كل الغرام اسمك، كل الصور في ن...

Von rwaiah95_

299K 5.1K 717

🤍 Mehr

١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٥
٣٦
٣٧
٣٨
٣٩
٤٠
٤١
٤٢
٤٣
٤٤
٤٥
٤٦
٤٧
٤٨
٤٩
٥٠
٥١
٥٢
٥٣
٥٤
٥٦
٥٧
٥٨
٥٩

٥٥

1.6K 36 7
Von rwaiah95_

«المطـار، بعـد ثـلاث أيـام»
دخل لحدود المطار يشوف ضجيج المكان حوله، كثير المسافرين والمغادرين يشوفهم بعينه ومن بدّ الجميع كانت هيّ أمامه بأسود عبايتها، بجانب شنطتها الوحيدة تتكّي على العامود خلفها بينما بجنبها رجل يفهم من وقوفه إنها أخوها لسابق إعلامها .. إتجه لمحلّ وقوفهم يجر خلفه شنطته ويتوقف أمامه فقط يسأل رغم أكيد معرفته: ليث؟
إبتسم ليث من أدرك هويته يهز راسه بالإيجاب ومدّ كفه يصافحه: أُسيد ..
يبدأ تعارفهم على عينها تسمع بداية السؤال عن الحال، تتبع المواضيع بعضها بينما هي صامتة فقط إلى أن نُدي بالرحلة المتجهة إلى دبي، بتوقيتها بعد الفجر تقف بجنب أخوها فقط الليّ تولى أمر الشنط ياخذهم بينما هي تتقدّم خطاهم للطيارة فقط، إلى أن ركبت هي تمددت ضد مقعدها الليّ كان بجنب الشباك تتبع عينها ركوب ليث بجنب أُسيد الليّ كان مقعده منفصل بينما ليث بجنبها .. يُقضى الوقت ويحين موعد الهبوط وسط الأراضي الإماراتية، بقلب دبي ينزلون ويغادرون حدود المطار يستقل أُسيد سيارته اللي وصلته على طلبه يتولى أمر القيادة بينما بجنبه ليث وبالخلف تسنيم الهادية من بداية الرحلة إلى وصولهم لحدود الفندق تنزل بذات الهدوء تساعد ليث على تنزيل الشنط بينما إذنها صاغية لما يقوله أُسيد: عمّي هنا بوصله وراجع، إن إحتجت شيء رقمي معك
هز ليث راسه بالإيجاب يربت على كتفه بينما ينزّل آخر شنطة وقال أثناء إغلاقه لشنطة السيارة: ما تقصر يا حبيبي
فقط يغادر من بعدها أُسيد وتدخل هي بجنبه لحدود الفندق يستقلون غرفهم ..
أسند راسه على ظهر المقعد يسوق بإتجاه بيت عمّه الليّ أصر إنه يأتي من صباح اليوم ويرفض أي توقيت آخر، أكمل دربه إلى أن توقف أمام البيت ينتبه له العامل ويفتح البوابة على وسعها يدخل بسيارته للأسوار يشوف جلستهم الخارجية وضحك بذهول من جلوس عمّه تركي اللي ما كان له العلم المسبق بمجيئه، سكّر السيارة ينزل وما يكفّ ذهوله وواسع إبتسامته من وقّف له زيد يرحب ويسلّم: مرحبـا الساع
ضحك تركي يوقف هو الآخر يسلّم عليه: كيف الحال؟ كيف الرحلة؟
ضحك أُسيد يوقف قباله: الحمد لله تيسرت بس إنت شلون رسبنت؟ تدري برحلتي ولا علمتني
هز تركي راسه بالإيجاب يأشر له: إجلس وأعلمك
يجلس أُسيد بالفعل يسمع سرد الحكاية: واعد المياسة من مدة إني أجيها ومن يومين أقلب الفكرة براسي، أتمم القرار وأمشي لبنتي وأعاون ولد خالد وما جاء الأكيد إلا أمس الصباح عزّمت وقومت العرب يمشون معي
رفع أُسيد حاجبه يسأل: خطّ؟ موفر لك السهل يا إنسان وش يودك للصعب والمشقة
إبتسم تركي يريّح ظهره على الجلسة خلفه: تسلية الخطّ ومعي عمر يعاوني
قدّم زيد كاسة الكرك لأُسيد يشارك: وتميم وعمر طلعوا من ربع ساعة موصيهم على الفطور .. جايين
إرتخت أكتافه بعدم رضا: ليه الكلافة يا عمي! أنا والله جاي أسلم وأتطمن ولا حاجز لي فندق ولا علي قاصر
عقّد زيد حواجبه ما يرضى هو الآخر: أقـول
يسكت من خلفها أُسيد لإن نبرته مُصمته إلى أن سأل مرة أخرى بشك: وعساك ناوي تردّ لهالفندق؟
هز أُسيد راسه بالنفي بطواعية: لا طال عمرك، من يلقى نومة مشب زيد ويردها؟
ضحك تركي يتكّي على المركى: وكيف أحوال تسنيم؟
أُسيـد: معها أخوها ما شاء الله، تركتهم بالفندق وجيت
هز تركي راسه بالإيجاب: وعلّمني قبل تمشي للعمارة أشوفها معك
أجاب أُسيد بالإيجاب فقط تَرى عينه فتح البوابة، دخول سيارة تميم اللي نزل بجنب عمر يوقف يسلّم عليهم، ينقضي الوقت بجنبهم إلى حدود صلاة الظهر صلّاها بجنبهم يغادر من بعدها برفقة تركي إلى الفندق يترك لتسنيم الرسالة "وصلت، معي عمي تركي" فقط تمرّ قليل الدقايق تبيّن من بعدها خارج حدود الفندق ترتدي أسود العباية كذلك، تحجب شعاع الشمس بالنظارة الشمسية بتماثل للون عبايتها وحجابها تركب بالخلف تسلّم بهامس صوتها ويكمّل أُسيد طريقه بعد ردّ السلام إلى مخطط العمارة يركن السيارة بالمواقف المخصصة للعاملين ينزل بجانب عمه وتنزل هي من الخلف بينما تعدّل حجابها وخطوتها خلفهم إلى دخولهم للمبنى الإداري وبالمساحة القليلة تشوف إستقبال الموظفين له، سلامه عليهم وتسمع تركهم لآخر الأخبار على رؤيته إلى إنتهاء الأمر هو أخذ قبعة الحماية المخصصة للمهندس يلبسها بعد نزعه لكابه وتاخذ هي الأخرى بينما تركي نزّل غترته بترتيب بإحدى الكنبات يرتدي خلفهم ويسير بجانبهم لحدود بناء العمارة ..

