فتح جيراي البوابة الخاصة بجناح الإستقبال لتدخل شابة تبدوا في 27من عمرها .. لها شعر ذهبي مموج ينسدل ليصل إلى منتصف ظهرها .. عيونها بلون سماوي لامع .. لها جناحان بريش أبيض .. ترتدي درعا فولاذيا منحوة عليه أجنحة كبيرة و تربط خسرها بوشاح أحمر طويل .. دون أن ننسى الأوسمة التي على صدرها .. تدل على مكانة عالية في الجيش !!
أبعد راغنار كوب الشاي عن شفتيه و قال دون أن ينظر إليها : كنت بإنتظارك .. أنسة بيترا .
إبتسمت المعنية (بيترا) ثم قالت : لا داعي لهذه الرسميات يا سيدي .. تعرف أن لقب أنسة لا يناسبني!!
إبتسم هو الأخر ثم قال : معكِ حق يا حضرة القائدة.. الأن لا داعي لإطالة الجلسة .. هل قمتي بما طلبته منكِ ؟!
ضحكت قليلا ثم قالت : أنت لا تتغير أبدا يا راغناروك .. لا تحب إلا مصلحتك !!
راغنار : تعرفين أنني فاشل في الصبر .. لذلك لا تلعبي على أعصابي .
بيترا : لا داعي لكل هذا الغضب .. لقد قمت بما طلبته مني و حددت موقع حجر البرق !!
راغنار بشوق : حسنا .. أين هو ؟!
بيترا بإستفزاز : هل تحب الطريقة المباشرة أم الألغاز؟!
صرخ بغضب :بيترا !!!
بيترا : حسنا .. مجرد لغز صغير !!
تنهد راغنار ثم أمسك بمقبض سيف .
إبتسمت بيترا و قالت : لا داعي لهذا كنت ألطف الجو لا أكثر .
راغنار : تلطفين الجو بإزعاجي ؟! .. أخبريني بمكان الحجر و إلا ...
بيترا : حسنا حسنا .. إنه موجود في منارة قديمة في عالم البشر .. سأدلك على المكان ..
إبتسم و وقف قائلا : هذا كل ما أحتاجه !!
بيترا : لكن هناك أطياف متشردة تعيش هناك عليك أن تحترس .
إبتسم لها بثقة و كأنه يقول " هل نسيتي من أكون"
بادلته الإبتسامة الواثقة ..
راغنار : لكن عندي سؤال لو سمحتي ؟!
بيترا : أنا أصغي .
راغنار : لماذا تساعدينني و أنتي تعلمين أن هذا مخالف للقوانين و قد نعدم لذلك ؟!
إبتسمت بعفوية ثم قالت : لأن مخالفة القوانين مع الأمير لعبة مسلية !!
عقد حاجبيه لتكمل كلامها : لكن السبب الواضح و الحقيقي هو لأنك طلبت مني المساعدة .. و لو أنني رفضت لكنت قد قتلتني على الفور !!
إبتسم هو الآخر و قال : هذا ما أردت سماعه !!
بيترا : كما أنني لا انسى ما ........
قاطعها : لا داعي لتذكيري بهذا الأن !!
بيترا : حسنا يا راغناروك .. هل تريد أن أرافقك ؟!
راغنار : لا .. إبقي في الضل قد نحتاجك !!
وقفت لتنحني و تقول : طلباتك أوامر بالنسبة لي .
❇❇❇❇بعد مغادرة بيترا للقصر ❇❇❇❇
دخل جيراي للغرفة التي كانت تحتوي راغنار و بيترا و قال له بتساؤل : هل وجدته ؟!
راغنار : نعم و سنذهب على الفور !!
إنضمت جوري إليهم ثم قالت : إن ليزي و سبستيان قادمان!!.
راغنار بتذمر : سوف يعرقلان حركتنا لا غير !!
جيراي : إهدأ سيدي .. سبستيان قوي و قد نحتاجه .. كما أن ليزي بشرية و لها خبرت أكثر منا في عالمها .. و لا تنسى أنها تحمل عينك !!
تنهد راغنار و هو يوافق جيراي على كلامه .. ماهي إلا لحظات حتى وصلت ليزي و سبستيان .
