البارت الثامن

19K 189 22
                                    

البارت الثامن

في منتصف الليل .. وبعبئ مشاعره . وفوضى حياته .. ماقدر ينام ..
جالس بحديقة البيت يدخن .. وشارد للبعيد ..ابتسم بغصه ..
وهو يطري عليه ..
ربكته وربشته .. وهو ع الكوشه .. وشاهين يدخل زاف له نجود ..
كان وده يظل يحدق فيها لمن توصل ..
بس كان مستحي وعينه تنكسر .. الا انه متحمس وقلبه يدق
كان صغير .. !
ونجود طالعه تجنن وهي تطالعه من بعيد وتبتسم . وتنزل راسها بخجل ..
اكثر واحد كان محتفل باللحظه شاهين ..
وهو يطالعها ويطالعه ..
وكيف دفها لعنده وقت وصلوا متجاهل الموجودين : الله يهني سعيد بسعيده .. خذها .. وفكنا ..
ضحك: جيبها .. حاصل لكم عاد ..
امه وسلمى ..
يسحبون نجود ويرتبونها .. وموضي : ياربي شهالمبزر اللي ابتلشنا فيهم ..
نجود :سيف ماحلاك طالع تجنن .. التنعيمه مطلعه الغمازه صح ..
سيف : بالله .. يعني اعتمدها ..
كشرت باسنانها وكل ارتباكهم تلاشى سوا : اعتمد يامزيون نجود .. يممممه يالبيه ..شكلك يهوس تشلع القلب ..
سلمى : حسبي الله عليك يانجود .. لاحد يسمعك ..استحي .. ثقلي ..
تشبكت في ذراعه : زووووجي .. والي يتكلم افقع عينه ..

نفخ الدخان بابتسامه وغصه وهو يشتت نظره .. سنين مرت .. لكن نجود تظل سيدة وحدته .. وحنينه .. وذكرياته ..

مهره ومن نافذة غرفتها .. كانت واقفه .. وتطالع كيف وحيد ..كيف مطول في شروده ..
خذت شال على كتوفها وانزلت ..
توجهت للمطبخ .. سوت شاي كرك .. وطلعت له ..

بخطوات خافته مشت له .. نسائم جميله .. وصوت صرصار الليل يطوق المكان ..
مانتبه لقترابها .. الا لما قالت:
اذا مطول في شرودك .. اخليك ..
رفع عينه لها .. وبينت اللهفه في نظرته : مانمتي .. !
مهره وتجي عشان تشاركه الكرسي الطويل : ماجاني النوم ..
سيف وسع لها .. وخذ الكوب اللي مدته له .. وقالت : خذ لك كرك وطف هالزقاره .. لك ساعه وانا اشوفك تحرق وحده ورى الثانيه ..
رفع عينه باستغراب .. لجهة نافذة غرفتها .. بعدين لها ..
وقال : ودامك صاحيه طول الوقت .. ورى ماجيتي عندي على طول ..
مهره ترتشف من شايها .. : قلت اخليك تسامر الليل والقمره .. ماحبيت اقتحم وحدتك ..
سيف طفى السيجار .. وشرب من كوبه وحطه :
اقتحمي .. يابعدهم .. وتعالي في كل وقت .. وجهك يجيب العافيه ..
مهره خفق قلبها بقوه .. لصوته المرهق من الحياه .. الملهوف لها .. تعبيراته لامست روحها..
لحظة صمت ويشربون الشاي .. مهره رفعت عيونها للنجوم ..:
صاير الليل بارد شوي .. ولا ..
سيف : بدا يزين الجو .. لندن اللحين بارده ..
قال كذا وسكت ويشرب الشاي بهدوء ..
مهره : إييييييه .. ؟! .. وبعدين .. بتظل ساكت يعني ..
ابتسم .. وهو يناظرها: وش تبين اقول ..
مهره تطالع عيونه : انا فوق .. واناظرك من مده واتسائل خويي .. وش شاغله .. وش يفكر به ..
سيف ضحك وبحنيه : مييين ..؟!
مهره .. فمها في الكوب ورافعه عيونها له : خويي ..!
خذ الكوب منها .. وحطه ع الطاوله .. ومسك معصمها.. وسحبها :
تعالي عندي ..
شدت معصمها .. برفض .. همس بحنيه : بس اضمك ..
مهره ارتبكت .. همس : خوييك بس .. ! . قلبي يوجعني .. تعالي واسيني ..
مهره .. انوجعت على صوته المكسور .. وراحت هي الي قربت وحطت راسها على صدره .. وحوطته بذراعينها ..
اذنها على قلبه :
بسم الله عليك .. وعسى الوجع لعدوينك .. سلامة قليبك ياابوي ..
سيف بحنيه يستمع لها .. ويستشعر يدينها تطبطب على ظهره بطفوليه ..
داعبها :
كذا واستيني يعني ..؟!
رفعت عيونها وهي مطوقته ..:
ليه ماعجبك ..
سيف يتأمل جمال عيونها القريبه .. وبحيرة : يصير اعيش كذا وانتي جنبي وتواسين .. تكلمي بس واسمعك .. طوقيني كذا وحسسيني ان الدنيا جنه ..
مهره رجعت خدها على صدره .. :
سيف .. ترى كلامك مره قوي ..حنا تونا مع بعض .. وش تعرف عني .. عشان تتمنى قربي كذا ..
سيف ويده في شعرها تنهد :
مادري .. احس كأني اعرفك من زماااان ..بوجودك .. احس يطلع سيف الاولي .. اللي قبل سنين .. انا نفسي نسيته ..
مهره مستمره تطبطب على ظهره ..
يقوول كذا .. وهو نفس شعورها .. والله نفس احساسها به ..
كأنها تعرفه من سنين .. اصلا ً قام يتلاشى الحيا معه .. وترتاح لقربه .. وتناظر عيونه .. وتطول .. وهي اللي كانت تحط شال على وجهها .. عشان ماتتلاقى عيونهم مباشر ..

مبعثر فيك ماللحزن لايشفىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن