عَذْرَاء بيُوتْيآ ✔️

By peace_Of_Soul

16.7K 1.6K 1.1K

عند اختلاط الدم بالدم. و تدسّس العرق إلى العرق ،أُزيح النّقاب و أُنكشِف المَستُور ،حين تنقلب قواعد المنطق إلى... More

Chapter 1 ||سفرٌ مفاجئ
Chapter 2 || غريب أطوارٍ معتوه
Chapter 3 || تخرج و عودة للوطن
Chapter 4 || تخاريف ، بدء المهمة
Chapter 5 || حلمٌ غريب، صندوق مفاجآت
Chapter 6 || قلب التنين و ضيف غير متوقع
Chapter 7 || تحت شجرة الياسمين
Chapter 8 || طريقٌ مسدود و معلومة مفاجئة
Chapter 9 || كنيسة مريبة
Chapter 10 || سرٌ جديد بالعليّة
Chapter 11 || تغير بمسار الخطة و أول قطع الأحجية
Chapter 12 || بوصلة و بلوغ المنى
Chapter 13 ||مفاجأة، إلقاء قبض
Chapter 14 || تضحية صديق
Chapter 15 ||...إحتمال ، إحتمالان
Chapter 16 || الطريقة الصحيحة
Chapter 17 || عودة و محاولة أخرى
Chapter 18 || آخر مهلة
Chapter 19 || تأكد من إنهاء عدوك
Chapter 20 ||تحت غَيْهَبِ الليل
Chapter 21 || إنذار بالخطر
Chapter 22 || في رحاب الكوكب المنبوذ
Chapter 23 || تلك القنينة
Chapter 24 || حدِيثُ ما بعد منتصَف الليل
Chapter 25 || أغيوس ثومَاس
Chapter 26 || الإنتقال
Chapter 27 || أ هو الطريق للحقيقة؟
Chapter 28 || أصل الحكاية المفقود
Chapter 29 || حلمٌ و مفتاحٌ أولِيْ
Chapter 30 || تلك الليلة
خاتـمـــة : عذراء بيوتيا

Chapter 30 || تلك الليلة

258 27 51
By peace_Of_Soul


      الجزء الثاني : نهاية ما كان.

     _______________⚛️______________

" سيد براون، رفاق كل واحد يأخذ موقعه و ينتظر الإشارة حان الوقت و قوموا بوضع سمّاعاتكم. "

قال لهم عريض المنكبين ليصلهم صوته مضاعفاً عند تثبيتهم لأجهزتهم، فإنطلق كلّ واحدٍ إلى مكانه يشد سلاحه في إنتظار ساعة الصفر.

فتزامن إنتظامهم جميعاً و حلول الصمت بينهم مع شروع تلك السيدة بالحديث، كانت فحمية الشعر لعلها أكثرهم تأثرا فتزامنت جملتها مع صمت الثانية.

" كانت تعلم أنـ... أنها  الختم! "

" أتالانتا ركزي ليس وقت شرودك."

صاح بها جاكسون القريب منها حالما لاحظ بداية سهَمِها، لتنتفض مستعيدة رشدها و همّتها.

تزامن ذلك مع أمر جين لهم بالإستعداد  و من ثمّ الهجوم حينما  لاحظ  وضع  واحدةٍ  من الأطفال... فإنطلق صوت رصاصاتهم  يدوي في المكان.

كان الاخرون بالأسفل لا يعلمون ما حلّ بهم، فكأن شلالات الرصاص التي صبت عليهم شلّت أذهانهم عن التفكير، و قد كان جزّار الأطفال أوّل من خرٓ صريعًا تبِعه من إقترب منهم.

" مالذي تفعلونه هيا تحركوا بسرعة. "

كانت صيحة ميوريل كالإستيقاظ من الغفلة، فبسرعة دبت الحركة فيهم و صاروا يدافعون عن أنفسهم محاولين معرفة مكان الهجوم.

