- السابع و العشرين -

1.9K 47 0
                                    

'
ركب سفر يسوق بسيارة عبدالعزيز وركب عبدالعزيز بجنبه والسؤال الوحيد اللي كرره عبدالعزيز : من ذا !
سفر ألتزم الصمت من حرّ جوفه وحرك سيارته وتنهد عبدالعزيز يناظر قدام ، وقفت السيارة عند بيت ونزل سفر يصفق الباب ونزل خلفه عبدالعزيز يمشي معه يجهل وجهته ، دق سفر الباب بكف يده ، عبدالعزيز وراه : بشويش وعلمني من هو !
ضرب برجله سفر الباب وصرخ : افتح الباب ياعزام
سكت عبدالعزيز يستنكر الأسم وتراجع سفر الخلف يدور بعيونه سيارة عزام ، ومن فقدها ركض خلف البيت ولمح عزام متلطم ويحاول يهرب ، ركض خلفه سفر وركض عزام وركب عبدالعزيز سيارته ، ركض سفر خلف عزام اللي بالحظة طاح بسبب سيارة عبدالعزيز اللي صدمته بخفيف ، ومن طاح قدام سيارة عبدالعزيز تقدم سفر يشيله من ياقته وهو يلهث من تعبه ، سفر صرخ بوجهه : تبي توجعني فيها ؟
سكت عزام يناظر سفر ونزل عبدالعزيز من السياره ، سفر : أنطق !
عزام : زي ماسويتوا ببنتي اللي خليتها تهرب من الديره ، بسببك انت
سفر هز راسه بالنفي : مالي دخل ياعزام في بنتك ، بنتك هي المجنونه اللي كانت تبي تنهي زواجي !
سكت عزام يتنفس وتقدم عبدالعزيز مافهم شي ، ضربه سفر على وجهه وصرخ : أنطق يابن الكلب انت اللي طعنتها ؟
رفع كتوفه عزام : ماتفرق ، اهم شي هي في المكان اللي مفروض تكون فيه
عقد سفر حواجبه ومن رفع سفر قبضته لجل يضربه مسكه عبدالعزيز يسحبه يرجعه للخلف وصرخ : بس ياولد !
سفر يلهث ويتحسس قبضته اللي ورمّت ولف عبدالعزيز على عزام : من أنت ووكيف تعرف أختي !
تبسم عزام يمسح الدم اللي في خشمه وناظر سفر : ماعلمتهم ؟ عجيب والله
سفر عقد حجاجه وخاف لوهله يعرفون ورفع صوته : أسكت !
عبدالعزيز قرب من عزام : أخلص تكلم
عزام : الكلب اللي وراك كان متزوج بنتي بالخفاء ، وطلقها قبل ٦ سنوات ، والحين هي هاربه برا المملكه ودخلت بحالة أكتئاب كلها منه !
سفر قرب : قلت لك مالي دخل
سكت عبدالعزيز يناظر سفر بحدّه معناها " اسكت " ورجع يناظر عزام : يعني اختلا فيها بالحلال و مافيه شي حرام وغير قانوني ؟
عقد حواجبه عزام : لا بنتي-
عبدالعزيز مُباشره : جاوب
عزام سكت بتوتر ونطق : لا
هز راسه عبدالعزيز : عكسك أنت اللي حاولت تقتل اختي ، شي غير قانوني وعليه سجن وغرامه ويمكن قصاص
عقد حجاجه عزام وهز راسه عبدالعزيز : للأسف طحت بيدّ الفريق اللي مايرحم لا ولد عم ولا غريب
سحب عزام ووضعه على كبّوت السياره وناظر سفر اللي خذا من درج السياره الكلبشات ، قيّد عزام اللي نطق : ياجعلك ماتذوق الهنا بحياتك زي ماسويت فيني !

