DEVILISH'|| (Arabic)

By sims828

293K 22.3K 14.3K

إنني أرّى هاري، لكِنهُم هُنا يدْعونهُ نورثن وجدتُ نفسي في مكانٍ لا أعلْم إن كانَ حقيقياً بالفِعل، أنهُ فقط... More

Demonic'II
تذكير بالشخصيات
Chapter 1
Chapter 2
Chapter 4 - Part 1
Chapter 4 - Part 2
Chapter 5
Chapter 6
Chapter 7 - Part 1
Chapter 7 - Part 2
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
Chapter 12 - Part 1
Chapter 12 - Part 2
Chapter 12 - Part 3
Chapter 12 - Part 4
Chapter 13
Chapter 14
Chapter 15
Chapter 16
Chapter 17 - Part 1
Chapter 17 - Part 2
Chapter 17 - Part 3
Chapter 18
Chapter 19 - Part 1
Chapter 19 - Part 2
Note for the next chapter and (chapter 18 )
Chapter 20
Chapter 21 - Part 1
Chapter 21- Part 2
Chapter 21 - Part 3
Chapter 21 - Part 4
Chapter 21 - Part 5 ((The Final chapter))

Chapter 3

9.5K 674 217
By sims828

#غلاف_جديد ⚡️

(جهة نظر ديانا)

-

الساعةالـ9:40ص, في مركز الشرطة

العرقُ ينساب على عقني وظهري بشكلٍ واضح بينما أحاول تنظيم تنفُسي بصعُوبة، معدتي منقبضةٌ للداخل بشدة وعضلاتُ جسدي بأكملها تكادُ تتمزق.

الضغط عليها قويٌ جداً وهذا جعل كِلتا قدماي تهتزُ طلباً للرحمة، لكنني لم أقبل بذلك، لأن ما أفعلهُ الأن هو التحمل قصارى جهدي بأن لا أجعلها تخل من توازُني وتُسقطني أرضاً.

أنا لا أُريد من كريس بأن يتغلب علي، بإمكاني فعل ذلك.

"٣... ٢... ١.... والأن أتجها نحو الكرةِ الثقيلة" صاحت لكسا بحماس لنا لنسمع صفارتها تُعلن الانتقالَ للمرحلةِ التالية من التمرين

يرمي كِلانا الحبل الذي كنا نقفز به، ليركض كلُ واحدٍ منا نحو الكرةِ بسُرعه "هيا هيا هيا"

أحمل الكره الثقيلة بكِلتا يداي لأرفع بها من فوق رأسي ثم أنحني بها لأجعلها تُلامس الأرض بين قدماي, بعدها أرفعها مُجدداً من فوق راسي ولكِنني أقفز بقوة في الوقت ذاته. لأكونَ بذلك قد أتمت قفزةً واحدة, أي تبقى لي تسعون وعشرون أخرين.

وما نفعلهُ الأن هو حملها والقفز, حملُها والقفز, بقوة!

رغم أن الكرة بدة وكأنها صخرةٌ بالنسبةِ لي, لكنها تمريني المُفضل, لذلك أنا أبدي عملاً رائعاً هُنا, خصوصا عندما وجدت أنني تعديت كريس بثلاث قفزاتٍ حتى الأن.

"أيها السمين..." سخِرت, أخذ نظرةً خاطفة له بجانبي.

لأرى بذلك فكه المحكم بغضب رافضاً الخسارة, لأضحك بنصر ولأشعر بالحماس يزدادُ بداخلي, حتى أكملت ووصلت لقفزتِ الأخيرة.

"ثلاثون!" لهثت بصعوبة, يدي على ركبتي محاولةً التقاط أنفاسي وبيدي الأخرى أرفعُها معلنةً انتهاء هذه المرحلة.

"رائع, الأن تمرينُ الضغط" أشارت للأرض.

تأوهت بسخطٍ مُتذمرة "سحقاً أكرهُ هذا—"

تقدمت لِكسا لتقف مباشرةً أمام وجهي "أنتِ قريبةٌ في التغلب على كريس" أشارت نحو الأرض بصرامة "قومي بذلك, الأن" نفخة في صفارتها بحدةِ "هيا!"

