14- جميلة ومختلة

Start from the beginning
                                    

"مابحبش التوت،" قالت ببطء وهي تنظر لعيناه ثم حركت رأسها بعيدًا فقضم شفتيه بضيق وتراجع بعلبة السجائر، لكنه كان يتوقع ان هذا سيحدث بالفعل ولقد جهز بعض الخطط البديلة

"هو أنتِ اسمك ايه طيب؟ أنا اسمي أحمد."

رفعت كتفيها وأجابت بلا مبالاة "رغم إني مش طايقاك بس زهقت من السؤال ده واسمي داليا."

"تعرفي إن أول حرف من اسمك هو آخر حرف من اسمي والعكس ..."

أستدارت له بكامل جسدها ومثلت المفاجئة وهي تنزل السيجارة عن فمها وقالت بجدية شديدة " أنت تعرف ده معناه إيه في ثقافة المايا القديمة؟"

شعر بالفضول ونفى برأسه "إيه؟"

"ولا أي حاجة!" ابتسمت بسخرية ونفخت الدخان من فمها فرمقها بضيق، لكن لا .. لن يضيق ذرعًا بها ولن يجعلها تنجح بمخططها لجعله يمل منها ويتركها وشأنها

هي غبية كثيرًا، فهي بتصرفاتها تلك تجعله يزداد إصرارًا على ما يفعل

هذه آخر محاولة ولو فشلت فهو سيضطر لاستخدام خطته الأساسية التي كان قد حضرها بالفعل،

نظر لها وحرك السيجارة لطرف فمه ثم قال جاذبًا انتباهها "هنلعب لعبة، لو أنا كسبت هسألك سؤال وتجاوبيه بصدق، ولو أنتِ كسبتِ هنفذلك طلب."

وضعت السيجارة في جانب فمها ورمقته بطرف عينيها لوهلة وكأنها تقلب الأمر في عقلها ثم أومأت

"هنجيب ورقتين، هتكتبي فيها أمنية نفسك إنها تتحقق دلوقتي حالًا وأنا هكتب في الورقة توقعي للأمنية بتاعتك، لو طلعت صح يبقى أنا كسبت، لو طلعت غلط يبقى أنتِ كسبتِ."

أزالت السيجارة عن فمها وأومأت فهرول لداخل غرفة أدهم ثم عاد بالورقتان والقلمان

التقطتها من يده وخطت فيها شيء بينما انشغل هو بخط الشيء الذي يتوقع بأنها قد خطته في ورقتها والذي كان متأكدًا منه كثيرًا

انتهيا وتبادلا الأوراق، فتحت هي ورقته لتجد مكتوبًا فيها بخط يدٍ منظم جميل "نفسك تهربي من هنا لمكان جديد وتبدأي حياة جديدة."

بينما علت الصدمة وجه أحمد عندما وقعت عيناه على ذلك الخط العشوائي الرديئ الذي كُتب به "نفسي تختفي من وشي دلوقتي وتسيبني أكمل سيجارتي بدون إزعاج."

قضم شفتيه ورفع رأسه لها ليجدها تبتسم لأول مرة ولم تلبث أن انفجرت ضاحكة وهي تخبئ فمها بيدها

شبك يداه أمام صدره وطالعها بهدوء ريثما أكملت هي ضحكاتها التي تحولت إلى قهقهات عالية أثناء نظرها لفكه المشدود وملامحه المُحبَطَة ولقد أدرك شيئا لتوه ... لديها ضحكة أنثوية صاخبة بشدة لكنها قليلا ما تضحك!

تخلى عن ضيقه وابتسم وهو يراقبها تضحك من قلبها حقًا وضحك رغمًا عنه وهو يتذمر "خلاص كسبتِ، اتفضلي اطلبي الطلب وبطلي ضحك!"

أربعة في واحدWhere stories live. Discover now