سقوط تاج فولك

By _ibriz_

457K 58K 17.7K

حين التقاها أول مرة مات شخص ما.. حين تزوجها نشب حريق يومها.. حين خفق قلبه من أجلها سقط نجم من السماء حرفيا.. ... More

The Triad Saga
Part 01 : السالب و السالب
Part 02 : السعادة للخدم
Part 03 : كوسي مومو
Part 05: ليس من الملايين
Part 06: واحد من الملايين
Part 07: وقت خاطئ للحب
Part 08 : مساحة جيوبه
Part 09 : من السطح فقط
Part 10 : الفتى الذي لا يريده أحد
Part 11 : نصف قلبه دافئ
Part 12 : وقع نجم من السماء
الخاتمة

Part 04 : هدنة مؤقتة

27.9K 4K 1.2K
By _ibriz_


كيف تطلب موتك ؟

أزرق كنجوم ليل تسيل من السقف ..

.........................................................................................................................................

كوسيمو خرج من غرفته قرابة منتصف الليل يغلق الباب خلفه و في يده دفتره و قلم ينوي الخروج للشاطئ و يحاول تصميم هندسة طبق جديدة و التفكير في وصفات مختلفة للصيف..

الجو كان يصبح أجمل في الليل عند الشاطئ وهو ليس من هواة الشمس كثيرا و لا يحب أن يحترق أسفلها لذا أفضل وقت عنده لينزل للرمل هو الليل..

و سبب أنه لم ينم للآن كان ببساطة أنه عاجز عن ذلك ..

غدا لديه مقابلة مع مجلة مهمة للطبخ و سيقومون بالتقاط الصور في مطبخه و إجراء المقابلة معه ..لهذا المطعم سيكون مغلقا طوال اليوم و جاهزا للكاميرات..

كان يوما مهما بالنسبة له بل انتظره طويلا لأن جهوده بدأت تثمر و أخيرا و هناك أشخاص حقا صاروا مهتمين بما يقدمه..

لم تكن أول مقابلة له أو أول مقالة عنه و عن مطعمه لكنه لا يزال يعامل كل مقالة و مقابلة بذات الأهمية..لا يستطيع النوم ليلة قبلها و يصيبه هوس لساعات قبلها كي يرتب كل شيء و يجعله مثاليا..كل شيء جاهز وما سيقوم بطهيه غدا أمام عدسات كاميرا المجلة كان جاهزا في ذهنه و يستطيع إعداده مغمض الأعين لكن مع ذلك لا يستطيع النوم براحة..

أثناء توجهه للخارج مر بالرواق الذي يقود لغرفة فيتوريا و فور رؤيته لبابها المفتوح زم شفتيه ..

هذه الأيام هو يرفع راية الإستسلام لأن بعد حركتها الأخيرة في دعوة عائلته قرر أن يتراجع عن المقالب قليلا كي لا تأتي بفكرة أخرى أسوأ لتفعلها أمام العائلة.. فقرر التراجع حتى تغادر عائلته و يعودا للوضع الطبيعي..

حين أراد العبور من غرفتها توقف فجأة مكانه لما استمع لصوت صادر من الداخل..

صوت بكاء خافت جعله يتجمد مكانه للحظات..

اقترب كوسيمو من الباب المفتوح جزئيا و أطل برأسه ليتفقدها و يتفقد مصدر البكاء..

ما وجده وقتها جعله متجمدا مكانه لفترة بينما يمسك الباب بيده خشية إصدار صوت..

كانت فيتوريا تجلس على سريرها في الظلام تقابل الشرفة المفتوحة التي تطل على البحر و تبكي بينما تضم أقدامها لصدرها مرتدية ثياب نومها..

قول أن كوسيمو منصدم لا تعبر حقا عما يشعر به بالقدر الكافي..

طوال سنوات زواجه من هذه المرأة لم يرها تبكي يوما..بل لم يتخيلها تبكي يوما ..كل ما كان يفكر به و كل ما يتبادر لدهنه حين يذكر أحد ما اسمها كان ضحكتها الشريرة و ابتسامتها العبثية كأنها غير قادرة على فعل أي شيء سوى الإثنين..كأنها تملك مزاج العبث و الشر فقط..

البكاء كن شيئا نسي أنه يحدث للبشر..و حذفه من لائحة الممكن حدوثه لفيتوريا ريشي ..

لكن الآن كان يراه و يسمعه..يرى اهتزاز جسدها من البكاء و يسمع شهقاتها المكتومة الخافتة..

لسبب ما لم يستطع أن يغادر..لم يستطع أن يعود خطوة للخلف يترك الباب كما وجده و يمثل أنه لم ير شيئا..لم يستطع أن يتجاهلها هي و بكائها الذي أزعجه بشكل لم يتصوره..

