يانجمٍ وهج في حلّة سهيل

By jwuiri

1M 37K 6K

روايتي الرابعة " مستمرة " كُتبت بواسطة : الجُّود بِنت آل مطّلق 🤎 More

« التعريف »
« ١ »
« ٢ »
« ٣ »
« ٤ »
« ٥ »
« ٦ »
« ٧ »
« ٨ »
« ٩ »
« ١٠ »
« ١١ »
« ١٢ »
« ١٣ »
« ١٤ »
« ١٥ »
« ١٦ »
« ١٧ »
« ١٨ »
« ١٩ »
« ٢٠ »
« ٢١ »
« ٢٢ »
« ٢٣ »
« ٢٤ »
« ٢٥ »
« ٢٦ »
« ٢٧ »
« ٢٨ »
« ٢٩ »
« ٣٠ »
« ٣١ »
« ٣٢ »
« ٣٣ »
« ٣٤ »
« ٣٥ »
« ٣٦ »
« ٣٨ »
« ٣٩ »
« ٤٠ »
« ٤١ »
« ٤٢ »

« ٣٧ »

21.6K 826 169
By jwuiri

زفر من حقيقة كلام مروان المرّه وتنحنح ينطق بحدة : ولد أختها معنا يا ولد عمي ماني مختلي بها !
عطاه ظهره يرجع لداخل المستشفى متلهف لشوفتها ، ينفطر فؤاده كل ما تذكر عدد إتصالاتها ورسايلها ، جات السعودية وما كان هو اللي يستقبلها ، تنحنح يضّبط ثوبه وشماغه بلل شفايفه يتقدم لعزيز اللي واقف عند الإستقبال ، ألتفت على نجم اللي نطق : وش العلم وين العرب ؟
عزيز : دخلت مكتبها تشيك على كم شغله قبل نطلع وتراها ما تدري إنك فيه
هزّ نجم رأسه بالإيجاب ينطق : أنشهد اللي حصل قاطع فؤادي
زفر عزيز ينطق بحدة : ولا أنا عاجبني لعب الشيبان فينا تصدق وش جدي يقول لي
نجم : أجلطني
عزيز : يبيني أخذ بنت عمك نايف
توسعت عيونه بصدمة ينطق : تمزح !
زفر عزيز بسخرية ينطق : يا ليت
نجم : وبتأخذها ؟
عزيز : شوف البنت ما عليه قصور وبنت حسب ونسب ويشرفني لكن أخاف من قصص الزواج والعقود الباطلة والظاهر إنها لعنه عندكم يا آل جراح
ضحك بسخرية وكمل عزيز ينطق : ما أقصد حاجه لكن بعد سالفتك أنت وشجاع معاد صرت أضمن حـ..
قاطعه نجم يخبط على كتفه وينطق : ما تنلام والله وعسى ربي يعوضنا خير
عزيز : وش ناوي عليه
زفر نجم يمسح جسر خشمه وينطق : ما في بالي شيء حاليًا ومشغول والله
عزيز : سلامات عسى ما عندكم خلاف ؟
نجم : لا بالله ندور على النجس اللي أحرق حلالنا
طارت عيون عزيز بصدمة ينطق : إيش !؟
ألتفت على كيانها اللي خرج من المكتب ، تمشي بثبات وبخطوات رزينه ، لابسه اللابكوت الأبيض تبرز هويتها وعملها ، أفخم الشناط تصاحب ذراعها ، شالت الكمام عن حسن وجهها بحكم الوقت المتأخر ، زفرت تدور بشنطتها وتنطق : عزيز أخذت جوالي ؟
ألتفت عزيز عليها ينطق : لا وين حطيتيه آخر مره
رفعت رأسها وأنقطع نفسها من شافته خلف عزيز ، ومن دون ما تطول تفكيرها رمت بأغراضها تنتثر أشيائها على الأرض تركض له ، أختفى صوت عزيز وأنطفى العالم حولها وما بقى إلا حضوره ، ترك معكازه يسحبها لحضّنه ، حاوطت رقبته تطيح عقاله عند رجولها وتشّد عليه وهو بدوره ما كان مقصر لو يشّد عليها شوي دخلت بضلوعه ، تنحنح عزيز يصدّ عنهم ويتوجه لأغراضها يشيلها ويجمعها لها ، شهقت تبكي من فرط شوقها له ، تخبط كتفه تعاتبه بدون كلام ، أستنشق عبيرها يغمض عيونه وينشر أنفاسه الدافية على رقبتها ، بينما كانت تضربه كان هو يمسح على ظهرها من باب الاعتذار ، كسرت بداخله ألف ضلع من شهقت في حضّنه ، ما كان يتألم من ضرباتها كثر ما تألم من بكائها ، شتم نفسه ألف وتسعين مره كيف قوى ما يرد عليها ، كيف ما هرب لأعلى الجبال لأجل ياصلها بمراسيله ومكالماته ، كيف قدر يقعد بمكان خالي تمامًا من الإرسال وهو يدري إنها تتصل عليه ، كيف ما عاود الإتصال وألف كيف تدور برأسه من الحسرة ، لكن هان كل شيء من شافها تركض له ، بادرت رغم زعلها والعتاب اللي يقطن داخلها ، بدت حضّنه عن كل شيء وجاته متلهفه ولو عليه من الذنوب جبال ما بيردّها عنه ، طبع شفايفه على رقبتها يقبّلها برقه ، يرسل فراشات لأسفل قدميها ، عضّت شفايفها بخجل تنطق بربكة : كذا تراضي الزعلان حضرة العقيد ؟
