Suicide | Skz✔.

By maisazem_

41.4K 4.1K 2.8K

أينَ أنا؟ حيثُ يقع هان جيسونغ في دوامّة لا نهايةَ لها. -نفسيّ، غموض، صداقَة. -خالٍ من الرومانسية والعلاقاتِ ا... More

00
01
02
03
04
05
06
07
08
09
10
11
13
14
15
16
17
18-النهاية.

12

1.4K 186 106
By maisazem_

فزع تشان وبحركة تلقائية صرخ مناديًا أحد الممرضين فسمعته إحداهن وركضت إليه "ماذا حصل سيدي؟".

طارت الكلمات من عقله للحظات، لا زال هول الصّدمة مؤثرًا عليه فبدأ يحرك يده بعشوائية مؤشرًا على أخيه بينما تنظر اليه الممرضة باستغراب محاولةً فهم ما يرمي إليه.

ما هي ثوانٍ حتّى تمالكَ نفسه وقال "دمعة، لقد ذرف دمعة!".

"حقًا؟!" ردّت الممرضة بتعجّب فأومى الآخر بقوّة "أجل، لقد رايته بأمّ عيني!".

إقتربت الممرضة من فيلكس ولاحظت أثر الدمعة بالفعل، حيث أن مكانها لم يجفّ حتى الآن.

"سأنادي الطّبيب بالحال، لا تفزع سيدي وليّ الأمر" نطقت بنبرة مُهدّئة نظرًا لحالة تشان المبعثرة فاومئ بخفّة وقد انتظمت أنفاسه بعد اضطرابها.

هل سيُعيدُ هذا بعض الأمل؟.

___

بعد عشرِ دقائق من الإنتظار جاء الطّبيب قائلًا "آسفٌ على التأخير".

"لا بأس" أجاب تشان مترقبًا نتيجة إيجابية من تفحُّص الطبيب لأخيه.

"هل هذه المرّة الأولى التي تراه يصدر إنفعالاتٍ فيها؟" سأل الاكبر فأجاب تشان "بخلاف الأوقات التي لم اقضِها بجانبه، أجل".

اومئ الآخر ثمّ قال "إذًا فهذا شيءٌ طبيعيّ، إنّ حالته أقرب إلى حالة تدعى 'الإنباتية المستديمة' المصابون ضمن هذه الحالة هم مرضى فقدوا كل الوظائف العصبية الإدراكية ولكن أجسامهم بقيت قادرة على التنفس، ويمكن لها أن تقوم بحركات عفوية مختلفة، لستُ متأكدًا من ذلك أيضًا".

تنهّد تشان "هل من الممكن إعتباره مصدرًا للأمل؟".

"من الممكن؛ فهذه الحالة نادرةٌ هنا تحديدًا، لكن لا ترفع سقف آمالكَ حتى لا يتحطّم لاحقًا" ردّ الطبيب بنبرةٍ متفائلة.

"حسنًا" ابتسم تشان ثم نهض وإنحنى عندما قال الطبيب أنه ذاهب.

جلس مرةً أخرى وأمسك بيدِ فيلكس "هل هذه إشارة على أنّك تستمعُ إليّ؟ هل يمكنني أن اتأمل حدوثَ ما ليس بالحسبان؟".

قبض على يدِ أخيه وأكمل "لا أعلم ما الذي يحصل في عالمك، ما الذي جعلك تذرفُ هذه الدمعة الثّمينة، ولكنني على يقينٍ بأنني سأراكَ مستيقظًا مجددًا، سأراكَ تركضُ بالأنحاء كالأطفال بصحبة جيسونغ وسونغمين، وسنجلسُ معًا ككل ليلة، لتقرأ لي اجزاءك المفضّلة من الروايات الإنجليزية التي تقرأها".

مسحَ على وجنة فيلكس "عدني أنّك ستفعل، حسنًا؟".

لم يجد ردًّا كالعادة، فابتسم بحكم أنّ 'السكوت علامة الرضى' وأكمل تأمله لأخيه بهدوء.

___

في غرفة جيسونغ، إنتهى الجميع من الأكل وها هي الفوضى تعمّ المكان نتيجة لعددهم الكبير وحركاتهم الكثيرة.