لهذا فعل عكس كل ذلك و تقدم يدفع الباب يفتحه و على صوت خطواته انتبهت له فالتفتت للباب بسرعة كأنها لم تتوقع أن يكون أحد غيرها مستيقظ في المنزل..

حين وقعت أعينها الدامعة عليه واقفا هناك في الظلام عند عتبة بابها و كأن شيئا ما داخلها انفجر ..كأن رؤيتها لشخص ما مستيقظا في هذا الوقت ليشاركها حزنها جعلها تتوقف عن الإختباء في البكاء ففعلت عكس ما كانت تفعله و بدل أن تبكي بخفوت و تكتم شهقتها..حين رأته هناك أمامها انفجرت بكاء و بصوتها..

اتسعت أعينه أكثر حين رأى ذلك و لم يشعر بنفسه سوى يتحرك سريعا مقتربا منها يجلس قربها على السرير ..

" هل أنتِ مريضة ؟ هل نذهب للمستشفى؟.."

" لا.."

أجابته وسط بكائها بينما تسمح دموعها بأيديها ..

" هل مات شخص تعرفينه ؟.."

" لا.."

" تلقيتِ مكالمة سيئة من أفراد عائلتك ؟.."

" لا..."

" ما الذي يحدث إذن لما تبكين ؟.."

حين سألها هذا مسحت دموعها و صدرها يهتز بشهقات مكتومة كأنها طفلة صغيرة حتى وجهها محمر و أعينها كذلك..ثم بيدها التي تحمل منديلا ورقيا أشارت له لشيء في الأرض..

فورا انتقلت أعينه الزرقاء لذلك يتفقده ليجده صندوق طرد مزقته هي بيديها سريعا لترى محتواه كما تفعل دوما مع كل طرد يأتيها و تمزقه بوحشية..الفرق فقط أنه توقع أن يجد شيئا سيئا هو السبب في بكائها..لكن ما وجده يتوسط الطرد كان شيئا مغايرا تماما..

كان الدرع الذهبي من اليوتيوب لوصولها مليون مشترك في قناتها..

ظل كوسيمو يحملق بذلك الدرع الذهبي كأنه ينتظر منه أن ينطق و يتحدث يخبره عن لما زوجته تبكي بهذه الطريقة السيئة منتصف الليل بسببه ..

" تبكين لأنك حصلت على هذا ؟ ألا يفترض أن يكون إنجازا و شيئا رائعا ؟.."

سأل كوسيمو و هو يعيد أعينه لفيتوريا و لا يعلم لما سؤاله جعلها تنفجر بالبكاء مجددا وهذه المرة حرفيا لم يعرف ما الذي يجدر به فعله ..مد يده يرفعها ينوي التربيت على ظهرها لكنه سحبها في آخر لحظة لما التفتت له وهي تحمل هاتفها هذا المرة تريه شيئا آخر..

" حين أردتُ فتح حسابي لمشاركة خبر حصولي على الدرع أنظر ماذا وجدت.."

قالت له وسط بكائها بينما تمسح أعينها الدامعة بطريقة جعلت قلبه ينقبض لسبب غريب..

و انقبض قلبه أكثر لما أخذ هاتفها من يدها و رأى ما تعرضه عليه..

حسابها على الإنستغرام و الذي يحتوي على أكثر من سبعة ملايين متابع قد تم اختراقه ..

حتى هو كوسيمو الشيف الذي لا يهتم بمواقع التواصل الإجتماعي و لا يهتم بما تفعله أو تنشره زوجته عليها انصدم وهو يرى هذا..

لأن الأمر لم يكن مجرد حساب بل هو تعبها لأكثر من عشر سنوات..شيء تعبت عليه و على إنشاءه منذ أن كانت في التاسعة عشر..هذا هو عملها وهو الآن كان ينظر لشاشة تظهر فشلها في استعادة حسابها كأنه يراها تفقد عملها..شغفها ..حلمها و مسار حياتها كل في هذه الشاشة الواحدة..

رفع أعينه المتفاجئة نحوها و حين رأت تعبيره عادت للبكاء مجددا كما لو كانت حقيقة أن كوسيمو البارد أيضا منصدم من هذا جعلت خسارتها تبدو أسوأ بكثير لأنه حتى هو يراها كذلك...

لكن هذه المرة حين كانت جالسة قربه تبكي بطريقة سيئة في وقت متأخر في الليل عاجزة عن الاتصال بأحد وعاجزة عن الإستيعاب أصلا لما يحدث لها وعاجزة عن معرفة ممن ستطلب المساعدة حينها وجد نفسه يقترب منها أكثر وهذه المرة دون تردد رفع ذراعه ولفها حولها من الخلف..

لما شعرت به يمنحها عناقا جانبيا تجمدت مكانها لثوان قبل أن ترفع أعينها له تنظر صوبه بحدقيتاها الدامعة ثم أطلقت نفسا متثاقلا و اقتربت منه تضع رأسها على كتفه و تتابع بكائها تسمح لذراعه حولها أن تشاركها ألمها..

هناك في غرفتها المظلمة و بينما ينظران للبحر من الشرفة كانت هي تبكي لأكثر من نصف ساعة و ظل هو هناك دون حراك و دون حديث ..فقط يعانقها و يسمح لها بالبكاء على صدره و كتفه و غمر ثيابه بدموعها..

ثم من حين لآخر كان يمرر لها منديلا كي تمسح به أنفها و أعينها..

قد لا يفهم لغتها و قد لا يستطيع ترجمة شغفها لكنه يعلم أن الحزن لا يحتاج لغة و لا ترجمة لنتشاركه مع أحد..الكتف كان الكتاب الذي يعلمنا تجاوز الحزن أحيانا..

......


في الصباح الباكر حين كان كوسيمو نائما في سريره و الهواء المحمل برائحة الرمل و البحر يدخل لغرفته من الشرفة المفتوحة..

سمع فجأة صوت باب غرفته يُفتح بقوة و بعنف و صوت فيتوريا تصرخ بحماس و سعادة ..

" كوسي مومو...استيقظ استيقظ.."

تذمر كوسيمو بانزعاج وهو يسحب الغطاء ليغطي رأسه من نور الشمس و من صوتها لكنها منعته لما فجأة شعر بسريره يتحرك بقوة و يهتز..ففتح عينا واحدة لينظر لها و لم يتفاجئ لما رآها فوق سريره بأقدامها تقفز فيه بسعادة كالأطفال لتوقظه من نومه..

" هلا تتوقفين عن هذا..تعلمين أن لدي مقابلة اليوم و أحتاج السلم و الهدوء ..توقفي فيتوريا.."

ضحكت هي و أخيرا تتوقف عن القفز في سريره قبل أن تجلس ترتمي على السرير قربه تراه ينقلب على ظهره و أخيرا يدعك أعينه و شعره الأشقر مبعثر على جبينه..

" لقد عاد..لقد عاد..."

لم ينظر لها وهو منشغل بالبحث عن هاتفه ليرى الساعة بأعين نصف مفتوحة..

" من عاد؟.."

" حسابي..لقد عاد ..استعدته.."

توقفت يد كوسيمو على هاتفه قبل أن يفتح الشاشة أصلا و وقتها التفت لها فورا..

" عاد ؟ حقا ؟ عاد بشكل جدي ؟.."

" أجل ..أعلم حتى أنا متفاجئة..هناك بعض المنشورات التي انحذفت وخسرت آلاف متابعين لكنه عاد وقمتُ بتأمينه مرة أخرى.."

فور أن أخبرته بهذا وقفت من سريرها فجأة بنفس الحماس و السعادة وهي تطير بل تحلق نحو الباب لتغادر من غرفته كأنها أتت لتنقل الخبر السعيد له فحسب..خصوصا بعد ليلة أمس من بكائها المرهق..ورغم أن جفونها لا تزال محمرة و وجهها كان خاليا من مساحيق التجميل كليا كعادتها في المنزل إلا أن سعادتها غطت على كل شيء آخر..

و بينما هو هناك على سريره نصف مستيقظ رآها تتوقف عند باب غرفته تلتفت له بابتسامة :

" أعلم أنه يوم مقابلتك..أنا لم أنس..لهذا سأحضر الإفطار اليوم.."

" لا تقومي بإعداد أي شيء به ب..."

" أعلم أعلم..سأطبخ ما تريده.."

وهذا جعله يخرس فورا..

فيتوريا لم تكن طباخة ممتازة لكنها لم تكن طباخة سيئة أيضا..كانت عادية و وصفاتها عادية ككل الناس لكنه يؤمن أن عيشها معه جعلها تتعلم بعض الأمور لأنها صارت تلاحظ ما يضعه هو في الطعام و ما يغيره و يضيفه ليجعل اي طبق بسيط أفضل..ومع السنوات صار بإمكانها أن تجهز إفطارا يمكنه تناوله براحة..

على الأقل الساعات التي قضتها في المطبخ تتجول و تراقبه و تزعجه أثناء طهيه للطعام أتت بثمارها و أخيرا..

لكن حين غادرت هي من غرفته تغلق الباب خلفها كليا و تتركه لوحده..

