مبعثر فيك ماللحزن لايشفى

By i_em1234

534K 5.9K 2K

نجد هنا..علاقات معقدة.. وماضي وحاضر..! هناك أمل.. وهناك تمسك في أوهام.. هل ينتهي الحب لدى سيف بموت نجود.. وهل... More

المقدمة
البارت الأول
البارت الثاني
البارت الثالث
البارت الرابع
البارت الخامس
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت العاشر
البارت الحادي عشر
البارت الثاني عشر
البارت الثالث عشر
البارت الرابع عشر
البارت الخامس عشر
البارت السادس عشر
البارت السابع عشر
البارت الثامن عشر
البارت التاسع عشر
البارت العشرون
الواحد والعشرون
الثاني والعشرون
الثالث والعشرون
الرابع والعشرون
الخامس والعشرون
السادس والعشرون
السابع والعشرون
الثامن والعشرون
التاسع والعشرون (الاخير)

البارت التاسع

17.8K 208 54
By i_em1234

البارت التاسع

‏عاف الحياة ‏و عطاها ظهره وأَعرض
‏حتى لحون القصايدما يغنيها

‏أيامه السود ‏خلّت قلبه الأبيض
‏يصد عن كل حاجة خاطره فيها

ماريا بمريله .. وتسوي عصير طازج في المطبخ ..
ومتذمره من وليد اللي جالس بالصاله ومشغول قدام مجموعة اوراق والاب توب : انا ليدي وليد ..هل علي تحضير العصير لحضرتك ..
وليد وعينه في الورق :
.. خادمتك في اجازه .. وانتي .. ايضا ً في اجازه .. لما لاتقومي ببعض الواجبات لزوجك ..
طلت براسها عليه :
وانت ايضا ً اجازه لما تستمر في العمل .. المفروض نخرج .. بسلة تحوي  الخبز والجبن وبعض الكعك وزجاجة عصير توت ..الا تستيطع ان تمارس معي الرحلات .. وان نجلس في بساط زهري .. اففف وليد .. سأشيب مبكرا ً..

وليد :
ماريا .. لديا الكثير من العمل وتجهيز الوثائق .. الا تستطيعين العمل وانت صامته .. حشوت ِ رأسي بثرثرتك .. لا أستطيع التركيز ..
رجعت ..
وهي تقول : هل لاحظت تغير سما .. هذه البنت جميله جدا ً روحها بسيطه .. وذكيه ..
وليد :
يلفت انتباهي اهتمام مشاري بها .. انها الوحيده اللذي تخرج جانبه الإنساني لهذه الدرجه ..
ضحكت :
بالعكس .. مشاري دائما ًجانبه الإنساني حاضر ..
وليد وهو يطقطق بازرار الاب توب :
سأتظاهر انني لم اسمعك ..
ضحكت .. وهي تجيب له كاس عصير ..
ورن الجرس ..
عقدت حواجبها : هل تعتقد ان مشاري احس بحديثنا .. ؟!
وليد : كلا .. لا أعتقد ..
راحت فتحت الباب .. وبس طاحت عينها على كيان اللي واقف على الباب .. شهقت بصدمه :
سييييييف ..؟!!!!!
سيف بأريحيه اعتادها مع ماريا تبادل معها السلام بالخد ..:
كيف حالك ليدي راثبون ..
ماريا باستهبال تطل وراه :
اين الأميره اذا ً.. ؟!
سيف دخل :
انا وحدي كالعاده .. لايوجد أحد ..
ماريا سكرت الباب ..
وليد قام بدهشه : وش جايبك .. المفروض مفلس .. (يقصد معرس بس يتمسخر)
ضحك وهو يضمه ويسلم عليه :
اي والله اني مفلس ..
وليد بترحاب قوي لسيف : هلا مليوون ياخالك .. نورت لندن ..
سيف : بوجودك والله . 
افسح له وليد وجلس سيف .. اللي طالع ماريا وهي حاطه كفوفها على خصرها .. وقال :
لماذا تنظرين إليا هكذا ماريا ..؟!
هتفت وهي تجي تجلس :
حسب علمي انك في شهر العسل .. اي شهر انت في الأسبوع الثاني او الثالث .. ماذا تريد .. بدون زوجتك ..؟!
سيف :
انها ليست المره الأولى ..  لاتبالغي في ردة فعلك ..
ماريا بانفعال: لكن الأخريات لم تنلن هذا الاهتمام .. وكل تلك التفاصيل اللتي حرصت عليها .. كنت انتظر انقضاء الثلاث اشهر المعتاده للسعوديه وتحضرها معك .. بل توقعت ان الحال يكون افضل .. وحتى فارس يأتي ايضا ً .. ماهذه الحاله سيف ..؟!

ضغط على جبينه .. بأصابعه وماعلق ..
وليد مستغرب : صدق سيف وش فيك .. وش صار ..كنت حدك متفائل .. وش فيك ياابوي . 

تنهد سيف .. وبضجر : ترى انا لي يومين بلندن وماجيت لأن مالي خلق حق تحقيقكم ذا ..
ماريا بصدمه : يومين ؟! .. لما لم تخبرنا ..
شب زقاره .. :
لأني هاج من السعوديه بسبب الهذره .. وجاي ابي اريح راسي اسبوع .. اسبوعين وارجع .. ومااشاء الله .. استلمتوني صح ..!

وليد وضح لها وضع سيف .. اللي حتى ماعنا نفسه يتكلم انجليزي عشان ماريا ..
قام سيف وقف قدام النافذه .. وشرد في الخارج وينفخ سحب الدخان ..
وليد وماريا يطالعونه ومو فاهمين ليه متعكر كذا ..
وسيف يحس جبل جالس على صدره ..
من يوم صار موقفه مع مهره .. طلع من البيت .. وقضى الوقت ببيته كم يوم   .. كان يجي فارس عنده .. يوميا ً ..
بعدها قرر يجي لندن يخلص بعض اشغاله .. ويبعد .. يبي يصفي ذهنه ..

يفكر بوضع مهره الصعب .. يلوم نفسه .. كيف قسى عليها ..
قلبه يحترق ..
البنت عادمها عساف نفسيا ً.. كان يفكر مشكلة مهره مع رفضه صغيره .. وتنحل مع الوقت .. مهره طلعت مقتوله .. بأشنع انواع القتل وحشيه ..
مايروح عن ذهنه صراخها .. وضعفها وتوسلاتها ..
كيف كانت تطري عساف .. وكأنه شيطان .. وجهها الشاحب .. عيونها الهلعه ..
آاااااااه يامهره .. ليتني جيتك قبل وقت ..!

اختار البعد فتره .. عشان تنسى الموقف .. وتهدى روحها ..
لكن ماللذي سيهدء من روحه .. هو ..!
مهره شخص احتل كيانه فعلا ً ..
والبعد عنها أيام أثبت انها اختطفت شيء تمسك به سنين ..

لارجعه ..
مهره اخذت قلبه فعلا ً ..
لاتمر دقيقه ولاثانيه .. الا طيفها يسعى مربكا ً كله ..
مهره كاقطرة الحبر .. اللتي سقطت في حياته الشاحبه ..فاطغى لونها على كل شيء ..

نفخ الدخان ..
قبل يجي لندن وكان في بيته لما جا له فارس ..
كان يقول بانفعال:
ماصدقك يبه .. مقضيها ببيتك .. كذا وحداني .. واحنا نبيك هناك ..
سيف : هذا انت تجيني .. يكفي .. اصلا ً تعال ارقد فيذا .. تونسني ..
فارس :
من جدك .. طيب قل لي وش فيك .. انت منفس ومهره منفسه .. وش اللي خلاكم تزعلون من بعض .. كنتم شحلاتكم يبه .. وش صااار ..؟!

سيف : ماصار الا الخير .. لاتشغل نفسك .. وانتبه لدروسك ..

فارس : يبه .. مهره ماتاكل .. وكله قاعده  بغرفتها .. تعال شوفها ..
سيف انوجع عشانها : وش اللي اشوف يافارس .. مهره بيفيدها بعدنا عن بعض ..
فارس انفعل :
كيف يفيدها .. يبه البنت كل يوم تسئلني عنك .. وعيونها كلها دموع .. وانت ماتتصل عليها ..
سيف بجمود :
ولاهي تتصل علي ..!
فارس بعصبيه :
استغفر الله .. ماراح ترسونها على بر اجل ..
سيف : المهم بسافر لندن .. اسبوع .. او أكثر .. مهره وسيف في امانتك ..
فارس هب واقف :
من جدك يبه .. تسافر والاوضاع كذا ..
سيف: شغل ضروري .. اجراءات في المحل .. وجرد لازم نخلصه ..
فارس بانفعال: بالله .. يبه انا اعرف ان الأمور ذي يقوم فيها آرثر بغيابك .. بس انت اللي تبي تبعد .. ليش يبه .. ليش ..؟!!!

*نعم اردت ان ابعد ... أن أنفذ بجلدي عن مشاعري الحاده .. اللتي بدأت في اقتصاصي ..وتشريح دواخلي ..

كنت ..احتقرت نفسي .. كيف سمحت لأعصابي ان اكبل جسدها الضعيف .. لأتواطئ بفعلي .. مع اخي .. واستحضره في ذهنها .. لأدمي روحها .. بتلك الطريقه المؤذية.. !!!

تمنيت عساف لم يمت .. اردت ان اقتص أنا لمهره منه ..!عساف لئيم .. ونرجسي .. ولديه الأنا أولا ً .. لكن .. ان يفعل .. بأنثى قلبي ذلك .. هذا والله لايغتفر ..!!!

نعم .. مهره لي أنا .. ليست لأحد .. ليتني سبقت عساف لها .. فكرة ان مهره كانت ضحية بين يدي عساف .. تقطعني .. وترميني اشلاء .. لاتجمع ولاتكتمل .. !!!
صور لي ابليس .. فعله لها .. وارغامها .. وتوسلها .. فأشعر اني اغص بحمم نار ..

مهرتي .. !
تلك الرقيقه .. تُستباح .. في تلك الغربه .. وحدها معه .. تصرخ .. ولانجده ..
آاااااااه .. يامهره .. آاااااه..

ابتعدت لأني والله .. لم استطع ان اواجهها .. ولست بالقوه ان ارى العتب .. في مدمعها .. اتسائل ..
هل سأستطيع الإقتراب منها كأيام زواجنا الأولى .. كنت اضمها .. واقبلها فجأه ..
هل ستسمح لي ..
ام انا .. اسدلت الستار .. على كل جميل بيننا ..
مهره جُرح.. في قلبي .. وانفتح ..
لن تسعني الدنيا حتى أُخرجها من غياهب الماضي ..
وأشعل لها ألف مصباح من أمل .. وأطوقها برضا ونور ..
لعينيك مهره .. استعنت بالله ..
وطلبته صبرا .. وقوة .. !

أُعيذ روحك الطاهره عن كل مايشقيها ..!
واستودعك يالله قلبها .. ودمعها ..

وانا لي ..
صبرا ً جميل والله المستعان .. *
......
فارس دخل البيت وشايل علبة يوغرت كبيره .. مليانه فواكه ملونه ..
بلقيس ..توسعت عيونها: وااااو .. ايش هالحجم الكبير .. الشكل يشهي ..
فارس : مااهوو لك ..
جمان : بتاكل كل هذا .. بطيح لوزك ..
مهره كانت جالسه .. بشحوبها اللي ملازمها كم يوم ..ساكته .. ورفعت عيونها لفارس .. اللي ابتسم  ..
وتوجه لها ..
وجلس ع الطاوله قدامها .. ومدها لها : كلها لمهره .. طول اليوم ماكلت شي .. قلت افتح نفسها بهالألوان ..

