عندما تعشق الجبال

By eman2413

1.3M 29K 1.4K

بقلم: ياسمين صبرى. المركز الأول في إثارة بتاريخ 10/11 المركز التاسع في أكشن بتاريخ 23/11 More

عندما تعشق الجبال
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
17
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الحادي والعشرين
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
فين الرواية🤔

الفصل الخامس والعشرون

37.6K 838 54
By eman2413

كانت تتمنى أن يخالفها واقعها هذه المره بالتحديد ولكن خاب ظنها حينما ولج بشموخ وهيبه ذات تأثير قوى كحضوره تماماً ولازالت تقف كالطفله تنتظر عقابها
أردفت أمينه بمرح كى تخفى عن نور : حمدالله عالسلامه يا عريس
إزداد إرتباكها أكثر رُغم أنه ولج ولم ينظر لها مشاعر تعصف بكيانها الصغير لا تُصدق انها هذا العملاق سيصبح بعد أيام قليلة جدا زوجها ملك لها وحدها
أردف بكبرياء ووقار يتشابه فيه مع أبيه : الله يسلمك يا عمتو                تابع بجمود متناسياً  وجودها : مالهوش لازمه الاكل ده مش واخد معايا حاجه
أمينه بإزدراء وحنق :  هتاكل منين العشر أيام دول يا جاسم
جاسم بعدم أهميه : هطلب دليفرى
أمينه بمكر : ماشى مش المفروض تسلم على مراتك  فيما سيكون بعد يعنى ولا ايه 

اضطربت وكذلك هو الآخر لم يختلف عنها كثيراً تلاقت أنظارهم لثوانى ثم أشاحها هو بعيداً عن سِهام عيناها فألجم مشاعره وخرج من المطبخ بخطوات مهروله كأنما يهرب من شبح مخيف
نور بإمتعاض : دا منظر واحد مش مغصوب
أمينه بضحك : يابنتى اتقلى شويه وبعدين لسه مفيش حاجه رسمى عشان يتعامل معاكى
نور بضيق : هو مش هيتعامل لا رسمى ولا غير رسمى
أمينه بإمتعاض : اومال هيتجوزك ليه يختى
نور :  عشان يقعدنى جنبه وخلاص مش عشان بيحبنى
أمينه : طاب لو مش بيحبك هيقعدك جنبه ليه يا غبيه انتى
نور بضيق طفولى : عمتو
كادت أن تجيبها ولكن قاطع حديثها صوته العالى من الخارج  : عمتى تعالى عايزك
أمينه : حاضر يا جاسم جايه اهو             تابعت قبل أن تغادر  : هطلع اشوف عايز ايه وبطلى تفكير اهبل
نور بإمتعاض طفولى  : حاضر هبطل تفكير يكشى يحس على دمه ويبطل تقل بقى
رمقتها بإستياء تحت نظراتها الحانقه الطفوليه
توجهت نحو جاسم الذى يقف فى غرفه الصالون
أمينه : ايه يا حبيبى عايز ايه
ارتبك فى بدايه الامر وما لبث حتى أردف بخشونه كى يخفى بها مشاعره  : متخليش نور تغيب عن عينك ومتقعدش لوحدها فى مكان غاده مش هتسيبها فى حالها
أمينه بموافقه : حاضر يا حبيبى متقلقشى عليها
جاسم بجديه بحته : انا همشى بقى عشان عندى شغل كتير النهارده
أمينه بحنان : ماشى ي جاسم خلى بالك من نفسك وطمنى عليك
انحنى بجزعه وقبل رأسها برفق قائلا قبل أن يغادر  :  مع السلامه
أمينه  : الله يسلمك من كل سوء يارب
توجهه جاسم نحو غرفته وضع بعض من ملابسه الخاصه فى حقيبه ظهريه وكذلك عطره المفضل حملها على ذراعه الأيمن وهبط مغادرا القصر فى خط مستقيم

فى غرفه نيران
نهضت من فراشها بإستياء شديد وهى لا تكاد ترى أمامها من شده نومها
ارتدت ملابسها على عجاله ونزلت مغادره إلى شركته وهى تسب فى صاحبها

أمينه بتساءل وتعجب : رايحه فين بدرى كده يا نيران
نور بضحكات مكتومه : رايحه الشركه
نيران بإزدراء  : اضحكى كتماها ليه    تابعت وهى تغادر مهروله : انا ماشيه عشان متأخرشى سلاام
أردفت نور بعدما غادرت نيران بتوتر : عمتتو
أمينه بمكر تعرف جيداً ماذا تريد  : نعم يا نور
نور بإرتباك : اا هو ججاسم مقلكيش حاجه عليا
أمينه بتساءل مصطنع : حاجه زى ايه
نور بإرتباك : اا أنا هطلع فوق
هرولت هى إلى الاعلى بضيق من هذا الجاسم بينما ابتسمت أمينه بخبث وموده

*************************
ولج إليه بخطى غير متزنه فمنذ أن وصل إلى هنا وهو يثور فى وجهه الجميع
أردف بإرتباك لا يتناسب مع عمله البته : اا ججاسم سياده اللواء ععايزك
جاسم بملامح متخشبه مقتضبه : مالك بتهتهه شبه العيال كده ليه

عمار بمرح قليلاً : اصل من ساعات ما جيت وانت طايح فى الكل فخوفت منك بصراحه
أبتسم من زاويه فمه بسخريه ونهض مغادراً حيث اللواء عز وعمار بجانبه يسير بخوف قائلا بداخله : ربنا يستر وميكونشى فى تدريب النهارده انا عندى خشونه فى المفاصل وماشى بالعافيه

