قـاتـم || B.BH

By ShissanoPark

3.1K 312 574

حدث ذات يوم أن جمع القدر بين مختلط قاتم الطباع و بشرية تناقضه الصفات تحت ما يسمى بلعنة الخمسين مترا . فصا... More

° الفصل الأول °
° الفصل الثاني °
° الفصل الثالث °
° الفصل الرابع °
° الفصل الخامس °
° الفصل السادس °
° الفصل السابع °
° الفصل الثامن °
° الفصل التاسع °
° الفصل الحادي عشر°

° الفصل العاشر °

146 11 12
By ShissanoPark


Hiiii I'm baaack 😭😭

بعد غياااب طوييييييييل قررت أخيرا التحديث بالفصل، للتو انتهيت من تعديله بعد مماطلة دامت شهووور. أعتذر من القلب لكل من خيبت أمله و انتظاره، و أحس بخجل رهييب و أنا أخط هذه الكلمات ها هنا فلا أنتم و لا قاتم تستحقون كاتبة مهملة مثلي.

أتمنى تستمتعوا بالفصل و تتحدثوا عن رأيكم الصرييح في الرواية و الأحداث لأن تطور قاتم مرهون بكم. و شكراا

.
.
.

النظرة القاسية التي اعترت عيناه هشمت ثقتي و نثرت الرعب في أواصري، شاهدت احتدام أعصابه مرات عديدة لكن ما عاينته ذاك اليوم بنفسي كان أشدها قسوة و مرارة. أعلم أني ارتكبت خطأً فادح العواقب، لكن اتهامه لي بمساندة تلك الحية جيني جعلني أدرك أن مكانتي لا تتعدى الغريب.. رغم كوني امرأة لا يتعدى علمها مجال الآثار، إلا أني أعي بشكل جلي أنك ستبقى غريبا في الناس ما دامت ثقتهم بك واهية كالهلام.

مرت ثلاث أيام منذ تلك الحادثة المريرة التي هشمت صورته المزدهرة في قلبي بعد أن بدأ فؤادي يستلطفه رغم مزاجه الحاد، و يخبئ بين تلافيفه علقة إعجاب. ثقته المنعدمة فيّ، كلماته اللاذعة و ضرباته الجارحة جعلتني أدرك أني مجرد بلهاء.. لا أعلم بالفعل كيف أذنت لقلبي بأن يرتكب جريمة في حقي و يعجب به!

و لولا تدخل سيهون لفك الشجار الذي قام بين جيني و بيكهيون لعانقت الموت أحدهما. لم أستطع إدراك كل شيء يومها فرؤيتي كانت ضبابية و وعيي كاد يعانق الحضيض، لكني علمت أن علاقتهما الدموية لا تشفع لهما أمام حقدهما المتبادل. جيني حاولت الإطاحة به بجلبنا إلى ذلك المكان المعارِض لوجود بيكهيون، و هي المتسببة كذلك في اللعنة التي جعلتني و إياه نتشارك ذات الحيز الزمكاني.

واصلت أوصالي ترتجف حتى بعد استيقاظي، الخوف الذي انتشر بدل ثنائي الأوكسجين في رئتاي سحب من وجهي الدماء و رمى وعيي في واد عميق. لم أستطع النظر أو التكلم مع سيهون الذي كان في غرفتي يومها يعمق جروحي، و طردته ببضع كلمات تجاوزت حلقي بصعوبة؛ أعلم أن مزاجه ليس حادا كصديقه، لكن لا أحد يضمن سلامتي مع هذه الكائنات الغريبة. كانت تلك آخر محادثة أجريتها مع أحدهما و آخر مرة قابلت فيها سيهون. مازالت الزرقة تغلف بعض أقاليم جسدي، و الخدوش التي مالت إلى الالتئام تنبش ذاكرتي لأتذكر صوته الحاد و قسوته التي تشق سدود كرهي له، ليزيد منسوبه عن المعتاد في قلبي. أصبحت أفكر في طرد بيكهيون من منزلي، لكني مقيدة بتلك التعويذة التي عجز ذكاؤه العظيم عن حلها!