ضحكت بحنيه : ياابعد عمري يافارس.. ليش كلفت ..مابي شي والله ..
فارس خذ بالملعقه .. : مو بكيفك .. ترى شايله .. بحضني كنه جنين .. خايف يطيح منه شي .. وماغطيته عشان تشوفين شكله وتشتهين..
جمان مصدومه : يعني بالله انتوا ملاحظين فارس كيف صاير لطيف .. مهره قومي أكلي .. لأن ذا تصرف وحيد ويتيم من فارس ماله أخو .. مستحيل بيعيدها ..
مهره افتحت فمها وكلت من فارس اللي ابتسم بسعاده : هني .. فديتك ..
شرقت بلقيس بالشاي ..:
بمووووت .. شهالرضا .. على مرت ابوك فروس ..
مهره خذت العلبه .. والملعقه : لاتحسدين يابلقيس .. ام وولدها .. وش حارق رزك ..

مهره بدت تاكل .. وفارس يقول : طروا علي الأجانب لمن يكتئبون يشترون برميل ايسكريم .. وياكلون .. قلت بس .. هذا اللي بيخلي قطوتنا تاكل ..
ضحكت مهره .. وفعلا ً راحت تاكل وتحط ملاعق مليانه بفمها وتنفخ وتضحك من شدة البروده ..:
وربي علااااااج ..
جمان : حلقك يامهبوله .. اليوغرت بارد حيل ..
فارس يطالع فيها بحنيه .. صايره مجاعه ماتاكل..
ضحك : صغري اللقمه .. لايجيك حلقك .. موسم انفلونزا ..
طالعته بنص عيون :
انت جبته .. وخل الباقي علي..
ظل فارس جالس ع الطاوله .. وفتح جواله .. وباين يتصفح شي ..
مهره ابتسمت في داخلها وهي تطالعه ..
فارس اخذ حنية ابوه ..
واسلوبه ..
تدري انه جالس .. يبي يتأكد انها كلت كويس .. لأن بالمغرب .. بغت تغيب ع الدرج .. وهو شافها ومسكها ..

فارس يذكرها بسيف بكل التفاته .. وكل لمحه .. وحتى نظراته الحانيه ..
طريقة جلوسه وكفه على ركبته ..

*ياربي .. اريد سيف فالبعد عنه مرهق .. وقلبي يلهث في كل ساعة انتظار ..
موجوعه من كسري لقلبه .. تائهه كالعمياء بدونه ..
الوقت طويل .. لايمضي .. والساعات تمضي بطيئه متظاهره بكونها سنه ..
لاعين لي ان احادثه .. ولاحلق لي يحتمل غصة حديثي .. لو أجابني ..
هو غاضب .. لم يتصل .. لم يرسل .. وفوق انه ترك البيت ..
تركنا وعاد لندن .. !
فتحت فاهي محطمه .. حين اخبرني فارس ذلك ..
انا انتظره لأيام ان يعود من بيته ..
وهو يتركني ذاهب للبعيد ..

مهره مانتبهت من شرودها الا والايسكريم البارد ينقط على يدها ..
تنبهت .. ورجعت العلبه .. وراحت تمسح يدها..
فارس: ماعجبك ..؟!
مهره : عجبني والله حلوو .. بس شبعت .. ماقصرت يابعدهم ..
بلقيس بقلق :
جد مهره .. وش صار لك .. كله شارده ونفسيتك مو شي ..
مهره بالغصب ابتسمت :
عادي .. طواري .. مع الوقت اخف ..
جمان تحدق في مهره ..شرودها وضياعها .. يذكرها بنفسها ..
لما زوجك مايكون صافي لك وحدك ..
لما تضطرين تخفين مشاعرك ..
لما يكون لك شريك .. في عينه .. وشريك في نبضه ..
مهره تعبانه لأنها مكابره على مشاعرها ..
فرقي عن مهره .. اني أكون بهالصوره لما أكون لحالي ..
بس مهره.. ضعيفه جدا ً في اخفاء مشاعرها .. لاتملك اقنعتي ..
اللتي ارتديها وانصهر من الداخل ..
ربما ..
لو كنت مثل مهره أفضل ..
سأجد من يسئلني ..
سأجد من يحتويني ..
ويدافع عني ..
لكن ..
انا لا أستطيع .. !
انا اتدمر ذاتيا ً.. واتقطع .. اما سأتبلد مستقبلا ً .. او سأقيم ثوره ..ضد كل شي .. حتى ضدي .. !

بلقيس : بالله ماتحسون نواف طولها ياخي اشتقت له ..
فارس : مشغول حيل .. كلمته اليوم .. ماشاء الله عقد صفقات ناجحه .. واليوم وقع على عقد حلوو .. ماشفتي ابوي سعود متشقق .. يروح ويجي ويدعي له ..
بلقيس : ابوي على مدار الساعه يهاذي بنواف .. يعني ماهو غريب..
فارس باستهبال :
المفروض نذبحه .. ياخي ايش هالتفرقه .. والله كنه بس هو ولدوه ..
جمان : بسم الله على وخيي .. رح لأبوك واشبع من دلالوه .. لك لحالك مافي شريك ..
فارس .. ابتسم .. وهو يفتح الجوال ويرد :
بقول ليتنا طارين مليون .. بس أنت احسن منها ..
سيف : عساه خير .. ؟!
فارس :أبد .. بيكاسو حقكم .. مانه علي با ابوها .. ياتقوم انت بمسؤوليتك تمام .. ولا بروح لابوي فهد وانشب لخالي شاهين ..عاد هو وامي سلمى عندهم اغراءات .. والله تمسحكم من ذاكرتي ..
سيف : ياحيوان .. انت مالك والي .. وحق ايش تنشب لجدودك وانا موجود ..
فارس: طاير لندن .. ايش هالابوه اللي عن طريق الجوال ..  خلاص من حبكم يازين عزلنا ..
سيف : انكتم ولاتفلم .. قل لي ايش الأخبار عندك ..
فارس القى نظره على مهره : تمام ..
سيف : كلت ..؟!(يقصد مهره)
فارس : ايه ذاكرت .. توني مخلص ..
سيف فهم انها جنبه :
لين الحين منفسه ..؟!
فارس : والله المباراه كانت صعبه .. بس النتيجه .. خسرنا .. نعوضها بالديربي ..
سيف : فروس .. حاول تغير جوها .. سو شي .. اطلعوا .. انبسطوا ..
فارس بملكعه : دام كرستيانو راح اليوفنتوس وتخلى عن مدريد .. ماتوقع بنجيب الكاس ..غيابه مأثر على الفريق .. وجه نكبه .. وماله صاحب ..
سيف انفجع وضحك : اقسم بالله انك كلب .. ايش هالتشفيرات .. بحيثي أنت ..؟!
فارس يضحك بملكعه : ها ها ها .. هذا رأيي الشخصي .. مهما حاول المدرب وغير في التشكيله .. مكان كريستانيو مايعبيه أحد ..بيتدهور مدريد والسبب انسحابه ..كان روح الفريق والله .. بدونه الوضع سيء ومتهالك ..

سيف : زين ايش اسوي ان كان هي تبي كذا .. المفروض ترتاح وتصير ريلاكس .. ليش تتعب .. تبي تجنني هالبنت ..

فارس : مادري والله .. بس واضح ان الإداره ماكانت قصدها هالشي .. بالمعنى الحرفي .. وكرستيانو ماصدق خبر .. وتركهم..

جمان تهاوشهم: الحين ابوك مكلم من آخر الدنيا وانت تتكلم عن مدريد ..جيبه خل اكلمه اذا ماعندك سالفه ..

فارس : مب معطيك اياه انتي من تشوفين ابوي ولاتسمعين صوته .. تتهاوشين معه .. ماتقدرين على خالي وتتقوين على ابوي..

جمان اسحبت الجوال من اذنه وقالت : كوول تبن ..بس ..
وطلعت بره وسكرت الباب ..
فارس : اقسم بالله وقاحه .. الجوال كله خصوصيات وهذي ماخذته وطالعه به .. والله لو اشتكيها .. يشيلونها من كوارعها  للشرطه ..

ضحكت مهره : ياولد ماتستحي تقول كذا عن عمتك ..
فارس بانفعال: ماااينه الأخت ماخذه الجوال .. الحين لو تتصل البيب حقي شتقول .. مخاوي غيرها ..
شهقت بلقيس : ايااا ابن اللذين .. وش بيبه .. بعد ..
مهره توسعت عيونها : فرووووس .. هاااا .. ؟!!!!

فارس توهق .. ومد كفوفه وبالتركي : ساكينوو ساكينووو   ..

موضي نادت بلقيس ..وقامت .. وهي تقول : بشوف امي واجي .. ونتفاهم على موضوع البيب ..
فارس : انقلعي بس .. ماعرفك ..
شاتت بلقيس رجله .. وراحت..
فارس طالع مهره ..وقبل تشرد قال : ترى اكذب مافي بيب ..حبيت ادوش بلقيس ..
مهره ابتسمت وربتت على ركبته :
اصلا ً أدري .. ماحسك راعي هالسوالف ..
فارس : ياربي المشكله كل ماوثقتي فيني زياده .. احسني مربط .. خفي ثقه ..
مهره بحنية أم : ولدي العود .. اعرفك من عيونك ..
فارس : طيب فليها مهره .. وربي مو حلووه عليك التكشيره ..
ابتسمت : بالعكس والله فالتها .. قل لي اخبار أبوك ..
فارس :يسئل عنك ويحاتيك .. بس مايبيك تدرين انه يسئل عنك ..
مهره ضحكت بسخريه: وانت الحين تبيني اصدقك ..
فارس بصدق : لو بكذب ماقلت لك انه مايبيك تدرين .. ابوي هناك وقلبه معك .. كل شوي يدق ويسئل .. ويوصي عليك ..
مهره حست بتبكي :
طيب ليه راح .. ليه مايكلمني بجوالي ..
هز كتوفه :
هو يقول انتي بعد ماتتصلين ..
امتلت عيونها دموع:
ماعرف .. انا غلطت .. ماعرف اكلمه ..
فارس: انتوا تحيرون .. لاني عارف وش بينكم .. وكل واحد مكابر ع الثاني..

بره جمان .. كان يقول لها سيف :
ما أنكر .. ان من اسباب نفسيتها اللي انقلبت روحتي لهيا .. لأن الشي الوحيد اللي صار سلبي .. رغم انها ماعترفت .. بس ممكن هذا اللي خلا نفسيتها تتعكر وتستحضر اشياء سيئه من الماضي ..
جمان : لأن الدكتوره يوم سئلتها.. قالت لي اذا امور البنت تمام .. ممكن تجيها نكسه من صدمه .. او موقف اوجعها .. او حالة خيبه .. واحباط .. يعني مهره كانت تحس بتقدم معك .. وانت احبطتها بروحتك لهيا ..

سيف : جمان تعرفيني .. على بلاطه معك .. ترى الثنتين من تزوجت مهره مو جايتني نفس عليهم .. في ذمتي .. اروح البيت .. وماقدر انام معهم بنفس الغرفه ..
جمان انصدمت .. : طيب وليش تروح .. ركز في حياتك سيف ..
سيف : بعد ذيلك لهم حق .. صعبه .. اظلمهم ..
جمان : الظلم والله اللي تسويه بنفسك .. انت الوحيده بعد هالسنين .. اللي لاقت صدا بروحك هي .. مهره .. خلها هدفك .. وحتى لو فيها عقد العالم .. اصبر وحاول وعالجها .. ترى الدنيا ماتجي على الكيف يا اختك .. وحلاوة الوصول في الصبر ..

