البارت العاشر
كالاتيا
بقلمى فاتن على
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
تعود هاميس إلى المنزل بمزاج سئ عقب لقاؤها بأدهم حيث شعرت أنها جرحته
كان المنزل مصمم بتصميم رائع من الخارج وكغيره من منازل البلدة يحاط بحديقة من أشجار الفاكهة اللذيذة والشهية والتى تتخللها الأزهار برائحتها الخلابة وأوانها الجميلة
كان سطح المنزل يكسوه طبقة لامعه تحول أشعة الشمس إلى طاقة كهربية تنير بها المنازل
فور دلوفها تجد. سالى مازالت على حالتها منذ أمس هائمة شاردة تنسج الأحلام التى لا يعلم أحد طبيعتها لتبتسم هاميس على هيأتها تلك لتردف بتهكم
-هى الحالة لسة شغالة من إمبارح....لسه هيمانه على نفسك
تدلف ليلى عقب سماعها كلمات هاميس تلك حيث أن ليلى تمضى معهم معظم الوقت حتى المساء
تتطلع ليلى بشقاوة نحو سالى لتردف
-ممكن أعرف بقى إيه الحكاية..... من إمبارح مسهمة كده ومش عجبانى
تطلق سالى تنهيدة رقيقة وهى تحتضن الوسادة لتردد بهيام
-أقولكم إيه والا أوصفلكم إزاى... طول بعرض وعيونه سحرتنى وصوته... كل حاجة.... اللى عاوزة أعرفه ده حقيقة والا خيال
تضحك الفتيات على حالتها تلك حيث إنضمت لها سلمى هى الأخرى لتقوم سالى بإلقاء الوسادة عليهم بغضب فتقترب منها سلمى تحتضنها تردد بحنان
- خلاص متزعليش يا سالى.... المشكلة إنك أوفر أوى
تقوم سالى بدفعها بعيدا عنها لتردد بغضب
-ماشى يا سلمى وأنا اللى بقول إنتى اللى هتفهمينى وهتحسى بيا
تطلق سلمى ضحكاتها لتردد من بين ضحكاتها
- معلشى خيبت ظنك بقى
تجلس هاميس على أحد المقاعد شاردة لتقترب منها ليلى تسألها بإهتمام
- مالك يا هيمو سرحانة فى إيه
تغمض هاميس عيونها لتطلق تنهيدة طويلة وهى تردد بألم
-فى اللى إحنا فيه.... حاسة إن مكتوب علينا منرجعشى تانى مصر ونتحبس طول عمرنا فى المنفى ده
تجلس ليلى على أحد المقاعد واضعه كفها هلى وجنتها وتفر دمعه من عيونها لتردد بألم
-أخويا وحشنى أوى.... يا ترى عامل إيه...... أكيد زعلان علينا أوى يارب صبر قلبه
تطلق هاميس زفيرا قويا هى الأخرى
- زمان بابا وأخواتى قلبهم حزين بسببى.... والله ما كان قصدى.... أنا اللى غبية عشان أهرب وجعت قلوب أعز الناس على قلبى
هنا تنهض سالى لتخطو خطوات مترددة لتجلس هى الأخرى بجوار هاميس لتردد بألم
-تصدقوا أنا بحسدكم.... عارفين إن فيه ناس هتزعل عليكم... أنا بقى لا أعرف هما هيزعلوا والا الموضوع مش فارق معاهم.... حتى لو ماما زعلت شوية عمى عطية هيزعق شوية ويقولهم مش عاوز نكد طبعا ماما هترمى الزعل أهم حاجة رضى عمى عشان الميراث اللى واكله عمى ومذلولين عشانه
هنا تقف سلمى فى النافذة الخاصة بالغرفة تحاول أن تتمالك أمامهم وفجأة تردد ودموعها تنهمر
-أنا بقى متأكدة إن محدش هيلاحظ غيابى.... الكل بيفكر فى نفسه وبيته... لا وأهم حاجة محدش غريب يدخل البيت ده وياخد حاجة منه وده ليه عشان ده شقى وتعب أبونا
تشعر، ليلى أن الأمور تفاقمت وتحولت لمأساه لتنهض وهى تمسح دموعها لتردد بمرح