دفعتُ تذمري جانباً ونزلتُ بسرعةٍ للأرض, لأقومَ بما يجبُ علي فعلهُ.

أجعلُ كِلتا ذراعي ترفع كامل جسدي عن الأرض, لأنحني بصعوبة مستخدمةً ذراعي وأجعل صدري يلامس الأرض تحتي ثم أرفع كامل جسدي مُجدداً.

كِلتا ذراعاي بدأت ترتعش, أصبحتُ بصعوبةٍ أرفع جسدي من على الأرض, أنا بالكاد أتممتُ ثلاثةً من هذا التمرين حتى وجدت أن كريس تعدني بعشرة منها, مما جعلني تقريباً أصعق.

لكونهِ رجلٌ ويمتلكُ صدراً صلباً وذراعين قوية, رأيتهُ وهو ينظر نحوي بإبتسامةٍ ساخرة بينما يقومُ هو بذلك بكل سهولة, حتى أتمم ثلاثون من تمرين الضغط في أقل من دقيقة, لأسمع بذلك صفارة لِكسا تُعلن انتهاء التمارين.

رميتُ بجسدي على الأرض لأصبح مستلقيةً على معدتي, أتأوهُ بألم من ذراعي وأنا أدفُن وجهي بينهم في خيبة "هذا ليسَ عدلاً, إنهُ يؤلم"

"لكِن خمني من فاز في التحدي!" سخِر كريس وهو يحاول تنظيمَ تنفُسِه.

"لم يكُن يجدرُ بكِ تحدي كريس ديانا, تعلمين بأنهُ الرابحُ دائماً" لِكسا بدأت بالتعزيز له, لأسمع ضحكتهُ السعيدة بذلك.

عقدتُ حاجباي ورفعت رأسي لأنظر لها بوجهٍ خالٍ من أي تعبير, كُنت أحاول البحث عن ردٍ لها لكنها مُحقه, كريس ربح, مُجدداً "تباً لكم..."

نظرةَ نحوي بدهشة وهي تضحكُ على ردت فعلي, بينما رأيتُ كريس يقتربُ مني مبتسماً, أنحنى إلي وكِلتا يديه حاوطت خصري ليرفعني عن الأرض بكُل سهوله. يجعلُ كِلتا قدماي ترتفعُ عن الأرض بينما أصبح ظهري ملتحمٌ بصدرهٍ المبلل.

"أنزلني كريس, إنني غاضبه" حاولت التحرر من ذراعيه لكن ذلك جعلهُ يستمتعُ أكثر لأسمعَ ضحكتهُ الخبيثة من خلفي.

"لقد كانت قدميك ترتجفُ أثناء التمارين القوية على جسدكِ الصغير" شعرتُ به يهمس بجانب أُذني تماماً مما جعلني أطبق على فكي "لذلك دعيني أحملُك إلى منزلك أيتُها المسكينة"

أردتُ رؤية وجهه, وهذا جعلني أديرُ رأسي لجهته, حتى وجدت أنهُ بالفعل يحدقُ نحوي مبتسماً بتكلف.

كونهِ قريبٌ مني جداً ولا يفصلني عنهُ شيء, هذا جعل التحاذُق والتكلف ينتشر على شفتيه ويتضحُ على عينيه التي تخفي ضحكة عالية خلفها.

هو الشخص الوحيد الذي لا أستطيع أن أدعي أمامهُ بأنني غاضبه لمدةٍ طويلة, تحديداً عندما بدأت شفتاي تحاول رسم ابتسامتها, لكنني أطبق عليها جاهداً محاولة عدم الابتسام, لكِن سُحقاً كانت واضحة جداً.

رفع حاجبه واعطاني ابتسامةً جانبية "لقد ابتسمتِ, أي أنكِ تخسرين مُجدداً"

بمُجرد أن قال ذلك أنا لم أستطع منع تلكَ الضحكة الطفيفة التي هربت مني, يجعلُني أدير رأسي إلى الجانب بحرجٍ وخجل.

"رأيتِ, لقد قلتُ لك" ضحك بخفةٍ معي.

"أممم, هل أنتما الأثنان على علاقة؟" سألت لِكسا فجأة.