سيف : مقهور .. والله .. عساف عادم البنت .. الله لا يحـ ...
قاطعته جمان : لا يا اختك .. لاتدعي عليه .. الله يرحمه ويبيحه .. واحنا عيال اليوم .. اصبر .. والدنيا ماتنوخذ كذا .. اصعب شي على الحرمه الغصب ..سواء موقفك .. او عساف قبل ..
سيف : اقسم بالله ماكان قصدي .. ابليس حضر .. وقلت لك .. بعدت عنها .. وربي ماسويت لها شي ..
ابتسمت جمان بحنية .. رغم هواشهم .. وحدتهم مع بعض .. الا انه سوالفه ومشاكله الخاثره حتى مع حريمه اللي قبل ..
مايقولها الا لها هي ..
جمان تعرف حجم الضياع والشتات اللي هو فيه .. عشان كذا .. متشبكه وتقنعه بمهره بس  .. لأن شافت فيها بارقة أمل .. في قلب سيف ..
سيف : وانتي اخبارك مع شاهين ..
جمان بضحكه : مابي اطري حالنا اخاف تحسدنا .. تعرف وضعك ماش ..
سيف ضحك : الله يديم عليكم ياعينه ..

*واعتصر قلبي لتلك الدعوه.. لا أدام الله حالنا المريض .. ليتك ياسيف .. تستطيع ان تفهمني بدون أن اتكلم .. مثلما افهم صمتك .. واجرحك من استيائي على حالك .. مثلما يحتد صوتي عليك .. من قهري على ضياعك ..
ليتك تقرئني من عيني كما اقرئك ..
ألم تكن ترى دمعتي وانا اضحك .. كنت تراها حتى لو لم ترى وجهي ..!

*في الطفوله .. وبعد صلاة العيد.. جاو الأولاد مع سعود وفهد من المسجد ..
اذكر كيف كانوا شاهين وسيف .. يشبون الطراطيع ..
في حضوري ونجود .. وعساف ونواف .. اذكر حاولت اشب وحده سرقتها بدون علمهم .. وتلاحق ضوها في يدي .. وانفجرت فيها ..

كانت مؤلمه .. تجرحت يدي .. واحترقت .. ماحد انتبه .. كان عمري ست سنين .. وسيف ثنعش ..
كان منشغل يعلم نجود كيف تشعلها ..
وانا رحت عند صنبور الزرع واغسل واغسل.. ويوجع زياده ..
خفت .. بيهاوشوني عشان لقافتي ..
اذكر شاهين جا من وراي ورفع شعري الطويل عن الرمل ..شتسوين .. سنابل ..
اخفيت يدي بحضني : اغسل يدي توسخت ..
شاهين : طيب قومي .. الحين تغسلين يدك .. وشعرك في الرمل .. تنظفين شي وتوسخين شي ..
اذكر مالتفت على شاهين .. لأني كنت ابكي .. ومابي يشوف وجهي ..
شاهين : سنابل .. قومي .. راح نواف يشتري طراطيع زياده .. وش فيك قاعده كذا ..
جمان : هووو هووو .. انقلع شاهين ولاتقول سنابل .. والله بعلم ابوي عليك ..
ضحك : بالعكس مدح .. شعرك طويل مثل السنابل..

*وقف خلفي .. كنت ابكي .. وهو يضحك ويسخر .. ولم ينتبه .. جا سيف .. وكان شاهين راح .. وقال : جمان .. قومي وش فيك قاعده كذا ..
اذكر ضحكت وقلت : مابي ..
بس كلمه وكنت ماللتفت .. الا ان سيف مزعني من ذراعي .. ولفني له وبخوف : وش فييييك ...؟!
وديت يدي وراي .. وقبضت فيها على فستاني الدانتيل .. ووجعتني زياده ..
وانا اقول وجبيني كله معرق :اصيد حلزون ..
سيف يسحب يدي من وراي وانا رافضه : حلزون هااا ..!..وشفيها يدك .. ؟!
صحت بقووه وانا ابكي : مافيها شي .. مافيها شي ..
سحبها  .. وبصدمه فتحها :
ايششش سويتي بنفسك يامجنوووونه ..
وصاااااح بقوووه : يبااااااااه .. !*

لمعت عيوني .. وانا اتذكر الموقف .. جاني صوت سيف : جمان قفلتي .. ؟!
جمان : لا ..
سيف : فيك شي ..؟!
جمان : لا بس قاعده افكر بوضعك ..
سيف : لاتشغلين بالك .. انا أحل الأمور ..
جمان : تمام .. انتبه لحالك وسلم لي على خالي وليد وماريا ..
سيف : يووصل .. في حفظ الرحمن ياابوي ..

*****

زينه .. وفي زوارة عند بيت اهل زوجها .. جميله أنيقه .. رقيقه .. مبتسمه .. كاعادتها ..
عبد الإله جالس وامه وخواته موجودين .. ومتوتر .. ويطالعها .. ويهز في رجله .. وهي تضحك .. مع امه وخواته ..
كانت جالسه جنب ام زوجها والتفتت لما نادتها ..
امه تلمس وجنتها : وش ذا في خدك .. متورم ..
زينه بابتسامه : طحت يمه .. كذا زلقت وضربت بباب النمليه ..
امه تدلكها بصبعها بحنان : انتي وش عندك مع الطيحات .. ناويه تشوهين المرمر ..
زينه .. ومبتسمه .. لدرجة مبينه اسنانها ..وفي داخلها :
'والله الطيحه العوده ولدك .. ومالله سلم' ..
عبد الٱله بتوتر : الحين انتي ليش لابسه قصير .. لو يدخل عزوز ولا راضي ..
امه بصدمه: وي عبيد استخفيت .. وين القصير .. واخوانك مايدخلون الا طاقين الباب ..

عبدالٱله متوتر .. ومنرفز ليه طالعه حلوه كذا .. وليه مالبست أكمام .. ماشاف لبسها الا بيتهم لأنها نزلت له بالسياره ..
رجاء : الغيره عامله عمايلها فيك .. كل ذا حب ياعبد الإله ..
زينه .. ببتسامه كأنها مصبوبه بقالب : انطعن .. يارجاء ..
وفي داخلها : الله يصبرني .. ويعجل بأجلي او إجله  ويفكني من هالمريض .. مثل مافك مهره من عساف ..

عبد الإله : قومي نمشي .. ؟!
امه : عبيد ووجع ..خل البنت .. الحين تحطها في البيت وتروح تهيت ..
قال بعصبيه : دامها تعاند .. تقعد في البيت احسن لها ..
زينه بقهر : وش عاندت فيه عبد الٱله ..اهجد الله يهديك ..
عبد الاله .. بعصبيه : قومي اجل البسي جلال ولاعباية .. البيت فيه شباب ..
رجاء بدفاع : عبد الٱله .. ترى ذي مب غيره .. مرض .. رح تعالج ..

زينه تطالع بجمود النقاش الحاد بين عبد الاله وخواته وامه ..
قامت البست عباتها وتحجبت .. :
خلاص .. ارتحت ..
عبد الاله يقوم وبانفعال: ايه ارتحت ..
وطلع راح المجلس ..
وزينه بهدوء : خلاص .. روقوا .. وخلونا نتقهوا ..
امه باحراج وحزن : الله يصبرك على مابلاك يابنت غازي ..
زينه ربتت على فخذها : ماعليك يمه .. الأمور طيبه ..
وفي داخلها ..
(الأمور زادت عن حدها .. غيره مرضيه ..يشك .. اوب واثق من نفسه .. ينرفز .. لدرجة يمد يده .. ويرمي عليها الطلاق .. مع كل انفعال .. وجدتها .. تحملي .. والله بيهديه .. وصبري .. واذا طلق وهو معصب .. مايقع .. !
وزينه فاهمه ان خطأ اللي يصير .. بس جدتها هي وهقتها بهالمريض لأن ابوه يصير ولد خال صبحا ..
تنهدت : الصبر ..!)..

****
في المعرض تبعه في لندن .. الموظفين .. ببدل رسميه .. وأناقه ..
فترينات .. مضاءه ..
قطع نادره .. مجوهرات خلابه ..حديثه وقديمه.. احجار كريمه ..المكان فخم .. والإنارات أخاذه..
كان واقف عند باب المحل ويدخن بشرود ..
يطلق سحب الدخان .. ودخان الأجواء البارده .. ايضا ًتخرج من فمه..
ينظر للماره .. وكأنهم بندول ساعة ممله .. الوقت بطيئ لايمضي ..
طفى السيجار في المكان الخاص ودخل ..
كان في زبونه خمسينيه.. راقيه .. انيقه .. تنوي شراء عقد ..
ويعرفها سيف .. بس ماكان له خلق .. ابد .. راح جلس في ركن  قدام طاوله .. وجاب له الموظف قهوه ..
يرتشفها ويراجع بعض الأوراق المهمه ..
لما نادته :
الا يشاركنا السيد الكبير .. وينصحنا في الأفضل كاعادته ..
ابتسم سيف .. : مدام لورا .. انتي منذ ساعة ونصف .. تقومين بفلترة .. ألم تصلي الى ما تريدين ..
لورا .. تداعبة :
اريد خبرتك .. هيا مستر سيف .. ساعدني .. فالقطعه مهمه .. لابنتي فاهي تتزوج ..
قام سيف وابتسم آرثر:
هل يدب الحماس في سيدي الأن ..؟!
قرب سيف .. :
اريني .. ماهي حيرتك ..
كان في ثلاث عقود .. حدق فيهم .. وهي تشرح له رايها ..
سيف باهتمام .. سئل عن وصف البنت وعمرها ..  والأم طلعت صوره لها ..
سيف طلب من آرثر يجيب شغله غير معروضه ..
اختفى شوي وجا ومعه عقد زمرد وألماس .. شايله بيده اللي لابس فيها قفاز اسود .. وعرضه لمدام لورا وسيف  يقول :
انتي اتيتي للمحل .. وتنوين شراء عقد تاريخي .. وغير اعتيادي .. إذا ً هذا ..
لمعت عيوون لورا .. وبانبهار :
ماااهذا مستر سيف .. هل تريدني ان اجن ..
ضحك .. وهو يلبس قفاز مماثل ..وياخذه من آرثر ويقول :
انها احد مجوهرات آخر ملكات ايطاليه .. الملكة ماري خوسية .. من تصميم ڤان كليف .. قطعه نادره فعلا ًاستطعنا الحصول عليها .. منذ وقت بسيط ..والقلادة لم يعرف مالكها الحالي .. لذا نحن لم نعرضها في الفترين ..
وسيف بسلوب حلوو جذاب :
خبئناها .. للزبائن من فئتك .. مدام لورا ..القطعه خاصه جدا ً..

لورا ماتت على القطعه ..: انت تغريني لشرائها لنفسي .. مستر سيف ..
ضحك :
انها ملائمة للملكات .. تناسبك ..
خقت لورا ..