ولج إلى مكتب اللواء عز ليرحب به بتفاخر وتعظيم
عز بجديه : اقعد يا جاسم
جلس على المكتب بصلابه وكبرياء فااردف عمار بمرح  وبلاهه :  اقعد انا كمان
عز بحنق من أفعاله : اقعد والله ماانا عارف انت اتقبلت شرطه ازاى
قبل يده ظهراً ووجهاً قائلا بتأثر مصطنع : دعوات امى الطاهره
هز رأسه بيأس بينما جاسم وجهه متجهم وصلب كأن الضحك ضل الطريق إلي وجهه
وضع اللواء عز صوره لرجل فى العقد الرابع من عمره قائلا بجديه وعمليه : دا يوسف الشاذلى رئيس مجلس الإدارة فى مستشفى  **
أكمل جاسم عنه قائلا بدهاء وسخريه : ومين ميعرفشى دكتور يوسف الشاذلى صاحب أكبر عمليات تهريب أعضاء للخارج
عمار بجديه : هو مشهور كدكتور مسكين بينقذ الغلابه وبيعطف عليهم لكن فى الأصل مفيش عمليه بيعملها من غير تمن
اللواء عز : احنا بقى عايزين نكشف الجانب المخفى ليه بس خلو بالكم يوسف تقيل أووى فى البلد ومش البلد وبس فى أمريكا كمان
عمار بثقه : ومين قال إننا هنسجنه
جاسم بمكر وابتسامه تخفى خلفها دروب من الجحيم : احنا هنخلص من روحه عالطول
عز بقلق : مش مطمن خصوصاً منك يا جاسم
نهض جاسم من مقعده قائلا بجديه : متقلقشى يا فندم مش اول واخر عمليه ذيها زى غيرها

*****************************
وضعت التصميم على مكتبه قائلا بإقتضاب : انتهيت منه
صهيب ببرود : اقعدى
نيران بإزدراء : مش فاضيه عندى شغل كتير النهارده
صهيب بحده  :  اقعدى مش هعيد كلامى تانى
جلست أمامه على المقعد رغما عنها فااسترد هو بهدوء : انتى شايفه انك مغلطتيش امبارح صح
نيران بغضب : انا قو
قاطعها بحده وخشونه :  غلطتى ولا مغلطتيش مش عايز تبرير
نيران بضيق : مغلطتش
صهيب بهدوء وهو يضغط على أسنانه بحنق : يعنى  عادى أنها تخطبك لابنها قدامى
نيران بإستياء وتبرير غلب عليه طفولتها  : انا واقفه فى  بيتنا لقيتها جايه عليا ملحقتش اتفاهم معاها اصلا
صهيب بهدوء : طاب يا نيران بعد كده لما تلاقى حد غريب فى القصر تقعدى فى اوضتك لحد ما يمشى
نيران بحنق : بعمل كده عافكره
صهيب ببرود : ومعملتيش كده المره دى ليه
نيران بحنق : هى جات على غفله
صهيب : خلاص الموضوع انتهى        
نيران بإمتعاض وحزن مصطنع كى تتلاعب بمشاعره قليلاً : انتهى ازاى يعنى بعد ال انت عملته امبارح فى الفون              أكمل بحزن حقيقى : لا أنا ولا زعلى فارقين معاك أصلا امبارح زعقتلى ومهانشى عليك حتى ترن عليا تصالحنى وكمان خليتني اجى الشركه لمجرد انك تعاندنى وتتعبنى وخلاص
نهض صهيب من مقعده واتجهه نحوها جالسا أمامها على المقعد  قائلاً بمكر داخلى وأسى مصطنع  : يعنى قلبتى الترابيزه عليا وطلعتينى انا ال غلطان
نيران بإمتعاض : ماانت غلطان فعلا
نظر داخل عيناها بقوه قائلا وإبتسامه خبيثه قد رُسمت على محياه : مين قالك ان زعلك مش فارق معايا
نيران : كل أفعالك بتقول كده على طول زعيق زعيق زعيق كده
تابع صهيب بمرواغه وابتسامه ماكره خبيثه  : وبعدين انا جيبتك الشركه النهارده عشان عارف
نيران بعدم فهم وتعجب من هذا المكر الظاهر فى عينيه  : عشان عارف ايه
نهض وقد عاد لمكتبه من جديد جلس عليه وشبك يده على ظهر المكتب مال قليلا حتى صار أمام وجهها مباشره قائلا بمكر شديد : عشان عارف انك فاطره 
نهضت كمن لدغتها حيه قائلا بإرتباك وهى تدور حول نفسها بحرج شديد والحُمره قد عرفت طريقها نحو وجنتيها  : اا ايه ال اا نت بتقول ايه
نهض من مقعدها وجذب يدها تحت رفضها وخجلها الشديد وأجلسها على مقعدها مره ثانيه
أردف بحنو وهو يقف أمامها : ايه كل التوتر ده
نيران بضيق تخفى به خجلها : صهيب بطل بقى انت رخم اصلا ومش هكلمك بجد
ركز على قدمه أمامها مردفاً بصوت حنون : انا قولت ايه طيب
انخفضت نبره صوتها قائله وهى تكاد تذوب من شده خجلها : صهيب اسكت بقى انا عايزه اروح
صهيب بحنو بالغ : تؤ تؤ هتقضى معايا اليوم كله النهارده
نيران بخوف وسرعه : بس مش فى البحر
صهيب بابتسامه جذابه : مش فى البحر   تابع وقد جذبها من مرفقها نحو الطاوله  : بس تاكلى الاول
نهضت من مقعدها برفض قائله بخجل : لا مش جعانه انا عايزه اروح
صهيب بحده قليلاً : نيران بطلى شغل الاطفال ده انتى كده كده فاطره وكده كده هتعيده تانى يبقى تفطرى
نيران بداخلها : هو عرف منين  يااالهوى على ده موقف
آفاقت على صوته الصارم قائلاً : ها يلا
نيران برجاء وحرج : هفطر فى البيت
صهيب بعناد : لا هنا وقدامى
نيران بغيظ طفولى : انت عايز تشيلنى ذنبك وخلاص
أبتسم بداخله قائلاً بحده : يلا
نيران بغيظ شديد : هتطلب أكل تقولهم ايه نيران فاطره انت عايز تفضحنى صح
صهيب ببسمه وقوره : هفضحك ليه يا نيران انتى عامله عامله يا حبيبتى وبعدين يا ستى الاكل هناك عالترابيزه مش قايل لحد حاجه
نيران بإمتعاض : انت طالبه من حمام زاجله يعنى ما اكيد طلبته قبل مااجى وفضحتنى
أنهت جملتها ودلفت فى موجه بكاء عنيف
نظر لها بقله حيله يوَّد احتضانها يهدهدها يخبرها كم هى جميله كان يتفحصها بنبره مختلفه مشتاقه غير مألوفه خرج صوتها كأنما خرج من أعماق قلبه : تعرفى انك شبه كارمن اووى
توقفت عن البكاء ثم أردفت بتعجب وقد روادها شعورها بالغيره : مين كارمن دى         تابعت بغضب وشراسه : وبعدين متقارنيش بحد ماشى انا كنت عارفه من الاول انك محبتنيش        أكملت ببكاء مذبوح : ولا عمرك هتحبنى أنهت حديثها بسخرية : القلب ميحبش اتنين ولا ايه يا بشمهندس
كان يتابع حديثها بإبتسامه محبه تلك التى قلبت كيانه رأس عقب وسلبته لِجَنه حبها أردف بسخريه مصطنعه : طاب ممكن تبطلى غباء وتفهمى هى مين دى الاول
نيران ببكاء : مش عايزه افهم حاجه انا عايزه اروح
صهيب بنفاذ صبر : نيران بطلى زفت عياط واسمعينى
نيران بحزن ودموعها مستسرله على وجنتيها : مش عايزه اسمع منك حاجه انا فى حياتك عشان تهنى وبس
صهيب بحده ونرفزه حقيقيه : عافكره كارمن تبقى اختى
اتجه نحو الأريكة وجلس عليها بإزدراء اتجهت نيران نحوه بخجل وجلست بجانبه
صهيب بضيق وعتاب مُحِب  : جايه جنبى ليه
نيران بشهقات مرتفعه : انا اسسفه
صهيب بضيق مصطنع : طاب بطلى عياط ممكن
هزت رأسها بقبول ولا زالت تشهق بعنف
تفهم حالتها وجذبها إلى أحضانه قائلا بحنان وهو يربت على ظهرها  : خلاص اهددى مش زعلان منك
كانت تتمسك بقميصه تشهق بعنف كأنها لم تبكِ منذ سنوات بينما هو يربت على ظهرها متذكراً شقيقته تشبهها فى كل شئ إلا شراستها وعنفوانها لم ير لهم مثيل
مر وقت طويل كانت تحتضنه كأنما وجدت فى أحضانه شئ من أخيها
أخرجها من أحضانها قائلاً بحنو وهو يزيل دموعها العالقه على اهدابها الكثيفه  : احسن
أومت بصمت قائله بخجل : اا اسفه بوظتلك القميص
أردف برقه : فداكى القميص وصاحب القميص
تنحنحت بحرج ووقفت بعيداً عنه
أردف صهيب ولا زال فى مقعده : روحى يلا يا نيران افطرى
نيران برجاء طفولى : مش عايزه بجد متضغطشى عليا بلييييز
صهيب بحده : يلا يا نيران
دبدبت قدماها بغيظ وسارت نحو الطاوله جلست بينما أنظارها تنتقل بين الطعام ووصهيب
صهيب ببرود وثقه : كلى الاكل وبلاش تخبيه فى الشنطه عشان قافش حركاتك
نيران بإزدراء مصطنع : فى مهندس قد الدنيا يقول قافش
صهيب ببرود وهو يمدد قدمه على الطاوله أمامه ويجلس بأريحيه  : اه وفيه بيعاقبوا بالضرب كمان
نيران بخوف طفولى : ضرب لا انا هاكل بكرامتى
كشفت نيران عن الطعام الموضوع أمامها لتجد أكلاتها المفضله أردفت بغيظ وشغف : اه بيضغط على جراحى
أبتسم صيب على حديثها وهز رأسه بيأس من تلك المتمرده