دخله عبدالعزيز السياره تحت نظرات سفر المتوتره و حرك عبدالعزيز سيارته في صمت مخيف يخشاه سفر ، عبدالعزيز في حالة صمت مستحيلة يحاول يدرس الوضع او يتفهمه بطريقه صح ، رغم هذا كله ورغم جهله بالموضوع وقف مع سفر وتذكر كلام الجوهره من قالت هذا ولد عمك ، وصلوا للمركز ونزل عبدالعزيز يفتح باب السياره وينزل عزام وسحبه للمركز ، طلع من المركز بعد ماسجل بيانات الحادثه ورجع للسياره يشوف سفر وركب بجنبه ، وقبل يحرك ناظر قدام : أنزل
سفر عقد حجاجه ولف يناظر عبدالعزيز ، كمل عبدالعزيز : أنزل بيستجوبونك
سفر بلع ريقه وفتح الباب وقبل ينزل نطق عبدالعزيز : لا تسوّد وجهي ، أنتبه
ناظره سفر يتوتر وقفل الباب يمشي للمركز وحرك عبدالعزيز سيارته للمستشفى .

« المستشفى »
يكتف يدينه سليمان ينتظر سهر تطلع عليه وينتظر وصول عبدالعزيز ، وفعلاً بعد فتره مشى عبدالعزيز يوقف عند سليمان وناظره سليمان يفقد سفر اللي راح معه ونطق مُباشرة : وين سفر ؟
عبدالعزيز طلع جواله من جيبه : في المركز
سليمان ارخى كتوفه يلف كل جسده عليه : ليه ؟ صاير شي ؟
عبدالعزيز رفع نظره عن الجوال : مسكنا اللي طعنها ، أسمه عزام تعرفه ؟
عقد حواجبه سليمان مُباشره يلمّح باعيون عبدالعزيز الشك ، خاف سليمان وفضل التكتم بالحكي : لا ، من هو ؟
رفع كتوفه عبدالعزيز وأجاب على الاتصال يبتعد ، بعدها طلعت سهر اللي تعدّل نقابها وناظرت سليمان اللي باعيونه يتفقدها ، سهر رفعت كتوفها : ماقدر اجلس عندها
سليمان يفهم ضعفها عندها وهو يشهد على علاقتهم وكان لملاك دور كبير في حياة سهر ، هي من حلّت مكان الاخت و الام و ضمتها في عائلتها ، سليمان : مشينا
مشت بجنبه وطلعوا برا المستشفى .

تنهد عبدالعزيز يمسح على ملامحه بعد ماقفل من المكالمه ومشى يرجع لغرفه ملاك ودخل عليها يشوف سلطانه تجلس وتقرا قرانها عندها ، بنبرة مهزوزه ترتل الآيات وتقدم عبدالعزيز يبوس راسها ثم وقف يناظر ملاك ، كل مايتذكر أن مالها ذنب ينحرق جوفه ينسكب عليه الحرّ من كل صوب ، برائتها وحبها للحياة ، مثل ورد أبيض أقتحمته عاصفه أشتلتها و أشتلت جذوها ، سكت وطلع من الغرفه تصدم فيه الجوهره وشهقت : بسم الله
عبدالعزيز ناظرها وناظرته كأنه لقى الملجأ من شافها ، تبسمت بهدوء : كنت أدور عليك
عبدالعزيز قفل باب الغرفه يطلع : هذاني قدامك
مسكت معصمه تنقلب ملامحها للجديّه : ايوه وبرجعك للبيت
عبدالعزيز عقد حواجبه : ليه ؟
الجوهره : لأنك تعبان ، والتعبان يرتاح في البيت
هز راسه يحاول يتجاوزها : ما اقدر
مسكت معصمه تشدّ عليه ولف يناظر يدها ثم رفع نظره عليها : بزعل لو ماترجع
عبدالعزيز تنهد وكملت : خالتي عندها وعندها الممرضات ، شوي بس ارجع أرتاح بعدها تقدر ترجع للمستشفى
يناظرها بهدوء ، يناظره محاولاتها له ، تحاول فيه لجل شي لمصلحته وهذا هو اللي يجيب أجله ، هو يحلف أنه يعيش أيامه الحاليه مع شخص ثاني ماكان الشخص نفسه اللي يرئس شركات ويقتل باغروره ، هز راسه وتبسمت بهدوء و أنتصار ومشت يلحقها وركبوا سيارتها وحركوا للبيت .

دخلت سهر للقصرّ اللي أصبح شبه خالي ، ساره في المستشفى مع سلطانه وملاك تحارب أجلها ، وسفر هي بنفسها تجهل مكانه ، نزعت نقابها ورقت للدور العلوي ودخلت غرفتهم تعلق عبايتها ولفت تشوف الشناط اللي باقي في محلها ، من رجعوا من النمسا مارتبتها لان ماجاها الوقت ، سمعت صوت الباب الرئيسي يتقفل وعرفت انه جاء وبدّلت أنظارها بين الشناط والسرير تفكر ، مشت تفتح الباب تشوفه يقبل عليها وابتعدت تسمح له يدخل وجلس على السرير يمسح على شعره يرخي كتوفه ويناظر فيها ، قفلت الباب تسند ظهرها عليه تتأمل حاله ، ناظرها يبتسم : ماقدرنا نرحبّ فيك في بيتنا !
ضحكت تصد تحب عفويته اللي يخفيها الغرور ، رفع حاجبه يناظرها : لا تضحكين و أنتي بعيده عني ، أقربي اشوف هالوجه
عقدت حواجبها تخجل ويبين خجلها في رجفتها و أحمرار وجنتيها ، ضحك بخفيف يشوف كيف أنقلبت ملامحها ووقف سليمان : يعني لازم الواحد يتعنى فيك سواء تزوجك ولا ماتزوجك !
سكتت تتكتف تعقد حواجبها من شافته يقترب منها ووقف قدامها وهمس : و أنتي تعرفين مايرضي غروري الا الصعب !
بدلت نظرها بين ملامحه ، شنبه وشعر ذقنه ، كثافه حاجبه ، سوّاد عيونه ، سهر رفعت حاجبها تبتسم : وغرورك هو نفسه اللي يقول أمي تحبك ؟
ضحك سليمان وضحكت بخفيف من شافته يضحك ، تقدم منها وتلاشت أبتسامتها تلين ملامحها ، أول مره يقرب هالكثر لدرجه هي تشم عطره '
، خفض راسه يقترب وقبّل عنقها ، شهقت بخفيف تغمض عيونها من هالشعور اللي أفقدها توازنها بالكامل ، حرارة أنفاسه على عنقها كانت كفيله تزلزلها بالكامل ، أبتعد عنها يبتسم وتراجع يفتح الدولاب ويسحب منشفته ويدخل للحمام يتروش ، مسكت مكان قبلته بيدها ينفجرّ داخلها شعور وعضت شفتها تجلس على السرير .

دخلت الجوهره للغرفه بيدها كاس عصير وشافته جالس على السرير يناظر للأرض بشرود ، عبست تشوفه وتقدمت له ورفع راسه يشوف العصير معاها وهز راسه بالنفي: مالي نفس
ميلت راسها تعقد حواجبها: ترا ما أكلت شي على الاقل أشرب عصير !
هز راسه بالنفي يناظر تحت ونزلت كاس العصير عند الطاوله اللي بجنب راسه وجلست بجنبه تناظر لنفس المكان اللي هو يناظره : صح أني ما اعرف وش صاير ، او وش سبب اللي صار لملاك ، لكن احس انه شي كايد من عيونك
لف براسه يناظرها ولفت تناظره تشوف ذبول هَدب عينه و أرتخاء حاجبه دليل على شعور داخله ، الجوهره : أنا عندك ، ولطالما كنت عكاز لقلبك متى مابغيت ، أنتبه تخلي قلبك يدور مرتكى ومايلقى وانا موجوده !
حرك جسده يقطع الحديث ووضع راسه على فخذها ، من حست بثقل راسه على فخذها تبسمت تمسح على راسه با بكف يدها ، وتحركت بشويش تسند ظهرها على السرير وتحرك يضع راسه على صدرها ، دايم كان هو واقف لحاله ، يحارب لحاله ، ولطالما كان ينترك وحيد وسط العواصف ، وتعلم و أنبنت شخصية عبدالعزيز ، الجلمود القاسي اللي له جبروته ، وبدون سابق أنذار تدخل من تزلزل أركانه وتهد أعمدته ، من تعلمه أن للحياه طعم ، و أن للحياة الوان ، تعلمه انه لازم يكفاح وينكسر لجل الحب ، تعلم أنه لو جاء لها جريح هي من تضمد جراحه ، تعلمه أن الانسان اضداد ، ممكن يجتمع الغرور مع التواضع ، و القساوة مع اللين ، ممكن يجتمع العناد مع السهوله ، وتعلمه أنها تقدر تجيب الكايد له وماتخيب ظنونه ، بينما هو علمها شلون ورا كل أنسان جانب لين ، وكل أنسان يتغير ، أستصلحته وحلّت لغزه ، عرفت مفاتيح قلبه وعقله ، وعلّمها كيف الصعب ينعقد لجل عينها وكيف يحلّه ، نام عبدالعزيز يغفى وسط غيمه على صدر الجوهره .

طلع من المركز يوقف خارجه تحت شمس الظهر ينتظر السواق يجيه ، تنهدّ من جوفه من تذكر ملاكه بالمستشفى وهو في مكان اخر تماماً ، ركب مع السواق ومشوا ووصلوا للمستشفى ينزل ويعجلّ من خطاه ، وصل لغرفتها ومسك المقبض يتنهد يخاف يشوفها وينهار يخاف ينهدّ حيله ، فتح الباب ببطئ تطيح عينه عليها ، في سبات وكأنها تنام رغم انها بغيبوبه ، ناعمه مثل السلام و الطمأنينه ، تقدم يقبل راسها وهمس : جعله فيني ولا فيك
جلس على طرف السرير يناظرها ، نطق بخفوت متعب : يبون يوجعوني فيك ، عزام يبي يوجعني فيك
سكت شوي ثم نطق : مابقى الا القليل ويعرفون كلهم ، و عبدالعزيز من الحين يوجعني بنظراته وكلامه
رفع يدها يقبلها وكمل : بس دامك انتي راضيه علي ، يهون كل شي
وقف و جلس على الكرسي ووضع غترته على وجهه ينام .

« قصر سلطان »
مر يومين وملاك باقي في المستشفى ، يجهلون وش مصيرها ، يخوفهم أي اتصال مفاجئ ، يخافون الملامح العابسه اللي تطلع بعد كل مكالمه ، أجتمعوا على طاولة الفطور وجلست الجوهره بجنب عبدالعزيز ، يعم الصمت بشكل مُهيب ، تنحنح سلطان : سموّ
عبدالعزيز يسكت ينتظر الاتصال من الرقيب لجل يسمع اعترافات سفر ، بدو فعلاً بالأكل ، الكل براسه ألف موضوع ، دق جوال عبدالعزيز والكل ناظره ينتظره يجاوب ووقف عن الكرسي : أستأذنكم
ناظرته الجوهره يبتعد ومشى يوقف في الخارج ورد : هلا
الرقيب مشاري : السلام عليكم ياحضرة الفريق
عبدالعزيز : وعليكم السلام
الرقيب مشاري : معي اعترافات سفر ، ودّك أقولها لك بالجوال ولا انتظرك تجي المركز ؟
عبدالعزيز تلفت حوله : شوي وجايّ
قفل عبدالعزيز ومشى يدخل ورقى فوق لجل يبدّل ملابسه ، قامت الجوهره عن الطاوله تلحقه ودخلت عليه بالغرفه تشوفه يلبس بدلته قدام المرايه وتقدمت له تعدّل ياقته وسكت يناظر زولها بالمرايه ، من انتهت مسحت على صدره ورفعت عينها عليه : صاير شيّ ؟
تنهد يهز راسه بالنفي : أن شاء الله خير
هزت راسها تسكت ومشى يطلع من الغرفه ويطلع من البيت يمشى للمركز .

« المركز »
دخل لمكتبه ووقف يرفع السماعه يدق : تعال لمكتبي
قفل السماعه يجلس وبعد دقايق دخل الرقيب يدق تحيّة وهز راسه عبدالعزيز : أسترح '
تقدم الرقيب يناول عبدالعزيز الاوراق اللي ينكتب عليها بالحرف الواحد كل شي قاله سفر ، سند ذقنه على أصبعه يقرا ويقرا وكل ماله يفهم ، تنهد يرمي الاوراق على الطاوله ومسح على ملامحه بتعب وهز راسه يناظر الاوراق : تقدر تروح
هز راسه الرقيب يطلع وطلع عبدالعزيز جواله من جيبه يدق على سليمان ، رد سليمان : هلا عزوز
عبدالعزيز : وينك
سليمان ناظر حوله : في المشب
عبدالعزيز : في بيتكم ؟
سليمان : ايه
عبدالعزيز : جايك
تبسم سليمان : حياك الله
وقف عبدالعزيز يطلع من المركز وركب سيارته يحرك لسليمان ، وقفت سيارته بحوش قصر سطام ونزل عبدالعزيز يقفل سيارته وشال البيريه يحطها على كتفه ودخل على سليمان يجهر بصوته : السلام عليكم
وقف سليمان يبتسم : أرحب
ضمه سليمان وجلس عبدالعزيز يرتكي على المركى وشال سليمان بريق الشاهي من النار وتقدم لعبدالعزيز يصب له ، جلس قدامه سليمان ونطق عبدالعزيز يحك شنبه يناظر بيالته : سليمان بسألك
سليمان نزل بيالته يعقد حواجبه : سمّ ؟
ناظره عبدالعزيز : أخوك ، قد تزوج قبل اختي ؟
سكت سليمان يثقل لسانه ، سليمان عرف ان عبدالعزيز بكبره عرف ويخاف يكذب ويخاف يقول الحقيقه بالوقت ذاته ، عبدالعزيز عرف من صمت سليمان وبجمود ملامح عبدالعزيز : كنت تعرف
سليمان نزل نظره على البياله يعقد حواجبه ، عبدالعزيز رفع حاجبه : سليمان
رفع نظره سليمان وكمل عبدالعزيز : كنت تعرف ؟
تنهد سليمان يهز راسه وعقد حواجبه عبدالعزيز يعض على أسنانه ، سليمان : محد كان راضي بعرسه ، محد غيره هو
عبدالعزيز : ملاك تدري ؟
سكت سليمان يناظر عبدالعزيز وتنهد عبدالعزيز يمسح على ملامحه من عرف الاجابه ، سليمان : عرفت ، وزعلت وتكنسل العرس بسبب زواجه ، لكن تصالحوا ورضت عليه
رفع عبدالعزيز نظره : ليه ماقال قبل العرس !
سليمان : كان خايف يتغير رأي ملاك فيه ، يحبها
عبدالعزيز هز راسه : وهي تحبه ، وحبها اللي خلاها ترضى ! أختى زعلت وطاحت وحنا ماندري ، بسبب حبها لسفر !
سكت سليمان يتنهد ، عبدالعزيز : بنسمع لملاك ، هي اللي بتقرر نظرتنا لسفر وقرارنا له
سكت سليمان يناظره ووقف عبدالعزيز ووقف معه سليمان .

دخل للبيت بوقت متأخر من اليل ورقى للدور العلوي يدخل للغرفه ، شافها واقفه عند المرايه تحط كريمها ولفت عليه من دخل وشافته يصد يدخل للحمام ، طلع وهو متوضي وهي جالسه على السرير عقدت حواجبها تشوف اطرافه المبلوله ، سحب السجاده وفرشها وكبّر يصلي ركعتين ، من أنتهى جلس على السرير يكمل الصمت المُهيب ولفت بجسدها عليه : فيك شي ؟
مد رجوله على السرير يسند ظهره على السرير ويزفر ، الجوهره مسكت كف يده : احد مضايقك ؟
هز راسه بالنفي وسكت شوي وتحركت تحط راسها على صدره : طيب ليش أوترت ؟ اعرفك ماتصلي ركعتين الا وفيه شي مشغل بالك
تنهد يحط ذراعه على كتوفها : سفر كان متزوج قبل أختي ، وانا ماكنت أدري
عقدت حواجبها الجوهره ورفعت راسها تناظر عيون عبدالعزيز ، اللي نزل عيونه وناظرها ورجعت تسند راسها ترتبك ، عبدالعزيز : ليش ماعلمنيّ !
الجوهره : أهم شي اللي صار كان حلال
سكت عبدالعزيز يناظر قدام وجلست الجوهره تتربع تناظره : وهم يحبون بعض ، أكيد سامحته ملاك
عبدالعزيز ناظرها : بس مشاعر ملاك ماهي لعبه ، وخبر مثل هذا مايتخبى على أخوانها
سكتت من جمود ملامحه وأرتبكت حروفها تتلعثم ولف يطفي ابجورته وانسدح على الجهه الثانيه ينام ، تحركت تطفي ابجورتها وتنسدح تتوتر وتبدا افكارها تشتغل .