أبتسم بوسع ثغره من سمع صوتها ، فزّت من حسّت بأسنانه على رقبتها تضحك بصدمة ، تركت أكتافه لكنه عصاها يتشبث بخاصرتها ، زفرت تتأمل وجهه وتنطق : أنت بخير ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : إلا فوق الغمام يا عذبة الأطباع
عبّست بملامحها تنطق : ليه ما جيت المطار وليه ما ترد على جوالك ؟
نجم : مشغول جعل يومي الأول
مسكت ذراعه تنطق بهدوء نبرتها : عمرك طويل
أبتسم على جنب ينطق : وأنتي معي وبين رمشي وعيني يا شيخة العمر والسنين وحسنة المقام والقوام ، آمين
تقدم يقبّل جبينها وينطق بهمس : الكاميرات ما تسجل صح ؟
ضحكت بصدمة من سؤاله المفاجئ تنطق : للأسف تسجل
زفر قدام وجهها يكشّر وينطق : عزّ الله أنفضحنا عند عمي
ضحكت بعلّو صوتها تنطق : وين المشكلة خلهم يشوفون قد إيش ولدهم رومانسي
نجم : لا واللي يسلمك أنتي تكفيني
ألتفتت على جهة أغراضها وأبتسمت من ما لقت شيء ، الأكيد إن عزيز أخذها لسيارته وقاعد يحتريها برا ، لفّت له تنطق : نجم متى ناوي تتقدم لي مره ثانية ؟
بعد اللي حصل بينهم وبعد ما تأكد بمقامه في قلبها نطق بكل جدية وهو صامل بكلامه : بكره جهزي نفسك
توسعت عيونها بصدمة تنطق : منجدك ؟!
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : بجهز كل شيء في شهر وين تبين العرس يكون ؟
غطت ثغرها بصدمة ، عيونها تتلألأ وهي تسمع كلامه عن زواجهم المنتظر تسمح لمطر عيونها ينهمر ، أبتسم من ردة فعلها اللي آخذت قلبه ينطق : ‏ترشّين الماء على الرمضى وخلّك ظامي قدامك خافي الله !
ضحكت وسط دموعها تحتضّن ظهره ، أبتسم يمسح على ظهرها وينطق : شرايك بالحلّة ؟
هزّت رأسها بالإيجاب ، المكان خيال وجنة بين الكثبان الرملية على بُعده لكن مستحيل تلقى مثله ، رفعت عيونها له تنطق بهدوء نبرتها : طبعًا وبين النخيل والبيوت الشعبية والعقود حاجه من الخيال !
حطّت بداخله هدف ودافع قوي يخلص ويجدد المكان بأقل من شهر ، ردة فعلها هذي حرام تروح هباء ، لو بيده لأجل فرحتها يقلبّ المكان فوق تحت ويطلعه بأبهى حلّة ، آشر بأصبعه على خشمه ينطق : على هالخشم زهبوا عماركم أنا جايكم بكره والمهر جاهز
ضحكت تضرب صدره وتنطق : ما عطيتني أول مره أكيد بيكون جاهز
ضحك نجم بسخرية ينطق : كنت دارس الموضوع يا حضرة الدكتورة ما جاء التأخير من فراغ !
أبتسمت تقبّل وجنته لكن ردة فعل نجم غدرت فيها ، صدمته من قربت له لأجل كذا لفّ يبي يشوف وجهها ، توسعت عيونها بصدمة من لامست طرف شاربه بثغرها وسرعان ما أبتعدت عنه تركض للمخرج ، تلوح له بيدها وأبتسم بخفه ينطق : جايك بكره يا عذب الطباع
انحنى بهدوء يمسك عكازته ويأخذ عقاله ، أبتسم ينطق بصدمة : انحنى لها القلب والجاه