**************************

صعد الدرج وولج إلى غرفتها بعد أن طرق الباب
أردفت ملاك بمرح : اللواء أدهم كله عندنا دا احنا لينا الشرف والله يا سى بابا
أدهم بخفه : طاب يلا يا حبيبى من غير مطرود اطلعى عايز اتكلم مع مكه لوحدنا
ملاك بإمتعاض : هو الموضوع بقى كده
أدهم : اه يلا أيهم بيرن عليكى
ملاك بخجل مصطنع : طاب عن أذنكم بقى
أبتسم على أدهم على صغيرته وابنته نبض قلبه ومجمل مكتسباته
خرجت ملاك بينما جلس أدهم على الأريكة الموجوده فى نهايه الغرفه قائلا بحنو بالغ : ممكن أتكلم معاكى شويه
مكه بحرج : اه طبعا يا عمو اتفضل
أشار لها بجانبه قائلا بحنان : طاب تعالى اقعدى جنبى
سارت وجلست بجانبه فااسترد أدهم قائلا  : عامله ايه بقيتى كويسه دلوقتى
مكه بهدوء : الحمد لله
أدهم بوقار : لا مش دى مكه ال اعرفها        تابع برفق : مش هتلاقى أكتر من أبوك يحبك يا مكه يمكن قاسى يمكن شديد يمكن مبيهتمش بحاجات انتى شيفاها مهمه بالنسبالك بس صدقينى انتى كل حياته انتى مكسبه من الدنيا هى بس مشكلته أنه مبيعرفشى يعبر بال جواه مش عارف يهتم رغم أن اكتر حد هتلاقيه عارف كل تفاصيل حياتك حافظى على نفسك وعلى ابوك العمر قصير ومحدش ضامن وجوده فيها مهما عمل هيفضل ابوكى وهو اللي ربنا عز وجل وصانا بيه وقال بسم الله الرحمن الرحيم: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل كلاهما أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).
مكه بحب وقد هدأت ثورتها قليلا تجاه أبيها : شكرا ياادهومى
أدهم بحب ومرح لا يخفى وقاره : ايوه هى دى مكه حبيبتى
مكه بمرح قليلاً : خلاص بقى عشان نيران وملاك
أدهم : طاب خلى حد يكلمك كده
مكه : لا انا كده عندى حصانه اعمل ال انا عايزاه
جذبها لأحضانه وقبلها أعلى حجابها قائلا بحب  : ربنا يبارك فيكى ويحفظك من كل سوء يارب