"ماذا؟" كِلانا رد في الوقت ذاته تجعلُ ضحكتُنا تقطع في أقل من ثانية ونحن ننظر نحوها بدهشه.

رأيتُ كيف أخذت أصابعُها تداعب العقد المعلق على عنقها "أمم, ت-تبدون لي وكأنكم على علاقةٍ ببعض"

عقدت حاجباي وهززت رأسي نافيه "أنا لن أواعد رجُلاً ينعتُ أبني بالسمين!"

نظر نحوي بدهشه "وأنا لن أواعد فتاةً بإمكانها أن تقبلُ الزوج من كوب قهوة بدلاً مني رجُل"

"هـي! القهوةُ أفضلُ منكم جميعاً, هل تسمعُني؟"

رفع بنظره نحو لِكسا وهو يرفع كِلتا حاجِبيه "أريتِ! إنها مهوسة"

"لكِن, أممم..." أشارت لذراعيه التي تحاوطُ خصري, بمعنى أنهُ لا يزال يحملني عن الأرض.

"هل تعتقدين بأنني سأحملها طوال الطريق إلى المنزل؟" حرر ذراعيه من خصري لأعود إلى الأرض, يجعلُني أقضم شفتي عندما شعرت بأقدامي المشددةِ كاللعنة, أنظر له بغضب وهو يُشير إلي "أُحب رؤيتها تُعاني, رُبما تذهب زحفاً إلى المنزل"

"تباً لك كريس" أدرت عيني غير مُهتمة.

"لك أيضاً عزيزتي" قلد تصرفي بينما ينحني ليلتقط منشفته وهو يضحك, لأرهُ يخطوا إلى جناح الاستحمام السريع أمامنا.

ضحكتُ بخفه وأنا أخطوا بصعوبةٍ نحو حقيبتي الرياضية, أحملها وأتجه أيضاً إلى جناح الاستحمام لكِن سؤالُ لِكسا أوقفني.

"أي يعني ذلك بأنكم لستم على علاقة؟" سألت بسرعه دون أن تشعُر.

ضحكتُ مجدداً وهززت رأسي نافيه "كلا..."

هي أومئت, تجعلُني أرى كيف انتشرت ابتسامةٌ عريضة وفرحه على شفتيها وهي تسترقُ النظر لكريس من خلف الشجاج الشفاف, تقضم شفتيها بسعادة وترفُض أن تترُك النظر نحوه.

أبتسمُ للطافةِ منظرها لأعلم بذلك أنها معجبةٌ به. أعني, جداً.

"هـي, لِكسا!" رأينا أحد العاملين يقِفُ عند بوابة الصالة "القائدُ بروك يريدُكِ في مهمة. هيا أسرعي"

أومئت له "حسناً" تعطيني أنا أيضاً ابتسامة صغيرة كوداع, لأرها تركض بسرعة له وتخرجُ من هُنا بحماس.

"وااو, إنها مغرمةٌ به" ضحِكت بدهشة، استدير لأرى كريس وهو عاري الصدر بينما يعبثُ باحثاً بين ثيابه "هـي! أنت"

رفع رأسه وهو ينظرُ إلي بتكلُف "أظن بأن لدي أسم!"

أدرتُ عيني لأضحك بخفه "هل لكَ والقدومُ إلى هُنا أيها الضابط كريس وود... من فضلك!" أنا حقاً لا أستطيعُ المشي مثلَ باقي البشر بسبب أقدامي المشدُودة للغاية.

"بالتأكيد!" ابتسم، يخطوا نحوي وهو يحمل حقيبته ليقفَ أمامي ويرمي بها أرضاً ليخرجَ قمصيه ويرتديهُ أمامي "ما الأمر؟"

"يجبُ أن تخرج مع لِكسا في موعد، إنها مغرمةٌ بك"

عقد حاجبيه "موعد؟ أنا!" هز رأسهُ رافضاً تماماً "هذا لن يحدثُ" يشُيح بنظرهِ عني عندما أنحنى ليعقد رِباط حذائه.

