Part 09 : من السطح فقط

18.3K 2.9K 672
                                    

لا أريد أن أضيء كنجمة كي تراني..

أريدك أن تراني في أشد حالات إنطفائي..

................................................................................................................................................

تنهد ديموس وهو يدعك على المنطقة بين عينيه بتعب بينما يرى كوسيمو و فيتوريا يتشاجران في الشاطئ..

كان يبعد عنهما بعدة أمتار ولم يكن يعرف ما موضوع شجارهما لكنه رأى شخصا يأتي و يغادر و رآهما يتناقشان بعد مغادرته..نقاش تطور لحديث حاد ثم لأصوات مرتفعة و الآن هما يصرخان على بعضهما كالمجانين بأمور لم يسمعها جيدا لكنه يعرف أنها أمور سيئة..

كلاهما يملكان نفس طريقة التعامل مع الأمور..لا أحد منهما هادئ حقا كلاهما يملكان غضبا جاهز داخلهما دوما ..غضب هما مستعدان لإخراجه على بعض بالطريقة الوحيدة التي يعرفانها ..على بعض..

كان يبدو أن كوسيمو هو الغاضب و فيتوريا حين حاولت جعله يفهم وجهة نظرها ولم يفعل غضبت منه كذلك..

تنهد ديموس مرة أخرى لما رأى أخاه يغادر الشاطئ يترك فيتوريا تحدق بظهره بغضب..

لم ينتبها له بتاتا بل على الأغلب نسيا أنه كان يسير خلفهما و أنه فور رؤيته لشجارهما أنهى مكالمته الهاتفية و توقف مكانه..

لهذا حدق بأخيه ثم بفيتوريا الواقفة لوحدها على الشاطئ و التي فجأة تبخر كل غضبها و غطت أعينها بيديها ..في البداية اعتقدها تفعل ذلك للتخفيف من غضبها لكن بعدها انتبه هو لكون كتفيها يهتزان و جسدها يرتجف فرمش بتفاجئ ..

لقد كانت تبكي..

فيتوريا كانت تبكي بسبب شجارها مع أخيه حتى أنها مسحت دموعها و جلست على الرمال تقابل البحر المظلم تتابع بكائها و تحاول فاشلة مسح دموعها لكنها لا تملك شيئا تمسح به فهي لا تحمل أغراضها معها وذلك زاد من حنقها و من بكائها..

ديموس لم يفكر مرتين..يعرف من يحتاجه في هذه اللحظة وحتما ليس أخاه بل زوجة أخيه..

لهذ اقترب منها فورا دون مماطلة و نزع سترته يضعها على أقدامها لتغطيتها بسبب ارتفاع فستانها القصير..على حركته رفعت هي رأسها بفزع لكنها أطلقت نفسا لما رأته هو..ثم سرعان ما حاولت إبعاد وجهها عنه كي لا يرى أنها تبكي..

جلس ديموس على الرمل جانبها يقابل البحر ايضا و رفض النظر لها إن كان ذلك سيُشعرها بالراحة..

ظلت صامتة لفترة تتوقف عن البكاء لكن دموعها كانت تنزل بهدوء و تمسحها هي بأصابعها بسرعة كي لا ينتبه رغم أنه رأى كل شيء..

" هل تودين التحدث ؟.."

" لا.. أنا بخير.."

قالتها فأومأ لها واكتفى بالجلوس قربها لمواساتها وليشاهدا الأمواج ترتطم بالشاطئ حتى تهدأ و تشعر أنها بخير و يمكنها المغادرة..

سقوط تاج فولكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن