Black Shadow (الطيف الأسود)

By Uki__yo

2.3M 166K 57.7K

مكتملة #1 الاولى تصنيف خوارق (16_01_2017) فائزة بمسابقة #CreativitY-FingerS على عكس ما يظنه الكثير من الناس ؛... More

الفصل 1: بداية طريق الظلام نحوك !!
الفصل 2: خلف البوابة !!
الفصل 3: مخلب العنقاء !!
الفصل 4: مخلب العنقاء ... لعبة الموت!!
الفصل 5: طيف مجنح .. الجولة الثانية !!
الفصل 6: نار العنقاء .. الجولة الأخيرة !!
الفصل 7: لقاء مع الأمير !!
رسومات للشخصيات+ ملاحظة + طلب
الفصل 8: نهاية مأساوية !!
الفصل 9: ماذا حصل ؟!
الفصل 10: جانبان لشخص واحد !!
الفصل 11: حجر الأرواح !!
الفصل 12: حجر البرق !!
الفصل 13: ليزي تحقق !!
الفصل 14: Undertaker!!
الفصل 15: أريدك أنت !!!!
الفصل 16: رحلة ألف ميل تبدأ بخطوة واحدة!
الفصل 17: المينوتور!!
الفصل 18: تحت الماء !!
الفصل 19: اللاعب خلف الستار!!
الفصل 20: خطوة داخل الجحيم!!
الفصل 21: سباق للقمة !!
وقت مستقطع
وقت مستقطع 2
الفصل22 : سراب الرمال !!
الفصل 23: معبد الجحيم "1"
الفصل24 : معبد الجحيم "2"
الفصل 25: نهاية اللعبة!!
الفصل 26: بداية من فراغ!!
الفصل 27: أوركسترا الدماء!!
الفصل 28: صراع الحقيقة!!
الفصل 29: قتال غير عادل!!
الفصل 30: كلما أحاول فعل شيئ صحيح ..أخطأ!!
الفصل 31: من سيحصل عليها *1*!!
الفصل 29: من سيحصل عليها *2*!!
الفصل 33: من سيحصل عليها *3*!!
الفصل 34: من سيحصل عليها *4*!!
الفصل 35: خطة من نوع خاص !!
الفصل 36: أنا...أنا أسفة !!
الفصل 37: زيارة مفاجئة !!
الفصل 38: كتاب الكون !!
الفصل 39: الرقص مع الموت!!
الفصل 40: خروج من المجموعة!!
الفصل 41: محاط بالمزيد من الغرباء !!
الفصل 42: الولد مثل أبيه !!
الفصل 43: مبارزات مع الشياطين!!
الفصل 44: الجانب المظلم !!
إستفسار
الفصل 45: اللحظات الأخيرة "1"!!
الفصل 46: اللحظات الأخيرة "2"!!
الفصل 47: اللحظات الأخيرة "3"

الفصل48•END•:الآن أستطيع أن أرقد بسلام!!

58.2K 3.6K 2.6K
By Uki__yo

الفصل الأخير

الآن .. أستطيع أن أرقد بسلام !!

لم يفهم أي شيئ .. كان يحدق فيهم بصمت .. يحدق فيهم فقط .. و هم كذلك .. و الوقت يمر..

كانوا قد أجلسوه على كرسي خشبي صغير منتصف غرفة ضئيلة الحجم تشبه سقيفة أكثر منها غرفة .. كتب و أغراض أندرتيكر مبعثرة و مرمية بطريقة عشوائية في كل الجهات .. إلا داخل الدائرة المرسومة على الأرض .. لم يكن فيها أي شيئ .. سوى راغنار الجالس هناك ..
كان جيراي واقف على يمينه.. و سينيثا على يساره .. أما أندرتيكر فقد وقف مكتفا ليديه أمامه مباشرة ..

تنهد راغنار أخيرا بإحباط وقال: أفهم من كل هذا أنكم تعلمون بشأن موتي .. و أنتم تريدون القيام بشيئ ما لإنقاذي .. أليس كذلك؟!

لم يتفوهوا بأي شيئ .. كان أندرتيكر لا يزال على وضعيته السابقة و هو يبدوا و كأنه في إنتظار شيئ ما .. أما سينيثا .. فقد بدت له و كأنها تفكر أيضا في شيئ ما .. و جيراي كان الوحيد الذي يبدوا و كأنه يرى راغنار .. فقد كانت ملامحه المتوترة دالة على ذلك .. و مع هذا .. لم يقل شيئا .

و بما أنه لم يتلقى أي جواب .. واصل راغنار كلامه قائلا: أفهم ما تحاولون القيام به .. لكن لأصْدقكم القول ، لا يوجد أي حل .. اللعنة تفشت بالفعل .. لو كان هناك حل محتمل لكنت قد وجدته منذ مدة ..حتى أنا لا أريد الموت لكن .. الأمر ليس بيدي !!

طأطأ رأسه بحزن ليكمل : و لا بيدك أنت أيضا .. أندرتيكر!!

أشاح أندرتيكر عينيه بإنزعاج بعيدا عنه و هو يقول : هذا مستحيل .. أنت لن تموت الأن بالطبع !!

راغنار بإنزعاج : أرجوك!! لا أريد أن يفاجئني الموت و أنا أقول الشتائم لك كالعادة .. أقصى ما يمكنك فعله هو أن تصنع لي تابوةً إن أردت ذلك !! حجمي ليس كبيرا و يمكنك الإنتهاء منه بسرعة !! لكن .. لن يكون ذلك ضروريا .. أنت ساعدتني بالفعل .. لا أستطيع شكرك مهما حاولت .. لذلك .. سأكون أنانيا للمرة الأخيرة !!

رفع رأسه ناحية أندرتيكر .. و حدق فيه بعينيه اللتان كانتا تلمعان بشدة .. و قال بصوت مهزوز : أرجعني إلى قصري أيها العجوز المجنون الأخرق اللعين !!

أمال أندرتيكر عنقه بإنزعاج و هو يضع يده على خسره .. رفع إصبعيه أمامه و قال :هناك شيئين .. إما أنك تحب الدراما أم أنك مهووس بالموت !!

وقف راغنار بملل و حمل الكرسي و هو يقول : إسمع .. سأكسر عنقك بهذا الكرسي و لا يهمني الأن في أي وضعية أموت فيها !!!!

في تلك الأثناء كان أندرتيكر قد أدخل يده داخل معطفه و أخرج كتاب MARR !!

توقف راغنار مباشرة بعد أن رآه .. تذكر شيئا بخصوصه .. ااه اجل .. انه الكتاب الغريب الذي إنفعل اندرتيكر بشدة عندما لمسه راغنار عندما إلتقيا أول مرة ..

أعاد راغنار الكرسي لمكانه و هو ينتظر أي حركة من أندرتيكر .. و هذا ما حصل .. قذف أندرتيكر الكتاب لراغنار الذي دهش لذلك !!

إلتقطه و هو يوزع نظراته بين أندرتيكر و MARR .. و هذا ما فعله كل من جيراي و سينيثا ..

"إفتحه"

قالها أندرتيكر بعد أن كتف ذراعيه من جديد . كانت لهجته أمرية .. ما جعل راغنار يتوتر قبل أن يسأل : لماذا؟!

أندرتيكر: إفعلها و حسب .. أليس هذا ما أردته من قبل؟!

راغنار : نعم و لكن .. لما الآن؟؟!

أدار عينيه بملل و قال : إفعلها و حسب .. أنت ستموت صحيح؟! أشبع فضولك قبل ذلك !!

بقي راغنار ينظر إليه بتوتر .. ثم إلى جيراي و سينيثا .. لم يفهم أي شيئ مما يجري حوله .. نظر مجدد إلى الكتاب الذي كان بين يديه ... ثم ...قام بتركه ليسقط على الأرض!!

نظر كل من سينيثا و جيراي لأندرتيكر الذي ثبت عينيه الحادتين على راغنار .. كان قد اغلق عينيه و أطلق تنهيدة ضجرة .. فتح عينيه و قد تحولتا بالكامل للون الأسود !!

إبتسم بسخرية و قال : خدعة رخيصة!!

"لقد ظهر "

صرخ أندرتيكر بهاته العبارة ليرفع يديه أمامه بسرعة بإتجاه راغنار و شكّل دائرة بأصابعه .. و هذا ما فعله كل من جيراي و سينيثا في نفس اللحظة !! لتلمع من أيديهم هالات ضوئيه .. هي نفسها الهالات التي خرجت من الدائرة المرسومة على الأرض لتشكل كبسولة ضوئية حبست راغنار داخلها !!

كانت هالة سينيثا خضراء .. و هالة جيراي رمادية .. بينما قد كانت هالة أندرتيكر بيضاء اللون .. و هكذا كان تدرجهم داخل الكبسولة .. كانت الهالة الداخلية خضراء .. و الوسطية رمادية أما الخارجة قد كانت بيضاء .. أي أن أندرتيكر يحمل قوى الجميع !! و مع هذا كان بإمكانه رؤية راغنار الذي كان يبتسم بسخرية في الداخل ..

أكثر ما أخاف جيراي هو صوته .. لم يكن ذلك الصوت صوت راغنار العذب .. بل كان صوتا آخر .. صوتا شيطانيا .. إنه صوت جانبه الآخر .. صوت جانبه الشيطاني الذي زرعه فيه ليفيوس!!

تنهد راغنار أخيرا و قال : إذن .. الثلاثي العظيم هنا !! جيراي .. سينيثا و .. ماغنيس!!

قال هذا و هو مثبت لعينيه السوداوتين الشيطانيتين على ماغنيس .. الذي كان يفعل نفس الشيئ هو الآخر!!

واصل راغنار كلامه قائلا : من المثير أنكم قد إكتشفت الأمر !! و اخترتم توقيةً ممتازا !! هذا عظيم !!

ماغنيس: أغلق فمك أيها الشيطان !!

قال راغنار بتفاجئ مصطنع بعد أن أشار لوجهه : أنا شيطان ؟! كم هذا قاس !!

جيراي : أخرج من جسد سيدي أيها الشيطان !!

إستدار إليه راغنار ببرود و قال : كيف أَخْرُج من نفسي يا ..جيناديوس !!

قال هذا ليمرر لسانه على أنيابه الطويلة ما جعل جيراي يصعق كليا حتى صرخت به سينيثا :جيراي !! لا تستمع له ..جهتك تضعف أيها الغبي !!

ما إن سمعها جيراي حتى عاد لتركيز على هالته .. ماجعل راغنار يبتسم بسخرية مضاعفة و هو يثبت عينيه على ماغنيس !!

إبتسم ماغنيس هو الآخر و قال :كنت أعلم بأنك لم تتخلص من جانبك الشيطاني في لعبة الجحيم !! منذ متى و أنت هكذا يا صغير ؟!

ضحك قليلا ليقول : منذ أن عرفت بأنه يمكنني أن أكون الأقوى .. و يمكنني أن أقف فوق كل شيئ !!

سينيثا : يالك من جشع !!

ضحك راغنار بشدة على كلامها ليقاطعه جيراي و هو يقول بحزن عميق : ماذا عن الجميع ؟! ماذا فعلوا لك .. لقد أحاطوك من كل الجهات .. و رافقوك في كل مكان !! و انت .. أنت لم تثق بنا !! أنت استغللتهم الواحد وراء الآخر !! هل كانوا يستحقون ذلك!!!

قال عبارته الأخيرة بإنفعال كبير مما جعل هالته الرمادية تصبح أقوى مما كانت عليه .. وضع راغنار إصبعه على شفتيه و قال : همم .. أعترف أن طيبتهم قد جعلتني أندم لبضع ثوان أحيانا .. لكن أنت تعلم .. أنا لست هنا لذلك !!

