، يبدو أن الحقبة السابعة ستصبح اكثر متعة .
،،،
ستيفان كان سعيدا أن اليوم الدراسي أصبح على وشك الإنتهاء ، لقد أراد أن يخرج من تلك الغرف المزدحمة والممرات ، ولو الدقيقة .عقول كثيرة ، والضعط من أنماط التفكير المختلفة ، الكثير من الأصوات العقلية المحيطة به ، جعلته يشعر بالدوار لقد مضت سنوات طويلة منذ كان في وسط سرب من الناس بتلك الطريقة عقل واحد تحديدا كان أوضح من الآخرين ، كانت واحدة ممن وقفن يراقبه في الممر الرئيسي أمام مبنى المدرسة ، لم يكن يعلم کیف تبدو ، ولكن شخصيتها كانت قوية ، وكان متأكدا أنه قادر على تميزه مرة أخرى . حتى الان ، على الاقل لقد نجا من اليوم الأول في الحفلة التنكرية ، ولقد استخدم قواه مرتين فقط ، وبعد ذلك باقتصاد ، و لكنها كانت متعب ، ولقد اعترف نادما ،والاخير جائعا ، الأرنب لم يكن كافي . اقلق على ذلك فيما بعد ، وجد ن فصلها وجلس ، وعلى الفور شعر بوجود هذا العقل مجددا . توهج على حافه وعيه ، ضوء ذهبي ناعم و نابض بالحياة ، وللمرة الأولى كان قادرا على تحديد مكان الفتاة ، لقد كانت جالسة مباشرة أمامه . وحتى عندما اعتقد إستدارات واستطاع رؤية وجهها ، كل ما استطاع فعله ألا يشهق في صدمة . كاثرين ، بالطبع ليست هي ، كاثرين ماتت ، ولا أحد يعلم هذا اکثر منه . ولكن الشبه كان عجيبا ، نفس الشعر الذهبي الباهت ، بطريقة عادلة جدا بدی وكانه يتلاك ، البشرة كريمية اللون ، التي جعلته دائما يفكر في البجع أو المرمر ، إحمرت خجلا بلون قرنفلي على وجنتيها ، والعينان ... عينان كاثرين كانتا لون لم يری مثله مطلقة ، أغمق من زرقة السماء ، بمثل نحنى الازورد ، وتلك الفتاة كانت لها نفس العينان . وكانت تركز عليه وهي تبتسم . خفض بصره من الابتسامة سريعة ، غیر کل شيء ، هو لا يريد أن يفكر في كاثرين ، لا يريد أن ينظر إلى الفتاة التي تذكره بها ، و لم يعيد يريد الشعور بوجودها اكثر من هذا ، ظل ينظر إلى المكتب ، مغلقا عقله بأقوى ما يستطيع ، وفي النهاية استدارت الفتاة من جديد . لقد جرحت ، حتى وهو مغلق لعقله شعر بهذا ، ولكنه لم يهتم ، في الحقيقه لقد كان سعيد لهذا ، وتمنى أن يبقيها هكذا بعيدة عنه ، وبخلاف ذلك لم يكن لديه أي شعور عنها . وظل يخبر نفسه بهذا وهو جالس ، صوت المدرس كان يصل إليه غير مسموع ، ولكنه استطاع أن يشتم تلميحا لبعض العطر .. فكر " البنفسج " ورقبتها البيضاء الممشوقة منحنية على كتبها وشعرها الفاتح يسقط على جانبيه . في غضب وإحباط ، میز الشعور المغري على أسنانه ، الشعور بدغدغة والوخز الخفيف اكثر من الألم ، لقد كان الجوع ، جوع من نوع خاص ، ولا أحد ، لقد كان على وجه الإنغماس .كان المدرس يسير في الفصل كالنمس ، يسال اسئلة ، فرکز ستيفان إنتباهه على الرجل ، في البداية كان متحیر ، بالرغم من أنه لم يستطع أحدا الإجابة على السؤال ، ظل السؤال ينتقل بينهم ، ثم لاحظ ستيفان أن هذا هو غرض الرجل ، ليخجل الطلبة بما لا يعرفونه .
