حنان قاس

Per yara_elhelw

500K 9.5K 497

رواية من ايدي مصرية خليط بين الدراما الرومانسية و الحياة الواقعية Més

-1-
-2-
-3-
-5-
-6-
-7-
-8-
-9-
-10-
-11-
-12-
-13-
-14-
-15-
-16-
-17-
-18-
-19-
-20-
-21-
-22- الاخيرة
رواية جديدة

-4-

25.8K 471 15
Per yara_elhelw

-4-
خرجت من المرحاض, لكن انتصبت في صدمة حين رأت وائل امامها باسم الثغر تعلثمت في القول, لكن تفاجأت به يدفعها الي الحائط, رفع احدي حاجبيه :
-مفاجأة صح
من الدهشة فقدت النطق و حملقت به مندهشة, ماذا سمع ؟ هل اكتشفها ؟ هل عرف الحبيب السري ؟..ألجم لسانها عن الحديث, في حين انه تفحص جيبها و اخرج منه الهاتف, ترددت نظراته بينها و بين الهاتف. انقشع علي وجهه ملامح الاشمئزاز و البغض و قال حانقا :
-لية ! لية مصرة تكرهيني فيكي..
-عاوز اية يا وائل ؟
قالتها بعدما عقدت ذراعيها فقد صدرها و تعالي علي وجهها نظرات وقحة جريئة و كأنها لا تبالي, رغم خفقان قلبها المضطرب..ضيق حدقتيه و قال :
-وقاحتك وصلت انك تتصليه بيه من موبيلي
ابتسمت ابتسامة صفراء :
-وحشني..معلش يا وائل hard luck المرة دية
و تابعت :
-و علفكرة مش هتلاقي رقمه..و مش هتعرف تجيبه
ظل صامتا في ريبة, حتي توترت الاجواء اكثر, كانت صامدة امامه بلا حراك و هو يتأملها في سكون مخيف, اخفت ملامح الخوف في باطنها و اخرجت وجه قاضب ينظر له في غطرسة حمقاء, تدرك ان لو اطبقت الارض علي السماء, سيظل وائل الوحيد امانها و مهما حاول اذيتها سيتراجع..تلك الثقة اكتسبتها منذ طفولتهم, حين بدأ بالتحكم بمشاعره و عصبيته و عدم انفعاله الا بعد تفكير عميق.
هي تعلم بعمله بكذبها لهذا هو صامد, عكس قديما حين عرف انها تتعرف علي رجل و بدأت الاعجاب به, اخذها علي محمل الخيانة و كان عقابها شديد و مؤلم...لكن الان ملامحه  هادئة, هادئة حتي شككت في ظنونها, و شعرت بانه في اي لحظة سينفجر بها انفجار عنيف لن تسلم منه الا مكفوفة بالكنف..
اشارت بسبابتها تجاهه و قالت  محذرة :
-ابعد عني و سبني في حالي,,فاهم
و واصلت صياح :
-انا طهقت منك و عـ
لم تكتمل صفعها بقوة حتي لم تدرك وقتها ان كانت في حلم ام واقع مرير, ظلت للحظات مندهشة مما فعله لتو و تحدق به غير مصدقة بما حد, كانت يدها فقد خدها الذي تورد ألمًا, تعانفت ملامحه و قسمات وجهه لفترة و تقوس حاجبيه في نظرة شيطانية عنيف, جعلها تتعلثم في كلامها :
-كدة يا وائل ! بتضربني
نبرتها المرتجفة و نظرت عينيها المرتعبة و ارتعاش شفاتها, كل ذلك اجعله يحس و بأن من يتحدث حنين, حنين التي عاشرت طفلوته و مراهقته و شبابه و من تخيل انها ستعيش معه ايام شيبه و كهله, فقال ناهرا :
-دية حاجة قليلة تليق بمقامك...انتي محتاجة تفوقي من الي انتي فيه..و اعرفي يا حنين انك مش هتتطلقي الا لما اعرف مين ابوه و يكون جثة تحت رجلك..عشان شكلكك نسيتي نفسك اوي و نستيني معاكي..بس انا عارف هفكرك ازاي
تقدم خطواطته عنها بعدما اللقي نظرة اشممئزاز ساحقة عليها , سمعها تصرخ بصوت فيه نشيج البكاء :
-انا بكرهك..بكرهك..
لم يلتف ببرأسه لكن قال جامدا :
-مش اكتر مني..
                                           ***
عاد لمكتبه المشترك في العمل, وجهه مكهفرا و كأنه يؤكد لزملاءه الزواج عقاب الدنيا, الكل صافحه و حادثة و ضاحكه..كان يتحدث معهم بابتساة باهتة ممحاة, من لا يعرفه سيعرف بحزنه..هو لا يريد شيء سوا الحقيقة المخبأة, يريد طرف الخيط الموصل لغموض حنين..
