Melandilla -AR-

chapter 45

اقترب منها وربت على ظهرها لتزداد بكاءا وتعلو شهقاتها المنهكة الخارجة من اقصى اعماق روحها..

-:"انا حقا اسف.."

قالت والشهقات تقاطعها :"انا.. انا كاذبة"

-:"وكيف هذا؟" قال وهو لا يزال يربت عليها بموقف اشبه بالعناق

-:"انا.. اريد العودة"

-:"اعرف.. اعرف" قال هامسها وهو يحاول تهدئتها

-:"ماذا تقصد؟" قالت وهي تبتعد قليلا حتى التقت عينيهما معا

-:"انت.. انت كاذبة فظيعة" قال ببروده الدائم

امالت رأسها بعدم فهم ليكمل :"هل تظنين انني لن الاحظ بهوت ملامحك او ابتساماتك المزيفة؟"

-:"ماذا تقصد؟" دموعها توقفت لكن شهقاتها استمرت..

-:"لا بأس ان تزيلي قناع القوة مرة كل فترة.. فما واجهته وسمعته كان اكبر من ان تتحمليه" قال بصوته الهادئ الممزوج بصوت النار قربهما

حدقت بعينيه لمدة قبل ان تنهار بكاءا ورأسها يتكأ على صدره

اقترب منها واحاط جسدها بعناق..
مخفيا وجهها بصدره وكأنه يخبأها داخله..

كان صوت شهقاتها ينخفض مع الوقت ولم يلاحظ الا وجسدها اصبح اثقل ليبعد رأسها برفق وينظر لها فاذ بها نائمة والدموع قد بللت جفونها

حملها برفق ووضعها على وسادتها بهدوء تام غطاها وبدأ يحدق بوجهها..

تحركت يده بتمرد وكأنه لا يستطيع التحكم بها وحطت على عينيها ماسحة الدموع من جفونها منتقلة الى شعرها ومبعدة اياه عن وجهها المحمر بشدة.. همس برفق :"حياتك ليست تافهة"

سحب يده بسرعة وعاد مكانه..

حدق بيده لمدة من الوقت قبل ان يمسح وجهه وهو يتنهد..

صباحا نهضت ميلانديلا لتجده غير موجود..

داهمها الم رأس فظيع عندما لمعت ذكريات الليلة السابقة في رأسها..

لم تعرف ما تفعل اتتدارك الم رأسها الفظيع ام الاحراج الشديد

قرع قلبها الطبول حال استقرار مشهد العناق في رأسها

غسلت وجهها بسرعة عساها تخفف من حرارته..

نظرت لزجاجة الكحول بسخط وكأنها تتهمها بكل ما جرى..

تداركت نفسها وجمعت شتاتها ناهضة ومتجهة الى القرية حيث اجتمع الجميع حولها وعمت الضوضاء كل مكان

طلبت ميلانديلا من الجميع ان يهدئوا ثم سألت برفق عن المشكلة

قالت الجدة التي تقف امامها :"قال زوجك انكم سترحلون خلال ايام"

-:"ظننا انك ستعيشين معنا"

-:"لقد اعتدنا عليك.. لم عليكم الذهاب؟"