وقف يتوجه للمخرج خلفها ، يشوفها وهي تركب سيارة عزيز ، ركبت تقفل الباب وتنطق بربكة : مشينا ؟
ضحك عزيز من ربكتها الواضحه من صوتها ينطق : حاضر
مشى عزيز وألتفتت للخلف تشوفه يخرج من المستشفى ، عقاله على رأسه والشماغ يحتضّن كتفه ، عضّت شفايفها تصدّ عنه وتنطق بحماس شديد : بيجي بكره
أبتسم عزيز ينطق : بالله عليك ؟
هزّت رأسها بالإيجاب وكمل عزيز ينطق : وش ناويه تقولين للجماعة
عدّلت جلستها تربط حزامها وتنطق بصرامة : خلاص مصخت السالفة بوقف بوجه أي شخص يوقف في طريقنا !
عزيز : عاش رأسك يا خالتي وأنا وراك أضربي فيهم ولا تسميّن
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : عساني ما أخلا لكن لا تقول خالتي وش هالرسمية
ضحك عزيز يضرب رأسها وينطق : أنتي ما ينفع معك اللي يحترمك تحبين اللي يخنقك
ضحكت بصدمة تضربه دبل قوة ضربته وتنطق : المصيبة إنك البسه اللي أحب خناقها !
توسعت عيونه بصدمة ينطق : عيب عيب أحترمي إني أكبر
وهج : والله لو تموت ما تلاقي مني إحترام لو إنك أكبر بعشرين سنة هذي أمك أكبر مني ولا أحترمها
ضحك بصدمة يصدّ عنها ويركز بالطريق للقصر ، زفرت تفكر وش ينتظرهم بكره ووش ممكن يصير ، عضّت شفايفها تستودع ربها نفسها ، تضّم إسمه للدعاء وتقسم له منه ، غمضت عيونها تزفر التوتر اللي بداخلها ، لازم تكون قوية لأنه صمل وكان جاد بكلامه وما تبي تخذله أبدًا لو يوقفون كلهم بوجهها ..
« بخط الحلّة ، موتر نجم »
رفع حاجبة يلاحظ إبتسامات نجم المشكوك فيها ، تنحنح ينطق بجدية : ماشاءالله وش مأخرك !
ألتفت نجم عليه ينطق : الأهل
توسعت عيونه بصدمة من ردّها نجم فيه ينطق : وش صفيت عليه أنت والأهل ؟
نجم : بتقدم لها بكره
مروان : وكيف بتقنع سهيل ؟
نجم : ما بقنعه
ميّل مروان رأسه بعدم فهم ينطق : شلون ؟
زفر نجم ينطق بهدوء نبرته : سهيل معاد فيه حيل بيجي بدون نقاش ولا حتى صوت وأبوي أمره بسيط
مروان : أجل تبشر بمن يعزز لك وأنا ولد عمك
نجم : ترد الجمايل ؟
أبتسم مروان من تذكر كيف قام نجم على عقد قرآنه بغرور وما قصر في شيء ينطق بحدة : أحتزم أقول والله ما يصير إلا اللي يطيّب خاطرك يا أبو رماح !
أبتسم بخفه يخبط كتفه وينطق : بعدي والله وبإذن الله
دعس الدواسة يشّق الخط راجع لبيوت الشايب هزاع ..
« بيت هزاع آل جراح »
جالس بالدكة الخارجية ينتظر أي إتصال عن هوية المجرم ، خرج نجم متشمر ووجهه يملأه الماء ، الواضح إنه متوضئ لكن الوقت ما هو وقت صلاة ، ألتفت على ولده ينطق : أنتبه من الهواء لا يلفّ وجهك الغرق !
سحب شماغه يدفن وجهه فيه ينشفه ، توسعت عيونه بصدمة من شم ريحتها فيه ، زفر يستغفر ويهمس بـ : يالله طلبتك تغفر الذنب
كبر يصلي على التراب بجانب أبوه يقوم الليل ، هو يدري إنه سوى ذنب ولازم يطلب المغفرة من ربه ، أنتهى من صلاته يستغفر على بمكانه يرفع عيونه على أبوه من نطق : والله إنك مسوي حاجه أعرفك
تنحنح يوقف ويرفع معكازه ، ألتفت على رماح ينطق : الوقت تأخر وأنت هنا ما جاك النوم ؟
رماح : بعلمك بس علمني وش أنت مسوي
بلل شفايفه ينطق بنبرة صادقه :
أن كان حبي لها هو أعظم خطاياي
‏ما قلت يا نفسي عن حبها توبي

