سقوط تاج فولك

By _ibriz_

453K 57.8K 17.6K

حين التقاها أول مرة مات شخص ما.. حين تزوجها نشب حريق يومها.. حين خفق قلبه من أجلها سقط نجم من السماء حرفيا.. ... More

The Triad Saga
Part 01 : السالب و السالب
Part 02 : السعادة للخدم
Part 03 : كوسي مومو
Part 04 : هدنة مؤقتة
Part 05: ليس من الملايين
Part 06: واحد من الملايين
Part 08 : مساحة جيوبه
Part 09 : من السطح فقط
Part 10 : الفتى الذي لا يريده أحد
Part 11 : نصف قلبه دافئ
Part 12 : وقع نجم من السماء
الخاتمة

Part 07: وقت خاطئ للحب

28.5K 3.8K 1.3K
By _ibriz_


و كأن الطين الذي خُلقت منه مجبول بماء الورد ....

...........................................................................................................................................

" بالتأكيد ستذهب.."

تمتمت له أمه بهذا وهي تمنحه نظرة صارمة بينما تضم يديها لصدرها و رأى من خلفها والده يشرب القهوة و يرتدي نظاراته بينما يقرأ شيئا من هاتفه لكن على صوت أمه أخفض نظاراته و رمق كوسيمو بطريقة كما لو يخبره ' من الأفضل أن تنفذ ما تطلبه منك حتى نقضي جميعا عطلة مسالمة'..وهذا دفع كوسيمو ليقطب جبينه و يحدق بوالديه الإثنين بأعينه الزجاجية تلك بنظرات تؤنبهما لكونهما هكذا ..

لكن قطع عليه صوت ضحكة خافتة صادرة من جانبه فالتفت لها ليجدها فيتوريا و تبدو جد مستمتعة بنتيجة ما فعلته..

هي السبب في هذا..

لقد أتتهما دعوة زفاف لشخص يسكن في الحي خلفهما وهي قبلت لكن ولأنه رفض الذهاب لزفاف شخص لم يتحدث معه من قبل سوى ' صباح الخير مساء الخير '..حينها لجأت فيتوريا لأمه فأخبرتها أن كوسي زوجها العزيز يعمل كثيرا في المطعم هذه الأيام ولا يرتاح وهي قبلت دعوة الزفاف حتى تمنحه فرصة كي يسترخي قليلا ..

أمه فور سماعها لذلك و لنبرة القلق و الإهتمام في صوت فيتوريا - التي يكرهها كثيرا- ريشي قررت أن تجبره على الذهاب مع زوجته و ترك دورية العشاء في المطعم الليلة ..

من كان يبدو مستمتعا بهذا أكثر من فيتوريا كان أخاه ديموس وهو يستلقي على الأريكة عاري الصدر يُري الجميع سمرة جسده من الشاطئ و يكاد يقسم أنه يلتقط صورا لكوسيمو و فيتوريا منذ قدومه كما لو يعتبرهما برنامجه المفضل..

الحقيقة أن كوسيمو و فيتوريا حاولا التمثيل على الكل أنهما ثنائي محب لكن فشلا في عدة مرات ببساطة لأنهما يستحيل أن يقضيا يومهما بسلام..

ولسبب ما لا أحد شك بهما بل كانوا يعتبرون جدالاتهما لطيفة..

لطيفة ؟ أين اللطف في ما تفعله فيتوريا الآن ؟ أين اللطف في أنها مرة أخرى عبثت بأدوات المطبخ و غيرت له محتوى كل علب البهارات لتخرب طعامه لهم..أين اللطف في أنه رمى عن طريق الخطأ كأس ماء فوق حاسوبها ..أين اللطف في أنه نزع هاتفها من الشاحن حين كانت تنام كي يظل دون شحن ويعطلها عن التصوير لساعات بعدها..أين اللطف في أنها دعست عليه وهو نائم تمثل أنها لم تره فقط بسبب أنه رمى قارورة عطرها المفضل أرضا يحطمها..