"هل هذا ما استقبله بعد غيبوبتي؟ غرفةٌ هائجةٌ بنفاياتكم؟" هتف جيسونغ ضاحكًا فقال تشانغبين "كن شاكرًا لوجودنا هنا، فلولانا لكنتَ وحيدًا تراقب النمل وهو يمشي على الحائط".

قهقه سونغمين "ومن قال أنّه سيكون وحيدًا؟ فأنا هنا الى جانبه".

قام تشانغبين بصنع وجهٍ مشمئز بصحبة هيونجين فقال "هل أنت حبيبه أم ماذا؟" فأردف هيونجين "لا بد من أنهم وفيلكس ثلاثيّ حب".

لم يدرك هيونجين ما قاله فعمّ الصمت المريب بالأرجاء "هو لا يزالُ غائبًا عن الوعي...صحيح؟..." قال ايان وهو ينظر الى هيونجاي.

اومئ الأكبر "أجل، وليس هنالك تقدُّم".

نهض مينهو ونظر الى جيسونغ "انا آسفٌ على خرقي للوعد ببقائي صامتًا، ولكن جيسونغ، هل يمكنك سردُ ما حصل قبل سقوطكما؟" بنبرةّ باردةٍ نطق كلماته مما أرسل القشعريرة لجسد جيسونغ.

"لقد قلت لا-" اراد هيونجاي ايقاف مينهو لكن جيسونغ تكلّم بنبرة هادئة و مرتجفة.

"لقد أتت امي، في ذلك اليوم" بدت الصدمة على وجوه الجالسين عدى هيونجاي وسونغهوا، يعلمان بذلك كونهما يعملان في الميتم الذي يعيش به جيسونغ.

فهيونجاي هو مالك الميتم، اما سونغهوا فهو المسؤول عن الوحدة التي تضم بها مجموعة الأصدقاء، بالإضافة الى 7 ايتام آخرين.

"و-والدتك؟" سأل سونغمين بنبرة متفاجئة.

اومئ جيسونغ فقال هيونجين "هل هي على قيد الحياة؟" وكزه تشانغبين بمعنى 'اصمت' لذا مسح هيونجين على مكان الوكزة بألم.

تنهّد المريضُ وصارعَ تردده في عقلهِ هل أخبرهم، ام عليّ البقاءُ صامتًا؟.

"سأخبركم" نطق بعد تردد دام لدقيقة كاملة.

ابتلعما في حلقهِ بصعوبة وبدأ بسرد ما حصل.

-عودة في الزمن-.

لقد كنتُ جالسًا بصحبةِ فيلكس، سونغمين لم يكُن موجودًا لإنشغاله بدراسة الفلك الجانبية.

كنّا نتحدّثُ بأمورٍ مختلفة ونضحكُ على أشياءَ سخيفة كالعادة.

حينها دخل سونغهوا ويبدو التوتّر على وجهه "جيسونغ، هل يمكنك القدوم؟".

تسائلتُ عن سببِ نبرته المتوترة بعقلي ولكنني تجاهلتُ ذلك ولحقت به.

لا اعلم ولكن، لا بدّ أنّ فيلكس قام باللحاق بنا، فمن المعروف عن كونِه فضوليّ.

دخلتُ إلى مكتب الإدارة لاحقًا سونغهوا فكانَ هيونجاي جالسًا هناك...وعلى كرسيّ الضيافة أمام مكتبه كانت تجلسُ إمرأةٌ تبدو وكأنها في منتصف عقدها الرابع.

شعرتُ بشعورٍ غريبٍ لا استطيعُ وصفه عندما التقت ابصارنا.

ازاحت عينيها على الفور بتوتّر، لا أعلمُ ما بهم يتصرفونَ بغرابةٍ اليوم.

جلستُ على الكرسيّ أمامها فنهض هيونجاي قائلًا "سنعطيكم بعض المساحة الشخصيّة" سحب سونغهوا معه وخرجوا من المكتب بعد أن اغلقوا البابَ خلفهم.

مرّت دقائقٌ من الصمت، انتظرتها لتتكلم ولكنها كانت فقط تنظر إلى كأس شايها، وكأنها ترتّب أفكارها المبعثرة.

تحمحمتُ بإحراجٍ وقلت "هل يمكنني معرفةُ سببِ استدعائي إلى هنا؟".