فى الاسفل فى غرفه الصالون
أردفت أمينه وهى تضع يدها على رأسها بتعب : خلاص يابنتى جبتيلى صرع
نور بحنق طفولى : يا عمتتتو دا حتى مقليش مبرووك
ملاك ببلاهه : ويقولك مبروك ليه هو معزوم على الخطوبه دى
نور بحنق : ملاااااك اسكتى
أميته بحده : قومى يابت انتى هى فى اوضتكم انا دماغى هينكسر منكم
نور : هقوم أنام اصلا الموضوع بس فارق معايا
ملاك : اومال صدعتى دماغنا ليه لما هو مش فارق
نور بإمتعاض : تعالى نطلع نشوف مكه
ملاك بضيق مصطنع : تعالى يختى
صعدت ملاك ومكه إلى الاعلى فااردفت نور بتساءل مبطن بالخجل والازدراء : هو رن عليكى النهارده يالوكا
ملاك بعدم فهم مصطنع : هو مين
نور ببلاهه : جاسم اخوكى
ملاك بضحك : يابنتى دا انتى واقعه أوووى اتقلى يخربيتك
نور بإمتعاض  : كفايه هو هنبقى احنا الاتنين
ملاك : الله يعينك بجد هينشف ريقك على ما يسمعك كلمه حلوه
نور بإمتعاض : حبيبى تسلم
ملاك بمرح : دا واجب الصاحب على صاحبه
كان أدهم مغادراً غرفه مكه وهى خلفه بوجه بشوش مرح
أدهم بوقار  : رايحين فين
ملاك  : هنقعد فى اوضتى
أدهم بتساءل : نيران وصلت ولا لسه
ملاك بنفى : لا لسه كلمتها من شويه قالت انها مع صهيب وهتتأخر شويه
نكش خصلاتها بمرح قائلاً بخفه وهو يغادر : ماشى               
وكزتها نور بعدما غادر قائله بحنق : اخوكى مطلعشى زى ابوكى ليه ولا هو جايبه من على باب جامع
مكه بمرح قليلاً : صياحك طرب اقسم بالله
ملاك بسخريه مصطنعه : لسانك شبرين من وراه وقدامه بتقلبى شبه الفار المبلول
نور بتوتر بضحك : مش بقلب ولا حاجه بس هو ليه هيبه كده بتخلى الواحد يفقد صوابه
مكه بتأييد وصدق   : حصل والله خصوصا بقى لما يبقى متعصب ياالله عليكى يا نور الله يعينك يا حبيبتى
ملاك بمرح وبموسااه مرحه : قلبى عندك ياأم فاروق
نور باستياء وخوف طفولى : انتو بتخوفونى ليه ي جدعان

**************************
فى شقه جاسم
كان يجلس على المقعد يضع أمامه ملف القضيه ويعمل عليها بتركيز وجد واجتهاد بعد فتره مديده
مال بظهره إلى الوراء بألم طفيف مسح على لحيته الطويلة حتى لاحت أمام وجهه إبتسامتها البريئه والتى أحياناً أخرى ما تكون بلهاء ساذجه تلك الخصلات مازال عبقها فى أنفه وصورتها لا توَّد مفارقه مخيلته
نهض بطوله الفاره قائلا بإرهاق معبأ بالمشاعر : اااه منك يا غزالتى
اتجهه نحو المطبخ أعد طعاماً سريعا واتجهه مره اخرى الى المقعد وبدأ فى تناوله بهدوء وكأنها تجلس معه لا ترغب فى تَرّكه 
قطع جلسته صوت رنين هاتفه التقطه مردفاً بهدوء  : الوو
أمينه بحنان : ايوه يا جاسم فطرت يا حبيبى
جاسم : ايوه لسه حالا
أمينه بإستياء  : مش فاهمه ايه لازمتها قعدتك عندك
جاسم : عندى شغل ومحتاج هدوء وتركيز        تابع بتساءل  : ملاك ونيران كويسين
أمينه بمكر : ايوه كويسين ونور كمان كويسه
أردف بداخلها بمكر مبطن بعشق : غزاله
تنحنح بخشونه قائلا بجديه تخفى حبه وإن فعل لن تفعلها تلك العينان السمراوتان التي تفيض بالعشق : عامله ايه
أمينه بضحك  : يارب ما اموت غير لما اشوفك واقع وقعه غزاله فى غابه
جاسم بمكر : ما هى وقعت وال كان كان يا عمتى ولا انتى أيه رأيك
أمينه بمكر : و مش اى أسد ربنا يكون فى عونها والله
جاسم بلطف مصطنع : ليه بس دا انا حتى طيب وحنين اووى
أمينه بسخريه مصطنعه : اومااال دا انت الحنيه ال فى العالم كلها
جاسم بجديه : غاده جات
أمينه بنفى  : لا لسه فى الساحل مع زمايلنا  مش عارفه انا ايه الساحل ال بيبقى فى رمضان ده
جاسم : مش بيفرق معاها الحاجات دى المهم انا هقفل دلوقتى عشان عندى شغل هكلمك بعدين يا عمتى
أمينه : ماشى يا حبيبى