" نيكول ما هذا الذي يحدث؟ أريد تفسيراً حالاً."

" صدقيني أنا نفسي لا أعلم، لقد تأكدت من سرية كل العملية... ثم هناك خطبٌ ما، نحن لا نتأثر بأسلحة البشر لكن ما هذا.... "

تحدثت تشرح موقفها إلا أنها قوطِعت حين مرت رصاصة من جانب وجهها جعلتها تنتفض قبل أن تسارع للإحتماء.

" اللعنة اللعنة ليس هذا اليوم مجدداً على جثتي. "

تحدثت من بين أسنانها و وتيرة تنفسها زادت دليلاً على الغضب الذي ألمّ بها، حركت رأسها تنظر للساعة قبل أن تعيده و قد لمعت عينيها حين تحركت مسرعة .

" جين ماذا عن الأطفال، هل نذهب لهم؟"

تحدث الأشقر من وراء سماعته بعد أن أطاح بمن أتى محلقًا ناحيتهم، ليصله الرد بعدها ببرهات.

" جاك إذهب و تشايونغ لهم، كونا حذرين سنتولى حمايتكم من الخلف من هنا."

" حسنًا"

صاحت المعنية لينطلقا فوراً دون تأخير، حيث ما أن نزلا المنحدر و غابا عن الأعين حتى نطق سيمون يقول.

" لنحاول الإقتراب منهم قليلا ببطئ ريثما يصلان للأسفل، على الأقل نحسّن من رمْيِنا قليلا و نعم أنا أقصدك بحديثي أتالانتا ".

زمت شفتيها تسبّ بينها و نفسها فقد كانت مستعدة للحديث و المجادلة إلا أن ذلك لم يتحقق،  رفعت نفسها ببطء تتبع رفقاءها في تسللهم، ليستقروا بعد فترة قرب صخرة ضخمة مكّنتهم من التخفي خلفها، إلا أنهم لم يلبثوا أن قاطعهم صوتٌ من خلفهم جعل ناقوس الخطر لديها يدق حالما إستدارت

" سوكجين..."

         __________________________

أخذ الأشقر و صديقته الطريق للأسفل بحذر شديد إلى ان باتا على مقربة من فريق الأطفال ذاك الذي بدا و كأنه للحظة نُسِيَ، فلم يكن يحرسه أحد كما و أنه أيًا كان ما فعلوهم به فيبدو أنه قد زال و إستعادوا رشدهم.

إقتربت تشايونغ من مكانهم أكثر مخلّفةً وراءها صديقها لحماية ظهرها فيما مسدسها بين يديها جاهزٌ للإطلاق، لاحظها أحد الأولاد ذو شعرٍ أسود غزير لتشير له بإلتزام الصمت ثم المجيء لها.

تسلّل نحوها لتصيح بهمسٍ وصله حين دنت منه.

" سنقوم بإخراجكم من هنا، أخبر أصحابك أن يأتوا واحداً تلو الآخر بهدوء."

حالما أنهت عاد لرفقائِه ليرجع بعدها يتبعه الأخرون على رؤوس أقدامهم خوفًا من كشف خطتهم تلك.

إكتمل العدد عندها إثنا عشر طفلاً كاملين لا زيادة و لا نقصان، الآن تأكدت من شكوكها... كان هذا هو الدافع خلف حالات الإختطاف الغريبة تلك... أن يُنحَروا كقرابين لأجل عقليةٍ مريضة مهووسة.

إنتبهت إلى وصول جاكسون لها ليقوم بعدها بمساعدتها و قيادة الأطفال نحو الأعلى، إلا أنه في منتصف الطريق وقف لهم جسدٌ جعلهما يتأهبان مخرجين أسلحتهم من أمكنتها.

" إهدأ لن أفعل شيئا أخفضا تلك المسدسات..."