«البحـر، بعـد المغـرب»
إتكت براسها على كتفه تتأمل هادي حركة البحر أمامهم تسمع مكالمته: إنت مروق؟ يعني تركت اللي عندك وما إتصلت إلا على عمر المشغول
إتكى سيف على إطار السيارة: أقول بس متى ناوين ترجعون؟ مو كأنكم زودتوها
أجابه بيائس نبرته: وش عندك سيف؟
وبعد طول المكالمة ولفّ المواضيع صرّح سيف بحقيقة أمره: عزّمت على المشاركة بالسباق وما عاد قدامي إلا الموافقة، أبيكم كلكم موجودين نغلب رفض أبوي
أجابه عمر بينما ينوي الإغلاق: قدامك شهرين ووجهتك الحين مناف يقواه وتوكل
يغلق من بعدها فقط تضحك علياء غصب: شو هالأسلوب! ترمس عمّك جي!
عمـر: عم مين! أنا عمّه وأكبر منه
رفعت حاجبها بذهول ما تكفّ إبتسامتها: أكبر عنه! أعماركم ملخبطة بشكل!
هز راسه بالإيجاب: بس فينا بركة، دخلنا دبي وأنا ماسك السواقة وأقول لأمي بالله مو مدينة تشوفيني فيها؟ قالت لا ومن بعدها وهي ما تكلمني
ضحكت تهز راسها بالإيجاب: هيه تقول لي إطحني ما براس ريلج وأنا منهارة خالتي تكفين هاي أفكاره هو مب أفكاري
أجابها بينما يريّح جسده على خشب الكرسي: أنا أقولها إحتياط لا كان مانع العرس عندك وين بنستقر، ما عندي مشكلة بدبي إلا موافقة أمي
هزت راسها بالرفض مباشرة: توّنا عمر! ليش تستعجل ونحن من قريب مملكين .. وما بهدم كل شيء طبعًا نستقر بالرياض من غير شر
يمرّ السكوت بينهم إلى أن قطعته هي مرة أخرى: شو كان يبي سيف؟
ويسرد هو: ناوي يشارك بسايق السيارات ويبينا نليّن جدي عليه .. من عرفت سيف ولازم كل سنة يتكرر هالموال وبالطالعة والنازلة نقنع جدي ولا يقتنع إلا قبل السباق بأسبوع
إبتسمت تمسح على ذراعها: شرات السباق الماضي؟ التدريب بدبي؟
رفع أكتافه بعدم معرفة: إن كان بدبي أنا خوّيه وإن كان بجده تجين مع أختك طال عمرك
ضحكت تهز راسها بالنفي: وشو عرفك إن وصاف بتحضر؟ ما أظن
أجابها بعدم إهتمام: وتجين إنتي بدونها ماهي ضرورية، نمشي؟
هزت راسها بالإيجاب فقط تقف، تعدّل حجابها ويقف هو بجنبها يمدّ لها شنطتها ترفعها على كتفها: وين؟
أجابها بينها خطوتهم واحدة: وين تبين إنتي؟
يتحدث بينما يترك كفها بكفه تُجيب هي: ما أعرف، نفر بالسيارة بس؟
هز راسه بالإيجاب تتجّه خطوتهم للمواقف، للسيارة تركب بجنبه وتعاود كفها لكفه مرة أخرى ..

