- الخامس و العشرين -

1.8K 62 4
                                    

'
عض على اسنانه عبدالعزيز ومشى يطلع من المبنى يمشي وكأن كل خطوه اثقل من الثانيه ، ولو كنا نشوف المشاعر شفنا دَخان شديد السواد يطلع من صدره .
دخل للغرفه تارك شماغه على كتفه يستشعر برودة المكان ويشوفها نايمه مغطيه كل جسمها ، تنهد يفك ياقة ثوبه ومشى للحمام ثم طلع وهو لابس بجامه نومه ، تقدم ينسدح بجنب الجوهره وحضنها من الخلف يدفن وجهه في عنقها ، بسط كفه على بطنها يطمنها ان كل شي بخير عكس الي بداخله .

يرتدي كابه الابيض وثوبه الاسود في صباح باكر ، طلعت من الحمام ترتدي فستانها الناعم الي باللون الوردي ، لف يناظرها وخصرت نفسها تنتظر منه الرد ، سكت يناظر حوريّته وملاكه في ازهى الملابس ، او هي من تزهى الملابس ؟ تفتحت ورود وجنتيها بخجل من عيونه الي يمررها على كامل جسدها ، همس بصوت خادر : ملاك منجدك ؟
تبسمت بخجل وقرّبت منه ودارت عنده بغنج لجل يشوف فستانها وطاحت على صدره من اختل توازنها تقرّب منه ، مسك خصرها يوازنها و همس يبدّل نظراته بين ثغرها وعينها : ارفقي بي
ضحكت تسند راسها على صدره وبعدت عنه لكنه مسك ذراعها وشدّها له يمسك بخصرها وقبّل ثَغرها ، ووقفت على اطراف رجولها وشد على خصرها ترتفع له ، تبسم من حس بنبضات قلبها اللي تسارعت وابتعدت عنه تناظره من لانت ملامحها ، سفر تبسم بطرف ثغره : انتي جنيتي على نفسك
ضحكت بخفيف تناظر المرايه من خرب روجها ، سفر : يابعد حييّ هالوجه الضحوك
ناظرته تجلس على الكومدينا وميّلت راسها بعتاب : خلاص تراني انسانه استحي
هز راسها بالنفي يقرّب منها : كذبتي ، انتي ماخذه من اسمك الوصوف كلها ، انتي مَلاك بس بدون جنحان !
تبسمت بخجل ومن قرّب منها سحبت المنديل ومسكت فكه تمسح الروج اللي على شفايفه : خلاص ياسوسو
تبسم يسوي نفسه يبكي ويبتعد منها : شاعر وبالنهايه سوسو !
ضحكت بعلو صوتها ونطت من الكومدينا تسحب عبايتها وشالت كعبها بيدها وطلعوا برا الغرفه .

