Part 05: ليس من الملايين

25.8K 3.7K 953
                                    


لا تتكبر أيها الليل..

أنا مثلك أملك قمرا ...

..........................................................................................................................................

حمل كوسيمو آخر أطباق ..واحد له و الآخر لفيتوريا ثم خرج من المطبخ للطاولة الكبيرة التي تم نصبها ليجتمع عليها أفراد عائلته..

كان والده يضحك على حديث بينه و بين زوج عمته..بينما أمه تناقش إبنة عمه التي في سن الرابعة عشر حيال مشروع مدرسي لها ..زوجة عمه كانت تملك قطة سمينة بنية و كسولة جدا لدرجة أنها بالكاد تسير على الأرض و هناك دوما شخصا يحملها كأنها رضيع وهذا جعل كوسيمو يجعد أنفه لرؤيتهم يُجلسونها على مقعد في الطاولة فوق الوسائد و يضعون لها طعاما في الصحن كأنها بشر مثلهم على الطاولة تأكل معهم..

بينما هو كل ما كان يفكر به أن تلك القطة السمينة ستترك فرائها في كل زاوية في منزله و طوال الأيام القادمة..

لهذا بحث بأعينه عن نينا و آنا وحين رآهما تسكبان الماء و الشراب للعائلة حدق بهما يشير للقطة و فورا أومأت نينا تفهم طلبه..

كان يطلب منها ألا تسمح للقطة بدخول غرفته أو المطبخ ..

بعدها فقط جلس مكانه براحة يمرر أعينه الزجاجية الباردة على الجميع..

والديه..عمه و عمتيه مع أزواجهن و أولادهن..القطة السمينة و أخوه الأصغر ديموس يحتسي من شرابه بينما يجلس باسترخاء و غير رسمية يضحك مع شيء في هاتفه..

من كان غائبا هي فيتوريا و أخوه الأكبر لوثاريو..ليس لأنه لم يرد القدوم بل لأنه في السجن..

مسح كوسيمو على فكه حين تذكر وضعه و نقل أعينه لأخيه الأصغر الذي يجلس على يمينه و بالأصغر هو لا يعني فتى صغيرا بل هو شاب في السادسة والعشرين..كان يملك خصلات بنية داكنة و أعين زرقاء لا يمكنك معرفة أنها زرقاء سوى حين تقف قربه فمن بعيد تبدو سوداء أو بنية..

كوسيمو في الحقيقة وحده من كان أشقرا في إخوته لأنه ورث شقاره من جدته و الأعين الزرقاء من والديه و لم يكن شكله هو الإختلاف الوحيد بين عائلته..

بينما أخوه الأصغر هو الإجتماعي و الأكثر تحدثا و استمتاعا بحياته...الأكبر قصة خاصة مختلفة..ثم هناك كوسيمو الذي يراه الجميع باردا لأن تعابيره دوما ثابتة ولا يتحدث في التجمعات العائلية..هو الشخص الصامت وسط الضجيج دوما و تقريبا إنطوائي..

لا شيء في الحقيقة يدفعه لكسر شخصيته هذه سوى زوجته الشريرة لأنه يفقد صوابه معها و يقوم بأمور لم يكن ليفعلها من قبل..

أما الآن فهو كما يعرفه الجميع..بارد و صامت حتى ينسى الكل أنه موجود أصلا و الدليل أنه هو من يستضيفهم وهو من طبخ الطعام لكن لا أحد كان ينظر له أو ينتبه لوجوده و أنه عاد من المطبخ ليجلس معهم..كانوا يضحكون و يتناولون الطعام و يمررون الأطباق بين بعض وهو فقط جالس هناك بينهم..

سقوط تاج فولكWo Geschichten leben. Entdecke jetzt