تضاعف حجم عينيه بشكل مرعب ليواصل كلامه قائلا: أنا هنا لأقف بين جثث الجميع .. لأكون آخر من يموت على الأرض!! أنا هنا لأحكم كلا العالمين !! أعترف بأنهم قد ساعدوني لأحصل على أعظم قوى !! لذلك أنا أكن لهم الكثير و الكثير !! أحبهم !! لذلك سأقوم بإبادتهم بسرعة دون أن يحسوا بأي عذاب !!

قال هذا ليضم يديه إلى صدره و هو يبتسم بطريقة مجنونة كادت تجعل جيراي ينهار !! .. إنه يعلم أن هذا هو راغنار .. لكن ليس راغنار الحقيقي !! لكن مع هذا .. كلماته كادت تقتله ..

حين إنتبه راغنار لمدى تأثر جيراي ..بدأ يضحك بجنون أكثر و أكثر عليهم .. لكن في تلك اللحظة صرخ أندرتيكر : الآن !!

و ما إن قال ذلك حتى خرجت خطوط ضوئية من طبقات الكبسول و انطلقت نحو راغنار و هو لايزال على تلك الحال !!

و في جزء من الثانية و قبل أن تصل الخطوط إليه ..شكل حول نفسه هالة سوداء جعلت الخطوك الطاقوية ترتد على سطحها لتعاود الإصتدام بالسطح الداخلي للكبسولة !! هذا مجعلهم هم الثلاثة يتراجعون للخلف .. خصوصا سينيثا لأنها هي التي كانت تغلف السطح الداخلي للكبسولة بهالتها الخاصة .. و مع ذلك لم يفقدوا قوته و تركيزهم ..

وقف راغنار بإعتدال .. سعل قليلا .. و كأنه يخبرهم بأنه سيصبح جادا الأن .. مد يده أمامه .. و حرك إصبعه في الهواء و كأنه يرسم حلقة بهالته السوداء .. و ما إن فعل ذلك حتى بدأت الأشياء التي في الغرفة تطير و تصتدم بهم .. زجاجات و سكاكين و أدوات حادة!! لكنهم كانوا بالفعل قد شكلوا كبسولات حماية حول أنفسهم !!

ضحك راغنار قليلا على موقفهم .. ثم قام بجمع قبضته لينهار المكان من فوره !!

إنتشر الحطام و الغبار حول المكان حاجبا الرؤية على الجميع .. و ما إن زال الغبار حتى تفطن كل من راغنار و سينيثا و ماغنيس بأنهم ليسوا في عالم البشر !! جيراي قام بنقلهم آنيا إلى مكان يبدوا و كأنه خط فاصل بين العالمين !!

كان المكان عبارة عن مساحة صخرية لا بداية و لا نهاية لها .. ممتدة على مرمى البصر !! أرض صخرية رمادية و سماء ملبدة رمادية !! هكذا كان المكان الفارغ من الحياة !!!

وضع راغنار أصابعه على شفتيه و قال : أوووه جيناديوس !! أحضرتنا لمكانك المفضل أليس كذلك!! لديك الكثير و الكثير من الذكريات هنا أنت و مورغان .. أعلم ان..

قاطعه جيراي بغضب : إخرس !!!

هذا ما جعل كل من ماغنيس و سينيثا ينظران إليه .. ليواصل جيراي كلامه قائلا : إسمه السيد مورغان !! و لا أسمح لحقير مثل أن يتلفظ بإسمه بهذا الشكل !!

قالها بغضب شديد ما جعل ماغنيس يبتسم بخفة .. ليضع راغنار يده على صدره و يقول : حقير؟! يال العار !! منذ متى و كبير الخدم اللبق يقول هكذا كلام لسيده؟!

إبتسم جيراي و قال : أنا لست خادمك !! أنا خادم السيد الصغير !! أما أنت !! أنت الذي أفسدت حياته !! سنقوم الأن بتطهير جسد السيد !! حينها سيختفى أثرك أيها اللعنة إلى الأبد !!

و فعلا .. هذا ماكان الشخص الماثل أمامهم .. ماهو إلا لعنة ليفيوس قد تم تغذيتها طوال هاته السنوات بحقد و كره راغنار للعالم من حوله !! و هذا ما جعلها تتطور لتصبح كيانا منفصل بحد ذاته .. لتشكل الجانب الشيطاني لسَّيد الصغير !! و هكذا أصبح كل من راغنار و ليفيوس غير قادرين على التحكم بها رغم أن لهما يد في صنعها .. الوحيدون القادرون على تطهيرها هم هؤلاء الثلاثة !!

أمال راغنار عنقه بملل بينما كان هو الآخر يسلط قواه السوداء عليهم .. بدأ تنفس سينيثا يصعب شيئا فشيئا .. ما جعلها تبتسم بأسى و تقول : و كأن روح ليفيوس القذر قد خرجت لتستقر بين ضلوعه !!

إبتسم ماغنيس و قال: إنه أسوء منه بمراحل !!

عاد راغنار لضحكه المجنون و قال بعد توسعت عيناه بشكل جنوني هاته المرة : أاااه أجل !! كم لزمكم أيها الحمقى لتعرفوا أنني أنا الأسوء في الرواية !! وقت طويل !! حتى ليفيوس لم يتوقع أن أتطور لهاته الدرجة !! و أنا العزيز (يقصد راغنار الحقيقي) قام بالإعتناء بي طوال هاته السنوات و كان يغذيني من كراهيته السوداء و جشعه!! .. و في الأخير كان سيموت بهدوء ليحرر روحه و و يترك جسده العظيم لي !! لأحكم به العالمين !! أجل العالمين !! هاته الرواية !! كانت طوال الوقت صراعا بين شر و شر أعظم !! لم يوجد الخير هنا قط !!!

قال هذا و أطلق ضحكة ساخرة جعلت المكان يتفجر من حولهم بقوى سوداء مظلمة .. في تلك اللحظة .. فكّر ثلاثتهم في نفس الشيئ .. إن خرج الأمر عن السيطرة .. سيقتلونه ... هو و راغنار !!

أشار إلى عينيه و هو يقول بنفس اللهجة المجنونة : إلى عيني !! نظر إلى عيني مباشرة ليفيوس و هو يموت نظر إلى عيني مباشرة !! لقد كان يبتسم !! لقد أدرك مدى الظلام الذي تركه و راءه !! لقد عرف أن العالم قد غرق فعلا في ظلمة لا نهائية .. ظلمة ساهم هو في خلقها!! في تلك اللحظة إبتسم و هو يموت !! علم بأن الجميع سيعانون معانات أسوء من المعانات التي كانوا سيعانونها لو بقي حيا !! لذلك مات و هو مبتسم !! راضٍ عن نفسه !! أااه ليفيوس !! فلترقد روحك العزيزة في جحيم و بؤس أبدي !!

قال هاته العبارات المجنونة المفككة .. و هو يمسك رأسه و كأنه يريد إقتلاعه من مكانه !! هدأ قليلا .. لكن .. سرعان ما بدأت ضحكته في الإرتفاع مجددا رويدا رويدا .. ليطلق ضحكة صاخبة أخرى سببت إنفجارا آخر .. مد يديه على جانبيه و قال : الأن !! لقد زالت الظلمة الباهتة !! ضرب على صدره بيديه الإثنتين و أكمل : و ظهرت الظلمة الحقيقية !! الظلمة الأبدية التي لن تؤول لزّوال !!

و ما إن قال ذلك حتى إنفجرت قواه السوداء داخل الكبسولة .. ماجعلت هالة سينيثا تكسر ببساطة!!

إنهارت سبنيثا مباشرة على الأرض .. لم يستطع كل من جيراي و ماغنيس أن ينظرا إليها حتى !! أصبح كل تركيز القوى عليهما .. ماجعل كل منهما يباعد يديه قليلا لتتوزع قواهنا أكثر داخل الكبسولة ..

إستمر راغنار بالضحك بشرّ مطلق .. و هو يفجر قواه السوداء هنا و هناك بطريقة عشوائية مجنونة .. كان وجه جيراي قد تصلب بشكل كامل .. لم يستطع التفوه بشيئ .. الأن كل تركيزه منصب على قتل هذا الشيئ و تطهير سيده .. دون اللجوء الى حل قتلهما معا !!

أما ماغنيس .. فقد كان يحدق في عيني راغنار الفارغتين .. فراغان اسودان كبيران خاليين تماما .. إبتسم بإنكسار و قال بصوت منخفض : أسف مورغان .. لقد تحققت نبوءتك .. ابنك قد أصبح فعلا ... الطيف الأسود!!

وبالفعل .. كان هذا هو الشيئ الذي قاله مورغان لأخيه ماغنيس قبل أن يموت .. بقي كل من ماغنيس و ليفيوس يفكران بالأمر طوال هاته السنوات .. ظن كل منهما أن الموت جعله يخرف في لحظاته الأخيرة .. لكن لطالما كان الأذكى و الأشد بصيرة .. رغم أن راغنار نصف طيف .. لكنه الأن قد أصبح طيفا كاملا .. و ليس أي طيف أيضا .. بل أعلى مستوى يمكن أن يصل إليه أحد .. الطيف الأسود !!

نظر ماغنيس بطرف عينه لجيراي الذي يبدوا عليه أنه أدرك الأمر هو كذلك .. فهم من نظرته أن ماغنيس يقول "فات الأوان على إنقاذ راغنار .. لنتخلص منهما الأن!!"

لكن .. راغنار كان قد فهم الأمر هو الآخر .. ماجعله يسند خده على راحة يده و يقول بملل : آه لا أصدق أنكما تعبتما لدرجة أنكما اتخذتما هذا القرار المشين .. لا بأس .. لنخفض العدد !!

قال هذا ليمد يده ناحية جيراي و يقول : إنتهى دورك جيناديوس .. لقد قمت بعمل جيد !!

خرجت من أطراف أصابعه قواه السوداء التي ضربت جيراي مباشرة على صدره ماجعله يطير بعيدا عن المكان .. و هالته قد كسرت بالفعل .. ليبقى ماغنيس وحده في مواجهة الطيف الأسود..

إبتسم كلاهما بسخرية .. العم و ابن أخيه .. قال ماغنيس مع ابتسامة : أنظر إلى ما آلت إليه الأمور يا صغير!!

راغنار : نعم .. كل الطرق كانت ستؤدي لنهاية مأساوية .. لافرق بالنسبة لكم .. ستموتون على أيت حال !!

مد يده بإتجاه ماغنيس الذي ركز قواه أكثر .. إزدادت هالة راغنار السوداء قوة .. بيننا كانت هالة ماغنيس تتلاشى شيئا فشيئا !!

إبتسم راغنار بسخرية بينما بدأ ماغنيس في إستخدام آخر جرعة سحر لديه .. بدأ شكله يضمحل .. لتظهر ملامحه الحقيقية !!

عاد شعره إلى طوله الطبيعي .. الذي كان يشبه شعر راغنار بشكل كبير .. غير أنه أبيض اللون !! زالت الجروح و الندوب الغريبة لتظهر ملامحه الطبيعية !! أصبح يبدوا أصغر بعشرين سنة !! .. فقد كان يخفي شكله الحقيقي عنهم بإستخدام السحر .. و عيناه ازدادتا زرقة و حدة .. حتى أن جسمه قد تقلص قليلا .. ليظهر أخيرا ماغنيس الحقيقي !!

إزدادت قوة ماغنيس .. لكنها لازال غير قادرة على مواجهة راغنار .. لكنه كان قد عزم الأمر بالفعل .. سيفجر كل ما تبقى لديه ليموت هو و هذا الشيئ .. و راغنار كذلك..