**********************
فى سياره صهيب
أردفت نيران بإرتباك : صهيب ممكن أسألك سؤال
صهيب ببرود وهو ينفث دخان سيجارته : لا
نيران بغيظ  : انت عرفت انا هقولك ايه اصلا
أوم بإستفزاز وأشاح ببصره إلى الخارج مردفاً : هقولك على كل ال انتى عايزه تعرفيه  بس مش دلوقتى
احترمت رغبته فااردفت بمرح مغيره مجرى الحديث : ماشى وشكرا على الشاورما القمر دى
نظر لها بمراوغه قائلا بمكر : نمشى
نيران بغيظ طفولى : صهيب بطل نظرات الخبث دى مش بحبها بجد
صهيب ببرود : اومال بتحبى ايه
نيران بإستياء : ومش بحب برودك برده
صهيب بسخريه : برده
أومت بتأييد قائله : هو مينفعشى تعقل الأمور وتكون شخص لطيف حنون ودود صبور
صهيب بمكر : ماانا حنين اووى والله حتى بكره تشوفى
نيران بحنق تخفى به خجلها : طاب روحنى يلا عشان اتأخرت على بابا
صهيب بنبره متسائله كأنه يخبرها عن حاله الطقس : نيران ايه رايك لو اتجوزنا مع جاسم
نيران ببلاهه وصدمه : لا طبعا مستحيل دا باقى خمس أيام بس
صهيب : طاب ايه رأيك ان الموضوع دخل دماغى اووى
نيران : لا متهزرش يا صهيب بجد
صهيب : اهزر ايه بس من هنا لبعد العيد اكون اقنعتك
نيران : أو اقنعك انا
صهيب : تمام
نيران بلاهه : مجنون والله
صهيب بحده مصطنعه : بتقولى ايه
نيران بخوف مصطنع : بقول أن شاء الله اقنعك
نظر لها بمرواغه وأدار محرك السياره وانطلق إلى القصر

*********************
ولجت إلى الداخل لثاني مره ولكن تلك المره تختلف عن سابقتها سارت نحو حديقه القصر الداخليه بخطى متعثره منكسره
أردف جاسر بصوت قوى وعمليه كأنه إنسان آلى  : انت مين
إلهام  : عايزه اقابل جاسم بيه
جاسر بثبات كأنه يقف أمام إحدى القيادات العسكرية : جاسم بيه مش هنا
إلهام برجاء : سياده اللواء ارجوك عايزه أقابله ضرورى ربنا يخليك يا بنى
جاسر : معنديش اوامر بكدا
حاول جذبها من ذراعها إلى الخارج تحت صراخها المستغيث فخرج على صوتها أمينه وأدهم
أدهم بأوامر لا تقبل النقاش  : سيبها يا جاسر
جاسر  : اا يافن
قاطعها بخشونه : سيبها وانت وال بتاخد أوامرك منه ليكم حساب معايا
انخفض رأسه أرضاً وغادر دون أى حديث
أمينه وقد أحزنها إنكسارها  : تعالى اقعدى ياإلهام
كادت أن تقبل يد أمينه مردفه برجاء وتذلل  : ارجوكى يا دكتوره خليه يسيب إبنى
أمينه بحنان وهى تمسك يدها برفق : أهدى أدهم هيجبلك أبنى

على مسافه قريبه منهم
أردف أدهم بخشونة وحده  : فين الواد يا جاسم
جاسم بعدم فهم مصطنع : واد مين
أدهم بعصبيه : لآخر مره هقولك الواد فين بعد كده هتصرف انا
جاسم بهدوء وحنق داخلى : فى المخزن هرن على جاسر يطلعهولك ولو لمحت وش أمه قدام القصر هخلص عليه عالطول
أدهم :  ربنا يهديك يا بنى
أغلق الهاتف وأقبل نحو أمينه وإلهام التى أردفت بتذلل  : اا ابنى فين  هاتلى إبنى وحياه بناتك عندك
أدهم بهدوء : جاسر هيجبهولك
دقائق معدوده بالفعل وأتى جاسر به ولكن لحسن حظه لم يتقابل مع جاسم بعد
قامت إلهام واستقبلته بلهفه وبكاء شديد
أردفت وهى تتمسك بذراعه : شكرا يا سياده اللواء شكرا يا دكتور
أخذته وولت هاربه من هذا القصر وأقسمت بينها وبين نفسها انها لن تعود إلى هذا الجحيم مره اخرى من وجهه نظرها
أدهم : لا حول ولا قوه ولا الا بالله
أمينه بإستياء  : والله ابنك ده ما عنده رحمه ولا قلب
أدهم : دلوقتى بقى ابنى لوحدى
أمينه : انا مربتش حد بالقساوه دى ياادهم بجد ذنب الناس دى ايه
أدهم : الكتمان مع مرور الوقت بيحول الإنسان لشخص عدوانى مع الجميع
أمينه : ربنا يهديه
أدهم بوقار وتأميم : يارب اللهم امين

**************************
بخطى غير متزنه بالكاد وصل إلى بيته من الداخل وضع يده بالقرب من جانب قلبه يشعر بإختناق يداهم عنقه أنفاسه تتلاشى غير قادراً أن ينادى على زوجته يستغيث بها
سقط أرضاً مستسلماً للموت وكم أراد أن يعتذر لها يخبرها عن حبه وخوفه لكن هذا القلب لا يعرف

فى المطبخ سمعت صوت إرتطام قووى فهرولت إلى الخارج بقلق لترى آخر شئ كانت تتوقعه
هبطت على قدميها ورفعت راسه على فخذيها قائله بنواح وندم لا يُجدى نفعاً  : جلال قوم يا جلال مش زعلانه منك والله قومى بقى بالله عليك        صرخت بأعلى صوتها :   يا مكه الحقى ابوكى يا مكه ابوكى مات وانتى زعلانه منه ااااه يارب