نزل من سيارته يشدّ على كابه ودخل للمكتبه يتعالى صوت الجرس ، تبسم حسام اللي كان فوق السلم يرتب الكتب ولف يناظره ثم رجع يرتب : محاميّ !
تبسم جابر يشيل الكاب عن شعره وينزله على طاوله حسام وتكى بظهره عليها يناظر حسام : حسام لا تطيح تتكسر علينا !
تبسم العم حسام ماناظره : بتخاف عليّا ياباش محاميّ !
هز راسه جابر : اخاف على المكتبه يشيلونها
ضحك حسام ينزل من السلم وتقدم يناول جابر كتاب ، سحب جابر الكتاب يعقد حواجبه ويقرا عنوانه " وَطنْ " ، لف على العم حسام وبدا يفتح الكتاب : هذي معلقه من ايام الاندلس ، وش الغبار ذا كله !
تبسم حسام يضرب جابر على كتفه : أنت بقى مافيك توازن ؟ كلامك كثير معايا ومع الناس ما اسمع حرف واحد
تبسم جابر يقرا في اول صفحات الكتاب : توفى صاحب الكتاب مُنتحراً ، بسبب عشقٍ أنهته معشوقته
رفع حاجبه جابر : حسام ناوي تدخلني في حالة اكتئاب ؟ وش هالكتاب البايخ
ضحك حسام : انا عن نفسي مش مصدق انه أنتحر ، بحسوا مات مئتول !
رفع نظره جابر لحسام : ليه ؟ ليش تحس ؟
رفع كتوفه حسام : بتعرف الناس مابتحب الحب ، بالمره
جابر نزل نظره على الكتاب وتكى بذقنه على كفه وكمل يقرا بصوت مرتفع : في ليلة أستعمار ، قَدم الخليفة الجبار ، ليحرق المزارع و الدار
جابر ناظر حسام : يالشايب احسك متعمد تعطيني الكتاب ، تبيني اقراه غصب ؟ تعرفني ما أحب كتب الحب !
هز راسه العم يضحك ولف يدخل المطبخ ومشى جابر يجلس على الكرسي الخشبي يكمل قراه ، في غضون ساعتين أتمّ جابر قراءة الكتاب وقفل الكتاب يتقدم لحسام ويناوله الكتاب : مضيعة وقت !
العم حسام ابتسم يهز راسه : بس انت بئى قريت قصة حب الخليفه وليالّ !
جابر : طيب وش الفايده ؟
هز راسه بالنفي العم حسام يبتسم وسحب جابر كابه وطلع برا المكتبه .

جلس سفر على الكرسي اللي بجنب ملاك يترشف من كاس شاهيه ، نزل كاسه ووضع الغتره على وجهه وارخى راسه على الكرسي يحاول ينام ، في صمت الغرفه وصوت الأجهزه اللي حولها ، رنات جهاز القلب هي الوحيده اللي تتحدث ، بهدوء صوتها التعبان همست : ابوي ، اميّ
فز يوقف عن الكرسي يسحب الغتره عن وجهه : أسلميّ !
ناظرته تعقد حواجبها : سفر ؟
قرب منها يمسح على شعرها و قبل جبينها وهمس : أرحبي ياشمسي ومشراقيّ !
سحبت المفرش تغطي جسدها : وش جابك هنا ؟ وين امي وابوي ؟
لانت ملامحه يرخي كتوفه ، يسكت كله و ترتبك حروفه ، يحلف أن قلبه يرتجف من سؤالها ، يخاف يصير اللي في باله ، يخاف واجد وماهو شويّ ، سفر سكت وشدّت ملاك على فراشها اللي يغطيها و أمتلت عيونها بالدموع : ليش أنت هنا ؟
شد على يده وسأل بالسؤال اللي بيوضح الكثير : قد تزوجتي ؟
عقدت حواجبها ينتفض فكها بخوف ووحده : لا !
غمض عيونه يرفع راسه ومشى يطلع من الغرفه يهمس : ياويل حاليّ !
تلطم بشماغه يجلس يشوف الدكتور يدخل عندها مبتسم وطلع يعبس وتقدم لسفر يتنهد ، نطق لسفر اللي جالس ومنزل راسه : شي نادر للأمانه وماتوقعناه بيصير
زفر الدكتور يتردد لوهله : فقدان ذاكره مؤقت بأذن الله ، فقدان الذاكره هذا مايحصل الا بحالتين ، أما صدمه أو ضرر بالراس
متلطم منزل راسه في دوّامة أفكاره ، الدكتور : سفر ؟
رفع راسه سفر بخفيف وهمس : مانتناقش حتى يجون اللي هي تتذكرهم ، لأني بالنسبه لها دخيل
هز راسه الدكتور : قرار صائب ، الله يكون بعونك ياخوي
مشى الدكتور يروح وجلس سفر على حاله .

