Part 04 : هدنة مؤقتة

27.6K 4K 1.2K
                                    


كيف تطلب موتك ؟

أزرق كنجوم ليل تسيل من السقف ..

.........................................................................................................................................

كوسيمو خرج من غرفته قرابة منتصف الليل يغلق الباب خلفه و في يده دفتره و قلم ينوي الخروج للشاطئ و يحاول تصميم هندسة طبق جديدة و التفكير في وصفات مختلفة للصيف..

الجو كان يصبح أجمل في الليل عند الشاطئ وهو ليس من هواة الشمس كثيرا و لا يحب أن يحترق أسفلها لذا أفضل وقت عنده لينزل للرمل هو الليل..

و سبب أنه لم ينم للآن كان ببساطة أنه عاجز عن ذلك ..

غدا لديه مقابلة مع مجلة مهمة للطبخ و سيقومون بالتقاط الصور في مطبخه و إجراء المقابلة معه ..لهذا المطعم سيكون مغلقا طوال اليوم و جاهزا للكاميرات..

كان يوما مهما بالنسبة له بل انتظره طويلا لأن جهوده بدأت تثمر و أخيرا و هناك أشخاص حقا صاروا مهتمين بما يقدمه..

لم تكن أول مقابلة له أو أول مقالة عنه و عن مطعمه لكنه لا يزال يعامل كل مقالة و مقابلة بذات الأهمية..لا يستطيع النوم ليلة قبلها و يصيبه هوس لساعات قبلها كي يرتب كل شيء و يجعله مثاليا..كل شيء جاهز وما سيقوم بطهيه غدا أمام عدسات كاميرا المجلة كان جاهزا في ذهنه و يستطيع إعداده مغمض الأعين لكن مع ذلك لا يستطيع النوم براحة..

أثناء توجهه للخارج مر بالرواق الذي يقود لغرفة فيتوريا و فور رؤيته لبابها المفتوح زم شفتيه ..

هذه الأيام هو يرفع راية الإستسلام لأن بعد حركتها الأخيرة في دعوة عائلته قرر أن يتراجع عن المقالب قليلا كي لا تأتي بفكرة أخرى أسوأ لتفعلها أمام العائلة.. فقرر التراجع حتى تغادر عائلته و يعودا للوضع الطبيعي..

حين أراد العبور من غرفتها توقف فجأة مكانه لما استمع لصوت صادر من الداخل..

صوت بكاء خافت جعله يتجمد مكانه للحظات..

اقترب كوسيمو من الباب المفتوح جزئيا و أطل برأسه ليتفقدها و يتفقد مصدر البكاء..

ما وجده وقتها جعله متجمدا مكانه لفترة بينما يمسك الباب بيده خشية إصدار صوت..

كانت فيتوريا تجلس على سريرها في الظلام تقابل الشرفة المفتوحة التي تطل على البحر و تبكي بينما تضم أقدامها لصدرها مرتدية ثياب نومها..

قول أن كوسيمو منصدم لا تعبر حقا عما يشعر به بالقدر الكافي..

طوال سنوات زواجه من هذه المرأة لم يرها تبكي يوما..بل لم يتخيلها تبكي يوما ..كل ما كان يفكر به و كل ما يتبادر لدهنه حين يذكر أحد ما اسمها كان ضحكتها الشريرة و ابتسامتها العبثية كأنها غير قادرة على فعل أي شيء سوى الإثنين..كأنها تملك مزاج العبث و الشر فقط..

سقوط تاج فولكOnde as histórias ganham vida. Descobre agora