بينما هو منشغل في التفكير و بين ايديه ورق لا يقرأها لكن يصطنع حتي يتفادي الاسئلة, وجد من يضرب بكفه علي مكتبه, ارتبك فنجان القهوة و كوب المياة كما فزع  وائل من  مجلسه و قفز فازعا, نظر لفاعل و قبل ان يبدأ بالسب صرخ في غبطة :
-عماد !
فتح عماد ذراعيه و استقبله برحب و هو يقول :
-حبيب قلبي
احتضنه وائل بقوة و تصافحا في سعادة و غبطة, كان عماد طويلا و سمينا يتدلي منه كرشا قوي يعتقد العض انه وزنه يقاس بالطن من بدانته, له حس فكاهي ظريف و ابتسامة لا تفارق وجهه, في نهاية الاربعين تلاحظ هذا من سقوط شعره و صلعه و الشارب الاسود فوق فاه, في الحقيقة هو ابن خالة وائل و يكبر وائل بمراتب فرغم حسه الفاكهي القوي الا انه جاد في العمل, و له سلطات و نفوذ كبيرة و شأن عظيم وسط الناس..
-اية يا وائل كل دة عشان خالتي حلفت انها متدخلش بيتكم..متخفش دة كلام كلها كام شهر و هتلاقيه ناطة عندكم..
اجابه متأثرا :
-ياريت بس و لو..انت عارف اللوا دة صعب ازاي و مش بيسامح بسهولة..
فقال عماد هازئا :
-خالتي قالت انها حامل..و فيها اية يعني مش فضيحة هي عشان يكبروا الموضوع كدة..الناس دية لسة عايشة في جو الابيض و الاسود
-يلا كلها يومين و يعدي الموضوع و ينسوا..حنين هي الي متأثرة اوي بفراق اهلها
تألف الصمت بينهما في حزن للفترة وجيزة, قام وائل و سحب الجرريدة فوق المكتب, ثم مدها لعماد قائلا :
-قريت الجرايد انهاردة
فقال عماد مستغربا :
-لا مالها
و قرأ اول خبر بصوت مسموع نسبيا "اسلام السعدني في لقاء صحفي في لبنان", نظر الي وائل مستغربا :
-اية !
فقال وائل غاضبا :
-الراجل دة بمجرد ما بشوفة اسمه بتنرفز..الراجل دة هيهدي الا لما يدخل الحبس علي ايدي
مال عماد بجزعه و قال :
-انت مجنون يا وائل! عارف يعني اية تلعب مع اسلام السعدني يعني انت بتودي نفسك لجحيم..اكتر من واحد زيك حاول يحقق في قضيته و يجيب قراره..دلوقتي هو بيتحاسب عند ربنا..اسلام السعدني مبيرحمش حد
-و قصدك اسيبه و اخليه يقتل في الناس..
ليربت عماد في حنو علي ظهر ووائل و يقول :
-وائل انت زي اخويا الصغير و انا مش هقبل ان يحصلك حاجة..الراجل دة محتاج حد فاهم و يقدر يلعبه صح..
و اشار بسبابته الي عقله و قال :
-الي يلعب مع اسلام محتاج دة
ليسرع وائل قائلا :
-و انا محتجاك يا عماد
-انا معنديش مانع..بس خلي بالك ان دة ممكن يأثر علي شغلك و عليك..انت بتشغل لوحدك و دية لوحدها مصيبة
-الغاية تبرر الوسيلة..اعمل اية انا معيش ادلة كافية عشان اطلع بيها الزملاء..و لا هو محل شك..هو واحد فاتح شركات بيبع مواد مسرطنة و يتاجر في السلاح..و ليه علاقة بالمافيا دة غير طبعا تجارة الحشيش الي مبهدل بيها السوق..
فقال عناد ممازحا :
-اه يا وائل مش لو كنا تاجرنا في الحشيش كان افضل من المرمطة دية..كناهنكسب فلوس زي الرز
ضحك وائل و تابعه ساخرا :
-عندك حق يا جينرال..
                                             ***
دلفت دورة المياة مسرعة و اغلقت الباب باحكام و دست به المفتاح, جلست علي ارضية بيت الخلاء و فتحت الحقيبة السوداء, اخرجت منها علبة سجائر و بعض الحقن و قنينة زجاج صغيرة, تناولت الملفوف الابيض بين يدها اشعلت القداحة, اخذت انفاس قوية و هي تشعر بارتعاش في صدرها..سعلت بقوة لكن تابعت بلا كلل..
