لحقت سیلینا بسرعة بهاري و کانت تنادیه لکنه تجاهلها و تابع السیر بخطوات سریعة و ثابتة حتی لفته إلیها من ذراعه و سألته بحدة : هاري أنا أنادیك ألا تسمعني ؟
سحب هاري ذراعه من قبضتها و أجابها بغضب : بلی سمعتك لکن هذا لا یهمني هل فهمتي الأن ؟
أدار نصف ظهره لکنها أوقفته مجددا بعصبیة : لم تعاملني بهذا الجفاء أعلم أني إقترفت خطأ کبیرا لکن ضع نفسك مکاني، شقیقي أصیب بسببك و أصبح مقعد هل توقعت مني أن أشکرك علی هذا ؟
هاري بحدة : لا لم أتوقع أن تشکریني ولا أتوقع أن تساعدیني الأن، لم لا تذهبین إلی صدیقتکي الجدیدة و تتفقان علی خطة أخری ضدي ؟ لا تضیعا الوقت بخطة لطردي من المدرسة لأني سأترکها بنفسي
أدار ظهره لکن قبل أن یتقدم خطوة واحدة أسرعت سیلینا و إعترضت طریقه لتقف أمامه مباشرة و تقول بجدیة : لکني لا أریدك أن تترك المدرسة
هاري بحدة : الأمر لا یتعلق بما تریدینه بل بم أریده وما أریده هو أن لا أراکي مجددا
تقدم نصف خطوة لکن سیلینا أمسکت ذراعه مجددا وهي تقول بحزم : أنت تقول ذلك لأنك غاضب مني أنا أیضا کنت غاضبة منك عندما إتفقت مع مایلي لماذا لا تعذرني و تسامحني ؟ ألا تری أني أبذل کل ما بوسعي لتصحیح خطٸي فلم لا تعطیني فرصة علی الأقل ؟
نظر هاري لیدها الملتفة حول ذراعه و سألها بحدة : ولم تریدین فرصة الأن ألا تعلمین أني أصبحت قذرا و مریضا ؟ لم لا تتوقفین عن لمسي و أنتي تعلمین أني أصبحت مصابا بالإیدز ؟ ألا تخشین أن أنقل لکي العدوی ؟
سیلینا بجدیة : لا أخشی من إنتقال العدوی
هاري بحدة : هذا مستحیل أنتي مثل البقیة ستترکینني وحدي بسبب هذا المرض لکنکي تحاولین التصرف معي لأنکي تعلمین أنه لا ینتقل بهذه الطریقة
سیلینا بصرامة : هل ترید أن أثبت لك أني غیر مهتمة بنقل العدوی ؟!
نظر لها هاري بإستغراب و حینها طبعت قبلة طویلة علی شفتیه جعلته یتسمر مکانه کالتمثال دون أن تقوم سیلینا بفصل القبلة
في هذه الأثناء کان جون في عیادة الطبیب بیل یستلقي علی سریر المرضی فیم الطبیب بیل یقف عند ساقیه و یقوم بوخزها بإبرة صغیرة
کانت السیدة غومیز تقف جانبا بجانب السید ستایلز وهي في غایة القلق فیم جون لا یشعر بوخز الإبرة لیسأله الطبیب بإستغراب : ألا تشعر بشيء ؟
جون ببداهة : لا أشعر بأي شيء
توجه الطبیب نحو صندوق معداته و عاد حاملا ما یشبه مطرقة صغیرة فخفق قلب غومیز بسرعة من القلق و أرادت التدخل لکن السید ستایلز أمسك یدها لیوقفها إلتقت نظراتهما لبعض الوقت حتی أشاحت بوجهها و نظرت لجون بقلق
وقف الطبیب عند ساقي جون و طرق بتلك المطرقة علی راحة قدمیه فإستدارت السیدة غومیز بسرعة کي لا تری ذلك و أغمضت عینیها دون أن تشعر أن جبینها ملتصق بصدر السید ستایلز
تسمر السید ستایلز مکانه ینظر لها بذهول حتی سألته بحدة : هل إنتهی ؟
ستایلز بإرتباك : نعم أظن أنه إنتهی
فتحت غومیز عینیها و عندما وجدت نفسها ملتصقة بالسید ستایلز أبعدت نفسها عنه بسرعة فیم بیل تحدث بجدیة : ساقا جون فقدتا القدرة الحسیة تماما و یجب أن یخضع لعلاج بسرعة
ستایلز بحدة : إذن مالذي تنتظره فلتبدأ العلاج بسرعة ولا تقلق بشأن المال
غومیز بجدیة : أعید لك المبلغ في أقرب وقت
ستایلز ببداهة : لدیکي العمر کله لإعادته لست مستعجل
بیل بجدیة : الأمر لا یتعلق بالمال بل بالمعدات نحن لا نملك المعدات اللازمة لعلاجه غالبا ما نرسل الحالات لمشابه له لمستشفی سنغافورة لدیهم معدات أصلیة 100% و جمیع الحالات المشابهة لجون تحسنوا هناك
غومیز بصدمة : لکن لدي إبنة أخری ولا یمکنني ترکها وحدها في نیویورك و إن أخذتها معي فستضطر للتوقف عن دراستها إما علاج إبني أو تدمیر إبنتي ألا یوجد حل أخر ؟!
