17- إنسان جديد

Start from the beginning
                                    

ثم سحبت عربتها وسارت جنبًا إلى جنب مع أحمد الذي كان يحك ذقنه ومن وقتٍ لآخر يمازح والده بطريقة غير متكلفة وكأنه يحادث صديقًا له فيرد عليه الآخر بمزحة ويضحكا سويًا فتضحك تبعًا لهما مستأنسة بصحبتهما على غير عادتها

حتى وصلا إلى كنتاكي ووضع أحمد كرسي والده أمام الطاولة وجلس بجانبه أمام داليا

"ما تقوم تطلبلنا أكل؟ ولا أقوم أنا يعني؟" سخر والده فضحك ومازحه وهو ينهض "لا خليك مرتاح أنت يا حاج."

ثم تحرك بعيدًا ليترك داليا مع والده، ولم يكن يحبذ هذا أبدًا؛ فهو لم يجعل فتاة تلتقي بعائلته قط لكن للأسف لقد حدث الأمر وما باليد حيلة.

"ماقولتليش يا عمو، مبسوط مني ليه؟" جذبت داليا انتباهه بسؤالها الفضولي فقال بطريقة ماكرة لطيفة "أصل أنتِ أول واحدة تعلم على الولد ده."

"آآه .." تمتمت بعد أن استوعبت فتوسعت ابتسامة والده وأكمل "أحمد ده شقي جدًا." فضحكت "عارفة." فأكمل بجدية "بس طيب جدًا والله، وكل همه إن اللي حواليه يكونوا مبسوطين."

خفتت ابتسامتها وحمحمت "على فكرة يا عمو أنا وهو مافيش بينا حاجة يعني! ومش هيبقى فيه."

أومأ وربت على يدها "أنتِ كده صح، وحتى لو حسيتي ناحيته بحاجة ماتقوليلوش، اوعي تريحيه."

وقبل أن تتحدث لتستفهم ما الذي يعنيه بكلامه هذا كان أحمد قد عاد بالطعام وجلس وهو يمازحها "اوعي يكون الشقي ده عاكسك!"

لكنه وجد داليا تضحك وتجيب "ماحدش بيعاكس غيرك هنا."

ضحك هو ووالده ثم نفى برأسه وتمتم "لعلمك بقى الحاج ده شقي جدًا، مش شايفة عينيه زرقا وشعره أبيض وبتاع؟ ده كان بيوقع خمسة لما بيغمز ده."

ضحكت فأكمل "مش عارف أنا جاي أبيض وأسود لمين!"

فسخر والده "لأمك." ثم غرقا في الضحك سويًا ولم تستطع هي السيطرة على ضحكاتها فقضمت شفتيها وهي تهز رأسها يمينًا ويسارًا بدون تصديق.

بعد انتهائهم من الأكل نهضوا مجددًا وتحرك أحمد ليدفع بكرسي والده المتحرك وتحركت داليا بجانبه فأمال عليها وهمس "غريبة يعني، قعدتِ وكلتِ معانا مع إنك آخر مرة كنتِ هتجيبيلي حُمى!"

رفعت كتفيها وأجابت بلا مبالاة "أصلي كنت جعانة." فرفع إحدى حاجبيه وتمتم بطريقة مازحة "آه أنتِ داخلة على طمع بقى!"

"وحبيت باباك،" أكملت فأجاب "لا كيمو متجوز، محجوز خلاص .. بس أنا مش متجوز ومن نفس السلالة على فكرة، مش بعيد عيالك يطلعوا عينيهم زرقا ما هو الجينات بتمتد للأحفاد لعلمك، فكك من إني قمحاوي وشعري أسود، دي جينات دخيلة مش بتاعة عيلتنا."

"بس يا ولد!" تدخل والده بعد أن رفع رأسه له فضحك "رامي ودنك أنت، بس ماشي، أنا هروح أقول لماما على الموضوع إياه." ثم أمال على داليا وهمس "أصله لسه معاكس البنت اللي بتدوقنا المخلل."

أربعة في واحدWhere stories live. Discover now