IV

1.1K 46 32
                                    


دَخلت دارلا البَيت بِخطوات بَطيئة تأمل عدم شعور عمها بِتأخرها ، خطت اول خطواتها لِتسمع صوت همهمة عمها مِن الخلف يَقول
" اين كُنتي؟"
" كان الحي الذي وزعت به الاعلانات كَبير.. واستغرقت وَقتًا طويلاً.."
سَحب عمها حقيبتها مُلقياً كل الاعلانات على الارض ليضيف مؤنبًا اياها
" انتِ لَم توزّعي نِصفها حَتى ، اين كُنتي؟"،

لَم تُجبه دارلا فهي تُفضل غَضبهُ عليها على ان يكتشف اين كانت.. فالمشكلة حينها لن تكون اسهل من هذه ، صَمت عَمّها بعدما شَعر انه لا فائدة من استجوابها الان ليقول قَبل ان يَذهب،

" زَوجتي لا تدري عن تأخرك ، لا تجعليها تَشعر بِذلك " همهمت دارلا بالموافقة رداً عليه لتدخل الى غرفتها براحة كون عمتها غير يقظة.. فهي بالطبع لن تكون رحيمة كما عمها ، فعمها يتفهمها احياناً مُحاولاً التخفيف عليها عبء الاعمال..

-

سار ايڤان نحو المطعم من اعلان ليلة امس حاملاً ورقة الاعلان التي كانت ملقية على الارض ، هو لا يدري هل هو يريد رؤية تلك الفتاة لِيُشبع فضوله ام يود تذوق طعامهم ، كان الحيّ فقير ولا يوجد به الكثير من الناس ، شوارعه مهترئة ومنازله عتيقة لكنه اصر على البحث عنه ودخوله.

رأى تلك الفتاة تُكنس الشارع المطل على المطعم فتوجه نحوها واردف مميلاً رأسه
" هل هذا هو المطعم؟"
تفاجئت دارلا لرؤيته فهي كانت متأكدة بنسبة عشر مليارات بالمئة انه لن يأتي احد من ذلك الحي الغني ، والشيء الصادم اكثر انه لم يأتي الا القاتل المخيف.

" نع..نعم هذا هو " اشارت نحو المطعم بمكنستها لينتشر بعض الغبار نحوه لتبدأ دارلا بالاعتذار محنية رأسها ، ابتسم هو على حماقتها مُتجاهلاً الغُبار الذي مَلأ بَدلته ، دخل الى المطعم وقبل فتحه للباب مد يده نحوها معرفاً بنفسه،

" انا ايڤان هاينث ، وانتِ؟"
مسحت دارلا يدها المتسخة بثيابها الممزقة
" انا دارلا.. فقط دارلا " ابتسامة صغيرة خرجت من محياها لتجعل قلب ايڤان الشيطان عديم المشاعر بالذوبان.

طلب ايڤان احدى اصناف الطعام الرخيص لِيُصدم من لذته ، احنى رأسه واضعاً يده بجيبه ليبدأ بتدخين سيجارة عادية بعدما انتهى من طعامه وهذا دليل على سعادته الشديدة ، فتدخينه اما يدل على سعادته او تعاسته وانت وحظك.

توجه ليدفع الحساب وخرج مُلقي نظرة اخيرة نحو تلك المُسمّية دارلا ، كانت تجلس على رصيف المطعم مسندةً راسها نحو الحائط ، تتامل السيارات القليلة التي تمر من هذا الشارع وهموم الدُنيا واضحة على مقلتاها.

" اتيت الى هنا لشكرك عما فعلته لي البارحة!" قال ايڤان قبل توجهه الى دراجته السوداء ليركبها
" هل هذا كافي لشكرك؟ ام تريدين شئ اخر؟" اضاف ايڤان بسؤال ينتظر اجابة من تلك السارحة في همها
" شكراً لك هذا كافي " اجابته بابتذال ليشعر ايڤان بذلك ويكمل طريقه.

The smoker killerWhere stories live. Discover now