البارت التاسع عشر
كالاتيا
بقلمى فاتن على
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
إستدارت دينار إلى مصدر الصوت وقد شحب وجهها وإرتبك جسدها لتحاول إخراج صوتها طبيعيا ولكنه خرج متحشرجا
-لا مفيش داعى أنا هفوت عليها بعد الجامعة فى البيوتى سنتر وممكن محضرشى الفرح
يرمقها أشرف بنظرة بها بعض من الخبث مرددا بجدية
-لا ميصحش دى بنت خالتك يقولوا إننا مانعينك تتواصلى مع أهل والدتك الله يرحمها ... بكرة بعد الجامعة هموت عليكى تشترى طقم حلو كده تحضرى بيه ونروح بالليل نحضر الحفلة
على لسان دينار مش عارفة أعمل إيه أنا مش، عاوزة أى مواجهة بينى وبينه تانى وفى نفس الوقت مش لاقية حجة أرفض بيها
على لسان أشرف عارف إنها مش قابلانى من آخر، مقابلة بينا وممكن لقاءنا الأول لسه مأثر فيها لكن ده ميمنعشى إنى أهتم بيها دى مسؤولة مننا ولها حرية الإختيار فى نظرتها ليا
حسم خالد ذلك الجدال بإخراج نقود وقام بإعطائها لدينار رافضا إعتذارها ليوجه حديثه لأشرف
-خلليها تشترى اللى هى عاوزاه ولو إحتجت فلوس كمان كمل من معاك لحد ما ترجع هديلك اللى إنت عاوزة... وبالمرة إتغدوا برا أهى دينار تغير جو من الجامعة والمذاكرة
هنا تذكرت دينار والدها كم كان بخيلا عليها بماله ووقته وحنانه
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
العمل قائم على قدم وساق فلقد وافق إبن القمر على قيام يوسف بفتح مطعمه ولكنه رفض الطائرة كمقر لذلك المطعم ليعطيه قطعة من الأرض فى منتصف المنطقة الجنوبية ويقوم بإمداده بالمعادن اللازمة لذلك المطعم على شرط أن يقوم بردها عقب نجاح مطعمه
ينظر إلى المكان بفخر وسعادة وخاصة أن أصدقاؤه يقفون معه يدا بيد ليعطيه كل منهم ما يمتلك من معادن عن طيب خاطر
أما مشمشة فتلك ملهمة أفكاره دائما جاءت إليه ذلك اليوم وعى تتلفت حولها ليتعجب يوسف من موقفها
-مالك بتتلفتى حواليكى كده ليه زى الحرامية
ترمقه مشمشة بضيق لكلمته تلك لتقوم بضربه على كتفه
--أعوذ بالله أنا حرامية يا يوسف
يطلق يوسف ضحكاته على ردة فعلها تلك ولكنه لا يستطيع أن يراها حزينة
-أنا آسف ...... لكن شكلك فعلا وكأنك خايفة من حاجة
تجلس مشمشة بجواره ثم تخرج تلك السرة من المعادن
-مفيش وقت أشرح لك.... خد المعادن دى.... دى كل اللى محوشاه وأنا هقوم أروح لأن أبى فى عرس أحد عائلات كالاتيا وأخشى أن يرانى
لم تعطيه فرصة للرفض فقد وضعت المعادن لتفر عقبها هاربة
✨✨✨✨✨✨✨
لم يكن الأمر سهلا بالنسبة إلى دينار وخاصة وهى تراه ينتقى معها الملابس بعناية ويشاركها برأيه دون التطرق لذلك الصدام الأخير بينهم
عقب أن إنتهت من شراء ما يلزمها قام أشرف بإصطحابها إلى أحد المطاعم لتناول طعام الغداء
عزمت دينار أمرها على الإعتزار لتحاول إيجاد الوقت المناسب لإعتزارها وقبل أن تتفوه فاجأها أشرف بكلماته
-دينار... أنا آسف على أول مقابلة كانت بينا.... طبعا أنا عارف إن أسفى ده متأخر أوى... لكن عاوزة تتأكدى والله ما فى دماغى أى حاجة من اللى فكرتى فيها دى..... أنا بتصرف معاكى على أساس إنك بنت عمى وغالية عليا
كلماته ألجمتها وزادت فى حرجها فلقد جرحته ومع ذلك جاء، هو للإعتزار لا تعلم ما هو الرد المناسب لكلماته تلك لتشعر بالتوتر الشديد لتفرك كفيها ببعضهم البعض تحاول ترتيب الكلمات لتردد بإرتباك وتوتر
-أنا... أنا عاوزة أقولك إنى... إنى عندك رهب إجتماعى.... أنا مش بعرف أتكلم مع حد ولا بعرف أعبر، على اللى جوايا وبخاف أرد عشان دايما ردودى بتبقى متسرعة وممكن تعمل مشاكل مع اللى حواليا
تطلع لها للحظات فى صمت ثم يبتسم عقبها وهو ينهض ثم يمد يده إليها مرددا بثقة
-من النهاردة مش عاوزك تخافى أبدا من أى حاجه.... طول ما أنا جنبك متقلقيش
وكأنها بداية جديدة لحياة جديدة لتذهر الورود وتمتلئ الأغصان بالوريقات الخضراء لتنسدل الستائر الوردية
❤❤❤❤❤❤
كان الإجتماع فى منزل أيمن بحيث يستطيعوا التحدث مع زوجته وإبنته فى كيفية إكتشاف ذلك السر ليتمكنوا من العودة إلى وطنهم
