24|07|2019
Rosemary's p.o.v
لطالما شاهدت أفلام التحقيق في الجرائم ودائما عندما يوشك المحقق على فقدان الأمل سيجد طرف خيط يقوده لحل الجريمة،
لكن لما لا يحدث الأمر معي الأن؟
طالعت المذكرة التي أمامي للمرة الألف حسنا ...هي لا تعتبر مذكرة تماما فكل ما فيها قصائد غامضة ستشوش عقلك كلما حاولت فهما
لكن ما أثار إنتباهي حقا هو أن معضمها كانت تتحدث عن نفس الشخص
رجل مجهول الهوية يمكن لي أن أجزم من خلال كتاباتها هذه أنها واقعة في عشقه تماما، ألا يقولون أن أردت معرفة مشاعر كاتب أو شاعر إقرأ ما يكتبه فالكلمات مرآة لروحه ،هارموني لم تكن الفتاة البريئة التي حسبتها،
ففي النهاية ليست البريئة من تكون مع شخصان في آن واحد ،ويليام وهذا المجهول الذي أفكار سيئة عديدة تدور داخل عقلي حوله،
قاطع تفكيري صوت طرق الباب الذي في غرفتي لتلدف أمي وهي تحمل صينية صغيرة في يدها
"لقد رأيت أن بعض البسكويت بالقرفة مع شاي سيجعل يومك أفضل"
قالت بإبتسامتها المعتادة التي تبث الراحة والطمأنينة بداخلي كلما لمحتها
"شكرا لك أمي "
قبلت رأسي بهدوء وأردفت
" أدرسي جيدا فالإمتحانات الفصلية قد إقتربت "
"سأفعل لا تقلقي "
وهكذا غادرت وهي تغلق باب غرفتي في طريقها
أغلقت تلك المذكرة وأنا أرجع تركيزي لمسائل الرياضيات التي أمامي لكن هيهات ...لأنه يوجد شلة من المتسكعين أنا على صداقة معهم!
إنتفضت في البداية من صوت الحصى الصغير الذي إصطدم بزجاج نافذتي ،توجهت نحوها بذعر لأقي نظرة بالخارجة واجد الإخوة الثلاثة والذين كان برفقتهم أيزاك وأليكس وحتى أديلين وإيميليا
"إنزلي الأن "
همس تشارلي وهو يشير لي بالنزول ليكزه كايلر قائلا " وهل تراها المرأة الخارقة كيف لها أن تقفز من الطابق الأول وتنجو من أي كسور؟"
"جديا يا رفاق إنها الساعة التاسعة وأنا في خضم حل مسائل الرياضيات "
"رياضيات هل أنتِ غبية بلوندي من يدرس الرياضيات اليوم ؟"
"لما ماهو اليوم ؟" سألت بتعجب لتسقط ملامحه بصدمة ،ماذا ليس كأنني سألت من هو أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية
"إنزلي فقط ولا تنسي إرتداء شيء أسود بالكامل "
أردفت إيميليا ولوهلت إنتبهت لملابسهم ،جميعها كانت سوداء من دون إستثناء
"لحظة فقط "
قلت وأنا أدخل مجددا لأخرج الهودي والسروال الأسودان مع سترتي الجلدية السوداء،
أخرجت رأسي مجددا وأنا أبحث عن طريقة لنزول فهذه المرة وللأسف لا يوجد أي سلم إلا أن إنتبهت لذلك الأنبوب الكبير جدا الخاص بالمياه التي تهطل عند المطر والذي كان بطول المنزل أخرجت نصف جسدي من النافذة وأنا أتمسك بالحديدة التي فيه وأضع قدمي على الأخرى لأبدأ النزول ببطئ
"إحذري "
ميزت الصوت جيدا من دون أن أستدير حتى والذي خص كايلر نظرت للأسفل لأرى كم تبقي لي وألعن تحت أنفاسي...أنا روزماري وايت الفتاة التي كانت تخاف من ظلها إنتهى المطاف بها كأي مراهقة
أخرى تتسلل خلسة عن والدتها لكي تقوم بمصيبة برفقة رفاقها ،حسنا ليس الأمر الذي أفخر به لكن على الأقل سأحدث أحفادي كيف أصبحت متمردة في مراهقتي ولو قليلا...قليلا فقط
عندما بقي حوالي مترات جرحت إصبعي بالحديدة التي وضعت بها ومن غير إنتباه كانت قدمي قد إنزلقت....