"هيا! باللهِ عليكَ كريس. أنها جميلة ولطيفةٌ للغاية، غير أنها لم تكُن بعلاقة مع أحدٍ من قبل، وهذا أمرٌ جيد"

"أعلم بأنها لطيفه، وهي تُعجبني في الحقيقة. لكن-" وقفَ باستقامةٍ ونظرَ لي بخيبة "لكِن أنا كُنت في علاقةٍ سابقه، وتلكَ العلاقة كانت اسواء شيءٍ بإمكانهِ الحصول لي. أ-أنا لا أستطيع فعل ذلك مُجدداً"

ابتسمت "ألا تظَن بأنها تستحقُ المُحاولة؟ فقط لمرةٍ واحدة على الأقل!"

بعثر شعرهُ بانزعاج "أنا لا أعلم ديانا"

اقتربتُ أكثر نحوه وأنا أنظرُ له مُترجية "هيا كريس، لدي شعورٌ كبير بأنك ستنجحُ هذه المرة. فقط محاولةٌ واحده لن تضُر" ينزُل بنظرهِ إلي ويُحدق في عيناي بتمعُن "...لذا، أرجوك أرجوك أرجوك، أفعل ذلكَ من أجلي"

قذف برأسهِ للخلف مُستسلماً وهو يزفُر بعُمق "آه، حسناً حسناً" يجعلُني ابتسمُ بسعادة عندما أعاد بنظرهِ إلي "سحقاً أنا لا أستطيع رفض أي شيءٍ من عينا الجرو اللطيفة هذه"

ضحكتُ أحتضنُ يده وأسحبه لنخرج من هُنا "سأُساعدكَ في كل شيء، ما عليك سو أن تذهب إليها الأن وأختر يوماً مناسباً"

ضحِك بخفه وهو يدفع الباب الزجاجي لنخرُج "كما تقولين، أنا معك"


-


-


-


-


(وجهة نظر ديلن)

-

بعد مرور يومين, الساعة الـ3:30عصراً

أجلس في صالة الطعام وحدي منتظراً قدوم ماليا من بعد أن استدعتها طبيبتُنا هولن. صينيةُ الطعام خاصتي بقيت كما هي منذ أن استلمتُها، لم أّكل لكون عيناي ترفُض البحث عن ذلك الفتى الأشقر.

أعني, هذا غريب, لقد مضى يومان حتى الأن والفتى الأشقر أختفى تماماً.

رغمَ أنني قضيةُ سنةً كامله هُنا, لكنني أعتدتُ على رؤيتهِ يجلس وحيداً في زاويتهِ المُعتادة، يحتضنُ يديهِ بقلقٍ فوقَ حِجره دائماً ويرفضُ التحدثَ لأي أحد.

دائماً كُنت ألاحظ بأنهُ يسترق النظر إلي في حين أكونُ غافلاً عن كل شيءٍ من حولي, يجعلُني أشعر بشيءٍ غريبٍ اتجاهه بسببِ أستراقهِ للنظر نحوي, وكأنهُ يود إظهارَ شيءٍ لي.

حاولتُ التحدث والتقربَ منهُ عدتَ مرات، فقط لأنني أريدُ أن أعلم ما يعنيه عندما وصفني بأنني بانشي, لكِن بمُجرد أن أكونَ أمامهُ مباشرةً، كنت أرى كيفَ يكرهُ حدوث ذلك ويرتعب، لذلك تركتهُ.

لكن الأن! أنا أُريده وبشدة. يجبُ علي أجادهُ والتحدثُ معه بأي طريقه سواءً أعجبته أم لا.

لكنني لم أجده! هو أختفى في اليوم نفسه الذي رأيتهُ يقُتل فيه في كابوسي.

بصري تحرك في حركةٍ سريعة لبوابة صالة الطعام التي فُتحت, لأرى الطبيبةُ هولن تقفُ عنده وتُشير مبتسمةً لأحدٍ ما بالدخول, لأجد أنها ماليا التي دخلت إلى هُنا بغضبٍ ودون رغبةٍ بذلك. بدت مُستائه للغاية وعلى غيرِ عادتها, وهذا جعلني أنهض من مكاني بسُرعة لأخطوا نحوها.

"واو! هل كُل شيءٍ على ما يُرام" أمسكتُ معصمها بلُطفٍ لأوقفها.

"ابتعد عني" دفعت يداي بعيداً عنها وحاولت أن تتخطاني مما جعلني أُدير عيناي وأعود لأُمسك بها واستوقِفُها.

سحبتها أقربَ نحوي ونظرةُ مباشرةً في عينيها "هل صدرت لكِ ذلك القرار مُجدداً؟" سألتُ بهدوء منتظراً أي رد منها, لكِنها لم ترُد.

يزدادُ استياؤها وشعُورها بالغضب بينما أرى الدموعَ تتجمعُ في عينيها رغبةً بالبُكاء, لأعلم لحظتُها بأنني على حق.

"لن أفعلَ ذلك أبداً..." سحبت يدها بقوةٍ بعيداً عني "لا أستطيع!" تصيحُ بنبرةٍ متضايقةٌ لأراها تخطوا بعيداً عني باحثةً عن بقعةٍ خالية لتبقى فيها وحدها.

شفتاي مُفترقه أودُ قولَ شيءٍ, لكنني لم استطع وأنا أُحدق نحوها بقلةِ حيلة وهي تخطوا بعيداً عني. هذا لكوني لا أعلم لِما هي تستمرُ برفضٍ قرارٍ كهذا, أعني أنهُ لصالحها!

"لا تقلق ماندس, ماليا تستكونُ بخير" استديرُ خلفي لأسماع صوت طبيبتنا هولن وهي تستندُ بجانبِ الباب.

بللتُ شفتي لقلقي بشأنها قبل أن أرُد نافياً "لا اعتقدُ ذلك, في كُل مرةٍ تُصدرين ذلك القرار هي لا تكُن بخير"

ابتسمت ورفعت حاجبها كتذكير "الوضعُ مختلفٌ هذه المرة, هل نسيت؟"

نظرة نحوها بحِدة, أبتلعُ ريقي مدعياً بأنني لا أذكُر "ماذا تعنين؟"

عقدت حاجبيها بدهشة, لكنها ابتسمت أبتسامةً جانبيه "أنت ستخرج بعد ثلاثةِ أيامٍ من الأن" غمزت بمرح "لقد استطعتُ تقليص المدة أكثر" تقول لتصدِمني وتجعلُي أحدقُ نحوها بدهشه.

تحول قرار أخارجي من هُنا, من ثلاث سنوات إلى ثلاثةِ أيام!!

أنا لا يجبُ أن أخرجَ من هُنا حتى أجد ذلك الفتى, أُريد أن أعلم من يكون. هذا جعلني أهُز رأسي نافياً بتشتتُ وفتحتُ فمي لأنطق, لكِنها لم تسمح لي بذلك عندما اقتربت إلي ولفت بذراعها فوق كتفي لتبدأ بالحديث مُجدداً.

"أنت تعلم لِما ماليا تستمرُ بالرفض في كلِ مرة لقرار أنها ستتركُ المصحة, أليس كذلك؟" سألتني محاولةٍ تغير الموضع.

أومئت وأنا أرمش بتشتتُ "ل-لأنها لا تمتلكُ أحداً"

"لقد وجدها رجلٌ وزوجتهُ في تلكَ الغابة. كانت في العاشرةِ من عُمرها دون أي أحد, لا والدتُها ولا والدها, ولا أي شخصٍ قريبٍ منها. الزوجان أخذها إلى دُور الأيتام, وهُما من أطلق عليها أسمَ ماليا مولت"

تحركتُ ببصري نحو ماليا, لأعبس وأنا أراه تجلس وحيدةً بحُزن "...هي لم تحظى باسمٍ حتى " همستُ باستياء ليكون بدورها أن تُومئ.

انسحبت عني "هي لم تكُون تعلم كيفَ تتحدث, أو حتى تتصرفُ بطبيعية, لقد كانت شرسة وعدائيه للغاية. لذلك وبعد خمسِ سنوات, دورُ الأيتام رفضت من الزوجان اللذان قاما بإنقاذها في أن يتبنوها, ليأتو بها إلى هنا، كان ذلك بسببِ تصرُفاتِها..."

زفرت بخفه "ديلين, ماليا كانت في هذهِ المصحة منذُ أن كانت في الخامسةَ عشرَ من عُمرها... هل تعلمُ الأن ما هو السبب الرئيسي لرفضِها ترك المصحة؟"

"...الناس من حولها, هي اعتادت عليهم, أحبُها وأحبتهم" رددت بهدوءٍ مجدداً.

"والسبب الرئيسي بالنسبة لها الأن هو أنت, أنها عالقةٌ بك" نظرة نحوي متسائلة "هل تعلم ما الذي تُريدهُ؟"

"...عائلة" همست لتومئ مُبتسمة.

"لقد قضيتُما سنةً وأكثر حتى الأن معاً, أنتما الأثنان شكلتُما ثُنائي رائع في هذهِ المصحة والكل يتفقُ على ذلك. أنتَ عدلت الكثير من التصرفات السيئة فيها لكِونها أُعجبت بك..." نظرة ناحية ماليا "أظن بأنهُ لا بأس في أخبرها عن كونكم ستخرُجان في الوقت ذاته, من المؤكد بأن ذلك سيجعلهُا تهدئ"

بصمتٍ أنا أومئت أدعي بأنني مُتفقاً على قرارِها, لأراها تُعطيني ابتسامةً صغيرة وتُشيرُ لي بالذهاب إلى ماليا.

أخطوا نحوها حتى وقفتُ بجانِبها, أمسكُ يدها بلُطف لترفع بنظرها إلي "يجبُ علينا بأن نتحدث, لكِن ليس هُنا" همست, أّخذُ نظرة خاطفة للطبيبةِ هولن لأجد أنها تتحدث مع نفس ذلك الممرض الذي رأيتُه معها مسبقاً, نفسُه صاحب البشرةِ السمراء.

"ما الأمر؟" سألت وهي تنهضُ من مكانِها.

"تعالي" أُمسك بيدها وأخطوا بها خارج صالة الطعام.

نمشي أكثر في الممر الواسعِ والمكشوف الذي يُطل على الساحاتِ الخارجيه، لأتوقف هُنا. أرى أن من هم حولي مُجرد أشخاصٍ مثلنا، لا أرى أي طبيب أو ممرض، فقط الحُراس المنتشرين بجانبِ كلِ بوابة، وهم بعيدُون عني. لأعلم أنني في آمان هُنا وأستطيع التحدُث.

سحبت ماليا يدها عن خاصتي بشكلٍ مُفاجئ لتجعلُ تركيزي يعودُ إليها "إن كنتَ ستُجبرُني أنتَ أيضاً في الخروج فأنا لا أُريد"

عقدت حاجباي "أُجبرُك! هل الطبيبةُ هولن أجبرتكِ على ذلك؟"

لوحة بيديها بغضبٍ وقلة حيله "لقد كانت تُخبرني بأنني سأخرجُ عدتَ مرةٍ مُسبقاً، لكن عندما أرفضُ ذلك هي تقبل رفضي بكلُ بساطه... لا أعلم ما المختلف هذهِ المره--"

"أنهُ أنا" قاطعتُها "أنا سأخرجُ بعد ثلاثةِ أيام، أي أنا وأنتِ سنخرجُ من هُنا سوياً"

"ماذا! كيف تقلصت مُدتكَ بهذهِ السُرعه؟"

"أنا لا أعلم بشأن هذا، لكن ما أعلمُه هو أن شيءً خاطئً يحدثُ هُنا، وأنا لا أستطيعُ الخروج من هُنا دون معرفةِ ذلك"

"ستبقى!" نظرت نحوي بدهشة.

نظرت حولي لأتأكد بأن لا أحد يُراقِبنا ثم اقتربتُ منها أكثر "استمعِ إلي جيداً..." أقول لأراها تومئ مُستجيبه "سأجدُ طريقة لأجعل مدتي تمتدُ، لكي أستطيع بذلك إيجاد ذلك الفتى الأشقر. لقد توسل إلي بأن أنقذُه ولكنني لم أستطع، ومن الجيد أنهُ كان مُجرد كابوس، لأن ليام أخبرني بأنني سأتمكنُ من إنقاذه. أي أنهُ بالفعل في خطر هُنا"

"ماذا بشأني؟"

"أنتِ ستخرُجين--"

"لا، لن أفعل! أنا لن أترككَ وحدك!" قاطعتني وهي تعقد بذراعيها عند صدرها.

"أنتِ ستُساعديني" حاولتُ أن أوضح لها "كلُ ما عليكِ فعلُه هو الخروجُ من هنا والذهاب إلى شقيقتي ديانا، تُخبرينها بأن تتصلَ بشخصٍ يُدعى كاستيال، ومنهُ سنعلم ما يحدثُ معي... هم بإمكانهم المُساعدةُ ماليا، صدقيني" همستُ في أخر جملتي أظهِرُ لها بأنها ستكون بخير أن خرجت.

هي ظلت صامتةً للحظة، عيناها تُحدق بخاصتي بعمق. لم أكُن أعلم أو أشعر بأنها غاضبة أم مستائه أو حتى مرتبكه أو مُتردده! هي فقط هادئة للغاية بينما تتمعنُ بالنظر إلي، حتى نطقت أخيراً.

"أنا لن أترككَ وحدك هُنا"

للحظة واحده نظرة لها بحيرة، لكِنها فاجئتني عندما رفعت ذراعها وبقبضتِ يدها القوية سددت لكمةً كالصخر في الجانب من وجهي تجعلني أتعثر وأسقطُ أرضاً. لتتسببَ بذلك الفوضى وصراخ جميعِ المُختلين والمجانينِ من حولي بينما رفعتُ جسدي بعض الشيء عن الأرض، لكنني لم أنهض لكوني مصدومٌ ومندهشٌ للغاية لما فعلتهُ للتو.

لتصرُفها المفاجئ، وتحديداً لصلابة لكمتِها ضدي، لقد كانت مستحيلةً من فتاة، لقد كانت كالحديد!

أرفعُ ببصري لها لأجد أنها تتقدمُ نحوي مستعِدةً في لكمي مُجدداً، وهذا أفزعني بعض الشيء عندما زحفت للخلف بسُرعه، لكنها لم تتمكن من الوصول إلي عندما أندفع الحُراس نحونا وأمسكوا بها بسُرعة.

"هذا يكفي" صاح الحارس بصرامه "استدعوا الطبيبة هولن"

بتشتتٍ قوي حاولت النهوض من الأرض، لكن بمُجرد أن أرتفعتُ بمسافةٍ قصيرة، تأوهت بألم عندما مرفقٌ قوي ضرب وسط ظهري يجعلني أعود إلى الأرض مُجبراً.

سحب الحارس كِلتا يداي خلف ظهري لأشعر به وهو يقيدوني، بهدوءٍ أرفعٌ بنظري إلى ماليا لأجد أنهم يقيدونها هي الأخرى بينما تحاربُ بين قبضتهم.

لأعلم لحظتُها بأن كِلانا سيُعاقب، أي سنحظى بالمزيد من الوقت هنا.

Continue Reading

You'll Also Like

8.3K 131 33
"عن أفخم الروايات التي قرائتها وعن كاتبات تخطو الابداع أضف لمحه عن الروايات التي انصح بها روايات انستني وحدتي وواقعي جعلتني التمس الضحك والسعاده الرو...
9K 964 15
عِندَما يُصبِحُ الماضِي كابوساً يُطارِدُنا و نَسعَى خَلفَ الأنتِقامِ مِن أجلِ الفَوزِ بِمَعرَكَةٍ لا خاسِرَ فِيها سِوى المُستَقبَل ، صِراعٌ مِن أَجل...
115K 6.3K 64
"لَوْ كَانَ عَلَيَّ أَنْ أَخْتَارَ بَيْنَ أَنْ أُحِبَّكِ وَبَيْنَ أَنْ أَتَنَفَّسَ، لَاِسْتَخْدَمْتُ آخِرَ نَفَسٍ لِي لِأَقُولَ 'أَنَا أُحِبُّكِ' " ح...
13.4K 666 9
تَأتي عَن طَريقِ الخَطأِ فَتاةٌ معَ اخيّها الَذيِ يكّبرُهَا بسّنتيِن مَعروفةٍ بِجمَالُها السَاحِر لِتأسُرُ قِلوبِ طُلابِ هُوجُورتُس..وَلَم تَتوقعُ ب...