حينها فقط تنهد هو براحة و لوهلة ظهرت على شفاهه ابتسامة خافتة لم يرها أحد لأن لا أحد غيره..إبتسامة سرية من كوسيمو فولك المغرور و الذي لسبب ما في يوم مهم كهذا و الذي يفترض به أن يكون متوترا..لم يتوتر بتاتا...

.............


أنهى كوسيمو غسل أيديه و كان يجففها في مطبخه حين سمع صوت الصحفي ..

" حسنا شيف نحن جاهزون للمباشرة بعد خمسة دقائق ..هل أنت مستعد ؟.."

أومأ كوسيمو له بينما يلقي نظرة أخيرة على مطبخه ..

كانت هناك الكثير من الكاميرات و معدات التصوير و الإضاءة و الأسلاك في كل مكان..هناك حوالي سبعة أشخاص من طاقم التصوير للمجلة بالإضافة له و للصحفي الذي سيطرح الأسئلة و يحظى بحوار معه..

المقابلة طبعا ستكون كتابية و ليست صوتا و صورة..كل ما سينشرونه هو صورة له و لمطعمه رفقة الأطباق التي حضرها لهم اليوم ليصوروها ثم الأسئلة و الأجوبة الخاصة به..

مر كوسيمو بين المعدات و الأسلاك في الأرض يمسح على خصلاته الشقراء و يمنح إيماءة رسمية لكل فرد من الطاقم ممن كانوا يقدمون له عبارات مثل ' عمل جيد شيف ' ' الأداء كان مذهلا ' الصور تبدو مثالية ' ' أحسنت عملا اليوم '..

كلها تعامل معها برسمية وهو يتوجه للمقعد الذي يضعه فوقه أغراضه و سحب دفتره الذي يسجل فيه كل ما يخطر على باله من أفكار وصفات أو تصميم طبق جديد ..أخرجه ينوي كتابة فكرة جديدة طرأت على ذهنه وهو يطبخ اليوم منغمسا أسفل أنوار الإضاءة..طبق استوحاه من عالم الإضاءة..طبق يشبه عالم المشاهير..لامع و مثالي لكنه ملطخ..

فتح دفتره و قبل أن يفتح الصفحة سقط على الأرض شيء من الدفتر فنظر له و انحنى ليحمله..

ما سقط كان ورقة بها الكثير من قبلات أحمر الشفاه و أسفلها عبارة

' كل قبلاتي لليوم وضعتها هنا..لن يحظى بها غيرك للأسف '

ورافق ذلك رسم تعبيري لوجه حزين..

فورا لمعت أعينه كأنه يدرك من وضع هذا هنا..

لأنها أفعال فيتوريا و لأنه أحمر شفاهها المفضل و لأنها وحدها من ستقول هذا كأن العالم يشعر بالخسارة اليوم لفقدانهم كل قبلاتها التي ضيعتها على الورق هنا ترسلها له..

لذا قلب الورقة و رأى من الخلف عبارة واحدة بدت صادقة أكثر من الأولى التي أتت بعبث..

العبارة كانت :

' بالتوفيق لك..أبهرهم بغبائك..أقصد بمهارتك '

ثم ما حدث بعدها أن كوسيمو فولك ضحك وسط جدية ورسمية الوضع حوله..

🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬


فصل لطيف أليس كذلك ؟ استمتعت به كثيرا حين كتبته وكنت أبتسم طوال الوقت 🥺✨

نلتقي الفصل القادم بحول الله ✨❤

أحبكم يا رفاق جميعا واحدا بواحد 🙊❤

Continue Reading

You'll Also Like

2.1K 97 12
خالد عمره 17 سنه دمر حياته بنفسه فقد أهله وأصدقائه... وارتكب خطيئه غير قانونيه مع منظمه لا تعرف رحمه كيف سيكون مصيره؟ عدد البارت: غير معروف تصنيف: شر...
548K 49.3K 11
في كل فيلم مكسيكي هناك ضجة تحدث في حفلات الزفاف تجعل المُشاهد يتحرك في مقعده عدة مرات من حماس ما يجري..خصوصا عندما يختطف البطل حبيبته من زفافها في مش...
ROBOT By Ü

Fanfiction

28.7K 2.6K 18
. لو أن الروبوتات نَطقتْ لصاحت -أطفِئوني- . ابتدت 10\3\2018 انتهت 21\8\2021 الساعة 10:10
562K 50K 61
«نحن المراهقون الذين دفعوا ثمن خطايا الأسبقين، نحن الآثمون من نسير نحو جهنم مع ابتسامة فخورة.» ماذا تعرف آمور لاكونا عن الحب؟ أنه مجرد اسم آخر يعبر ع...