سبستيان : آسفان على التأخير سيدي .
ليزي : إذن .. هل وجدتم الحجر الثاني ؟!
جوري : نعم إنه حجر البرق .
راغنار : توقفوا عن الثرثرة و دعونا نحضره بسرعة!!
الجميع : حسنا !!
❇❇❇❇ عند المكان المحدد ❇❇❇❇
وصلوا إلى المكان المحدد .. كان عبارة عن تل شاهق يطل على البحر .. تتوضع عليه منارة مهترئة بشكل فضيع .. هيكلها كبير جدا أكبر من المنارات الحديثة .. فهي قديمة الطراز ..
كانت ليزي تعرف هذا المكان جيدا .. فهناك الكثير من الإشاعات تقول أنه مسكون .. و بما أنه كذلك .. هذا يعني أن الحجر موجود .
دخلوا إلى المنارة .. كانت رائحة عفنة تنبعث منها .. و العضام مترامية في الأرجاء .. فهي الطعام الأساسي للأطياف المشردة .
فجأة تغيرت وجوه الجميع ماعدا ليزي .. أصبحوا و كأنهم متأهبون للقتال ..
بدأ غبار غريب يتطاير في الأرجاء .. و ظهرت من خلاله أطياف غريبة .. كانوا أقزاما بظهور مقوسة و أعين جاحظة .. كان لعابهم يسيل و هم ينظرون إليهم بغرابة ..
تنهد راغنار بملل ثم أشار لجوري و جيراي و سبستيان لكي يتخلصوا منهم .. بينما هو صعد إلى العلية حيث يوجد المصباح القديم الذي ينير المكان في الليل .
لحقت به ليزي .. فهي لا تفوت أي فرصة للبقاء معه رغم أنه لا يأبه لها مطلقا ..
بينما هما يبحثان .. لمع ضوء خافت إنطلق منه خنجر بسرعة البرق .. أصاب خد راغنار بخدش ..
تفاجأة ليزي .. فحواس راغنار قوية .. كيف لم ينتبه؟!
راغنار بينما يمسح دمه : يبدوا أنك وضعت عليه بعض السحر لكي لا أنتبه إليه .. أليس كذلك ؟!
ظهر من جنح الظلام طيف آخر .. كان له شعر أحمر قرمدي و عينان عسليتان .. إبتسم بسخرية ثم قال : نعم يا عزيزي .. الأن لقد دخلتما إلى آخر مكان لكما!!
راغنار : كف عن هذه الثرثرة و أخبرني أين الحجر .. وأعدك أنني سوف أقتلك برحمة !!
ضحك الطيف على كلام راغنار ما جعل ليزي تنزعج لكن راغنار حافظ على نفس النظرة.
الطيف : يبدوا أنك واثق من نفسك .. هل تريد هذا؟!
كان قد أخرج حجر البرق من جيبه .. لونه ذهبي خالطته الزرقة .. كان شديد اللمعان لا يقل جمالا عن سابقه .
تغيرت ملامح راغنار إلى الجدية .. مد يده و قال : إسمع أيها المختل .. هذا الحجر قوي جدا و ليس لعبة للأطفال !!
أخرج الطيف سيفيه من غمدهما .. كانا يلمعان بشدة يبدوا أنه قد شحنهما بقوة الحجر . إرتسمت إبتسامة شيطانية على وجهه و قال : إن كنت تريده .. تعال وخذه !!
قفز بسرعة عليه .. لكن راغنار تفاداها بسرعة .. لم يعاود الهجوم بل إتجه إلى ليزي و أمسكها من كتفها و نقلها إلى خارج المنارة حتى لا تتأذى ..
بهذه الطريقة يستطيعان القتال .. طيف ضد طيف .
كان ذلك الطيف يهجم عدة مرات على راغنار الذي كان يتفاداها بسهوله .. فرغم قوته إلا أنه لا يريد إيذاء الحجر .. فإن حصل له شيئ سيتبخر حلمه في الهواء.
بقي راغنار يتفادا الضربات إلى أن تعب الطيف و قال: يبدوا أنك ماهر .. لكن هذين السيفين مشحونان بقوة الحجر و هما ... .
