الفصل الخامس

162 7 2
                                    

كان البدر في منتصف السماء عندما عاد ستيفان إلى النزل ، كان مصابا بدوار ، وكان يترنح في مشيته ، وكلاهما بسبب التعب والإرهاق الذي أصابه وكذلك بسبب الدم الذي شربه حتى التخمة ، لقد مر وقت طويل منذ ان اطلق لنفسه العنان بالتغذي بالدم بشراهة ، لكن الإنفجار والظهور المفاجئ للقوة الوحشية الهائجة بالقرب من المقبرة ، لحقته وحاصرته بنوبتها المسعورة محطمة تحكمه بنفسه الضعيف اصلا لا يزال حتى الآن يجهل من أين جاءت تلك القوة ، لقد كان يراقب من مكانه الفتيات الثلاث ، عندما انفجرت هذه القوة من مكان ما بجانبه ! حاثة الفتيات على الفرار ! لقد احتار بين أمرين : الخوف من مواجهة الفتيات لخطر السقوط في النهر ، أو رغبته في جس هذه القوة وإيجاد مصدرها . واختار اخيرا أن يتبعها غير قادر على تركها تتعرض الإمكانية الاذی . شيء أسود طار نحو الغابة في الوقت الذي وصلت فيه الفتيات إلى أمان وحماية الجسر ، حتى قدرات وحواس ستیفان الليلية لم تمكنه من معرفة ماهية ذلك الشيء بقي يراقبها وهي والأخريين ، حتى وصلن إلى الطريق المؤدي للبلدة ، ثم عاد إلى المقبرة . لقد كانت فارغة وطاهرة من أي شيء كان هناك !. هناك على الأرض تمدد شريط من الحرير ، في عين بشرية سيبدو لونه رمادي في الظلام ، لكنه رآه بلونه الحقيقي ، بينما يضغط عليه بين أصابعه مقربا إياها ببطء ليلمس شفتيه ، استطاع أن يشم رائحة شعرها . اجتاحته الذكريات ، لقد كان الأمر سيئة بما اقصی فيه الكفاية عندما كانت خارج مجال رؤيته عندما كان التوهج البارد لعقلها يعذبه و يثيره إلى درجة الجنون ويجعله في درجات الوعي ، لكن أن يكون معها في غرفة واحدة ، ويشعر بحضورها خلفه ، ويشم عبير جلدها المسكر في كل مكان حوله ، كان ذلك اكثر مما بإمكانه أن يتحمل !! لقد سمع كل نفس ناعم أخذته ، وشعر بإشعاعاتها الساخنة تضرب ظهره ، واحس بكل نبضة من نبضها العذب . واخيرا من سوء حظه وجد نفسه يستسلم لها ، ضغط لسانه للخلف ثم مرره صعودا على أنيابه ، مستمتعة بلذة الألم الذي بدأ يتكون هناك ، ومعززا إياه . استنشق رائحتها في خياشيمه بتأني ، وترك تخيلاته تقوده متصورا إياها تحدث فعلا تخيل كم ستكون عنقها ناعمة ، وكيف يحرك شفتيه بنعومة مماثلة في البداية ، طابعا قبلات صغيرة هنا وهناك ، حتى يصل إلى التجويف اللين لحلقها ، كيف سيستكين هناك ، في المكان الذي يخفق فيه قلبها بقوة بشكل متناقض مع بشرتها الرقيقة ، وكيف أخيرا سوف تفترق شفتيه ، وتتراجع ، سامحة لأسنانه المؤلمة الحادة كانها خناجر صغيرة  و ...