والان فقط وجد ضحية آخرى ، فتاة بخصل شعر حمراء ووجه يشبه القلب ، شاهده ستيفان بالإكراه وهو يلح بسؤاله على الفتاة بدت الفتاة بائسة وهو يستدير مبتعدة اليواجهه باقي الفصل قائلا : " هل رايتم ماذا أعني ؟ تعتقدون أنكم أشياء ناعمة جدا انتم الأن طلبة في الصف الأخير ، تستعدون ، دعوني أخبركم ، بعض منكم ليس مستعدأ حتى للتخرج من الحضانة ، مثل هذه " وأشار في اتجاه الفتاة ذات الشعر الأحمر " لا تعلم أي شيء عن الثورة الفرنسية ، تعتقد أن ماري أنطوانت للتخرج ، حسن ،بطلة فيلم صامت . " الطلاب من حول ستيفان كانوا يشعرون بعدم الراحة ، لقد شعر بالإستياء والإهانة والخوف في عقولهم ، لقد كانوا جميعهم خائفين من الرجل النحيل صفير الجسم ذا أعين ابن عرس ، حتى الفتى الضخم الذي كان أطول منه " حسن لنجرب حقبة آخرى " ونظر إلى الفتاة التي كان يسيء لها من قبل متابعة " خلال عصر النهضة ... " قطع حديثه متابعة " تعرفين ما هو عصر النهضة ، أليس كذلك ؟ الفترة ما بين الثلاثينيات والستينيات ،حيث كانت أوروبا تعيد إكتشاف الأفكار العظيمة لقدماء اليونان وروما ؟ الفترة التي انتجت أعظم فنانين ومفکرین اوروبا ؟ " و عندما أومنت الفتاة بارتباك تابع : " خلال عصر النهضة ما الذي كان الأطفال في سنك يفعلون في المدارس ؟ حسنا ؟ أي أفكار ؟ اي تخمينات ؟ " ابتلعت الفتاة ريقها بصعوبة وبابتسامة ضعيفة قالت " يلعبون كرة القدم خلال الضحك الناجم عن كلامها أظلم وجه المدرس وقال " بصعوبة " عم الصمت على الفصل " هل تعتقدين أن هذه مزحة ؟ حسنا في تلك الأيام كان الطلبة في عمرك يجيدون عدة لغات ، وكانوا ايضا يعرفون المنطق ، والفلسفة والرياضيات والفلك وقواعد اللغة ، كانوا مستعدين لدخول الجامعة التي فيها كل المناهج اللاتينية ، كرة القدم من المؤكد أنها في آخر ... " " اعذرني الصوت الهاديء أوقف المدرس في وسط حديثه ، وحدق الجميع في ستيفان " ماذا ؟ ماذا قلت ؟ " أعاد ستيفان : " لقد قلت اعذرني " وخلع نظارته وقام واقفا " ولكنك مخطئ ، الطلاب " في عصر النهضة كانوا يشجعون التدرب في الألعاب ، كانوا يدرسون أن العقل السليم في الجسم السليم ، وهم بالتاكيد كانوا يلعبون الالعاب الجماعية ، مثل الكریکت والتنس ... وحتى كرة القدم " والتفت إلى الفتاة ذات الشعر الأحمر وابتسم فابتسمت له بإمتنان ، ومن ثم عاد إلى المدرس و أضاف " ولكن أهم شيء تعلموا حسن الخلق والكياسة ، أنا متاكد ان كتابك سيخبرك هذا . " الطلاب كانوا يبتسمون في حين كان وجه المدرس إحمر من الغصب وكانه سينفجر ولكن استمر في النظر إليه حتى أشاح المدرس بوجهه ، ورن الجرس ، وضع ستيفان نظاراته وجمع كتبه . لقد جذب لنفسه الإهتمام أكثر مما يجب ، ولم يكن يريد أن ينظر إلى الفتاة الشقراء مجددا إلى جوار أنه كان يريد الخروج من هناك سريعا ، فقد كان هناك شعور بالحرق مألوف في عروقه . عندما وصل إلى الباب صاح أحدهم : " أنت ، هل كانوا حقأ يلعبون كرة القدم لم يستطع منع ابتسامة من خلف كتفه وهو يقول : " آه ، نعم أحيانا بالرؤوس المقطوعة من أسرى الحرب " . راقبته إلينا وهو يذهب ، لقد أزاح وجهه عنها عمدا ، لقد تجاهلها عمدا ، وأمام کارولين التي تراقبها كالصقر ، أحرقتها الدموع في عينها ، ولكن في هذا الوقت فكرة واحدة كانت تحترق في رأسها ، ستحصل عليه حتى ولو قتلها هذا ، حتی ولو قتلهما معا ، ستحصل عليه .

مذكرات مصاص دماء الجزء الاول &الصحوة&Where stories live. Discover now