في ظل ما حدث الليلة السابقة.. استيقظت ميلانديلا بصداع حاد
فتحت عينيها بتثاقل لترى يدها التي تسمك بيد الامير المدير ظهره لها
سحبت بدها بسرعة :"ا..اعتذر"
-:"لا بأس" قال بهدوء :"هل تشعرين باي الم؟"
-:"القليل من الصداع شكرا لسؤالك.."
نهض الامير ليجلس في مكانه المعتاد.. بدأت ميلانديلا تحضر الطعام اخذت بعض الخبز الوجبن واقتربت منه
ليبدأ نوبة سعال حاد.. غطى فمه بيده
لتفزع ميلانديلا وتترك ما في يدها وتقترب منه
ارتعبت ميلانديلا حين رأت دما يتسرب من يده ازاحتها بسرعة لترى الدم يخرج من فمه
خرجت بسرعة من الكهف ولم تعد الا بعد ساعات وملابسها مغطاة بمياه قذرة
كانت ترفع ثوبها وكأنها تحمل داخله شيئا وهي شاحبة الوجه تكاد تبكي
-:"ما بك؟" قال بقليل من القلق
اقتربت منه وجلست بجانبه :"لا تتحرك" قالت والدموع في عينيها
مدت يدها داخل فستانها وبدأت تكتم تقرفها وهي تمسك احدى ديدان العلق
:"اخلع ملابسك حالا"
فخلع قميصه بسرعة.. وضعت مافي يدها على جسده وبدأت تضعهم واحدة تلو الاخرى
انتهت لتبتعد بسرعة ورائحة قذرة تقوح منها
-:"تستطيعين الشرح الان صحيح؟"
-:"يعجبني انك تثق بي لدرجة سؤالي بعد ان وضعتهم"
-:"ان كنتي تريدين قتلي فافعلي ليس وكأنني ساقاومك"
-:"لماذا؟"
-:"اعتقد ان هذا ما يسمونه انك تدين للاشخاص بحياتك"
-:"كنت اعتقد اننا متعادلون لكن هذا افضل" ضحكت بخفة :"يكك رائحتي نتنة للغاية"
-:"اظن ان عليكي شرح ما يحدث على جسدي"
-:"اوه اعتذر.. هذه هي ديدان العلق.. تقوم بسحب الدم الفاسد من جسدك.."
-:"والى متى ستبقى؟"
-:"حين امتلائها ستقع بنفسها لا تقلق.. لكن عليك اخراجهم انت.. لن اعيد ما حصل بنفسي"
-:"حسنا كما تطلبين"
-:"اعذرني الان ساذهب لتغيير هذه الفوضى" قالت مشيرة الى ملابسها
عادت مساءا وقد استحمت وغيرت ملابسها ومعها الطعام كالعادة
كان الامير يجلس بصمت كعادته
جلست امام النار وبدأت تعد الطعام :"بما تفكر؟"
-:"بعض الاشياء.."
عم الصمت مجددا قبل ان تقطعه ميلانديلا معربة ان الطعام قد جهز..
ليقترب بهدوء ويجلس امامها..
-:"هل تتذكرين ليلة امس؟" قال بهدوء
-:"قليلا.. لكن معظم الاشياء مشوشة.."
-:"ماذا تتذكرين؟"
-:"اتذكر انني تقيأت واننا لعبنا لعبة الحقيقة.. اتذكر اسئلة لكن ذاكرتي مشوشة جدا"
حدق الامير بوجهها الذي بدأ يستعيد صحته
-:"كانت امي تستعمل الزيوت لشعرها" قال بهدوء
-:"هل تقصد..." اجاب بسرعة :"ماذا؟" لترد هي :"لا شيء.. اود ذلك لكن ليس وكأن عندي وقت لهذا"
تنهد الامير :"اكره الاعتراف.. لكنك تخيفينني"
شقت الابتسامة وجهها :"لماذا؟"
-:"اشعر انك تعرفين كل شيء.. اشياء لا اعرفها حتى انا"
قهقهت ميلانديلا بخفة :"اذا ما رأيك ان نزيح بعض الغموض.. لنلعب لعبة الصراحة.. واذا لم ترد الاجابة تعاقب"
-:"موافق"
-:"اذا سابدأ.. هل بحثت حقا عن اصول باتريكا؟"
-:"اجل... دوري.. ما الذي تعرفينه عني؟"
ابتسمت ميلانديلا وقالت :"اسعد حين اعتقد انني اعرف كل شيء.. لو كنت انا مكانك هل كنت لتعتني بي؟" قالت وهي تضم قدميها الى صدرها
عم الصمت :"انت تعلم ان امتناعك عن الاجابة يعني العقاب" قالت وهي تخفي احباطها
-:"لا.. في الواقع اعرف بماذا اجيب"
-:"اذا ما هو جوابك؟"
-:"لن ادعك تتأذين من الاساس"
-:"انت تعي تماما انني لست بكامل صحتي.. صحيح؟"
-:"هذا.. هذا كان خطئي ركزت على ان لا يصاب جسدك فقط" صمت قليلا وقال واضعا يده على صدره النار التي امامه تنعكس في عينيه :"لكن.. لن ادع هذا يحدث وساركز على ان تبقي سليمة تماما" تحركت عينيه ليقعا على وجهها وشعرها الذي يشبه النار امامه
لتبتسم :"سعيده لسماع هذا"
نهضت واستلقت على وسادتها نظرت له وهو يحدق في النار :"يالك من وهم سريع الزوال" تمتمت وغطت في نوم عميق..
