قـاتـم || B.BH

By ShissanoPark

3K 303 571

حدث ذات يوم أن جمع القدر بين مختلط قاتم الطباع و بشرية تناقضه الصفات تحت ما يسمى بلعنة الخمسين مترا . فصا... More

° الفصل الأول °
° الفصل الثاني °
° الفصل الثالث °
° الفصل الرابع °
° الفصل الخامس °
° الفصل السادس °
° الفصل الثامن °
° الفصل التاسع °
° الفصل العاشر °
° الفصل الحادي عشر°

° الفصل السابع °

184 21 98
By ShissanoPark

سلاااام 🙌 .. أتمنى أن تكونوا بخير

أعلم أني تأخرت مجددا ، كعادتي 😂😂😂

احضوا بقراءة ممتعة ، و لا تنسوا التعليق ببين الفقرات و إشعال النجمة بالأسفل لإضاءة قلبي

٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪

فتحت مرآب عيناي نافضة مشاعري جانبا ، فكلما ارتأيت النهوض من على السرير فاصلة وثاقنا الحميمي الدائم لسبع ساعات فحسب ، يجذبني دفؤه الحامي و نعومة جسده العاري ، و أود لو أدسني في صدره الحاني فأنسى المآسي و أجول في الأعالي .

بعد عناء حوارٍ دار بين أفكارٍ تنشد البقاء و أخرى ترى الفراق حلا لإعدام لعبة الجر ، وقفت متجهة إلى الحمام دون أن أولي مرقدي الباكي ذرة اهتمام ، مقنعة ذاتي أن وصالنا و مهما طال فسيتفتت ذات لحظة .

غسلت فكري و كذا جسدي المدنس بطوابع الأمس ، ثم ارتديت سروالا متساوي الجوانب بزرقة السماء ، كذا قميص أبيض بلا أكمام . أخذتْ خطواتي تسوقني تجاه غرفته بغية إيقاظه ، دققت الباب حتى كلّ متني لكنه لم يجب  . كنت ألف القبضة الحديدية ذات اليمين و ذات الشمال عسى أن أخرب قبلة القفل و فتحته ؛ فالغضب يلف عقلي بوشاح يسجن أشعة الفطنة قبل عبور أنسجته ، كلما تذكرت أن الحقير أوصد الباب . ليس و كأنني سأغتال روحه البخيصة إن لم يفعل !

و بدل أن أنتظر جلالته ليتكرم بفتح الباب ، اقتحم ذهني فكرة تحطيمه بذراعي كما في الأفلام ، هندست المخطط بالشكل المناسب لتتجاوز نسبة النجاح حاجز المئة . لكن ما حدث جعل الواحد يختفي على حين غرة لأحتفظ بالصفرين المتجاورين ، فينقلب النجاح المترقب إلى فشل تام ؛ فبعد أن تراجعت بضعة خطوات للخلف و ضحيت بجزء عظيم من مخزون طاقتي ، تهشم ذراعي عوضا عن قطعة الخشب تلك ، إثر زحزحتها من مكانها بزاوية منفرجة سمحت لجسدي بالإنسياب بين الفراغ الناعم نحو أرضية الغرفة .

و للأسف لم يكن سبب الظاهرة زلزالا ظهر من العدم ، بل الكارثة المتحركة التي تقبع خلف الباب متجاهلة نداءاتي . و قد اكتفى أمير النبل بالامتثال لقانون الجاذبية متحركا من الرقعة التي ضمت هيئته إلى أخرى مجاورة ، سامحا للأرض باستقبالي في عناق عنيف نقض هيكلي العضمي .

ذلك المخنث !! كان عليه أن يصحح إعوجاجي بدفعة عكس التيار أو أن يشل حركتي باحتضانِ جسدي الهاوي بدل فعلته الغبية تلك .

كنت أتوسد الأرض و الألم ينهش عضامي الهشة ، حتى دنى برأسه يتقفى حالي أو هذا ما أظن . منظره الحسن طوى صفحة الألم عن محياي ، فقد بدت مناكبه العريضة شبيهة بطول جبال الهملايا و عرض الأبلاش ، و وجه خريطة احتكرت معالم الجمال كلها . تحرك من موضعه ما إن أُعدمت ثوان و نحن نناظر بعضنا بصمت صاخب ، عيناه بدت جوفاء من الحياة كأرض بورٍ جافتها الأمطار ، فماتت .

لحقتْ به عيناي ثم جسدي ما إن اعتدت قدماه على أرضية الممر ، ظننته سينفق علي كِلما يرضي نقابة جوارحي ، لكنه لم يفعل ! يجب أن أهدأ قبل أن أحطم عظامه .

آه كم أتمنى أن تنعرج قدمه عن مسارها فيسقط من على الدرج و تنكسر كل عضامه  ، أو أن يصاب بشلل كلي  من أخمص أصابعه إلى أطول خصلات شعره . فقط التفكير بالأمر يشعرني بمتعة لا مثيل لها .

فتح الثلاجة فور دخوله إلى المطبخ ، فحمل سلة فواكه و قنينة المياه المفضلة لدي ! اتجهت صوبه عازمة على أخذ ما يخصني لكنه صوب قوس أمالي للأسفل ، فكلما مددت يدي لإمساكها حرك ذراعي في الإتجاه المعاكس بكل سهولة .

" هييه أنت ! إنها قنينتي .. أفلتها و الآن "

" أ متأكدة مما تقولينه ؟ "

عقدت حزام يداي بجانب صدري ، ثم أومأت برأسي مغمضة العينين . تزامن صوته الناطق بحسنا مع عقيرة صاخبة زلزلت هدوء المطبخ ، انفجر الغضب في محياي ما إن رأيت القارورة الزجاجية  متصدعة لشضايا مختلفة الأبعاد بجانب قدميه ، كلوحة تكعيبية .

رست هيأته عديمة الإحساس على أحد كراسي الطاولة ، فما كان مني إلا أن صوبت المزهرية تجاه رأسه اللعين ، لعلي أنتقم لحلوتي بإنهاء حياته كما فعل معها ، لكنه تجنب تصويبي المتقن بحركة من جمجمته اللعينة ، دون أن يعيرني إنتباه فيداه كانت تُعرِّي الموز من رداءه .

" الذنب ذنبكِ .. فأنت من طلب  ، لذا توقفي عن حدجي بنظراتك الغبية تلك . "

زفرت ثنائي أكسيد الكربون مرفوقا بسحابة كئيبة كانت تحوم حولي ، فقد كسر آخر ما اقتنته لي أمي قبل رحيلها الأبدي ؛ منذ طفولتي كان جمع القوارير هوايتي الغريبة ، و بينما الفتيات يتهاتفن على المجوهرات و الملابس الفاخرة رأيت من تلك العبوات فنا فريدا . و قد تخطى الحب فيّ أشواطا طويلة إلى أن أعددت متحفا صغيرة في الطابق الأرضي يضم أجمل اللوحات المُشَكَّلة .

" تلك القنينة تعني لي الكثير ، و لكن لا بأس إن كان الفاعل مجرد طفل طفيلي يسعى لتدمير جهازي العصبي كما أُتلفت خلايا دماغه "

كنت أناظر أظافري بابتسامة بريئة بينما أتمتم بكلام مزين بأجود التوابل الحارة ، لكي يغلي تحت نار أعصابه ، فيحترق . رفعت بصري أتفقد النتيجة ، فإذا بشيء حاد كالرمح يخترق الهواء المشحون بجانبي ، مدشنا خدي بجرح فارع . أدارت الصدمة رأسي للخلف متفقدة السلاح الذي كاد يفتك بجمالي الأخاذ .. أ رماني الآن بأكثر السكاكين حدة ؟

إن كان يريد إشعال فتيل البغض بيننا ، فسأكون أول المؤيدين .

" أ لا تعلم أن السكين سلاح الجبناء ؟ أيها الجبا.."

إندثرت حروفي قبل أن تطأ مسامعه  إثر دفعة قوية ، جعلت جسدي الضعيف يرتطم بأحد جدران المطبخ . كان الاختناق يملؤني كلما قلّص المسافة بين روحينا .. بين مماتي . عيناه التي اجتاح السواد أراضيهما ، عروقه البارزة على طول رقبته ، و وشمه الفاتن الذي تلألأ بزرقة المياه ، كذا الإبتسامة الحاقدة التي لطخت شفتاه ، جعلت الرعب يتفشى كالفيروس في دواخلي .

" رأفة بكِ اخترت السكين كأداة لإسكاتك فحسب ، لكن و على ما يبدو ففمك الثرثار لن يصمت حتى أنتشل قلبك من منزله الآمن"

أحسست بقلبي يتلوى ألما  . لم يكن السبب هو الحب كما أكد الشعراء ، بل كفه المرتفعة بجانب كتفي . كان وجهه الهادئ على بعد إنشات من المحمر ، لقلة الهواء المحيط بنا و ضغطه المستمر على ورعي  .

ثوان حتى أحسست بوعيي ينخفظ للحضيض ، و رغم الهواء - المليء بزفيره الساخن - الذي إلتهمته رئتاي بدون رحمة ، فإن فؤادي تقاعص عن عمله الدؤوب و تناقصت خطواته الرتيبة على سلم الحياة . و كمتصلق جبال اعتراه التعب في منتصف المنحدر كنت أنا .. خائفة من الهلاك ، متمسكة بحبل نجاة ضعيف البنية ؛ رحمته المنعدمة .

إعتراني التعب من الكل الجهات ، فما اقتدرت على  إيقاظ عضلاتي النائمة . لكني تشبتت بأمل واهن للخلاص ، إذ رفعت قدمي بما أوتيت من وعي ضاربة إياه في باطن ضعفه إلا أن سربا من الإلكترونات السالبة إستقبل جسدي قبل أن تطأ أرضه .. أنا فقط ألعن نفسي لأن تفكيري لم يسع يوما تلك الشحنة الكهربائية المحيطة به .

إتكأت على الحائط مجددا بعد أن خارت قواي  و الموت يكاد يخترق روحي  ، لأرى قاتلي يعدم جزءا ليس بهين من المسافة الحائلة بيننا ، كان قريبا لدرجة أني أصبت برعشات كهربائية مستمرة . رفع يده اليمنى ممررا وسطاه فوق خدي الملوث بقطرات دم فرت هاربة من جرحي العميق . لم أستطع زعزعة جسدي شبه الميت خوفا من أن تصعقني الدارة الكهربائية العائمة فوق جسده ، فقد كان يلهو بالميكرومترات التي تفصلنا دون أن يصنع أي احتكاك بسيط بيننا !

" إياك و أن تغُرنّك نفسك الأمارة بالسوء بالتطاول عليّ مرة أخرى ، لأنني لن أرحمك حينها "

غلف البرود ملامحي المنهكة فلن تكون هنالك مرة أخرى على أي حال ، الموت يكاد يستعمر روحي بعد أن غزا قلبي الضعيف  .

كنت أنتظر بفارغ الصبر رؤية أحفادي ، و لكن ها هي ذي المنية تلتهمني ببطىء قاتل  أضنكني في ريعان شبابي  . 

تزامن إفراجه عن فؤادي الأسير مع تحديقات  جدي مبعثر الشعر  نحو المشهد الرومانسي الزائف ،  الذي ضمني و هيئة  السفاح التي  تلفني من كل الجهات . عيناه المتلألئتان كالهلال و فمه الباسم جعلني أدرك مخططاته العجيبة استعدادا  لربطي بعلاقة زواج مع  ذلك المهرج . و لا شك أن كل زفرة هواء قوية تصدرها  رئتاي تؤكد له جريمتنا التي لم تكن و لن تكون .

" تغدقان بعضكما  برومانسية ساخنة منذ الصباح  و في مكان مكشوف كذلك ؟؟ جيل هذه الأيام لا يستحي بالفعل "

رومانسية ساخنة؟؟ لقد عشت في هذه الدقائق البطيئة رومانسية من نوع آخر ، فقد كنت على وشك فقدان روحي بين أروقة السماء .

لا أعي لما الجميع يشير بأصابع الاتهام لجيلنا البريء  إن تعلق الأمر بالحياء ؟ بينما هم الأكثرة خبرة في إيقاع رداء الحياء خفية و في طمس آثار جرائمهم عديمة الأخلاق .

بؤرتا الواقف أمامي كانت تتزين بلونين متصارعين ، إذ ما احتال لون العسل يجتاح كامل أراضيهما حتى انفجر السواد في جحريه كالحبر في الماء  . لقد ارتدت عيناه ثلاثة بدلات مختلفة الألوان  ؛ أولها الفضي الذي لا علملي بماهيته  ، ثم الأسود حين يحتل الغضب سماه ، و آخرها العسلي إن كان مزاجه معتدلا إلى قليل الإعتدال فقلما رأيته هادئا ، كما أني لم أر قط  أي إبتسامة تجمّل ثغره الغاشم ، فمنذ أن تقابلنا و هو  يكرمني بنظراته الغاضبة .

أم أنه رجل لا يعرف للإبتسامة طريق  ، بالأصح هي التي ترتعد فور رؤية هالته المخيفة  ، فتهرب خوفا على أن تكسرها شفتيه  . 

و في حين أن عروقه المخيفة إختفت فإن زرقة وشمه ازدادت ضياء ، كما حدث بالأمس . وضع القلنسوة مخفيا وشمه الذي ما زال يلمع كنصل سيف حاد ، ثم ابتعد عني بهدوء مهيب  تاركا أداة التهديد ممددة بجانب قدماي ، مما أتاح لجدي برؤية أوضح للسكين المرمي بجانب قدمي . أردت قذفه بعيدا لكن  الخرف  كان يحدجه بنظرات غريبة .

اللعنة .. يجب أن أفكر الآن في كذبة ترقع مسرح الجريمة . حملت السكين متظاهرة بأن لا شيء قد حصل هاتفة بابتسامة :

" لقد كنت أغني بينما أمسك بالسكين كأنه ميكرفون و فجأة تعثرت بقشرة الموز تلك ، فجرح خدي . و......و  هو أتى لتفقد حالتي بعد أن وضع  المجرم فوق الطاولة كي لا يتسبب بحادث آخر . "

كنت أستنجد ذاكرتي كي تلد إسمه العسير كشخصه ،  لكنها عبثا لم تستطع .. كأنها لم تحمله في طياتها قط ! كل ما لفظته شفتاي كان ضربا من خيالي ، بعيد المنال و صعب التحقق ، فكيف لشخص يناظرني الآن بعدوانية أن يكون بلطف الملائكة ؟؟  نظراته تحيك لي ألف عقاب ، كأنه يشتكي من تزييني لصورته القذرة أمام جدي الحدق .

ليس و كأنني أريد ، كل ما في الأمر أني أفكر بشكل منطقي أكثر منك .

راح  جدي يعبث في المطبخ لإعداد إفطار يحلّي مرارة ذاك الصباح ، بينما اتجهت أنا لمعالجة الخط الذي سمح لكرياتي الحمراء بالهروب من مصحتي الجسدية و أنهك جنودي البيض في إصلاح الخراب الذي حل بخدي . في حين جلس متقلب المزاج في مكانه السابق يتناول من السلة ما اشتهى من الفواكه . من الجيد أن الحمام يبعد عن المطبخ بمسافة قصيرة و إلا لإضطر للاحتكاك بمزاجي العكر .

خرجت بعد أن عقمت جرحي و وضعت لاصقا مزينا برسومات لدورايمون ، أحب ذلك القط لدرجة لا تصدق . ناظرت هاتفي فكانت الساعة قد تجاوزت التاسعة صباحا بخطوتين ، مقدار الواحدة دقيقة .


لا أصدق أني أضعت ما يزيد عن ساعة في الشجار مع ذلك المغفل . حملت نفسي تجاه المائدة المرصعة بأطباق مختلف ، جلست بجاور السفاح مقابلة لنظرات جدي التي تلتهمنا . و بينما نحن منغمسون في الأكل الشهي ، تمتم جدي بصوته المزعج ممتطيا الحماس  الذي تمثل في إبتسامته الواسعة :

" إذا متى موعد الزواج ؟ إني أنتظر بفارغ الصبر رؤية أحفادي ."

غصّ الطعام بحلق جاري ، في حين هرعت أنا أرش النار التي اشتعلت فيّ بكأس ماء . أنا و هو ؟؟ لا ، قطعا لا !! رغم جماله الآسر إلا أني طبعا لن أتزوجه . نحن لم نمضي  ساعة سلام حتى ، فما أدراك بإفناء ما تبقى من عمري بجواره ؟

سلب أحدهم كأس الماء من يدي ، و الذي لم يكن سوى جدي البغيض

" الزواج تضحية .. عليك أن تمنحيه الماء أولا "

ألقى على مسامعي خطابا عديم النفع ، تخللته أكحاح تجاهلت مصدرها   . نمت  إبتسامة خفية في جنان شفتاي ، فكما كاد لمماتي هاهي ذي الدنيا تحيك له ثوب موت ثخين . كان جدي التافه يمد نحوه كأس  نجاة ، التقطه الآخر بيدين مرتجفتين مما تسبب في حدوث تماس بينهما .  اعترتني الصدمة إثر نجاة ذاك العجوز من صعقة كهربائية محتمة كما حدث معي .

أ يعقل أنه يجلدني بها عمدا أم أن مستقبلات جدي الحسية تهاونت عن القيام بعملها على أتم وجه ، فلم يشعر بشيء  ؟ 

نهضت بعد أن أتممت فطوري الملقَّم بكلمات جدي  الراغبة في تزويجي . زاد شكي في كونه  يود التخلص مني ليحصل على زوجة ثانية ، و يختلي  بها بعيدا عن نميمتي و تشانيول .

" ألن تذهبا للتسوق ؟ "

إن كان ما يجول بفكري صائب ، فإن الكذبة التي دلست بها سبب إقامة ذلك المخلوق معي قد تلاشت أمام أنظار جدي ! لا يعقل أنه تنصت على حديثنا بالأمس . وجهت بصري نحو شريكي في الجريمة ، فإذا به يحدج جدي الباسم  بنظرات غريبة لم يناظرني بها يوما .

" سنذهب الآن ، و لكن كيف علمت ؟ "

" كنت واقفا بالقرب من الباب و سمعتك تحدثينه بشأن ملابسي التي لن يرتديها طوال إقامته معنا "

رافق كلامه بضحكة صاخبة كالمعتاد ، كأنه شاب في مقتبل عمره لا عجوزا شارف على إنهاء عقده السادس . 

احتل جسدي مقعد السائق ، بينما جلس هو في المقعد المجاور لي بوداعة ملتزما الصدق ! كان وجهه البديع يضاهي أشعة الشمس إشراقا و هو يضع قلنسوة القميص على رأسه . أظنني غيرت رأيي ، سأتزوج به إن غير طباعه المتقلبة .

سقت السيارة إلى أحد المركبات  التجارية الكبرى في سيئول  . طوال المسير  كان يتأمل الطريق بصمت  أشعل فتيل الفوضى بداخلي ، فهو كالنهر ؛ هادئ السحنة لكن أعماقه تحوي الكثير من الأسرار .

و قبل أن أرتجل من السيارة سألني :

" أ جدكِ غريب الأطوار هكذا ؟ "

" لا أحد يعلم ، أحيانا يبتسم كشمس الصباح ، و أحيانا تكون ... "

هل خرج للتو و تركني أحادث الفراغ  ؟ في الحقيقة ليس هنالك غريب أطوار غيره .

لحقت به راكضة ، نظرا لخطواته العظيمة . و ما احتلت  آخذ نفسا أسترد به ما ضاع مني ، حتى انطلق من جديد ..  أنا فقط ألعن حظي النحيس .

بعد مدة ليست بهينة انتهينا من التسوق ، إذ كانت جل إختياراته قاتمة الألوان كشخصه المعطوب . ذلك المسخ كل ما يجيده هو التذمر كالفتيات . لكن و بعد شجارات عنيفة بيننا لم تنتهي إلا  بتدخل أصحاب المتاجر ، انصاع لقراراتي السديدة .

اخترقت تهديداته مغمضة الأعين  ، فلساني لا يسع ذرة هيدروجين صبر إن استفزني أحد ، و هو ليس باستثناء . كنت سأدفع ثمن المشتريات إلا أنه فاجأني بإخراج بطاقة بنكية ، سددتْ  ثمن المشتريات الباهضة  و فتحتْ صفحة فضول أمامي ، من أين حصل عليها ؟ أ يعقل أنه  سرقها ؟

اتجهنا نحو أحد المطاعم الوجودة قرب المركب و الغريب في الأمر أن  طلابتنا كانت  متشابهة ؛ بيتزا هاواي و كوبين من عصير البرتقال . لم أتصور أن البيتزا مشهورة لهذه الدرجة ليحبها مخلوقات غيرنا !

" أ تقرأ أفكاري ؟ "

ما إن التقطت أذناه كلامي ، حتى إنتشرت ضحكته الآسرة في الأرجاء . كدت أصاب بالصم لجمالها  و أردت لو تستمر لوقت أطول ، إلا أن ملامحه حملت موجة سخرية عالية سحبت معها تلك الفتنة .

" غبية .. لا أحد يمكنه قراءة الأفكار أو الإطلاع على ما تخفيه الصدور  . "

أرسلت له باقة من  الشتائم البصرية  ، فأنا لست غبية كما يدعي و عليه أن يسحب كلامه . قاطع نظراتي الهائجة هيئة النادل الذي  وضع الأطباق فوق الطاولة ، فشرعنا في تناول الطعام بهدوء تام ، يكسره بين التارة و الأخرى حديث الناس و قهقهاتهم .

" إذا ألن تخبرني بإسمك الكريم ؟"

زينت ثغري بإبتسامة ، عسى أن يرق قلبه ، فيخبرني . ظل يناظرني لثوان بينما يمضغ طعامه على مهل  .

" بيكهيون .. و أزيلي تلك الإبتسامة الرثة فأنت تبدين كالعجوز "

غص طعامي بحلقي ، فهذه المرة الأولى التي يسم أحدهم إبتسامتي الحلوة بالرثة . تغاضيت عن إستفزازه المهين ، فلا أود أن يشهد المطعم هو الآخر  على مشاجراتنا القاتلة  .

" و ما معنى بيكهيون ؟ "

" الكريم "

كنت أرتشف العصير محاولة إستيعاب ما قاله ، ما شأن الكريم في ما نتحدث عن الآن ؟

لحظة
.
.
.
  لا يعقل أن إسمه يدل على شخص كثير الكرم !! 

°° °° °° °° °° °° °° °°°

  بيكهيون ؟

سويوجين ؟

تشين ؟

كيف سيمر الإجتماع ؟

تداااا ~😭😭😭

و هكذا إنتهى الفصل الطويييل

أردت أن يكون الفصل عبارة عن هدنة بين الإثنين😂😂😂 لكن لا حول و لا قوة لي فيما حصل

على أي الفصل القادم ستجتمع سويو بأصدقائها المجانين 😎 

بالمناسبة ، بيكهيون باع مليون نسخة من delight أي أنه أول فنان يحقق هذا الإنجاز بعد 19 😭😭😭  فخورة به لأبعد الحدود و أتمنى أن يحصل المثل مع كل من ألبوم سيتشان و كاي خاصتنا
:
:
:

See you soon 💞

Continue Reading

You'll Also Like

124K 3.5K 25
Warning: 18+ ABO worldကို အခြေခံရေးသားထားပါသည်။ စိတ်ကူးယဉ် ficလေးမို့ အပြင်လောကနှင့် များစွာ ကွာခြားနိုင်ပါသည်။
187K 4.5K 108
As the Maid of Evil, Y/n sacrifices her life for her twin brother. As the Mist Hashira, Y/n sacrifices her life for humanity. But not anymore will Y...
100K 2.8K 27
"𝐜𝐚𝐮𝐬𝐞 𝐢'𝐯𝐞 𝐡𝐚𝐝 𝐞𝐯𝐞𝐫𝐲𝐭𝐡𝐢𝐧𝐠, 𝐛𝐮𝐭 𝐧𝐨 𝐨𝐧𝐞'𝐬 𝐥𝐢𝐬𝐭𝐞𝐧𝐢𝐧𝐠, 𝐚𝐧𝐝...
70.4K 7.8K 13
Dragonwall's queen no longer remembers who she is. Her magic is locked away at the hands of an evil sorcerer. Kane hoped to deal the drengr monarchy...