حقيقة أنهما ينامان في نفس الغرفة منذ قدوم عائلته لم تكن شيئا مهما لأنها ليست أول مرة..منذ سنوات وهما متزوجان و قد أتت عائلته و عائلتها أكثر من مرة فكانا ينامان في غرفته..هو على الأرض وهي على السرير و أحيانا العكس ..لم يكن يسمح لها بالتجاوز لأنه يعلم أنها شريرة و ستفعل له اسوأ لو تعامل معها بلطف لهذا قرر أن يكون عادلا و يرميا عملة معدنية كل ليلة ليريا من يفوز بالسرير و من ينام على الأرض قبل أمس نام هو على الأرض بعدما حطم عطرها فنهضت منتصف الليل ودعست عليه بقوة وعمدا ثم أخبرته أنها لم تره..

لم تره..هذه كانت حجتها..بكل طوله و حجمه و فراشه أرضا لم تره..

وطبعا أساليبها الشريرة هذه هي ما أوصلته بعد ساعتين ليقف قرب المرآة ينظر لبذلته الرمادية غير الرسمية التي سيرتديها في الزفاف ومع كل خطوة يقوم بها أثناء استعداده كان يتذمر أسفل أنفاسه من كل شيء و أهم شيء..فيتوريا..

الشيء الوحيد الذي كان يخفف عنه أن ديموس سيذهب للزفاف معهما لأنه لا يرفض بتاتا أي فرصة للإستمتاع بعلاقتهما أو بحفلة..

خرج كوسيمو من الغرفة أين كان يسمع صوت بوق سيارة ديموس وهو يستعجله ليخرج ففعل ذلك يقلب عينيه بملل ..

فتح باب المنزل يخرج وفورا أحرقته أشعة الشمس تدفعه ليغطي أعينه بيده..لماذا ؟ لأنه أيا كان جاره الأحمق هذا الذي قرر أن يرتكب أكبر خطأ في التاريخ و يتزوج..قرر فعلها في الغروب..يريد زواجا رومانسيا في الغروب و بالتالي الحفلة ستبدأ و الشمس لا تزال مشرقة في العصر..وحارقة جدا...

شَعرُ كوسيمو دوما يبدو لامعا في الشمس و رموشه تصبح باهتة أكثر مما يسمح لأعينه الزجاجية بأن تظهر في أفضل تدرج لونها..

" أكره هذا..أكره الزواج..أكره الجار الأحمق ذاك..و أكره أشعة الشمس.."

تذمر كوسيمو من هذا وهو يقترب من ديموس و فيتوريا اللذان يقفان أسفل الشمس ينتظرانه قرب السيارة و في حين وجد ديموس تذمره ممتعا و اعتياديا إلا أن فيتوريا رفعت حاجبها له تجيب..

" أنت حقا تكره كل شيء..."

" أكره كل البشر .."

"ماذا عني ؟.."

" أنتِ لستِ من البشر.."

ضحك ديموس وقتها وفورا حدق به كوسيمو بانزعاج كأنه يود ضربه لأنه ضحك على فيتوريا..

لا أحد يسخر منها غيره..

هو يستمتع بإزعاجها و صنع مقالب لها تغضبها لكنه لا يسمح لأحد غيره بفعل ذلك..الأمر خاص بهما فقط..

" هل هذه طريقة جديدة في إخباري أنه يجدر بي رفع مستوى إزعاجك..لأنك نجحت.."

كانت طريقتها في تهديده بأنها سترفع من مستوى شرها لو واصل فعل هذا لذا رفع حاجبه لها يدس أيديه في جيبه فاقتربت منه تضم يديها لصدره و انتبه لما كانت ترتديه..فستان زهري حريري..خصلاتها السوداء مموجة و أحمر شفاهها حيادي ثم نظرت له كأنها الشيطانة التي ستغويه لهلاكه..