المهم .. ان سيف .. وفي محاورة ناجحه باع القطعه ..
وتم تحديد موعد مع مدام لورا .. اللي عربنت .. وبتجي تخلص البيعه ..
بعد ماطلعت ..
آرثر باعجاب :سيدي .. اتعلم كم عذبتني هذه المرأه بما يقارب الساعتين .. كيف اقنعتها في خمس دقائق ..
سيف : اصحاب الملايين .. حاور شغفهم المادي .. شغفها ان تكون الأولى والأفضل .. اقفز بأغلى قطعه لديك .. لاتتساهل ..
آرثر : محترف ..
سيف : القطع الحديثه تلك .. اعرضها لفتيات عشرينيات .. ليس مدام لورا ..
آرثر : لكنها تريد القطعه لابنتها .. واخبرتني لاساعدها على هذا الأساس ..
سيف : لكن من ينتقي القطعه الأم .. وهي تحب البذخ والأصاله .. اخبرني .. هل وصلت التشكيله الجديده من كارتييه ..
آرثر ..: كما طلبت .. كلها تحوي حجر الياقوت .. ونحن نستعد لعرضها .. فقد جهزنا الاعلانات على موقعنا .. ونعرض الآن المجموعه في لوحة اللإعلانات في ميدان بيكادلي ..
سيف : جميل ..

دخل مشاري .. دخلة جذابه .. ويتوجه بوجه جدي للسيف .. سيف يناظر فيه لمن وقف قدامه وشال النظاره الشمسيه ..
وراح ضرب سيف على صدره : ياااارجل .. الواحد يقووول انه بيجي ..
سيف : والله جات فجأه .. وماراح اتأخر ..ماحبيت اشغلكم ..
مشاري يهاوشه : والله لو ادري بتجي مارحت باريس ..ياتبن لك اسبوع فيذا وتو ادري .. حسين قال لي ..
سيف : ليش تأجل شغل ابوك ..ماني مطول ..
مشاري راح ضمه :
وحشتنا يااوحش .. المفروض قلت عشان واجبك .. يالمعرس ..
سيف : فكني من المواجيب .. ترانا بلندن .
مشاري باسلوب بدوي .. : والله ان يموووت ..
سيف سحبه : انكتم بس ..
مشاري يجلس ع الكرسي : الا والله ان يمووت واجبك الليله..
سيف : فكني ..وقل لي ..اخبار ابوك ..
مشاري : تمام .. لاهي في الشغل لمن أذانه .. والله مو مخليني حتى أنا انفس .. فاتح فروع جديده  .. بايطاليا .. ومنشغل فيها .. وبالاعلانات .. خلها على ربك قرفت ..والله والمجال مو لي .. ولاجوي ..

سيف : طيب دامه لاهي بالتجاره .. لاهي عن المزادات ..
ضحك مشاري : تمزح .. ترى توه حاضر ثاوزبيز في نيوورك .. وجاي مرتفع ضغطه ..

قدمت الموظفه كوبين قهوه لهم .. ارتشف سيف وقال :
ماكان فيه قطع مهمه .. اللي بيفتح هنا .. اقوى .. وفيه من اهتمامات ابوك ..
مشاري بضجر : سيف تكفى غير الموضوع .. لأن ابوي تمادى في ادمانه لشغلات هذي .. يتابع كل مزاد ويطب فيه .. هو لو يلعب قمار اصرف .. والله مضيع قروشه ..
سيف : ابوك ذكي .. يامشاري .. ومو قاعد يضيع قروشه على قولك ..
عقد حواجبه : وشلي انا بجدار مليان قطع من قبل الميلاد .. ولابعده ..
سيف يحرك القلم ويرميه جهة مشاري وبغموض: ثروة يامشاري .. وابوك يستثمر فيها ..
مشاري: كيف ..؟!
سيف: ماعلينا ..
مشاري: وش اللي ماعلينا ..
سيف وقف واشر للموظف جاب له البالطو .. قال وهو يلبسه: قم ابي اطلع ..غير لي جووي .. ترى نفسيتي دمار وطاقتي السلبيه ..زايده عن حدها ..
مشاري : اجل قووو يارجل .. ومالك الا اللي يسرك ..
.........
شاهين وكان غفى بالصاله بعد الغدا ..
جُمان ظلمت المكان .. وطلعت بيان وديم غرفتهم .. عشان مايزعجونه .. !

شاهين في عمق نومه ..
*شعرت بشيء يجثو على صدري وأكتافي ..
حاولت الحركه لم استطع .. حاولت الاستيقاظ  لم أفلح ..
فتحت عيني اخيرا ً واذا بها قطه .. تنظر الى وجهي تماما ً..
وتجثو بثقل لايوحي به جسدها الصغير ..ايقنت اني في جاثوم .. وحاولت قراءة آيه او سورة .. او الصراخ بالبسملة .. عجزت..
تلفت .. واذ بكم من الجراد الهائل يملئ الصاله والممرات .. يخرج من مرسم جُمان ..
ولا أحد .. صحت (جمان . بيان . ديم )
لكن صراخي يخرج بلا صوت ..
واذني تطن من حركة الجراد ..
كنت في محاولة يائسة لرمي القطه .. وهي لاتتحرك .. وكنت في حالة هلع مرسم جمان .. رسومها .. سيعثي بها الجراد ..
ستموت جمان . يحترق قلبها .. كيف يأكل كنزها الجراد ..
صحت بقوووة شطرت حنجرتي ..(اللهم .. جُمان) ..
واهتزت قدمي .. واستيقضت .. والصرخه الهائله لم تخرج اصلا ً من فمي .. والا طارت بيان وديم اللتان تجلسان وتدقدقان اصابع اقدامي بفرشة ..
التفت والعرق يتصبب مني ..
اذ بجمان جالسه تحضر طاولة فيها كيك .. وشاي العصر ..تسمرت عيوني عليها ..*
جمان وهي تاخذ فستق تفتحه باسنانها: شفيك تطالعني كذا ..
شاهين يدور بعيونه في الأرض .. والمكان مضاء .. والمرسم ..
وصوت كناري البنات .. في المكان ..
تنهد بثقل وهو يدعك عيونه ووجهه .. :
ماحب انام العصر .. ليه ماصحتيني ..
جمان : شفتك نمت .. خليتك .. باين تعبان حدك ..
غطى وجهه بكفوفه .. والحلم مايروح من باله .. وهمس : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
جمان بقلق : شاهين .. وش فيك ..؟!
شاهين بخفوت :  مافيني شي ..
جمان تعرفه في الغالب لو غفى العصر المغرب .. يكوبس ..
خلت البنات يبعدون عنه .. وهو ظال مخبي وجهه ..
قامت .. مدت يدها له :
شاهين .. قوم .. توضى صل العصر .. وبتصير زين ..
بعد كفوفه عن وجهه . 
وطالعها بعيون حمر ..
ومسك كفها وساعدته واستعدل  .. وقبل يقوم ضمها من خصرها.. وراسه في بطنها ..
انصدمت وهو يقول :
جمان سمي علي .. خفت .. ناديتكم ماحد معي .. صوتي مايطلع ..
رفعت يدها لراسه .. وهمست بحنيه :
بسم الله عليك .. كلنا هنا .. حلم شاهين .. حلم ..
ارخى خده .. ويعتصر خصرها زياده :
جمان .. لاتركيني .. في يوم .. البيت مقبره بدونك .. والله ..مهما سويت لاتركيني ..
ضمت راسه .. وفي دقائق حانيه .. قرت عليه المعوذات .. وآية الكرسي ..
(اللهم اني اعيذك بكلمات الله التامات من شر ماخلق ) ..وكررتها .. وهي تمسح على راسه ..
اغمض عينيه .. يستشعر تلك التعويذه القطه والجراد .  كانتا في كابوسه حقا ً *شر ماخلق*
.......
في نادي الفروسية والرمايه ..
ومن مسافه بعيده .. سيف ومشاري يصيبون الأهداف .. ومعهم حسين وعزيز..
وسيف كالعاده ماهر في التصويب .. ولايفوت اي هدف ..
شرد وهو يتخيل صوتها ..: تكفى عساف .. لا .. ابوس يدينك .. لاتشوهني أكثر ..
تشوشت الرؤية عنده .. وهو يتخيل انفها وهو ينزف ..انهيارها .. خوفها .. رعبها ..
ترائى عساف في وجهه..
فأطلق النار بجنون .. بطلقات متتاليه .. سريعه ..
وجبينه متعرق .. رمى السلاح بعصبيه ..
مشاري : يااهوو .. وش بلاك ..
عزيز وهو يصوب هدف : والله من جيت ياسيف وانت مو الأولي ..
سيف يشرب ماي .. ويصب باقيها على راسه  : بالله .. يعني ملم بالوضع ماشاء الله ..
حسين .. جالس على كرسي .. شال نظارته الشمسيه ينظفها .. :
انا ود افهم شي واحد .. انت شتريد جاي .. وانت اخلاكك هيج .. أعوف الساعه اللي جيت فيها آني .. يابه سيف .. انتا متزوج وعاقد النونه هيج.. هسا لو ميت عليك عزيز ..شتريد تسوي.. توورقص .. !

عطاه سيف نظرة بنص عيونه ..
ضحك مشاري :
حسين .. لاتتحرش يابه تروح رقبتك ...

حسين يربت على ركبة سيف : كلي يابه .. وش مضيج صدرك .. فدوة .. ولگ نحن اصحابك .. وخوتك .. سيف .. باوع انت مارجعت لندن الا عارف .. كولنا نبيع العمر .. لجل تضحك عيونگ..
ابتسم سيف ..: يابعد راسي ياحسين ..
عزيز وهو واقف .. والبندق ساندها في الأرض ..:
وش صار .. انت رحت عشان مشكلة عساف .. وانك لقيت زوجته .. بعدها اخبارك .. صارت غامضه وسريعه .. انت رحت تسلمها ورث اخوك .. وش حصل .. ليش تزوجتها .. وليش نفسيتك كذا ..
مشاري : انجبرت على هالزواجه ..؟!
هز راسه نفي :
أبد .. أنا مانجبر .. الزواجه انا بغيتها .. كان اسبابها ولد اخوي .. اللي اكتشفنا وجوده .. بس اخوكم ..
وابتسم بشرود :
شكله طاح ولاأحد سما عليه ..
توسعت عيونهم كلهم ..
مشاري بذهول :
لااااااتقول حبيتها ..
عزيز :لا لا .. ترى بصدق ..؟!
حسين بذهول : ولِك حبيبي سيف .. نحن عشنا بنتظار هاللحظه .. يعني يابه .. شگولك .. هوايه كُنا نريد تجي وتكول آني حبيت ياصحابي .. بس هيج .. آني ود احد يوصقعني كف على وچي حتى استوعب .. هاذ حلم لو واقع ..
ضحك سيف :
لذي الدرجه شايفيني جدار ..
حسين : ماگولنا جدار .. بس ذابحنك الوفى .. يعني الود ودي .. تجيب الماجدة اللي قدرت تحرك گلبك الميت .. ونسوي لها تمثال يابه ..

عزيز بعدم اقتناع :
سيف ركز ..يمكن مو حب .. الوقت قليل .. كذا اعجاب .. مبهور فيها .. شهالحب اللي بيجي بهالسرعه ..
مشاري براي ثاني :
بالعكس .. الإعجاب هذا احنا نمشي ونعجب .. بس الحب له وقع خاص .. القلب القلب ياسيف شيقول . 
شرد بعيونه : والله حيرتني مهره ياعيال .. ود أكذب شعوري .. بس في شي غريب ..
اشر على صدره :
هنا .. في شي يصير ماقدر انكره ..
عزيز عقد حواجبه :
ودام كذا يا أخوك .. وشهولا قاطع اجازتك وراجع عنها ..
مشاري .. رفع البندق .. وصوب هدف :
هارب من الشعور .. ماتبي تقتنع فيه ..

رجع راسه على ورى في الكرسي .. وتنهد بقوه .. وهو يضغط على جبينه باصابعه .. :
الظاهر .. ان الحُب عدوي .. مكتوب علي الشقى ..
عزيز : لاتستعجل في حكمك على شعورك .. من رايي أرجع .. وركز .. لاتهرب وتحط نفسك بداومه .. ولو حبيتها في الأخير .. هي زوجتك الآن .. ومايلحقك لوم ..سواء كانت زوجة لاخوك قبل او لا .. الحياه معها قدامك .. لاتضيع عمرك أكثر ..كفاية ..سيف .. !

