قلبت الساعة الرملية .. بدأ الوقت يمر .. قالت روجينا : فلتبدأ لعبة الموت !!
. . . . .
ليزي حائرة .. ماذا تفعل ؟! .. هذا الطلب شبه مستحيل .. لا بل هو مستحيل !! .. هي وحدها هنا ..وسط لعبة الموت .. تحت رحمة الأطياف .. إن لم تنجح ستموت هنا !!
قالت ليزي و هي تحرك رأسها يمينا و شمالا : علي التوقف عن التفكير هكذا !! لكن أين أجد شيئا كهذا ؟! ربما هو مخبأ في مكان ما في هذه الحديقة !!
بدأت تبحث هنا و هناك .. بين الزهور و تحت الصخور .. أعلى الشجر .. بجانب البحيرة .. لكن دون جدوى .
شيئ جميل .. لماع .. فيه الذكريات .. هل هناك شيئ هكذا أم أن روجينا فعلت هذا عمدا لكي تخسر اللعبة ؟!... عاصفة من الأسئلة المحبطة تلتطم مع عقلها الذي لا يطمع إلا في الجائزة .. راغنار!!
❇ عند روجينا ❇
ضحكت بإستخفاف بينما كانت تحرك خصلات شعرها السوداء القاتمة ثم قالت : كم هي غبية من المستحيل أن تستطيع إرضائي .. هي حتى لم تقترب من إيجاد هذا الشيء .. و الوقت شارف على الإنتهاء .. سأستمتع بتقطيعها !!!
قالت هذه الجملة ثم عادت إلى الضحك بصوتها المتبوع برنة من التكبر ، لكن فعلا .. نجاح ليزي شبه مستحيل !!
❇ عند ليزي ❇
شعرت ليزي بخيبة أمل كبيرة .. الوقت سينتهي و هي لم تجد شيئا بدأت تبتلع لعابها بصعوبة و هي تنظر إلى الساعة الرملية التي كادت أن تسقط أخر حبت رمل فيها .....
فجأة ... شعرت بنسمات ريح منعشة تمر أمامها .. إنها تشبه تلك التي شعرت بها عند البوابة و مع روجينا .. لكن هذه المرة أتى صوت عذب مع نسمة الريح و هو يقول :< أبسط الأشياء ، أجملها!!>
تجمدت ليزي في مكانها .. ماهذا الصوت ؟! .. هل جنت و بدأت تسمع الريح تكلمها ؟!
توقفت لبرهة و فكرت في كلام النسمة .. أبسط الأشياء أجملها .. أليست روجينا أميرة .. بالتأكيد هي مدللة و تحصل على ماتريد من أشياء فاخرة .. لذلك يمكن أن يعجبها شيئ بسيط !!
عاد بصيص الأمل أمام عيني ليزي ..
لكن المشكلة تكمن في أين ستجد هذ ا الشيئ !!..
بينما هي تفكر بعمق هبت النسمة مجددا .. صاحبة معها نفس الصوت العذب الذي يقول هذه المرة : <إنه قريب منك!! >
ماذا تقصد ؟! .. ماهو القريب مني ؟! لعلها تقصد الشيئ الجميل ..
بدأت ليزي تبحث في جيوبها لعلها تجد شيئا .. لكن دون جدوى .
إقتربت بخطوات بائسة من البحيرة .. جلست على ركبتيها .. و هي تتأمل في إنعكاس صورتها على سطح المياه الهادئة ..
و بينما هي كذلك إذ بها ترى شيئا لامعا يتدلى من عنقها .. نزعتها بسرعة .. إنها قلادتها !! .. قلادة فضية على شكل قلب .. في منتصفها حجر ياقوتي أزرق لامع كالنجوم .. كانت هدية صديقة طفولتها!! .. الجانب الجيد هو أن هذه القلادة تتوفر على كل الشروط .. لامعة .. جميلة .. مليئة بالذكريات .. لكن الجانب السيئ هو أنها هدية من صديقتها لايمكنها التخلي عنها بهذه البساطة !!
صفعت ليزي وجهها و قالت : هذا ليس وقت العواطف حياتي على المحك و هذه القلادة هي أملي الوحيد !!
❇❇❇❇❇❇
روجينا كانت تصقل مخالبها إستعدادا لتقطيع ليزي إنها تنتظر في حبت الرمل الأخيرة لكي تسقط بعدها ستهجم عليها !!
بينما هي منشغلت قاطعتها ليزي قائلة : روجينا !!! لقد عثرت على شيئ سيرضيكي !!
روجينا بتعجب : ماذا ؟! دعيني أرى ..