وقتها لم يتحرك و سمح لها بالاقتراب ترفع إصبعها تمسح على سترته كأنها تمسح غبارا وهميا وقالت له شيئا لم يسمعه لأنه لا يركز..

شيئا يبدو كتهديد و فعلتها بابتسامة باردة كأنها سقتله و تشرب دمه لو لم يفعل أيا كان ما طلبته..لكنه متأكد أنه سيموت على يدها لأنه لم يسمع حرفا مما قالته..كان فقط يقف هناك مقابلها رموشه تنسدل و تتبع حركة شفاهها و أعينها و حتى إصبعها وهي تلمسه به ..

وكل ما فكر به أنه حتى الشمس الحارقة في أعينه لم تمنعه من رؤيتها بوضوح..

كان يراها و ليس شكلا فقط..هذا غريب و الشعور العنيف في صدره كان أغرب..

لذا لم يعرف ما يفعله سوى أنه فتح فمه و قال لها بنبرة خافتة :

" لا تبتسمي لي فيُخيل للناس أننا نحب بعض.."

الطريقة التي قالها بها الآن كانت مختلفة..كأنه يعلم أنه يكذب و ما يقوله هراء كلي..قالها وهو ينظر لها بطريقة تناقض ما لفظه توا..

و ردها كان أن ابتسمت كما تفعل كل مرة يخبرها ألا تبتسم..

ثم بعدها لمعت أعينها بعبث و بيدها دفعته من صدره تعود خطوات للخلف وهي تضع أعينها صوبه وشعر وقتها بملامحه ترتخي و بعبوسه يختفي..ثم فقط حين أعطته بظهرها تدخل للسيارة بمشيتها تلك وكعبها يصدر صوتا حينها فقط نقل أعينه لأخيه الذي كان يلعب بمفاتيح السيارة و يراقبهما بابتسامة كأنه يعرف شيئا لا يعرفانه..بل كأنه يرى شيئا لا يريانه..

وهذا فورا جعل نظرة كوسيمو الباردة تعود وهو يرمق أخاه من الأعلى للأسفل ببرود و يتجاوزه للسيارة..

.......


كان كوسيمو يتكأ بجانبه على البار وسط الشاطئ أين يتم تقديم شراب في حبات جوز الهند المزينة بزهرة..وبينما هو هناك كان يمرر أعينه على الحاضرين..لقد تم الزواج بالفعل عند الشاطئ وفي هذه العشية و الآن كان الضيوف يرقصون في الرمل وغروب الشمس خلفهم ينعكس على مياه البحر..

من بينهم كانت فيتوريا ترقص مع ثلاث فتيات وتضحك معهم كأنها تعرفهم جيدا و لن يستغرب لو كانت تعرفهم جيدا فهو لم يسبق أن رأى فتاة إجتماعية مثل زوجته..حتى أنها كانت تلتقط صورا معهم وتصور مقاطع فيديو ..ثم هناك أخوه ديموس يقف مع جماعة شباب ..ثلاثة رجال و بنتين و يتحدث معهم عن شيء ما ..ولعله وجد و أخيرا شخصا يفهم الإنجليزية..فهنا في جنوب قبرص إن لم تتقن اليونانية على الأقل أتقن الإنجليزية ..وديموس لم يعش مثل كوسيمو هنا في قبرص..ذيموس لا يزال في إيطاليا مع باقي عائلة فولك..

أعاد كوسيمو أعينه لفيتوريا فوجدها تحدق به..

وهو شيء فاجئه كونه رمش مرتين على التوالي حين وجدها تحدق به وسط الجموع الراقصة على الرمل كأنها لا ترى غيره..

الشمس و أثناء غروبها كانت تنعكس على عينيه فلوهلة لم ينظر بشكل جيد لذا غير وضعية وقوفه قليلا وهذه المرة حين أعاد أعينه لها وجدها تتحدث مع الفتاة ولا تنظر له..

هل كان يتخيل ؟..