ضحك راغنار بسخرية بينما عيناه تلمعان بشرارات سوداء .. و قد بدأ جسمه كله يطلق هاته الشرارات .. و في تلك اللحظة .. أخفض ماغنيس وجهه ليتنفس بعمق .. إنها اللحظة الحاسمة !! لكن ... مر به خاطر ما ... "يا ماغنيس!! هل ستعتني به في حال حدث لي مكروه ما ؟!" ..."و ماذا سيحدث لك مثلا؟!" ..."لا أعلم ، و لا أحد يمكنه أن يضمن ذلك .. لذلك فقط أخبرني!! أنا لم أطلب شيئا كبيرا!!"..."حسنا حسنا .. لا اتمنى هذا لكن.. لك ما تريد "

رفع مورغان رأسه و هو يحدق في فراغ ما .. لم يكن ينظر إلى راغنار او الى اي شيئ .. فقط يحدق .. ثم قال: ماذا أفعل؟! لقد وعدته !! أنا لن أقتل راغنار !!

قال هذا ثم عاد لطبيعته.. عاد لخطته الأولى ..تطهير جسم راغنار من هذا المخلوق .. نظر إلى الأرض ليجد كتاب marr لا يزال ملقا هناك .. ركز نظره على راغنار .. ثم قام بإزالة الكبسولة !! لتنفجر طاقة راغنار بقوة هائلة بعد أن كانت محبوسة هناك !! و أثناء ذلك الإنفجار إلتقط ماغنيس الكتاب و علقه في حزامه ليتجه مباشرة نحو راغنار ...

ابتسم بسخرية و قام بعض أصبعه لتتساقط قطرات من دمائه .. لكنها ارتفعت في الهواء لتشكل خناجر سوداء إنطلت الواحد تلو الاخر نحو ماغنيس الذي تفاداها برشاقة .. ثم أوصل خنصره مع إبهامه ليختفي و يظهر مباشرة على يمين راغنار الذي صد ضربته .. إختفى ماغنيس مجددا ليختفي راغنار هو كذلك .. في كل مكان يظهر فيه ماغنيس كان راغنار يظهر فيه هو الاخر و هوما يتبادلان الضربات بقواهما .. و كأنهما يتقاتلان بين خفقات الزمن ولا نرى منهما إلا لقطات سريعة !!

لكن .. هاته المرة عند ظهورهما ... لم يظهر أندرتيكر بل ظهر marr مفتوحا مقابل وجه راغنار مباشرة !!!

كان ماغنيس قد نقل الكتاب و نقل نفسه لمكانين مختلفين ..استطاع أن يعرف أين سيظهر راغنار في المرة القادمة فترك الكتاب ليظهر مقابلا له بينما هو ظهر في مكان آخر .. توسعت عينا راغنار بدهشة بينما ابتسم ماغنيس بإنتصار .. أوصل بنصريه الأيمن و الأيسر مع ابهاميه الايمن و الأيسر .. لتتحرر قوة سحرية من كتاب marr و تغمر راغنار بالكامل!!











فتح عيناه الزرقاوتان بثقل .. ليرفع جسمه بصعوبة من على الأرض الرخامية الصلبة .. كان كل شبر منه يؤلمه لدرجة أنه لم يدرك بعد أين هو !!
شهق راغنار بعد أن ادرك ذلك و أسرع بالتحرك في المكان .. اتجه نحو نافذة كبيرة كانت على مقربة منه .. أطل منها .. و قد كانت مفاجأة كبيرة له!!

فتحت عيناه بشدة و هو يرى القصر الطافي في الهواء الذي كان هو داخله !! كانت شلالات المياه تتدفق من الأساسات الطافية ... لتنزل نحو الأرض مشكلة أربعة أودية رئيسة تغذي المملكة كلها !! كانت طيور عنقاء كبيرة تطير حول القصر لتحميه .. و كانت جدرانه تلمع بلوم أحمر ناري وهاج .. رغم أنه نسي شكله منذ زمن بعيد .. الا ان راغنار أدرك مباشرة انه في القصر المركزي!!

راغنار: لا أصدق!! إنه...إنه القصر المركزي بالتأكيد!! قصر الملكة!! كيف إنتقلت إلى هنا بحق السماء!!! أنا لا أريد أن أموت هنا!!

قالها بدهشة و خوف شديدين ليتذكر بعدها مباشرة آخر ما حصل معه .. كان يحمل كتاب marr أمام أندرتيكر و سينيثا و جيراي !! ثم اصبح فجأة هنا !! .. شد قبضته بغضب شديد و هو يقول : ذلك الأندرتيكر !!! أنا سوف...

توقف مباشرة عن الكلام بعد أن سمع صوت خطوات مهرولة تتقدم نحوه .. استدار نحوه .. ليتجمد كل شيئ فيه الآن!!

فتح راغنار عينيه و فمه بشدة عندما رآى هذا القزم الصغير الذي ركض متخطيا إياه بينما هو يتبعه بعينيه المندهشتين .. لقد كان هو !! راغنار الصغير !! راغنار عندما كان عمره أربع سنوات !! هل عاد بالزمن الى الوراء؟!

أدرك راغنار ذلك بسرعة .. و بعد أن تمالك نفسه ركض خلف الصغير..

دخل راغنار الصغير إلى غرفة ما .. مد يده ليغلق الباب في نفس اللحظة التي دخل فيها راغنار لتخترق يده الصغيرة جسمه !! أدرك راغنار مباشرة أنه غير مرئي له .. كائن هيولي وجوده غير قابل للإدراك ..

أمال راغنار عنقه و قال : حسنا .. يبدوا أنني مت و الآن روحي تتجول في الأرجاء!! ربما هذا هو شريط الذكريات الذي يعرض في المرحلة الإنتقالية بين الحياتين او ما شابه !!

وضع يده على رأسه بالإرتباك بينما إتجه الصغير نحو السرير و زحف تحته و هو يبحث عن شيئ ما .. أثناء بحثه .. جال راغنار بعينيه في الغرفة .. ليدرك أنها غرفته!! غرفته عندما كان صغيرا .. الجدران .. الألعاب .. الكتب الكبيرة التي كان يحاول قرائتها .. سيوف مزيفة .. و الكثير من الأشياء الطفولية التي جعلته يبتسم بدفء.. كانت ذاكرته عن طفولته قد حذفت تماما .. كمرآة كسرت بصخرة .. كان يضن طوال الوقت أن قطع هاته المرآة قد ضاعت الى الأبد .. لكن لا .. لقد وجد قطعة .. و سيجد المزيد ..و الأن بتواجده هنا بدأ يتذكر بضعة أمور .. هذا ما نشر سعادة كبيرة داخله .. و هو لا يزال يتأمل الأغراض المترامية و هو يمرر أصابعه فوقها .. بهدوء شديد ..

أعاد نظره الى الصغير الذي يبدوا انه قد عثر أخيرا على ماكان يبحث .. بدأ بسحبه بقوة .. ليظهر أخيرا ذلك الذرع الحديدي الكبير !!

تفاجئ راغنار .. من أين لصغير بهذا؟؟!! على الأرجح قد سرقه من حارس ما دون أن ينتبه .. فرمز حراس القصر منقوش عليه !!

جره الصغير بصعوبة شديدة .. حاول راغنار مساعدته لكن يده قد عبرت من خلال الذرع .. أدرك مباشرة أنه لا يستطيع لمس الأشياء التي من شأنها أن تغير من مجريات الأحداث .. لذلك تنحى قليلا ليواصل الصغير عمله الدؤوب على مهل ..

أوصل الذرع أخيرا إلى جانب الكرسي الذي كان مسندا هو الآخر على الحائط.. و عاد الصغير إلى تحت سريره ليسحب سيفا كبيراا!! عليه نفس رمز الحراس ..

راغنار بدهشة: جديا!!! و ماذا سأفعل بهاته الأشياء إنها أكبر مني حتى !! أقصد منه!! ام .. مني؟

فهم ما سيفعله الصغير بعد أن أسند السيف المسطح على الكرسي .. ليصنع طريقا مائلة تسهل عليه نقل الذرع الثقيل إلى فوق الكرسي !!

ضحك راغنار بخفة بينما الصغير يواصل عمله بصبر الى ان نجح في ذلك .. و ما إن حدث هذا حتى قفز بحماس و هو يقول : لقد نجحت !!!

قال هذا ليبتعد قليلا ليصبح مقابل الشيئ الذي صنعه .. و قد كان ما يشبه مرمى لتصويب الأهداف عليه !!

ركز راغنار عينه على الصغير و هو متحمس ليرى أي نوع من الأسلحة سيستعملها لتصويب على الهدف .. تفاجئ عندما رآه يعض اصبعه..يبدوا انه سيستعمل دماءه!! و بالفعل .. عضته تسببت بجرح اصبعه لتتساطق بضع قطرات .. رسم دائرة في الهواء بسرعة لتتجمد القطرات في الهواء دون أن تسقط أرضا !! تفاجأ كلاهما .. و قد كانت فرحة الصغيرة عظيمة .. لكنه سرعان ما تنفس بعمق و مد يده أمام القطرات لتتحول إلى إبر رفيعة .. ركز بعينيه على الهدف و بدأ بتحريك أصابعه لتنطلق الإبر الواحدة تلو الاخرى نحو الهدف لكنها كانت تعود لشكلها السائل بمجرد ملامستها لسطح الذرع الصلب !!

قطب الصغير حاجبيه بإنزعاج ليكرر الأمر .. و هاته المرة قد اخترق الدرع !! ابتسم بانتصار .. لكن وقت الإحتفال لم يحن بعد .. عليه أن يصيب منتصف الذرع !!

و عند تكرار الأمر عدة مرات نجح في ذلك !! قفز الصغير بسعادة و راح يركض في الغرفة و هو يقول بحماس : لقد فعلتها.. فعلتها!!!

بينما كان راغنار يصفق له بحرارة و هو يشعر بفخر كبير .. فهذا الصغير قد كبر ليصبح هو !! مقارنة بسنه لقد أتقن مهارة صعبة جدا !! واحدة من المهارات التي يتميز بها كل واحد من أفراد العائلة الحاكمة !!

و بينما هم كذلك فتح الباب ليتوقف الصغير مباشرة و هو ينظر إليه و كذلك راغنار .. لقد كانت خادمة .. شهقت بقوة بعد أن رأت ذلك الذرع و إبر الدماء التي عادة الى حالتها السائلة مباشرة بعد ان ارتبك الصغير!! .. ابتسم لها ببلاهة لتتجه مباشرة اليه و هي تقول مؤنبة : سيدي الصغير !! لا أصدق من أين أحضرت هذه الأغراض !! لا يجب عليك اللعب بها إنها خطيرة !!

سحبت يده بعد أن كان يخفيها خلفه و واصلة كلامها قائلة : و إصبعك لماذا هو مجروح ؟! هل كنت تعبث بدمائك مجددا!!

تنهد الصغير بإنزعاج و قال : لا داعي لهذا كل شيئ بخير!! كنت فقط أجرب..

قاطعته قائلة : ألم يحذرك السيد مورغان من فعل هذا !!

و ما إن قالت ذلك الإسم .. مورغان .. حتى أحس راغنار برعشة سرت في كل أنحاء جسده .. وضع يده على قلبه الذي كان يخفق بشدة .. لقد تذكر .. بما أن راغنار الصغير لا يزال في القصر المركزي .. هذا معناه أن والده السيد مورغان لم يمت بعد !!!!!

وضع يده على فمه برعب شديد .. هو كان قد نسي ملامحه و كل ما يخصه كليا !! هل سوف يراه الان ؟! هل سيجد قطعة والده المفقودة منذ زمن بعيد ؟!هل سوف يسترجع كل ذكرياته عنه !!

وقفت الخادمة و هي تقول بعد أن تنهدت : سيدي الصغير انت تكبر بسرعة !! لكن عليك أن تتمهل أليس كذلك؟! وجهك الحبيب الظريف لا تناسبه السوف بعد!!

نفخ خديه بإنزعاج لتضحك بخفة و تقول : إن والدك يريدك سيدي .. إنه في إنتظارك !!

قالت هذا لتنحني له بإحترام و هي تتراجع للخلف .. كان بودها أن تعانقه بشدة و تقرص خديه لشدة ضرافته لكن هذا يخالف قواعد الخدم .. فما كان لها إلا أن تتنحى جانبا ليعبر بسرعة للرواق .. نحو والده!!
♦️
♦️
♦️
♦️
كان يهرول بسعادة في الرواق و هو يطلق ألحانا غير مألوفة من فمه الصغير..بينما راغنار يتبعه بخطى ثابتة .. و بجمود رهيب ..

وصل أمام باب غرفة إجتماعات الملك .. دفع الباب الكبير بصعوبة ليدخل و هو يناديه : أبيي!!!

دخل راغنار و رائه مباشرة .. كان يعلم بأنه لو تردد قليلا قد يتراجع نهائيا عن الدخول .. كان هيكله الداخلي متداعٍ بشكل رهيب .. كان أشبه بيد تضغط بشدة على كرة من اللهب حتى لا تبدو نيرانها للعيان .. و قد كانت هاته النيران حارقة بالفعل ..

توقف عند الباب بعد أن شعر بعجز كبير في ركبتيه .. بينما واصل الصغير هرولته نحو والده .. والده السيد مورغان .. الذي كان يقف مقابلا لنافذة الكبيرة و هو مكتف ليديه الإثنتين خلف ظهره بوقار .. يراقب الغروب البطيئ ..

ما إن انتبه على إبنه حتى استدار إليه .. ليتمكن راغنار أخيرا من رؤية وجهه .... إنطلقت النيران من بين الأصابع و لمعت القطعة الضائعة تحت ضوئها .. لتنهمر دموع راغنار بعد ذلك ..

كان لهما نفس العينين .. و كأنه قد تم نسخهما و لصقهما على وجه راغنار .. شعره كان يشبه شعر راغنار كذلك .. حتى الإبتسامة!! كانا متطابقين !! يبدوا أن سينيثا كانت محقة عندما قالت بأنه نسخة عن والده!! في الشكل فقط.. ربما..

مد مورغان يديه ليحمل الصغير للأعلى و هو يقول : من إبتسامتك هذه أعرف أنك فعلت شيئا سيئا يا صغيري!!

مدد شفتيه و قال : هو ليس بذلك السوء .. لقد فعلت شيئا رائعا لكنني لن أخبرك به الآن .. إنه مفاجئة!! يجب أن تراه بنفسك أبي !!

مورغان : حسنا حسنا يا أيها الأمير العظيم .. أنا متحمس لأرى حيلتك الجديدة .. لكن أولا لدينا ضيوف .. لنبقى معهم قليلا ثم نرى ماهي خدعتك .. إتفقنا ؟!

قال هذا و هو يرجعه للأرض .. ليحرك الصغير رأسه إشارة لنعم .. لكنه توقف عن ذلك بسرعة عندما تذكر شيئا .. رفع عينيه لوالده و قال بإنزعاج: أبي لا تقل لي أن الضيوف هم...

قاطعه دخول أحد الخدم ليخبر السيد مورغان بأن ضيوفه قد وصلوا .. إبتسم بسعادة كبيرة أثناء دخولهم .. ليقول بصوت مرتفع و متحمس: أخي ماغنيس!!

أدار الصغير عيناه بملل بعد سماعه لهذا الإسم .. بينما إلتفت راغنار بتفاجئ إليهم ..

لقد كانوا هم بالفعل .. سينيثا بشعرها الأسود الحريري الذي يصل لركبتيها .. و عيناها الشبيهتين بعيني الأفعى .. كانت تبتسم بهدوء و هي تنظر لهما .. و كذلك جيناديوس بردائه الأسود الطويل الذي كان يغطيه كاملا .. لم يظهر منه إلا فمه و أنفه .. و قد كان جلده رماديا مائلا للبني .. و كأنه جثت متحللة !! لم يبدي أي ردة فعل .. فقط وقف بجمود دون أن ينبس ببنت شفة .. كما كان دوما .. أما ماغنيس فقد وقف بملل و هو يضع يده على خسره .. نفخ على خصلة من خلصه البيضاء التي كانت تغطي عينيه الزرقاوتين الحادتين .. بإخصار .. هو أيضا نسخة عن مورغان .. فقط بشعر أبيض و وجه عابس متذمر .. كوجه راغنار..

دهش راغنار كليا .. بعد أن صدم برؤية والده هو الآن يرى عمه لأول مرة!! إستطاع تمييز سينيثا من النظرة الأولى .. أما جيناديوس فلم يعرفه .. لم يعرف بأن جيناديوس هذا هو الذي سيصبح فيما بعد خادمه المخلص جيراي .. ربما سيعرف هذا في مرحلة أخرى..

أسرع مورغان بعفوية ليعانق ماغنيس الذي صرخ به قائلا: إبتعد عني مورغان !! أنت تخنقني!!

مورغان: لقد إشتقت لك بالفعل أخي!!

ماغنيس : توقف عن هذا كنا مع بعض منذ أسبوع فقط !!

مورغان : كان أسبوعا طويلا!!

قال هذا ليخنقه أكثر .. لينتبه ماغنيس بعدها إلى راغنار الصغير و هو يسدد له نظرات قاتلة بادله بمثلها ..

و حين إبتعد أخيرا عن أخيه .. إستدار بسعادة لإبنه و هو يقول : يا قطعة الحلوى ألن تلقي التحية عليهم!!

عبس الصغير ليتنهد ماغنيس و هو يقول : ألا تزال تنعته بهاته الأسماء الأنثوية؟! انت تجعله لينا هكذا !!

قال هذا ليسرع الصغير ناحية سينيثا بينما أخرج لسانه لماغنيس أثناء عبوره به .. مد يديه ناحيتها لتحمله بسعادة و هي تقول : يا حبيبي الصغير!! إذن إشتقت إلى الخالة سينيثا !!

قالت هذا و هي تتجه به نحو الأريكة و هذا ما فعله البقية.. إبتسم بعفوية و هو يقول : كثيرا !! .. كنت اخبر أمي بذلك طوال الوقت .. لذلك كانت تحكي لي عن مغامراتكما معا عندما كنتما تعيشان عند آثينا !! أحببت الجزء الذي جعلتي فيه أحد المشعوذين يتقيأ أفاعي صغيرة !!

ضحكت بشدة هي و مورغان على كلامه البريئ .. و قالت سنيثا : لا أصدق أن آنا (أنجلينا) حكت لك هذه القصة بالذات !!

مورغان بينما كان يمسح دموعه : في الواقع أجل .. لقد نفدت كل قصصك لأنه سمعها كلها !! إنه معجب كبير بك!!

أكمل كلامه لتعانق الصغيرة بشدة و هي تقول : أنا أيضا احب هذا الصغير ..و لدي بطولات جديدة سأرويها لك بنفسي!!

أنهت كلامها ليهمس ماغنيس بيننا يحتسي الشاي: قط مزاريب!!

سمعه الصغير ما جعله يرمقه بنظرات قاتلة قاطعها مورغان و هو يقول : ماذا عن جيناديوس ؟! هل تحبه؟

إلتفت الصغير نحوه و هو لا يزال متصلبا كالصنم .. ليبتسم ببراءة و يقول : نعم.. أنا احب جيناديوس!! إنه يشبه جذع شجرة يابس و لكنه أفضل من رأس القطن!!

قال هذا ليدير ماغنيس عينيه بملل ليضحك كل من مورغان و سينيثا .. أثناء ذلك .. و بحركة غير مسبوقة مد جيناديوس يده ليربت بهدوء على رأس الصغير .. ما جعل خديه يتوردان بلطف..

عبس ماغنيس و قال:لكن يا مورغان .. مادليلك بأنه ولد و ليس بنتا!! أنظر إلى وجهه و تلك الرموش الأنثوية الطويلة !! هل تخفي أمرا كهذا أخي؟!

نظر كل من راغنار و راغنار الصغير بإنزعاج إلى ماغنيس الذي أعاد كوب الشاي إلى شفتيه بلا مبالات.. قال هذا ليغيض الصغير .. كانا يتبادلان القصف طوال الوقت .. لم يطيقا بعضها يوما !! .. شعر راغنار بذلك .. لكنه لم يعلم بعد بأن هذا هو .. أندرتيكر !!

وقف مورغان و هو يقول :لا تكن سخيفا أخي .. عمره أربع سنوات فقط !! و هو ينموا كل يوم !!

رفع كتفيه من دون إكتراث ليواصل مورغان كلامه : راغناروكي .. حان وقت الإستحمام عزيزي!!

قال هذا ليرفع الصغير يديه ليحمله .. لكن ماغنيس وقف بسرعة ليحمله هو .. كاد الصغير ان يركله على وجهه لولا خوفه من أن يحزن والده .. إبتسم مورغان بحماس و قال : أنت تريد أن تحممه؟! هل سوف تتصالحان أخيرا !!!

أشار بالنفي و قال :في الواقع لا .. أريد أن اتأكد بنفسي إن كان ولدا ام لا !!

قال هذا بإبتسامة شيطانية ليصبغ وجه الصغير بالأحمر و هو يحاول أن لا يتلفض بأي شتيمة أمام والده .. ليبتسم مورغان و يقول : حسنااا لا بأس بذلك .. خذه للحمام و سألحق بكما !!

نظر ماغنيس بشر لصغير .. ليختفي مباشرة و يظهر في الحمام .. و راغنار كان قد إختفى و ظهر هناك معهما في نفس الوقت ..

كان ماغنيس يحك ظهر الصغير بشدة و شر مطلقين .. بينما كان يتأوه بألم لكي لا يظهر أي ضعف .. ما زاد من ضغط ماغنيس عليه .. رفع ذراعه و قال : أنظر!! إنها بقعة!!

لم يكن هناك شيئ بالطبع .. لكنه إستمر بفعلته .. ليصرخ به الصغير : أنت تقوم بسلخ جلدي يا أيها الوغد!!
إبتسم ماغنيس بإنتصار و هو يلتقط صابونة و قال :نطقت أخيرا .. كنت أنتظر سماع شيئ مماثل عند الباب لكنك أظهرت إحتراما مبالغا فيه!!

عبس الصغير و قال : توقف عن الثرثرة و أنهي عملك بسرعة .. عندي موعد مهم مع أبي!!

رفع الصابونة في وجهه و قال : لا تلقي أوامرك علي أيها المدلل و إلا سأحشرها في فمك !!

نظر إليها الصغير و قال : لا احب رائحتها .. غيرها في الحال !!

قال هذا ليدير الآخر عينيه بإنزعاج .. و يحضر واحدة أخرى من الخزانة بواسطة قواه السحرية .. لينظر إليه الصغير بتقزز و يقول : السحر عمل مشين !! إنه الطريقة الوحيدة للبشر العاديين من أمثالك ليجابهونا نحن الأطياف!! من المفترض أن لا يُستعمل السحر داخل المملكة !!

قال هذا ليرد عليه :لا أنتمي لك أو لمملكتك يا صغير!!

الصغير : و لا لأي مكان على ما أضن !!

قال هذا بلهجة ساخرة ليقول ماغنيس : يالك من وغد!!

الصغير : في الواقع .. أخبرني أبي بأنني أشبهك في الطبائع .. لذلك لا أشك بأنني سأصبح وغدا كبيرا مثلك يوما ما !!

أمال عنقه و قال : لسانك طويل بالفعل !! أعتقد أنه وُلِدَ قبلك أيضا !!

