DEVILISH'|| (Arabic)

By sims828

293K 22.3K 14.3K

إنني أرّى هاري، لكِنهُم هُنا يدْعونهُ نورثن وجدتُ نفسي في مكانٍ لا أعلْم إن كانَ حقيقياً بالفِعل، أنهُ فقط... More

Demonic'II
تذكير بالشخصيات
Chapter 1
Chapter 2
Chapter 3
Chapter 4 - Part 1
Chapter 4 - Part 2
Chapter 5
Chapter 6
Chapter 7 - Part 1
Chapter 7 - Part 2
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
Chapter 12 - Part 1
Chapter 12 - Part 2
Chapter 12 - Part 4
Chapter 13
Chapter 14
Chapter 15
Chapter 16
Chapter 17 - Part 1
Chapter 17 - Part 2
Chapter 17 - Part 3
Chapter 18
Chapter 19 - Part 1
Chapter 19 - Part 2
Note for the next chapter and (chapter 18 )
Chapter 20
Chapter 21 - Part 1
Chapter 21- Part 2
Chapter 21 - Part 3
Chapter 21 - Part 4
Chapter 21 - Part 5 ((The Final chapter))

Chapter 12 - Part 3

8.7K 816 379
By sims828

ساوند تريك
((XX))

-

في الوقت ذاته

نتسللُ من بين هذهِ الزنزانة، مُلتصقين بالجدران خشيت أن يرنا أيُ شيطانٍ قد يظهرُ في المكان.  الخوف ينتشرُ في كلِ بقعةٍ من جسدي مع كلِ خطوةٍ نخطوها رغمَ حذرنا وتركيزنا أنا وبراين من خلفي, عكسَ لوي الذي يأخذُ الأمر ببساطة بينما نتتبعُه لكونهِ هو من تولى القيادة بنا, غيرُ واثقاً من الطريقِ الذي يتجهُ إليه.

"هل تعلم إلى أين تأخُذنا؟" سألت, التوترُ أتضحَ بي لشدةِ فقداني لأعصابي.

"أجل أجل, لا تقلقي" توقف عند مفترقِ طُرق, عقد حاجبيه وبحيرة أخذَ يُحدقُ يميناً ويساراً, وكأنهُ يختار من بينهم "لنذهب إلى اليسار, نحن كُنا نتجهُ يميناً طوال الوقت" أومئ ببساطه وبالفعل أنطلق إلى هُناك.

تصرفهُ جعلني أفتحُ فمي بصدمة وأرفعُ بنظري إلى براين, ليزفر بتوتُر ويهزُ كتفيه "ليسَ لدينا بديلٌ"

"لقد عبرنا هذا الطريق أكثرَ من ثلاثِ مرات!!"

"أعلم" أبتلعَ ريقه, أخذَ نفساً عميقاً ودفعني برفقٍ "فقد دعينا نكُمل, نتمنى من الرب بأن يكون هو الطريقُ الصحيح"

ليس لدينا خيراٌ أخر سوى أننا بالفعل عُدنا لنتبعه, يتوقف عند مُفترقٍ أخر ليعقدَ حاجبيه ويزم شفتيهِ ببلاهة ليختارُ مُجدداً "أعتقِد بأنهُ من هُنا, أنا متأكد" نخطو ورائه ليصبحَ الطريقُ واضحاً بالنسبةِ لي هذهِ المرة, إنهُ نفسُ الطريق الذي نزلتُ منه إلى هُنا "ها هو!" صاح لوي بحماس.

"كلا!" دُهشت هامسه "نحن لا يُمكنُننا الصعود إلى الأعلى, المكان مكتظ بالشياطين, إنهم كثيرون للغاية"

"أليسَ هُناك طريقٌ أخر؟" تسأل براين.

"يا إلهي, توقفا أيها المُزعجان!" نظرَ أتجهنا بتلكَ الابتسامةِ الواسعة والمُتحمسة ليُشير إلى شيءٍ ما من خلفه "هذا ما نبحث عنهُ أولاً"

كِلانا حركَ ببصرهِ إلى ما يعنيه, يستمرُ في إدهاشي ونشرِ الحيرة في عقلي عندما رأيتهُ يُشير إلى نفس الرجلِ العجوز المصلوبِ ضد الحائط بتِلك الحديدةِ في عينيه.

ركضَ لوي بعيداً عنا وأسرعَ إليه "مرحباً يا صديقي, هل اشتقت إلي؟" يضحكُ بسذاجة وأنا أراهُ يبحثُ بشيءٍ ما خلف ذلكَ العجوز حتى وجدَ ما هو مخبئٌ هُناك, يرفعُ حبلاً رفيعاً اتجاهنا ليُرينا إياه وهو يصرُخ هامساً بحماس "لقد وجدتُه!"

بينما لا نزالُ في حيرة وتشتتُ, نراهُ عندما ثبت أول الحبل أسفل العجوز المصلوب ثم ركض إلينا وجعلني أُمسك بأخر الحبل "أمسكي بهِ جيداً لكِن أبقيهِ مرخياً, أنا سأقومُ بلفت نظره, وعندما يركضُ مسرعاً نحوي أنتِ تقومين بشد الحبل بقوة. وعندما يقع..." رفعَ بنظره اتجاه براين مُشيراً إليه "أنت تقومُ بمُهاجمتهِ من الخلف وتثبيتهِ بقوة لأتمكن من أخذ ما معه"

"أنا!!" أرتعب براين بتوتُر.