" لو كنا نعلم أنك ستأتي لحفل زفاف في الشاطئ و الجو جميل هكدا فقط كي تظل في الزاوية صامتا لوحدك لما أجبرناك.."

صوت ديموس قربه جعله ينقل أعينه له ليجد أخاه يجلس في المقعد قربه بابتسامة بينما يطلب شرابا لنفسه والحقيقة أنه يبدو جد مستمتع بزفاف مماثل..

" أخبرتكم أنني لا أريد القدوم..لكن لا أعتقد أنكما تفهمان شيئا إسمه المساحة الشخصية.."

تمتم كوسيمو بهذا يدفع أخاه ليبتسم..

ديموس جد مستمتع بمعرفته أن أخاه الأكبر منه يملك شخصية معادية لكل شيء جميل بهذا القدر..هو يتذمر كثيرا ولا يجيد التعامل مع البشر فيبقي كل شيء لنفسه و ينعزل..لكن انتهى به الأمر ينجذب لفتاة معاكسة له تماما..

أصدر صوت هاتف كوسيمو رنينا خافتا دليلا أن إشعارا ما وصله ففتحه و وجده تنزيل جديد من حساب فيتوريا على الإنستغرام ...

كانت الشخص الوحيد الذي يتابعه و الذي يشغل تنبيه الإشعار خاصتها..لهذا كان من المنطقي أنه فتح الصورة التي نشرتها مع الأوائل جدا ..

كان منشور عدة صور..لها وهي أمام المرآة بعدما جهزت نفسها..للعصير الذي شربته في البار قبل الزفاف..لمشهد تقبيل العروس و العريس و البحر خلفهما..ثم مشهد لها وهي مع الفتيات معها يرقصن في الرمل..

أسفلها كتبت عبارة

 ' أجمل واحدة بعد العروس '

رؤية ذلك جعلت كوسيمو يبتسم و دون تفكير يضع إعجابا على الصورة..هي لم تقل أنها الأجمل بل الأجمل بعد العروس في الزفاف و التي نشرت صورتها و ذكرت إسم حسابها..رغم أنها الأجمل لكنها لم تقل ذلك..لأن ما تعلمه عن زوجته من متابعة حساباتها على مواقع التواصل أنها لا ترتفع بإسقاط أحد..

" أنت تبتسم..حقا تبتسم.."

قال ديموس هذا وهو يقترب منه بسرعة ليرى ما الذي جعله يبتسم لكن كوسيمو أغلق هاتفه فورا يدسه في جيبه و يرمق أخاه بنظرة لئيمة..

" لم أكن ابتسم.."

" بلى رأيتك.."

" أنت أعمى.."

" على الأقل أعمى بقلب.."

" هل يفترض أن أشعر بالإهانة ؟.."

تنهد ديموس يحتسي من شرابه في حبة جوز الهند و رؤية ذلك لسبب ما جعلت كوسيمو يبتسم لأن أخاه بدا أحمقا وهو يشرب من جوز الهند..

" لما لا تذهب و ترقص مع زوجتك دمت هنا ولا مفر.."

سأله ديموس مجددا..

" لما سأفعل شيئا غبيا كهذا ؟.."

" لأنك تريد ؟.."

" من قال أنني أريد الرقص معها ؟.."

" أنت تحدق بها ترقص منذ ساعات .."

" بالتأكيد لا.."

" كوسيمو اذهب و ارقص مع زوجتك.."

" لا.."

"لماذا ؟.."

" لأنني أكرهها.."

هنا ضحك ديموس كأنه سمع أفضل نكتة في حياته..

ضحك حقا و بكل جوارحه يعيد رأسه للخلف..يدفع كوسيمو لأن يقطب جبينه ..

" هل هذا مضحك ؟.."

" أجل..رؤيتك تقول أنك تكرهها كل مرة مضحك.."

" من الصعب تصديق ذلك ؟..أننا نكره بعض ؟.."

" أجل..لأنكما لا تكرهان بعض.."

" أنت لا تعرف شيئا.."