وصلهم صوتها بنبرةٍ هادئة واثقةٍ أكملت حين لاحظت إستنفارهما.

" هيا تعلمان أنه لا يمكنكما إيقافي لو أردت أذيتكم على أي حال، كما أنكما تخيفان الأطفال."

" مالذي تريدينه؟"

كان ذلك كلّ ما صدر منهم على لسان الأشقر، لتجيبه بملل.

" خذاني معكما أريد مقابلة قائدكم، تأكد منه إن شئت."

" بالطبع سنفعل."

     __________________________

" سوكجين... "

إستداروا جميعًا على أثر ذلك الصوت ليتقابلهم هيئة تشايونغ و جاكسون برفقة الأولاد، فيما إندفع جسدٌ ما بسرعة نحو عريض المنكبين و الذي تلقفه يحيطه بذراعيه فيما يكلّم صاحبته بلهفة و قلق.

" مالذي تفعلينه هنا بحق الله؟ هل طرأ خطب ما.. مالذي حدث ؟"

همّت أن تتحدث حين إبتعدت عنه إلّا أن هُتاف فحمية الشعر أوقفها

" أنتِ! مالذي تفعلينه هنا؟ ثم جين هل تعرفها؟ إنها أحد من قام بخطفي و...."

" نعم نحن نعلم أتالانتا."

أجابها والدها من خلفها لتستدير له مندهشةً بكلامه في حين إسترسل هو.

" أغنيس  تعمل لصالحنا، فقد كانت تعلمنا بما يحدث حتى و هي بالعالم الآخر لذا..."

" لذا كان خطفك أمرًا حتمي لم أتمكن من ردعه. "

أكملت عنه ذات العينين الزرقاوتين لتظل المعنية تنقل نظراتها بين ثلاثتهم قبل ان تقول بعصبيةٍ و عناد.

" لست مقنعة، المرة القادمة عندما تعرضون حياتي للخطر إبحثوا عن أسباب أحسن. "

همّ جين أن يكلّمها غير أن سيمون منعه، لتتحدث بعدها أغنيس بسرعة و هي تستعجلهم.

" علينا الذهاب من هنا بسرعة، ميوريل توجهت نحو الغابة و معها قلب التنين حتماً ستحاول إكمال المراسم. "

" لكن أ يكفيها الوقت؟ لم يتبقى الكثير. "

تحدث نامجون مبدياً ملاحظته لتجيبه و هي تتحرك.

" حتى آخر دقيقة لايزال الخطر قائما، لا مجال للمغامرة هيا الآن."

تحرّك الجميع يتبعها في حين أوكِلَت مهمة إخراج الأولاد إلى أتالانتا و جاكسون اللذان توجها إلى مكان السيارة حيث سيتم إستدعاء الشرطة لأخذهم.

" إلى أين تحديدًا أغنيس؟ نحن نبتعد عن مكان التجمع "

تحدث سيمون عندما لاحظ طول المسافة التي قطعوها و هم على حالهم يجوبون الغابة دون توقف.

" أنا نفسي لا أعلم سيد براون فقط أنتظر أن تتوقف إشارتهم و.... لحظة لحظة لقد توقفوا."

" أين؟"

" هذا غريب أنـ... إنهم هنا على مقربة من هنا لكن لا يمكنني الشعور بهم. "

أجابت سؤال نامجون و هي محتارة لا تعلم ما الحل، فهي لم تتوقع أن يختفي أثرهم بآخر لحظة.

حلّ الصمت قليلا قبل أن يقطعه صوت براون و هو يهتف.

" اللعنة... "

" مالذي حصل؟"

" اعتقد أني أعلم مكانهم إلحقوا بي. "

لم يقد الطريق طويلاً فبعد قليل كانوا يمْثلون أمام ذلك الكوخ الذي وجدت به إبنته كتاب والدتها.

" تأكدي منهم أغنيس."

" حسنًا "

بعد عدة محاولات عادت لهم و هي خائبة في حين قالت.