‏هي أجمل خطاي و آخر حدود دنياي
‏و أصدق معاذيري و أطهر ذنوبي
-
ضحك رماح يخبط كتفه وينطق : عز الله ما عيّنا خير
أبتسم بخفه ينطق : مصلي وعسى الله يغفر الذنب ولا يحرمني منه
صدّ رماح يضحك من الحُب اللي أهلك ولده وما قصر في بنته ، لكن لطالما كان صوت رماح عالي على نجد ، لكنه ما يقوى على نجم ، ما يقدر يحرمه من شيء هو يبغاه ، ألتفت على نجم اللي نطق بهدوء نبرته : تخاويني
رماح : وين يا أبوك ؟
نجم : نخطب فيها
رماح : من نظرتك يا أبوك ظنتي ما فيها رفض
رفع نجم أكتافه وأبتسم رماح ينطق : نخطبها ليه ما نخطبها
أبتسم يقبّل جبين أبوه وينطق : لا عدمتك يا تاج رأسي
مسح على ظهر ولده ينطق : بكلم جدك لا تقوله شيء وقوم ريح لك شوي ورانا يوم طويل وبنأخذ أمك وأختك معنا الله لا يبيح اللي حدّنا على الصندقه ذي
ألتفت نجم على البيت الصغير ، الواضح إنهم يتزاحمون بالداخل لأجل يعيشون ، مثل ما هو يتزاحم مع عيال عمه وأعمامه وسهيل في المجلس ، رجع نظره على أبوه ينطق : ما علمتني وش مسهرك ؟
رماح : الحريق يا نجم من بعده ما أهنى النوم
نجم : جاك خبر من التحقيق ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق بحدة : لكن بيجي وإذا جاء بحرق اللي سبب لنا هالشقى وبذوقه مرارة أفعاله !
زفر نجم يخبط كتف أبوه وينطق : ما أحدٍ مقصر فيه لكن قوم أرتاح ولا والله ما أقوم
أبتسم رماح يحاوط بذراعه كتف ولده ويمشي معه ، أبتسم نجم يلتفت على أبوه من نطق : وش وقع رجلك ؟
نجم : والله عادها توجعني لكن أخف بكثير ومأجورين بإذن الواحد الأحد
رماح : بإذن الله وراجع أقوى يا بِكر رماح !
دخلوا للمجلس وكل واحد فيهم خذا الزاوية اللي ينام فيها ، انسدح نجم يسحب شماغه ويتلطم فيه ، أبتسم يستنشق عطرها لحّد ما غفى وكل تفكيره فيها وفي حضّنها ، غارق في تفاصيلها وفي عطرها الأخاذ ..
« مركز آل حمد »
بعد محاولات عدة قدر معيض يمسك الخط مع اللواء الركن كايد ولد عم عوض ، تنحنح ينطق : الو ؟
أبتسم عوض ينطق : ولد عمي
ميّز صوت عوض يصحصح وينطق : هلا مرحبا عسى ماشر عندكم ؟
عوض : لا والله على ما تحبّ وأنت ان شاءالله ما صحيتك
كايد : لا يارجل ما بيننا آمرني
عوض : أول مره أدق عليك يا ولد عمي وأبغى فزعتك أبغاك تخارجني من سالفة صارت
رفع كايد حاجبة بدهشة ينطق : ماهي أول مره يا عوض لكن وش علمك ؟
تنحنح عوض متفشل من رد كايد ينطق بحدة : أنت معي ولا ضدي ؟!
زفر كايد يرفع صوته وينطق بحدة : يا رجال أنا متزوج ومخلّف ما بقعد دايم أحل لك مشاكلك وراي وظيفة ورتبة وأنت قاعد تهدد منصبي !
وقف عوض يقفل السبيكر ويخرج من المكان ، خلفه رجاله مصدومين أول مره واحد يخاطب عوض بهالنبرة غير الشيخ حازم طبعًا ، سحب أحد الكراسي القديمة يجلس عليها وينطق بجدية : وعد إنها آخر مره لكن وقف معي
مسح كايد وجهه ينطق بغضّب : وش مهبب بعد ؟
عوض : تعرف آل جراح ؟
من إسمهم أنتفض كايد ، من ما يعرف آل جراح ، لهم أسمهم وصيتهم بصدور المجالس قبل أنفس الرجال ، هزّ رأسه بالإيجاب يدّعي إن عوض يشوفه ينطق : الله الله
عوض : تعرف حلّة سهيل ؟
كايد : ايه بالله أعرفها وأعرفها زين أخلص !
عوض : متهمني واحد من الجماعة إني محرقها !
طارت عيون كايد بصدمة يوقف على رجوله ويخرج من غرفة النوم ، قفل الباب وراه ينطق بحدة : منجدك الحلّة أحترقت !؟
عوض : والله ما عندي علم هذاني في الشمال لكن واحدٍ الله لا يبارك فيه حطها في رأسي ودامك حول آل جراح وتعرفهم علمهم إني جبت رأس اللي أحرقها ولا أبغى منهم شيء ولا تقول لهم إسمي حتى !
مسك كايد لحيته ينطق بصدمة : لا حول ولا قوة إلا بالله ومن يكون ؟
عوض : مدري ناسي إسمه بس لقبه آل ساير
كايد : كأني أعرفه ما تذكر شيء ثاني ؟
نطق عوض بنبرة زائفه : مدري تركي أو مترك