قاطعه راغنار : كلانا يعرف من سوف يفوز ومن سوف يموت لذلك لاداعي لإلقاء هذه الخطبة التافهة.
إشتد غضب الطيف .. أسرع إلى راغنار ليلكمه لكنه تفاداه فإستقرت لكمته البائسة في الجدار الداخلي للمنارة ما أدى إلى تحطمه و تطاير صخور كبيرة في السماء بإتجاه الأرض .. لكن هناك مشكلة واحدة .. ليزي هناك !!
الأحجار كبيرة جدا و تسقط بسرعة هائلة أيضا من المستحيل أن تقوم بشرية ضعيفة مثلها بتخليص نفسها من هذه الورطة !!
فجأة .. لمع ضوء من فراغ و خرج منه سهم براق .. إتجه نحو الصخور بسرعة كبيرة .. ما إن إقترب منها حتى إنقسم إلى عدد كبير من الأسهم .. قام كل سهم بتحطيم صخرة و تحويلها إلى حصى ..
قفز شخص ما من وراء ليزي و حملها بعيدا عن الخطر .. لم ترد أن تفتح عيناها بل بقية متشبثت بالشخص ..
خرج سبستيان بسرعة ليرى ماهو سبب الضوضاء تلك.. لكن ما إن الشخص الذي يحمل ليزي .. حتى إستدار و عاد أدراجه على أطراف أصابعه .
إنتبه الشخص عليه فناداه : هااااااااي سبستيان !! ألم ترني ؟!
إستدار سبستيان ببطئ و قال بتوتر : أسف لم أركي يا حضرة القائدة بيترا ..
بدأت ليزي بفتح عينيها لترى منقذها .. كانت تضن أنه راغنار .. لكن للأسف كانت فتاة !!
خرج جيراي و جوري من المنارة و إتجها ناحيتهم ..
جيراي : شكرا لكِ يا أنسة بيترا .. من الجيد أنكِ تدخلتي في الوقت المناسب !!
لم تكن جوري سعيدة برؤية بيترا فقالت بغضب : ماذا تفعلين هنا ؟! سأخبر السيد أنكِ لحقتي بنا !!
أخرجت بيترا لسانها بإستهزاء ثم قالت : إن راغنار هو من طلب مني أن أبقى في الضل و أساعدكم وقت الحاجة Þ-:
جوري : لا تقولي راغنار .. بل السيد راغنار !!
بيترا : حسنا لا داعي للصراخ يا ذبابة !!
جوري : ذباااااااابة !! أيتها ال ....
أمسك بها جيراي قبل أن تتفوه بأي كلمة و همس لها : لا داعي لإثارت المشاكل معها .. تعرفين أنها سوف تقنع السيد أنكِ البادئة !!
تنهدت جوري محاولة إخفاء غضبها .. لكن مجرد أن ترى بيترا تزداد عصبيتها ..
❇❇❇❇❇❇❇❇
كان راغنار لا يزال داخل المنارة مع الطيف ..
قال الطيف بين أنفاسه المتقطعة : ألن تتعب أيها النذل؟!
راغنار بملل : لا .. لم تسل قطرة عرق واحدة .. قلت لك سابقا إعطني الحجر و سوف أقتلك بسرعة و لن تشعر بأي ألم !!
الطيف بإستهزاء : كيف ستهزمني و أنت لم تتحرك حتى ؟!
راغنار مع إبتسامة مستفزة : و أنت ..لقد نفذت كل حيلك أليس كذلك ؟!
إستغل الطيف الفرصة و إنقض على راغنار .. أمسكه من عنقه و قفز به من على المنارة و رأس راغنار كان بإتجاه الأرض ....
بينما هما يسقطان ..
الطيف : سوف أسحق رأسك اللعين !!
لم يرد عليه راغنار .. بل كان مسترخيا و واثقا جدا هذا ما حير الطيف .. و كأنه كان يتوقع هذه الحركة .
إقترب رأس راغنار من الإرتطام بالأرض .. في الثانية الأخيرة إبتسم إبتسامة خبيثة .. إستعمل قوته الخاصة و إختفى !¡ تاركا الطيف يرتطم بالأرض بمفرده .. لكنه عاود النهوض متألما ..