لا لم أقع على مؤخرتي من حسن حظي لأنه يوجد لدي فارس يدعى بكايلر
فتحت عين واحدة لأسمع قهقهته
"لا تنفكين عن السقوط عند اللحظة الأخيرة "
"لقد أمسكتني "
فتحت العين الأخرى وأنا أضحك بينما إبتسم الأخر رادا " سأفعل دائما "
"حسنا... حسنا...لقد إنتهى الفيلم لقد صفق الجمهور وظهر أسماء الممثلين والخرج والمنتج وغيرها هيا الأن "
ومن غيره ،ألة إفساد المواقف والمتهكم رقم واحد والذي يعرف أيضا بإسم تشارلي نايت ،ضيقت عيناي بحقد إتجاهه وحاولت ركله بقدمي التي تزال في الهواء
"هاي هاي...أنا لا أزال أمسك بكِ إنزلي أولا"
قال كايلر لأحدق به وأنا اهمس 'بأسفة'
"يا رفاق هيا بنا "
قال أيزاك وهو يحثنا على التحرك
"إلى أين سنذهب " قلت بتساؤل مجددا
"إن هذا اليوم نسميه بيوم الإنتقام"
أردف أيزاك الذي كان يسيرا محاديا لي بجدية لأضيق عيناي بإستغراب كاد يرد إلى أن أديلين قطعته ليكرمش بأنفه ...مسكين لقد سلبته فرصة يبدو أنه كان ينتظرها
"تعلمين أن الإختبارات قد إقترب وهم دائما هكذا يضغطوننا في مدة قصيرة لننفذها جميعا وهذا بسبب المدير اللعين المسؤول عن ثانويتنا والذي لا أعرف لما واللعنة يفعل هذا لذلك..."
قالت وهي تشير للمحافظ التي حملها كل من جايسون، أليكس ،تشارلي
"نقوم برمي ورق الحمام على منزله وحين يستيقض صباخا...بوووم "
"يا إلاهي هذا شيطاني جدا " قلت بعدم تصديق لتصدر إيميليا ضحكتها الشيطانية المحترف وهي تحدق بي بخبث
"هل دائما ما تفعلون هذا " سألت مجددا ليجيبني كايلر هذه المرة
"العادة بدأت في الإعدادية حين كنا نقوم بها لأستاذ الأحياء الذي جميعنا نكرهه ثم عند الثانوية أصبحت للمدير "
"هيا أسرعوا علينا الإنتهاء قبل حضر التجول اللعين هذا الذي لم ينتهي للأن " أردف أليكس وكانت هذه أول مرة أسمعه يباشر الحديث بدون أن سأله شخص أخرا ليكون هو الطرف المجيب ، في الواقع هو ليس كما ظننته المرة الأولى على الإطلاق ، ربما الجزء الذي يخص كم هو جديا دائما و مدى صلابته صحيح لكن في طباعه هو ممتع نوعا ما عندما تتعرف عليه مثلا في أحد الأيام الماضية تأخر الإخوة في تدريباتهم وإضطررت للعودة للمنزل بمفردي ولحظي الجميع تعثرت بحثالة بقيت تزعجني وتضايقني طوال الطريق وبشكل مفاجئ ظهر أليكس الذي وقف بجانبي كحماية بل وأكثر لقد إنتهى الأمر بتهريسه لوجه واحد وتهديده للثلاثة الأخران...نعم أربعة ضد واحد إنتهت بهربهم كفئران جبانة ،قام بتفقدي حال حتى أنه اوصلني للباب بالرغم من أنه يقطن في شارع أخر وقال " إنتبهي على نفسك الحثالة الأوغاذ كثر أيامنا هذه "
في اليوم التالي عندما أخبرت إيميليا عن ما حدث هي فقط إبتسمت وردت ان أليكس هذا ...أكثر ما يكرهه أن يزعج أحدهم واحد من أصدقائه وأن هذا الموقف قد تكرر معها فيما سبق
إنه لم الرائع أن يكون شخص مثله في صفك
بالنسبة لأيزاك ....فذاك الشخص رائع بكل معنى الكلمة ،لنهمل جزء أنه أكبر كحوليا قد تعرفه في حياتك بالرغم من سنه الصغيرة...بحق الله إنه في الثامنة عشر وحسب
لكنه مرح جدا والجو الذي يضيفه رائع يلقبه البعض بمهرج المجموعة لأنه لا ينتهي من مزحه ونكاته التي ستقتلك بالضحك وحتى بتصرفاته الممتعة
لكن شخص مثلي لم يعتد الإنسحار بالقشور الموجودة بالخارج بل البحث عن اللب هو مسعاي ومن خلال ما توصلته...تلك الأعين العسلية النائمة حزينة لدرجة لا توصف...حزينة بطريقة لا ينتبه لها أي أحد لأنها تخفى بمهارة شديدة وهي ضحكت واسعة في الوجه
وهنا سؤال أخر ...ماذا يخفيه أيزاك أيضا؟
وأخيرا لدينا آنا والتي من الجيد أنها ليست برفقتنا لأنني حقا أصبحت أخاف من نظرات تلك الفتاة فهي شكاكت بشكل لا يوصف ،لكن نوبة جنونها هذه لم تبدأ إلى بعد وفاة أرون
وهذا يقودني لسؤال ...أيعقل أنها تعرف شيء ؟
لحظة فقط ،ربما تعرف شيء من أرون...