شابّ شعر كايد فوق الشيّب ، الدنيا قامت بين آل ساير وآل جراح ، هو يدري بالسالفة اللي بين الشيبان وأغلب قبايل المحل يدرون عنها ، لأجل كذا ما شكّ ذرة وحده في مصداقية كلام عوض أو كذبه ، تنحنح من نطق عوض بتساؤل : ان شاءالله إنك عرفته ؟
كايد : ايه ايه خلاص أعتبر موضوعك منتهي بكلم نجم بكره وأعلمهم
أبتسم عوض بإنتصار ينطق : بارك الله فيك وما قصرت يا ولد عمي وسامحني على الإزعاج لكن تعرف والله إني ارتعت روعه ومحد بلايمني
كايد : أبشر وفالوجود دايم يا ولد العم لكن أبغى اسألك شيء قبل أقفل منك
زفر عوض يبعد الجوال عنه ويهمس بـ : ياليل مطولك
رجع الجوال ينطق : معك معك آمرني
كايد : من اللي أتهمك قلت لي من الجماعة صح ؟
شّد عوض على جواله ينطق : الو ما أسمعك يا ولد روح في إرسال !
توسعت عيون كايد مستنكر رد عوض ينطق : الو تسمعني ؟
ركض عوض يبتعد عن المكان متوجه صوب الرمال ، وبحكم إنقطاع الإرسال أنتهت المكالمة بأقل الخسائر ، أبتسم يرجع للمركز الأرضي يسكر الباب وراه ، جلس وألتفت على معيض اللي ينتظر كلمته وأبتسم ينطق : حليتها وأنا ولد عُبود !
صرخ معيض وصرخوا الرجال يحتفلون ، أنهى حياة أنثى في أوائل الأربعينات ، أحرق الخضار ودمر الحياة في الحلّة وأتهم أحد كبار الشيوخ في الرياض ، والآن قاعد يحتفل بعد ما لاذ بالفرار من كل تهمة موجهة ضده ..
« قصر مترك ، غرفة وهج »
عجز يدخل النوم عيونها من فرط التفكير ، ألتفتت على الباب اللي أنفتح ومن بعده دخول أمير للغرفة ، فتح ذراعينه ينطق بإبتسامته اللي عهدتها وهج : بابا رجعتي ؟
رفعت ظهرها تعدّل جلستها ، ما قامت لأبوها لأنها مستوجعه من آخر مره ركضت لحضّنه ، زفر أمير من فهم ردة الفعل من طرف صغيرته يتوجه لفراشها ، انحنى أمير يقبّل رأس بنته ومن باب الاحترام وفتح أبواب الرزق والتوفيق اللي هي تحتاجه بيوم غد وقفت تمنع أبوها وبدورها رفعت نفسها تقبّل جبين أبوها وتنطق : ايوه جيت يا بابا أنتم متى وصلتوا ؟
أبتسم أمير يجلس بجانب بنته يمسح على شعرها وينطق بهدوء نبرته : جينا بدري أخبارك كيف الدوام ؟
وهج : بخير ، متعب بس حمدلله بأجره ان شاءالله
أمير : ان شاءالله ليش ما أنتي نايمه ؟
وهج : مشغول بالي شوي ، وأنت ؟
أمير : مشغول بالي معك يا بابا ، أبغى أعتذر لك من كل شيء سويته وأوعدك ما أتدخل ثاني بقراراتك واللي تبينه سويه بس أهم شيء أنتي مستخيره وهالشيء يرضي الله ثم والديك
تنحنح تبعد عن حضّنه تقابل وجهه ، رجعت شعرها خلف أذنها تنطق : نجم جاي اليوم يخطبني منك مره ثانيه
توسعت عيونه بصدمة ، توقع كل شيء إلا إن الموال يتكرر لكنه ما قوى يقول شيء وهو واعدها ، إذا هي مبسوطه وتبيه فهو مبسوط لها وبيوافق ، أبتسم يقبّل جبينها وينطق : الساعة المباركة يا بابا أجل ما بطول عليك ونامي يا عروسه
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أحبك
أبتسم من وسع إبتسامها ينطق بسخرية : أكثر ويا حظنا بهالنجم دامه يخلي الإبتسامات من الإذن للإذن !
ضحكت بخجل وأبتسم أمير يوقف وينطق : نامي وأنا بكلم جدك لا تفاتحينه بشيء تمام ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : أبشر ومره أحبك !
ضحك يعطيها ظهره وينطق : أنا بعد هيا نامي
خرج من عندها وصرخت بحماسة تدفن وجهها في مخدتها ، أنتهى الجزء الصعب وبقى السهل ، أقتنع أمير وجاها ناوي يعتذر وأطرى على نجم ، بس هذي أسباب كافيه تخليها سعيدة جدًا ، تنام سعيدة وجّل تفكيرها على بكره وأحداثه الحلوه ..
« بيت هزاع آل جراح ، العصر »
جميع من في المكان مستنفرين لسببين كل واحد فيهم أهم من اللي قبله ، ملكة نجم للمرة الثانية على حبيبة قلبه الأولى والأخيرة وخروج شجاع من المستشفى بعد إنقطاع دام أسبوعين تقريبًا ، خرج نجم مستعجل يسكر كبك معصمه الأيمن بصعوبة ، ضحكت نجد تتقدم له وتساعده ، ثبت نفسه مع معكازه ينطق بهمس : كيف شكلي ؟