دخل عبدالعزيز وراه سلطانه اللي بجنب سلطان ، يخلفهم طلال ونواف و الجوهره ، سمعوا أن ملاك صحت بس مايدرون عن حالتها العقليه ، ركض عبدالعزيز يدخل على ملاك اللي كانت جالسه وفوق اقدامها المفرش ، تبسمت من شافت عبدالعزيز وتقدم يحضنها وشدت عليه ، نطق بخفوت : الحمدلله على السلامه
تبسمت يبتعد عنها ومن شافت سلطان يقرب لها ميّلت شفايفها تمنع نفسها من البكاء وقرب يبوس راسها ويحضنها ، من شمت ريحة عطره اللي تعتاده بكت بحضنه تشد عليه ، همست بحضنه تبكي : بابا وش صار وين كنتوا !
قبل راسها يبتسم : ماصار شي ياعيون بابا
كان ردّه طبيعي بنظره رغم أنه يجهل انها تفقد نصف ذاكرتها ، تقدمت سلطانه تبوسها : كيف صحتك اميّ !
تبسمت ملاك : بخير
طلع عبدالعزيز من ناداه الدكتور ، يبتسم عبدالعزيز سعيد بصحة ملاك اللي تحسنت حتى ابتداء كلامه الدكتور : أول شي الحمدلله على سلامتها
تبسم يهز راسه عبدالعزيز : الله يسلمك
كمل الدكتور : للاسف فقدت ملاك ذاكرتها بشكل مؤقت ، بسبب طيحه او صدمه ، وكل يلي ابي اقوله أنتبهوا عليها ولا تضغطون عليها حتى تسترجع ذاكرتها تدريجياً
تلاشت أبتسامه عبدالعزيز يسكت كله ، عقد حواجبه يسأل : حتى سفر نسته ؟
هز راسه الدكتور : سفر كان هنا قبل ساعه وهو من حضر صحوتها ، وسألت عنه
عقد حواجبه عبدالعزيز وراح الدكتور ورجع عبدالعزيز للغرفه تتغير كامل ملامحه عن بشاشته قبل يطلع ، تبسم نوّاف اللي كان جالس على ذراع الكرسي : عزوز ملاك تقول من متى عزوز متزوج !
سكت عبدالعزيز من نبرة نواف العفويه وتنحنح عبدالعزيز يجذب نظر سلطان اللي لف عليه ، لمحت الجوهره تغير ملامح عبدالعزيز وعقدت حواجبها ، تقفل الباب بعد سلطان وارتكى على عكازه وشد عبدالعزيز على قبضته : ملاك جاها فقدان ذاكره مؤقت ، يعني نست نص ذاكرتها
سلطان عقد حواجبه: شلون يعني !
تنهد عبدالعزيز : يعني نست من هو سفر ، ومن هي الجوهره
سلطان صد بنظره : اعوذ بالله ، حصل خير أهم شي سلامتها
راح سلطان يرجع لغرفه ملاك ، مشى عبدالعزيز يفتح الباب ويستند على الباب يكتف يده ويناظر الجوهره اللي كانت تناظره تستنكر حاله ، وقفت تمشي له ومن قربت تبي تفتح ثغره هز راسه بالنفي : مو وقته
عقدت حواجبها تسكت تعرف انه يفكر واذا ضاع بحيرته يبي ينفرد مع نفسه .