«الفـندق، آخـر الليـل»
أخذ نفس يمدد أطرافه بعد قاسي جلوسه وتجبس عظامه يحرّكهم، يعتدّل بجلسته ويقف بقامته يبعّد اللابتوب عن حضنه، يلبس جزمته المتروكة على حدود الكنبة وهو عانى من عشاء يومهم إلى قبل ساعتين بإقناع عمّه زيد إنها سفرة عمل ويضطر إلى المغادرة للفندق بعد قضاءه لليوم بأكمله ببيته ويعده إن هالشيء بيتكرر لنهاية السفرة، جميع ساعاته تنقضي ببيته بإستثناء آخر ساعات يومه والليّ يكون فيهم بين العمل والنوم .. إتجه لناحية غرفة النوم يبحث بين الأسلاك عن شاحن اللابتوب يقلب الغرفة كلها، شنطة ملابسه وشنطة اللابتوب وشنطة عمله ما يحصل أي أثر ولإنه ما يتعامل على هالأساس هو رجع بخطواته للصالة ياخذ جواله، يرسل للسديم بشكل مباشر "شوفي بغرفتي على الطاولة موجود سلك الشاحن؟" تُجيبه بعد ثواني بدلالة الصورة وإنه فعلًا نساه .. زفّر بعدم رضا يمسح على راسه كلّه يتورط لإن إستحالة يحصل محلات فاتحة هالوقت وهو مضطر للعمل، ترك جواله بجيب بنطلونه يلبس كابه ويتجّه لخارج الشقة ينزل للأسفل لإن هذا حله الوحيد، سؤال الإستقبال عن إمكانية وجود الشاحن برفقتهم لكن ضُربت جميع أفكاره من كانت حاضرة بجلسات الفندق السفلية يشوفها بين كومة أوراقها، لابتوبها وأكواب القهوة يتضح عليها الإرهاق تمسح على جبينها، تاخذ نفس وتجدد طاقتها ترتب حجابها وهنا هو جزّم يمشي لها غير مبالي بمظهره وإنها بالأخير هي تُدرج تحت موظفيه يخطي بهدوء فقط يقف أمامها بريبة إلى أن رفعت نظرها لها بإستغراب تترقب كامل مشهده أمامها، من إنه بعادي مظهره بشكل مختلف تمامًا عن ما تعتاده بالشركة ورغم إنه الشيء الطبيعي إلا إنه كان غريب، سألت لإن غرابة وريبة وقوفهم مو طبيعية: بغيت شيء؟
هز راسه بالإيجاب: بطارية لابتوبي بتنتهي ونسيت الشاحن بالرياض، وصلتك نفس وصلتي تعيريني إلى بكره الصباح؟
ومنتصف حديثه هي إنحنت بقلة تطلّع الشاحن من شنطتها تقول بجدي النبرة: أمانة
هز راسه بالإيجاب ياخذه بالفعل ويطلب مرة أخرى: تقدرين تسوين لي قهوة؟ فاشل فيها وأحتاج شيء يفك الصداع
إرتخت لثواني تناظره بتفكير سريع: وأحول لك ملف تشتغل عليه؟
رفع حاجبه يبتسم بريبة: ملف كامل مقابل كوب قهوة؟
هزت راسها بالتأكيد ولثواني هو فكر يقبل: حلو، سوي القهوة وعطيني الملف
ورفضت هي إبتعاده: كمّله من لابتوبي الحين
ميّل شفايفه تبتعد هي لآلة القهوة بطرف المكان يجلس هو على ذات طاولتها، يلفّ شاشة اللابتوب عليه يقرأ الملف المفتوح أمامه يبدأ عمله منذ اللحظة الأولى إلى أن عادت خطوتها تترك جديد كوب القهوة أمامه تجلس محلّها وتاخذ اللابتوب لجهتها يعقّد أُسيد حواجبه بإستغراب وتُجيب إستغرابه بينما عينها تتبع ما أكمله لحدّ الآن: معليش ما أثق إلا بشغلي، قهوة مجانية
رفع حاجبه بعدم إستيعاب يوقف، ياخذ القهوة فقط ويغادر لإنها غريبة بشكل مو طبيعي ..