                                                ***
-اية دة ؟ انت اتجننت..انت بتديني انا مخدارات
فرد هازئا :
-هتحاتجيهم صدقيني نفس واحد بس هينسيكي كل حاجة..
و تابع متمزجا :
-هيسفرك لنجوم..
ابتلعت لعابها و  صمتت و هي تأخذها منه في توتر, لم تكن تعرف انها ستأخذ بنصيحته يوما..
وضعت كفها فوق بطنها تتحسه في رفق و هي تردد بصوت مخمل :
-انت السبب في كل دة..انا بكرهك اوي انا اول ام تكره ابنها..انا عمر ما هسامحك انا هعيشك في ننفس الجحيم الي انا عيشاة و ساعتها هتدوق الي حصلي بسببك انت..
و تابعت بصوت متهدج :
-كل دة عشان خطرك انت يا وائل..
شعرت بالنعاس, فارجعت رأسها علي الحائط و غمغمت وسط نومها :
-انا..اسفة
و ذهب عقلها مع الريح و نامت بدموع لا تنام..
                                    ***
السكون يعم المنزل, ظنها نامت في ثبات عميق, فتجاهل و جلس علي الاريكة التي اصبحت جزءا من حياته, هي مأوي نومه ايضا..
غفل لساعات, و استيقظ بعد منتصف الليل, فقام يبحث عن طعام يكتم مواء معدته, لم يكن في الثلاجة اي طعام. بعض الخضرة و اللحوم النية, بحث عن الفاكهة فلم يجد, مازالت الصحون من الصباح في المرحاض, فتعجب من عدم وجود حنين لغسل الصحون و اعداد الطعام..وقتها فقط شعر بخفقان قلبه و قد لاح بباله انها هربت بعد صفعة الصباح, فاسرع الي غرفتها فلم يجدها, بحث في مكتبه و الغرف الفارغة في القصة, لم تكن متواجدة, و دورة المياة في الطابق السفلي فارغة من الاشخاص, ربما تكون في دورة المياة الطابق العلوي, صعد مرة اخري..
حاول فتح الباب, لكن كان مغلوقا باحكام فقرع الباب بقوة و صرخ بها :
-افتحي الباب..
لم يسمع منها رد فتابع :
-افتحي ياما هكسر الباب..
وقتها استفاقت من نوما علي ضربات العنيفة و وقفت علي قدميها منتصبة طولها الاعرج في خطاة, و قالت في صوت متهدج :
-دقيقة
لملمت اشياءها مسرعة و اخبأتها خلف المرحاض, تأكدت انه لن يراه في اي حال, فتحت الباب علي مهل في زوية 30 و مدت رأسها قائلة :
-نعم عاوز اية
دفع الباب و اقتحم المكان قائلا برعيق و صوت عال :
-انت بتعملي اية جوة كل دة
لتقول متوترة و تحاول اخفاء توترها :
-اية هكون بعمل اية يعني, مبعملش حاجة
استنشق رائحة تبغ محروق فعقد حاجبيه قائلا :
-اية دة..ية ريحة سجاير !
و توجم وجهه فجأة و قال في صدمة :
-هو الباشا كان منور هنا؟
*
*
*
يتبع

Continua llegint

You'll Also Like

979K 21.5K 46
اتصنفت #2فى فئة صهباء 3#فى فئة مكتملة 1# انتقام 7\2021 هوا وحيد حياته روتين ممل لا يوجد به سوا العمل لا يعرف معنى الحب او الحنان قاسى القلب وبارد كا...
15.8M 341K 55
باردة حياتها معه ....لا تعلم سبباً واحداً يبرر بروده معها أو عدم اهتمامه بها...فقد تزوجها و لا تدرى لما اختارها هى تحديداً..؟! سارت كالعمياء فى طريقه...
111K 2.8K 30
رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس كاملة عندما يصبح جنوني جزءاً من حياتك عندها فقط يجب أن يخضع غروروك وعنادك... ماذا سيحدث عندما يصبح ال...
22.6K 795 73
تظن أن الحياه ظالمه .. تاخد الحياه منك كل شي ..ولكن فرصه واحده تاتيك وتكون غير متوقعه تعوضك فاغتنمها فأحيانا الفرصه لا تأتي مرتين تاريخ بدايه النش...