أعين السماء || EYES OF SKY

Від VedaylightRa

1.1M 66.3K 20.5K

هيَ وهوَ كانا رفيقين مختلفين عن الآخرين.. شعرت بقبضةٍ حديديةٍ تعصر صدري حتى أصبح صدري يعلو وينخفض بوتيرةٍ غي... Більше

المقدمة
Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 10
Part 11
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17 - End of the season one -
Part 18
Part 19
Part 20
Part 21
Part 22 - Farewell -
Part 23
Part 24
Part 25
Part 26 - End of the season two -
INTRO 27
Part 28
Part 29
Part 30
Part 31 -THE END-
|| Special Part ||

Part 9

36.5K 2.1K 498
Від VedaylightRa







~ بليكسي:



أمر الألفا كلًا من إيڤانورا وبيتر بالرحيل بعد إنتهاء ذلك النقاش المحتدم بسلامٍ وقبل أن يخرج بيتر إلتقت عيناي بخاصته التي غلفت ببريق قلق عليّ حتى إنه تحدث معي عن طريق التواصل العقلي
' أستكونين بخير ...؟ ' كبتُ إبتسامةً كادت أن تظهر على شفتيّ حينما علمت بأنه قلق بسبب أن غضب الألفا طاغٍ لا يبدو أنه يضع إستثناءات لأيّ أحد.



' أنا لست بيتا حديثةً له أو ماشابه فلتقلق على نفسك فعلى مايبدو أن رفيقتك سترفضك قريبًا..؟ '   رأيت تعابيره تمتعض بسخطٍ ليغلق الباب من خلفه وهو يتمنى الموت لي تحت أنفاسه قبل أن يتبع إيڤانورا لأكتم ضحكتي فأنا بالقرب من شخصٍ لايزال في أوج غضبه .



أدرت رأسي ناحيته حينما وقف من مكانه وذهب ناحية خزانة النبيذ والتي بالمناسبة لا تجعلنا نثمل ولكن لذاعتها تخفض لهيب غضبنا ، عاد ليجلس على مقعد مكتبه وهو يسكب له كأسًا كاملًا قبل أن يحتسيه بالكامل مرةً واحدةً ولايبدو أنه أثر ولو قليلًا بغضبه الذي لايزال حبيسًا بداخله..



إقتربت أنا من مكتبه لآخذ عبوة النبيذ وأرتشف منها وهو ينظر بالفراغ بشرودٍ لأضعها على الطاولةً متعمدةً أن تخرج صوتًا تجعله ينظر إلي وقد نجح الأمر لأبتسم بخفةً وأنا أنظر لرماديتيه مباشرةً
دون أي خوفٍ.. فما الذي سيجعله أكثر غضبًا هو أن يتفادى الآخر عينيه وهو يتحدث إليه.



" الخائن لا يشغل بالك بقدر ما يشغله إبنك صحيح..؟ " قلت بنبرةٍ هادئةً لأراه يزفر أنفاسه مستندًا بجذعه على ظهر مقعده و لايزال ينظر للفراغ هامسًا وهو يسكب كأسًا ثانيًا  " وما الفائدة من التفكير بالخائن وجميع المحتملين أو من قد يعلمون شيئًا قد أصبحوا تحت التراب بالفعل؟ الألفا كريس والبيتا جاكسون.." .



لم يعجبني حقًا بأنه أشار إليهم بالمحتملين ولكن لا أستطيع لومه لذا إبتسمت بجانبيةٍ بشكلٍ لعوبٍ وأنا أرمقه بمكرٍ " ليس حقًا ، فأحد المحتملين يقف أمامك حيًا يرزق ؟ " وإستطعت لمح شبح إبتسامةً كادت تظهر على شفتيه ليردف عليّ دون أي تردد " لو شككت ولو لثانيةٍ لكان رأسكِ يتدحرج على الأرض بالفعل لذا توقفي عن ألاعبيكِ أيتها البيتا..".




إبتسمت مؤيدةً وقد نالت إجابته إستحسان غروري فهو قال بشكلٍ مباشرٍ بأنه يثق بي وبشكلٍ كاملٍ لأسقط تلك الملامح عن وجهي وأعود لجديتي لأردف " التاريخ لن يعيد نفسه..إيثان إبنك قبل أن يكون أيًا ما قالته تلك الكتب أما هي..لأكون صريحةً على الرغم بأنه لن ينفي ولن يثبت أيًا مما سيحصل ولكن أنا أثق بها كما فعل الألفا كريس والبيتا جاكسون..".




رفع رأسه ليحدق بي برماديته التي تطالب بالنطق بالسبب الذي جعلني آتي بسيرتها وفي هذا الوقت لأضيق عينيّ بثقةٍ أرفع حاجبًا وحيدًا مردفةً " أتظنني كنت غافلة عن رغبتك الشديدة بقتلها منذ أن خطت خطوتها الأولى لمكتبك؟  " تبادلنا النظرات الصامتة لوهلةٍ قبل أن يكسرها بقهقهته الصاخبة والتي هي بعيدة كل البعد عن الفكاهة  لينطق بين قهقهاته " أنتِ حقًا الوحيدة التي تجيد قرائتي على الرغم من كوني كتابٌ دون أسطر..".



توقفت قهقهاته بشكلٍ تدريجيّ قبل أن تملأ عينيه بعض المشاعر السوادوية ليتمتم لي بصوتٍ مسموع " قلت سابقًا بأن القدر لن يتغير وسيجعلهما يتقابلان بأذني أو دونه..ولكن ماذا إن مات أحدهما قبل ذلك..؟ ".



وعلمت بأنه يعرف إجابة سؤاله بالفعل ولكنه لا زال يرغب بأن يعيد أحدهم ذلك الجواب عليه رغم أن لقائهم حدث وإنتهى الأمر ولكن كل هذا لكيّ..يقمع ما يحثه قلبه وبشدةٍ بحماية إيثان الذي هو آخر ما تركته له اللونا رفيقته وحب حياته وبجميع الطرق والوسائل حتى وإن كانت تقتضي بقتلها ولهذا أنا نطقت بما يرغب بسماعه.



" أولًا إيثان إبنك لذا من المستحيل بالنسبة لك أن تقتله وهذا يجعل منها هي الهدف الوحيد ثانيًا ربما لأن من جلبت كتاليا للألفا كريس وهي رضيعة لعنت بدمائها التي أسفكتها بنفسها بأن يموت من يقتل كتاليا وكل شخصٍ يعرف القاتل واحدًا تلو الآخر دون أن يقدر أيّ مخلوق أيًا كان على إيقاف هذا.."



توقفت حينما رأيته يقبض بقبضته حول عبوة النبيذ التي بالفعل قاربت
على الإنتهاء وملامحه إكفهرت وإنزعجت لأكمل بعد تنهيدةٍ طويلةٍ خرجت مني " ثالثًا لأن تلك المرأة التي سفكت دمائها بيديها كانت من سلالة بيرث..ولا أحد يرغب حقًا بتجربةً لعنة أقيمت على دماء ساحرةً من بيرث الملعونة بأصلها أساسًا..".



تناثرت شظايا عبوة النبيذ فور وضعه فقط لذرةٍ قوةٍ آخرى بقبضته لتتحطم بين يده التي تجرحت منها ولكنها تشافت بلمح البصر ، ليقف وهو يحرك رقبته بكل الإتجاهات مصدرًا صوت طقطقة عظامه
" فلتجعلي إيڤانورا تأتي لي حالما تتشافى تمامًا وتكون بكامل قوتها فذلك الحاجز يجب أن نغيّر هيكله بالكامل " .



أومئت بقلة حيلةٍ وأنا أستشعر بنبرته كونه سيهدد إيڤانورا وسيجبرها على القيام بالحاجز إن أطالت فترة شفائها حتى لفتتني نظرات الألفا المثبتة عليّ مخرجةً إياي من فقاعة أفكاري لأهز رأسي مستفسرةً عما يريده " لنذهب للجري حول القطيع بأكمله " .



وقبل أن أسرد قائمةً بأسباب رفضي والتي يترأسها كوني متعبةً وقد تأخرت عن القيام بخطوات الإعتناء ببشرتي ما قبل النوم سمعت زمجرة غاضبةً بداخلي من ذئبتي التي لعنت مؤخرتي فقط للتفكير بالنوم من أجل بشرتي اللعينة وهكذا إنتهى الأمر بي بهذه الليلة بالقيام بست جولاتٍ حول القطيع...



..........
.........
.......
.....
....
...
..
.





~ كتاليا :



رأيته وهو يحملني وكأنه يحمل زجاجًا رقيقًا يخاف أن ينكسر ، ملامحه وهي تمتلأ بإنكسار شديدٍ حينما صرخت به بأن لا يقترب وكأن قلبه تمزق كليًا بتلك الجملة فقط ، المشاعر وهي تتخذ من حدقتيه الملونتين حلبة حربها الملحمية حينما أخبرته بما كان ينخز دواخلي بينما هو يحارب إبتسامته التي ظهرت بالنهاية سالبةً جلّ أنفاسي لشدة جمالها وأخيرًا...تحديقاته الملتهفة المصوبة لشفتيّ بشرودٍ تام..


وفجأةً لم أعد أرى سوى السواد وهو يطغى على هذه المشاهد حتى تلاشت وإعترش الصمت المكان..


' اليوم نحن هنا وغدًا نحن راحلون ، فلتقتلي الثمرة المتعفنة '.
صوتها تردد بداخل رأسي مرارًا وتكرارًا ولا أستطيع رؤيتها فالسواد هو ما يحطيني ولا شيئ غيره حتى شعرت بألمٍ بسيطٍ نمى برأسي..



' اليوم نحن هنا وغدًا نحن راحلون ، فلتقتلي الثمرة المتعفنة '


تكرر صوتها مرةً أخرى وإزداد ألم رأسي تفاقمًا وأنا غير قادرة على الإستفاقة من هذا السواد المقيت لتتكون تلك الصور مجددًا  الساحرة البحيرة وذو الأنياب الطويلة مكسوري العنق بشكلٍ سريعٍ ومتكرر كحلقة لا نهاية لها جعلتني أشعر بالدوار وبالغثيان الشديد قبل أن أسمع صوتها الصارخ بحدةٍ


' أقتليهم !! '


شهقةٌ عميقةٌ خرجت من رئتاي وكأن روحي عادت لجسدي لتبث فيه الحياة مجددًا تزامنًا مع إفراجي السريع لعينيّ التي رمشتا كثيرًا من ضوء الشمس التي لسعتها لأستقيم بجزئي العلوي وأنا أضع يدي على صدري الذي يعلو وينخفض بلا هوادةٍ من الهلع وأمرر بصري بصعوبةٍ بسبب الضوء من حولي بعشوائيةٍ وتوجسٍ شديد حتى تطمئن قلبي بكونه كان مجرد كابوس..من كوابيسي الغريبة التي لا نهاية
لها .


وضعت رأسي بقلةٍ حيلةٍ على ركبتايّ التي ضممتهما لصدري وأنا أشعر بالتعب من كل هذا وبشكلٍ تدريجي بدوت وكأنني أخرج من فقاعتي حين أدركت مسامعي صوت طرقات الباب التي تزداد علوًا مع الثواني لأستقيم على الفور وأنا أصفع وجنتيّ بخفةٍ أستجمع شتات نفسي قبل أن أتوجه للباب وأفتحه.


" يا إلهي حتى وإن إندلعت حربٌ ما أنتِ ستظلين تواصلين حلمك السابع ! على أية حال هل أنتِ بخير ؟ "


جملته هذه امتلأت بالعديد من النبرات الساخرة والمذهولة وبالنهاية بعض القلق أعتقد بأنه إستمع لشهقتي بفضل قدرة سمعه العالية لذا إبتسمت مرغمةً" لا تقلق أنا بخير مجرد كابوس نيكولاي.." .


" أنتِ تبالغين بتقدير نفسكِ حقًا " قال بكل سخريةٍ ولكن مع إبتسامةٍ صادقةٍ وهو ينقر جبيني بإصبعي لأتأوه وأنا أتلمس جبيني رامقةً إياه بعبوسٍ ولكنه لم يعر لي بالًا وبنطق بنبرة حازمةٍ جدية " عمومًا أنا لديّ ما أتحدث بشأنه معكِ كيتي ".


لأميل برأسي جانبًا وعلى جبيني الكثير من علامات التساؤل ليشير إليّ بأن أتبعه بعد أن أغير ملابسي وهذا ما فعلته.. رغم أنني أنا ونيكولاي لم نتحدث كثيرًا حقًا ولم نتعرف على بعضنا البعض بشكلٍ صحيح حتى إلا أن علاقتي معه سلسةٌ للغاية ومريحة وهذا يعجبني ولكن حقًا لم أعتقد بأنه يمتلك هذا الجانب..



" قلت بأنني أعددت قائمةٌ للأشياء التي يحبها ويكرهها إيثان وبالطبع يجب عليك معرفتها منذ أنكِ رفيقته ! "


أعاد لي ماقاله للمرة الثانية بذات النبرة المتفاخرة حينما قلت
' عفوًا ؟ ' بالمرة الأولى بعد أن جلسنا بأحد مطاعم القطيع الصغيرة لتناول الإفطار ولكنه لا يزال على قراره..لأحدق به مطولًا حتى جفلت لضربه للطاولة التي بيننا " إليكِ ملاحظةً مهمة يا كيتي ! ".


وها قد عدنا مجددًا مع هذه الملاحظات المهمة والتي هي بعيدة كل البعد عن معناها ليقترب بوجهه جاد الملامح مني " قد تكونين رفيقته ولكنني من صاحبه منذ أن كان بالمهد حتى إننا ولدنا بذات اليوم وهذا يعني بأنني أكثر من يعرف إيثان حتى وإن كنتِ رفيقته المقدرة ! ".


أنا لا أعلم حقًا ما الذي يحاول إثباته أو قوله ولهذا سايرته فحسب مومئةً ليخرج لفافةً من الورق ليقول قبل أن يفتحها " لقد إختصرتها بأقصى ما يمكنني " وجملته هذه هي العكس تمامًا لما حدث الآن فتلك اللفافة تصل للأرض من طولها رغم أنه يرفعها بيده عاليًا !.


" أغلقي فمكِ لعابك يتساقط على طعامنا الثمين! "
صاح بي لأغلق ثغري وأنا أزمّ بشفتيّ بصمتٍ لأنظر لعينيه ببعض البراءة بهما ليرحمني من قراءة هذه المقالة الطويلة ولكن رماديتيه الملطختين توسعت وملامحه إشمئزت وماكدت أضع ملامح إستغراب  ليصيح بي للمرة الثانية " تبًا ،  هذا مقرف أزيلي تلك الملامح اللعينة عن وجهكِ! ".


امممم ماذا كنت أتوقع ؟.


" حسنًا أعتقد بأنكِ لن تستطيعي حتى أن تبقي ربع مابهذه اللفافة بعقلك لذا سأضعها كثلاثة نقاط لا يجب عليكِ فعلها " نطقَ وقد إعتلت ملامحه بعض الجدية كما نبرته وبحاجبين معقودين إنتظرني لأعطيه الموافقة وهذا جعلني أتسائل عمّا ستكون عليه تلك النقاط الثلاثة ليكون بهذه الجدية ؟ وقد أومئت له بعدها .


" النقطة الأولى : لا تسأليه عن والدته هو سيخبركِ إن أراد ذلك ، النقطة الثانية : أيّ تصرف تلاحظينه على القطيع ناحية إيثان لا تفكري بسؤال أيًا من كان فبالتأكيد سيثير شيئًا لا يحمد عقباه لأنه خرج منكِ أنتِ..." تنهد متوقفًا عن الحديث وهو يمهلني الوقت فكلّ ذلك كان كثيرًا عليّ...فأنا بالفعل لديّ بعض التساؤلات عن اللونا لكوني لم أسمع بشأنها قط ولم أراها إلى الآن..


أما ماقاله بعدها فأنا نوعًا ما إستطعت إكتشاف مايتحدث عنه.. لاحظت مشاعر الرهبة والخوف التي تملأ أعين كل شخصٍ يكون على مقربةٍ منه عندما ذهبت مع بليكسي تلك المرة و أنا إعتقدت لوهلةً بأنه رهبةً وخوفٌ طبيعي لهيمنته فهو بالنهاية يمتلك دماء الألفا ولكن يبدو بأن الأمر ليس هكذا...



" وأخيرًا.. "
طرق بأصابعه على الطاولة ليجذب إنتباهي الذي بالفعل عاد إليه هو من أصبح هنالك بعض الضيق بملامحه و أخرج إبتسامةً مزيفةً " لا تجلبي سيرة ذئبه مطلقًا وإياكِ وأنا أعني هذا وبكل جديةٍ..كتاليا ".



نطقه لإسمي بالنهاية جعلني أشعر بجدية الموضوع أكثر ولذا دون أن أسمح لنفسي بالتساؤل أومأت برأسي مبتسمةً " لا تقلق لن أفعل
شكرًا لك نيكو " وبادلني الإبتسامة ليضع ذلك الكيس الصغير الذي كان يحمله طوال الوقت فوق الطاولة ليخرج منها وردةً حمراء اللون وقد كانت جميلةً جدًا ونظراتي ذهبت ليده التي إقتربت مني حاملةً تلك الوردة ليضعها بين خصلات شعري ومثبتًا إياه على أذني ليقول بنبرةٍ تصنعت المبالاة " سمعت أن عيد ميلادكِ بالأمس؟ عيد ميلاد سعيد ".


" إليك ملاحظة مهمة ! "


هذه المرة لم يكن نيكولاي الذي نظر إليّ بتفاجئ وإنما  أنا التي تحاول أن لا تظهر تلك الإبتسامة وتبقي ملامحها جديةً لكيّ تشعره بالفضول والقلق وهذا بالضبط ما حصل ! ملامحه نطقت بهذا كما أردت لأكمل وأنا أحدق برماديتيه المزرقتين مباشرةً " يبدو أن كيتي ترغب بأن تكون صديقةً لنيكو ! ".


تجمدت ملامحه لوهلةٍ قبل أن يطلق ضحكةً صاخبةً جلبت الأنظار
إلينا " ماهذا بحق الإله..؟ لقد أشعرتني بالتوتر للحظة " نطق بها وهو لازال يضحك ويمسح دموعه التي خرجت من كثرة الضحك ليعيد رماديتيه المشعة إليّ وبإبتسامةٍ متسعةً صادقة على شفتيه وهو يضع كفه أسفل ذقنه متظاهرًا بالتفكير " لنرى...سأضع عرض كيتي الجيد بالحسبان "



ضحكنا سويًا  وتحدثنا قليلًا قبل أن يهمّ بالنهوض وأمسك بساعدي ليجعلني أقف بعد إنتهائنا من الأكل " ألا تتسائلين لم الجميع
مختفٍ ؟ " قال وهو يغمز لي ليسحبني خلفه وأنا أشعر حقًا بالسوء لما بخلف غمزته المريبة تلك ولكنني لازمت الصمت وإستمررت باللحاق به .



" لقد رفعوا الحماية بعد هجوم أمس.."
وضح بسبب نظراتي المستغربة من عدد حراس الحدود حول القطيع المتزايد ولمحته وهو يسرق نظرةً متفحصةً لي..إذًا هو علم بما حدث بالأمس؟ وأنا من ظننت بأنه يمكنني تناسي ماحدث ولكن للقدر رأي آخر!.



" بيتا بليكسي و إيثان يقومون بدوريةٍ حول المكان الآن وأنا أخذت مكان بليكسي بتدريب المتدربين اليوم صباحًا " إلتفت وأنا أنظر إليه والفضول تملكني مجددًا لجملته الأخيرة رغم شعور الإرتباك الذي عانقني حينما أدركت بأنني قد أستطيع رؤيته الآن...على أية حال تذكرت بأن نيكولاي لم يكن ضمن من يدربهم إيثان تلك المرة لذا سألته " أنت أشرفت عليهم ؟ ".



" ألا يمكن للبيتا المستقبلي أن يدرب ؟ "
ألجمني رده الذي بدا وكأنه يقول شيئًا بديهيًا ولكن هو أغفل عن حقيقة أنني لم أعلم بهذا إلا الآن وقد أستوعب ذلك متأخرًا " آه صحيح لم أخبرك.." قهقه بإحراجٍ وهو يدعك مؤخرة عنقه وتوقف فجأةً عن المشي ينظر لشيئ ما بخلفي...


" حسنًا أراكِ لاحقًا ! "


غادر نيكو بسرعةٍ من أمامي وإشتممت رائحة عطرٍ خفيفة مألوفةً وقد خفق قلبي بقوةٍ عندما نكز أحدهم كتفي من الخلف..وتلك الشرارة التي ولدت من هذه اللمسة البسيطة أعطتني فكرةً حول هوية من يقف بخلفي..