استيقظت صباحا عليه وهو يوقظها
كان جسدها ثقيلا جدا وتلتقط انفاسها بسرعة
-:"استيقظي.. هل انتي بخير؟" قال الامير الذي بدأ يتسلل القلق الى قلبه
-:"بخير متعبة فقط" نهضت بصعوبة
ليقترب منها ويضع جبينه على جبينها.. ابتعد بسرعة :"لم اتوقع هذا.. انتي تغلين"
اخذ عصاته وخرج باحثا عن منبع الماء
عاد وبيده الماء لكنه لم يجدها بحث في الارجاء ليحدها تمشي.. جزم انها ذاهبة الى القرية
-:"تعالي الى الداخل.." قال لكن لم يبد عليها انها تسمع
مشى بخطواته المتعرجة وبأقصى سرعة يستطيع المشي فيها واتجه اليها
بدت عينيها شاحبتين ومشوشتين :"ابتعد عني"
قالت وهي تزيحه بقوتها الشبه منعدمة
-:"الى اين؟" قال وهو يحاول استدراجها الى الداخل
-:"اريد العودة.. لا دخل لك.." قالت وهي تلاه تعبا
-:"انت تعين ان لا مكان لك لتعودي اليه؟" قال مشيرا الى ان القتلة قد يتربصون بهم
لكن ما فهمته هي هو شيء ثان تماما
ضربته بيدها على صدره وقالت والدموع كالشلالات تنزل من عيونها :"انت الاسوء"
سحبها برفق :"دعينا ندخل" مشت كالمنومة واستلقت على ارض الكهف ورأسها على وسادتها
بدأ يضع لها الكمادات وهو يتنهد :"يفترض بك انت الاعتناء بي" قال مازحا علها تستجيب
-:"اعتذر" قالت وهي تزيح عينيها عنه
-:"لقد.. لقد كانت.." تنهد بيأس :"لا تهتمي"
غطت ميلانديلا في نوم عميق ولم تستيقظ الا صباح اليوم التالي
بحثت في الارجاء لكنه لم يكن هناك..
بعد مدة عاد وبيده ارنب مسلوخ جاهز للشوي
-:"اين كنت؟"
-:"استيقظتي! كيف حالك الان؟"
-:"بخير شكرا لك.. اعتذر عن التسبب لك بالمشاكل"
-:"لا تكوني سخيفة انا من يتسبب في المشاكلهنا.. بينما يجب على الامير الشجاع انقاذ خطيبته.. تقوم الخطيبة الشجاعة بانقاذ الامير"
ضحكت ميلانديلا من قلبها :"لم اكن اتوقع انك تستطيع المزاح"
-:"لا اريد احزانك لكن كما يبدو لا تعرفين كل شيء عني"
ضحكت مجددا قبل ان تتوقف وتقول :"لم لم تسلخ اللحم هنا؟"
-:"خفت ان تستيقظي وتخافي"
-:"مذهل ومراع ايضا.. يبدو ان سموك مليء بالمفاجات"
-:"بالحديث عن المفاجات اعتقد انني اريد الاصطياد مع رجال القرية كنوع من اعادة التأهيل"
-:"تبدو كفكرة جيدة.. سأعرفك عليهم غدا.. اريد التكاسل اليوم فيبدو انك ستعتني بي"
-:"كما تتمنى سموك"
ضحكت ميلانديلا ثم توقفت حين لمعت في ذهنها ذكرى :"ماذا عنيت باننا نمنا بجانب بعضنا من قبل؟"
-:"لا شيء" قال وهو يبعد نظره عنها
-:"اريد ان اعرف الان"
-:"لن يعجبك"
-:"لا بأس"
-:"اريد ان اتعافى بهدوء"
-:"ان لم تخبرني لم تعيش بهدوء"
-:"هذا عادل.. في الواقع حين كنا في المدينة لم استطع تركك تنامين على الارض...."
قاطعته بسرعة :"واحضرتني للنوم بقربك.. يالك من منحرف!"
-:"لا.. لحظة النوم بجانب خطيبتي ليس انحرافا.. لكن هذه ليست نقطتنا.. انت بقيتي تمسكينني ولم تسمحي لي بالذهاب.."
وضعت ميلانديلا يديها على وجهها باحراج شديد :"مرتين؟"
-:"لا ثم انني كنت مستاءا منك"
-:"تبدو حقودا"
-:"هل اردت ان انام بجانبك في المرتين؟" قال بابتسامة لعوبة
-:"لا!" قالت باحراج
-:"مذهل يكاد وجهك يكون مطابقا للون شعرك"
-:"توقف" وقفت وخرجت محرجة
-:"لا تبتعدي" صاح لتسمعه
ثم اكمل طعامه بهدوء كعادته
To be continued
كافئوا جهودي بتصويت وتعليق :/
الذي لا يتذكر حدث المدينة هو الفصل السابع عشر