الصغير : إن لم يعجبك كلامي .. سأقص لك بضعة أمتار من لساني الطويل لتشنق بها نفسك !! أنا أقول ما أريد متى أريد !!

كان ماغنيس سيقول شيئا ما .. لولا دخول مورغان و هو يقول بحماس : لقد أحضرت المنشفة و الملابس!! أنهيتما الحمام أليس كذلك !!

إبتسم كلامهما و هما يقولان : نعم!!

و داخل كل من هما يقول .."وغد صغير".."وغد كبير"

ليضع راغنار يده على و جهه و يقول :وغدان حقيقيان!!

كان قد شكل صورة إبتدائية عن عمه ماغنيس .. رغم كونه شخصا مزعجا و لكنه يبدوا شخصا قويا و يعتمد عليه .. و إلا لما أدخله والده لهاته المملكة ..

لف ماغنيس راغنار الصغير  في المنشفة و حمله دافعا إياه في أحضان والده و هو يقول : هاهي قطعة المارشملو الخاصة بك .. إنه ولد بالفعل .. ولد سليط لسان !!

إبتسم مورغان بسعادة و هو يربت على ظهر الصغير و يقول : أنا سعيد لأنك تأكدة الأن .. و يبدوا أنكما كنتما تتبادلان المدائح و الكلام المعطور طوال الوقت!!

رفع ماغنيس كتفيه بلا مبالات أثناء خروجه .. بينما أظهر الصغير عينيه البريئتين ما جعل مورغان يبتسم بدفء له .. لراغنار.

بعد أن ألبسه ملابسه .. حمله بين ذراعيه مجددا و خرج إلى الشرفة حيث كان ماغنيس هناك .. نظر إليه بطرف عينه ليقول : أتممت المهمة.

بقي مورغان يربت على ظهر الصغير و هو ينظر للنجوم البلورية اللامعة و قال : هذا واضح .. لكن هل هناك أضرار ؟!

ماغنيس : لا شيئ..

إبتسم و قال : أحسنت أخي .. أعلم أنك لا تفشل في شيئ !!

فهم راغنار أن عمه ماغنيس و فريقة يقومون بأعمال خاصة للملك .. أعمال سرية لا تقوم بها الأطياف ربما .. فكر بالأمر .. ربما هم يمثلون لوالده ما تمثله داريا له !! إبتسم بخفة عندما أدرك هذا ..

إنتبه مورغان إلى أن الصغير قد نام بالفعل .. ضحك قليلا و قال : ااه لقد كان يريد لعب لعبة عد النجوم .. كما انه كان متحمسا ليريني شيئا ما .. يبدوا أنه تعب اليوم!!

إبتسم ماغنيس بدوره و قال : غِّر صغير .. لديه قدرة كبيرة على إبهارك في كل مرة !!

مورغان : إنه يشبهك أخي !! أنتما تتصرفان بنفس الطريقة .. أنا واثق أنه سيكون مميزا مثلك !!

رفع ماغنيس كتفيه و قال : لكنه غِّر صغير مع ذلك .. سيصبح أميرا متعجرفا .. بعدها ملك جيد لحد ما .. مثلك !!

إبتسم مورغان و قال : لحد ما ؟!

لم يرد عليه بل جلس على حافة الشرفة ليواصل مورغان كلامه قائلا : يا ماغنيس!! هل ستعتني به في حال حدث لي مكروه ما ؟!

نظر إليه بطرف عينه و قال : و ماذا سيحدث لك مثلا؟!"

مورغان : لا أعلم ، و لا أحد يمكنه أن يضمن ذلك .. لذلك فقط أخبرني!! أنا لم أطلب شيئا كبيرا!!"

رفع حاجبيه من دون إكتراث و قال :حسنا حسنا .. لا اتمنى هذا لكن.. لك ما تريد !!

ليبتسم مورغان بعفوية ثم يقول : شكرا لك أخي .. أشعر بالراحة !! علي أخذ راغنار لغرفته الأن .. هل ستأتي؟؟

ماغنيس : ااه لا .. سأبقى هنا لبعض الوقت .. أراك لاحقا.

إبتسم مورغان و قال : كما تريد.. تصبح على خير أخي.

قال هذا ليغادر مباشرة .. و راغنار يسير خلفه و هو يتأمله بهدوء ..
♦️
♦️
غطى الصغير  .. و طبع قبلة دافئة على جبينه بعد أن قال : تصبح على خير .. راغنار.

خرج من غرفته و إتجه إلى قاعة الإجتماعات التي كان فيها مسبقا .. كان راغنار يسير بجانبه .. لم يتسنى له فعل هذا مسبقا .. هذا ما جعله يحس بفرح و سعادة لا نهائيين .. مد يده ليلمسه .. لكن يده اخترقت جسمه.. إبتسم بأسى .. لكن عليه أن يسعد باللحظة الحالية مهما كانت .. لا يعلم متى ينتهي كل شيئ..

فجأة توقف مورغان .. و نظر مباشرة إلى راغنار الذي تجمدت أوصاله بالكامل .. لكنه سرعان ما أدرك أنه كان ينظر لنافذة التي كانت خلفه  .. للنجوم تحديدا .. إبتسم بخفة بينما عيناه الزرقاوتان تتلألآن تحت لمعان النجوم البراقة .. ثم قال بهدوء : أنا أيضا كنت اريد لعب لعبة عد النجوم هاته الليلة .

إبتسم راغنار بخفة .. ليواصل مورغان سيره نحو الغرفة .. إنتبه إلى انها مضاءة .. لكنه سرعان ما أدرك من هناك .. لذلك أسرع إليها ..

دخل مباشرة و هو يقول : آناااااااا.. إشتقت إليك!! لقد طال إجتماع ليفيوس هاته المرة !!

رفعت أنجلينا عينيها لمورغان و قالت بهدوء : مرحبا .. مورغان.

أسرع بالجلوس أمامها و هو يروي لها ماحدث اليوم بعفوية و سعادة .. بينما كانت هي تصغي بهدوء .. كان راغنار يراقب الأمر فقط .. و قد إنتابه شعور غريب .. أجواء هاته الغرفة في هاته الساعة مألوفة لحد ما ..

أنهى مورغان كلامه بإبتسامة عريضة و قال : ماذا عنك آنا .. ماذا حدث مع ليفيوس ؟!

أشاحت وجهها بعيدا عنه و قال بهدوء : نعم .. بهذا الشأن..

أحس مورغان بأنه هناك خطب ما .. فقال بهدوء : أنجلينا .. هل حدث خطأ ما؟! أخبريني!!

لكن دموعها كانت قد بدأت بالإنهمار ... و في نفس الوقت أُحيط المكان بالنيران ..

تيبس راغنار في مكانه .. الصورة بدأت تتضح .. أما مورغان فقد نظر حوله .. تأمل نيرانها .. أغمض عينيه و تنهد بهدوء .. نهض و سار نحو الأمام .. تخطى راغنار الذي كانت عيناه جامدتين .. نظر لزّاوية هناك خلف الأريكة .. هو يتذكر أين كان يختبئ.. و بالفعل كان راغنار الصغير هناك .. يحدق بهما بعينيه الواسعتين البريئتين من دون فهم .. كان قد نهض مفزوعا لأنه لم يخبر والده بحيلته الجديدة لذلك أسرع ناحيته ليخبره .. و عندما انتبه إلى انهما يتكلمان على انفراد .. تسلل و اختبأ خلف احدى الأرائك .. لينتهي به الأمر هناك ..

أعاد راغنار عينيه الجامدتين ببطأ لوالده .. الذي ابتسم بهدوء و قال : ذلك الليفيوس!!

و قد كانت أنجيلينا قد نهضت بالفعل .. و سحبت سيفها بينما كانت تقترب منه .. إستدار إليها مع إبتسامته المعتادة .. هو لم يفعل شيئ .. هذا ما أثار تساءل راغنار في الماضي و الآن و في المستقبل..

تمعن فيها جيدا و قال : أتمنى أن تكوني قد فكرتي جيدا قبل هذا أنجلينا.

أومأت بنعم بينما دموعها كانت لا تزال تنهمر .. إشتدت النيران في الغرفة .. خرج الصغير من مخبئه و إقترب منهما دون أن يفهم شيئا .. شدت على مقبض سيفها .. أغمض عينيه و إبتسم بهدوء و هو يقول : شكرا لك أنجلينا على كل شيئ .. أحبكما !!

أسرع راغنار ليقف حائلا بينه و بين سيفها .. لكن ببساطة .. عبر السيف من خلاله و كأنه هواء ليخترق صدر مورغان مباشرة ..

رفعت أنجلينا عينيها نحو وجهه .. كان لا يزال يبتسم نفس الإبتسامة .. لكن سرعان ما سقط على الأرض بينما دماؤه قد بدأت بالسيلان من فمه و صدر ..

سقط السيف من بين يديها المرتجفتين .. لتغطي بهما وجهها المصدوم .. بينما كان راغنار الصغير يحدق في والده من دون فهم .. أمال مورغان رقبته ليلقي عليه نظرة أخيرة .. و قد كانت عيناه مليئتين بالدموع .. إبتسم رغم كل شيئ و قال بصعوبة : أ..أنا أسف راغنار .. لن نلعب لعبتنا الصغيرة للمرة الأخيرة .. أنا أسف بني!!

سعل مورغان بشدة بينما كان الصغير لا يزال مصدوما كليا .. مد يده نحوه بصعوبة .. و كانت أنجلينا قد استفاقت من صدمتها للتو .. لتقف حائلا بينهما .. أسرعت بحمل راغنار الصغير و إتجهت به خارجا بينما عيناه لاتزالان معلقتان به .. عيناهما لا تزالان معلقتان ببعضهما ..

و عندما خرجت .. بدأت النيران بالتقلص و الإقتراب منه .. سقطت يده على الأرض و هو يقول : راغنار .. أنا آسف على كل ما سيلحق بك في المستقبل .. راغنار ..

و كان راغنار لا يزال واقفا هناك بجمود .. تحرك أخيرا .. و جثا على ركبتيه أمامه .. راح يتأمله بعينين فارغتين .. اللتان عادت لهما الحياة  أخيرا .. لتنفجر مقلتيه بدموع ساخنة .. و راح يقول بعد أن وضع يده على رأس والده : و لكن لماذا؟! لماذا علي أن ارى هذا مرة اخرى ؟! و مرة أخرى .. لم أستطع فعل شيئ !! أنا .. أنا أسف أبي!!

وضع رأسه بهدوء على صدره .. كان يتمنى فقط لو أنه يحس به .. كما هو يحس به الأن .. إبتسم هو الآخر لأنه كان يحس بالحرارة تتدفق إلى وجنته .. لذلك بقي على تلك الحال .. بينما النيران كانت تقترب لتحرقهما ..

في تلك اللحظة .. إنكسرت النافذة ليندفع ماغنيس منها مخترقا النيران بجسمه المليئ بالجروح .. لكنه توقف مباشرة عندما أدرك أنه قد تأخر .. لقد فشل !!

إقترب منه بهدوء بينما أدار مورغان رأسه بصعوبة ناحيته .. جثا أمامه ليبتسم الاخر و يقول : و أخيرا وصلت !! (سعل بقوة ليواصل كلام) كنت اخشى أن أموت قبل أن أراك!!

إبتسم اغنيس بتكلف و قال : لقد فشلت لأول مرة أخي .. كنت أضن انني لا افشل مطلقا .. و أنت قد أصبت مجددا .. ها أنت .. تموت !!

ضحك مورغان بخفة و قال : أرى هذا .. لا بأس .. كان يجب أن يحدث شيئ كهذا .. لا شيئ يدوم للأبد .. و الأن دعني أخبرك !!