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : زين يا نجم سماي
أبتسم من نطقت باللقب اللي أطلقه عليها وقت كانوا صغار ، هي ديار نجد بعيونه وهو نجوم السماء بعيونها ، سحب رأسها يقبّله وينطق : الزين زين عيونك يا نجد العذيّه !
تقدم يسلم على جبين أبوه اللي فتح البشت ينثره على أكتاف بِكره ، سلم على خشمه ينطق : عريس بالأوله والتاليه يا أبوك
أبتسم ينطق بهدوء نبرته : مالك لوا نفداك هي الأولى والأخيرة
ضحكوا أعمامه وبدأوا يسخرون منه ، ضحك مسلط ينطق : كلنا قلنا مثل كلامك لكن..
قاطعته سهام من نطقت بحدة : بدال الهرج الفاضي اللي من غير أفعال تعال وشوف ولدك جاء !
ضحك نجم بسخرية ينطق : جبت الهروج لعمرك ، مشينا ؟
وقف سهيل ينطق بحدة : أصبر يا شمايل !
هرولت لجدها توقف بجانبه ، ألتفت عليها ينطق : جبتي اللي وصيتك عليه ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : أمسكه
مدّت الخاتم لجدها ومشى لنجم يوقف قدامه ، ألتفت على جده اللي نطق : عساه عرس الدهر يا نجم سهيل !
رفع نفسه يقبّل كتف حفيده اللي فزّ لجده يطيح معكازه وجزء بشته من كتفه الأيسر ، قبّل كتف سهيل وجبينه ينطق بحدة صوته : وأنت حاضر يا أبو رماح !
تقدم منيف يرفع بشت نجم وعكازته ، ألتفت على ولد عمه ينطق : لا هنت يا أبو نايف
أبتسم منيف ينطق : ولا هان مغليك
مدّ سهيل ذراعه يسحب كف نجم الأيمن ، يلبسه أغلى الخواتم بالنسبة لعائلة آل جراح ، يشّد على كفه وينطق : ما بطول عليك يا ولدي سلم على عضيدك
ألتفت بصدمة على صوت طلق النيران من سيارة مروان ، نزل شجاع من الموتر يمشي بهدوء على أقدامه ، السلاح على كتفه والطلقات تعانق وسع السماء ، تدوي طرب بأذان رجال آل جراح الواقفين وتدب الهيبة بصدور حريمهم ، أبتسمت بوسع ثغرها من خلف برقعها من لمحته ، متغير ايه نعم لكن ما زال يثير شعورها ويلعبّه ، عضّت شفايفها تخفي نفسها خلف أسيل اللي ضحكت بفرحة من زغرطوا حريمهم ، قبل عدة أيام كانوا مكسورين أشكالهم محزنه والكلام اللي طلع في حقهم ما يناسب مقامهم وهذا السبب اللي خلاّ سهيل يوقف من فراشه ، تقدم شجاع يسلم على نجم اللي أرتفع صوته وهو يرحبّ فيه ، أبتسم سهيل ينطق بعلّو صوته : بالأمس ضايقه صدورنا واليوم من سعتها تاصل للنجم وتعانق سماه !
أطلق شجاع وهتفوا الرجال من شدة إعجابهم بكلام شيخهم ، ألتفت شجاع على أسيل اللي نطقت : وأنا مالي نصيب من سلامك ؟
أبتسم يتقدم لها وسرعان ما أندهش من الواقفه خلفها ، مجرد ثواني لكنها كافيه إنها تنتشله من أرضه وترميه بغير أرض ، صدّت عنه بخجل تتبع خطوات أبوها لسيارته ، كانت عينه عليها لحّد ما ركبت ، غافل تمامًا عن أخته اللي تنشده عن حاله ، أبعدته تنطق بصدمة : شجاع يا أخوي خوفتني شفيك ما تتكلم ؟
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : هاه ؟
زفرت تستغفر وتنطق بهدوء نبرتها : أمش بس
ركبت الجمس مع منيف وألتفت شجاع على سيارة مروان يشوف غرور بجانبه ، زفر يفتح الباب ويركب بجانب منيف ، قفلت شمايل الباب الخلفي تنطق : مشينا
حرك منيف خلف أهله يتوسطون الخط متوجهين لقصور آل ساير بمُنتصف العاصمة ، يسيرون بطريق واحد خلف بعضهم البعض ، مسيرة ضخمه وموكب يناسب العقيد وآل جراح جميع ، الأغاني والفرحة تضج من سياراتهم وسبق وأرسل سهيل الدعوة على جميع معارفه ، بيحتفل بحفيده الأغلى في أفخم الأماكن ، قصر ولد عمته ونسايبه ..
« قصر مترك ، قبيل أذان المغرب »
واقف بجانب أمير ينتظرون حضورهم اللي كانوا على مشارف الوصول ، دخلت سيارات آل جراح وأبتسم أمير ينطق : صار الوقت اللي يرجع فيه الشمل يا والدي أبتسم وخلّ ومشي الليلة !
زفر مترك يرفع صوته ويرحبّ بآل جراح اللي بدورهم أقبلوا على صفوف آل ساير وأنسابهم آل صارم ، أرتفعت أصوات الرجال ينشدون زامل ترحيب في آل جراح :