مشاري يطالع سيف .. وكيف محتار .. ومتوتر .. بعدين قال :
سيف انت مشكلتك انها زوجة عساف قبل صح ..
سيف طالع عيون مشاري اللي فهمه :
والله وهذا بلا ابوك ياعقاب ..
....
مرت بضعة أيام ..
مهره .. تحاول تنبسط وتبين ان امورها تمام .. تطلع مع فارس وبلقيس ..ويتمشون ..
يتابعون أفلام ..
وماتتواصل أبد مع سيف ..
في شي يمنعها ..
خجلها منه بعد الموقف ..تبي تعتاد البُعد ..أفضل لها وله .. وتحس مقهوره ليش راح ونساها .. ولايفكر يسمع صوتها حتى .. !

اما سيف .. لم يغير جوه ولانفسيته شيء .. ظل عالق في لحظتها .. وصرختها .. وعتبها ..
ظل شارد ..
في ضحكتها .. وعينيها .. وشعرها وكل تفصيل  يثير خلاياه .. فيها ..
رائحتها ..
وقشعريرتها اللتي تلامس جلده كلما اقترب منها ..
عنقها عروقها .. وكل قنبله كامنه فيها ..
*كيف سأعود ولا أقترب ..
اي أنثى علقت فيها ..أنا.. !*

ماقدر يكلمها .. ولايرسل لها .. مايبي يقتحم وحدتها .. ولا ينسى كيف تبيه يبعد .. وكيف طرحت فكرة الطلاق ..
مخليها مع نفسها ..
ساحب نفسه بقووه عنها ..

واقف في شرفة بيت راجح .. في حفل يشمل الأصدقاء .. لنجاحه في أحد الصفقات ..
أطلق الدخان من فمه .. وعينه على ضباب لندن ..لا النجوم تبان ولاحتى القمر   ..
الإضاءات .. مضببه ..
والجوو .. كأيامه الماضيه .. لاشيء واضح ..والعتمه تسبب الكآبه ..
ورواسب الشوق متكثفه تطفو على سطحي .. مثل فعل الضباب على أوراق الشجر .. !

لكني لاأفعل شيء .. آاااه يامهره آاااه .. *

كان فعلا ً وبدون شعور .. يتصفح صورها في الاستديو .. واللي اغلبها التقطها بدون تحس .. تنهد وهو يسوي زوم على عيونها
*أراهق والسبب انتِ اقسم *

رن جواله قاطع .. تأمله للصوره .. رد : هلا مشاري ..
مشاري : لاتقول مشيت .. وش فيك اختفيت ..
سيف :طالع ادخن .. يلا جاي ..
مشاري : تمام ..
طفى السيجار بعد ماسحب آخر نفس فيه ... 
دخل .. وتبادل مع البعض ابتسامه مجامله .. وراح جلس على احد المقاعد .اللي بعيده عن الصخب ..
وبدون سابق انذار ليان جات جلست على مركى الكنب اللي مقابله ..
وحدقت فيه : عقلك مشتت بشكل .. أول مره اشوفك بهالحال ..
سيف ببرود : بالله .. !
ليان مدت شفتها : كنت اشوفك تعيس ..ومسلم نفسك للماضي .. وعملي زيادة عن اللزوم .. اما الحين رجعت بوجه ثاني .. لايمت لسيف اللي راح بصله ..
سيف عارف شقد ليان تحبه وتموت فيه .. من ايام مراهقتها ..بس دايم تعامله لها كأخت .. لاأكثر .. ويعزها عشان ابوها ومشاري ..
وفي نفسيته الخرائيه الآن.. ودخول ليان عرض .. دعاه ابليس للعب في مشاعرها .. والعثاء بنفسيتها ..!

سيف خذ كاس صودا .. مملوء بشرايح الليمون وببتسامه هاديه راح يضربها بسياط التسائل والكلام :
ايش تتوقعين حصل لسيف .. ؟! .. وش تغير ياليان ..ليه سيف العملي مو عارف حتى يشتغل او ينجز .. ليه شارد ومضيع ..ليه ماروح اناقش ابوك ومستر راسل .. وليدي دان .. عن أجد الشغلات في المزاد .. واعرض على كاميليا .. احدث انواع الياقوت اللي نزلت بالمحل .. برايك ليه ماعدت الأولي .. وليه ضايقه .. وليه مو واسعتني الأرض..؟!!

قبضت على فستانها برجفه بانت حتى في اهتزاز رموشها .. تكورت غصه خانقه في بلعومها ..تشوفه يشرب العصير متلذذ بحديثه واعترافه ..
* لابأس ان يكون سيف عاشق لشخص ميت .. لكن ..! هل .. ؟! .
هل سيف يعيش الآن حباً .. مع شخص حي .. هل استطاع .. هل حقاً فعل .. وأنا .. لو كان سيعشق من جديد .. لما ليس معي .. كلماته مبطنه .. حاده .. اخترقت حتى عظامي .. *

قطع لحظة النظره الحاده .. صوت ماجد باللهجته الغربيه: ليان قلبي .. ماودك نيمشي بالحديقه .. الضباب نازل  دحينا ...  والوضع يهوس ..
ابتسم سيف بتهكم .. :
قومي لايفوتك الجو.. من جد يهووس .. !

وماجد رجل من ابناء الأثرياء ..تبان النعمه .. في وجهه البيبي فيس .. وبياضه الواضح .. وشعره اللي مسرحه بعنايه .. وجهه دائري لايحوي من الشعر الا حاجبيه ..
في نفس عمر ليان ..
لكن لايوجد تناسق ابداً بين الاثنين .. لاشكلا ً..ولا طباعا ً .. ماجد طفولي لطيف هادئ ورومانسي .. ليان حاده .. متسلطه .. قويه .. فاتنه ..

ماجد : تعالي معي ..إيشبك متنحه يابت .. يعني اسيبك واروح وحدي ..
سيف .. باستفزاز : افااا ياماجد تسيب عروستك وتمشي ..
ابتسم ماجد : ياواد البنت دي بتجنني .. حالفه .. تطفشني ..
ضحك سيف : بس انت خلك متمسك .. ليان تدلل .. صح ولا .. ليان .. ألووووو ..
هزت راسها تتنبه من صدمتها وشرودها ..
وبعصبيه :
ماجد .. لاتحن يوووه ..
وتركته ومشت .. اصلا ً صعدت فوق ..
ماجد يفتح ويغمض :
ايشبها عصبت .. غلطنا دحينا بالهرجه ياسيف ..
سيف : لاا ماغلطنا .. خليها لاتطارد وراها .. اذا زعلانه الجدارن كثيره ..
ماجد بفزع : اسيب حَبيّبتي ِ زعلانه .. يابويا واللهِ ماعرف انام .. هادي الحوب حقي ..
وراح ماجد وراها يبي يدورها يراضيها ..

سيف يناظرهم .. وضحك :
والله صدورهم شماليه .. زعلهم خفيف ويرضون بسرعه .. الله يخلف علي بس ..

ماريا جات على ضحكه بروحه .. تلفتت :
هل تضحك وحدك ..اذاً الأمر بدء يتخذ منعطف آخر.. عليك ان تراجع الطبيب .. سأرسل موقع عيادته لك ..

سيف ببتسامه : انا في كامل قواي العقليه .. لكن من حولي هم المجانين .. ماجد وليان .. هل يستمر هذا الكابلز برأيك ..
ماريا مسكت جبينها .. :
انه كابلز كوميدي حقا ً.. ماجد يلاحق ليان .. وليان تظل هاربه .. الا يذكروك بتوم أند جيري ..
ضحك سيف :
كيف .. ولماذا .. تمت هذه الخطبه .. !
مدت شفايفها وبخفوت :
علاقات سيدها اليورو ياسيف ..راجح ووالد ماجد .. هم من يريدون هذا الزواج .. زواج مادي بحت .. سيظلم ماجد وليان ..ماجد الضحيه الكبرى .. فهو حقاً عاشق .. اما ليان تدهسه بدون شفقه وتمضي ..

عقد سيف حواجبه : خطأ .. ماذنب ماجد .. طيب .. وقلبه ابيض ..
هزت كتوفها: هما على أتم الرضا .. والزواج على ما أعتقد .. لايشترط فيه العشق والغرام ..
ورفعت حاجبها :كما يفعل البعض ..
سيف .. وفهم انها تشير لزواجاته السابقه :
أووووهااا .. اصبتي الهدف .. اهنئك .. ماريا .. وكأن ماينقصني الا انتقاداتك المبطنه ..
ماريا :
انت بالذات لاتتكلم عن الظالم والمظلوم في الزواج من غير حب ..
سيف : اضن ان الله سينصف كل امرأه دخلت حياتي .. في عذابي الآن ..
ماريا بشقاوه : اذا ً قلت اسمها موره ..
سيف بنص عيون : لاتبتلعي الحروف رجاءً خاصه في اسم مهره ..
ضحكت : أووووف .. اوووف .. لقد وقعت فعلا ً..
مشاري جاء :هل تتشمتين .. ؟!
سيف: شفت كيف .. ؟!
ماريا تضحك وتنادي وليد : وليد تعال .. تصريحات ..
سيف : عليك ِ اللعنه ياماريا .. اخفضي صوتك ..
ماريا لقطت سما وهي تنزل الدرج .. ببنطلون جينز وكنزه صوف ..
بسعاده اشرت لها ونادتها :
سما.. جميلتي .. تعالي هنا..
سيف باستغراب : سما .. !!!
وطالعها وهي جايه .. ومشاري وماريا يبتسمون . .
سيف : ايش هالتغيرات القويه ..
مشاري خذها بذراعه: تعالي .. الأمير سيف عندنا ..
سما ببتسامه مرتبكه صافحته: كيفك سيف .. ؟!
وقف وهو يسلم عليها .. وبترحاب :
انتي اللي كيفك .. ترى كم سنه ماشفتك .. تغيرتي يابنت ..
نزلت عيونها: يعني ظروف وكذا ..
سيف ربت على كفها : ماتتصورين قد ايش مبسوط لحضورك .. تعالي اجلسي ..
جلست .. وباينه متوتره .. بس تحاول تكسر الحواجز .. وتطيع مشاري .. وتنسى كل شي ..

........
وتمر الليالي تباعاً.. واتى ليل آخر .. ونام الجميع .. وفارس نام .. وصغيري نام ..
والهدوء مُتعب ..
ثقل قلبي .. يزيد مع كل يوم .. كأنه جنين يتضخم بداخلي ولا ألده .. افتقد سيف .. ولا أتواصل معه .. ولا أراه .. ولايعود ..!!

كيف تعلقت به هكذا ..
كيف اندفعت مشاعري له هكذا ..
وكأنني أرض قاحله ..
جاءها الصيب بعد سنين ..
شربتها الأرض ..
وخبئتها في باطنها .. في وقت قياسي ..
صيبك ياسيف لم يدوم..
اتيتني كالسرايات .. دفعت بمطرها ..معلنه عن ربيعي ..
احدثت كوارث ..
غسلت الغبار عن قلبي المهمل..
ثم صفت سمائي منك ..
كسرت الشمس عيني .. فلم اشبع من غيثك .. اتيتني مُلهم ..
واقفيت بقسوه .. !..*

فتحت مهره باب غرفة سيف .. ودخلت ..
شغلت الأنوار .. وقلبها يخفق بسرعه .. !
ومواقفها في هذه الغرفه تتقافز لذهنها كالأشباح .. تثير الفوضى في كل ساكن داخلها ..