رفعه ماغنيس على ركبته قليلا ليتمكن من الكلام .. سعل بقوة و قال: ليفيوس يخون المملكة .. إنه يسيطر على أنجلينا .. و على هذا الحال سيسيطر على راغنار أيضا بما انه الوريث الشرعي للعرش .. بموتي الأن سيعين ليفيوس انجلينا كملكة مؤقتة ريثما يكبر راغنار .. و في هاته السنوات أنا واثق بأنه سيعبث بلعناته تلك و يفعل شيئ ما لراغنار !!

كان ماغنيس بالكاد يستوعب ما يقول .. لذلك أمسك مورغان ذراعه و تابع كلامه بصعوبة : سيفسدون حياته يا ماغنيس .. سيعبثون به و بالمملكة و بالعالمين !!

شد عليه بقوة أكثر و قال : لا تسمح بهذا !! تذكر ما قلته لي منذ قليل .. لا تدعهم يفسدون ابني .. لا تدعه يتحول إلى طيف أسود !!

ماغنيس : طيف أسود؟!

مورغان : هو كذلك .. أسطورة البشري المختار قد تظهر قريبا .. سيستغل الوضع .. لذلك .. فقط جد حلا لراغنار أنا أرجوك !! و أنا واثق بأنه سيجد حلا للباقي!!

إمتلأت عيون ماغنيس بالدموع و هو يقول : بماذا تخرف اخي !! أنا فاشل !! انا لم أستطع الوصول في الوقت المناسب لإنقاذك!! كيف سأنقذ من سيعيش في عالم غير عالمنا !!

أخذ نفسا بصعوبة و قال : لا تحرر غبائك الكامن الآن !!أنا لن أعلمك كيف تنجح لأنك قد نجحت طوال حياتك و فشلت فشلا صغيرا الأن!! انت ستجد طريقة ما يا ماغنيس .. إنتهى الامر!! انا ألصقت هاته المهمة بك الى الابد !!

سعل بقوة اكبر هاته المرة ناشرا دماءا أكثر .. تأوه قليلا و هو ينظر إلى عينيه اللامعتين وسط الدموع و العاكستين لنيران المقتربة .. إبتسم و قال : هيا .. أخبرني بأنك ستفعلها !!

اومئ بصعوبة إشارة لنعم .. أطلق مورغان تنهيدة طويلة .. أغمض عينيه و قال : شكرا لك أخي .. شكرا على كل شيئ !! لقد فعلنا كل شيئ معا .. كان هذا ممتعا !! أنا سعيد لأنني أخبرتك بكل شيئ الأن .. ستجد MAR في المكان الذي إعتدنا على اللعب فيه عندما كنا أطفالا.. شكرا لك أخي .. الآن .. أستطيع أن أرقد بسلام !!

إبتسم بعفوية كالمعتاد .. لآخر مرة .. و ببساطة .. فارق الحياة بهدوء ..

تأمل ماغنيس وجهه مليا .. مسح على وجنته بيده الباردة  بهدوء .. كان يبدوا مطمئنا فعلا .. لقد أفرغ آخر آماله عليه .. لذلك هو لن يخذله هاته المرة مهما كلفه الأمر !!

أرجع جسمه للأرض بهدوء ..إنحنى عليه ليلسق جبينه بجبين أخيه و يقول : كن مطئنا اخي .. سأحقق ما تريد .. أرقد بسلام .. مورغان العزيز !!

قال هذا لينهض مباشرة .. تأمل وجهه لآخرة مرة ..وجه نصفه الآخر الذي غادر إلى الأبد  .. لكن جزء منه لا يزال على قيد الحياة .. لذلك عليه ان يبذل حياته في سبيله !!  الأن خطته القادمة واضحة امامه .. لا مجال للفشل .. أغمض عينيه و ألصق خنصره بإبهامه ليختفي مباشرة ...

ليبقى جسد مورغان هناك .. هو و راغنار .. كان قد أدرك من هو عمه .. وضع يديه على وجهه .. بينما النيران كانت تقترب منهما .. حتى كادت تلامس جسد مورغان .. لكن بطريقة ما ظهر جيناديوس .. وقف قليلا و هو ينظر بإمعان نحو جسد سيده .. إنحنى بهدوء و حمله .. ليختفى بعدها هو الآخر...ليبقى هو هناك وحده .. أصبحت الكثير من الأمور واضحة..و الكثير من الأسئلة الجديدة تبادرت إلى ذهنه .. إلتهمت النيران جسده الهيولي بالكامل .. بقي هناك جالسا فقط .. رغم كل الألم الذي أَلَمَ به الأن .. و كل الندوب الأبدية التي قد لحقت بروحه .. إلا أنه بطريقة ما .. شعر بالسعادة .. لانه و أخيرا إسترجع القطع الضائعة من ماضيه .. تذكر والده .. أدرك من هو عمه و كيف كان يساعده طوال الوقت .. رغم أن سعادته الصغيرة لم تكتمل .. حزن على راغنار الصغير .. تمنى فقط لو أنه إستطاع أن يضمه إليه .. أن يخبره بأن المستقبل سيكون على ما يرام .. و بأنه سيلتقي بالعديد من الأشخاص الرائعين الذين سيقلبون حياته و يغيرون وجهة نظره كليا .. تمنى لو أنه أخبره بأن كل هاته الجروح و الندوب و الآلام هي التي صنعته الأن .. لكن ذلك الصغير هو هو الأن !! لا تزال لديه الفرصة ليعدل كل شيئ الأن !! وضع يده على قلبه بعد أن أغمض عينيه و قال بهدوء :شكرا لأنك لا تزال حيا رغم كل شيئ !! و لأنك لا تزال تملك قلبا قادرا على الحب رغم كل هذا !! شكرا لك و للجميع !!

قال هذا و فتح عينييه ... عينين جديدتين تماما .. وقف و قال : حسنا .. أنا مستعد لمواجهة الباقي !!

قال هذا ليتسارع الزمن من حوله .. رآى الصغير محبوسا في ذلك البرج .. وحيدا .. هاهو ليفيوس يلقي عليه لعنته و لا أحد يكترث لصراخه .. هاهو هنا القصر الأسود الغربي يبنى خصيصا ليحبس هنا في ذلك الجزء الضئيل من المملكة .. هاهي جوري بعينيها الياقوتيتين تقرر ان تكون مربيته .. مربية ذلك الوحش كما أسماه الجميع .. ظهر من العدم شخص آخر إسمه جيراي قرر ان يكون خادمه هو أيضا .. أقسم لصّغير بأنه سيبقى خادمه للأبد !! للآن لا يعرف لماذا !! .. هاهي الامور تتطور مع ظهور بيترا .. شخص آخر خاطر بالإقتراب منه .. و الأن .. أووووب ...حادثة الإنتقال .. و هاهو يلتقي بلويس و داريا .. طفلان صادقا الوحش الصغير .. لم يظن يوما ان امرا كهذا سيحصل .... هناك مواء ما .. أذناه الصغيرتان تتحركان بخفة .. سيباستيان يظهر الأن كأفضل جندي شاب في الجزء الغربي من المملكة ... يلعب بالحياة بطريقة ما ليحدد هو قبل الجميع البشري المختار !! .. يتسلل لعالم البشر ليستدرجها نحوه .. رسم لها فخا متقنا من البداية .. لكنه هو من وقع به !! .. و هاهم البقية .. أندرتيكر المجنون و بياتريس .. و هم يبحثون عن الحجر الأخير في لعبة الجحيم .. و تتسارع الاحداث اكثر فأكثر .. مايسترو  و ظهور ليزلي ..  هاهي سينيثا .. لا تزال رائعة كما كانت .. كتاب الكون و خيانة سيباستيان التي زادتهم قوة بالنهاية .. دريادس .. هاما دريادس و أوريادس .. الجحيم و ليفيوس ...أخيرا .. يونيفورس و كيف إنتهى كل شيئ ....و  كيف أرخى بجسمه المتعب على الأريكة .. حين قال "الآن .. أستطيع أن أرقد بسلام !!" .. ظهر عمه .. ماغنيس !! .. هم في مكان ما بين العالمين .. مكان جيناديوس .. و كيف أصبح طيفا أسودا كما توقع والده .. فُتِحَ الكتاب أمام عينيه ليُغمر بضوءه .. هذا ما حدث الأن ...و .. ها قد عاد!!

نظر إلى MARR الذي كان قد أغلق نفسه و إستقر بين يديه .. كانت تلك الإبتسامة لا تزال مرسومة على وجهه .. رفع عينيه ناحيته  .. ناحية عمه .. إبتسم له و قال : الوغد الصغير!!

بادله نفس الإبتسامة و قال : الوغد الكبير!!

و بسرعة جثا جيراي امامه .. أمسك يد راغنار و وضعها على خده و هو يقول بين دموعه : سيدي الصغير !! لقد عدت !!

إبتسم راغنار و هو يمسح دموعه و قال : و لن أذهب لأي مكان الآخر .. جيراي !!

جلست سينيثا هي الاخرى بجانبه و هي تتأمله .. نظر إليها بعينيه الوديعتين .. لتبتسم و تقول : لقد عاد بالفعل .. و أفضل مما كان عليه !! أستطيع رؤيت روحه من خلال عينيه .. إنه صاف تماما !!

رفعت ناظريها نحو ماغنيس و قالت :لقد نجحت ماغنيس!! لقد وفيت بوعدك و أعدته !!!

وضع يده على رأسه و قال : و كأنني كنت أملك خيارا آخر !!

قال جيراي بينما كان يجفف دموعه : كنت ستقتله !!

نظر إليه ماغنيس بإمتعاض  .. ليقف راغنار .. مقابله تماما !!

إبتسم ماغنيس و قال :أيها الغِّر ..كنت اناديك بالقصير طوال الوقت .. أنظر إلينا .. نحن بنفس الطول !! يال السخرية !! انت سعيد أليس كذلك؟!

أمال عنقه و قال : جدا !!

وضع ماغنيس يده على كتف راغنار و قال : كنت غّرا صغيرا .. انت الآن امير متعجرف .. و ستصبح ملكا جيدا لحد كبيير .. تماما مثل مورغان !!

إبتسم بدفئ .. كان وجهه صادقا و نقيا أكثر من أي وقت مضى !! ماجعل كلا من جيراي و سينيثا يرتاحان أكثر ..

لكزه ماغنيس على كتفه و قال بخبث : أعتقد أنني أعرف من هي الملكة !!

إبتسم راغنار بخجل .. لكن سرعان ما توسعت عينيه برعب عندما تذكرها .. و قال : ل..ليزي!!

ضحك ماغنيس و هو يربت على كتفه و يقول : نعم نعم انها كذ...

قاطعه قائلا برعب : لا.. لويس سيقوم بحذف ذاكرتها في أي لحظة !!!!!!!

قال هذا ليختفي مباشرة من أمامهم !!

أدار ماغنيس عينيه بملل و قال : الوغد الصغير لم يشكرنا !! ثم لقد كنت سألقي عليه خطابا مؤثرا عن ضرورة الإقتداء بوالده و السعي نحو المستقبل !! كنت سأبدوا أفضل عم في الكون !!

كتف يديه بإنزعاج ليضحك كل من سينيثا و جيراي .. هؤلاء الثلاثة 🖤



كان لويس قد دخل بالفعل إلى غرفة ليزي التي كانت نائمة بعمق دون ان تدري بشيئ .. بساطتها جعلتها سعيدة طوال الوقت !!

كانت عينا لويس لا تزالان تدمعان بشدة .. جلس بجانبها و أخرج حقنته .. تأمل وجهها و قال بين شهقاته: شكرا لك ليزي .. لأنكي جعلتيه سعيدا !! لأنك ألنتي قلبه بعد كل شيئ !! شكرا يا....

و في تلك اللحظة .. ظهر راغنار مباشرة في الهواء فوقهما و صرخ به قائلا : توقف لويس!!   ..و ركله مباشرة على وجهه لتطير الحقنة بعيدا و يسقط كلاهما على الأرض!!