" لم أتمكن من ذلك و كأن هناك طاقة ما تردع ذلك ثم... لماذا أتينا إلى هنا سيدي ؟ "

" هذا المكان الوحيد المحصن ضد التعاويذ، لا يوجد سحر يعمل عليه."

أجابها و هو يشخّص حالة البيت بعينيه، ليأتيهم صوت تصفيقٍ حادٍ من خلفهم جعلهم يستديرون.

كانت ميوريل تقف من ورائهم تتكئُ على جذع شجرة فيما ملامح مبهمة تحتل محياها، الذي ما أن نطقت حتى بانت السخرية عليه.

" حسناً حسناً ماذا لدينا هنا؟ صغيرة خائنة، بشريون  و زوج شقيقتي.. عفواً أعني أرمل شقيقتي الراحلة لم تتزوج أليس كذلك؟"

" هذا ليس من شأنك ميوريل ثم مالذي تحاولين فعله؟"

سألها بحدّة، غير أنها تجاهلته حين أكملت بأسفٍ زائف.

" بالطبع لم تفعل فمن سيعوضك عن فتاتي الفاتنة الطاهرة، أتعلم ليس هذا المؤسف و لا تدميركم لليلتي الكبرى، المؤسف أن لا تقام جنازة على أرواحكم غدا. "

أنهت كلامها لتلوّح بعدها ناحية تشايونغ، فباتت بين لحظة و الثانية أسيرتها تضع خنجرها عند وريدها.

تأهب الرفقاء عند ذلك الحق ليصدح صوت إنتشالهم لأسلحتهم و تأهبهم إلا أن صوتها أوقفهم.

" إلزموا أمكانكم و إلا يطير رأسها.... و الآن هيا أسلحتكم للأرض. "

" لا تقلقوا شباب سأكون بخير..."

صاحت ذات الشعر البلاتيني تحاول طمأنتهم فيما كانت يدها تتسحّب خلسةً لماوراء سترتها.

" لا تكوني بهذه الثقة صغيرتي..."

وصلها همس من  وراءها لتقطعه حين ضربت يدها الممسكة بالخنجر بغتة ليسقط منها و تبتعد بخطوات، إستدارت تريد إكمال ما بدأته إلا انها وجدت نفسها في الجو قبل أن تصطدم بشجرة و تستقر على الأرض مع ألمٍ بجنبها الأيسر.

و هنا كانت صافرة الإنطلاق للأخرين فما أن شاهدوا رفيقتهم تحط على الأرض حتى إنطلقت دورية رصاصهم مرة ثانية محاولين عبثاً الهجوم عليها، فلم تلبث أن قامت بالتصدي لها فقط بهزة يدٍ عنيفةٍ أطاحت بهم فيما بدأت شرارات غضبها ببلوغ أقصاها.

في نفس اللحظات كانت أغنيس قد جثت على الأرض مبتعدةً عنهم قليلا تتمتم بكلماتٍ لم يتعدى صداها حدّ شفتيها... حالما نهضت تنفض غبار بنطالها طرق مسامعها صوتٌ جعلها تنطق حالما إستدارت له.

" نيكول.."

" أغنيس فقط مجرد سؤال... هل كنت على علمٍ بأن هذا سيحدث؟"

إستفسرتها بصوتٍ هادئٍ و ملامح جامدة لم تستشف الثانية منها شيء لذا توجهت للشرح متمنيةً أن تصدقها.

" نيكول هذا ما كان يجب أن يحدث منذ البداية.... أنت تعلمين جيدًا أننا كنا مقبلين على كارثة إن إكتملت المراسم الليلة مفتقرةً للختم... كمـ.. كما أنني قمت بتأدية واجبي فقط ألا و هو حماية المملكة من بعد جلالته."