-بقولكم إيه هتقلبوها دموع ليه..... خلللينا فى المهم عاوزين نعرف مين ده اللى شاغل بال الأستاذة
إستطاعت بكلماتها أن تخرجهم من تلك الحالة لتسدد لهم بعض الضربات لينقلب الأمر إلى ضحكات صاخبة
✨✨✨✨✨✨✨✨
لم تستطيع الصمود فهى تعلم والدها جيدا فلن يكتفى بإيذاؤها فقط بل سيؤذى والدتها وإخواتها لعلمه أن ذلك يؤلمها
بدلت ملابسها وخرجت لإستقبال ذلك العريس لتصدر شهقة مكتومة عقب رؤيتها له ليشير لها خفية أن تصمت لتصمت على مضض منها وفى داخلها تسب وتلعن ذلك الخائن حتى تحول وجهها إلى جمرة من النيران من شدة الغضب
كان الحديث يدور من حولها لتظل هى شاردة فى ذلك الشخص المتقدم لخطبتها حتى فاض بها الكيل وهى تسمعه يردد
-لو سمحت يا عمى ممكن أتكلم مع الآنسة جيلان شوية وبعدها هسيبها تاخد قرارها
كادت أن ترفض لولا أنها رأت نظرات والدها المحذرة لها لتصمت وتكتفى بنظرة إشمئزاز لذلك العريس
ينصرف الجميع لتجد نفسها وجها إلى وجه معه لتردد بإندفاع
- بقى أنت يا اللى كنت أعز صاحب لبهاء
يشير لها أمجد سريعا أن تصمت ليردد بهدوء
-ممكن بس تقعدى وتسمعينى وبعدين إحكمى
بالفعل تجلس جيلان بجسد متوتر تحاول أن تهدئ من نفسها ليجلس أمجد هو الآخر ليردد بهدوء
-طبعا زمانك بتشتمى فيا وبتقولى عليا ندل وده حقك مش هنكر.... لكن لازم تعرفى أنا عملت كده ليه.... هقولك.... قلبى متأكد إن بهاء عايش وهيرجع.... وعارف إن والدك مش هيسكت ومش هيسيبك كده فكرت إنى آجى أتقدم وأخطبك عشان أسكته بعيد عنك وفى نفس الوقت تقدرى تستنى بهاء لما يرجع من غير ما حد يضايقك ولو حكمت هكتب كتابى عليكى وعيشى مع والدتى وإخواتى أخت ليا أوعدك هحافظ عليكى لحد ما صاحبى يرجع
لانت ملامحها وهدأ توترها وهى تتطلع له بعدم تصديق على مشاعره تلك ودموعها تتقاذف بشدة لتردد بإبتسامة مختلطة بالدموع وسعادة متغلفة بالألم والحزن
-بجد..... إنت بتتكلم بجد.... متشكرة متشكرة أوى.... وآسفة آسفة أوى على سوء ظنى بيك... فعلا بهاء كان عنده حق إنت جوهرة
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
يجلس على الشاطئ عقب الإنتهاء من عمله فى تلك المزرعة الخاصة بفاكهة الروكا تلك الفاكهة الخاصة بالجزيرة والتى تشبه المانجو من الخارج لها أربعة ألوان منها الأحمر والأصفر والأسود والأخضر لكل نوع منها طعم يختلف عن الآخر
من الداخل فهى تشبه الملبن فى شكلها شهية ولذيذة وكأنها ثمرة من الجنة
يشعر الآن أن طريقه السابق ما هو إلا طريق من الظلام للبحث عن السراب فقد ضاعت الأموال ونفى فى جزيرة لا يعلم كيف ستسير الأمور مع إبنته التى إكتنز من أجلها المال وتجاهل إدخار ثروة من محبة البشر
للمرة الأولى يشعر بلذة ما يتناوله من طعام دفع ثمنه من جهده وعرقه وللمرة الأولى يشعر براحة البال... لقد كان الدرس قاسيا وتعلمه جيدا ليقوم برفع رأسه للسماء مرردا بتوسل
-يارب مليش غيرك.... الهم إنى تبت إليك توبة نصوحه
يارب إحفظ بنتى وإجمعنى بيها يارب وهتوب والله ومش هعمل حاجة تاتية تغضبك