نهضت ليزي بفزع و هي تغطي جسمها بالبطانية .. نظرت إليهما و صرخت بهما قائة : ايها المنحرفان ماذا تفعلان هنا !!

نظر راغنار إلى لويس و صرخ به قائلا : أيها المنحرف ماذا تفعل هنا !!

حدق لويس ببلاهة من دون ان يفهم شيئا .. لتضرب ليزي راغنار بالوسادة ليرتطم رأسه بوجه لويس و صرخة فيه قائلة : أنت أيضا راغنار !! أخرجا من هنا !!

نهضا بسرعة و خرجا بينما كان راغنار ممسكا برأسه و لويس بعينه .. أغلقا باب غرفتها و إستندا عليه .. بقيا على هاته الحال لبضع ثواني .. قبل ان ينظر لويس بطرف عينه التي بدأت تتورم و تتحول للون الأزرق لراغنار الذي نظر إليه هو الأخر .. قال لويس ببلاهة : راغنار .. انت لم تمت ؟

اومأ بنعم .. بينما إبتسامته العريضة تشق وجهه ليتابع لويس قائلا بدهشة : و لن تموت الأن أليس كذلك!!

اومأ من جديد ليقول : و لن تموت أبدا !!!!!

راغنار :  لا تبالغ يا لوي الغبي !!

قال هذا بلهجته المتململة المعتادة ليستفيق لويس من صدمته و يعانقه بينما دموعه تنساب .. بادله راغنار العناق و هو يقول : تعديل في الخطة .. لن أموت الآن اخي !!

قال هذا و إنتبه إلى داريا التي كانت تحمل قطعة كعك كبيرة في يدها و هي تبكي بسعادة .. عبس بعد أن إنتبه لقطعة الكعك و قال : لا أصدق !!!! إستغللتي موتي فعلا لأكل المزيد من الكعك !!

حشرت القطعة في فمها بسرعة و هي تختلط بدموعها لتتجه نحوهما لتدخل في عناق ثلاثي معهما .. الأصدقاء القدماء ...

مسح على رأسيهما و قال : كل شيئ سيكون على ما يرام من الآن و صاعدا !! لا تقلقا علي مجددا !!

و بينما هم كذلك .. فُتِح باب جناحه بهدوء ليدخل منه سيباستيان الذي كانت عيناه منتفختان بشكل رهيب و مخاطه يسيل حتى الأرض من أثر البكاء .. كان قد أتى لينقل ليزي إلى عالمها تحقيقا لرغبة سيده الأخيرة .. و لكن يبدوا ان الخطة قد أُلْغِيت .. و لقد أدرك ذلك ..

إنفجر في مقطع آخر من بكاءه و ركض مباشرة نحو راغنار فابتعد كل من لويس و داريا .. ليعانق سيده و يسقطا أرضا !!

صرخ راغنار قائلا : يا كرة الفرو !! إنهض عني في الحال مخاطك يغمرني !!

بقي سبستيان على حاله و هو يصرخ بين شهقاته : س..سيدي ر..راغنار!! أنت حي!! انا .. أنا لا أصدق هذا !!

صرخ به مجددا : ياكرة الفرو !! سأحولك لكيس ملاكة إن لم تنهض في الحال!!

نهض عنه بصعوبة .. لينظر راغنار لنفسه بتقزز ثم إلى سيباسيان بغضب .. أشار لرداءه و قال : ستلعق هذا الان!!

ضحك سيباستيان بينما يكفكف دموعه .. و كذلك كل من داريا و لويس .. و راغنار !!







لايوجد شيئ في هذا العالم أفضل من الصباح في عالم الاطياف .. خصوصا في قصر الأمير راغناروك فينيكس!!

السماء الزرقاء الفاتنة كانت تسمح لخيوط الشمس اللامعة بإختراقها لتضيئ كل شيئ .. الورود المتحركة .. الماء المتدفق .. جدران القصر الياقوتية السوداء .. و كذلك أرواحهم ..

لكن هناك شيى أفضل من هذا .. و هو ان تستقبل هذا الصباح المشرق بروح جديدة كليا !! روح جديدة و مشرقة هي الاخرى .. و صافية من أي حقد أو كراهية.. و هذا ما كان عليه راغنار اليوم .. و إلى الأبد ..

إبتسم و هو يلقي نظرة من شرفته العالية على الجميع الذين كانوا يتجولون بسعادة في حديقته العظيمة بعد ان أعطاهم عطلة هذا اليوم .. طبعا ماعدا جوري و جيراي اللذان رفضا هاته العطلة و بقيا يقومان بأعمالهما المعتادة ..

ضحك قليلا عندما احس به يقترب منه .. جلس على حافة الشرفة ليحرك الهواء خصلاته الطويلة .. إبتسم ماغنيس و قال : تبدوا سعيدا يا صغير!!

أسند يده على خده و قال بينما كان لا يزال يراقبهم : لأنهم كذلك !!

ضحك ماغنيس ليلتفت إليه راغنار و يقول : تحب هيئة العجوز المتحرش هذا ؟!

و قد كان ماغنيس قد عاد فعلا لهيئة "اندرتيكر" و قال : إنه يساعدني على التنقل هنا و هناك .. ثم أنت الوحيد من بين أصدقائك الذي يعلم من اكون ..

إبتسم و قال : هذا صحيح.. عمي ماغنيس!!

ضحك مجددا و قال : اُفَضل "الوغد الكبير" على عمي هذه!!

ضحك راغنار على كلامه بينما كان ينظر إلى ليزي .. إنتبه ماغنيس على ذلك و قال : ماذا بشأنها ؟! كيف إنتهى بها الأمر هنا !!

تنهد قليلا و قال : في الواقع .. لقد كانت الحفرة التي حفرتها و وقعت فيها .. و لم اتمكن من الخروج منها !!

عدل ماغنيس جلسته ليستمع إليه بشكل أفضل .. ليواصل كلامه : في لحظة ما .. إنتبهت إلى هذا .. قلت لنفسي .. ألست الشرير هنا ؟! لماذا أحبها ؟! و لماذا أهتم بهم ؟! لماذا افكر في أمور أخرى غير هدفي الرئيسي؟! هل نسيت هدفي ؟! ربما في تلك اللحظة إستيقضت .. لا ادري كيف .. لكنني إستيقضت !! و بعدها ادركت بأني سأموت قريبا .. لذا إبتسمت لنفسي بصدق .. و لأول مرة منذ زمن بعيد إبتسمت لنفسي بصدق في المرآة و قلت : حسنا راغنار .. بما انك لم تستطع الخروج من هاته الحفرة .. دع الرياح تنجرف و تدفنك فيها الى الأبد !! شعرت براحة كبيرة .. فأدركت بأنني فعلا كنت مخطأ طوال هاته السنوات .. و رغم أن الأوان قد فات .. إلا أنني كنت  سعيد لأنني عرفت ماهو الصواب .. و لكن لاشيئ كامل .. كنت سأموت في منتصف المسرحية..كبائس دهسه وحش عملاق و هو يجري بسرعة الى منزله بعد أن جمع قوت أولاده...ثم هذا ماحدث ..

نظر إليه و قال : ظهرت أنت !!

إبتسم ماغنيس و قال : الوغد الكبير !!

راغنار : نعم .. ظهر الوغد الكبير و رفيقاه .. و هكذا أنا هنا ... اعتقد أنني اكثر شخص محظوظ فب هذا العالم!!

نظر ماغنيس إلى ليزي و كذلك راغنار .. ابتسم و قال : ستكونان رائعين مع بعضكما البعض!!

إبتسم راغنار و قال : أتضن ذلك !؟

في تلك اللحظة كانت ليزي قد رفعت عيناها لتنتبه إليهما .. لوحت لهما فقال ماغنيس : أنظر !! إنها تناديك!!

صعد راغنار على حافة الشرفة و قال : حسنا إذن!! إنها إشارتي !!

اوقفه اندرتيكر قائلا : بالمناسبة .. لقد وضعت هدية صغيرة في غرفتك!!

إستدار إليه و قال بإبتسامة : تقصد MARR؟

ماغنيس : هو كذلك .. و أيضا ..  لقد كان يكتب MAR هكذا فقط .. انا أضفت R الاخرى عندما ولدت روجينا.. لتكتمل عائلتكم الصغيرة .. مورغان أنجلينا راغنار و روجينا !!  إنه بالنهاية ألبوم صور والدك .. كان يحب جمع الصور .. و انا إستعرته طوال هاته المدة لأستعمله أثناء عملية تطهيرك !!

أدار راغنار عينيه بملل و قال : أرجوك لا تذكرني بذلك !! كنت أشبه دجاجة تم نتف ريشها !!

ماغنيس : في الواقع أجل .. كنت تصرخ كالكلب المسعور !!

ضحك كلاهما .. ثم قال راغنار : شكرا لك .. انا ممتن لك .. و انا واثق بأن أبي كذلك !! شكرا لك .. عمي ماغنيس ..الوغد الكبير!!

إبتسم و قال : على الرحب .. ابن اخي .. الوغد الصغير!!

إبتسم له .. ثم أعاد ناظريه إلى ليزي و البقية .. لقد كانوا ينتظرونه ..

تخللت الرياح النسيمية العليلة شعره .. بينما عيناه كانتا تلمعان بزرقة نقية صافية اكثر من أي وقت مضى .. الان بعد كل هذا .. أحس أخيرا بالسلام الداخلي .. ذلك السلام الذي لم يعرفه مسبقا .. الان .. هاقد تغير فكره بالكامل ..و بهذا .. تغيرت نظرته كليا للحياة .. صارت مختلفة .. مشرقة .. و جميلة !! هو ليس وحيدا كما كان يظن طوال تلك السنوات .. فقط الأشياء الجميلة تستغرق وقتا .. الأن .. لديه الكثير من الامور ليقوم بها .. الكثير من الامور التي ستسعده هو و الجميع .. كلنا بالنهاية نستحق أشخاص امثال أصدقائه و من حوله .. أشخاص يُذكروننا بمن نحن .. و ماذا يمكننا أن نفعل .. و يذكروننا  دوما بأهميتنا في هاته الحياة .. بأننا أشخاص مهمون لهم و للكون على حد سواء !! حسنا .. على الأقل هذا ما تعلمته أنا خلال هاته السنوات و أنا أروي لكم كل هذا.. كوني انا هو .. و هو أنا .. راغنار!!

ضحك بخفة .. كيف جرت الامور عكس مخططاته بالكامل !! من الجيد ان هذا قد حصل .. إبتسم بسعادة و قفز إليهم .. إلى أصدقائه !!

عدل ماغنيس من جلسته و هو ينظر لهم بسعادة أيضا .. نهض أخيرا .. سحب السحر من جسمه ليعود إلى شكله الطبيعي .. نظر إلى سينيثا و جيراي اللذان كانا قد وصلا منذ فترة .. إبتسمت سينيثا و قالت : لقد نجحت مجددا .. ماغنيس !!

ضحك بخفة و قال و وهو ينظر لسماء : حققت امنيته و حسب .. لقد وعدته !! مورغان !! يمكنك ان تكون مطمئنا الآن .. كل شيئ سار كما أردت !!

إبتسم جيراي و هو يستذكر السيد مورغان .. و كذلك سينبثا ..

إلتفت إليهم و قال : و بنهاية مهمتنا .. نكون قد وصلنا الآن إلى ..

"النهاية"










8602 كلمة!!

آه يا رفاق .. لم أكن ارغب في أن آتي لثرثرة هنا بعد هاته النهاية .. أقصد .. أنا ابكي بالفعل و الساعة 2.27 صباحا .. لكن عندي أمور اخرى مهمة علي قولها لكم!!