إستدرت للخلف ببطئ لأشعر بذراعيه التي إلتفت حولي بعناقٍ غارسًا رأسه بتجويف عنقي لأشعر بسربٍ من الفراشات بمعدتي بعث شعورًا جيدًا بداخلي حتى إنني إبتسمت رغم إرتباكي الشديد ونبضات قلبي المتسارعة وخصلات شعره شديدة السواد الناعمة التي تداعب وجنتي..



" إشتقت لكِ.."
همسَ ببحته الساحرة وهو يغرس رأسه أكثر بتجويف عنقي الذي تنمل من أنفاسه الدافئة التي تلفحه ولأضطرب أنا وقلبي أكثر عندما إستطرد بنبرةٍ سوداء وبذات بحته " رائحتكِ تثير جنوني.." إزدردت بريقي وإختلّت أنفاسي لترتفع ذراعيّ دون شعورٍ لناحية ظهره تدفع جسده الذي تصلب من لمستي أقرب لجسدي بلا إكتفاء من دفئ قربه..



" لستَ وحدك من يجيد فعل هذا.."
همستُ بإبتسامةٍ ماكرةٍ بالقرب من أذنه رغم تلك الفوضى العارمة التي بقلبي لأشعر بذراعيه تحكمان خصري بتملكٍ منه وقد إزدادت إبتسامتي إتساعًا بسبب تأثيري عليه ، شعرت بذراعيه المحكمتين حول خصري تخور وبرأسه يحرر تجويف عنقي من تعذيب أنفاسه لبشرتي قبل أن يكوب وجهي بكفيه الكبيرتين ليهاجم قلبي بعينيه الملونتين التي تنظر لداخلي..



" أنتِ سريعة التعلم وهذا يعجبني.."
نطق بصوتٍ منخفض وهر يستند بجبينه على خاصتي دون أن يفصل نظرات أعيننا التي تُضعفني حتى أنني بتّ لا أشعر بالقوة بساقايّ ولا أسمع سوى نبضات قلبي التي تخفق بلا توقفٍ بأذنيّ " ولكن هذا سيئ وللغاية.." أكمل وعينيه الملونتين حررت أسرَ خاصتيّ لتنزل متفحصةً كل إنشٍ بوجهي وإرتفع إضطرابي أكثر وأكثر وأنفاسي حبست برئتايّ حينما توقفت عينيّه التي إزدادت حلكتها على شفتيّ بسرحانٍ..



لساني عقد بإرتباكٍ لأبلل شفتي السفلى من إضطرابي ولكن هذا جعل الأمر أسوء فظلام عينيه الراغبة إزداد لأشعر به وهو يقترب مني وينزل أحد كفيه لخلف رقبتي بلا رأفةٍ بنبضاتٍ قلبي ولا بأنفاسي التي تسلب مني بكلٍ ثانيةٍ ورأسي الذي وقع بدوامةٍ من التفكير..هل أدعه يفعلها..؟.



ولكنه توقف متسمرًا بمكانه ليلعن تحت أنفاسه مبتعدًا عني بسرعةٍ آخذا نفسًا طويلًا كما فعلت أنا وأنا شبه لاهثةٍ ولم أعلم بأنني كنت أحبس أنفاسي هكذا! ، لأسترق النظر إليه بإرتباكٍ وأجده ينظر للفراغ..لابدّ أنه يحضى بتواصلٍ عقلي مع أحدٍ ما..



" لديّ عملٌ لأقوم به الآن..لنلتقي بالمساء حسنًا ؟ "
قال لي ولا يبدو على ملامحه بأنه يرغب بذلك حقًا لأومئ له بلا قدرةٍ على التحدث ليبتسم قبل أن يغادر بلمح البصر من أمامي جاعلًا إياي وحيدةً بحرب أفكاري...فأنا شعرت بالحزن لأنه لم يكمل ماكان يرغب بفعله!!.