لا ، أخرج نفسه بقوة من نشوته مرتعشاء نبضه يخفق بغير إنتظام ، وجسده كله يهتز تفرق الفصل ، وكان هناك حركة في كل مكان حوله ، وكان يرجو فقط الا يكون هناك من يراقبه عن قرب . عندما تحدثت إليه ، لم يصدق انه مضطر لمواجهتها بينما أوردته كلها تشتعل ، وفکه العلوي يؤلمه . لقد كان خائفا للحظة من أن يفقد سيطرته على نفسه ، من أن يشدها من كتفيها و ياخذها أمامهم جميعا
ليس لديه أدنى فكرة كيف نجا من ذلك كله ، لكن لاحقا فرغ طاقته في تمرين قاسي ، مدركة بشكل ضعيف أنه يجب ألا يستخدم قواه ، لكن لا يهم ، حتى من دونها ، كان متفوقة بشكل كامل على هؤلاء الشباب البشريين الفانين الذين شاركوه اللعب في ملعب كرة القدم . كان بصره أحد ، ردود فعله اسرع ، عضلاته أقوى . بعد قليل شعر بید تربت على ظهره ، وصوت مات يرن في أذنيه : " تهانينا ! لقد قبلت في الفريق " . ناظرا إلى ذلك الوجه الصادق المبتسم شعر ستيفان بالخجل يغمره ، لو كنت تعرف ما أنا عليه ، لها ابتسمت في وجهي ! فکر بتهجم . لقد فزت بمباراتك بالغش . والفتاة التي تحبها أنت تحبها حقا ؟ الست كذلك ؟ - إنها تشغل بالي الآن ! ولقد استقرت في أفكاره ، بالرغم من جهوده لإبعادها عن فكره ذلك المساء تجول في المقبرة على نحو أعمى ، ثم سحب نفسه من الغابة بقوة لا يفهمها ! عندما شاهدها ، جاهد نفسه ، جاهد عطشه وحاجته للدم ، حتى اندفعت تلك القوة حاثة إياها وصديقاتها على الهرب .
ثم عاد إلى النزل ، لكن بعدما تغذي جيدا ، بعدما فقد السيطرة على نفسه .. لا يذكر بالضبط كيف حدث ذلك ، کیف سمح له اصلا ان يحدث . إنفجار تلك القوة هو الذي بداه ، موقظة الأشياء الرهيبة بداخله ، تاركة الجيدة منها تنام ! غريزة الصيد ، التوق للمطاردة ، رائحة الخوف ، والانتصار الوحشي للقتل . لقد مرت سنوات -بل قرون منذ أن شعر بالغريزة بكل هذه القوة . بدات أوردته تشتعل كانها نيران ، وافكاره اصطبغت باللون الأحمر ، لم يفكر في أي شيء آخر ، ماعدا الطعم النحاسي الساخن ، والحيوية البدائية للدم . مع كل تلك الإثارة التي لا زالت تحتدم بداخله ، تقدم خطوة أو اثنتين ليلحق بالفتيات ، ماذا كان يمكن أن يحدث لو لم يرى أن رائحة الرجل العجوز أفضل ! لا يمكنه التفكير بذلك . عندما وصل إلى نهاية الجسر ، توسعت خياشيمه على رائحة اللحم البشري الحاد والمميز الدم البشري ، اكسير الحياة الأساسي والجوهري ، الخمر المحرم ، أكثر سكرا من من أي نوع من الخمر ؛ جوهر الحياة كلها وقوتها الدافعة ! ولقد كان تعبا جدا من مقاومة حاجته اكثر من ذلك !. كان هناك حركة أسفل الجسر ، كأنها كومة من الخرق البالية تتحرك ، في اللحظة التالية ، هبط ستيفان برشاقة قطة إلى جانبه . اندفعت يده بقوة وسحبت تلك الخرق بعيدا ، كاشفة عن وجه ذابل و مندهش فوق عنق هزيلة ، ثم افترقت شفتاه . ولم يكن هناك صوت سوى صوت امتصاص الدم الآن ، بينما يصعد السلم الرئيسي للنزل بترنح ، يحاول الا يفكر فيها الفتاة التي أغرته بدفئها ، بحياتها ؟ لقد كانت في حقة التي يشتهيها ويرغب بها لكن يجب أن يضع حدا لهذا ، يجب أن يقضي على أي فكرة قد تراوده في مهدها من الآن فصاعدا . من أجل نفسه ، ومن أجلها ، لقد كان اسوأ كوابيسها التي تحققت وهي حتى لا تعرفه . " من هناك ؟ هل هذا أنت يا فتى ؟ " صوت أجش نادی بحدة ، وإحدى أبواب الطابق الثاني فتحت ليبرز منه رأس رمادي . " نعم ، سنیورا ....... سيدة فلاورز ، آسف أن كنت قد ازعجتك "