ستایلز بجدیة : بصراحة لدي حل لکن لا أعلم إن کنتي ستقبلین
غومیز بثقة : إن کان سیعالج إبني وفي نفس الوقت یساعد إبنتي فسأقبل طبعا ماهو ذلك الحل ؟
تنهد ستایلز و قال بجدیة : لدي شرکة في سنغافورة و کنت سأذهب لتفقد العمل هناك لأني لم أتفقدها منذ حوالي سنة و بدأت أسهمها بالإنفاض إن أردتي یمکنکي البقاء هنا مع إبنتك و أنا سأخذ جون للعلاج سأحجز له جناحا خاصا في المستشفی و سأزوره دائماً من جهة أٶدي عملي ومن جهة أخری أقف علی علاجه أنا أعرف الکثیر من الأشخاص هناك سیعتنون به جیدا وفي نفس الوقت لن تضطر إبنتکي لترك الدراسة و أنتي لن تترکینها وحدها نحن سنضرب أربعة عصافیر بحجر واحد
صمتت غومیز وهي تفکر بالأمر بینما بیل تحدث ببداهة : أظن أن هذه فکرة جیدة
غومیز بهدوء : أحتاج لبعض الوقت کي أفکر
ستایلز بجدیة : طبعا طبعا لدیکي کامل الحق في هذا، کنت قد حجزت تذکرتي للسفر غدا مساءا لکن یمکنني تأجیل الرحلة إن أردتي
لم تجبه غومیز بأي کلمة و کانت شاردة في الفراغ تفکر بالأمر
في هذه اللحظة فصلت سیلینا قبلتها بهاري الذي کان ینظر لها بشرود و حدثته بلفظ رقیق یشبه الهمس وهي تضع کفیها علی وجنتیه : أنا لا أخشی إنتقال عدوی الإیدز إلي لأن لدي عدوی أخطر منها بکثیر وهي .. عدوی حبك
أدارت له ظهرها و رکضت بسرعة مبتعدة عنه فهي تفعل هذا لأول مرة في حیاتها بینما هاري بقي متسمرا مکانه یتبعها بنظراته المستغربة حتی إختفت عن أنظاره فإبتسم بلطف وهو یضع إصبعه علی شفتیه یتذکر تلك القبلة رغم أنها لیست قبلته الأولی لکن ما شعر به الأن إتجاه سیلینا لم یشعر به إتجاه أي فتاة من قبل لیحدث نفسه بهدوء : لم أعلم أنها تحبني إلی هذه الدرجة لدرجة أن تقبلني وهي تظنني مصابا بالإیدز، هذه الفتاة هي المناسبة لي لقد أثبتت أنها ستحب هاري في کل حالاته و هاري أیضا سیحبها بکل حالاتها
إکتفی بالإبتسام وهو ینظر في النقطة التي إختفت فیها سیلینا و فجأة إختفت إبتسامته لیقول بحدة : إذن أصبح الأن هو الوقت المناسب لوضع حد لکذبة مایلي یجب أن تعرف سیلینا أني لست مصابا بالإیدز کي أکون جدیرا بطلب الزواج منها و أنا أعرف کیف أثبت ذلك
حینها ناداه صوت هادیء من الخلف : هاري
إستدار هاري بسرعة نحو مصدر الصوت لیتفاجیء بکونور یقف أمامه علی بعد مسافة قریبة
_______________Sheitana23_________