أشار نحوي "هي تبدوا قوية, وكنتُ سأختارها لولا أنها ليست مُتعبه, أي أنكَ أنت من سيقومُ بذلك أيُها البطل" أصدرَ أوامره, يأخذُ نفساً عميقاً ويزفره ليضحكَ بعد ذلكَ بحماس وأثارة "أيها الرب, وأخيراً سأتمكن من الخروج من هُنا"

هو بالفعل ركض بعيداً عنا وتوقفَ في منتصفِ الممر دونَ خوفٍ أو تردُد بينما ابتلعتُ ريقي وحدقت نحوى براين بقلقٍ لِما قد يحدُث, ليزفرَ الهواء بهدوءٍ من صدرِه وأرى كيفَ اطبقَ على فكِه وأومئ لي بأنهُ يُمكننا فعلُ ذلك, وبدوري أومئت بالمُقابل داعيةً الرب أن لوي على علمٍ بما يفعلُه.

"إنهمُ هُنا" همس لوي مُنبهاً.

نلتصقُ أنا وبراين أكثر نحو الحائط, أنحني سريعاً بالحبل في يدي بينما أحكم براين قبضة يدهِ مُستعداً للهجوم في الوقت المُناسب.

"هـي! هُنا!" صاح لوي ليلفتَ أنتباه الشيطان, وأظُن بأنهُ نجحَ في جعلهِ يلاحظُه عندما ضحِكَ لوي ساخراً وهو يلوحُ بيديه في الهواء "أُنظر لمن هربَ من زنزانتهِ مُجدداً! إنه أنا, لو"

"كيفَ؟!" سمعناهُ يُستثارُ غاضباً, سمعتُ خطواتِه وهي تتجهُ نحونا بسرعة مُستعداً للقبضِ على لوي "أيُها الصرصورُ اللعين!"

لكوني لا أرى شيءً, أُحدق نحو لوي بتوتُر منتظرة اشارتهُ, نظرهُ ثابتٌ على الشيطان وهو يركضُ بتهجُمٍ اتجاهه حتى أصبحت صوت خطواتهِ قريبة جداً بالنسبة إلي إلا أنهُ صاح أخيراً "الأن!!"

سحبتُ الحبل وشددتهُ بقوة كبيرة ليكونَ الوقت المُناسب عندما رأيت الشيطان تعثرَ ووقعَ على وجههِ بقوةٍ أمامي. بمُجرد أن استوعبَ ما حدث ورمشت عينيه, هو حدق اتجاهي بغضبٍ وشراسه مما جعلني ألهثُ بخوف واترُك الحبل بسُرعة عندما رأيتُه ينهض من على الأرض, لكِن براين قامَ بدورِه عندما ظهر من خلفي بشجاعةٍ وركض اتجاهه ليركلهُ بقوةٍ كبيرة مع معدتهِ أسقطتهُ ارضاً.

"أحمله" أمرَ لوي.

أسرعَ براين ليُمسكَ الشيطان من كِلتا ذراعيهِ من الخلف ورفعهِ من على الأرض ليثبتهُ ضد صدرِه, إلا أن الشيطانَ لم يكُن خصماً سهلاً عندما أرجعَ راسهُ بشكلٍ قويٍ ومُفاجئ ليصطدم بأنف براين بقسوة جعلتهُ يتأوه متألماً.

الدماء نزفت من أنفِ براين مما أثارت غضبِه "أيها القذر!!" يُدهشُني عندما فعلَ المثل لكونهُ ضربهُ بمُقدمةِ رأسهِ بقوة هو الأخر ليجعلَ الشيطان يتأوهُ متأذياً.

لم يهتم لوي لِما يحدُث عندما أقتربِ إلى الشيطان واسرع بإخراجِ النصل من داخل معطفه, لشدةِ سعادتِه تتسعُ ابتسامته الخبيثة وهو يرفعُ النصل أمام الشيطان ساخراً "لقد حان وقت الرحيل أيها الخنزير التابع"

هو لم يُتح للشيطان بأي تعبيرٍ مُطلق عندما دفع النصل وسطَ معِدته, لنرى كيفَ أخذت عيناهُ تُشوى وكيف أصبحَ ينتفضُ في قبضة براين وكأنهُ يصعقُ بقوة برقٍ من السماء حتى أحترقَ تماماً, لينتهي منهُ لوي عندما سحب النصل خرجَ جسده.

"هذا لتحطيمكَ لأنفي أيها اللعين" تذمرَ براين ليدفعهُ بانزعاج بعيداً عنه, يتفقدُ الدماء التي نزفت منه وهو لا يزالُ يتأوهُ بخفةٍ متألماً.

أما لوي فهو يضحِك بحماس لِما حدثَ للتو "لقدَ أصبحَ خنزيراً مشوياً الأن, ذلك الأبله!..." حدق في النصل لوهلة ثم أومئ برضى "جيد, الأن لدينا شيءٌ لنقاتل به, لذا دعونا نتحركُ بسُرعة"

هو سلكَ طريقهُ في الممر وبراين اشارَ إلي بأن أنهض لنلحقَ به, وأنا فعلت, لكِن قبلَ أن نتبعهُ أمسكتُ كفهُ برفق لأستوقفه. هو استدارَ نحوي لأقتربَ إليه ولأشعُرَ بعينيهِ وهي تُحدق نحوي بهدوءٍ وصمت بينما أتفقدُ أنفه الذي لا يزالُ ينزف.