في طريقهم للبيت ساكته طول طريقها وهي تسكت من سكوت عبدالعزيز ، اللي صمته عن ألف صوت ، شدّت على يدها تبغض صمته ، وصلوا للبيت ونزلت ونزل يسبقها ورقت خلفه الدرج تضع طرحتها على كتوفها ، تخاف أنه عرف ومتأكده انه عرف ، مشت تدخل عقبه ونزع ثوبه مباشرة يلبس بجامته ، تنهدت تنزل عبايتها ولفت عليه تشوفه يرتدي بلوزته قدام المرايه ، تقدمت له تحك حاجبها : ودك تتكلم ؟
ناظرها يسكت لوهله وتكتفت تسند كتفها على الجدار تناظره ، عبدالعزيز هز راسه : حاير
سكتت هي لأن فعلاً تلمح الحيره بعيونه وضياعه الكايد و نطق : اول شي زواج سفر والحين ملاك
الجوهره عضت شفتها تصد براسها تخفي ربكتها متردده تقوله أو لا ، سكتت تناظره وتقدم يجلس على السرير وتقدمت تلحقه تنسدح ووضع راسه على صدرها ينام .

جالسه في الصاله مع ساره في لحظه مفروض ملاك تجالسهم لكن هي الان في بيت سلطان بسبب ذاكرتها ، تشرب من فنجالها حيث ساره تقول : ماشفناه عقب المستشفى ، وسليمان يقول أنه في المربط ، ياعزتي له أمي الله يكون بعونه
تلاحظ سهر بنبرة ساره الحزن و الأنكسار ، سهر : يمكن خالتي يبي يجلس لحاله
ساره تنهدت تسكت ودخل سليمان للصاله يفصخ شماغه ، جلس بجنب سهر وصبت له هي قهوه وناولته الفنجال تنطق ساره : أمي ماشفت سفر اخوك ؟
سليمان : توني راجع من عنده
ساره مسحت بكفوفها على فخذها : شخباره أمي ؟ اكل شي نام ؟
هز راسه سليمان : طيب ماعليه ، بس يبي يجلس لحاله كم يوم
ساره : يابعد روحي ياسفر
سهر سكتت تناظر فنجالها وقام سليمان يسحب شماغه من الكنب وقبل يطلع من الصاله نطق وهو يقفيهم باظهره : سهر الحقيني
سكتت ورجعت شعرها ورا اذنها ، ساره مسكت يدها وابتسمت بخفيف : قومي يامي بروح لغرفتي اشوف لي اغراض
تبسمت سهر با أمتنان ووقفت تلحق سليمان ، ترقى الدرج ومنزله راسها تناظر ممشاها ومن أستقرت قدمها على اخر درجة سحبها من ذراعها يحطها على الجدار ، شهقت بخفيف تعقد حواجبها وتناظره ونطق : تدرين ما كنت متوقع أشوفك تتقهوين مع امي يوم ؟ لكن الحلم صار حقيقة !
مشت تفلت يدها تمشي للغرفه ونطقت : وش عنده الطيار يغازلّ !
تبسم يلحقها ويدخل للغرفه خلفها و أبتسم بوساع يشوفها ، تقدم لها وجلست على الكنبه وجلس قدامها وتنهدت تشمق له ، تبسم من غرورها عليه وعنادها : وش يرضيّ غرورك يا ام البُن و الهيل !
تبسمت بهدوء تغطي ابتسامتها بكفها وتصد ، سحب كفها يبوسه : الطيار تحت أمرك وش بغيتيّ !
ناظرته تستهبل : ابي تشتري لي مطار كامل !
رفع حاجبه من طلبها وسحب يدها اللي كانت بكفه يعض أصبعها ، صاحت تشهق وسحبت يدها تناظر مكان عضته ورفعت نظرها تشوف عيونه وسحبت المخده ترميها عليه ، نطت مُباشره تركض وشال المخده من حضنه يركض وراها وقفلت الباب ، دق الباب بيده : افتحيّ !
ضحكت بعالي صوتها ماتستطيع التحدث وعض شفته من سمع ضحكتها ، ضرب الباب سليمان : افتحي يابنت الحلال تراها غرفتي !
سهر جلست على السرير : مو بعد اليوم
ضحك يصد ويجلس على الكنب

لو تطلب الكايد ما إخيب ظنونك Where stories live. Discover now