طلع من الحمام متروش وعقد حجاجه من شاف السرير يخلو منها ، هو يدري انها امس تعبانه لدرجه ما اكلت شي ونامت وحتى ماسمع من حكيها ولا شبع من زولها ، '
وضع المسك على معصمه ثم سحب ساعته وقلمه وضعه في جيبه ، مشط شعره المبلول وسحب شماغه يضعه على ذراعه ، لف لجل يطلع لكن استوقفته من فتحت الباب وطاحت عينه عليها تحمل المبخره وترتدي بجامه باللون البيج وفاكه شعرها القصير وواضعته على جنب ، تبسمت تميّل راسها : تدري انك تسولف وانت نايم ؟
ضحك بخفيف يخفي صدمته بشكلها المُستحيل ، جمال يرفض يصدق انه كان يحجبه النقاب ، تقدمت تضع المبخره عنده وهو ماشال عينه عنها وكمل يتبخر ، مشت تطلع من الغرفه ووقف لحاله ومسك الجدار منزل راسه منصدم منها ، همس يبتسم با انتصار : الجمال ذا كله لي !
طلع من الغرفه وشافها طالبه من الفندق الفطور ومجهزه كل شي وجلس على الكنب يشوفها تصب القهوه السودا الحاره في اكواب ، تقدمت له ونزلت الاكواب وجلست بجنبه تحس بنظراته ، بادلته النظرات وتمو ساكتين وضحكت من شافت كيف هو ساهي : مابتفطر ؟
تبسم يهز راسه : افطرت من شفتك
ضحكت تصد تخفي حياها ورجعت تناظره : بشويش يالطيار !
تبسم وسحبت كاسها وتقدمت بشكل مُفاجأ تسوي نفسها بتكبه عليه وفز يصرخ : سهر !
نزلت الكاس تضحك بعالي صوتها وغطت وجهها بالمخده تضحك ، خصر نفسه يعض شفته با ابتسامه ومميل راسه مصدوم من حركتها ، نزلت المخده تضحك وتناظر فيه : ملامحك
ضحك بخفيف يمسح على عيونه : وش تسمينه هذا ؟
تبسمت تناظره : استفتاحية الزواج
سليمان تقدم يجلس بجنبها : اعوذ بالله من هالاستفاحيه
سهر : استفتاحيه
ضحكوا مع بعض وكح بالقهوه وقالت سهر : حتى الكلام صرت ما تعرف ترتبه !
ضحك يسحب المنديل ويمسح فمه .

دخل يشيل حقيبته يمشي على ارضيه المحكمه متجه لمكتبه ، ناظر ساعه معصمه يسكت ومشى حتى استوقفه موظف قال : صباح الخير جابر
ناظره يسكت ووقف محله وناوله الموظف الملف : هذا هو ملف القضيه اللي قلت لي عنها
هز راسه جابر يسحب الملف : مشكور
هز راسه الموظف ومشى جابر يدخل مكتبه وجلس على كرسيه يفتح الملف ، ورقه تلو الاخرى حتى وصل لأحدث ورقه ومن التاريخ الي يعتليها عرف انها موضوعه امس ، استغرب كون القضيه سُبق وتقفلت ليش فيه ورقه جديده ؟ عقد حواجبه من شاف اسم الجوهره اخته في الورقه ويمرر عيونه بين السطور يحاول يفهم المكتوب ، فهم جابر ان الجوهره مُشتبه به في موت زايد ، حك جبينه بوهقه وتوتر وهمس : يارب سترك
قاطع صوت افكاره الصاخب وتوتره المستحيل جواله من دق ، سحبه وطلع برا مكتبه يرد ، وضع كفه في جيبه ينشغل انشغال تام بالمكالمه وشتت نظره حتى طاحت على الي معطيته ظهرها ومخصره نفسها تنكشف اسواراتها الملونه وعبايتها الاصفر الفاتح ، خصلات شعرها المصبوغه باللون الاصفر الذهبي ، تكلم موظفه ومنشغله وهو مازاح نظره عنها يكلم ، ماينكر انه يحس بشعور يوم يلمّحها ، حولها طاقه مُشرقه كأنها شمس الربيع و غيث الخريف ، كسّر تواصله البصري من لفت عليها بسرعه تدرك انه كأن يتأملها لانها لمحت اخر نظراته ، تبسمت بخفيف كعاداتها ومشت تروح لمكتبها ، لف جابر يكمل مكالمته : ماحصلتوا وراه وصيّه ؟ ووين اهله والقايمين علِيه ؟
هو عض على أسنانه بغيّض من قال العسكري " راح تارك خلفه كل شي " لانه فعلاً يدرك ان زايد في مقامه نكد وفي موته ايضاً نكد و مشاكل ، قفل جواله ومشى يسوق خطاويه للمكتب .