" حقا ؟..أخبرني إذن لماذا تكرهها ؟ ما الذي فعلته لك بشكل سيء جدا حتى تكرهها هكذا ؟.."

فتح كوسيمو فمه ليجيب فورا لكن لا كلمة خرجت..كل الكلمات علقت في حلقه وهو يحاول إيجاد السبب الحقيقي الذي دفعه لكرهها..

لما يكرهها ؟..من بدأ أول مقلب ؟ هل يكرهها حقا بسبب المقالب ؟ لأنه لا يتذكر أن هناك شيئا سيئا فعلته حقا ليكرهها...

لما لا يجد سببا مقنعا يقدمه لأخاه ؟..

لعل ديموس علم هذا لأن إبتسامة جانبية ظهرت على شفاهه وهو يقرب مقعده من كوسيمو كأنه هو الأكبر من أخيه و ليس العكس ثم تمتم له بهمس كما لو يخبره سرا لن يعلمه سواهما :

" أنت لم تكرهها حقا..أنت كرهت أنها أتتك في الوقت الخاطئ.."

انقبض فك كوسيمو يبعد عيونه الزرقاء عن وجه أخيه الأصغر..

أخاه الذي لم يتوقف بل تابع..

" فيتوريا هي نوعك المفضل بالضبط..ليست نقيضتك بل هي نوعك بالضبط..لكنها أتتك في الوقت الذي قررت فيه أنت أنك لن تحب و لن تتزوج و تركز على عملك..وأخي العزيز أنا كبرت معك و أعرف أنك تكره حين يخرب أحد خطة حياتك.."

أول يوم التقاها فيه في الجنازة..بعد أيام بالضبط من تقديمه وعدا لجدته وهي على فراش الموت أنه سيركز على العمل بعد دخول أخيه الأكبر للسجن و أنه لن يضيع وقته في أي شيء آخر..لا الحب و لا الزواج..

كوسيمو كان مهووسا بوضع جداول و العمل عليها ولو خرب له احد نظام حياته سيكرهه..كما كان يكره ديموس حين يبكي وهو صغير يرفض الذهاب للمدرسة و يظل والديهما معه ليقنعاه فيتعطل هو بسببه عن موعد ذهابه للصف في الوقت الملائم..

كما كان يكره أخاه الأكبر حين يتأخر في المساء فيتأخر الجميع عن تناول العشاء في انتظاره و يتخرب موعد كوسيمو في الدخول لفراشه على الساعة التاسعة بالضبط..

" تتذكر كيف أنك وقعت في الحب مرتين في حياتك ؟.."

سأل ديموس هذا بابتسامة بدت صادقة و لاتحمل العبث و المكر الذي حملته ابتسامته السابقة مما دفع كوسيمو لينظر له بصمت..

" الفتاة التي أتت لمنزلنا ضيفة مع عائلتها و كانت ترتدي الكثير من الخواتم الفضية في أصابعها و ثيابها سوداء بالكامل..في أول لقاء لها دافعت عنك ..أتذكر أنك نظرت لها بنظرة شخص وقع في الحب لأول مرة.."

لسبب ما رقت ملامح كوسيمو وهو يتذكر ذلك..كان في الحادية عشر من عمره..و لا يتذكر من الضيوف و لا حتى اسم تلك الفتاة لأنه عرفها لساعات فقط قبل أن تغادر مع عائلتها ولم يرها مجددا..

كانت حبه الأول...ليس حبا حقا لأنه لا يملك قصص حب فيعتبر تلك الفتاة حبه الأول..فتاة شجاعة جدا ولا تخشى أحدا..لم تهتم برأي الناس بها ولا لأنها ترتدي ثيابا حاكة جدا مقارنة بفتاة صغيرة ..لم تختر اللعب مع لوثاريو و لا ديموس الذي يبكي كثيرا بل اختارت اللعب معه هو...

الفتى الذي لا أحد يلعب معه..