" لماذا لم تخبريني؟ ها؟ أم ظننت أنني سعيدة بما يحدث فقط لإشتراكي به؟ كنت وفرت عليك جهداً كبيراً، أنت تعلمين أنه لم يكن بيدي قرار رفض الأوامر على خلافك أنت أغنيس... "

علا صوتها هذه المرة و هي تنهج أثناء حديثها نتيجة إنفعالها الذي أبرد قلق الثانية.

"... ثم فقط أخبريني، كيف تمكنت من التواصل مع أولئك البشر؟ "

أكملت نيكول حديثها بسؤالٍ جعل الثانية تنزل رأسها قبل أن تتلفظ بصوت خافت.

" لم أتواصل معهم جميعاً، فقط واحد منهم بالتحديد جين... ذلك غرابي الشعر بالأحرى هو.. هو.."

" هو.. هو ماذا أغنيس؟"

" هو يكون زوجي... "

" أستميحك عذراً؟ أعيدي! "

إستنكرت ميوريل ما وصل مسامعها بملامح متجهمة في حين أكملت الثانية مسرعة عندما إستشعرت ما يحدث على مقربة منها.

" نعم هو زوجي نيكول و منذ ثلاث سنوات أيضاً إلتقيته عندما ذهبت مرة لزيارة العرّافة بالشمال.... و اللعنة ما هذا . "

ختمت حديثها بهرولتها نحو مكان التجمع الذي فارقته، لتجد الجميع يرتمي أرضاً فيما كانت  تشايونغ قد إستندت على الشجرة ورائها تهتف بأسمائهم بصوت مرهق...

" لا زلت لا أدري لما تتكبدون عناء معركة تعلمون جيدًا من المنتصر بها!! "

نبست ميوريل و هي توزع نظراتها على الساقطين أمامها ليقطعها حديث سيمون اللاهث و هو يستقيم.

" لأننا  مثلك تماما ميوريل، لا نفقد عزيمتنا و شغفنا بالتحدي .... لكن فقط لأسباب مختلفة."

" سيمون سيمون سيمون... " رددت إسمه و هي تهز رأسها بإستهزاءٍ ظاهر قبل أن تكمل و هي تقترب من مكانه حيث بالكاد تحمله قدماه.

" ... أرجوك لا تفكر حتى بذلك، فأنا و أنت لن نكون يومًا بنفس المرتبة عزيزي. "

أنهت حديثها ليترتسم إبتسامة على وجهه قبل أن ينطق بما  أشعل صافرات الإنذار لديها.

" بالطبع فأنا دائماً كنت الأول و سأظل كذلك... أما فيما يخصك فأنت أدرى بحالـ...."

لم ينهي كلمته ليجد نفسه يرتفع عن الأرض فيما تقبض بيدها على عنقه ليضيق نفسه و هي تقول.

" لا تلعب بعداد عمرك معي براون فأنا لست كزوجتك التافهة..."

لم تصله بقية جملتها ليجد نفسه يحط على الأرض بجانب ميوريل الساقطة بملامح مصدومة تزامنًا مع إنطلاق صوتٍ جعله يلعن بداخله.

" لا تتجرئِ بحياتك أن تأتي بذكر والدتي مرةً ثانية ."

" أدريانا...هـ.. هذا مستحيل! "

همست الثانية بصوت مرتفع ليصل إلى تلك التي تقترب منها و تتحدث.

" لا تقلق لست هي، فهي لم تكن لتؤذيك يومًا..."

قطعت حديثها لترفع قدمها اليمنى مسددة ركلة أصابت وجه الثانية قبل أن تسترسل.

" على خلافِ أنا. "

لم تفق ميوريل من ألم فكها ليباغتها  آخر بكتفها الأيمن تلاه آخر و آخر قبل أن تسترد وعيها و تنهض من على الأرض لتمسك بيد أتالانتا التي كانت تستهدف وجهها و تطيح بها أرضاً إثر دفعها لها.