على  الأريكه .. نمت على صدره .. وسولفنا  ..
وهنا اعطاني الفستان الابيض .. وهنا لبسني التاج ..
هنا كلمني بدفى ووعدني ..
وهناك حسيت بالأمان بقربه .. ..
هنا حكرني قدام التجوري وتحرش فيني .. وهناك كان يتسند ويكلم جوال ..

ابلعت ريقها ..فلم تستطع ..
فرائحة المكان مشبعه بعطره .. اللذي سكن روحها ..
وبقايا رائحة التبغ اللتي اعتادتها..
جلست على طرف السرير .. ونفخت .. في محاولة للتنفس ..همست بضيق .. وكأن عروق عنقها تضخمت .. وحالت دون مرور الهواء :
سيف آسفه .. تكفى سامحني ..

دارت بعيونها في الغرفه .. غياب سيف موجع .. كيف يتحملون يغيب بالشهور عنهم ... كيف .. !

استلقت على جنبها .. في عرض السرير .. حست حرارتها ترتفع .. غفت بدون تكيف .. فقط تبي تستشعر انها في مكانه ..
تبي تنسى انه بعيد وبعيد عنها ..

أولست أنت وعدتني مهما حصل
ستكون أنت كما وثقت وأعرفك
يا أيها الوعد الذي قد ضرّني
لا أنت أنت ولست حتى تشبهك.
.........
سيف في بيته . ..
الليل بارد وهادئ .. لندن صارمه في ضربي بالحنين ..
فالبعد بهذا الكم من المسافه ..كفيل ان يمحق النوم من عيني ..
اتحرك فوق الكرسي الهزاز ..
فلا يسقط شي من ذهني .. مع اهتزازي..
مهره تسيطر على عقلي تماما ً .. هربت منها .. فاتعلقت بها أكثر ..
ابتعدت .. وقلبي اقترب أكثر ..
هل انا احببتها فعلا ً ..
لاشك ..!
لكن هل انا عشقتها ... صدقاً...
هل أنا عاشق ..
لـ مهره .. رسميا ً..
اعتدل في جلسته .. ومسك راسها .. :لااااا .. مستحيل .. شهالعشق .. شهالجنون .. انا أعقل من اني احب واعشق بذا السرعه .. بعدين ونجود .. !

انصدم لما طرت عليه نجود ..
اتسعت عيني .. بذهول .. هل يعقل اني تهت بمهره لدرجة اني نسيت نجود ..
هل مهره ..
انستني ..
نجود فعلا ً..!

توترت اعصابه .. غمض ورجع على الكرسي الهزاز .. يحاول يسترجع مواقف لنجود .. صوتها .. عيونها بسمتها ..
عجز ..
مهره تسيطر ..
ضغط جبينه بقوه : لااا سيف .. لااا .. اعوذ بالله من الشيطان ..

ولما اشقاه .. العراك مع عقله .. واجبار نفسه على التفكير بنجود كالعاده ..
قرر انه يترك قلبه لما يريد ..
استرخى .. وقدح الولاعه .. واشعل شمعه ع الطاوله الجانبيه ..
ثم شغل مقطوعة (ذكريات الماضي -لـ فريدريك شوبان ) ..
اشعل لنفسه سيجار ..
ولم يكافح حنينه ..
اطلق العنان لنفسه وشوقه ..
وكانت مهره سيدة ليلته .. متربعه على عرش أرقه ...

ليتك تجي طيف و نسامر الليل
و الا تجيني حلم و النوم يبطي ..
......
صحى فارس .. على صوت بلقيس : فروس اصحى .. يبي لك وقت على ماتتمطمط .. انا بروح البس وبمشي الجامعه .. مو تغيب ..

فارس (لارد)
بلقيس هزته : فارس .. اصحى ولابكلم أبوك ..
فارس بطفش: خلاص بلقيس انكتمي .. شفيك مزعجه ..
بلقيس : امي متصله من الديره .. قاعده من الفجر .. عشان تكلمني اصحيك ..
فارس بنعس:  امي .. وضعها غريب .. انسينا ياخي .. داقه من الديره صحوه ..
بلقيس: بتقوم ولاشلون .. ؟!
جلس : خلاص صحيت .. بس تكفين بلقيس .. لو بتسوين لك كوفي سوي لي .. مابي العاملات يسونه .. امي معودتني هي تسويه ..
بلقيس :ياصبر الأرض عليك وعلى أمك ..
قام : امك مو امي لحالي ..
بلقيس : لو تدلعني امي قد دلعك .. كان انا ريشتي تصقع السقف .. الله يخلف علي ..
طلعت وهي تتحلطم ..
فارس تروش .. ولبس .. وصف كتبه .. وفتح محفظته .. طلع مفلس .. ونسى ياخذ فلوس من سعود ..

(سعود وموضي .. رايحين الديره وماخذين سيف الصغير  لأن اخت سعود مريم والد ورايحين لها ..)..

شال كتبه وشماغه وطلع .. دخل غرفة  سيف .. هو يحط له فلوس وقت يحتاجها ياخذ ..
ماتوقع فيه أحد ..
عقد حواجبه لما انتبه لمهره على سرير ابوه .. نايمه بدون تكيف .. وباين تعبانه ..
وضامه تيشرت لسيف ..
وقف كذا يتأملها وضاق صدره ..
يالله .. ايش اسوي .. ؟! ..
مهره تعور القلب والله ..
وابوي شارد وقاعد هناك .. !
.........
شاهين ببدلة الكابتن ..
يستعد عشان بيمشي .. وكان يشرب شاي في الصاله .. ويطالع ساعته ..
جات جمان .. معها اوراق لبيان :
شاهين قبل تمشي وقع اوراق التقويم تبع بيان .. بكره تبيهم المعلمه ..
خذهم ..وحطهم ع الطاوله .. : وين ..؟!
توريه .. وهو يوقع :
ابتسم : جمان ..
بعدت شعرها ورى اذنها : هاا ..؟!
رفع عينه لها: دوم جيبي الأوراق اوقعها ..لاتخلين بيان تجيبهم ..
لملمت الورق : بالله .. ! اشتغل عندك وعند بنتك انا ..
رفع عيونه لها ..ورمى  القلم .. وسحبها من بلوزتها .. بشكل مفاجئ ..
باس خدها:
يابنت ماهو موضوع تشتغلين عندي .. الله يشغل عدوك .. على قد ماتبعدين وتتغلين ..

جمان كانت منحنيه مع شدته لبلوزتها ..عيونها قريبه من عينه .. وانفها بيلامس انفه .. خفق قلبها .. بلعت ريقها ..مع انخفاض عيونه لشفايفها ..
كانت بتنسى .. وتستسلم .. لولا ..
ارتفع رنين جواله ..ع الطاوله ..
وعيونها لفت ع الأسم ..
وبحجم الأرض .. غضبت .. وثارت أعصابها .. وكأن غاده تذكرها انها لازالت .. عائق ..وحاجز ..
مسكت يده وشلعتها منها ..
وشاهين يغمض بقوه .. ويفتح بإحباط .. لوقت غاده الغلط في الإتصال ..
جمان .. لملمت ورق بنتها .. حطتهم بالملف ..
شاهين: جمان انتظري ..
مالتفتت ..
وتركته وصعدت فوق ..
شاهين خذ اشياءه وطلع ..
ركب سيارته واتصل على غاده .. وبعصبيه :
غاده تستهبلين .. الحين انا قايل لك بتصل .. ورى تدقين ..
غادة: شاهين لاتقعد تحاسبني .. على كل زله .. هماك تتصل بأي وقت .. وانا ادبر نفسي .. يعني انت عندك أهل وانا ماعندي ..
شاهين وهو يسوق وبعصبيه:
راعي وضعي .. ولا أنتي .. خلاص تبين تطينيها .. وكلن يروح بطريقه ..
غاده : والله اذا انا أقل الخساير عندك .. رح والقلب داعي لك ..
شاهين توسعت عيونه: لاتحديني على شي مابيه ..
غاده بتهكم وغضب : والله لو انك زوجي .. قلت طلق .. بس مابينا الا هالجوال .. احذف الرقم .. وانتهينا ..
عقد حواجبه: عادي يعني ..؟
غاده بقمطه .. بس مسويه قويه : مايبي لها شي والله ..
شاهين : مع السلامه..
وقفل ..
رمى الجوال على السيت وتوجه للمطار ..
غاده كابرت يمكن ثلث ساعه .. وبعدين ظلت ترن وترن .. وهو مايرد..

وبغضب :الحين انا ورى مضيع عمري على هالثنتين .. ياخي .. ورى مادوس زي سيف وتمشي أموري .. !

التفت للجوال اللي ازعجه وقفله .. ورماه .. فتح ازرار قميصه ..
'ضاقت بي الأرض والله ..!'

*******
بعد سهرتي البارحه .. يصاحبني الحنين والشوق ..
نمت كالأموات .. هربت من الواقع .. ودخلت في برزخ غريب ..
رأيت حياتي بتفاصيل عجيبه ..حاورتني .. وسئلتني ..
علمت ما أريد ..
حددت هدفي ..
بعد غيابي عن مهره ..
اقتنعت ان مهره .. غايتي الآن ..
تلاشت حيرتي ..
مهره شخص بحثت عنه في سنيني ..
صعبه ..!
لكن مانفعل اذ هي القطعه المجذوبة بمغناطيس قلبي ..
مانفعل وهي الزئبق المتسرب .. من يدي .. لااستطيع ان امسكه .. !!

نجود سكنتني مراهق..
ومهره سلبتني في نضوجي ..

هاهي مهره تكفن الإناث في حياتي .. وتخرجهم جنائز من عقلي وشهوتي وغرائزي ..
هل حقاً مهره المرأه ..
اللتي ستهذب .. اطراف عمري الشائكه ..!!!!

قام سيف من فراشه .. خذ جواله .. والدخان وطلع ع الشرفه ..
صدمت البروده وجهه .. وخريف لندن مايمزح ..
طالع الريف قدامه .. احس بحمل يزاح من قلبه .. لاعترافه .. لنفسه ..
فتح جواله .. ومجرد شبك النت .. جاته رسايل الواتس ..
الأكثر من نوف وهيا ..
لكن .. على طول راح لرسايل فارس ..هو معتاد .. اول فارس .. في كل شي ..

توسعت عيونه لما شاف الصوره اللي راسلها ..
مصور مهره وهي نايمه وضامه بلوزته .. في غرفته ..
ضاع في الصوره .. وهو يسوي زوم .. ويطالع كل تفصيل ..
شاف كلام فارس ..كاتب :
يبه .. جيت باخذ مصروف من غرفتك .. لقيت مهره .. فيذا .. البنت تكابر وماتكلمك .. بس ترى مهره مره تعبانه .. عشانك بعيد .. حرام البنت تحزن .. سو شي .. عشانها .. انا أحاول اسعدها .. بس والله تمثل .. وماتنبسط صدق ..
انا بمشي المدرسه .. واتمنى تبطلون مكابر وبُعد ..
رجع سيف للصوره ..
حدق فيها .. شوشت اللقطه على كل افكاره باقي عنده شغل بلندن ..
في مزاد صغير كان بيحضره بعد يومين ..
في امور بداها .. وكان بيظل عشان يكملها ..