آه ، أنت بحاجة إلى أكثر من صرير لوح الأرضية لكي تزعجني ، هل أغلقت الباب خلفك ؟ " " نعم سنيورا ، أنت بامان الآن " هذا صحيح ، نحن حقا بحاجة إلى أن نكون بأمان ، أنت لا تعرف ماذا يمكن أن يكون في تلك الغابة في الخارج ، اليس كذلك ؟ " ، نظر بسرعة إلى وجهها الصغير المبتسم المحاط بخصلات من الشعر الرمادي ، ثم إلى عينيها اللامعتين اللتين ترشقانه بنظرة حادة ، هل يا تری تخفیان سرا بداخلهما ؟
" طابت ليلتك سنيورا " طابت ليلتك يا فتي " ، قالت ذلك ثم اغلقت الباب خلفها . في غرفته ارتمى على السرير وتمدد محدقا بسقف الغرفة المنخفض والمائل . غالبا لا يأتيه النوم بسهولة في الليل ، لأنه ليس موعد نومه الطبيعي ، لكن الليلة كان تعبا جدا ، لقد استهلك معظم طاقته تحت ضوء الشمس ، اما تلك الوجبة الثقيلة التي تناولها فقد أسهمت فقط في التسبب له بالنعاس والكسل ، بعد لحظات وبالرغم من أنه عينيه لم تغمضا إلا أنه لم يعد يرى سقف الغرفة الأبيض .. ذكريات عشوائية عصفت في ذهنه ، كاثرين ، كم كانت رائعة ذلك المساء بجانب النافورة ، وأشعة القمر الفضية تلمع فوق شعرها الأشقر الباهت ، كم كان فخورا لانه يجلس بجانبها ، لكونه الشخص الوحيد الذي يشاطرها سرها .... " لكن ، ألا تستطيعين أبدأ الخروج في ضوء الشمس " بلى أستطيع ، طالما ارتدي هذا " ، رفعت ید بیضاء صغيرة ، وسطع ضوء القمر فوق حجر اللازورد في خاتمها ، " لكن الشمس تتعبني جدا ، أصلا أنا لم أكن يوما بالغة القوة " . نظر إليها ستيفان ، إلى ملامحها الدقيقة الناعمة ، وإلى جسدها النحيل ، كانت تبدو ضعيفة وقابلة للكسر الزجاج المغزول ، لا ، لن تكون قوية ابدا . " غالبا ما كنت مريضة وأنا طفلة " قالت بنعومة ، وعينيها تنظران إلى حركة المياه الرشيقة في النافورة ، " في آخر مرة قال الطبيب أنني سوف اموت ، أتذكر والدي يبكي ، وأتذكر أنني كنت مستلقية في سريري الكبير ، ضعيفة جدا لأتحرك ، حتی التنفس كان يتطلب مني جهدا ، کنت حزينة جدا لكوني سوف اغادر هذا العالم ، و باردة جدا ، بارد جدا جدا ! " . ارتعشت ثم ابتسمت " لكن ماذا حدث ؟ " استيقظت في منتصف الليل لأرى خادمتي غادرن واقفة عند سريري ، ثم تنحت جانبا ورأيت الرجل الذي أحضرته معها - لقد كنت خائفة- كان اسمه كلاوس ، وكنت قد سمعت الناس في القرية يقولون أنه شيطان ، صرخت على غادرن لكي تنقذني ، لكنها وقفت هناك فقط تشاهد ،عندما وضع فيه على عنقي اعتقدت أنه سوف يقتلني " . ثم صمتت ، نظر إليها ستيفان بخوف و شفقة ، ابتسمت له لتريحه ، " لم يكن الأمر بذلك السوء ، نعم هناك الم في البداية ، لكنه سرعان ما زال ، في الواقع كان ذلك ممتعا ، عندما اعطاني دمه لكي اشربه ، شعرت بأنني أقوى مما كنت عليه من شهور ثم انتظرنا معا خارجأ عدة ساعات حتى بزوغ الفجر ، عندما أتى الطبيب ، لم يصدق أنني قادرة على الوقوف والتحدث ، والدي قال أن ذلك كان معجزة ، وبکی من السعادة " ، أظلم وجهها ، " كنت مجبرة على ترك والدي قريبأ ، لأنه يوما ما سيدرك أنني منذ ذلك المرض لم اكبر ولو ساعة واحدة " . " ولن تكبري ابدا ؟! " " لا ، وهذا هو الشيء المدهش في الأمر ستيفان ! " نظرت إليه ببهجة طفولية ، " سوف أبقى شابة إلى الأبد ، ولن أموت أبدا ، هل بإمكانك أن تتصور ذلك ؟ ! " لا يمكنه تخيلها بشكل آخر غير ما هي عليه الآن ، فاتنة ، بريئة ، كاملة الأوصاف " لكن .. ألم تجدي ذلك مخيفا في بادئ الأمر ؟ " " في البداية ، نعم قليلا ، لكن غادرن ارتني ماذا أفعل ، هي التي أخبرتني بأنني يجب أن أرتدي هذا الخاتم المزين بجوهرة استحميني من ضوء الشمس ، بينما أنا ممددة في السرير احضرت لي شراب بوسیتس - وهو شراب بريطاني الأصل مكون من حليب مزود بالخمر والموز وهي نوع من الجعة واشتهر منذ القرون الوسطى حتى القرن التاسع عشر وقد يصنع من الليمون أو أي عصير حمضيات أو من الكريمة مع السكر او حتى البيض يضاف إليه غالبا كريمه کثیف ودافي لكي أشربه ، لاحقا ، أحضرت الي حيوانات صغيرة اصطادها ابنها " . " ليس .. البشر ؟ " رنت ضحكتها عاليا ، " طبعا لا ، بإمكاني الحصول على كل ما أريده لليلة من حمامة غادرن أخبرتني إن رغبت في أن أصبح قوية يجب علي أن أشرب الدم البشري ، لأن جوهر حياة البشر هو الأقوى من بين الدماء ، وكلاوس طالما جادلني والح علي ايضا في هذه المسألة ، وكان يريد استبدال الدم مجددا ، لكني أخبرت نادرن أنني لا اريد القوة ، أما بالنسبة لكلاوس .... "
توقفت واغمضت عينيها ، فانبسطت رموشها الكثيفة الطويلة على خدها ، كان صوتها ناعما جدا وهي تكمل : " لا أظن أن هذه مسالة يمكن الاستخفاف بها ، سأشرب الدم البشري فقط في حالة وجدت نصفي الآخر ، الشخص الذي سوف يبقى بجانبي إلى الأبد " . نظرت إليه ببطء ووقار ابتسم ستيفان لها ، شعر بخفة في رأسه ، وأحس بأنه على وشك الإنفجار زهوا وفخرا ، وبالكاد استطاع أن يكبح جماح سعادته في تلك اللحظة . لكن ذلك كان قبل عودة شقيقه دايمن من الجامعة ، قبل أن يرى دايمن عيني كاثرين اللتين تبدوان کجوهرتين زرقاوین . في غرفته ذات السقف المنخفض ، تنهد ستيفان ، ثم سحبته الظلمة في نوم عميق ، وصور جديدة بدات تومض في ذهنه . كانت عبارة عن ومضات مبعثرة من الماضي لم تكن منتظمة في تسلسل مترابط ، رآها كانها مشاهد قصيرة مضاءة بواسطة ومضات البرق ، رأی وجه أخيه يلتف بقناع من الغضب اللإنساني ، وعيني كاثرين الزرقاوين تتلالان وترقصان بينما ترقص في فستانها الأبيض الجديد ، والوميض الأبيض خلف شجرة الليمون ، والشعور بوجود سيف بيده ، وصوت جوزيبي يصرخ من مكان بعيد ، شجرة الليمون ، يجب ألا يذهب خلف شجرة الليمون ، رأي وجه دیمون مجددا ، لكن هذه المرة كان شقيقه يضحك بوحشية ، يضحك ويضحك ، بصوت يشبه صرير الزجاج المكسور ، وشجرة الليمون أصبحت قريبة الان ..... " دايمن ... کاثرین ... لا " جلس مستقیمأ كالسهم على سريره ....
. مرر يديه المرتعشتين في شعره ، وهذا أنفاسه .