كنت في المطبخ أعد شيئا لإخماد براكين بطني الفارغة، فجدي غادر مع أصدقائه في رحلة إلى شمال البلاد و لن يعود في وقت قريب، تاركا إياي مع ذلك المتعجرف عديم الأخلاق. التفتت نحو الأريكة التي يقعد عليها بينما يتصفح كتابا؛ نال استحسانه صمتي خلال هذه الأيام إذ لم يحدثني قط و كان يمر بجانبي كأن شيئا لم يقع. حركت السكين الذي بيدي بغيظ، بينما أتخيل الهواءَ ظهرَه المقابل لي. إلا أن حركات النينجا خاصتي قوطعت بظهور سيهون المباغث في غرفة الجلوس بجوار صديقه بينما يناظرني بنظرات شك منذ أني كنت أوجه السكين نحو صديقه، حاولت صرف انتباهه بالتظاهر باصطياد ذباب خيالي بغية تهجير الخجل من دياري بأقل الخسائر التي قد تصيب ما قد تبقى من كبريائي. والتفتت لإكمال تقطيع الفواكه ، مفعّلة ضع آذان الحمار لالتقاط أي همسات أو لمزات، بعد محاولاتي الفاشلة في الإدعاء بأن شؤونهما لا تهمني.كان سيهون البادئ في الحديث، إذ قال:

" قد يكون كلامي غير مناسب لصباح جيد كهذا، لكن والدك يطلب حضورك غدا لافتتاح الاحتفالات السنوية، لقد كان غاضبا من تغيبك عن المملكة طيلة الأشهر الفائتة."

رمى الآخر الكتاب الذي بين يديه بإهمال على الأريكة ، و لم ينفق على سيهون ذرة كلم غير تنهيدة خفيفة.. بخيل حتى في الكلام. حينما تناهى الصمت إلى مسامع المتسائل، أضاف كلمات روت عطش تساؤلاتي.

" لا نملك خيارا غير أخذها معنا منذ أنك مرتبط بها."

احتلت شفتاي ابتسامة لعوبة تزامنا مع نقطة نهاية جملته، فأنا لن أغادر البلاد فقط، بل سأذهب إلى عالم آخر و سأحضر حفلاتهم كذلك. يجب علي أن أتسوق فساتين ملائمة لمثل هذا الحدث الباذخ، لكي أخطف قلوب رجالهم جميعا. انكسرت أحلامي و كذا ابتسامتي، إذ توعدني بيكهيون المرة الماضية بجعلي قربانا لملك تلك الكائنات الغريبة، و ربما سيجعل كلامه واقعا لا مجرد حديث فارغ. فرغبته المستميتة في دثري من الوجود قد تبيح له أفعالا شنيعة في حقي بحضرة ضميره المعدوم.

" و ما المطلوب؟ فأنا لا أخطط للتحدث معها عاجلا أم آجلا."

متبجح لعين.

" سأفعل أنا إذا. "

قام سيهون متجها نحوي فباشرت في أكل طعامي، ليجلس في الكرسي المقابل لي على المنضدة مشابكا يديه في عناق حميم، لكني أكملت ما أفعله كأن وجوده يساوي عدمه. أعلم ما يوده مني لكني لن أوافق على الذهاب معهم بسهولة رغم كونه أمرا محتما الحصول، لكن ليس قبل أن يحيك صديقه اعتذارات طويلة و مملة عن ما فعله و قاله لي يومها.

" آنسة كيم، أحتاج لإبلاغك بأمر مهم."

فغر فاهي، فلماذا يتحدث برسمية لم أعتدها منه يوما؟ أليس هو ذات الشخص الذي ناداني بآلاف الأقلاب عدى كنيتي؟ خلال رحلة عملي، كان دائما ما يحييني ببسمة مشرقة حتى لو هدف مجيئه إلى خوض نقاش حاد، لكن عينيه الآن كسيجارة أوشكت على الانطفاء عقب احتراق مستمر. أومأت ناحيتيه أن تحدث، نظرا لقواه الخائرة رغم صلابة جسده و لروحه المنخورة بسوس الأيام رغم الابتسامة الهشة التي تزين شفتيه.