«أســبانيا، نهايـة الأسبـوع»
إبتسمت تَرى عينها دهشة المكان، عجيب الجوّ والهالة المختلفة الليّ قضتها بآخر أسبوع يكون هاليوم ختامي للشهر كلّه، تكون الطاقة مضاعفة بصيفي الأجواء، برفقته بجنبها تعيش مختلف الفصول، مختلف المشاعر بدنيا مختلفة، بعالم ما تعرف فيه إلا هو تمر عليها الفصول غزيرة، تغرق كلها حب طاغي ويسرف هو بمستوى أعلى، يسرف بحبه يعيّشها فيه بكمّ مُرجف من الحبّ، من الدلال والإستثناء تشوف نفسها بعينه، بقلبه وبكل كونه يحنها من الدنيا كلّها، من نفسه ومن ما حولهم يجبرها على تشييد عوالم حبّ لا متناهي فيها له .. عدّلت وقفتها من جاء تنهي بحور ذهنها تركز عليه فقط، على تقدمه بستايله الصيفي، بنظاراته الشمسية الضرورية بأجواء برشلونة إلا إنها تخلت عنها تكتفي بعادي مظهرها، أخذت من بين أياديه كوب قهوتها الباردة بعكس قهوته الحارة يردف هو: مكثرة تأمل لو مو ملاحظة
ضحكت تخطي بجنبه بين شوارع الحيّ السياحي: بتوحشني الفترة الجاية
مالت نبرته بشك: وش أفهم من كلامك؟
ما كفّت ضحكتها تُجيبه بالصريح: ببقى عند أهلي بليلة رجعتنا أكيد، إستمتع بالحاضر سلطان
يُجيبها هو بينما عينه تتراوح ما بينها وبين الحيّ: مستمعة إنتي أهم شيء؟
هزت راسها بالإيجاب يُشرح صدرها: جدًا، مبسوطة مرة الحمد لله
إنقضى طريقهم لخارج الحيّ إلى قريب الواجهة البحرية، السدّ بين البحر ومعبر المشاة والأسواق المتفرعة بين شعبية وعالمية، محلات العصائر الصيفية والقهاوي تلبية لجميع الأذواق تمرّ خطوتهم على كلّ مكان مُضاف على حياته حياة من أشعة الشمس، من إنهم بظهر يومهم تُزيين الدنيا شُعاع تناسب أجواء المدينة، بحرها ونخيلها، أحياءها وناسها .. أخذت نفس من أعماق قلبها تترك كفها على ذراعه بينما تسمع لما يقوله: خلصنا اخذ سيارة؟
هزت راسها بالإيجاب يوقف هو بالفعل على إحدى الطرقات يطلب سيارة أجرة وما أخذ الأمر وقت طويل يستلقون سيارة، يركب هو بجنب السائق بينما هي بالخلف إلى وصولهم للفندق تنزل، ينزل هو بعد دفعه تتجه خطاهم للداخل: تتوقع بنرجع بكم شنطة؟
أجابها بينما يختار طابق المصعد: إذا مو أكثر من عشر أنا ما أفهم .. الله يهديك كل ما طاحت عينك على شيء قلتي لفلان وفلانة
هزت راسها بالإيجاب تبتسم: بغرقهم هدايا، الرحلة للدوحة؟
هز راسه بالإيجاب يخرج من المصعد بجنبها: ونريح بالدوحة يوم ثم للرياض
إبتسمت غصب من طاري الرياض تدخل خلفه للشقة، تترك أغراضها على الطاولة وتكمّل خطاها لغرفة النوم تشوف كامل شنطها تسأله: إنت خلصت؟ باقي شنطة ما قفلتها
هز راسه بالإيجاب يطلّع أغراضه من جيب شورته: طلعي لي كاب وسكريها ما أحتاجها
تتجهز هي بالفعل للشنطة تنحني، تطلع الكاب الوحيد فيها وتسكّرها تعتدل بوقفتها: متى نمشي؟
أجابها بينما خطوته تمر على جميع أركان الشقة يتفحصها ويتأكد إن ما باقي لهم غرض: هالحماس لترك برشلونة ولا للرياض؟ عشان أفهم بس
ضحكت تهز راسها بالنفي تخرج له: أقول لك مبسوطة، حلوة برشلونة بس أبي الرياض
إبتسم تتوارى لذهنه ذكرى خطهم للدوحة وإستغرابها من كمّ حبه للرياض: عرفتي وش هي الرياض الحين؟
هزت راسها بالإيجاب تبتسم هي الأخرى لإن ذات الفكرة راودتها: عـرفت، أحبها لإنها الرياض بعيدًا عن كل الأسباب
سلطـان: من يلومك؟
ما كفّت إبتسامتها تتجّه للستائر تفتحهم على وسعهم تشعّ الغرفة بشُعاع الشمس: مو إنت أكيد ..
تفتح باب الشرفة تاخذ نفس يُمدد صدرها، تبتسم عينها للأجواء وللمكان تحبه أكثر وتحب كلّ أرض زاروها، قطر، سويسرا، إيطاليا والآن أسبانيا وبكلّ أرض تزورها بجنبه تقرّ بإنها الأفضل لكن تأتي الأخرى تهدم ما قبلها وتدرك هي الآن فقط إن هو الغير، إن كل أرض برفقته غير ومختلفة وإن ما تهم الأرض، المهم وجوده .. إتكت على صدره من قرّبها يقف خلفها، يحاوطها كلها لحضنه يقبّل مكشوف عنقها بتصميم أصفر فستانها الليّ تلبسه للتو فقط بطابع صيفي وبشكل متكامل مع الأجواء تترك عذاب خصلاتها على راحتها فقط تتموج بعضها بطبيعتها وتُترك بعضها بإنسدال ..

صبـاح اليوم التالي .. ركبت بجنبه تترك سلة القهوة السعودية بجنبها، تعدّل جلستها ويبتسم هو لإن موعدهم حان، لإنهم غادروا برشلونة وصولًا إلى الدوحة والآن يغادرون الدوحة بخطّ الرياض بعد ما أقروا الإثنين على إن البقاء ما له داعي وأخذوا كافتهم بالراحة للحد اللي يتركهم يمسكون الخط مباشرة بلهفة مستحيلة للرياض .. نوّرت شاشة السيارة المربوطة بجواله بإسم "أبو سلطان" فقط تبتسم هي لمعرفة هوية المتصل ويُجيب سلطان على مسامعها بذات الكنية: أبو سلـطان
يطير سعود كلّه فرح: نوّرت الديرة! أحتريك تراني عند باب البيت ولاني براضي إن كمّلت طريقك بدون ما تمرني تسلّم
هز سلطان راسه بالإيجاب: على خشمي جايك، طلّع ولدي معك
يُجيب سعود بالأكيد وإبتسمت ألين تناظره: ترى للحين مو مقتنعة بالموضوع، شلون يعني ولدك
إبتسم فقط يأشر لها: تشوفين لا وصلنا
يُشير للمعاملة ويُكمل: ولدي لو إن الدم ماهو واحد ..