"إنهُ بالفعل مكسور" نطقت, اثبتُ ببصري في عينيهِ العسلية "هل تشعرُ بذلك؟"

"إنني في الجحيم, أي أجل... حتى أنهُ يؤلم كاللعنة" ابتسم محاولاً تجاهُل الوضع "لكِن لا بأس, سيأخذُ وقتاً ليُشفى"

هناك شيءً أنا لا أفهمهُ حقاً, أعني; كيفَ لهُ أن ينزف الدماء وهو في واقعِ الأمر ميت! كيف يكونُ هذا حقيقياً؟

"براين! لوي ينتظرُنا... ما الذي تفعله"

صوتٌ مُشابهٌ لصوتي أتى من خلفِ براين جعلني أنظرُ ناحيته, وتمنيتُ بأنني لم أفعل، تتسعُ عيناي ويتصلبُ جسدي لصدمةِ ما تراهُ عيناي هذهِ اللحظة...

"براين..." أنا همست مُرتعبة, عيناي تحدقُ لنفسي, أعني; هُناك واحدة أخرى مني، مُشابهةٌ لي تماماً!!

هو استدارَ ليرى ما أراه, لنرى كيفَ أنها تقفُ أمامنا وهي تُحدق نحوي بصدمةٍ وتشتُت "براين! من هذِه!" تسألت.

هو انسحب بعيداً عني, عيناهُ تتراوحُ بيننا في حيرةٍ وتشتتُ مما أفزعني "براين! لا تُصدق ما تراه أنهم يعبثون معك" صِحت أذكرهُ بالأفعال الشيطانية مُشيرة إليها.

هي أخذت خطوةً أقربَ نحوه "لا تستمع إليها, إنها ليست حقيقة!"

"لا لا لا, براين, ديانا الحقيقة تقفُ هُنا!"

"إنكَ تتخيلُها, تجاهلها ودعنا نتحرك"

"اللعنة, ابتعدي عنه!" صحت بغضب ليُصبحَ براين ضائعاً للغاية لهذهِ اللحظة.

"براين, يجبُ عليكَ أن تُصدقني, إن لم" حديثُها قُطع عندما غرسَ النصل وسط ظهرها فجأة من الخلف, لتشهق بحدة وتقعُ على كِلتا رُكبتيها ولنرى كيفَ أصبحت فتاةً أخرى بشعرها الأسود تقعُ مقتولةً أمامنا, لنرفعَ أعيُننا بفزعٍ وتشتتُ للوي الذي قتلها دون تردُد.

"أنتَ كنتَ على علِم بأنها ليست أنا عندما قتلتها صحيح؟!" ابتلعتُ ريقي أحدقُ نحوه بدهشة وفزع.

هزَ كتفيهِ ببساطة "لقد قررت المُخاطرة, نسبةُ خمسون بالمئة لكلٍ منكُما" عقدَ حاجبيه وحك ذقنهُ لأسمعهُ يُتمتم "فكرةُ أن هُناك اثنتين منكِ ليس سيئة" اتسعت عينا براين بينما فُتحَ كاملُ فمي بصدمةِ ما نسمعُه ونحنُ نحدق نحوه دونَ أن نرمش, إلا أنهُ نظرَ إلينا وابتسمَ بغباء "ماذا؟ ألا ترغبون بأن نتحرك" أشار خلف كتِفه "إنهم قادمون!"

رمشتُ وعدتُ للواقع لأضحكَ بدهشة "بالطبع!"

أنحنى براين سريعاً نحو جسدِ الفتاة وأستخرجَ النصل الذي تخبؤوهُ في لِباسها, ليصبحَ لدينا نصلان الأن وليُعطينا حينها إيماءةٍ صغيرة كإشارةٍ للتحرُك.

أنطلقَ لوي أولاً وبدورِنا نتبعهُ بسُرعه لكوننا بالفعل سمعنا أحدهم قادمٌ من خلفِنا, بحذرٍ يخطوا بِنا من ممرٍ لأخر دونَ أن يتوقفَ ليُفكر ولو للحظة, إي أنهُ بالفعل يعلم إلى أين يأخُذُنا, تحديداً عندما عبرَ بنا أخر ممرٍ وأنعطفَ إلى طريقٍ مُغلق. بالزنزانةِ يميناً ويساراً وبالمُحتجزينَ المُريبين بداخلها, هو توقفَ عند أخر زنزانة يحدقُ فيها لوهلة.

"أعطيني المُفتاح الذهبي" هو أمر, ودن ترددٍ ناولتهُ إياه.

"نحنُ نُريدُ أن نهربَ من هُنا, ليس أن نُخرجَ أحداً أخر!" تسأل براين مُتعجباً.

ابتسم لوي بتكلُف, يُدير المتاح داخلَ القفل من ثمَ يدفعهُ ليُفتح "هذا هو طريقُنا للخروج" رمقَ براين بنظرةٍ واثقه ودخلَ إلى الزنزانةٍ المُظلمة مثيراً الدهشة لدينا.

براين تبعهُ إلى هُناك, وعندما خطوتُ خلفه توقفتُ للحظة وعقدتُ حاجباي محاولةً التركيز. كأن بإمكاني سماعُ الشياطين يصرخون لبعضهم البعض بكلامٍ كثيرٍ وغيرِ واضح, لكِن ما استطعت تميزه هو أسمي من بين هذا الصُراخ.