ربما أرون يعرف شيء أكبر ،شيء قد أدى لقتله!
هل أرون ليس إلا ضحية لشيء قد عرفه والقاتل رأى تهديدا فيه
وهل هذه تقبل كفرضية حتى؟
"لقد وصلنا ماري "
لكزني كايلر والذي قدم لي تلك اللفافة الكبيرة وهو يمسك ضحكته
"لك الشرف بما أنها مرتك الأولى "
"لا لا لا لن أكون أول من يقوم بالجريمة "
"كما تريدين ستفوتين المتعة عليك إذا "
.
.
.
.
قدم أيزاك الذي كان يضحك بشدة وجلس في الطاولة الكبيرة التي جمعت الكل وهم يتناولون الغذاء
"لو فقط رأيتم وجه المدير الأحمر والغاضب لقد كان يصرخ كأنه إمرأة تولد وهو يقول لنائبته ' الأوغاذ قاموا بها مجددا' "
لنكن واقعيين كلامه لم يضحك أحد لكن فقط طريقة تقليده لكلام المدير جعلت جميعنا ننفجر من الضحك
"ماري "
همس كايلر بأذني لأهمهم كرد له بينما عيناي إنشغلتا مع الكتاب الذي بين يداي
"تلك المذكرة "
الأن حاز على إنتباهي بالكمال لأغلق ذلك الكتاب الذي بين يداي وأرد قائلة " ما خطب المذكرة "
"لقد قمت بقراءتها وجذب إهتمامي شيء...لا بل أشياء ،الكثير من يقرأ لهارموني سيجد كتاباتها مشوشة لكن...هذه المرة هي إعتمدت جعلها كذلك ،لكن إذا ما دققتي في القراءة ستحسينها تحاول الإخبار بشيء ما كرسالة ..."
رسم الإستغراب على وجهي وأنا أقترب ناحيته أكثر وأخرج تلك المذكرة لأقول " في الواقع هناك شيء أيضا بدا غريبا لي فهو بدى كلغز أكثر من مجرد كتابة ولقد كان في الصفحات ما قبل الأخيرة
'الأبيض والأسود ليسا متناقضان فمنذ متى صارت صفة الكمال نقيضا لأنفسنا، تبقى نفس العملة حتى لو إختلف الوجهان ،إن كره أحدهم أحد سيحب الأخر ،الإختلاف جميلا لكن الإجتماع أجمل،من كان يدري أن ذلك التناقض الجميل سيجمعنا نحن أيضا ليلتها ؟'
"ألا تبدو كأنها تحاول وصف شيء ما في البداية ؟" قال كايلر وهو يثبت عيناه ناحيتي
"لا أعرف ،ربما مجرد وصف عن هذا الشخص الذي تحبته ؟"
"لا لا ...هذا الشخص ذكرته في الأخير فقط لكن في البداية أن واثق أنها تحدث عن شيء أخر "
أغلقت الدفتر بغضب وأنا اعض شفتي السفلى " لما يجب أن تكتب بكل هذا الغموض ..."