" ستقام حفلات سنوية لمدة أسبوعين في مملكتنا، و أنت ملزمة بالذهاب معنا. و لا تقلقي بشأن عملك، فقد تدبرت الأمر."

"و كيف أضمن سلامتي بعدما كانت عضامي ستتهشم؟ لن أغادر مع أشخاص وثقت بهم و لم يبادلوني و لو ذرة من ذات الصوع لقد نعتني صديقك بالخائنة الساقطة.. و في صف من؟ تلك الحية جيني التي التقيت بها ذات مرة في العمل. أنت لا تتصور مقدار البغض الذي أكنه لكم جميعا."

لي علم تام بأن كلامي قد يقودهما إلى جري عنوة منذ أن ذهابنا أمر محتم الوقوع، لكني لست نادمة. شعور البؤس الذي تغلغل بداخلي أغلق أبواب قلبي في وجوههم، و فتق كل ما هو جميل؛ أنا بالفعل عنيت كل ما قلته عدى الجملة الأخيرة فلست من النوع الذي يلطخ فؤاده بأدران الدنيا من حاويات قمامة الخلق، و على رأسهم ذلك الصعلوك الذي مازال يقرأ الكتاب كأن شيئا لم يقع.

" سويو، أعلم أن الأمر صعب عليك و ليس من السهل تقبل كل هذه الأمور أنا بالفعل أسعى جاهدا لإيجاد حل لهذه اللعنة، لكن ما وجدته لن يرضي كلاكما لذا أبحث عن فجوة أخرى لتمرا من هذه المحنة بسلام . هو شخص مزاجي و لا يتحكم بانفلاتات أعصابه، لكن كل ما في الأمر أنه لا يحب البشر و علاقته بهم متزعزعة لأبعد الحدود، و أنت لست باستثناء."

" ليس كل شخص سيء سيئا، لكن نحن من نراه بتلك الطريقة.فقط تجنبي إغضابه و سيكون كل شيء بخير. "

بعد مد و جزر بين عقلي و قلبي أدليت بموافقتي من أجل سيهون الذي يبدو أكثرنا معاناة لا غير.

" كما تعلمين، أنتما ملزمان بالبقاء معا في مسافة لا تتعدى الخمسون مترا، لذلك ستكونين من حاشيته حتى يسهل عليك البقاء بجواره.لكن بالطبع لن تكوني كغيرك من الخدم."

أطلقت ضحكة مستهترة فقد خانتني أذناي و اصطادت كلمة من المستحيل أن يتلفظ بها و لو من باب المزاح. بالطبع لن أكون خادمة لذلك الكائن الذي تعدى نرجسية هتلر العرقية. رباب الصمت الجدي الذي حل ضيفا على الحوار، جعلني أدرك أن ما التقطته مستقبلاتي السمعية صحيح مئتين في المئة. اعترت شفتاي ابتسامة مهترئة؛ فسيهون الذي حسبته حبل أمل لم يكن إلا مشنقة ستلف حول حريتي ابتداء من الغد. لا أصدق أني سأكون خادمة لذلك المتعجرف لمدة أسبوعين. هدّت قصور أحلامي في الحصول على رجل نبيل خلال إحدى الحفلات الراقصة بالكامل.

" خلال هذه الفترة، لا أحد يجب أن يعلم بكونك بشرية. محضور على البشر بشكل نهائي التواجد في مملكتنا. نحن كائنات تتغير أعيننا تبعا لمشاعرنا، لذا حاولي التحكم في انفعالاتك قدر الإمكان حتى لا تتعرى حقيقتك أمام أحد."