فتح عيونه بثقل في صباح باكر كعادته يصحى باهذا الوقت ، مسح على عيونه باتعب من ليلته امس وكونه هو مُصاب الضغط أدنى شي يأثر على ضغطه ، جلس على السرير وفقد حسها جنبه ، تأكد انها تسوي الفطور وقام يسحب منشفته ويدخل للحمام ، طلع يفرش سجادته ويصلي ثم لبس بدلته وتعطرّ وسحب البيريه وطلع لصالة الجناح ، توقع تستقبلة رائحه البخور كالعادة لكن عقد حواجبه بشديد الأستغراب من فقد حسها بالجناح ، ناظر حوله لوهله ومشى يطلع برا الجناح ، مرّ على اهله اللي بالصاله مجتمعين يفطرون ، لمحه سلطان مستعجل ونادا بعالي صوته : عبدالعزيز
لف عبدالعزيز يسكت كله يتوتر من فقد وجودها بالبيت ، وتأكد انها مو في البيت بكبره لأنه مالمّحها على طاولة الفطور ، عض على اسنانه وتقدم يقبل راس ابوه ثم امه واعتدل في وقفته : سم ؟
سلطان : صباح الخير
حس عبدالعزيز ان توتره بان على ردّه اللي مو كعادته من قال " سم " لأن ابوه تعوّد يصبح عليه او يلقي سلامه ، عبدالعزيز : صباح النور
سلطان مرر نظره على عبدالعزيز يلمح فوضى داخله : فيك شي ؟
عبدالعزيز هز راسه بالنفي ومشى يصب له بالكاس شاهي وسحب زيتونه ياكلها ، سحب الكاس وهو يمشي اجهر بصوته : مستعجل على الدوام
سلطانه حست بشي مختلف وكونها هي اصلاً فقدت جوهرته ، سلطان يتسائل : الجوهره ماهي بمفطره معنا ؟
سلطانه رفعت كتوفها : يمكنها أفطرت ، او نايمه
هز راسه سلطان يترشف من كاسه .