«قصـر عبدالإله، بعـد الظهـر»
دخّل جواله لجيب ثوبه يتجّه لخارج المجلس، يلبس جزمته بحركة سريعة أثناء سيره ونطير روحه للبوابة يشوف دخول سيارة سلطان، يشوف نزولها وإبتساماتها تبتسم كلّ دنيته لإنها أمامه بعد شهر يمرّ بعد زواجها، بسفرها وتخصه هي بالإبتسامة بمجرد رؤيتها له يقترب، يقربها يضمّها: نوّرت السعودية كلّها .. يا هلا والله
ضحكت ترفع نفسها له: وحشتني مـوت نيّاف
هز راسه بالإيجاب يبتعد بالقليل: أبطيتي علينا .. نويت أعرس عشان أردك غصب
ما كفّت ضحكاتها تتبع عينها إتجاهه لسلطان يسلّم، يسأل وياخذ آخر الأخبار ترافقهم بالنهاية إلى ناحية مجالس الرجال تسأل هي: الوليد موجود؟
هز نيّاف راسه بالنفي: طاردينه من مبطي نحتريك
إبتسمت تسبق خطوتهم للداخل تشوف الضجيج الليّ هدأ بمجرد دخولها والليّ عاد بقوة مضاعفة بترحيب حار، بشوق طاغي ومن بدّ الثياب، من الرجال والوقوف بالمجلس هي ما تشوف إلا أبوها تتقطّع أوصالها تقربه، يضحك كلّ كونها فرح وسرور من عبارات ترحيبه يضمّها لأعماق قلبه، بين ضلوعه يتركها لوقت طويل يروري أيامه بلاها، يعوّد عينه عليها مرة أخرى وعلى حسّها ووجودها لإن الفترة الماضية كانت مميتة له كيف يظلم البيت بغيابها، كيف كل مكان يضيق عليه وعلى الجميع لمجرد فقد ألين فيه تترك الوحشة بكل محلّ كان لها أثر فيه .. ما كفت إبتسامتها تبتعد بالقليل لإن عينها شغوفة برؤية تلاقيه بسلطان، كلّها حب لرابطة العلاقة بينهم وتشوفها الآن تنبض عينها حب من حرارة السلام، من قبّل سلطان كفّ وكتف وجبين أبوها يسأل بشكل متكرر عن أخباره، يُجيبه عبدالإله بالأضعاف وتكتفي هي لهالحد تقرّب مناف الليّ إستقبلها بإنتظار: بنـت إيطاليا
يقولها بالإيطالية يموّت قلبها تضمه بعد السلام: قولها مرة ثانية، بتموت لدن لو سمعتك
ودّ لو يبتسم حدّ تكسر فكه لكنه يسيطر يُجيبها: تسمعني، تراني محفظها جملة تستقبلك فيها
ضحكت بعدم تصديق تبتعد بالقليل: علّمني وش أرد عليها طيب
هز راسه بالنفي يرفض ينتظر نصرة لدن عليها: جاي وراك إن طلعتي
ما يترك لها لسيف فرصة إكمال الحوار ياخذها من نفسها يردد بدون مقدمات: ما عاد بتطلعين من هالبيت، والله يا ألين ..
تضحك هي ويطول الحوار بينهم تسلّم على أخوانها الكبار، عمر وأُسيد ويشوفها سلطان بأسود عبايتها بين أبيض الثياب ولإن عينه تفضحه رفع عبدالإله كفّه على كفّ سلطان بجنبه يحكيه بينما عينه لألين بين وقوف العيال: من يوم الدنيا وأنا أمنيتي وحدة، بنت وجات بعد كبر وتعب وبعد خمس رجال .. على عيني هالمنظر بكل ليلة، أعياد وأفراح ومناسبات وما أشوف إلا هي تتميز بين ثيابهم بالفستان وآخر هالشوف متى؟ بفستان زواجها يزفونها ببشوتهم .. تراها أغلى ما أملك يا سلطان، نظر عيني ونور هالدنيا كلها عندي وعند كل من تشوفه، أمنتها عندك وإنت رجّال ما ينحط فيك العيب ولا تحتاج الوصاة لكنها بنتي، أليني يا رجّالها
ورغم إن مضمون قوله وبين سطوره ريبة عجيبة لإن هالكلام ما ينقال ولا ينطرى بهالموضع لكنّه إبتسم فقط يبحر خياله بمنظرها بالسابق، بتخيلها من صغير عمرها بين أخوانها وعيالهم وعدتهم يُجيب بينما عينه عليها فقط: تشوفها بنفسي يا عبدالإله، عندكم صور لها من ما بذاكرتك؟
إبتسم عبدالإله مباشرة لإنه يقصد صورها بصغير سنها يهز راسه بالإيجاب: وجتك، تحارني
يوشك من بعدها الوقوف إلا بردّة سلطان يرجّع جلوسه: وين! قدامنا الوقت ماهو هالحين
هز عبدالإله راسه بالنفي يعاود الوقوف مرة أخرى بينما يتمتم بين نفسه: وش يضمن لنا العمر ..
يرفع صوتها بعد تمتمته: بجيبها الحين وراجع
يتجّه بالفعل للخارج ويتبعه مناف بهدوء ..
نزّلت عبايتها ترتب أطراف فستانها الأبيض بينما نيّاف رتب عبايتها يتركها على جنب تحت عينه يشوف ترتيبها لخصلاتها، لرقة حركتها ترجّعهم للخلف وتعاود الجلوس بين العيال مرة أخرى ..