لكنه .. مالقى نفسه الا يطلع .. من الصوره ويجري اتصال .. :
اقرب حجز .. اليوم .. الى السعوديه .. لايهم .. الدرجه .. حسناً..يناسبني ..(كمل المكالمه )
وقفل ..
ورجع الغرفه ..
فتح شنطته .. وراح يحط اشياءه ..
طق الباب ..
رد ..
افتحت الخادمه: سيدي .. السيد آرثر .. في الأسفل ..
سيف : دعيه ينتظرني .. جاء في وقته ..
جولي تأشر على الاغراض : هل اساعد ..
سيف : كلا ..لكن جولي احضري من مكتبي الملف الازرق .. وخذيه حيث آرثر ..
جولي : هل انت عائد ..الى السعوديه ..
سيف :نعم .. هيا .. لايوجد وقت ..

جولي .. طلعت تنفذ ..
قابلتها خادمه .. كانت تتسمع .. : هل السيد عائد ..
جولي : اضنك كنتي تفتحين اشرعة اذنيك مارثا .. وسمعتي ..
مارثا شهقت : لكن لما هو عائد بهذه السرعه ..
جولي راحت لمكتبه وذيك تلحقها :
هل انا زوجته لاسئله ..
مارثا : لماذا جولي .. عشر ايام فقط .. ليس بعادته ..
جولي تجمع الملف وتضربه على الطاوله : افيقي مارثا .. لقد انتشلك السيد من طرقات التسول ونظفك وجعلك في وظيفه في منزله .. لايعني انه تبناك ِ.. قدري الخير الذي فعله من اجلك .. ولاتلتصقي وتكوني فضوليه هكذا ..
مارثا بحزن : لاتشعريني اني اتطفل .. هو يعاملنا بلطف جولي ..
جولي وقفت قدامها : عاملك بلطف ..نعم .. لكن أُخرجي من قصة سندريلا .. اللتي تعيشينها داخلك .. واللتي تجعلين من السيد اميرك .. وانتي السندريلا .. اللتي سينتشلها ويجعلها اميرته ..
مارثا بتبكي : يالك ِ من قاسيه جولي .. هل انت مخلوقه من حجر .. لقد حطمتي فؤادي ..
طلعت جولي : اللعنه عليك وعلى فؤادك .. هذا ..
....
بالليل .. فارس ظل مع ربعه .. بالقهوه ويشيش .. لاحسيب ولارقيب ..
حاول قبل يطلع في مهره تطلع معه .. لأن بلقيس عندها بحث ومشغوله ..
بس رفضت .. وكانت مقفله على نفسها الغرفه ..
تيم : شفيك مفهي ..
نفخ الدخان : ولاشي ..
ذياب : لا لا بوسيف مو الأولي ..
تيم : يبي لك فعاليات يلد .. تعال المخيم .. في اشياء بتعجبك (وغمز بخبث)
فارس : فكني واللي يرحم والديك ..انا حدي هالشيشه وابي اقطعها ..
تيم : والله بزر وخواف ..
فارس بأريحية : بزر .. وماخلصت تطعيماتي بعد .. تبي شي ..
ضحك ذياب : فدوا البزران والله ..
فارس تربع ع الكرسي :
الواحد عنده مشاكل وهموم لراسه .. وتيم يعني يبي يحشرني .. ويستفزني ..
وضحك .. : قدييييمه .. ذي .. خايف.. لانك بزر  .. بزر وخواف .. وارجف قدام ابوي .. بعد . 
تيم رفع حاجبه : مالت عليك .. مستانس على خيبتك ..
فارس فقع ضحك :
تكفى بعد عطني حبووب قل لي تنفع للمذاكره ..
وسوا كفك مع ذياب .. وفقعوا ضحك :
ذي وسائل التدشير تبع بوزقم وربعه ..
رن جواله .. كانت مهره .. رد : ارحبي ..
مهره كان صوتها تعبان وباين مفلوزه :
فارس وينك ماجيت ..
حط اللي وقام بعد وبقلق : وش فيك .. تعبانه ..؟!
مهره : مافيني الا العافيه ..الساعه حدعش ونص .. ارجع .. البيت يلا ..تعرف ابوك مايرضى ..
فارس حس صوتها حيل تعبان :
خلاص بجي .. بس قولي لي تبين شي .. اجيب لك شي ..
مهره : مابي شي .. بس تعال .. بلقيس نامت بعد .. وبس تجي حاكيني .. عشان اطمن عليك ..
عقد حواجبه .. مهره اوب طبيعيه ابد .. قال : جايك .. مسافة الطريق بس . 
وراح قال لربعه : انا ماشي ..
ذياب : وين يلد بكره الجمعه ..
حط الحساب : مستعجل والله .. اخليكم ..

مشى .. وهو يفكر ايش فيها مهره .. طول اليوم ماشافها .. صوتها حيل متغيير .. !
....
مهره في غرفتها حرارتها يمكن فوق الأربعين .. لوزها متضخمين .. قفلت من فارس ودخلت تسبح بماي فاتر .. جلست داخل الدوش وخلته يضرب على راسها ..
وضعها مزري ..
بدت تحس انها بتفقد الوعي ..طلعت بصعوبه .. تنشفت ولبست بجامه وكنزا .. خذت جوالها والفيكـس وجلست ع الارض .. تحط على حلقها ..ورجولها ..
وعيونهاا دموع ...
كلمت سندس .. اللي ردت وقالت : هااا ماخفيتي .. ؟!
مهره بصوتها الهالك : سندس اوصيك على سيف .. شكلي بمووت ..
سندس : يا ** ابلعيها ولاتفاولين .. فلونزا .. بس روحي المستشفى ضروري مضاد ..
مهره قامت تهلوس وتخربط .. وهي تنسدح على مخده ع الارض ..
فارس كان رجع وصعد توجه لغرفتها .. وقبل يطق الباب سمعها تقول بصوت رايح:
السواق نام .. ولا كان ارسلته يجيب مضاد .. سندس تكفين انتي دكتوره .. عطيني حل منزلي .  سبحت .. حطيت فيقس .. خذت بنادول .. ازيد ما أخف .. قلت لك شكلي بمووت .. حلليني .. وادفعي ديوني ..ايوب هذاك اليوم .. وصلني وعبى بنزين باربعين ماكان عندي فكه .. وماعطيته .. عطيه .. وخدوج بنت جارتنا مسويه لي طلبيه .. مادري عطيتها ولا لا تأكدي ..
سندس .. بلامبالاة : ولاتنسين الألف حقت زيون .. ترى هي قالت هديه وانتي اصريتي انها دين ..
مهره قامت تبكي :
يالله .. شكله ماراح ترفع أعمالي .. في العزا اعلني اللي له حقوق يطالب فيها .. بيعي الذهب .. وسددي ..
سندس : استغفر الله العظيم .. شفيك تبكين .. ترى حرارة ياتبن .. لاتكبرينها .. قومي طلبي اوبر ولاكريم وروحي .. ماراح تخفين الا لاعطوك ابره ..
مهره انهارت بكي .. : تعبانه سندس .. والله تعبانه .. مابالغ .. مو عارفه أبلع .. ولااتحرك .. راسي يـ...
فتح فارس الباب .. وشاف شكلها على الارض وملامحها الشاحبه .. وبكيها .. صاح فيها :
يامجنووونه ليه ماقلتي لي انك تعبانه ..
حاولت تستعدل .. وجا عندها .. ساعدها ..وكان مخها لاذع من الحراره .. وتتهضم .. دموعها تسيل حاره :
وش اقولك .. انت طلعت وخليتني فارس..
لمس جبينها .. :
طيب كلميني جوال .. يالله مهره حرارتك نار .. قومي نروح المشفى ..
مهره : لااا الوقت ليل .. وانت مامعك رخصه ..
فارس مسك كتوفها وطالع عيونها الذابله : مهره طالعيني .. مو وقت رخصه .. قومي ولا والله اطلب لك الاسعاف ..
اسندت راسها ع السرير .. ومافيها حيل .. : مابي اروح جيب لي ادويه بس ..
فارس خذ الجوال من يدها وشاف ان سندس ماقفلت .. كلمها :
هلا أم آسر .  ايش جو اختك .. ماتبي تروح المشفى..
سندس : جيت والله جابك .. خذها غصب يا فارس .. اعرف مهره .. لاجاتها الفلونزا ماينفع معها الا مضاد في الوريد ..
فارس : ماعليك .. اللحين نروح ..
سندس : الله يحفظكم .. وطمني امي ..
فارس : ماشي .. سلام ..
قفل .. وتلفت وراح بسرعه خذ عباية مهره .. وجاا عندها .. وساعدها .. لمن وقفت .. !
......
سيف خلص من اجراءاته في المطار .. وطلع .. ولانه موقف سيارته في المواقف .. خذها .. ورجع .. كان ملهوف لها ..
يبي يشوفها ..بيتحمل كل صدها ..
بيصبر على جروحها .. ويعالجها معها ..
البُعد .. خلاه يعرف وش يبي ..
كانت وحده الا ربع تقريبا ً وقت وصل البيت .. نزل بسرعه .. ودخل البيت الخالي من اي صوت ..
وانارته اللي مطفيه .. اغلبها .. معه خبر ان الجماعه بالديره ..
صعد بسرعه .. لغرفتها .. طق الباب .. ولا رد .. توقع تكون نايمه .. فتح .. عقد حواجبه .. لما ماشافها .. نادها .. وراح جهة دورة المياه وغرفة التبديل ..
طلع .. خمن تكون في غرفته .. بما انها البارح نامت هناك ..
لكن مافي احد ..
والغريب ان حتى فارس مو في ..
دق عليه وعليها .. ولايردون..
معقوول راحو الديره للجماعه .. ممكن .. يكون عزم ابهم شاهين وجمان وراحوا ..
كرر الاتصال وحس بإحباط ..
كان جاي باندفاع .. وحس بخيبه.. طلع من البيت .. بضيق وماعرف يقعد فيه ..
توجه لبيته .. وكرر الاتصال .. بس خمن يكونوا ناموا..
واكيد مهره راحت لأن سيف معهم .. وهي ماتقدر تخليه ..
وصل بيته .. وتعكر مزاجه .. وهو مايحب يروح الديره ولافيه حيل ولاكان راح ..
نزل ..
وفتح الباب الداخلي ..
استغرب من صوت التلفزيون .. واللمبات .. كشر بضيق .. وهو يسكر..
التفتت هيا بدهشه :
سيف .. !!!!!
وقامت : الحمدلله على سلامتك ..
سيف بمجامله: الله يسلمك ..
سلمت عليه بالخد : ماتوقعتك بتجي ..؟!
عقد حواجبه : غريبه انتي هنا .. ماعطيتيني خبر ..
هيا ابتسمت : من يومين جيت وعارفه انك مسافر .. يعني ماراح يصادف تجي انت مع نوف او غيرها . 
دخل ورمى المفتاح ع الطاوله .. ومبين مرهق وتعبان .. جلس على كرسي منفرد .. ومسك راسه ..
هيا بقلق : وش فيك ياقلبي تعبان ..؟!
سيف : تعب الطريق ..
قربت منه : اسوي لك عشا .. ؟!
سيف: لاا ماني جايع ..
هيا بحنيه : طيب خذ لك بنادول واصعد نام ..
انحنى سيف فسخ جزمته .. :
مافيني النوم ..
قربت هيا من وراه ..حطت يديها على كتوفه .. وبدت تمسجهم له ..
سيف .. باستسلام .. ودا راسه على ورى .. وظل مغمض عيونه ..
وهيا .. تدلك راسه وجبينه ..
استكن سيف .. مع نعومة مساجها .. ابتسم بدون يفتح :
يعطيك العافيه هيا ..
ابتسمت : كلي لك .. ياروحي ..
فتح عيونه وخذ يدها باسها بامتنان وهمس : مبسوط لإنك موجوده ..
خفق قلبها .. وهي تحدق في عيونه من قرب .. بعيييد سيف عنها مره .. من تزوج .. وكانت مشتاقه له حييل ..
قربت منه ..
وسيف داخله رافض ..لكنه ماقدر يكسرها .. وهي ملهوفه له ..
قبل تصير بينهم بوسه ..
رن جواله ..
بسرعه التفت تاركها .. وخذه من الطاوله ..
انقهرت هيا .. منه ومن المتصل ..
رد وقبل يتكلم  ..
فارس  : يبه .. !
سيف باللهفه  : عين ابوك .. وينك عن جوالك .. ؟! .. رحتوا الديره ..
فارس بعصبيه وخفوت : اي ديره .لا مارحنا .. اشوفك مكلم من رقم السعوديه .. جيت ..؟!
سيف عقد حواجبه: ايه جيت .. بس اذا ماانت في الديره اجل وين .. ومهره وينها ..؟!