"تبقى نفس العملة حتى لو إختلف الوجها ،أبيض وأسود ،وهذان الشيئان المختلفان يمكن أن يجتمعا"
قال كايلر بصوت مرتفع نوعا ما ليحوز على إنتباه الجالسين معنا
"ماهذا ؟ أتحاول حل لغز ما كاي " أردف أيزاك لتتجه أعين تشارلي،جايسون،أديلين وكذلك إيميليا ناحيتنا
لكن هي ليست فكرة سيئة الكثير من هنا وبعض الأفكار قد تساعد،
كتفت يداي على الطاولة وقلت
"في رأيكم ماهما الشيئان الذي يصلح القول عنهما وجهان مختلفان لعملة واحدة والإختاف بينهما كالأبيض والأسود...لكن يمكن لهما أن يجتمعا ليصبحا شيء جميلا جدا"
نظر الجميع بإستغراب ناحيتي ثم قالت أديلين "الضوء والظلام...لا لا لايمكن أن يجتمعا "
"ربما الثلج والنار ؟"
إقترح جايسون لأوشك على الإجابة إلا أن إيميليا قطعاني " حتى وإن إجتمعا لن يصبحا شيء جميلا فالنار ستذيب الثلج ليصبح ماء والماء سيطفئ النار"
"الليل والنهار "
إقترح أيزاك هو الأخر ليرد عليه الكايلر " من المستحيل أن يجتمعا "
"لكن تقريبا في الشروق والغروب يجتمعنا "
هو محق أيعقل أنه شيء له علاقة بالشروق أو الغروب؟
"لحظة فقط...ربما هو شيء له علاقة باليل والنهار وليس هما فعليا"
قال أليكس لتتجه الأعين ناحيته وأقول حينها
"الشمس والقمر؟"
"هذه هي هما يستطيعان أن يجتمعا في الكسوف أو الخسوف "
قالت إيميليا لأحدق بها ثم أعيد ناظراي للمذكرة ثم قطعني صوت أريا التي جلست لتوها بجانبي ويبدو أنها سمعت بقية الحديث
"هذا يذكرني بالخسوف الذي حدث الصيفة الماضية ...أتتذكرونه القمر الدموي "
"نعم بالفعل لقد كانت ليلية رائعة "
ردت أديلين ثم قهقه تشارلي وقال
"أتتذكرون تلك الحفلة التي أقامها أليكس تلك الليلة "
ضحك الجميع بينما رد جايسون
" ومن لا يفعل ،لقد إنتهت تلك الحفلة بكارثية "
الجميع كان يشارك في الحوار المرح الذي قام الأن إلا أن وكايلر الذي كان يفكر مليا وبعمق شديد لدرجة تجاهله لكل ما من حوله ،وضعت يدس على ذراعه لأهزها بخفة ،إنتفض من شروده ثم مرر ناظريه على الطاولة ومن دون سابق إنذار سحبني بقوة تحت أنظار الجميع المستغربة خرجنا للباحة الخلفية الفارغة التي إحتوت على عدد قليل جدا من الطلاب ،وقفنا أسفل إحدى الأشجار ليقول
"تلك اللية ليلة الخسوف هارموني إختفت لمدة طويلة جدا ثم عندما عادت كانت تلك اللية بداية تصرفاتها الغريبة ....ذلك التناقض الجميل جمعنا أي إنها إلتقت بهذا الشخص تلك الليلة ماري هي كانت لا تزال تواعد ويليام ...بينما تقضي وقتها مع ذلك الشخص الذي من خلال كتاباتها أجزم أنها كانت واقعة بحبه لحد النخاع "
مسك شعره بغضب وقال " هي كانت تقول أنها تحب ويليام ماري...هي كانت تلعب عليه طوال الوقت بينما تقضي وقتها مع ذلك اللعين الأخر"
أنزلت ناظراي أرضا وأجبت بصوت شبه هامس "وأعتقد أنه علم بذلك ..."
ضحك إستهزاء ورد "طبعا...هذا ما يفسر إنفصاله عنها بتلك الطريقة"
"هو قال أن هارموني ليست بالبراءة التي يظنها الجميع وهذه هي الحقيقة البشعة التي يرفض الجميع تصديقها ،كايل ربما تكون هارموني صديقتك وهي صديقة أنا أيضا بالرغم من المدة القصيرة التي عرفتها بها لكن ويليام محق ،هارموني ليست بهذه البراءة"
حدق بي بنظرات فارغة لكنه لم يجب...
كان يبدو كأنه في صراع بداخله ،صراع ما بين عقله الذي يحاول إقناعه وبين قلبه الذي يساند صديقة طفولته
"أعتقد أنه يتوجب علينا العودة "
قال وهو يعيد عينيه ناحيتي ثم سحبني مجددا
ليلة الخسوف في الصيفة الماضية كان اللقاء ،أيعقل أنه هذا طرف الخيط الذي كنت بحاجته؟
رن هاتفي معلنا عن وصول رسالة فيه والتي كانت من مجهول، حملته لوجهي لأقرأتها
"المعرفة قد تؤدي أحيانا"
.
.
.
.
يتبع...