" بعدها ثاني حب في حياتك ..تلك الفتاة التي تصبغ شعرها أزرقا هل تتذكرها..؟.."

ضحك ديموس للحظات يدفع كوسيمو ليبتسم وهو يتذكرها كذلك..

" تتذكر كيف كانت لا تحب سوى الاشخاص الذين يرتدون الأزرق لأنها تعتبره اللون الوحيد الذي يحمل الخير ؟ لا أعلم من أين أتت بتلك الفكرة لكنك مجددا محظوظ..يومها أنت فقط من كنت ترتدي قميصا أزرق .."

هذه المرة كانت ابتسامة كوسيمو صادقة وهو يرتخي في مقعده يحاول تذكر ذكريات الماضي الذي مر عليه أكثر من عشرين سنة..

لا يتذكر كل شيء عن تلك الفتاة لكنه يتذكر شعرها الطويل الذي صبغت خصلات منه بالأزرق..يتذكر الرياح كيف كانت تحركه و يتذكر كيف أنه كان يحب رائحتها التي تشبه رائحة بودرة الأطفال إن كان ذلك منطقيا..أتت مع أختها الكبرى وقتها و التقاها هو و عائلته في مدينة الملاهي..قضت كل اليوم معهم تلعب ..

تلعب معه هو بالذات ..كانت ملتصقة جدا به و يتذكر أنها كانت مضحكة و ممتعة..دوما تجد أفكارا جديدة للعب ولجعل كل شيء مضاعف المتعة..

ربت ديموس على كتف كوسيمو بابتسامة يجذب انتباهه يقول :

" ما أريد قوله أنه لطالما كان لك نوعا محددا في الفتيات ..أتذكر أن لوثاريو أخبر أمي و أبي ذات مرة حين فكرا بتزويجك من فتاة عائلة فاني الهادئة اللطيفة ..أخبرهم أنها ليست نوعك المفضل وعليهم أن يبحثوا عن نقيضها تماما.."

" لوثاريو قال ذلك ؟..."

" أجل..هو كان يعرف مثلما أعرف أنا ..أنك لا تحب فتاة منظمة منضبطة مثلك و لا فتاة محترمة خجولة هادئة...كل الفتيات من هذا النوع لم تكن تشعر بأي انجذاب نحوهن..فتاتين فقط حصلتا على اهتمامك..كلتاهما شجاعتان..جريئتان..ذكيتان و يرونك دون غيرك في وسط مليء بغيرك.."

توقف ديموس لثوان قبل أن يشير برأسه لفيتوريا في حلبة الرقص..

" زوجتك هي نوعك المفضل..أنت فقط تحتاج أن تتوقف عن إقناع نفسك أنك لا تملك الوقت لها.."


🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬


فصل آخر لطيف 🙊❤

ديموس وتدخلاته اللطيفة 😭✨

آمل أن يكون الفصل قد أعجبكم نلتقي في القادم بحول الله ✨❤

أحبكم يا رفاق جميعا وحدا بواحد ✨❤

Continue Reading

You'll Also Like

15.2K 1.8K 11
" إمّا أنَا أو ألعَابُك الإلِكترُونِيةُ السَخيفّة يَابنَ تِشوي! " ♪ تِشوِي بُومقِيو. • مُكتَملة. • فُصولٌ قَصيرة. • مِن نَسجِ أنَامِلي. • لَا تَمدُ ل...
333 53 14
في جزيرة نائيه [ بوفيجليا ] ليكن هذا أسمها لا أحد بها ، لكن هل تعتقدون أنها قد هُجِرت لأجل الطاعون ؟! كم البشر اغبياء !! "هل تميزينني بالفعل الآن...
122K 5.2K 6
ثم مرت العاصفة، تراكم الحطام و مضى المارة في طريقهم ، تحرك الزمن حاملاً معه ما حدث، انطفأت الشموع على القبور، جفت المياه و لكن الأرض لم تزهر، حملت جس...
7.2M 354K 71
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...