نظرت إلي بتفاجئ وكأنها استيقظت من نومها ثم تمالكت نفسها ونطقت أخيرًا وهي تنظر إلى اي مكانٍ غيري "لا بدّ من أنّك لم تتعرّف عليّ".

رمقتها بنظرة متسائلة "هل اعرفك؟ فعددُ معارفي قليلٌ، محصورٌ بأعضاء الميتم".

اخذت نفسًا عميقًا ثمّ قالت "انا هي والدتك".

شعرتُ بصخرةٍ ثقيلةٍ تسقطُ على قلبي.

انا كطفلٍ بالسابع عشرةَ من عمره، يقابلُ والدته التي اعتقد أنها قد فارقت الحياةَ لأول مرّة، لم أستطع استيعاب كميّة الألم التي اصابتني في تلك اللحظة.

لاحظَت السّيدة، اقصد والدتي صدمتي وصمتي، فأكملت "أعلمُ أنّ هذا من الصّعب تصديقه، لكنني اعتقدتُ أنه عليك معرفة بعض الأشياء على الأقل، بما أنك كبرت وأصبحت واعيًا بشكلٍ كافٍ لتحمّل حقيقة وجودك".

عضضتُ شفتي بامتعاض، قلبي يضربُ قفصي الصّدري بقوّة وبشكلٍ خارجٍ عن السيطرة.

استمرّيت بصمتي وعيوني ملتصقة بالأرض، فأنا لا أتحمّل النظر إلى وجهها حتّى.

تنهّدت وقالت "في الحقيقة أنت أكثرُ شيءٍ ندمتُ عليه في حياتي، جئتَ نتيجةً لليلةٍ عابرة مع أحد عشّاقي في ايّام شبابي وجهلي، أنتَ نتيجةٌ لتفكيري المتخلّف الذي كانَ 'إستمتعي معه هذه الليلة فقط، لقد شربتِ حبوبَ منع الحمل، وهو يرتدي الواقي'، لكنني لم أكُن أدرك أن هذا بلا فائدة، فالقدر دائمًا ما يصدمنا".

شددتُ على بنطالي بقبضتي احاول التمسّك بدموعي، لقد ألقت بكلماتها علي كالسّم، ودمّرت كل تفكيري البريء بأن والداي كانا طيّبين في لحظة.

"انا آسفة، أعلم ان هذا ليس خطؤك، لكنني كنتُ صغيرة جدًا على تحمل كل الالم والمعاناة نتيجة الحمل في سنّ السادسة عشر، أردتُ ان اجهضك ولكن رد جدتك والتي هي امي كان 'لا، لن يحصل ذلك، فلتستمرِ في حملك، ولتتعذبِ كي تتلقي عقابك مقابل الإثم العظيم الذي قمتِ به' فلم استطع ذلك.

عشتُ مدة طويلة أتلقّى الانتقادات والعتابات والالقاب كال'عاهرة' وال'مهملة' وال'الام العازبة' فكرهتك، كرهتُ فكرة أنني احمل بداخلي كائنًا كان السبب في اكتئابي وابتعاد اقرب الناس لي عنّي".

لم استطع نسيان هذه الكلمات حتى الآن يا رفاق، لقد اصدرت وقعها الأليم في جوفي فأصبحتُ اشعر وكأنني اتقلّب في هشيم النيران الهائجة.

لم تخفَ رجفتي عنها، نظرتُ إلى وجهها، ولا اعلم لما قلت "آسف" وانا لستُ مذنبًا في ذلك حتّى.

رأت دموعي فبدأت عيونها بالإحمرار "جيسونغ، صحيح؟".

اومئتُ بثِقل فقالت "أنت بالغٌ عاقلٌ الآن، وتستطيع الإعتماد على نفسك، انا قد تزوجت منذ سنتين ولدي فتاةٌ صغيرة، وعند النظر اليك عن قرب استطيع القول أنها تشبهك بعض الشيء".

اخرجت هاتفها وعرضت صورتها عليّ، كم هي جميلة، اختي.

"انها تشبهني بالفعل" نطقتُ بابتسامة زائفة.

ابتسمت هي ايضًا ومسحت دمعتها "بعد ولادتي لك ربيتك لسنة، لكنك تعلمُ أنني لا استطيع تحمّل مسؤولية طفل صغير في سن المراهقة هذا، لذا فقد احضرتك الى هنا".