تنهد راغنار و قال ببرودة : يبدوا أنك مزعج من العيار الثقيل !!
رفع الطيف الحجر في الهواء و هو يلهث ثم قال : أنت لم ترى شيئا بعد !! حين تندمج قوتي مع قوة الحجر بشكل نهائي .. سوف أصبح قوة لن يقدر علي أحد !! سأسيطر على البرق و أحرق هذا العالم اللعين بعدها!!
و بينما هو منغمس في كلامه إنتبه إلى راغنار الذي كان يحرك ذراعيه بطريقة غريبة !!
الطيف بغضب : بالله عليك ماذا تفعل !!!!
راغنار : لا شيئ .. تابع خطبتك .
عاد راغنار لتحريك ذراعيه بعشوائية في الهواء .. إحتار الطيف من أمره .. هل فقد عقله أم ماذا بحق الجحيم !!
فجأة قفز شيئ على الطيف من الخلف و أخذ الحجر من بين يديه .. لقد كان هذا القط سبستيان !!
إتجه بسرعة إلى راغنار و الحجر في فمه .. إنحنى راغنار ليلتقط الحجر و هو يقول للقط : أحسنت .. أخيرا قمت بشيئ مفيد يا كرة الفرو .
سبستيان بإنزعاج : آه شكرا سيدي .
الطيف : اه لقد كنت تتحرك بتلك الطريقة لكي تصرف إنتباهي حتى يتسلل القط خلفي و يأخذ الحجر دون أن يكسره !!
راغنار : أووووه أنا متفاجئ يبدوا أنك تملك ذرة ذكاء .. لكن كان عليك إستعمالها منذ زمن !!
إبتلع الطيف لعابه بخوف ليكمل راغنار : كنت أماطل طوال الوقت حتى لا يتضرر الحجر .. الأن بما أنه في حوزتي .. سوف تدفع الثمن غاليا !!
قالها ببطئ مع إبتسامة شيطانية .. فتراجع الطيف خطوة للوراء .. ثم إستدار هاربا !!
أخرج راغنار سيفه بهدوء و أشار به إلى مكان الطيف و قال "إبادة "
توقف الطيف و بقي واقفا بضع ثوان .. ثم سقط رأسه من على كتفيه ..
شعر راغنار بسعادة كبيرة لأنه حصل على الحجر الثاني لكنه كان يخفيها ..
أسقطت بيترا ليزي من ذراعيها و أسرعت إلى راغنار…
أمسكت بذراعه بطريقة غريبة .. و قربت جسمها إليه.. كانت نيران الغيض تأكل جوري ....
بيترا مع إبتسامة : أحسنت كان عرضا رائعا يا راغناروكي الصغير !!
راغنار بغضب : قلت لكي ألف مرة لا تناديني بهذا!!
بيترا : لكنك تحب ذلك الإسم ؟!
راغنار : لم أقل هذا .
بيترا بتأفأف : لقد تغيرت كثيييييييييرا أذكر أنك كنت مرحا و كنا ...
راغنار : حذرتكي سابقا من تذكيري بهذا .. إنسي الأمر حسنا !!
بيترا : لا استطيع أن أنسى حين كنت .....
راغنار : بيترا! !!!!!!
بيترا : حسنا حسنا سأصمت لا داعي لهذا الوجه البائس يا راغناروكي .
راغنار بحسرة ؛ توقفي رجائا !!
بينما كانا هكذا كان الجميع على خلاف عاداتهم ..
جوري غاضبة كأنها بركان نشط ....
سبستيان لم يكن مرتاحا و كأنه خائف ...
جيراي كالعادة .. يبتسم ببرودة دون أن يبدي أي إهتمام ..
ليزي .. لم تكن تفهم شيئا .. من هذه الفتاة و لما تقترب منه هكذا .. لماذا تناديه هكذا .. و ما علاقتها به .. و ماذا يحاول إخفائه ..
كانت الغيرة تأكل قلبها و الفضول يكاد يقتلها .. الأسئلة تتضارب في عقلها ..
قالت بصوت خافة : سأكتشف أمرها !!