نزل من سيّارته يمشي كعادته بخطاويه يثبت هيبة حضوره ، مشى يدخل المبنى ، لمّح نظرات العسكر له اللي خلته يشك أن فيه شي هو يجهله بس يفهمه من نظراتهم ، الكل بالمعنى الحرّفي يطالع عبدالعزيز وكأنه دخيل على المكان ، دخل مكتبه يبتدي دوامه زي الدايم لكن دخل خلفه مُباشرة '
الرقيب مشاري اللي تنحنح يجذب أنتباه عبدالعزيز الي فعلاً اعاره أنتباهه من لف بكامل جسده عليه وكتف يدينه : هلا مشاري ؟
مشاري : متى نبدا تحقيق ؟
عبدالعزيز عقد حجاجه: تحقيق وش ؟
مشاري عقد حواجبه من ساء فهمه : زوجتك طال عمرك ؟
لف عبدالعزيز يمشي للمكتب : اصلاً مالها اثر ، يمكن سافرت
مشاري مُباشره نطق : زوجتك موجوده في غرفة التحقيق
عقد حجاجه عبدالعزيز بشديد الأستغراب وببطئ لف جسده على مشاري : شلون ؟
بلع ريقه مشاري لوهله يلمّح ملامح عبدالعزيز اللي تبعث داخله الرعب : جاتنا قبل ساعتين ، ومانقدر نحقق الا بوجودك
عبدالعزيز سكت لوهله وهز راسه يسمح للرقيب يروح وجلس لوحده واقف على رجوله وكأنه لوهله نسى يمشي ، حركه ماتوقعها منها واكبر تساؤل يدور بعقله كيف عرفت ؟ كيف و الف كيف وهل معقوله سمعت مكالمته ؟ حرك خطاويه اخيراً يمشى لغرفه التحقيق ودخل الغرفه الي خلف الزجاج حيث يقدر يشوفها لكن هي ماتقدر ، دخل وشاف الرقيب عدنان موجود وهز راسه عبدالعزيز يناظر الزجاج : تقدر تروح
طلع الرقيب وكتف يدينه عبدالعزيز يناظر محبوبته اللي ماتوقع ولا ظن في ليله تكون مكان اكبر المُجرمين ، حِيث هي جالسه جلسوا قتله متسلسلين وقطاع طرق مطلوبين امنياً ، ماتوقع وردته البيضاء جوهرته وياقوته الغالي بتجلس في هذا المقعد ، صمتت أفكاره من دخل الرقيب مشاري لأن عبدالعزيز ممنوع يحقق معها بسبب صلة القرابه ، جلس الرقيب قدامها يبدا كلامه المعتاد حتى دخل في صلب الأسئله و ألجم الكل من بدا سؤاله : وين كنتي في تاريخ ***
ويلي هو بالضبط التاريخ اللي زارت الجوهره فيه زايد ، باتزان صوتها وملامحها الي تبعث الثقه هي قالت : رحت ثلاث أماكن ايها تبي ؟
عقد حجاجه مشاري يجهل هالمعلومه حتى اللي خلف الزجاج ماكان ابعد منه : كلها
الجوهره سكتت لوهله وكملت بجمود : أولاً جيت للمركز هنا وقابلتك وطلبت منك اغراض ، ثم رحت لموقع سكن العنود ، اللي هي خطيبه زوجي السابقه ، بعدها رحت للسجن عشان اقابل زايد ، ورجعت للمستشفى حيث زوجي كان باغيبوبه مايستطيع الكلام او التجاوب مع اللي حوله .
سكت عبدالعزيز يحلل كل نقطه ، ليش راحت للرقيب وليش زارت ذولا كلهم ؟ , مشاري تنحنح : نبدا من عندي ، جيتيني تطلبين تسجيل الكاميرات للمبنى بتاريخ محدد ثم طلبتيني مره ثانيه تسجيل الكاميرات لمشهد اصابه عبدالعزيز
لانت ملامح عبدالعزيز من عرف انها شافته وهو ينطعن مغدور ، همس يعقد حواجبه بتساؤل : ليش ؟
هزت راسها : صح
مشاري : بعدها وين رحتي ؟
'
الجوهره : رحت للعنود ، تكلمت معاها بخصوص اللي حاصل
رفعت كتوفها الجوهره تبتسم بخفيف : بس
هو يدرك عبدالعزيز ان ورا كلمة " بس " ألف يأس للعنود لانه يعرف كيد الجوهره على النساء وكيف هي تستطيع توصل باشخصيتها للي تبيه ! هز راسه مشاري : وبعدها رحتي لزايد ؟
هزت راسها باثقه : ايه نعم
مشاري شبك يدينه يضعها على الطاوله با انصات وقالت هي : رحت له بالسجن ، وقلت له مجرد كلام وسوالف لكن ظنتي انه حساس !
مشاري عقد حواجبه و عبدالعزيز ايضاً ، مشاري : سمعنا كلامك له ، اندفعتي بغضب له ليه ؟
الجوهره ميّلت راسها ونطقت بحدّه : تدري يامشاري ؟ تمنيت اني انا اللي اقتله !
عقد مشاري حواجبه بخفيف وزفر عبدالعزيز يمسح على حواجبه لانها زادت الامر تعقيد وكملت : زايد هذا يلحقني من قبل اتزوج الفريق اول عبدالعزيز ، وقالي بالحرف انه بيقتل زوجي ، وحاول فعلاً يقتله لكن بائت محاولاته بالفشل ، وجيت انا ايضاً اهدده بالكلام
رفعت كتوفها : ومابنصدم لو زايد قتل نفسه عشان يسبب لنا مشاكل
مشاري سكت لوهله يسمع حكيها ووقف من مكانه يطلع من الغرفه ويدخل الغرفه اللي يتواجد فيها عبدالعزيز يكتف يدينه مازاح نظره عن الجوهره , ناظر مشاري الجوهره ثم ناظر عبدالعزيز ونطق : مانقدر ناخذ عليها دليل ملموس ، عشان كذا هي للحين بريئه ، لكن لازم تدعي اننا مانحصل عليها دليل
عض على اسنانه عبدالعزيز يكتم غِيضه وطلع مشاري من عنده وطلع عبدالعزيز يدخل على الجوهره اللي كانت جالسه ساهيه بالفراغ ماتدري من دخل عليها ، بصوته الثقيل وبجمود ملامحه : الجوهره
رفعت راسها له تبتسم بخفه ووقفت لجل تحضنه وحضنته ، لكن ارخى كتوفه ومابادلها الحضن ، همست تغمض عيونها : اشتقت لك
بعدت عنها وجلس على الكرسي وجلست هي ايضاً تبتسم : سويت الشي الصح
عبدالعزيز سكت يناظرها ويتابع كلماتها يكتم غضب في داخله ، الجوهره عقدت حواجبها بخفيف تبتسم : شفيك ما افطرت ؟
عبدالعزيز : ليش رحتي بدون علمي ؟
الجوهره سكتت ثم قالت : لان هذا الشي ال-
بتر حروفها مُباشره بحدّه : كنت بصلح الموضوع ويعدي على خير والحين انتي رحتي اعطيتيهم اقوالك
سكتت تعقد حواجبها تختفي ابتسامتها تدريجياً ، رفع كتوفه بقل حيله يعقد حواجبه ونطق بصوت حادّ : ليه رحتي لزايد وانا حذرّتك ماتروحين له ؟
سكتت هي تناظره وكمل : والحين وش استفدنا ؟ انتحر هالكلب ابن الستين كلب وعلقك في قضيه قتل !
اقشعر جسمها ترتجف اطرافها من صوته اللي ماتعوّدته ابداً ،
'
الجوهره همست تميّل راسها بتعب : يوم كنت انت بالمستشفى بغيبوبه تصارع الموت كنت انا اخذ حقك من الحُثاله اللي غدر فيك ، تشوف اني استحق هالكلام بعد كل يلي سويته ؟
عبدالعزيز ضرب الطاوله يشتعل لهيبه : ماطلبت منك تسوينه ! طلبت منك توخرين عن الكلب اللي ماجاب لنا الا المصايب ، كنت اذا صحيت باخذ حقي منه بالقانون و اجيب اقصاه و اخلي السيف الأملح ياخذ حقي !
سكتت تعقد حواجبها ترتجف من صوت ضربه للطاوله ووقف عبدالعزيز يطلع من الغرفه ، سكتت لوهله وطاحت دمعتها على خدّها بتعب و أرهاق .