✨✨✨✨✨✨✨✨
حان موعد زيارته الشهرية للشمال ليتفقد أحوال شعبه فى تلك المنطقة وتلقى الشكاوى والطلبات
فى كل زيارة كان أكثر ما يؤرقه هو إبنته تلك التى تبدى إعتراضها فى كل مرة لسفره وبكاؤها الشديد فهى تود إصطحابه
متذكرا حالتها كل مرة عند عودته وكم الشكاوى التى يتلقاها نتيجة عنادها مع الجميع
لاحظ أن الأمر قد إختلف كثيرا تلك المرة حيث أنه جلس بجوارها يتفقد دميتها يقلبها بين يديه يحاول نسج تلك المقدمات فتلك هى الوحيدة التى يقف أمامها إبن القمر عاجزا يحكم شعبا بأكمله أما تلك التى لا يتعدى طولها مترا تحكم قلبه
يقبلها على رأسها مرددا بحنان
-يثرب الأمورة هسافر إلى الشمال باكر..... أتمنى ألا تزعجى أحد
كان ردة فعلها غريب إليه حيث قامت بطبع قبلة على وجنته مرددة برضا
- مع السلامة يا أبى.... لا تنسى حلوى من الشمال..... أنا بحب الفاكهة بتاعتهم أوى
يتطلع لها بدهشة على ردة فعلها ليردد بإستنكار
-يثرب إنتى مش زعلانه ومش عاوزة تيجى معايا.... حبيبتى مالك فيكى إيه
تنهض يثرب واقفة وهى تحرك كتفيها مرددة بلامبالاة
-أنا كويسة جدا.... كل الأمر إنى هقضى اليومين مع صديقتي سلمى
يهز عليان رأسه بالإيجاب بينما هناك العديد من الأفكار تدور فى رأسه
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
لم يغادر الحزن قلبها لتبدو ملامحها البريئة حزينة دائما لم تزورها البسمة منذ رحيل والدها بالرغم من جميع المحاولات من الجميع لإسعادها
كان يدور بذهنها العديد من الأمور لتكن أهمها التخطيط لحياتها القادمة والعودة إلى شقتها مرة أخرى فلن تمضى عمرها عند عمها
إنتهت من تناول إفطارها والتى لم تأكل منه إلا بعض لقيمات بسيطة فقد خسرت الكثير من وزنها وقبل أن تغادر تستمع إلى أشرف يوجه لها الحديث
-دينار الدراسة بدأت من أسبوع.... متكسليش دى آخر سنة
كل ما إستطاعت فعله هو أن إستدارت له بهدوء لتردد بصوت هادئ ممتزج بالألم والحزن
- أنا مش ناوية أكمل.... هدور على شغل وأرجع شقة بابا
بالرغم من هدوئها فى الحديث إلا أن ردة فعله كانت قوية لكلماتها تلك التى أثارت بها إنفعاله ليلقى بالمحرمة جانبا بعنف وينهض واقفا وبلمح البصر يصبح أمامها ليردد بحدة
-إيه الكلام الفارغ ده.... شغل إيه اللى هتشتغليه وتسيبى دراستك وشقة إيه اللى ترجعيها وتعيشى لوحدك فيها إنتى إتجننتى
إكتفت بإلقاء بنظرة جانبية إليه ثم غادرت دون أن تتفوه بكلمة واحدة وكأن الحديث لا يعنيها
على لسان دينار مش عارفة ليه كنت باردة معاه كده كنت حاسة إنه عاوز يضربنى لما سبته ومشيت وفى نفس الوقت مستغربه رد فعله ليه معترض على مشيي وهو نفسه اللى كان متضايق من وجودى فى البداية
على لسان أشرف عارف إنها لسه زعلانه منى ولسه منسيتشى مقابلتى لها.... لكن أنا عاملتها كويس بعد كده وعرفت غلطى لكن هي اللى كانت واخدة جنب منى.... عنيها كانت بتقول كلام وبترمى بعتاب ولوم من غير ما تتكلم.... لكنى إستحالة أسمح إنها تعمل الهبل اللى بتقول عليه ده
"يتبع "