قرّب مناف جزمته منه تتزامن خطوته على خطوة جده يسأل: وين؟
أجابه بينما وجهته للداخل: جناحي، سلطان طلبني ولا ينرد
هز مناف راسه بالإيجاب فقط يطرق الباب الداخلي ينبههم ويسمع الشوشرة الليّ هدأت تسأل شيخة: ألين؟
أجابها مناف بهدوء: مناف، بصعد
تُجيبه شيخة بالإيجاب يدخل خلف عبدالإله وتبتسم لدن مباشرة تناظره وتسأل جدتها عن ما كانت بتسأله هي: وين رايحين؟ البنات يقولون سيارة سلطان موجودة؟
هز عبدالإله راسه بالإيجاب: نشتغل وسلطان ومرته وصلوا لكنها تسلم وبتجيكم
ما كفّت إبتسامتها وما إبتعدت عينها تسأله: أجي معاكم؟
أجابها مناف بفعل مدّ ذراعه تمسكه بالفعل، تتجّه بجنبهم لناحية المصعد يتركها مناف تحت جناحه وسألت مرة أخرى: حسيت عندكم شيء مو نيابة وتحقيق
هز عبدالإله راسه بالإيجاب: كم ألبوم عندي لكم صغار؟
ضحكت بعدم توقع يبتسم لضحكتها مناف: وش الطاري؟ باقي عندك للحين!
إهتز صدر عبدالإله لإن بسمة مناف مميتة، لإنه للآن غير قادر على تصديق الأمر يُجيب أسباب بسمته: وعندي شيءٍ لك ..
إبتسمت فقط تسبق خطوتهم بالخروج من المصعد تحتار خطوتها بين جهة الجناح والمكتب ولثواني هي ألتفتت لمناف يأشر لها على جناح تسبق خطوتهم مرة أخرى، تفتح الباب وتدخل لأول الصالة يدخلون خلفها وبينما هي جلست على إحدى الكنبات إتجه مناف للباب المُغلق بشكل دائم والمعرّف بإنه يخص عبدالإله فقط ولا يُعرف ما بداخله، أخرج المفتاح من جيب ثوبه بالنسخة الإحتياطية يفتح الباب ويدخل خلفه عبدالإله، يفتح الأنوار ويتجّه للأدراج المخصصة للألبومات يطلع منهم ما يعرف إنها تخص ألين بفهمه وربطه من ما يرميه عبدالإله بحكيه، سكّر الدرج خلفه يسأل: وش عندك للدن؟
أجابه عبدالإله بينما يُشير للخزنة: إفتحها، تلقى صندوق أسود مخمل هاته
رفع حاجبه لثواني يتجّه للدرج الآخر يطلع مفتاح الخزنة المحفوظة ويفعل ما أمره جده يطلّع الصندوق بالفعل، يفهم ما فيه لكنه ما علّق يخرجون مرة أخرى يجلسون بقربها، بكنبة منفصلة بجنبها وإقتربت هي تشوف عينها الألبومات: ما علمتني وش طاريها؟
أجابها بينما يتفحصهم: سلطان طلبني لألين .. مطلع ألبوم ماهو لألين يا مناف ولا ظنتي إنك تخطي
إرتخى جسده على الكنبة ينفي رغم صدق جده وإنه طلّعه متعمد: ماني بمعصوم، مخطي فيه لكن نشوفه ما علينا ضرّ
إبتسم عبدالإله فقط يفهم يترك ألبومات صور ألين ويركز على الليّ ركزه مناف يأشر للدن تقترب أكثر وتجلس هي على ذراع كنبتهم تنحني بقلة بجنب جدها تشوف: لنا كلنا هذا صح؟ ما أفهم كلامكم ترى
هز عبدالإله راسه بالإيجاب: لك صورة هنا يدورها الرجّال .. ما يقولها بالصريح يلف ويدور ويا عبدالإله لا تفهمني صح
ضحكت بخفة بعدم فهم تناظر مناف اللي نفى فقط ما يظهر بالصريح وتترقب عينه فتح عبدالإله للألبوم تظهر الصور الجماعية، كثير الصور ما ينجذب هو إلا لمنتصف الألبوم، لمبتغاه ومناه ما يقصده من الألبوم وخيالي صورتها أمامه، طفلة تزهى بوردي الفستان بين بستان الورد بمختلف ألوانه، تقطف من بينهم وردي الورود وتبتسم بحب للكاميرا بينما ترفع الأغصان حول ملامحها ويبتسم عبدالإله يروي حكاية الصورة لها: أمك بعمرك كان الورد موتها وحياتها، تزرعه وتسقيه عند جدك وعندي وعند أبوك وما وطت أرض إلا وزرعتها وجيتي إنتي على ما تحب، تحبين الورد وتسقينه معها وهذاك اليوم طلعنا جميع لربيع الأراضي ولا عاد تشوفين الدنيا شيء، بين الورود مجلسك وتركي يسألك من إنتي وتقولين وردة ميّ .. أكلتي قلبه ما عاد يقواك لا قلتيها
ضحكت تتورد ملامحها تنفي: وليش مناف يعرفها؟ كيف أساسًا أنا ما أتذكر
هز عبدالإله راسه بالإيجاب: ما كان حولي بهاليوم ولا ظني إنه حول الدنيا كلها لكنه من تالي ينبش وراي ويسمع هالحكاوي ويدور
هز مناف راسه بالإيجاب يتأمل صغير سنها فقط: ما تغيرتي
قاصدٍ ملامحها وضحك عبدالإله بذهول يناظره: ما تغيرت!
ما ردّ مناف يطلّع الصورة من بين حافظ الألبوم: جتني ولا عاد تنرد
إزداد ذهول عبدالإله يناظره: يا ولد!
تلَبس الصمت فقط تموت ملامحها خجل لإنه تركها بجيب ثوبه العلوي وينهي عبدالإله الأمر ياخذ سابق الصندوق بعد تركه للألبوم يسترسل: حفيدتي وبنتي ونور عيني وتدرين بمكانتك عندي ولا بها شك لكن الجديد إنك روح روحي، أحيتيني بسقي الصقر أشوف بسمته قبل يومي ووش أجازيك فيه؟ وش أعطيك من الدنيا غير الدنيا؟
يُشير بـ "روح روحي" وجدان المعاني، بالأول يعنيها بروح مناف وبالثاني يعني مناف بروحه ويخص مسماه الآخر والمُسمى منه لإنه يحبه بشكل آخر، بشكل مختلف يشوفه الأحقّ لمناف .. تقلب الجوّ بشكل كامل حولهم تنفي وترفض وما تشوف من طيب كلامه إلا خباياه: بسم الله عليك! طويل عمر أبوي وش له هالكلام
يدرك نفسه الآن فقط، يدرك ما تفوهه به يلفّ نظره لمناف يشوف باهت نظرته: الكلام يجرّ بعضه ولاني بقاصدٍ شيء .. الله يبارك لي بهالعمر لكني ماني بضامنٍ عمري ولا بيدي شيء يا مناف
هز مناف راسه بالإيجاب يستاء: لو تترك عنك هالطاري أنا وعمرك بخير .. ننزل
هز راسه بالإيجاب فقط ما يزيد يردّ نظره للدن المستاءة بذات القدر: فكّي نفسك .. غالية يا روحه وتستاهلين الغالي
أخذت الصندوق بالفعل تتركه بحضنه بينما تُجيب: إيه بس ما ترضي الزعل ترى .. تعصبني
إبتسم فقط من فتحها للصندوق تلمع عينها تعكس لمعة باهي العقد، صارخ تفاصيله بكيانها من هادي الورود، من بساطة التصميم وكأنه يُصمم لأجلها فقط وأردفت تغيّر تكتم الجو: أسحب كلامي .. بضحكه لك عشر مرّات إذا بكل مرة بتجيب لي عقد يأمن مستقبلي
ضحك عبدالإله يمسح مناف على ملامحه تجبر تغيير جوّه ومزاجه غصب تبتسم هي الأخرى: متى العقد الثاني؟
أشر عبدالإله على خشمه: الليلة .. إعجاز هاللي تسوينه لو ما تدرين
تبتسم فقط تقف بجنبهم، يتجاوزهم عبدالإله بخطوته للخارج وبيده الألبومات بينما مناف أخذ الصندوق منها تسرد بما يجول بخاطرها من أول دخولها للجناح: آخر مرة دخلت هالمكان كنت على حافة الموت من الضيقة، ما أمزح مناف كان يقين تام فيني إني مستحيل أخرج حيّه بعد الموت اللي عشته لكن كيف كذا؟ كيف مشت الأمور وخرجت طيبة وأدخل مرة ثانية مبسوطة وأضحك
ضُج صدرها بأكوام المشاعر من ذكرى إجهاضها وإنها قضّت فترتها بجناح جدتها، أجابها بينما يسكّر باب الجناح خلفه تكون خطوتهم لجهة الغرف: ربك رحيم .. يالله فض هالسيرة القشرا من لسانه
كان إختيارهم غرفتها يدخلونها على خطى وحدة، تتجّه هي للطاولة تترك الصندوق عليه بينما مناف تمدد على السرير يريّح شِدته لدقايق طويلة قضتها بترتيب فوضة مجوهراتها وبإنتهاءها هي وجّهت خطوتها للسرير تبتسم من تمدده وسط أغطيته الوردية: ودي أصورك .. وتنتشر بعنوان المحقق مناف بن فهد الملقب بالصقر يقتني سرير وأغطيه باللون الوردي
أشر لها بالتقدم فقط تتقدم بالفعل، تتمدد بجنبه ويحاوطها كلها يقربها ويدفن وجهه بين ملامحها وإبتسمت للحظة أخرى: يعني المشاعر تهلك كذا؟
قاصدة ما أعقبه عبدالإله في نفسه لإنه من بداية اليوم كان بمزاج عالي جدًا إلى حد دخوله للجناح كان بطبيعية إلى أن توقفت الأحاديث بعمر عبدالإله تهجم كل كونه ينفر من هالطاري، يرفضه ويموت قلبه رجاء من إن كل شيء يحصل، يستعد لقلب الدنيا كلّها إلا حياة بلا جده ما يقواها، ما يستعد لها وينهدّ كله لمجرد الفكرة فكيف بالواقع ..