"إنهمُ يبحثون عندك" رمشتُ لأجدَ براين يحدقُ نحوي من باب الزنزانة, القلق اتضحَ في عينيه لأبتلعَ ريقي بتوترٍ وخوف وليعلم لحظتها بأنهُ على حق "لا تقلقي, سنُخرجُكِ من هُنا... هيا" برفقٍ أمسك بي وسحبني معهم إلى الداخل وأغلقَ الباب من خلفِنا.

بحيرةٍ أرى عندما تقدمَ براين وساعدَ لوي في دفعِ تمثالٍ حجريٍ ضخم, يُحاولون دفعهُ بصعوبةٍ كبيرة لثقلِ حجمه حتى نجحوا في ذلكَ أخيراً, لتتسعَ عيناي لحظة رؤيتي لحُفرةً في الجدار تودي بنا إلى ممرٍ كان مُخفياً خلفه.

"لم أتوقع رؤية ذلك!" اندهش براين.

وبينما يحاولُ لوي التقاطَ أنفاسه, هو أنحنى ليتفقد الممر "ها هو!" نظرَ إلينا "هذا هو طريقُنا لخارجِ بنايةِ القصر... لكِن يجبُ أن تعلموا بأنهُ طريقٌ طويلٌ بالفعل"

"لقد قُمنا بما هو أصعب, أي أنهُ لم يتبقى سوى القليل" قُلت.

"لا أحد مُصاب, لدينا نصلان وطريقٌ للخروج, أي أننا لا نزال بخير..." أومئ باين مُتفقاً "بإمكاننا فعلُ ذلك"

"لكِن أنفُكَ قد كُسِر!" أندهش لوي, لكنهُ تجاهلَ الأمر عندما هزَ كتفيهِ ليومئ أخيراً "معكم حق, لنفعل ذلك"

-

-

-

-

لوي كانَ على حق, أعني; الطريقُ بالفعلِ طويلٌ جداً ونحن لا نزالُ نمشي في هذا النفقِ الضيق لثلاثِ ساعاتٍ حتى الأن. أنا لم أعدُ أتحمل المشي أكثر, لذلكَ حملني براين فوق ظهره, لنتابعَ الطريق دونَ توقُف.

"ألم نصل بعد؟" سأل براين.

"قريبون للغاية" رد لوي "هُنا, أنظُر" ركض بعيداً عنا بعض الشيء وحدقَ بشيءٍ ما في الأعلى وليُشيرَ لبراين, يجعلهُ يرى أنهُ المُخرج النهائي لهذا النفق, ليجعلَ ابتسامة كلٍ منهم تتسعُ بسعادة.

"هل المنطقةُ أمنةٌ في الأعلى؟" تسأل براين.

"سأتفقد ذلك" تقدمَ لوي وسلكَ طريقهُ إلى الأعلى بالسلمِ القصيرِ والمثبتِ على الجِدار الحجري حتى وصِل, يفتحُ جزءً صغيراً من البوابةِ الخشبية ولتمسحَ عيناهُ المكان في الخارج "نحنُ لا نزال في أرجاء القصر"

"ماذا!! لقد قُلتَ بأن الطريق يخرجُنا من القصر؟ ما اللعنة لوي!" انفعال براين مما جعلني أعقدُ حاجباي منزعجةً بتعب من فوقِ كتفهِ "أ-أعتذِر" همس برفق.

نظرَ لوي للأسفل إلينا ليصرُخَ هامساً "هل أنتَ أصم؟ لقد قُلت بأننا سنُصبح خارج بناية القصر وليس خارجَ نطاق هذا القصر اللعين والضخم"

"حسناً, لكِن أين نحن بالتحديد؟" بصق مُنفعلاً.

"في الحديقةِ الرئيسية, مقابلَ بوابةِ القصر تحديداً... والشياطين مُنتشرين في كلِ مكان الأن" أغلق لوي البوابة وعاد لينزُل إلينا "يجبُ أن نكون مُستعدين لمقاتلتِهم"

تنهدِ براين بضيق "إنها متعبةٌ للغاية, هي لا تستطيعُ فعل ذلكَ الأن"

نظرُ لوي ارتكزَ نحوي لوهله, عبس بشفقةٍ على حالي ولكِن ابتسامةٌ صغيرة ارتسمت على شفتيه "لا بأس, قسطٌ من الراحة لها رُبما يزيدُ من فرصةِ إن تصبحَ المنطقةُ في الأعلى خاليةٌ بعض الشيء"

أومئ براين مُتفقاً ليتقدمَ لوي ويخلعُ معطفهُ المُهترئ ليضعهُ أرضاً, لأشعُر بتحركات براين الحذرة عندما أنزلني برفق وأجلسني على المعطف, يُريحُ ظهري ضد الحائط ويجلسُ بجواري وقريباً مني, إلا أن لوي فضل أن يبقى واقفاً مقابلاً لنا.

التوقفُ لأخذ بعض الراحة كان كلُ ما أبحثُ عنه, تحديداً عندما أغلقت عيناي وحاولتُ تنظيمَ تنفسي بأريحيةٍ أكبر.

إنني لا أزال مُتعبة للغاية, أشعرُ وكأنني جسدٌ بلا روح.

"حمداً للرب, ما كان يُقلقُني أصبحَ خاطئً" نطق براين فجأة, أجبرني على فتحِ عيناي والنظرِ إليه بجانبي, لأرى كيفَ أنهُ يحدق بي بعبوسٍ وتشتتُ, عيناهُ تتجولُ في وجهي مما أثار الحيرةَ لدي.