تأخر الوقت ومضى على وجود الجوهره بالمركز فتره طويله ، تقدم للغرفه اللي هي تجلس فيها وترك قبضته على الباب لوهله يتردد يدخل ، اخذ نفس يروي فيه صدره ثم فتح الباب يغض نظره عن عيونها لأنه يعرف لو تقابلت عيونهم بتهدّه نظرتها : امشي هي جالسه تناظر بيّدها اللي كادت تقطعها من فرط حركتها وتوترها ورفعت عينها عليه تشوفه ، سكتت تناظره ثم وقفت تسحب شنطتها وطلعت برا الغرفه ، لحقها لبرا وشافها تسلك طريق مغاير لمكان سيّارته ورفع صوته : من هنا
كملت طريقها تتجاهل ندائه لها وعض على أسنانه من عنادها ، مشى يعجل خطاه خلفها وسحبها من ذراعها مما جعل عينها تسقط وسط عيّنه ، شاف حُمرة محاجرها وزفر من قسوّة جيش مدامعها عليه ، تهدّه عيونها ولو هي ساكته تهدّه بالحيل ، يسمع سرعة أنفاسها وعُقدة حواجبها ، ناظرها يلمّح غضب داخلها : امشي لسيّارتي
سحبت ذراعها منه وقالت بصوت يعكس شعور داخلها : بروح مع تاكسي
مشت تعطيه ظهرها وتنهد يمسح على ملامحه ولحقها في عتمة المواقف مشى خلفها وهي تدري وتحس فيه خلفها ، وقفت من حست بغضبها زاد تلف عليه : ممكن تتركني امشي لوحدي
وقف يناظرها لوهله : مو وقت الزعل الحين نتفاهم في البيت ، الوقت تأخر
ميّلت راسها تقرب منه ببطئ : مقدر ارجع للبيت مع جحود
سكت يشتت نظره للبعيد يعرف هذا اثر غضبها وهي ماتقصد كلامها الا من باب لَهيب داخلها ، وضعت سبابتها على صدره مكان قلبه تحديداً : معد صرت اعرف هذا ، ضحيّت بحياتي لجلك ورحت للسجون و دفعت نص ثروتي لجلك !
نزلت دمعتها وعقدت حواجبها بنكران ترفع كتوفها : وجحدتني
'
عض شفته لوهله ثم ناظرها : ماجحدتك
رفعت صوتها تهز راسها بتكرار : الا جحدتني ! جحدتي ياعبدالعزيز !
من ارتفعت نبرة صوتها أرتكزت نظراته بوسط عيونها وتم يناظرها حتى هي بكت بشدّه ، بكت تنزل راسها ، سحبها من ذراعها يتركها وسط حضنه مكانها وملاذها الأول و الأخير ، حتى لو الخطاء منه بحضنه هو يقدر يمحي الخطاء ، اختفى وجهها بصدره وقبّل راسها يهمس : دام الخطاء ياصل مدامعك ، فا انا المخطي
سكت لوهله يسمع بكائها : ياويلك تبكين و أنتي مو في حضني ، ياويلك
ضمته تشدّ على بدلته وقبّل كتفها يمسح على ظهرها .