يا له من کابوس ، لقد مر وقت طويل منذ ان عذبته هذه الأحلام ، في الواقع مر زمن طويل منذ أن راودته الأحلام أصلا ، الثواني الأخيرة من الحلم تكررت مرة بعد مرة في ذهنه ، ورای مجددا شجرة الليمون ، وسمع ضحكة أخيه . تكررت في ذهنه بصفاء تام تقريبا ، فجاة ، وبدون وعي او قرار متعمد للتحرك ، وجد ستيفان نفسه يقف على النافذة المفتوحة ، هواء الليل كان باردا ومنعشا على خديه بينما ينظر إلى الظلام الفضي . دايمن ؟ " ، أرسل السؤال من فكره بصوت عالي وبموجة قوية ، ثم سكن تماما يصغي بكل حواسه ، لم يشعر بأي شيء ، ولا حتى بموجة صغيرة من الاستجابة ، قريبا من هنا زوج من طيور الليل ارتفعت وحلقت عاليا ، في البلدة معظم العقول كانت نائمة ، في الغابة كل من الحيوانات الليلية مشغول بنفسه ، تنهد ثم استدار ليعود إلى الغرفة ، ربما كان مخطئا بشان تلك الضحكة ، ربما حتی كان مخطئا عندما ظن بوجود تهديد أو خطر في المقبرة ، فولز تشيرش كانت ساكنة وهادئة ، و يجب عليه أن يكون مثلها ، إنه بحاجة للنوم .
.....
الخامس من سبتمبر ( في الواقع إنها الواحدة صباحا من السادس من سبتمبر ) مذكرتي العزيزة يجب علي أن أعود للنوم مجددا ، منذ دقائق استيقظت معتقدة أني سمعت صوت شخص يصرخ ، لكن الآن المنزل يبدو هادئا | الكثير من الأشياء الغريبة حدثت الليلة لذلك أظن أن أعصابي قد تلفت على الأقل استيقظت وأنا أعرف تماما ماذا سأفعل فيما يتعلق باستيفان ، المسالة كلها فقط انطلقت وقفزت في ذهني ، الخطة ب ، المرحلة الأولى ، تبدأ غدا . عينا فرانسيس كانتا متوهجتين ، وتورد خداها بينما تقترب من الفتيات الثلاث الجالسات على الطاولة . " اوه ، إلينا ، لا بد أن تسمعي ذلك " ابتسمت لها إلينا بتهذيب لا يصل لدرجة الحميمية . أحنت فرانسیس راسها البني : " أعني ... هل يمكنني الإنضمام إليكن ؟ لقد سمعت توا أفظع شيء عن ستيفان سيلفاتور " . " اجلسي " قالت إلينا بلطف ، " لكن " أضافت وهي تدهن قطعة خبز بالزبدة : " 
" لسنا حقا مهتمين بهذه الأخبار " " أنت ... ؟ ! " حدقت فرانسيس بها ، ثم نظرت إلى میریديث ثم إلى بوني : " هذه مزحة اليس كذلك ؟ ! " " لا ، أبدا " غرزت میریديث حبة فاصوليا خضراء ناظرة إليها بعمق : " لدينا أمور أكثر اهمية تشغل بالنا اليوم " بالضبط " قالت بوني بعد بداية مفاجئة ، " ستيفان أصبح من الماضي ، كما ترین ، واخباره فقدت رونقها " ، إنحنت لأسفل وحکت کاحلها . نظرت فرانسيس على نحو جذاب إلى إلينا : " لكني كنت أعتقد أنك تودين معرفة كل شيء ء و عنه ! " مجرد فضول " قالت إلينا ، " على كل حال هو مجرد زائر ، وكنت اود فقط الترحيب به في فولز تشيرش ، لاني بالطبع يجب أن أكون مخلصة لجان كلود " جان كلود ؟ " " جان كلود ؟ " قالت میریديث ذلك رافعة حاجبيها ومتاوهة . " جان كلود " رددت بوني بسخرية . بدقة ونعومة مستخدمة فقط الإبهام و السبابة ، سحبت إلينا صورة من حقيبتها " ها هو إنه يقف أمام الكوخ الذي كنا فيه ، مباشرة بعد ذلك قطف لي وردة وقال ... حسنا " ابتسمت بغموض وقالت : " لا يجدر بي إعادة كلامه " . حدقت فرانسيس في الصورة ، كانت ظهر شابة برونزي البشرة ، عاري الصدر ، يقف امام شجيرات الخبيزة ، ويبتسم بخجل للكاميرا . " إنه أكبر من اليس كذلك ؟ " ، قالت ذلك بتقدير بالطبع ، إنه في الواحدة والعشرين " غمزت إلينا لهما من فوق كتفي فرانسيس ، " خالتي لن توافق أبدا ، لذلك أخفينا عنها الأمر حتى أتخرج ، لكننا نراسل بعضنا بالسر " " كم هذا رومانسي " تنهدت فرانسیس ، " لن أخبر أي شخص عن الموضوع ، أعدك ، لكن بالنسبة لستيفان " ابتسمت إلينا بترفع : " إن ... " ، قالت ، " كنت أريد تناول طعام أوروبي ، فأنا أفضل الفرنسي على الإيطالي دائما " استدارت ناحية ميريديث : " أليس كذلك ؟ " " مم .. مهم . دائما " نظرت میریديث لإلينا وابتسمتا لبعضهما ، ثم استدارت ناحية فرانسيس : " الا توافقین ؟ " " اوه ، نعم " قالت فرانسيس ذلك بعجلة ،وانا ايضا ، دائما " ، ابتسمت بمكر لنفسها ، وأومأت برأسها عدة مرات وهي تقف وتغادر . عندما ذهبت قالت بوني بشكل مأساوي : " هذا سوف يقتلني إلينا ، ساموت إن لم أعرف ما الشائعة التي تدور حول ستيفان ! " " اوه ، هذا فقط ؟ حسنا انا سأخبرك " اجابت إلينا بهدوء ، " كانت ستقول أن هناك إشاعة تقول بان ستيفان عميل سري " " عميل ماذا ؟ ! " حدقت بها بوني ثم انفجرت بالضحك ، " لكن هذا سخيف ، أي عميل في العالم سوف يرتدي ملابسه بتلك الطريقة ، او يلبس نظارات شمسية ؟ أعني أنه يقوم بكل ما يمكنه لكي يجذب إليه الأنظار " اخمد صوتها فجأة واتسعت عيناها الزرقاوين ، " لكن من ناحية أخرى ، ربما يقوم بذلك متعمدا ، فمن الذي سيشك في شخص يظهر بين الناس بشكل طبيعي ؟ .. وهو ايضا يعيش لوحده ، ومتحفظ جدا و محاط بالاسرار .... إلينا ، ماذا لو كان ما يقال عنه صحيح فعلا ؟ " " ليس صحيحة " قالت میریدیث " كيف لك أن تعرفي ؟ " لأنني أنا من بدأت تلك الإشاعة "
ابتسمت ابتسامة عريضة امام تعابير وجه بوني ، وأضافت : " إلينا طلبت منيا أن أفعل ذلك " " أوووه " نظرت بوني د إلينا بإعجاب ، " یا لك من شريرة ، هل بإمكاني أن أخبرهم بأنه مصاب بمرض مميت ؟ " " لا لا يمكنك ، لا اريد امثال فلورانس نايتنفل يصطفون في طابور ليمسكوا يده ، لكن بإمكانك أن تقولي ما شئتي عن جان کلود " . رفعت بوني الصورة ونظرت إليها : " من يكون فعلا ؟ "
متزوج ولديه اولاد إنه البستاني ، وقد كان مهووسا بشجيرات الخبيزة هذه ، وهو طفل " . " خسارة " قالت بوني ذلك بجدية ، " ولكن قلت لفرانسيس الا تخبر أحدا " صحيح " نظرت إلينا لساعتها ثم قالت : " مهلا أنه في خلال .. اوه .. لنقل ساعتين سيكون الخبر قد انتشر في المدرسة كلها " .  بعد المدرسة ذهبت الفتيات إلى منزل بوني ، استقبلن بنباح حاد عن الباب الأمامي ، عندما فتحت بوني الباب ، کلب بكين كبير السن وسمين جدا حاول الهرب كان اسمه يانغتز ، وهو كلب مدلل جدا لا احد يتحمله باستثناء والدة بوني ، عض کاحل إلينا بينما مر بقربها . غرفة المعيشة كانت معتمة ، ومكتظة بكثير من الأثاث المنمق والمزخرف نوعا ما ، وستائر ضخمة وثقيلة على النوافذه شقيقة بوني ماري كانت هناك ، تنزع قبعة عن شعرها الأحمر المتموج ، كانت تكبر بوني بعامين فقط ، وتعمل في عيادة فولز تشيرش 