ألهذا السبب كانت تتغير أعين بيكهيون في كثير من المرات. إن كان وجود البشر محضورا فأخذي إلى هناك يعد مخالفة للقانون و قد يدفعون روحي ثمنا لذلك. كلما تضاعفت الثواني تأكدت أن ذهابي سيطمر وجودي للأبد. ازدردت ريقي بخوف، لأسأل:

" ماذا إن كشف أمري؟ مالذي سيحصل لي؟"

" حصوله سيؤدي بنا إلى التهلكة جميعا."

" على أي، ستحصلين على وشم مؤقت في رقبتك و سأقوم بتغيير لون عينيك إلى زرقة البحر."

أضاف بيكهيون متمما كلام صديقه بينما يتجه ناحيتنا بسكينة، كأن رقابنا لن تكون على حافة القطع إن فضح أمرنا. لم أعتدد به قدر كلامه الذي أثار رغبتي في القيام برقصة القردة؛ ففكرة الحصول على وشم في عنقي ولو كان مزيفا تقود جهازي العصبي للجنون.

.
.
.

على الساعة الخامسة صباحا كنت أعقد وثاق بُرنس أبيض حول جيدي، و قد حددت أطرافه بنقوش مخملية الزرقة، بينما يقبع أسفله فستان على الطراز الأوروبي مطرز بزخرفات بيضاء اللون تكسر زرقته الحالكة. لا يشبه فساتين الأميرات، لكن بساطته راقت لي. إن كانت ملابس البسطاء في بلادهم بهذا الجمال فكيف تبدو ملابس النبلاء؟

أطلقت سراح تنهيدة اعتملت صدري، بينما أعاين مظهري النهائي، الوشم الذي زين عنقي و لون عيناي أضفيا طابعا مزج بين الغرابة و الجمال.

ابتدأت في تصنع البراءة أمام المرآة و تقليد لقطات رومنسية من أفلامي التاريخية المفضلة، تلك الأجزاء التي تغادر فيها الفتاة خلسة لمقابلة حبيبها السري. ارتفعت تخيلاتي لتعانق السماء بحب، كما ارتفعتُ واضعة ثقلي على أصابع قدماي لأطبع قبلة على شفتي حبيبي الوهمي، ما إن دفعت شفتاي إلى الأمام حتى سمعت حمحمة بالجوار، فاعتدلت بوقفتي سريعا بينما أثبت خصلاتي الهاربة من ربطة شعري متظاهرة كأن شيئا لم يحصل.

" لنذهب."

حملتُ نظراتي نحو بيكهيون بإحراج لاعنة سذاجتي اللامتناهية، لقد كان يكبت ابتسامته بصعوبة فلا بد أن تمثيلي الأخرق لمشهد القبلة قد راقه و دهس على فتات كرامتي. ذلك المتعجرف، ألا يجيد طرق الباب؟ لقد صنعت الأبواب لنكون ذواتنا في معزل عن الكل، فنحن كائنات تكره أن يخترق الآخر حميميتها أو أن يتطفل على كنهها أحد.

نزلنا الدرج سويا بسلام على خلاف الدأب، فلطالما تشاجرنا حول الصعود و النزول. هذه الأشهر كانت كفيلة بجعل تحركاتنا منسجمة على الأقل، فلم نعد نلعب لعبة الجر المكروهة من كلاينا.ما إن أبصرني سيهون حتى أطلق صافرة إعجاب بينما يبتسم مادة يده نحوي بطريقة نبيلة.

" هل تسمحين لي سيدتي؟"

كانت يدي تسلك طريقها نحوه بينما سيمفونية بيتهوفن تعزف بصخب داخل جمجمتي، ربما تخيلاتي البائسة ستصبح حقيقة و سأحصل على حبيب وسيم كسيهون ، كل شيء فيه مثالي و ملابس النبلاء التي يرتديها تزيده شهامة. تدمرت ابتسامتي و انقطعت الموسيقى ما إن صفع بيكهيون يد السعادة الممدودة نحوي، آمرا إيانا بأن نتحرك بنبرة صارمة. في كل مرة يزيد يقيني بكون جماله هي النقطة الوحيدة التي تشفع له. لكن أذرعنا تعانقت بود غير مكترثين لذلك المتزمت، فهتفت و الحماس يعلوني.