"ما الذي تعنيه؟" تسألت في حيرة.

"يعني بأنكِ لستِ ميته" تدخل لوي بهدوء.

"أمم, أ-أجل" ضممتُ معطفَ كريس أكثر إلى جسدي محاولة البحث عن الأمن "لقد احتجزوني هُناك في الأعلى, تمكنتُ من الحصول على المفتاح الذهبي وهربت... لِما ظننت بأنني ميته؟"

"لأنكِ في الجحيم!" أشارَ لوي إلي "أنتِ لا تزالين مُتعبه منذُ أن ظهرتي لِنا, عكسُنا تماماً" اشار نحو براين لأتبع إشارته "أما هو فشُفي, لم يعدُ أنفهُ مكسوراً بعد الأن... ذلكَ ما يُثبت لنا أنكِ لا تزالين على قيدِ الحياة"

عُقدت حاجباي في دهشة عندما وجدتُ إن أنف براين بخيرٍ بالفعل "...كيف؟!"

"لأننا موتى بالفعل" ابتسمَ براين بلُطف "ولأننا عالقون في الجحيم, هذا ما يحدثُ معنا. يقومونُ أوليائك الشياطين بتعذيبنا بكلِ الطُرق التي بإمكانها أن تطرأَ في عقلِك, بعدها بمُدةٍ قصير نُشفى تماماً, فقط لكي يتمكنوا من تعذيبنا مرة أخرى ودونَ توقُف"

"أ-أنا لا أفهم! كيفَ بإمكانهم فعلُ ذلك بكُم وأنتم م-م..." لم استطِع أن أكملَ ما أريدُ قوله, إلا أن لوي تدخلَ مُجدداً.

"نحن أرواح, أجسادُنا علقت في الأعلى... كلُ من هم مُحتجزون هُنا بالأسفل قُتلوا من قبلِ الشياطين"

شعرتُ وكأن قلبي أنقبضَ في ضيق, شردتُ عابسة عندما ظهرت صورهم بمُخيلتي "أنني أتذكر" همست أحدقُ ببراين بجانبي "عندما استحوذَ الشيطان جسدَ براين وأخي ديفيد أضطُرَ لأطلاقِ النار نحوه, ليتسبب ذلك في موتِه..." حركت نظري للوي, بتشتتُ ورغبةٍ بالبُكاء تسألت "لكن الشيطان لم يمُوت، هو فرَ هارباً! لِما علقَ براين في هذا المكان؟"

"لأن موتهُ لا يزالُ السبب وراءه هو ذلك الشيطان" وضح محدقاً ببراين.

"وأنتَ أيضاً" تجمعت الدمعُ في عيناي "أنتَ استسلمت سريعاً عندما أستحوذ عليكَ إلايجا, أنت جعلتهُ يمتلكُ كاملَ جسدك وحتى عقلِك... أنت رحلت سريعاً, لم تُحاول تحملهُ ولو لمدةِ شهرٍ على الأقل!"

ابتلعَ ريقه وابتسمَ بألم "لم يكُن لدي خيارٌ أخر, هو كانَ قوياً للغاية وأنا لم أستطع تحمُله"

لوهلةٍ شردتُ مجدداً, نبضاتُ قلبي تسارعت والخوف بداء يعبث في عقلي لِما يقولُه "ه-هل هذا يعني بأن هاري عالقٌ في أحدى الزنزانة أيضاً؟!"

عقدَ لوي حاجبيه مُندهشاً "هاري ليس ميتاً! أعني; ل-ليس بعد"

ضحِكتُ بألم "كلا, أنت مُخطئ... لا وجودَ لهاري بعد الأن"

هزَ رأسهُ منفعلاً "أنظري, أنا أعلمُ بأن نورثن أستحوذ جسدهُ منذ مدة, لكن رُبما هو لا يزالُ حياً بداخله!" أومئ بأملٍ كاذب "إنني أعرف هاري جيداً, هو لا يستسلمُ بسرعة"

"توقف عن الكذب على نفسكَ لوي..." عبست, الدموعُ تتجمع في عيناي بحسرةٍ وألم "كِلانا يعلمُ بأن هاري يفقدُ الأمل بسُرعة, إنه يستسلم في نفس اللحظة, إنهُ يعطي وعوداً لا يقومُ بها" أطبقت على شفتاي لأمنعَ نفس من البكاء "هو ذهب وتركني وحدي لوي..."

رأيتُ كيفَ أشاحَ بنظرهِ عني, ظهرَ الحزن والخيبة في عيناهُ السماوية والتي لمعت لتراكُمِ الدموع فيها, يُطبقُ على فكهِ مُحاولاً التمسُك, لأرى كيف ابتسمَ بخيبةٍ وأومئ بشكلٍ غيرِ واضح ليُصبحَ مُتفقاً على ما أقولُه.

وهذا جعلني أنظرُ في حجري, الدموعُ تنهمرُ مني بصمتٍ بينما أحاولُ البقاء ثابته, ولأشعرَ لحظتها بكفِ براين وهي تحتضنُ خاصتي بلُطف، لِنبقى على هذا الحال لمدةٍ ليست بقصيرة.

"على أيةِ حال..." مسحَ لوي دموعهُ بعُنف وتقدمَ ليجلس مقابلاً لنا, يدهُ تخرجُ شيءً من جيبِ بنطالِه لأرى أنها صورة قديمةُ لتمزُقِ أطرفها "هاري لا طالما أبقاني حياً"

حدقَ في الصورة لمدة وهو مبتسماً براحة وسعادة حتى أبتلعَ ريقه وزفرَ بعُمق, رفعَ رأسهُ وممرَ الصورة إلينا. يعتصرُنِ قلبي لرؤيتي له وهو يبتسمُ ابتسامتهُ العريضة بالدموعِ الكثيفةِ في سمائهِ الزرقاء الصافية, لكِن لم يكُن هناك شيءٌ لأفعله سوى أنني التقطتُها منهُ بصمت.

نحدقُ أنا وبراين لهذهِ الصورةِ اللطيفة لهُما, للوي وهاري في سنِ المُراهقة. يقِفان بالقربِ من بعضهما البعض, بالملابس الكثيرة التي يُرتدونها أسفلَ الثلوج المُتساقطة, مُبتسمين براحةٍ وسعادةٍ حقيقة.

"هذا هو الشيءُ الوحيد الذي يُبقي ذِكرى هاري حيةً داخل عقلي وسطَ هذا الجحيم" همسَ بنعومة.

فكرة الذكرى شكلت ابتسامةً خجلٍ على شفتاي, تهربُ دمعةٌ مني لتسقطَ على الصورة "أنا أيضاً لدي ذكرى جميلة لهاري..." نطقت بهدوء لأشعُرَ بأنظارهم ترتكزُ نحوي, ضحكتُ بخفه ورفعت بنظري إلى براين "نحن أنجبنا طفلاً, طفلٌ جميلٌ للغاية" بدموعي المُتساقطة نظرتُ هذهِ المرةِ إلى لوي "هو لديهِ زمرديةُ هاري ذاته, بشرةٌ بيضاء ومُتورده, شعرٌ ناعمٌ للغاية ليتطاير طوال الوقت, ولأعلمَ أنها ستُصبح مجعدةً مثلَ أبيهِ تماماً"

"ماذا سميتُموه؟" سأل براين مُبتسماً.

استنشقت بخفة "في الحقيقةِ هو لم يرهُ أو يعلم بأنهُ حظي بطفل"

"لأنهُ أختفى قبل ذلك!" تمتمَ لوي وبدوري أومئت.

"لكن نحنُ أسميناهُ هادين..."

"أي هاري وديانا" تمتمَ مُجدداً, بأعيُننا الباكية حدقنا ببعضنا مُبتسمين لجمال ما يحدثُ, في الوقت ذاتِه حزينين لفكرةِ عدمِ تواجُد هاري.

براين نظر فجأةً أتجاه النفق الي أتينا معهُ وهو عاقدٌ حاجبيه في تركيز, يجعلُ كِلانا يحدقُ نحوه, تحديداً عندما نهضَ من على الأرض لننظر لهُ وهو يخطى إلى هُناك ليتفقدَ الأمر بعيداً عنا.

"...ماذا إن كان هاري لا يزالُ حياً؟" تسأل لوي "ماذا إن كنتِ تستطيعينَ أعادتهُ؟" أعاد بنظرهِ إلي منتظراً ردي.

"هو قتلَ أخي ديفيد, نورثن أخبرني بأنفسهِ أن هاري قد مات منذ زمنٍ طويل"

"لكِن الشياطينُ تكذِب!" حاول مما أثارَ دهشةِ اتجاهه "هل قامَ بإيذائك؟ هل سمحَ لأحدٍ بإيذائكِ أمامه؟ ماذا بشأن لمسك... هل استطاعَ نورثن لمسكِ ولو لمرة!" لهثتُ برفقٍ, عقدَ تنفُسي لوهلة لكونِ عقلي أخذَ يحلل كل كلمةٍ نطقها "لأنهُ إن لم يفعل, هذا يعني بأن هاري يرفض منهُ ذلك, هاري لا يُريد من نورثن لمسك أو الاقتراب منكِ"

ابتلعُ ريقي بصعوبة, بعينين بكيه أحدق نحوهُ بحيرةٍ وتشتُتت "أنتَ تُريدُ مني أن أحظى بالأمل من أجله؟"

"أنتِ لا تزالين على قيدِ الحياة" ابتسمَ بهدوء هامساً "...ينبغي أن تزالي محتفظةً ولو بالقليل من الأمل بداخِلك--"

((XX))

"يجبُ علينا التحرك الأن!!" سمعنا صُراخَ براين، نراه يركض مُسرعاً نحونا والهلع يعتليه "أنهم هُنا، اللعنة الكثيرُ منهم قادمون إلينا، يجبُ أن نتحرك"

قفز لوي من مكانه وأخرج نصله ليتوقف بالقربِ من السلم بينما ساعدني براين على النهوض، يخطوا بي أتجاه لوي لنهربَ من هُنا إلا أنني رفضت التحرُك.

"ديانا، ما الذي تفعلينه؟ يجبُ أن نُسرع، أنهم قريبونَ جداً--"

"لن أرحل..." همست لأرى كيف اتسعت عيناهُ بصدمة "لن أخرُجَ من هُنا دون هاري"

"هل فقدتِ عقلك؟" صاح متفاجئً "سيقتلونك! مارثا اللعينة لا ترحم وستُصبحين عالقة في إحدى تلكَ الزنزانةِ المُخِيفة!" هز رأسهُ بجنون "اللعنة، أنتِ لن تفعلي ذلك، لقد اكتفيتُ من قرارتكِ اللعينة أتجاه الأخرين... ستأتين"

سحبني بقوةٍ أتجاه السُلم ليُحدق لوي نحونا بصمتٍ وعبوس، إلا أنني توقفتُ مُجدداً ليُحدق براين نحوي بدهشة عندما هززت رأسي نافيه "هاري لن يؤذيني، أنا متأكدةٌ من ذلك"

"اللعنة لوي، لِما عبثت بعقلِها؟!" حدقَ في عيناي ليُشير في الهواء غاضباً "ذلك ليسَ هاري ديانا، أفيقِ!"