" أنتِ جننتِ بالنهاية كتاليا! "
همست لنفسي بعدم تصديق وما حدث قبل قليل يتكرر برأسي فكيف أتتني تلك الجرأة ؟! رغم أنني أحببت تأثيري حقًا- آه بحق الإله توقفي ياكتاليا ! وبالفعل توقفت ولكن ليس بسبب أنني أردت ذلك..ولكن لألمٍ ضرب بصدغي فجأةً ولم يكن ذات الألم التي تصاحب هلاوس تلك المرأة ذات الرداء الأزرق أو تلك الكوابيس اللعينة.



جثيت على ركبتيّ وأنا أضغط على صدغيّ بيديّ لعلّ الألم ينخفض ولكن بلا فائدة حتى أغمضت عينيّ فقط لمرةٍ واحدةٍ ليتلاشى ذلك الألم ويرحل تمامًا عني ! وبتوجسٍ فتحت عينايّ لأسقط على مؤخرتي بذهولٍ حالما رأيت ما حولي-


" أوه؟..نجحت التعويذة "


سمعت صوتها من خلفي لأنتفض بمكاني مديرةً برأسي لتلك التي تقف بالقرب من النافذة مستندةً على الجدار وتحمل كتابًا ما وملامحها مسترخيةٌ تمامًا " و الشكر لقوتك السحرية التي لم تستيقظ بعد " ألقت بالكتاب على الطاولة التي بجانبها بلا إهتمامٍ وغير مبالاة بتعابير وجهي التي تطالب تفسيرًا واضحًا لكل هذا فكيف إنتقلت لبيت إيڤانورا بثانية بحق الإله؟!.



نهضت لأستقيم بنية الصراخ عليها لأن تنطق شيئًا حول كل هذا الجنون الذي يحدث لي والذي قد سئمت منه فعلًا ولكن كل هذا ذهب بأدراج الرياح للدوار الذي داهمني لأضع بتعبٍ يدي على رأسي بمحاولةٍ يائسة بإستعادة توازني " من الأفضل أن تجلسي هذه آثار جانبية للتعويذة التي قمت بها لتجلبكِ إليّ " شزرت بها بحدةٍ ساخطة حالما نطقت بجملتها وكأنه أمر عاديّ! لأقترب ناحيتها هي الجالسة بإسترخاء وأجلس قبالتها وتلك الطاولة الخشبية بيننا " ومالذي يجعل الساحرة إيڤانورا ترغب برؤيتي بعد أن كانت لا تطيق رؤيتي؟! " .



تبادلنا النظرات فيما بيننا ، نظراتي كانت غاضبةً وخاصتها كانت مسترخية لحد الإستفزاز ! ، صحيحٌ إنني أردت بعض الأجوبة منها سابقًا ولكن في كل مرةٍ يحدث شيئ وكأنه يمنعني وإن بدأت بالتحدث ستتحدث بطريقة مبهمة ! .



" سأخبرك بكل شيئٍ..فأنا لا أحب أن أبقى مدينة لأحدهم وخصوصًا إن كان ذلك الشخص أنتِ " نطقت بسيماء فارغة لا توجه الكره أو الإشمئزاز لي أما أنا كان ردي ليس سوى حاجبين معقودين ونظراتٍ متعجبةٍ.



" أنتِ مدينة لي؟ لي أنا ؟ "
قلت بعدم تصديق لتنظر إلي بإستغرابٍ لثوانٍ قبل أن تتحول لمتفاجئة " أنتِ لا تتذكرين ماحدث بالأمس؟ عندما إستفقتِ وواجهتهم ؟ " واجهتهم؟ ما الذي تعنيه بذلك..؟ بالتفكير بالأمر أنا لا أتذكر من الأمس سوى هجوم الإبر ذلك وتلك الظلال الثلاثة التي رأيتها قبل أن أفقد وعييّ وأستفيق بين ذراعيّ إيثان..



" آه إنسي ذلك سندع هذا الأمر في وقتٍ لاحق ! "
قُطِع حبل أفكاري حينما إستطردت بصوتٍ عالٍ لتجذب إنتباهي إليها وهي تتكئ على الطاولة بمرفيقها وتشابك أصابعها ببعضها البعض واضعةً ذقنها عليهم وهي تبحلق بي بزرقاوتيها بإهتمامٍ " في البداية سلالتك سلالة بيرث لم تكن سيئة على الإطلاق بالبداية حتى القرن السابع..." .



القرن السابع..؟ أليس ذلك ذات القرن الذي أبيدت به سلالة بيرث كما قرأت بذلك الكتاب التاريخي؟ أفكاري قد أخذتني لعالمٍ آخر ويبدو أنني كنت أنظر للفراغ بسبب شرودي ولهذا فرقعت إيڤانورا بأصابعها لأستفيق وأنظر إليها مجددًا وقد أكملت..



" بالواقع كانت سلالة بيرث أحد السلالات المرموقة التي يعتمد عليها في حماية الشعب وإدارته ، بتلك الأيام كانت هنالك مملكة سحرة ترأسهم ملكةٌ عادلةٌ حيث جميع سلالات السحرة يعيشون مع بعضهم البعض بسلامٍ وبمودة.. ".


تنهدت وهي تنظر للسقف لثوانٍ طويلةٍ بالنسبة لي وأنا أحدق إليها بشدةٍ لكيَ تكمل ويبدو أنها أحست بنظراتي فملامحها إكفهرت  قبل أن تعيد عيناها لي لتكمل بإنزعاجٍ .



"  سلالة بيرث كانت حقًا سلالة مسالمة تنبذ الحرب والعنف ، كان هنالك قانون بمملكة السحرة إن أقوى سلالة تكون هي الحاكمة وذلك كان قبل أن يكتشفوا سلالة بيرث القوة التي يمتلكونها  وعندما أدركوا بأن حجم قوتهم الهائلة لا تقارن بتاتًا بالقوة السحرية الخاصة بالسلالة التي أصبحت هي الحاكمة ...ما كانت ردة فعل سلالة بيرث بإعتقادك؟ ".



سألتني بنبرة بدت وكأنها واثقةً من معرفة إجابتي وأنا بالفعل إعتمادًا على ما الذي إنتهى به الحال لسلالة بيرث بأن تكون مكروهة وبشدة ليومنا هذا أنا أجبتها " أخذوا الحكم بالقوة وأخضعوا الجميع ؟ "
أومئت لي بتفهمٍ لتردف " هذا ما كان سيقوله أيّ شخص لا يعلم بكل شيئ ولكن لا لم يحدث ذلك بل العكس تمامًا .." عقدت حاجبيّ بدهشةٍ ولم أعلق أنتظر منها أن توضح ذلك.



" أبقوا أمر ذلك سرًا بينهم فهم لم يرغبوا بزعزعة إستقرار المملكة بعد أن بنيّ إستقرارها على تضحياتٍ عديدةٍ وبالفعل بقي ذلك السرّ مدفونًا والسلام يعمر تلك المملكة حتى ظهرت هي...".



" هي..؟ "
أعدت ما قالته بفضولٍ مني لتحدق بي ببعض بشتتٍ وإرتباكٍ جعلني أستغرب ردة فعلها المفاجئة هذه..

" هي..كاتارينا بيرث "


- إنتهى-


- رأيكم بالبارت؟

- بعض الأشياء إنكشفت بهالبارت وش رأيكم بها ؟

- كيتي ونيكو ؟ ، وكتاليا وإيثان ؟ ، بليكسي والألفا مايكل؟ 🥺

- توقعاتكم لـ  كاتارينا بيرث ؟


- أي ملاحظة لي ؟


ڤوت فضلًا ويوم سعيد

❤️

Продовжити читання

Вам також сподобається

نجوم الفصل الاول Від fioregiallo8

Підліткова література

665 60 5
في المدرسة الثانوية المحترمة... الجميع متحمس للسنة الجديدة و التي هي عودة للنظام الطبيعي قبل ظهور الفيروس... 40 طالب و طالبة في نفس الفصل...! فصل ا...
4.1M 61.4K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
70.3K 6.5K 38
كانَ مُختلِفاً عن بقيّةِ الوجود، كانَ مُميّزاً بـطريقةٍ غآمِضةٍ ومُريبَة. *تاريخ النشر: ١٠/٩/٢٠١٧* *تاريخ الانتهاء: ١/٧/٢٠١٨*
16.2M 346K 57
باردة حياتها معه ....لا تعلم سبباً واحداً يبرر بروده معها أو عدم اهتمامه بها...فقد تزوجها و لا تدرى لما اختارها هى تحديداً..؟! سارت كالعمياء فى طريقه...