V

1K 44 23
                                    


استقالت دارلا من عمل الحانة بطلب من عمها حتى تعمل في المطعم الذي قام بافتتاحه منذ مدة ليست بطويلة ، كان العمل بالمطعم اكثر ارهاقاً لكنه افضّل من عملها بالحانة بمئات المرات كونها تلتقي بالعديد من السكارى الحمقى هناك ولولا حماية ومساعدة انطونيو لها لكانت ضحية احدهم ، مع ان الابتعاد عنه لم تكن بفكرة جيدة بالنسبة لها.

انتهت دارلا بَعد ساعات مِن العمل المُرهق ومُتابعة الناس بِطلباتهم التي لا تنتهي..صَعدت دارلا للاستحمام وتبديل ملابسها لشيء افضل وتوجهت الى الشاطئ تستجمع افكارها وترتاح قليلاً على الرمال وامواج البحر تصطدم بها ، جَلَستْ حوالي النصف ساعة تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهمومة لغيرها ، تلعب بالرمال تارة وترسم اشكال عشوائية ، وتارة تلعب بالاصداف حولها.

الجو الخريفي والهواء البارد الذي يصطدم بها جعلها تنتعش وكأنها وُلِدت من جديد.. يالروعة الطبيعة وكيف هناك أناس يكرهون الخروج من منازلهم وهذه الأماكن موجودة؟ وَضعت سماعاتها المُهترئة تَستمع لِبعض مِن اغانيها المُفضلة.. تُتمتم وراء المُغني بهدوء وصوتها الملائكي يُطرب تِلك الامواج مِن حولها لِتجعلها تَهدأ.

" هي دارلا.. علمت انني سالقاك هنا"
صوت انطونيو القادم من خلفها ، ابتسمت دارلا لِمُلاقاته لِينحني لها وابتسامة من ثغره وشعره الاشقر يتدلى على وجهه يُغطي عيونه الزرقاء الواسعة.

افسحت دارلا لانطونيو بضع سنتمترات جانبها ليجلس ويعم الصمت بينهم لعدة دقائق ، كلاهما غارق في همومه يتمنى من البحر ان يسحبها معه.

" ما الذي احضرك الى هنا انطونيو؟"
" لا شَئ فقط كنت اريد رؤيتك " ابتسامة صغيرة ايضاً تخرج من الفتى اللطيف المبتسم الذي يبلغ من العمر واحد وعشرون عاماً ، كل من رآه ظن انه في الخامسة عشر.

" احب ان آتي الى هنا كلما شعرت بالانزعاج من شيء" قالت دارلا محاولةً كسر الصمت الذي بينهما
" حقاً؟ انتِ تعلمين انك تستطيعين اخباري عندما تكونين منزعجة!"
ابتسمت دارلا على لطف انطونيو لتلكمه لكمة طفيفة على يده
" لا احب ازعاج احد بمشاكلي"
" احب ازعاجك لي "

تمنى انطونيو انه يستطيع اخبارها بمشاعره بسهولة ، لكنه يعي انها اكبر منه بخمسة سنين وانه ليس بمقدوره ان يكون بعلاقة في وضعه المادي الحالي ولن ينسى امر عمها الذي سيقتلها ان عرف انها بعلاقة ، وعلى اي حال فهو سعيد بصداقته معها ، ينسب لها الفضل دائماً في عيشه حتى الان ، انقذته العديد من المرات من غرقه في بؤرة التعاسة قبل فوات الاوان.

" كيف عَملك في المطعم؟ " سأل انطونيو دارلا بعدما رفع شعره الاشقر من على جبينه لِتنظر له دارلا بعيونها الواسعة
" من اين لك هذه النَدبة؟"
" اوه هذه؟ تَشاجرت مع أحد الاوغاد اليوم ، كان اضخم مني لولا تَدخل المدير لكنت في المشفى " انهى انطونيو جُملته ضاحكاً لِتنظر له دارلا بِصدمة ، قَضبت دارلا حاجبيها لتقول بتأنيب
" يا اللهي.. انتَ حقاً طفل ، ما بال هذه الافعال؟ "
" لقد قام باستفزازي "
" ظَننتك أذكى من ان تَقع بِفخ استفزاز سكير..انتَ لم تكن ثَمل اليس كذلك؟"
" كُنت قد شَربت القليل.." قال بابتسامه بلهاء لِترد عليه دارلا بتنهد
" تَوقعت ذَلك ، سأذهب لِشراء عِصير او شيءٍ ما من تِلك الالة " وَقفت دارلا مُتوجهة الى آلة العصائر لشراء شيء ما لكلاهما.. اختارت الشاي المُثلج لها وعصير البُرتقال لانطونيو.

The smoker killerWhere stories live. Discover now