ابتسمت "أنت مُحق، لهذا السبب أنا سأبقى، لأُحاول استرجاعه" اعصابهُ ارتخت لخيبة أملهِ في المحاولة، كتفاهُ انخفضت، كطفلٍ صغير يعبس وتتركمُ الدموع في عينيه لأتقدمَ نحوه، كفاي احتضنت وجهه بحنان لأتأمل كلَ شبرٍ فيه لأخر لحظة لي "أنا سأبقى برين، أما أنت فستذهبُ لمكانٍ أفضل، وسأتذكرُكَ دوماً"

"أنا لا أُريد أن تتعذبي بطريقة التي عذبونا بها" همس متألماً "أنتِ ستحقين ما هو أفضل!"

"أنتما أيضاً" ابتسامةٌ صادقة ارتسمت على شفتاي، أرتفع لأطبعَ قبلة ناعمة ورقيقة على جبينيه، لأنخفض بعدها وأهمسُ له "سأركَ في السماء الواسعةِ يوما ما" هو أومئ مبتسماً رغمَ الدموع الي شوشة الرؤية لكلينا،  أجعلهُ يمسك بالمفتاحِ الذهبي ولأنسحبَ عنه برضى، أتراجعُ بخطواتِ بعيداً عن كِليهما عندما سمعتُ اصوات الشياطين اصبحت قريبة للغاية لأشيرَ لهم "أذهبوا بسُرعة"

أنطلقَ براين سريعاً للسُلم وتسلقه، يفتحُ البوابة الخشبية وأشارَ للوي بأن يتحرك. هو استدار ليتبعه، أمسك بالسُلم ليصعد، إلا أنه توقفَ، أتفاجئ عندما أستدارَ وركضَ نحوي حتى وصلَ إلي واحتضنني، يحتضنني بقوة كبيرة لأشعرَ ببكائهِ على كتفي الهزيل.

"شكراً..." همس بين شهقاتهِ الطفيفة.

احتضنتهُ بالمُقابل مُبتسمة "فقط أرحل من هُنا لوي..." رغمَ أنني أُريد كليهُما الأن إلا أنني انسحبتُ عنه بصعوبة لأدفعهُ نحو السلم "أنطلق، هيا!"

هو مسح دموعهُ بعُنف وأومئ مُستجيباً، لأراه يلحقُ براين ويصعد السلمَ بجسدهِ الصغير حتى وصلا إلى الأعلى أخيراً، ليغلقوا البوابة من بعدهم ولأصبحَ واقفةً وحدي هُنا، مُجدداً.

"أنها هُنا!! إنها هُنا!!"

استدرتُ لأرى جماعةً من الشياطين يركضون نحوي، لأبتلعَ ريقي ولأبقى ثابتةً مكاني بشجاعة، ابتسامةٌ جانبية وغير مُبالية ترتسمُ على شفتي عندما وقعت عيناي رئيس هذهِ المجموعة.

هو زمجر واندفعَ نحوي، مثل البرق أصبحَ يقفُ أمامي ويدهُ القوية حاوطت عُنقي بقوةٍ كبيرة ليدفعني بها ضد الحائط الصخري والصلب لأصرخ متألمة.

"أيتُها الغبية، أنتِ الأن من جلبَ ما هو أسوءٌ لك، ستندمين على أفعالك لقتلكِ أثنين من أتباعنا" صاح في وجهي بغضب.

"أنتَ مخطئ، أنهم ثلاثة حتى الأن" صححتُ معلومتهُ ساخرة، شاكرة الرب لكونهم لا يعلموا بشأن هروبِ لوي وبراين.

أطبقَ على فكِه محاولاً تمالكَ غضبه "أين هو المفتاح الذهبي؟"

"أووبس!" ضحكتُ ببلاهه "أعتقدُ بأنهُ تلاشى في الهواء"

هو لم يعد يتحملُ المزيد عندما شد أكثر حولَ عُنقي حتى شعرتُ بأظافره تُغرس ضد بشرتي مما جعلني أغلقُ عيناي وأُحاول كتم تأوهي بصعوبة. لم أتحمل لمدةٍ أطول عندما لهثت بحِده باحثةً عن الهواء، كِلتا يداي تُمسك بخاصتهِ حولَ عنقي أحاولُ دفعه بعيداً.

"الملكة لديها حلٌ رائع لإيقافكِ عند حدك، حظاً لعيناً لك"

هو أنهى حديثهُ معي بضربةٍ قوية أعلى راسي، لتهربَ شهقةٌ ضعيفة من بين شفتاي ولأقع بسببها أرضاً، لتُصبح العتمة هي من يُحاصِرُني الأن، تُفقدُني وعيي في أقل من دقيقة، ولأعلمَ حينها بأنني سأواجهُ شيء سيءً بمُجرد أن أفيق.