"لنتواعد أوه سيهون!"

" أنا محجوز. "

توقف سيهون صافعا جبيني، لكن كلامه ما زاد حماسي إلا اتقادا.

" حقا؟ أهي واحدة منكم؟ لا بد أن تعرفني على حبيبتك المحظوظة؟"

"محجوز لنفسي، فمشاغلي أكبر من أفكر في الحصول على واحدة. المواعدة ليست كل شيء في هذه الحياة، سويو . "

كان هو قد لفني بيديه آمرا أن أتمسك به جيدا بينما بيكهيون بجوارنا، سيستعملان قوتهما لنتنقل إلى عالمهم الخاص. لن أنكر أن كفة خوفي أثقل من حماسي، لكني على الأقل سأخوض تجربة جديدة. لقد تركت هاتفي و الكثير من الأشياء التي قد تفضح كُنهي و اكتفيت بصندوق صغير.

سمح لي سيهون أمس بسؤاله خمسة أسئلة و وعدني أن يجيب بصدق كعربون صداقة بيننا، لكنه التحف الصمت حين تساءلت عن سبب حظر تواجد البشر في مملكتهم، و لما لا يمكنني لمس بيكهيون على خلافه.

فتحت عيناي بعد برهة ببطئ على لغو بعيد المصدر، لقد كنا في مستودع للصناديق خال من أي روح غيرنا. تناءى عني سيهون فمرت بي رعشة خوف، إذ وصلنا. وضع كلاهما قَلَنْسُوَة ردائيهما المشابهين لخاصتي شكلا، فما ظهر منهما إلا شق من وجهيهما، ففعلت المثل.

ولجنا إلى سوق غفير، ملأته كائنات تشبه الإنس في كل شيء، عدى أن وشوما مختلفة الأحجام حفرت على أعناقهم، بينما تبنّت خصلات شعورهم ألوانا مختلفة، فحتى العجائز و الأطفال صبغت فروة رأسهم بأي لون قد يخطر على البال. أحسست بفاهي يغلق على حين غرة بينما ينحني رأسي قليلا باتجاه الأرض، لم يكن ذلك إلا بيكهيون الذي تحكم بي كالكراكيز، كعادته و فح بجوار أذني أن أخفي دهشتي عن الأنظار.

" لم أظن أن صباغة الشعر موضة مبالغ فيها هنا!"

" نحن لا نتبع القطيع نحن نقوده، تلك الألوان ليست صباغة تنتهج الاختفاء مع الزمن، فلقد خلقوا بذلك الشكل."

رغم تعدد الألوان التي زينت خصلهم إلا أني لم أر بينهم من التحف شعره السواد كبيكهيون، فبادرت إلا سؤاله، لكنه تبسم بسمة غامضة و نبس بصوت خفيض هز كياني.

" ستدركين قريبا."

التفتت إلى سيهون لعله يفسر لي كلمات صديقه الشحيحة بعبارات متخمة الكلمات و الحروف، إلا أن وجهه ارتد عن محياي قائلا أن الأمر ليس من شأنه، ابسمت باستهتار فالذي يأبى اخباري الآن هو ذات الشخص الذي أراد بالأمس مصادقتي. أردت أن أبلغهما أن اصبعي الأوسط يلقي عليهما تحية حارة، لكني كبحت جماح غضبي فأنا في مكان غريب، و أي حركة خاطئة قد تفضحني.

شغلت نفسي بمراقبة الناس هنا بدل أن أبالي بالمعتوهين بجواري. البسمة كانت تعلو قسمات أوجههم بينما يعلقون عدة فوانيس و زينات مليئة بالألوان كملابسهم. رغم أن ملابسهم تشبه الأوربيون إلا أنهم أكثر تقدما من تلك العصور الماضية. ما رأيته نافى توقعاتي البائسة تماما، فقد تصورت أن الفقر ينهش من بنيتهم و بسمتهم لا العكس، إلا أن معالم البذخ كانت جليا على وجوههم جميعا بدون استثناء عدى المتحجرين بجواري، لا بد أن لهم حاكما عادلا لا مثيل له لتغدقهم السعادة بهذا الشكل.

خاط الصمت أفواهنا، كما خاطت أقدامنا الطريق إلى قلعة كبيرة تهاتف الأبيض و الأزرق القاتم على ملىء ربوعها.. كانت بديعة بشكل عجزت عن وصفه. كان الحراس الواقفون أمام الباب الحديدي الكبير المزخرف على وشك سؤالنا و لكن ما إن أزال كل من بيكهيون و سيهون القابعين أمامي قلنوسة برنسيهما، حتى ركعوا في خضوع تام بينما أنظاهرهم تعانق الأرض.

" جلالتك. "

ارتعدت أواصري ما إن وطأت تلك الكلمة أذناي و قد تلتها أصواتهم الرخيمة. لا بد أن أذناي خانتني، فلا يمكن لأحدهما أن يكون ملك هذه البلاد. إن كان سيهون، فقد طلبت مواعدته صباح هذا اليوم! و إذا كان افتراضي الأول خاطئا، فقد بصقت في وجه بيكهيون أسوء الكلمات و الألقاب. و أنا هالكة في كلتا الحالتين!

ما إن تجاوزنا المدخل حتى سمعتُ صوت الباب الحديدي يغلق بقوة، ازدردت ريقي لكن خوفي ما زال عالقا في حلقي لا يسمح للأوكسيجين بالانتشار داخل رئتاي براحة.. و فكرة واحدة لعينة تطرق ذهني بقوة ناشرة الرعب في أواصري؛

أني لن أغادر هذا الباب مجددا.

.
.
.

رأيكم حول الفصل من ناحية السرد، اللغة و الأحداث.

من المقصود بلفظ الجلالة بيكهيون أم سيهون؟

كيف ستقضي سويوجين الأسبوعين في مملكة المختلطين؟

هل سيفتضح أمرها؟

في نظركم لماذا حرم على البشر دخول مملكة المختلطين؟

...

انتهى الفصل العاشر، لكن حلاوة و حبكة القصة الأساسية ستبتدئ في الفصول القادمة😭😭.. عندي افكار كثييرة بخصوص الفصول القادمة و رح تصير القصة مستقرة عاطفية أكثر من البداية.

قاتم هي أكثر من رواية فقلبي، و في كثيير أحيان احس اني مش قادرة أعطيها حقها و أوقف كتابة.

شكرا كثييير لدعمكم، أنا بقدر أي شخص خصص و لو جزء من وقتو لطفلتي قاتم. و اتمنى تخبروني بأي نقطة مش واضحة عندكم بخصوص الرواية او اي ملاحظة حتى لو كانت بسيطة. و شكرااااا من القلب .

في شي أخير أفكر فيه هو اني أعطيكم لقب، انا بجد احب البرتقال و البرتقالي و احسه لون منعش و مليان سعادة مع انو لوني المفضل هو الأحمر المخملي، سووو فكرت اسميكم اورونجيز 🧡 orangies. رايكم في اللقب .

ادري تافه بس بحبه😭

نلتقي في الفصل القادم إن شاء الله🎐

أحبكم 🧡

Continue Reading

You'll Also Like

125K 5.5K 28
Inspired by Arsenic Blues by 11QueenSupreme11 and Young Gods by phoenix1770, but with my own plot. This is a mix of reactions and story. What happens...
22.3K 1.6K 34
"Say it. Say you hate me. Say you want to leave. But remember-no one will ever touch you like I do. No one will ever love you the way I do" "I hate y...
48.3K 3K 108
A dragon. A girl. A deal sealed in blood. Lightning flickered over the dragon's onyx scales. "You will have to walk through fire and death. You will...
199K 5.9K 98
A villainess known by all as a wicked woman who has done all sorts of evil deeds-Ducal Lady Violet. She regained her memories of her previous life af...