لا تنتهي رواية الطيف الأسود هنا!!

بالضبط.. اقصد هذا واضح نوعا ما .. هناك العديد من الأمور التي لم اكشفها .. أبرزها حقيقة جيراي .. حقيقة سينيثا و أرض الباندورات إن كنتم تتذكرون متى تكلمت عنها .. حقيقة لقاء راغنار بلويس و داريا او كما وصفته خلال هذا الفصل بحادثة الإنتقال!! ماضي مورغان و ماغنيس .. ماضي سينيثا مع أنجلينا .. و كنقطة مهمة !! ليزي!! لم نسلط عليها الضوء مطلقا هي و عائلتها .. نعم .. عائلتها!!

و غيرها من الأمور التي اتوقع ان العديد قد انتبهوا لها ..
على كل حال .. لن يكون هناك جزء قادم🤷🏼‍♀️رغم  انه هناك جزء رابع بالفعل .. هممم .. هناك جزء رابع .. لكن لن أكتبه هنا..
و هذا راجع لعدة اسباب ابرزها طبيعة حياتي التي لا تمكنني من النشر المنتظم .. و كذلك كوني أريد ان ابدأ بنشر الروايات في الواقع .. روايات مطبوعة و ليس على الواتباد..و أيضا لأن هاته الرواية بالذات(التي بدأتها و عمري 15 سنة و قد استغرقت فيها 4 سنوات) مليئة بالاخطاء و الأفكار و الأمور التي اود تغيرها .. نعم .. خخخ ساغير الحكاية .. هاته ليست إلا المسودة الثانية للرواية العظمى!!

و على كل حال كما قلت .. قد اترك هاته هنا في الواتباد قد اخبركم يوم أنشر رواية فعلية ..
رغم انني أنصحكم بمتابعتي على الأنستغرام لأنني متواجدة فيه على الدوام(الرابط في البايو)

و شيئ أخر ..

شكرا

شكرا للجميع فعلا .. لا أصدق ان شخص مثلي قد كتب رواية و قد حاك تفاصيلها .. لا أصدق أصلا بأني هنا .. فقط في 2016 قمت بتحميل هذا التطبيق و بدأت بالكتابة مباشرة لا ادري حتى لماذا .. و أقسم اني كنت اكتب الفصل دون ان اعلم ما بالفصل القادم .. ثم هاهنا انهينا الجزء الأول ثم الثاني و هانحن و لا يزال هناك المزيد!
إكتشفت انني أستطيع أن أكتب و أثرثر و ألف و أدور هنا و هناك بأحداث فانتازية .. و هاته الرواية الحبيبة .. كانت الباب ل 13 رواية اخرى (نعم عندي 13 رواية اخرى غير هاه 🙄 و هاته واحدة من الأسباب التي جعلتني لا أنشر في السنوات الأخيرة )

و كما قلت .. لقد كان كل شيئ بسيطا .. لم يكن أي احد يقرأ هاته الرواية .. اثنان ثم ثلاثة .. ثم أتيتم كلكم !! لذلك شكرا لكم .. شكرا جزيلا من اعماق أعماق أعماق راغنار 🖤

و الشيئ الذي لا أصدقه .. انه بفضل هاته الرواية .. تعرفت على أشخاص هم الأقرب إلى قلبي الآن .. أشخاص ساعدوني كثيييرا رغم اننا لم نلتقي مسبقا .. احبكم أنت خصوصا 🖤و شكرا لكم🖤

و كشيئ أخير .. كونوا كما انتم و فقط .. لن تنفع أي نصيحة فيكم إن لم تكونوا انتم .. عيشوا!! جربوا و تذوقوا الحياة .. إقرؤوا .. و إرتقوا .. و حققوا أي شيئ تخيلتموه في طفولتكم ..
و لا تظنوا أبدا أبدا بأنكم وحدكم هنا .. هناك دوما أشياء و أشخاص و أقدار مخبأة لكم في مكان ما .. أجمل الأشياء تستغرق وقت .. و هو كذلك .. لذلك شمرا للجميع لأنكم ساهمتم فيما أنا عليه الأن!!

و لكن .. ليكن في علمكم .. انه في يوم ما من المستقبل القريب .. إذا سمعتم عن رواية تحمل عنوان "الطيف الاسود" مع اسم شخصيتي الحقيقية .. هاجر .. او مع اسمي المستعار .. ukiyo .. افتحوها .. تحققو ان البطل هو الطيف الملكي صاحب البشرة الشمعية و العينين الزرقاوتين .. تحققوا انه راغنار .. ثم كونوا مطمئنين لأن الرواية التي قرأتموها هنا مختلفة عن التي ستكون على أرفف المكتبات .. تاكدوا .. ان فتاة ما .. من الكوكب الذي كتب عليه أن يحمل البشر .. من القارة التي يحمل كل واحد عنها ضنون مختلفة لكن سكانها يحملون ضنون مختلفة كليا .. من ذلك البلد الشاسع الذي يمتد من البحر المتوسط الى الجبال الثلجية الى الهضاب الواسعة الخضراء الى الصحراء ذات المتحف الطبيعي و القبة الفلكية المجانية .. من بلد الأربع فصول .. و من تلك المدينة التي انتهت عندها كل الخيوط .. المدينة التي تبقى خضراء طوال العام .. و في احدى كلياتها العريقة .. تجلس تلك الفتاة .. ترسم على دفتر الملاحظات منتظرة ان ينهي الاستاذ محاضراته .. تحمل اغراضها بسرعة لتخرج بعد انتهائه .. لتتناول وجبة بسيطة لتسرع بعدها بملل الى احدى المستشفيات التي يفترض انها تدرس بها .. تتفقد سماعاتها الطبية و نظاراتها ان كانت بالحقيبة .. و كذلك مئزرها الابيض الذي ذكرها بطريقة ما بلويس من احدى رواياتها القديمة .. ترتدي ملابسها الخاصة عند وصولها الى المستشفى .. لتتجول في الأروقة و هي تقوم بمايفترض بطالب الطب من كلية الجزائر العاصمة ان يقوم به .. تجر قدميها بتعب بعد ذلك لتعود لمكان اقامتها حيث تعيش بعيدة عن اهلها .. تبحث عن مفاتيحها بملل .. ليمر بجانبها قط أسود بعيون ذهبية .. تبتسم بخفة .. قط مألوف ..  لتدخل بعدها لغرفتها الصغيرة .. و العظيمة بالنسبة لها  ترمي ماعليها من ملابس لتفك شعرها الذي يماثل شعر ليزي في اللون و الطول .. ترمق المرآة بنظرات حادة .. بعينين تم إقتباس عيني راغنار منهما .. نفس اللون و الحدة .. و حتى الشخصية!! .. مع هالات سوداء يمتلكها اي طالب طب عادي.. تضحك بسخف عندما تتذكر ان الانعكاس انعكاسها .. تهبط حمامة بيضاء و سوداء على شرفتها كما كانت تفعل داريا.. مزيج من جوري و جيراي .. تسمع صوتا خافة يسألها ان كانت تريد القهوة مع الحليب ام تكتفي بالشاي ككل مرة .. "شاي من فضلك" ترفع زميلتها في الغرفة عيناها من الكتاب لتقول بعد ان رسمت على شفتيها ضحكة كضحكة بيترا: أصدقائك الخياليون مجددا؟؟!!
تبتسم بنفس ابتسامة اندرتيكر المجنونة لتقول :هم يثرثرون بشدة هاته الايام !!

بعد ان تنهي اعمالها العادية من تنظيف و دراسة و طبخ .. و حين يخيم الظلام على المنطقة .. لتصبح البوابة بين العالمين أكثر وضوحا .. تقوم بطقوس نومها المعتادة .. و بعد ان تتأكد من نظافة المكان و من تعطير جسمها بشكل كامل .. تحمل حاسوبها البسيط و تطرطق اصابع يديها التي تتخللها العروق الزرقاء البارزة .. و تدخل لعالم اخر من عوالم رواياتها المتعددة .. تكتب و تكتب .. تضحك في المواقف المضحكة و تبكي في المواقف المؤثرة .. تقرر ان تتوقف هنا هاته الليلة .. تضع حاسوبها جانبا .. تسلط ضوء هاتفها على زميلتا لتتأكد انها نزعت نظاراتها قبل ان تنام .. تضبط منبهها .. 3 ساعات و 46 دقيقة قبل موعد استيقاضها .. تتنهد بإنزعاج و تتعهد بانها ستعدل نومها مستقبلا .. نفس الأمر منذ سنوات .. و تنام بعد دوامة من الخيالات في احدى اراضيها ..

البعض يعتبرونها شخصا يعتمد عليه .. و البعض يعتبرونها شخصا جيدا بما فيه الكفاية للقيام بأعمالهم .. البعض يعتبرونها عظيمة .. البعض يعتبرونها مريضة عقليا .. و شخصان يعتقدان انها مصابة بالتوحد .. اربعة اشخاص يعتبرونها شريرة .. شخص يعتبرها غريبة.. و شخص يعرف انها مجرد طفلة صغيرة تبكي بسهولة .. لكن الاغلبية الساحقة يعتبرونها شخصا مختلا يمكنها ان تقوم بتفجير انتحاري اذا لم يعجبها غداء الجامعة .. اما هي .. لم تكن تعرف شيئا عن هذا الامر .. تعرف فقط انها مثلها مثل كل الناس .. ولدت من النجوم .. لكنها من القلة الذين سيعودون إليها يوما ما .. ليبتلعها الكون..

هذه انا .. لربما كنت انا ايضا شخصية خيالية بالنهاية.. اراكم في عالم آخر🙏🏻


تمت و الحمد لله

تعديل من 2023
لا يوجد جزء آخر من هاته الرواية
بالنهاية
هي جميلة لأن شخص آخر من زمن آخر كتبها ، و لا يمكنني إستعارت عقل تلك الفتاة لأكتب تكملة لعمل كهذا .. نكن نكبر و تتغير أفكارنا و تصقل مواهبنا و نجرب أشياء جديدة و أعمق حتى نصل لذواتنا الحقيقية ، و في كل مرة يتوجب علينا المضي قدما دون الالتفات إلى الآثار التي خلفناها وراءنا ، كثرت الإلتفاتات قد تكسر عنقك يوما ما ، و هذا ما حدث لي مع هاته الرواية ، مضى زمنها ، حان الوقت لكي أتحرر منها ، أود فقط أن أعتذر على الوقت و الرسائل التي ارسلها العشرات منكم بحثا عن تكملة ، العمل كامل بالفعل ، كامل و عظيم كما هو ، لا أريد إفساده ، أسفة .. لذلك .. هنا بالفعل نصل إلى

النهاية
🤍

Continue Reading

You'll Also Like

564 71 17
"الينا فتاة فضولية حول الغابة الكبيرة الغامضة في قريتها " "تتشاجر مع والدتها فتقرر جمع الأزهار لها لمصالحتها" "لكن يحدث شيء لم يكن في الحسبان فالشائع...
123K 7.2K 30
حفيدة مفقودة ومنتقم الناجي الاخير لعائلته لم يكن وجودهما صدفة بلحظة ولم تكن اي لحظة قادتها الاحداث للوجود بمكان كان كالوحوش لها لماذا التقته وهل ل...
7.5K 797 19
عندما تكون ناجح في كل شي وتملك كل شيء فهذا يخلق لك الكثير من الأعداء. ... اخطر الأعداء هم الأعداء الصامتة ... كانت كارين ترتشف شرابها تفكر بعناوين ا...
757K 44.4K 50
هي الأفضل لكنها الأسوأ إنها مثالية لكن متناقضة هي جيدة لكن الظلام داخلها هي ألفا قوية ولن تقبل سوى بالفا يستطيع مجاراتها رفضت البحث عنه خشية أن تض...