-الموضوع مش بالسهولة اللى إنتوا فاكرينها دى... لازم نعرف سبب خروج المواد السامة دى وإيه طبيعيتها.... دى تفاعلات لازمها مواد كتير
كانت تلك كلمات سعاد لهم لينكس كل منهم رأسه لأسفل عقب كلماتها تلك ليشعورا بصعوبة الأمر وتعقيده
على لسان بهاء بالرغم من غيمة اليأس اللى نزلت قدام عيونا كلنا لكن حاسس بأمل كبير فى قلبى إستحالة أبعد عن جيلان حاسس إنى هرجع لها تانى
صمت فى المكان وكل باله مشغول بأمر ما لتهمس ليلى وكأنها تفكر بصوت عالى
-بس لو كان معانا شوية تكنولوجيا كان الموضوع إتحل بسرعة وبقى أسرع
هنا ينهض زياد لينتصف الحضور مرددا بتأكيد
-الجزيرة هنا مليانه معادن وثروات طبيعية ممكن نستخدمها فى الكشف عن المواد دى
هنا يتدخل داغر بلهفة
-مش ممكن دى تكون أرواح بتحمى الجزيرة من الأعداء وهى اللى عاملة كده
بالرغم من إقتناع البعض بكلماته ليفكروا بها ليقوم بهاد بالرد بحدة
-أرواح إيه وشريرة إيه...... الأرواح دى عند أحمد يونس إنما الواقع مفيش فيه الكلام ده
كان محمود يتطلع إليهم وكأنه يرى مشهدا لا يخصه ليأخذ نفس عميق ثم يردد بإستنكار
-عاوزين ترجعوا مصر دلوقتى هتموتوا دلوقتى عشان ترجعوها..... أنا عن نفسى الحياة هنا أجمل بكتير لازحمة ولا تلوث ناس طيبة وحياة بسيطة بعيد عن الحروب والصراعات.....كل حاجة هنا بنظام مسمعناش عن بلطجى أو حرامى أو قاتل
هنا يقطع حديثه بهاء بحدة
-إنت قصدك إننا نزلنا فى المدينة الفاضلة
ليتدخل وليد قبل أن تتفاقم الأمور
-إهدى يا بهاء كل واحد حر فى وجهة نظرة.... إحنا جايين نشوف حل مش نتخانق
هنا وقع يوسف فى تلك الحرب ما بين الرغبة فى البقاء وبين الرغبة الملحة فى العودة من أجل أخواته ووالدته ليتطلع إلى الفراغ مرددا بشرود
-الحياة هنا جميلة والجزيرة هادية وناسها طيبة جدا لا خلافات ولا صرعات ولا تلوث حياة هادية وبسيطة وأتمنى أكمل فيها لكن أمى وأخواتى لازم أرجع عشانهم
كان الجميع منتبه لكلماته تلك يدققون التفكير بها بعمق فالموازنة ليست بالسهلة فى الجزيرة حصلوا على حياة أفضل من دون صراعات بين البشر أو تلوث لا حروب بين الدول فالحياة هنا هادئة ومنظمة يسودها العدل
بالطبع يوجد بعض العناصر الفاسدة والنفوس الخبيثة ولكنها قلة قليلة يستطيع الحاكم السيطرة عليه
أخذتهم الأفكار لتسافر بهم بعيدا فى عالم من الحيرة ليصمت هنا العقل والتخطيط ليطلق الجميع تنهيدته لينصرف كل إلى مكانه على وعد لقاء آخر أكثر عقلانية
✨✨✨✨✨✨
-وبكده بقى إسمه مينا موحد القطرين
كانت تلك آخر كلمات سلمى الموجهه ليثرب والمندمجة فى الحديث معها تستمع إلى قصتها بإستمتاع ليدلف عقبها عليان وهو يستمع إلى كلمتها الأخيرة والتى لم يستطيع أن يدرك معناها
ركضت يثرب نحو والدها ليحملها بين يديه يقبل وجنتها المكتظة وهو يرمق سلمى بعيون متعطشة فهو لم يراها منذ الصباح الباكر
توجه بحديثه إلى سلمى
-مين اللى إنتوا بتتكلموا عنه ده
تبتسم سلمى برقة وهى تساعده فى تبديل ثيابه لتردد
-أبدا كنت بحكى ليثرب عن ملك فرعونى فى مصر، أسمه مينا وحد قطرين مصر فى العصر الفرعونى
كان عليان يتطلع لها ببلاهة بمحاولة منه أن يفهم ما ترمى إليه كلماتها ولكنه كان يشعر أنها مسائل معقدة لا يمكنه حلها
شعرت سلمى بتخبطه لتردد بصوت خافت خجل
-دى...أصل ده تاريخ بلدنا وقولت أحكى شوية منه ليثرب
تصمت سلمى قليلا لتستأنف حديثها بتحفظ
-عليان... ممكن تحكيلى عن تاريخ كالاتيا
صمت عليان متطلعا لها فلم يتوقع أن تشاركه سلمى سرا لم يطلع عليه سوى الحاكم ليتوارثه ولى العهد من بعده
✨✨✨✨✨✨✨✨✨
توالت اللقاءات بينهم وفى كل مرة يزداد عشقها فى قلبه حتى شعر بحاجة ملحة أن تشاركه حياته ليعزم أمره تلك المرة ليقف فى مواجهتها مرددا بحزم
-سالى كفاية كده....لازم نتجوز بقى
تطلعت له سالى بحزم لتتركه وتغادر دون رد عليه وكأنها إتخذت قرار لا يمكنها الرجعة به
"يتبع"