يا مرحبا باللي لهم أحتمي عند اللزوم
‏وأتحيزم وأحتزم لا لحق راسي كلف

‏عيال عمي من يجيهم مقدر ومحشوم
‏عندهم للطيب مقعد وللقيمه ملف

‏أرحبوا ترحيب قرمٍ يرحب في قروم
‏لا حلفنا على الكرامه شيخم قام يحلف
-
رفعوا أسلحتهم يرمون في السماء ، ترحيب في ضيفانهم وجماعتهم ، صفّوا رجال آل جراح يردون على زامل آل ساير وآل صارم يقولون :

البقى عداد من شاف الثمينة والثميني
‏والسمينة يا الساير مالها إلا رجالها

‏المطيّة لاتجيب أسمها ماهي بالمعيني
‏والنجوم العالية ما ندّلها غير من وهجها
-
تداخلت الصفوف ببعضها وأرتفع صوت حبّ الخشوم ، وقف مترك مقابل سهيل ، يستذكرون جميع ما حصل بينهم ، لحظة وأقدموا لبعضهم ، فتح ذراعه لخوي دربه الطويل ، شّد مترك على ظهر سهيل يهّل مزونه ، وتلألأت مدامع سهيل كأنها بريق أفخم الجواهر ، كانت ليلة عظيمة ، بدأت المعازف والطبول ، إرتفعت السيوف وتداخلت البشوت بأذرع رجالها ، أبعد عن مترك يحبّ خشمه وبالمثل فزّ مترك يحبّ خشم سهيل ، صافحه ينطق بحدة :