**********************
عمار بجديه : مش هنا فى انجلترا عنده مؤتمر ولسه مش هينزل مصر غير كمان شهرين
جاسم : كويس فى الفتره دى عايزك تنفذ ال قولتلك عليه
عمار : ههحاول
جاسم بنذير وحدّه : لا مش هتحاول يا عمار انت هتخترقه وتجبلى كل الاخبار فى أقل من يومين بس
عمار بعمليه وثقه : اعتبره حصل  يا جاسم      

********************
فى قصر آل الصياد
أردف أدهم بحزن وقلق : لا حول ولا قوه الا بالله انا جاي حالا يا سميره
أمينه بقلق : فيه ايه يا أدهم
أدهم مسرعاً وهو يهرول إلى الخارج : جلال واقع على الارض ومفيش نفس 
أمينه بقلق : لا حول ولا قوه الا بالله استنى هاجى معاك
أدهم بنفى : لا خليكى انتى مع البنات
استقل سيارته وانطلق بها يسابق الريح  

أمينه بحزن : لا حول ولا قوه الا بالله ربنا يبارك فى عمرك وتفضل مع مكه
جاءها صوتها المرتعش : هو فيه ايه يا عمتو
أمينه بتوتر : مفيش حاجه يا حبيبتى 
مكه بقلق داخلى : لا حاسه ان فيه حاجه.           تابعت بضيق لا تعرف سببه خوف يحيط بداخلها وأيضا تجهل به  : بابا كويس صح
أمينه بتوتر واطمئنان  : اا هو كويس يامكه بس
اشتد خوفها مردفه بتوتر بالغ : كويس صح يا عمتو قولى أنه كويسه
أمينه بهدوء : تعب النهارده فجأه وفى المستشفى يا مكه
انهارت حصونها وسقط على الارضيه فى ببكاء عنيف هبطت على أثره ملاك ونيران التى ولجت الآن من الخارج

*******************
فى المستشفى
أردفت الطبيب بإطمئنان  : الحمد لله قدرنا نسيطر عالوضع بصعوبه كبيره جدا
سميره ببكاء ونواح : عايزه اشوفه يا دكتور دخلونى ليه
الطبيب بأسف : هو  حاليا فى العنايه والافضل  محدش يدخل بعد إذنكم
جذبها جاسم من يدها وأجلسها على المقعد وجلس بجانبها  : أهدى عشان مكه هو الحمد لله كويس ومفيش خطر عليه
أدهم مؤيداً حديث إبنه  : الدكتور طمنا اهو يا سميره بطلى عياط بقى
سميره بحزن وبكاء : احنا ال وصلناه لكده انا ال بعدت عنه كنت عايزاه يحس ببنته
أدهم بوقار  : دا قضاء وقدر يا سميره مالهوش لزوم الكلام ده دلوقتى

تأفف جاسم بإزدراء ونهض متوجهاً نحو عمته التى جاءت للتو ومعها الفتيات
جاسم بحنق : ايه ال جابكم
أمينه بحزن : مكه ال صممت والبنات مرضيوش يسيبوها تيجى لوحدها
هرولت مكه الى احضان أمها فاستقبلتها هى بلهفه وإشتياق بلوم وعتاب
مكه ببكاء : بابا هيبقى كويس صح يا ماما
شاركتها البكاء قائله بأمل وندم : هيبقى كويس يا مكه هيبقى كويس يا حبيبتى
على الجانب الآخر كانت ترمقه فى الخفاء بإشتياق بينما هو يضم يده إلى صدره ويقف بصلابه أنظاره مسلطه فى الفراغ
أدهم بوقار : جاسم
أقبل نحوه قائلاً بخضوع. : نعم يابابا
أدهم : روح خلص الإجراءات بتاعت المستشفى
أوم بصمت ومر من أمامها بصلابه مغادراً لينهى إجراءات المستشفى
نور بداخلها  : مش عارف هو تقيل ومش بيعرف يعبر ولا هو مغصوب عالجوازه دى ولا انا مدلوقه ولا ايه النظام
أفاقت من شرودها على صوت شهقات مكه وهى بأحضان ملاك تربت على كتفها وتطيب جراحها
أدهم بحنان : خلاص بقى يا مكه خلاص يا حبيبتى عشان مامتك بابا كويس الدكتور لسه مطمنا
أومت مكه وأزالت دموعها لتهبط من جديد لا تستطيع السيطره على عبراتها لا تعرف كيف تداوى قلبها تطمئنه على أبيها وتخبره بأن كل شىء سيكون على ما يرام لا تعرف

مرت ساعه على تواجدهم داخل المستشفى
حتى أردف أدهم بحسم : يلا يا بنات قوموا روحوا مع جاسم قعدتكم مالهاش لازمه وانتى كمان ياامينه انتى وسميره
سميره بفزع ورفض : لا مش هقدر اروح واسيبه فى المستشفى        تابعت ببكاء وشهقات مرتفعه : مش هطلع من المستشفى دى غير وهو معايا بإذن الله
أدهم : انتى سامعه الدكتور بنفسك قال كويس مفيهوش حاجه قومى بنتك محتاجاكى دلوقتى اكتر منه وانا قاعد معاه مش همشى واسيبه اول ما يفتح عينيه هكلمكم
مكه برجاء وصوت مهتز : مش هقدر اروح وبابا هنا  خلينى معاك يا عمو
أدهم بحنان : يا حبيبتى قعدتك هنا مالهاش لازمه روحى نامى وارتاحى عشان تجيله بكره فايقه
مكه بصوت مرتعش : طاب طالما هو كويس دخلوه العنايه ليه             استردت وقد أنفجرت فى بكاء مرير : محدش بيدخل العنايه غير لو حالته صعبه