أوه ، بوني " قالت ، " أنا سعيدة بعودتك ، مرحبا إلينا ، میریدیث " . قالت إلينا وميريدیث : " مرحبا " " ما الأمر ؟ تبدين منهكة ؟ " قالت بوني . وضعت ماري قبعتها على طاولة القهوة ، وبدلا من أن تجيب ، سألت سؤالا : " في الليلة الماضية عندما عدت إلى البيت مضطربة وقلقة ، این اخبرتني أنك كنت والفتيات ؟ " " تحت عند ..... فقط تحت قريبة من جسر ويكري " . " هذا بالضبط ما ظننته " .. اخذت نفسا عميقا ثم قالت : " الآن استمعي إلي جيدا بوني موکلو ، إياك والذهاب إلى هنالك مجددا ، خصوصا ليس وحدك وفي الظلام ، هل فهمت ؟ " " لكن لماذا ؟ " سالت بوني بحيرة . " لأن هناك شخص تعرض للهجوم ليلة امس ، هذا هو السبب ، وهل تعرفين این وجدوه ؟ على ضفة النهر تحت جسر ويكري " . حدقت إلينا وميريدیث بها بغیر تصدیق ، وبوني تشبثت بذراع إلينا ، " شخص ما هوجم تحت الجسر ؟ لكن من هو ؟ وما الذي حدث بالضبط ؟ " " لا أعرف ، هذا الصباح أحد عمال المقبرة وجده مبدأ هناك ، لقد كان شخصأ مشردا كما أعتقد ، ويحتمل أنه كان نائما تحت الجسر عندما تمت مهاجمته ، لكنه لم يكن ميتة عندما أحضروه ، ولم يستعد وعيه حتى الان ، قد يموت في أي لحظة " . ازدردت إلينا ريقها وقالت : " ماذا تعنين بالضبط أنه هوجم ؟ " " أعني " قالت ماري موضحة ، " كانت حنجرته تقريبا ممزقة ومقتلعة ، فقد كمية هائلة من الدم ، ظنوا في البداية أنه قد يكون هجوم حیوان ، دکتور لوين قال أنه هجوم من انسان وليس حیوان ، والشرطة تعتقد أن الفاعل أيا كان يختبئ في المقبرة " نظرت ماري لكل واحدة منهن بالترتیب ، فيها بخط مستقیم ، " حسنا ، إن كنتن بالقرب من الجسر .. أو المقبرة ، إلينا جليبرت ، هذا الشخص كان من المحتمل أن يهاجمكن أنتن .. هل استوعبتن الآن ؟ " " لا داعي لتخوفينا اكثر من ذلك " قالت بوني بصوت ضعيف " لقد فهمنا جيدا ماري " " حسنا ، هذا جيد " ، أحنت ماري كتفيها ، وفركت ظهر عنقها بتعب وضجر ، " سوف أذهب لأتمدد لفترة ، لا أقصد أن أظهر قلة الاحترام ، لكني متعبة " . ثم خرجت من الغرفة . بعد أن بقين لوحدهن ، نظرن إلى بعضهن البعض .  " كان من الممكن أن تكون واحدة منا " قالت میریديث بهدوء ، خصوصا أنت إلينا ، أنت تذهبين هناك كثيرآ لوحدك " . جلد إلينا كان يوخزها ، وراودها نفس الشعور المؤلم اليقظ كما في المقبرة ، بإمكانها الشعور بقشعريرة الريح الباردة ، وبإمكانها رؤية التماثيل والأضرحة الطويلة في كل مكان حولها ، أشعة الشمس ، وروبرت .اي . لي بعدت بعيدة آلاف الأميال . بوني " قالت إلينا ببطء ، " هل رایت شخصا ما خارجا ؟ هل هذا ما كنت تعنينه ان شخصا ما ينتظرني ؟ " . في الغرفة المعتمة ، نظرت بوني إليها بوجه خال من التعبير ، " ماذا تقولين ؟ ! أنا لم اقل اي شيء . بلى ، قد فعلت " لا ، لم اقل ذلك ابدا " بوني " قالت میریدیث ، " نحن الاثنتين سمعنا ، لقد حدقت في الأضرحة القديمة، المقبرة ، ثم أخبرت إلينا ... " " ليس لدي فكرة عما تتحدثين عنه ، أنا لم أقل أي شيء " ، وجه بوني احمر غضبا ، لكن كان هناك دموع في عينيها ، " لا أريد التحدث عن هذا الأمر أكثر من ذلك " . نظرت إلينا وميريديث إلى بعضهما البعض  في يأس ،في الخارج  اختبأت الشمس خلف الغيوم .

مذكرات مصاص دماء الجزء الاول &الصحوة&Where stories live. Discover now