‏يا مترك جددت العهد مع مساريك
‏لي عنك وعن حكاويك ومسراك مدّه !
-
شّد على كف سهيل ينطق بحدة صوته :

حنا تربينا على العهد ونصونه زين يا سهيل
ويا مرحبا يا رفيقٍ عساني ما أفقد زولّه !
-
تعانقت أذرعهم يدخلون مع صفوف الرجال ، يرقصون على دفَ الطبول وأعذب الألحان ، يتمايلون مع دقات العرضة النجدية ، أبتسم عزيز بفرحة ينطق : خش يا عريس !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : معكازي ما تبيّن لك ؟
ضحكوا الشباب وأبتسم عجلان ينطق : أخش بدالك
توسط عجلان الصفوف يقابله جمال ويلاعبّه بالسيف ، أرتفعت أصوات الرجال أثناء اللعبّ بالسيوف ، أنتشوا في ليلة من أسعد الليالي ، تحت أنظار الحسودين يلعبّون ، يبينون للجميع إنه وإن حصل وطاحوا يرجعون أقوى عن اللي عهدوهم عليه ، رفع عيونه من بين البشوت والسيوف اللي تعانق السماء على شباكها ، أبتسم يصدّ من ما لقاها يصبر عمره ويشغل نفسه في اللعبّ والطرب ..
« بالجهة الأخرى ، شرفة وهج »
كانت فاتحه باب الشرفة لأجل تسترق السمع بأحسن صوره ، ثابته لأجل تنهي ليلى آخر لمساتها بشعر وهج ومن أنتهت فزّت على الطبول ، توسعت عيون ليلى تتمسك فيها وتنطق بحدة : هيه أنتي لا يكون نسيتي إنه زرقاء اليمامة ؟!
ضحكت بصدمة تنطق : معليك بكون حريصة هالمره
زفرت ليلى تنطق : ما يحتاج تكونين حريصة يكفيني تلبسين فستانك وتنزلين معي لأن الضيوف وصلوا !
ميّلت شفايفها بعدم رِضى تنطق : بس بلمحه
طارت عيون ليلى بصدمة تنطق : مشفوحة أنتي خليك ثقيلة شوي لا تخليني أنهار !
زفرت تسحب كفها من ذراع ليلى وتنطق : خلاص تفضلي بلا مطرود أبغى ألبس
ضحكت ليلى بسخرية تنطق : حياتي مشيها على غيري فجأة تقفل الباب بالمفتاح وتركض للشرفة وبعدين ألبسي قدامي عشان أربط لك خيوط فستانك من وراء يا عبيطه !
تنحنحت من فشلت خطتها تنطق : شفيك تحسبيني بتقطع لو ما شفته يلعبّ ؟
رفعت ليلى حاجبها تنطق بسخرية : هذا اللي واضح لي عزيزتي
طلعت لسانها تغيضّ ليلى وتنطق بحسرة : أصلاً مصاب يا ذكيه
سحبت فستانها على ضحكات ليلى خلفها ، رفعت عيونها على الشرفة وأصوات الطبول اللي أبت توقف في هالليلة ، لو ما أرتفعت أصوات المساجد معلنة دخول وقت صلاة المغرب ما وقف دفَ الطبل ، لبست فستانها وتقدمت ليلى تربط خيوطه من الخلف ، تزيّنت بفستان أوف وايت بفتحة ظهر واسعة تغطيها خيوط من الكريستال ، بمكياج خفيف أبرزت فيه ملامحها بطريقة مختلفة
...
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🤎
- تستوقف هنا ونوافيكم بعد العيد ، إستغلوا الأيام الفضيلة بالدعاء والقيام ولا تنسوني من دعواتكم ، ودعواتكم لعمي بالرحمة 🙏🏻 -

Continue Reading

You'll Also Like

2.1M 48.3K 71
الروايه من قلمي اتمنى تعجبكم ❤️
418K 31.8K 13
عَالم مظلم مغمور بالغموض حكاية خطت ورُسمت بالوان الغموض والخفية سَنشاهد التقاء روحين للتصدي للماضي الأليم والمواجهة مع التحديات الجادية هل ستجد ال...
151K 2.8K 19
حسابي انستا تعالوا التنزيل فيه كل يوم @ rwevj
493K 9.8K 40
مكملين الأحداث أنستا " rwiloq