اومئتُ بصمت، لا بدّ انني بدأت اعتاد على هذا.

"اتمنى ألّا تنزعج من هذا، ولكن ارجو ألا تبحث عني، اريد ان ابدأ صفحة جديدة مع زوجي الذي احبه وابنتي التي اقدّسها اكثر من أيّ شيءٍ في هذا العالم، لا اريد ان يتلاعب الماضي في حاضري، واقصد بالماضي أنت".

مدّت يدها بعد أن جرحتني بشكلٍ كافٍ لهذا اليوم "اريد الانفصال عنك بشكلٍ جيّد وإراحة ضميري الذي عذبني لمدة 17 سنة".

مددتُ يدي بتردد ولم اعطِ كلامها ردًّا.

نهضَت فنهضتُ معها، ابتسمت واقتربت مني لاحتضاني، لم يكذب من قال أن حضن الأم دافئ.

فهذا أدفئ حضنٍ حظيت به في حياتي.

"هذه هدية لك لتحمّلك كل السنين الصعبة بسببي، بعيدًا عن كل ما حصل فأنت من لحمي ودمي ولا استطيع ان أُسيءَ لك".

كيف استطاعت أن تقول هذا، بعد أن صفعتني بالحقائق الأليمة واعترفت بمشاعرها السلبية تجاهي ورغبتها بالتخلص مني.

ارادت فصل الحضن لكنني تمسّكتُ بها "هل يمكننا البقاء هكذا لخمسة دقائق؟" بنبرةٍ يائسة سألتها فأومئت وبللت دموعها كتفي.

دفنتُ رأسي في مقعد سهمها وشهقاتي ارتفعت، بجسدٍ راجف استشعرتُ حجرها الدافئ الذي تقتُ اليه منذ أكثر من عقد ونصف.

مسحت على ظهري وهي تعتذر مرارًا وتكرارًا.

وبعد أن انقضت المدّة ابتعدت ونظرت في عيناي "اسفة يا ولدي، هذا هو الفراق واتمنى الا نتقابل مجددًا، عش بشكلٍ جيّد ولا تهدر حياتكَ التي عانيتُ بسببها".

بقيتُ صامتًا، خرجَت من الغرفة وتركتني منهارًا على الأرض.

بكيتُ بهستيرية في ذلك اليوم يا رفاق.

لساعاتٍ طويلة، لا بدّ ان هيونجاي اراد تركي افرغ المي بالبكاء وحيدًا لذا لم يدخل عليّ.

لقد سببتُ الالم لوالدتي، وجودي كان غلطة واختفائي لم يكُن مهمًا لأحدٍ من عائلتي التي لا اعرفها.

لم أنم جيدًا تلك الليلة، أكلت الأفكار رأسي وهشمت دماغي بوحشيّةٍ وسواد قلب.

لا استطيع حتى وصف شعوري بالشكل الصحيح،فجرحي كان أعمق بكثيرٍ مما تعتقدون.

___

1416 ✔.

Continue Reading

You'll Also Like

180K 5.3K 27
"سببان جعلاني مضطرباً طوال الستة أشهر الفائتة لكن كل شيء انتهى الان انا سأنهي الامر بطريقة صحيحة اليوم هو يوم الحسم يوم اعلان قراري النهائي" جيكوك...
169K 6.6K 28
-مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟ 'لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟' -لَن يُلاحِظ أَحد هَذا عَزيزتي،هَذا بَي...
7K 869 41
♡ بعض المواقف المضحكة الحقيقية و الغير حقيقية بين أعضاء فرقة إنهايبن ♡ 𝐡𝐞𝐞𝐬𝐞𝐮𝐧𝐠 𝐣𝐚𝐲 𝐣𝐚𝐞𝐲𝐮𝐧 𝐬𝐮𝐧𝐠𝐡𝐨𝐨𝐧 𝐬𝐮𝐧𝐨𝐨 𝐣𝐮𝐧𝐠𝐰𝐨...
3.9K 293 10
أن تَكون قَائٌدًا لِـ ثَلاثَة عَشر عُضوًا لَيس بِالأمر السَهل، لَكِنَّه مُمتَع و يَستَحِق ذَلِك. _____________________________________________ • Auth...