" أتالانتا اللعنة مالذي جلبك إلى هنا؟!"

هتفت تشايونغ التي جثت أمامها تعاونها على الإستقامة فيما كان جاكسون مع الآخرين و قد تصلبت ملامحهم.

" من أين أتيت بالتحديد أود أن أعلم؟ أدريانا لم يكن لها أولاد على الأقل إلى ذلك اليوم الذي ماتت به."

طالعتها المقصودة مع تحت أشفارها مطأطئةً قبل أن ترفع يدها و تعيد بها  شعرها الذي يحجب عنها الرؤية إلى الوراء ، تأملتها قليلا فيما هي تقف مقابلاً لها... وقفة واثقة... عيون بسواد توحي بفراغ روح مالكتها... ثم هالة الطاقة التي تحيط بها... مهيبة نعم، لكن لا تعلم لماذا لسبب ما  لم تهبها.

" أنت من قتلها، أليس كذلك ؟"

خرجت حروفها كحفيف رياح عابرة لا يكاد يسمع لها صوت إلا أنها وصلت لمن أرادتها أن تصلها... مكثت متجمدة لحظات قبل أن ترفع حاجبها الأيسر و تطلق قهقهة لم تدم طويلا في حين نطقت بنبرة بان فيها التعجب.

" يجب أن أقول  أنك لست بقليلة يا فتاة!... كيف علمت بهذا حقاً؟ لولا أنني لم أنهي كل من كان هناك لقلت أن هناك من يسرب أخباري."

تبسمت في وجهها دون فكاهة قبل أن تقول بحفيف متألم.

" يمر على الذئب الشتاء  لكن لا ينسى صقيعه عزيزتي، فهنالك الكثير أتذكره."

" تالا "

دوت صيحة أغنيس بإسمها في الأرجاء التي ما أن إستدارت ناحيتها حتى إستقبلت يديها المسدس الذي رمته لها.

حالما أمسكته إستدارت لتطلق عدة طلقات على ميوريل التي لم تتوانى هي الثانية في تحرير كراتٍ  مكهربة، لتفترس كلتاهما ألأرض... واحدة بطلقتين جعلت الدم ينسل بغزارة من بطنها و صدرها ليسكن جسدها ... و الثانية بألم ينغز قلبها جعل الكل يتجمهر حولها.

" تالا أنت بخير؟ أجبيني.."

سألها بندقي العينين فيما هو يرفعها عن الأرض لتسعل بألم فيما تجمعت الدموع بمقلتيها.

" بخير بخير  فقط يجب أن أنهض آه..."

تأوهت بألم و هي تقف على قدميها لتنظر بلهاثٍ إلى أغنيس التي أتت تركض و قالت ما أن توقفت.

" هيا أتالانتا عليك فعلها الآن، هذا السم سبقيها فقط غائبة عن الوعي لبرهة... ثم جراحها بدأت بالإلتآم ."

أنهت لتتناول القلادة التي مدتها لها و تتجه لتجثو على ركبتيها أمام جسد الثانية.

نظرت للسماء لتجد أولى خيوط الشمس التي بدأت تغتصب حمرة تلك الليلة القانية، أشاحت بوجهها للجهة الثانية ناح الغرب تتطلع بالبدر الذي غاب منتصفه في الأفق، أحاطت  رقبتها مسرعة بقلب التنين قبل أن تستل خنجراً من جنبها، جرحت به كفها الأيمن ثم إسترسلت تكلم  فيما تعتصر قبضتها لتقطر دماؤها على جسد المغيبة عن الوعي.

" أنا أتالانتا إليزابيث براون، إبنة أدريانا أورلاندو وارنغتون من سلالة غابرييل و كلاود و جوناس، أهب دمائي الملوثة هذه  قربانا و فداءاً  تحت حمرة البدر المشتعل في سبيل فناء هذه الروح السوداء المثقلة بالمآثم، يا معشر آلهة و رموز الطهارة تقبلِ أضحيتي هذه."