هياا عضت شفايفها بقهر .  كيف ملهوف وهو يسئل عنها ..
فارس : يبه انا في الطوارئ مع مهره .. مره تعبانه .. شلتها جبتها المستشفى ..
وقف سيف وبهلع : اييييييش ..؟! .. وش فيها .. وين .. اي مستشفى ..
فارس : حرارتها فوق الاربعين .. مره مفلوزه .. عطوها ابرة مضاد .. ومغذي وخافض حرارة .. بس مو راضيه تنزل ..ومعها اللتهاب .. ركبوا لها بخار .. ذا اللحين .. بس مغيبه يبه .. تهلوس من قو السخونه ..
توسعت عيونه وبانفعال .. وارتياع .. اول مره تشوفه هيا بهالصوره:
وينكم عنها..... مخلينها توصل لذي المرحلة ..ليش ماخذتوها من قبل للمستشفى .. وليه ماقلت لي
فارس : تعال يبه ونتفاهم ..(قال له اي مستشفى وقفل )
سيف يلبس جزمته بسرعه .. هيا باعتراض :
اللحين تعبان وين بتروح .. صدقني مبالغات ..
وقف سيف وبعصبيه :
وخري عن طريقي هيا .. لاتشغلين ..
مدت ذراعينها :
ماتروح .. وتخليني .. عارف انت هالاسلوب.. نفس نوف ماتطلع امراضها الا لاصرت انا عندك .. هذي تبالغ .. وولدك داعمها ماشاء الله ..
سيف بغضب .. دفها .. واول مره هيا تعترض لشي بيسويه بهالشكل :
ان شاء الله تكون تكذب وتبالغ .. ليتها ممقلبتني .. من قال ابي اروح واشوفها مريضه ..
هيا بصياح:
لذي الدرجه سيف .. انت تقول كذا .. انت اللي تبي كلشي جدي وتبينا نفس الساعه .. اوعا ترى البنت لعبت بعقلك ..تراك ماعدت الأولي ..
سيف واعصابه في الحضيض .. عشان مهره ..وهيا واقفه بوجهه ومُصره ..بكل قوتها مايروح :
يابنت الناس ابعدي .. لا اعورك ..
هيا بصياح وبدت تبكي:
طيب شوية قيمه .. ماقلت انك انبسطت لاني فيذا .. دام ولدك معها خليك معي ..
سيف بعدها عن طريقه .. وبانفعال:
انا ماجيت من آخر الدنيا الا عشانها .. افهميها عاااد ..!!!!
هيا راحت تسندت ع الباب .. وبانفعال:
وتقوولها بوجهي .. ماتخاف من الله انت...
سيف ضربها بجبينها باصابعه ومن بين اسنانه .. :
اقولها هناااا .. حطي كلامي براسك.. انا كل شي عندي في الوجه .. جيتي عشان مهره .. وموبس لعبت بعقلي على قولك .. البنت كلت قلبي وعقلي .. واللي عنده اعتراض ..يطلع من حياتي .. ويقفل الباب وراه ..
توسعت عيونهااا بألم ..
كيف قاسي كذا ..
إيش هالإنسان اللي مايحس ..!!
هلت دموعها .. وهو يزيحها .. ويفتح الباب ويطلع ..!
تارك هيا مصدومه .. من وجه سيف العاشق المجنون ..
لم يكن ابدا ً هكذا . .
حاولت توقف بكي ماقدرت .. وعقلها وقلبها يتخذون قرار ..
لامكان عندي لدى سيف.. ابدا ً..
كفاني ابتذال لنفسي ..
.....
فارس جالس يمها وهي غافيه وكمام البخار عليها .. وسلك المغذي بيدها ..
تضايق عشانها مره ..
جات الممرضه .. خذت حرارتها ..وعقدت حواجبها .. وهي تاخذ كيس ثلج .. وتقول :
اذاا مانزلت حرارتها .. ممكن نحطها في العزل . 
فارس بقلق :
ليش عزل ... وش اللي عندها بالضبط ..
الممرضه .. دخلت كيس الثلج عند كتف مهره .. اللي ارتجفت .. وشهقت .. :
ممكن ندخلها من باب الاحتياط .. بس نقول ان شاء الله ماتحتاج .. بدت تنزل شوي بس الى الآن عاليه..
خذت كيس ثلج ثاني وحطته قريب من رقبتها .. : ان شاء الله تجيب الكمادات نتيجه ..
فارس  : ان شاء الله ..
طلعت الممرضه وقبلها ابتسمت : لاتخاف عليها .. تجي مثل هالحالات .. اهم شي تنزل حرارتها ..

فارس تكتف وتسند قريب ويطالعها .. خايف عليها حيل ..
تحركت وطاحت الكماده ..
راح عندها وعدلها ..
ولمس جبينها ..
وتوه بيبعد ..
الا امسكت يده وشالت الكمام: لاتطلع لحالك فارس .. الوقت تأخر ..
ابتسم : ترى انا جايبك فيذا .. لاتحسسني بزر ..
مهره وهي تفتح عيونها بخفوت :
طيب تمام .. بس ليه تسرع وانت تسوق  .. مجنون انت ..
ربت على كفها :
والله ماسرع .. بس عشانك .. كنت خايف عليك ..
غمضت مهره .. وماسكه يده :
طيب خليك .. لاتروح مكان ..
فارس : بشوف اذا طلعت تحاليلك من المختبر وبجي . 
مهره بضعف : اكيد .. (وقاامت تكح بقووه)
رجع الكمام على فمها وخشمها : أكيدين ..ارتاحي انتي ..لاتحاتين شي ..
تركت يده وهي تغمض من جديد .. وانفاسها لها فحيح المرض..

***بعد شوي في الممر .. جاي فارس من المختبر .. وطمنوه ان التحاليل .. كويسه ومافيه شي يخوف ..  
وصل سيف .. وسئل عنها بالرسبشن .. وراح يمشي بسرعه متوجه للغرفة الانتظار الخاصه اللي حجزها فارس لها ..
شافه بالممر .. اسرع وهو يناديه : فارس ..
رفع عيونه وباللهفه ..جاا عنده : عين فارس ..والله جيت بوقتك ..
ضمه سيف .. فارس تبادل معه بوسة خد .. : ماقلت انك بتجي اليوم..
سيف ربت على راسه وبعثر شعره .. وبعجله: وينها .. كيفها اللحين .. ؟! ..
فارس وباين اعصابه دمار .. :
تعبانه يبه .. بس التحاليل .. طلعت مافيها شي خطر .. بس مره الالتهاب قوي .. الحراره فوق .. ماتبي تنزل . 
كان يتكلم .. وهو يمشي معه ناحية الغرفه ..فتح الباب ..
ودخلوا ..
مالقوا مهره .. الكمام واكياس الثلج ع السرير .. وحتى عبايتها ..
فارس راح بسرعه ناحية باب الحمام .. طق الباب : مهره ..
ردت بخفوت: هنا فارس دقيقه ..
اشر فارس لابوه يعني لاتتكلم ..
وقال لها : وش قومك الحالك .. كان انتظرتيني ولاناديتي الممرضه ..
ضحكت وبصوتها المريض:
لاتدلعني .. ترى تجيني صدمه يا أمك ..
وكحت بقوووه .. وسيف انوجع ..
وكملت : يلا ثواني ..
سيف وقف قبال الباب .. يترقب خروجها .. مشتاااق .. مشتااااق .. وصوتها ذوب حتى عظامه ..
فتحت الباب وطلعت .. كانت تطالع الأرض .. لانها تسحب بعمود المغذيه الطويله ..

سيف وعينه على شحوبها .. شيلتها حول رقبتها .. شعرها اللي صاير كيرلي ومبعثر من الماي سيلك السيروم في ذراعها .. اللي كلها بقع زرق .. والواضح مالقوا عرقها بسهولة ..
مهره كانت تطلع العجلات من العتبه الصغيره ..
لما سمعت صوته .. اللي اخترق عضلة قلبها واثار رجفة في كل شعيراتها الدموية : مهره ابوي .. كيفك ..؟!
رفعت عيونها بحده .. طالعت ملامحه بمشاعر كثيرة لايمكن وصفها ..
سيف وعيونها الذابله .. اشعلوا في قلبه العتاب .. والندم .. على تركها ..
تكثفت الدموع في عيونها .. وشفايفها ترتجف باسمه .. وهي تمد يدها ناحيته .. عله تأثير الحراره .. يجوز ان ماترى هلوسة ..
طلع صوتها باسمه هامس .. متوسل .. مشتاق .. :سيف ..؟!!!!!
مسك كفها : يااارجااا عينه ..
طالعت وجهه ملهوفه .. متشبثه بيده .. بكت وهي تقول :
من جد .. جيت .. يعني ماهلوس ..
ابتسم فارس .. شوي ويبكي ..
وسيف يرفع كفها ويبوسها :
جيت يا ابوي.. سامحيني .. آسف على كل شي مهرتي .. آسف ..
رفعت كفها لخده .. تحسسته وكنها مو مصدقه ..
اناملها الحاره .. جسدها المرتجف .. وعبرتها .. في انحناءة شفتيها .. وهي تتوسلة :
امانه سيف لاتزعل مني ثاني .. امانه لاتخليني وحدي .. امانه ..امانه .. ماتتركني ..

وراحت بجسدها المشتعل بالحمه .. تلتصق بصدره .. وتتشبث فيه :
ورب الكعبه وحشتني .. مايصلح بدونك والله ..
ضمها سيف .. لو ترك شوقه .. لهشم ضلوعها بين ذراعيه ..
نزلت دموعها حاره على صدره وهي تنتحب .. وتأمنه  مايتركها ثاني ..
ضمها اكثر وهمس في اذنها :
والله اترك روحي ولا اتركك ... اهدي يا ابوي .. !

‏لك منزلٍ بين الرجا والتمني
‏ولك دعوةٍ مافارقت قلب ولسان

‏ادعي عساك تكون فيني ومني
‏عل وعسى ما يملكك غيري انسان
..........

Continue Reading

You'll Also Like

529K 6.6K 75
هي عدة معارك استمرّت لسنين طويلة، حيث كانت كل تلك المعارك في سبيل الحُب، حيث يستمر بطل الرواية في خَوض معاركه باحثًا عن انتصار يُمكّنه من نَيل معشوق...
5.4M 158K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
6.2K 190 39
عاميه وليست بِفُصحى.. الكَاتبة:شُتات احمد. بين ممرات المستشفى وبين فرق التحقيق الجنائي بين الألم والفرح والصدمات الغير متوقعه وفي كُل الاوضاع يبقون ي...
175K 1.3K 37
روايه منقوله للكاتبه فيرونا العاشقه