-

-

-

-

-

استنشقتُ الهواء وكأنني عدتُ للحياة، لا أشعرُ بأي جزءً من جسدي هذهِ اللحظة سوى جفون عيناي وهي تُرفرفُ بضعفٍ لمدة حتى أفقتُ بشكلٍ كامل. خصلاتُ شعري الطويلة أعاقت الرؤية لدي، أشعرُ بالدماء التي لا تزال تنزف من رأسي إلى الأن، إلا أنني لم أهتم وحاولتُ الجلوس باعتدال، حينها دفعتُ بخصلاتي شعري وراء أذُني، لأرى أين أنا...

أجدُ نفسي في مكانٍ مختلفٍ تماماً عن ما كنتُ فيه مُسبقاً، أتلفتُ يميناً ويساراً لأتفقدَ هذهِ الصالة الواسعة. بدت غريبةٍ بالنسبة لي لكوني أرى المشاعل هي التي تُنير المكان من حولي، بوابةٌ مُغلقه مُقابلةٌ لي، أرائكٌ وتُحفٌ ضخمة ترتبُ المكان، وكأنها تحاول أن تصبحَ غُرفةً عادية.

تأوهت بخفة لشعوري بوخزاةٍ مؤلمه في جرحِ رأسي، أصابعي ترتفعُ للوصول إلى الجرح إلا أنني جمدتُ مكاني عندما سمعتُ تحرُكات أحدٍ ما من خلفي.

"هي! من هُناك؟"

نبرةُ صوتهِ من خلفي والمألوفة جداً لمسامعي حبَست الهواء داخل صدري، برجفةٍ طفيفة هزت جسدي، أستديرُ نحوهُ ببطءٍ وتردُد.

"ديانا! هل هذهِ أنتِ؟"

ظننتهُ وحده، لكنني كنتُ مخطئه عندما وجدتُ انهم ثلاثه. عيناي اتسعت وقلبي تمزقَ إلى أشلاء لكوني أرى أشخصاً مُهمين وقريبين إلي مقيدين من معصمهم بسلاسل حديديةٍ أعلى السقف، رؤسهم مغطاة بأكياس خشنة تمنعُهم من رؤيتي.

أنا لم أستطع أن أنطِقَ بحرفٍ واحد، لقد استطعتُ تميز كلَ واحدٍ منهم رُغمَ الأكياس على أوجُهِهم، لأنهار بضُعفٍ عندما لم تُصبح قدماي قادرةٌ على حملي، بشفتاي المُتفرقه وبين تنفُسي المُتقطِع، الدموعُ تنهمرُ من عيناي وأنا أحدقُ نحوهم بصدمةٍ وتشتتُ.

لِما كُل من أحبه يتعرضُ للأذى أمام عيناي دائماً؟!

البوابة الخشبيةُ فُتِحت من خلفي، لأسمعَ خطواتِ أخرِ شخصٍ أودُ رؤيتهُ لهذهِ اللحظة تقتربُ مني حتى وصلت.

دون شعورٍ بما حولي هي أنحنت إلي وحدقت بالجانب من وجهي الباكي بتلك الابتسامة الشيطانية "هل أعجبتكِ المفاجئة التي أحضرتُها لك؟" تسألت مارثا بخُبث "إنها مفاجئةٌ صغيرة لكونكِ حاولتِ الهروب"

أنا لم أقوى على الرد، لتقفُ هي بأعتدال، تخطوا نحوهم وهم معلقين أمامي "دعينا نرى من أتى لرؤيتكِ هُنا" تقفُ أمامه ممسكةً بطرف الكيس الخشن وهي تُحدق نحوي بكلِ مُتعه "هل أنتِ مُستعدة؟ قولي مرحباً لهم..."

كشفت عن الوجه الأول، لأرى سام مُغماً عليه!

كشفت عن الوجه الثاني، لأرى أوكتيڤيا، حبيبتُ أيزك، مُغماً عليه هي الأُخرى!

كشفت عن الوجه الثالث، الوحيد اليقظِ من بينهم، الوحيدُ الذي اتصلت عيناهُ الزرقاء بخاصتي، لألهث وتنهمرُ الدموع من عيني لحضتها، لأُصبحَ بحالٍ يرثى لها لكوني أعلم بأنهم لن يُصبحوا بخيراً أبداً.

أعني؛ أنهُ أيزك...!

-
Stop station 🚫🤚🏼
Don't forget to vote plz 🌟

تحبون مارثا صح؟
أنا بعد أكرهها

Continue Reading

You'll Also Like

1.5M 67.9K 51
فتاه فـي عُمر ألـورود . لكنـهَا ورده ذبَـلانـه . تنمـتَ أن تعيش حَيـاة هادئه ودافئةً لكـَن. قدرهَـا لمَ يكون هاكـذا . أبَسط الحَقوق لم تجِدها . فَقدت...
9K 964 15
عِندَما يُصبِحُ الماضِي كابوساً يُطارِدُنا و نَسعَى خَلفَ الأنتِقامِ مِن أجلِ الفَوزِ بِمَعرَكَةٍ لا خاسِرَ فِيها سِوى المُستَقبَل ، صِراعٌ مِن أَجل...
3.1M 215K 47
بين ثنايا غياهب الحياة نُشج شيطان رجيم مُبهم الهوية والتفكير فـ هل ياتُرى مثلما يتخاطرُ في اذهَانُنا شيطان رجيم و عند شر عيناه نستعيذ؟! اَم انهُ سا...
8.7K 773 21
قصص قصيرة رعب بالعامية المصرية، حكاية جديدة كل يوم اتنين و خميس