إنبعث وميض من الناحية اليمنى لصدرها فيما هي تتلو كان مصدره ذلك الوشم الذي ظهر يومًا من العدم، أنهت ترنيمتها لتحيد بنظرها له لوهلة قبل أن تثبته على ميوريل مرة أخرى.

رفعت خنجرها عاليا تحتضنه بكفين ترتعشان، أغمضت عينيها بعنف قبل أن تنزله ليخترق قلب الثانية بعنف، أعادت الكَرَّة ثانية و ثالثة قبل أن تفقد أعصابها لتحس بذراعين تلتف حولها و تسحبها للوراء ليعقبه صوت والدها الهامس بأذنها قبل أن تسودّ الصورة أمام عينيها و تفقد إدراكها بالواقع .

" ههشش إهدئِ إهدئِ... لقد إنتهى كل شيء.. إنتهينا."

____________________________________

بعد مرور ثلاثة أسابيع :

كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة مساءاً و هي تجوب غرفتها القديمة بباريس فيما تعيد ترتيب أغراضها و ملابسها إلى الخزانة.

بعد تلك الليلة تم إعادة الأطفال لأهاليهم و غلق ملف القضية تحت مسمى" إختفاء لأسباب مجهولة" فلا الأطفال تذكروا و لا الخاطف قُبِض عليه.... أما بالنسبة للعالم الموازي فقد أخبرتهم أغنيس أن أنغراسيا تولت الحكم بعد الجنازة التي أقامتها لشقيقتها الحاكمة السابقة حيث تم إخبار الشعب أنها فقدت حياتها و هي بإحدى مهماتها، فيما أصبحت نيكول وصيفتها .

إرتسمت بسمةٌ على شفتيها و هي تتذكر لحظة وداعها لرفقائها بالمطار صباح هذا اليوم... كانت حقًا لحظات درامية مشتعلة بالمشاعر عكّرتها بالطبع نكات الأشقر الذي ستفتقده حقًا رغم تفاهته تلك... قطع عليها مسلسل ذكرياتها صوت صديقتها ميليسا الهاتِفِ بإسمها من الطابق السفلي، لتجيبها و هي تتجه لباب الغرفة.

" قادمة."

____________________________________

نهاية الفصل.

يمكن أن تحتاجوا لمراجعة الفصل السابق لفهم بعض التفاصيل، عدا ذلك أرجو أن يكون  كل شيء واضح، أما بالنسبة للتأخير ف أم صوو صووري الدراسة و كذا صو ما قدرت🌚.

انيواي إنجوي ات أند وايتين فور يور كومنتس.

لووف يوو 💜💜


Continue Reading

You'll Also Like

5.4M 156K 30
كانت تظن بانه سيحول حياتها الى جحيم... لكن لم تكن تعلم بانه انقذها من الجحيم.. من ظنت بهِ سوءً.. عاملها كالأميره.. ومن ظنت به خيراً.. عاملها كالعبيد...
22.9K 1.6K 21
التصنيف:رومانسي_خيالي "مصاصي دماء" _تاريخي_أكشن_درامي ملاحظة مهمه " هذه الروايه مبنيه على معلومات تاريخيه بحته لمملكه جوسون" ملاحظة 2" هذه الروايه ت...
59.3K 3.8K 113
" عندما تطعمين وحشًا جائعًا، يجب أن تكوني مستعدة لذلك" لم أكن أريد أن أكون أمًا سيئة ومصدرًا للصدمة بالنسبة للبطل الذكر في العمل الأصلي. لذلك قررت أن...
955 155 46
حب المراهقة °°°°°°°°°°°°°°° مرحلة من حياتك تختلط فيها مشاعرك حيث تكون متاثرتا بالاعجاب و حب الذي بسهولة قد يتحول الى اكتئاب و حزن حيث فيه تتكلم...