اسرعت ليزي إلى روجينا و هي تسابق الوقت لتصل قبل سقوط حبة الرمل الاخيرة ..
وصلت إليها .. سلمتها القلادة و بقيت تلتقط أنفاسها بصعوبة ..
توسعت عينا روجينا عند رؤيتها للقلادة ..
ليزي تنتظر الرد ..
أغمضت روجينا عيناها و تنهدت بهدوء و قالت : كنت أتسائل .. ماهي الطريقة المثلى لتقطيعك ؟!
دب الرعب في جسد ليزي .. أيعقل هذا .. ألم تعجبها القلادة ..
فتحت روجينا عيناها و أكملت حديثها و هي تبتسم : لكن يبدوا أنني لا احتاج لمعرفة هذا !!
ليزي في حيرت لم تفهم كلمة واحدة فقالت : م ماذا تعنين هل خسرت !!
ضحكت روجينا بعد ان كانت تحاول كبح نفسها و قالت : اه يا ليزي ..
تجمدت ليزي في مكانها تنتظر الإجابة ..
روجينا : لقد أعجبتني !!!!!! القلادة رائعة هل يمكنني أخذها إنها تناسب فستاني الجديد !!
شعرت ليزي بفرحة ممزوجة بدهشة و حاولت إستغلال الفرصة و قالت : نعم بالطبع يمكنكي أخذها لكن إجعليني أنتقل إلى المرحلة التالية أولا ..
روجينا بتأفأف : اوف حسنا لقد فزتي أعترف لك ..
صرخت ليزي بسعادة : يا سلاااام لقد فزت لقد فزت!!
قاطعت روجينا سعادتها قائلة : لا تفرحي كثيرا قد تكونين فزتي هنا .. لكن تذكري هذه هي المرحلة الأولى فقط ..
ليزي بحماس : حسنا هيا .. ماذا افعل في هذه المرحلة ؟!
روجينا : لا ادري روح العنقاء هي من ستقرر ..
ليزي : و من هذه ؟!
روجينا : إنها صاحبة القرار في المرحلة الثانية من لعبة الموت .. إسمها أنجيلا .. و قواها تكمن في إستطاعتها تعذيب الأرواح و جعلها ترى كوابيس مرعبة غير حقيقة .. إلى أن تموت ضحيتها .. بالإضافة إلى قدرتها على حبس الأرواح و اللعب بها و إستخدامها كحيوانات أليفة تستغل قواها في الحفاظ على جمالها الأبدي!!
شعرت ليزي بالإحباط من كلام روجينا و قالت لها : وكيف سأجتازها ..
روجينا : عليكي إسعادها ..
ليزي : حسنا أتمنى أن لا يكون الامر صعبا .. هيا لنسرع إليها ..
إبتسمت روجينا في جهها و أمسكت يدها و بطرفة عين وجدت نفسها في ساحة مهجورة ..
صدر صوت خلفهما يقول : اوه روجينا لم أتوقع أن يمر أحد عليك بهذه البساطة !!
روجينا : لا داعي للمقدمات خالتي .. إبدئي المرحلة القادمة و أنهي الموضوع ..
ظهرت صاحبة الصوت .. إنها إمرأة في غاية الجمال ذات شعر بنسفجي مائل إلى الزرقة و عينان حادتان زمرديتان بنفس لون شعرها !! بالإضافة إلى بشرتها الرخامية و جسمها الرشيق المتناسق التي تكسوه ملابس فاتنة هي الأخرى!!
ليزي : أنت انجيلا ؟!
أنجيلا بتكبر: نعم .. انا هي .
ليزي :هذا رائع ..ماذا علي أن افعل في هذه المرحلة؟!
أنجيلا و إبتسامة شيطانية تعلوا وجهها : لن تكون هناك مرحلة اخرى سأقتلكي مباشرة !!
كلامها هذا جعل كلا من ليزي و روجينا تدهشان !! لماذا غيرت سير اللعبة بهذا الشكل ؟!
ليزي بدهشة : م... ماذا ؟!
روجينا بغضب : خالتي كفي عن العبث !!
أنجيلا : ماذا ستفعلين .. هل ستقتلينتي مثلا !!
سكتت روجينا و هي تكبح غضبها فخالتها اقوى منها بكثير!!
أنجيلا و هي تنظر لليزي : أوه إنتهت اللعبة ياصغيرة ستكون نهايتكي على يداي ..
بينما هم كذلك لمحت ليزي شيئا يطير ناحيتهم .. وعندما وصل .. صرخت برعب: ماهذا المخلوق !!!
_____________________
__________