« الظهر ، المطـار »

وصلت الطيّاره القادمة من برلين حيث فيها الوليد وولده فيصل ، واقفه متحمسه متأهبه لمقابله ابوها وحبيب روحها ، تتجاهل ليلة الأمس اللي هي بكت فيها بحضن عبدالعزيز ، هو بجنبها ينسف شماغه والكل متواجد ينتظر وصول الوليد ، نزلوا ركاب الطائره وبدو الناس ينتشرون بالمطار ، وهي تنتظر خروج ابوها من الباب تنتظر وكأنها تنتظر الحياه تبتسم لها ، بعد ثواني فزت على صوت جابر من هتف بعالي صوته : أرحب
شافت فارسها وبطلها و أول من علّمها الدلال ، أبوها ، مشت تعجلّ من خطاها وقبّل راسه جابر ثم يدها وجلس على ركبه يقبّل قدمه ، يرتكي على عصاه ويبتسم ببشاشه وتقدمت من ابتعد جابر عنه يسلم على فيصل ، لمعت عيونها وقبّلت راسه ويدها ومُباشره حضنته ، تبسم الوليد : زعلّك الفريق !
عبدالعزيز وراها شابك يدينه خلف ظهره وضحك مُباشره : ماعاش من يبكيّها زعل !
حضنته تنزل دموعها وقالت : أشتقت لك
ضحك الوليد : تراني ما أبطيّت !
بعدت عنه تبتسم بسعادة : الحمدلله على السلامة
هز راسه الوليد يبتسم : الله يسلمك
تقدم عبدالعزيز يسلم عليه : ماتشوف شرّ ياعم
هز راسه الوليد يبتسم ايضاً ، ركضت سمو تقفز بحضن الجوهره اللي شالتها مُباشره وقبّلت خدّها : وحشتيني سمو !
تبسمت سمو : ليش مارحتي معنا ؟
تبسمت الجوهره تهز راسها تقبّل خدها : المره الجايه
ميّلت راسها تبتسم سمو : وعد ؟
غمزت الجوهره : وعد
فيصل يسحب الشنطه وضحك : ياماشاءالله تسلمين على الناس كلهم ولا تسلمين على أخوك الكبير !
ضحكت الجوهره تنزل سمو وتحضن فيصل : الحمدلله على سلامة الأسفار
فيصل ضحك يهز راسه : متغيّره ؟ لا يكون بصير خال !
تبسمت بخجل تزفر من فرط خجلها : لا تستعجل !
تبسمت فيصل يقبّل راسها : لك وحشه يبنت وليد
ميّلت شفايفها تعقد حواجبها: أنتوا اللي لكم وحشه !
'
في اثناء كلامهم تقدمت دلال للوليد وتبسمت تلمع عيونها وفتح ذراعه الوليد : مالي سلام يا ام فيصل ؟
تبسمت تصافحه وتسلم عليه وتتحمد له بالسلامه وتقدم فيصل يحضنها ويقبل راسها ويدها ، عبدالعزيز ناظر فيصل: شناطكم معكم ولا شحنتوها ؟
الفيصل : شحنّاها
هز راسه عبدالعزيز : والله مايجيبها غيري
عقد حجاجه الفيصل : صل على النبي !
عبدالعزيز تبسم يهز راسه : عليه الصلاة والسلام
الفيصل : بتخليني ازعل عليك
عبدالعزيز ضحك : الا زعل ابوسمو !
تبسم الفيصل ومشى عبدالعزيز لجل يجيب شناطهم بينما تمسكت سمو بيّد الجوهره و وبيدها الثانيه ممسكه با أبوها الوليد ، قبّلت يده يمشون بالمطار ونطق : كيف حال عبدالعزيز بعد اللي حصل ؟
هز راسها تبتسم تطمنه : بخير ، تعرفه الفريق سهل يتعافى
تبسم الوليد يشد على يدها وفيصل مع امه بالخلف وزوجته .