جاسم بهدوء : مين ال قالك عالمعلومه دى وعالعموم هو نص ساعه بالكتير وهيتنقل لاوضه عاديه عشان ترتاحى
مكه بلهفه : بجد
جاسم بثبات : انا هكدب عليكى ليه
مكه برجاء : خلاص هقعد النص ساعه لحد ما يطلع من العنايه وبعد كده هروح والله
أدهم بوقار : وعد
مكه ببكاء : وعد والله بس اشوفه واطمن عليه
أخذتها ملاك فى أحضانها قائله ببكاء : خلاص بقى يا  متعيطيش يا حبيبتى عمو جلال كويس والله وهيقوملنا بالسلامه
مكه برجاء وإنهيار : يارب يا ملاك مش هزعله تانى والله وهسمع كلامه فى كل حاجه بس يقوملى تانى ويبقى جنبى
كانت نور تقف بجوار نيران التى تقف بثبات تدعو له بظهر الغيب وتقرأ ما تيسر من القرآن دموعها مسترسله على وجنتيها وكلما أزالت دموعها تعود وتهبط من جديد هذه المره كان هو يتابعها ويرمقها بنظرات غامضه لم أجد لها تفسير
مرت نص ساعه والحال كما هو لم يتغير به شيئاً وبالفعل صدق حديث جاسم وخرج جلال محمولاً على الفراش الطبى
هرولت مكه وكذلك سميره نحوه وأمسكت بيده قائله ببكاء : بابا ردى عليا والنبى انا اسفه اسفه على كل حاجه بس متسبنيش لوحدى
جذبها أدهم من معصمها برفق قائلا بحنو بالغ : بس خلاص أهدى بابا كويس اهو
مكه برجاء  : عايزه ادخله
أدهم : مينفعشى يا حبيبتى لازم يرتاح شويه أقل مجهود منه دلوقتى هيتعبه ويأثر على صحته ويمكن حالته تدهور للأسوأ احنا الحمد لله عدينا الصعب وكلها ساعات بسيطه وهيفوق ويبقى جنبك طول العمر
مكه بأمل  : يارب اللهم امين يارب
ملمس على حجابها قائلت بحنان : روحى يلا مع جاسم والصبح بدرى تعالى هيكون فاق واتكلم
أومت مكه ومنذ أن علمت لم يجف دمعها 

غادر جاسم ومعه العائله وكذلك سميره تحت اعتراضها من البدايه
وصل جاسم إلى المنزل وسار الجميع الى الداخل
ملاك بإمتعاض : انت هتسيبنا وتمشى واحنا فى الظروف دى
لطمها على وجهها بخفه قائلا بمشاكسه : ليه سوء الظن مش ماشى طبعا وقاعد على قلبكم تابع بخشونه مصطنعه :  وإياكِ اشوفك بتكلمى أيهم بنحنحه كده تانى
ملاك بإرتباك وخجل : اا ها اا أنا
قاطعها بصرامة مصطنعه : بس ايه هتفضلى تتهتهيلى طول النهار اطلعى على اوضتك انخمدى لو طلعت لقيت النور شغال هدخل اكسر الموبايل على دماغك
رمقته بضيق طفولى وقد هبطت عبراتها وغادرت إلى غرفه الصالون
أمينه بنفاذ صبر : هو انت يابنى ما تعرفشى تعدى دقيقه فى يومك غير ما تتشاكل مع حد
مرت نور من أمامه قائله بسخريه وهمس : بيرتاح نفسياً لما يأذى ال قدامه
جاسم بخشونة مصطنعه : ما تيجى تعلى صوتك كده وتسمعينى بتقولى ايه
استدارت بإرتباك قائله بتوتر حقيقى ورهبه طفوليه  :  اا انا  انا مقولتش حاجه
هزت أمينه رأسها بيأس قائله بضيق : امشى يا نور والله ما حد بيرفعلى الضغط غيرك
نور بمرح متجاهله وجوده : ايوه يا عمتو معروفه يعنى السكريات دايما بترفع الضغط
جاسم بسخريه ومشاكسه وهو يتلفت حول نفسه : فين السكريات دى مش شايفها يا غزاله
رمقته بغيظ طفولى وتعجب ليبادلها هو بأخرى قويه تخفى خلفها كثيرا من الحب والآمان 

فى غرفه الصالون
كانت مكه تحضتن سميره حتى غلبها النعاس وأثقل جفنيها
ولجت ملاك مردفه بتعجب وحزن : هى مكه نامت هنا
سميره بإرهاق : تعبت يا ضنايا من كتر العياط
نيران : هقومها تطلع تنام فوق احسن
وبالفعل أيقظتها وصعدت بها إلى الاعلى هى وملاك والحقت بهم نور
أمينه بحنان : قومى يلا سميره نامى انتى كمان الحمد لله يا حبيبتى احنا كنا فين وبقينا فين
سميره : الحمد لله الحمد لله يارب ربنا يتمم شفاؤه على خير يارب ويرجعهولنا بالسلامه يارب يارب
أمينه بتأثر ة يارب اللهم امين      تابعت : قومى يلا يا حبيبتى نامى اكيد مكه هتقوم من النجمه عشان تروحله
نظرت فى معصمها قائله مكمله : الساعه داخله على اتنين الحقى ريحي شويه عشان نقوم الصبح  نروح نطمن عليه
نهضت بعد اقتناع وسارت إلى إحدى الغرف ونامت بها بقيت تغالب النعاس ويغالبها حتى انتصر عليها ودلفت فى سبات عميق
انطفئت الأضواء على القصر معلنه عن نهايه يوم ممتلئ بالصعاب ليحل الغد مستشرقاً بتيسير وفرج من الله فوالله ما كان الدرب كله متعثراً وإنما تسير برضا وتوفيق منه وحاشاه الكريم أن يردنا خائبين

**********************
جلست بجانبه وأمسكت يده تدعوه وكلها رجاء أن يفتح عيناه ويطمئن فؤادها
وبالفعل لب نداء قلبها وفتح عيناه بإرهاق وما لبث عن أغلقهما ثانيه حتى تعود على إضاءه الغرفه
هرولت إليه سميره من الجهه الاخرى قائله بلهفه وإطمئنان  : حمد الله على سلامتك يا جلال
مكه ببكاء وأسف : حمدالله عالسلامه يابابا
أجابها بصوت ضعيف مرهق : الله يسلمك يا حبيبتى
أدهم : حمدالله عالسلامه يا جلال
جاسم بهدوء : حمد الله عالسلامى يا عمى
جلال بإرهاق : الله يسلمك ويبارك فيكم
كانت مكه تتمسك بيده وهو الآخر يقبض عليه كأن كل منهما يعتذر للآخر
ولج الطبيب وفحصه بعمليه مردفاً بإطمئنان : الحمد لله حالته مستقره
أدهم بوقار : يعنى وضعه يسمحله يخرج النهارده ولا ايه
الطبيب : مفيش مشكله بس لو يفضل يقعد هنا يوم ولا يومين هيكون أفضل ليه ولصحته
مكه بلهفه : لا هيجى معانا الب         
بترت حديثها وتراجعت عن الكلام بخوف
حين رمقها جاسم بحده وخشونه
أردف جاسم بجديه : لا هناخده البيت وممرضه تتابع حالته فى البيت
الطبيب : مفيش مشكله أفضل ممرضه أن شاء الله تكون معاكم يا سياده المقدم
أدهم بوقار : معلشى تعبناك معانا يا دكتور
الطبيب بإحترام : ولا تعب ولا حاجه دا واجبنا يا فندم يلا بعد إذنكم وأى حاجه انا موجود معاكم
أردف جاسم بعدما غادر الطبيب بعصبيه  : انتى بتتكلمى ليه عايز افهم مش شايفه فيه راجل بيتكلم
مكه بخوف وتحشرج : اا أنا مقصدتش
جلال بإرهاق : خلاص يا جاسم
هز رأسه بضيق وغادر الغرفه
أدهم : معلشى يا مكه انتى عارفه جاسم يعنى مش تايهه عنه
مكه بإمتعاض : ربنا يكون فى عون نور والله
أبتسم أدهم بوقار بينما أردفت سميره
سميره بحزن : حمدالله عالسلامه يا جلال
جلال بإقتضاب : الله يسلمك يا سميره

مر الوقت وعاد جلال الى منزله وكذلك أدهم بعدما قام بإيصاله

هرولت إليه ملاك واحتضنته بإشتياق  : بابا وحشتنى اووى
أدهم بإرهاق : وانتى كمان ياقلب بابا
نور : حمدالله عالسلامه يا عمو
أدهم : الله يسلمك يا حبيبتى    تابع بتساءل : نيران فين
ملاك : فوق
أمينه : تعالى ياادهم كل يلا وبعدين ريحيلك شويه
أدهم بنفى :  لا انا جعان نوم
وبالفعل ولج  إلى غرفته وألقى بنفسه عالفراش دون أن يغير ملابسه غارقاً فى سبات عميق

فى الاعلى فى غرفه نيران
صهيب بمكر  : ها قررتى ايه
نيران بمكر مماثل : موافقه بس بشرط ولو موافقتش عالشرط اعتبر انى رفضت
صهيب ببرود : شرط ايه
نيران : _____________
صاح مهتاجاً بها  لتغلق هى الهاتف فى وجهه بمكر وتسليه 
نيران : ياانا ياانت يا صهيب

مرت الأيام بروتين عادى ولا شئ جديد سوى من تقّرب جلال من إبنته يدللَّها ويشاركها كافه يومها وهى الأخرى مثله كما ابتعدت عن طريق عادل نهائياً ولم تفتح هاتفها إلى الآن

أما نيران لازالت تتهرب من صهيب منذ آخر حديث بينهما
وملاك وأيهم لم يتغير الحال بينهم الوضع كما هو لا جديد بينهم
أما عن بطلنا جاسم مختفياً يمضى الوقت فى شقته الخاصه ما بين شغله والتفكير بها ينتظر هذا اليوم الذى يجمع بينهما ويمتلكها على أحر من الجمر

ونور قد شابه غيابه وأُرهقت من كثر السؤال عليه حين يغالبها عقلها وترفض وجوده وحين آخر يغالبها قلبها ويطالب به فلأى منهما ستنحاز
لتمر الأيام سريعاً ويأتى اليوم المنتظر لتتغيرى مجرى الأحداث كلياً
وووو
يتبع
بقلم
ياسمين صبرى

تفتكروا شرط نيران ايه ؟؟
نور هتنحاز لقلبها ولا لعقلها ؟؟
غاده هتسكت على ال بيحصل ده ورده فعلها هتكون ايه  ؟؟
جاسم علاقته بنور هتكون ايه
أخيرا وليس اخرا مكه وعادل هل هيكون فيه لقاء بينهم تانى ولا صفحتهم اتقفلت كده
مستنيه تواقعتكم وتعليقاتكم
ياسمين صبرى

Continue Reading

You'll Also Like

219K 4.4K 27
اذا احببت شخصآ واعلمت انه يحب شخص اخر ماذا تفعل؟ ماذا تفعل عند يفرقك القدر بين حبيبك؟ هل تعطي للحب فرصة اخيرة؟ هل من الحب الم وندم؟ رواية: صاعقة حب م...
31.9K 1.1K 17
عندما يقرر القدر أن يكون معك تكن هذه النتيجة ، تزوجتك لأجد آماني وحمايتي فأسرتني بحبك وعشقك ايها الحارس المجهول ، ظننت أن حياتي قد توقفت ولا اعلم ان...
465K 7.7K 33
الحياء فى الأنثى من الفضائل والخجل من صفات عشق الرجل ليها ، لكن الصفتين دول فى الرجل ممكن يدمرو علاقه كامله وخصوصا لو كان التصرفات الغبيه المبنيه على...
442K 9.1K 52
المقدمة... نعم انها انا..من يقولون عنها شرسة.. لا اهتم بما يقال.. فآخر مايهمني هو كلام الاخرين.. بلي انني زهرة بريه جميله متوحشة تجذب الكثيرون.. ولك...