طلع طلال من البيت يحرك مفاتحيه بعشوائيه يطالع جواله وركب سيارته وحرك للمحكمه ، نزل من سيارته ومشى يكلم بجواله ودخل للمبنى ومباشره استقبله موظف نطق : مساء الخير حضرة القاضي طلال ، فيه بنت تبي تكلمك موجوده من الصبح ورفضت تروح مصرّه تقابلك
عقد حواجبه طلال يضع جواله بجيبه وقال : خلّها تجيني بمكتبي
هز راسه الموظف ومشى طلال لمكتبه وجلس على كرسيه يسحب القلم من الطاوله ويكتب في مجموعة الأوراق ، وبالفعل بعد دقايق دق بابه وسمح بالدخول ورفع نظره : تفضلي اخ-
انبترت حروفه يسكت وكل يلي همس فيه : ورد
شدّت على يدها : لما كلمتني ذيك المره قلت كنت جاي اخطبك ، باقي على قرارك ؟
عقد حواجبه يحك شنبه بتساؤل وكملت : لأني ابي الأمان ، ابي انام وانا مرتاحه ولو ليوم
تنهد يضع يده تحت ذقنه : مين متكفل فيك ؟
شتت عيونها لوهله تفكر ثم رجعت تناظره : عمي
طلال : وين ساكن ؟
ورد : هنا بالسعوديه ، بس معرف وين
سكت لوهله يلمح ملامحها التعبانه ويتأكد انها فعلاً ماحصلت الأمان طول غيبتها : أعذريني ياورد يبي لي مده عشان الوالد يوافق على هالزواج ، تصبّرين شوي ؟
هزت راسها : راضيه اصبر ، ابي الأهل و الامان ، ولو الثمن ينتهي صبري راضيه
سكت يحس بحاجتها ويدرك من عيونها الذابله ، هز راسه : أن شاء الله خير ، تبين ترجعين للفندق ولا تبين تجلسين في الشاليه حقي ؟
رفعت كتوفها : اللي تبي
هز راسه ووقف يمشي : امشي معي

نجمة ⭐️

لو تطلب الكايد ما إخيب ظنونك Where stories live. Discover now