بالأسفـل، إبتسم سلطان يشوف جلوسها بأحمر فستانها بين ثياب أخوانها، صغير سنها بجنب سيف وحولهم أربعة شباب تبتسم هي بجنبه تسأل أبوها: هنا بالعيد؟ وش هالعنصرية ليش البنات مو معانا
هز عبدالإله راسه بالإيجاب يشارك عمر بقلة ذاكرته: كأني أشوف تركي يكرشني عن الكاميرا
ضحك تركي يهز راسه بالإيجاب: صورة عائلية محفوفة وش تبون فيها؟
إرتفعت حواجب سيف يدقق: وش هاللي بيدك؟ لا تقولين خمس ميات أذبحك
ضحكت تهز راسها بالإيجاب: وش كانوا يقولون لك؟ رجّال إنت تعطي ما تنعطى
عضّ شفايفه بحنق: كانوا ينتظروني أعايد عيالهم وأنا تميم أكبر مني
إبتسم أُسيد يناظر سلطان: ترى ما تصبّح العيد إلا بهالزرقاء .. ومو وحدة كثّر منها لين تجينا
ضحكت ألين تهز راسها بالنفي: هالعيد أنا بعايدكم .. خلاص لو سمحتوا صارت عندي كل مؤهلات العمة
قطع نيّاف متداول موضوعهم بعد دخوله للمجلس يمدّ لها جواله فقط تأخذه بإستغراب، تشوف شاشة العرض والمكالمة المُسماة بأحمر القلب فقط ترفع حاجبها بإبتسامة بينما تُجيب: جايتكم .. الحين والله بس أنزّل الشنط
تسكّر من بعدها ترجّع الجوال لكفّه: خلك معاي
هز راسه بالإيجاب يقف على طرف يستمع لإكمال حديث العيال بماضي سنينهم ينتبه فقط لإن ألين تهمس لسلطان بالقليل، تأخذ مفتاح سيارته بعد مدّه لها وتخرج بجنبه: عندي شنطتين بالسيارة أبيهم
هز راسه بالإيجاب مرة أخرى يتجّه بجنبها للمواقف يشغّل السيارة، يطلّع الشنط ويسكّرها من جديد يسأل: منتي راجعة معه الليلة؟
هزت راسها بالإيجاب: أبد، الشنط إتركهم تحت
يتركهم بالفعل بمجرد دخوله على حدّ المدخل يصد من بعدها للخارج ينوي الرجوع بعد مدة يعطي البنات حقّهم بإستقبالها بلا أي تضييق ..
تفجّرت أوردتها بين أحضان أمها تشدّ نفسها، تقرّبها روحها وتودّ لو تُدخِل روحها بين أضلعها لإن مهما كان الشوق طاغي لأبوها، لأخوانها ولكلّ الدنيا الأمر مختلف تمامًا مع أمها تُهش روحها وما تعرف إلا إن دنياها قائمة بأمها، إن شهر يمر بلا أمها يولد جديد المعاني للشوق تخرج بالأكيد .. حياتها ومماتها أمها
تتوالى عليها أشواق البنات إلى نزول لدن، يمضي الوقت بينهم جريًا من بداية الإستقبال إلى عمق السواليف وآخر الأخبار ينتشلهم منه دخول نيّاف ومغادرة لدن للأعلى مرة أخرى، جلس بجنب الغيد الليّ تنبأت مباشرة: أشوفك الحين تارك غيدك وخلاص جات ألين وش لك فيها؟
إبتسم يوجّه نظره لها يسأل: غيدي؟
ضحكت تهز راسها بالإيجاب: يعني حنّ علي لو سمحت
- : وما تقولين هالكلام إلا بينهم .. يا صبر قلبك يا نيّاف
وبمجرد قوله هي إبتعدت مباشرة برفض تام لكل ما يلمح له، لكل ما يقصده ويخبيه بين سطوره ترفض وترفض فقط .. إتجهت لجانب أمها تستند براسها على كتفها تحت رؤى عينه بينما يسمع سؤال أمه: وش صار على الغداء؟ تأخر والبنت جاية من خطّ سفر
هز راسه بالإيجاب يطلّع جواله من جيب ثوبه يشيك على المسؤلين: على وصول .. بطلع أشوفهم أنا
يغادر بالفعل للخارج يفتح البوابة بنفسه، تدخل السيارة المُحملة بصحون الغداء ينده بعالي صوته على العيال يأتون يعاونونه وبالفعل جاوا ينقسمون بين مجالس الرجال والنساء، يدخّلون صحون الذبايح تحت إشراف نيّاف وإبتسامة ألين تسأله: يعني مقوم الدنيا كلها لإني رجعت؟
هز راسه بالإيجاب: ولا نقعدها، ألين عبدالإله ولا هو بحقك
ضحكت يفيض حبّها: ما بتكلم مرة ثانية أنا، غرقتوني حب يكفي
أجابتها الغيد من الخلف تنزّل جلالها بعد خروج العيال: لا إنتظري بيزيد الحب بعد ما تشوفين وش ذابح لك
وجّهت ألين نظرها لنيّاف تسأل وإبتسم ما يدرك الإجابة إلا بإجابة الغيد: من نياقه العزيزات .. موصيهم يجيبونها من الديرة للرياض عشانك يعني حب ما تحصلينه حتى عند الشاعر
ضحكت ألين بعدم تصديق وهز راسه نيّاف مصدق لقولها ..
يمضي وقتهم إلى العصر يصليها سلطان شمال عبدالإله، يستأذن من بعدها يغادر لوحده بينما هي كان قرارها البقاء إلى الغد وتستحل بهاللحظة حضن أمها تتمدد عليه وتشارك بأحاديث البنات العشوائية وتقرّ الرد بما حول يخت فراس: وش يوصلنا للشرقية؟ خمس سنوات ما أبي أسمع طاري سفر
هزت لدن راسها بتأييد: واقعكم بحر نيّاف واليخت ناقته .. فكونا بالله
ضحكت الغيد تضرب ذراعها لإن الموضوع بدأ يمسّ نيّاف: حدّك عاد
كشّرت لدن ترفض دفاعها: مو لإنه معطيك ناقة يعني تدافعين عنه وتنسيني! محدثتك رئيسة أكبر شريكات الرياض لو ناسية

مجلـس الرجـال، ردّ كاسة الشاهي من نيّاف يطلّع جواله من جيب ثوبه بعد إهتزازه دلالة إتصاله أحدهم وعقّد حواجبه من إسم المتصل وإنه محامي جدّه، نُفض بلا سبب يقف يغادر المجلس بينما يقبل الإتصال يسمع هدوء نبرة المحامي وسلامه يردّ: وعليكم السلام ورحمة الله، الحمد لله بأفضل حال .. عسى ما شر؟
أجاب المحامي بذات الهدوء: الصباح زارني طويل العمر بالمكتب، يسأل عن الورث والورثة والحقوق وطال موضوعنا عن أملاكه بالرياض وخارج الرياض والقصر وكل ما يملكه من عمّال وعماير وبيوت لين صار الأمر بيّن له .. مدّ لي وصيته ووصاني لا تطلع ولا يعرف بها أحد إلا بعد يومه، الله يبارك له بعمره لكن وجب إن يوصلك العلم ولو إنه رافض هالشيء ومحذرني .. فمان الله
ينهي الإتصال فقط تجف عروق مناف المتجمد بمكانه تدور الدنيا بين عيونه، تتوقف كل خلاياه يفقد كل قدراته على الإكمال، على التفكير يُجن بجهل يثقّل عليه روحه يصعب حمل عبئها ولإنه يعرف نفسه، لإن صحته الوحيدة معرفة نفسه هو غادر يهرب جيوش سوداوية ذهنه يترك مواجهة جده، يترك السؤال والمعرفة لكل ما يحدث من سابق أقوال والآن يفعل ويأكد بوصية يعرف إنه أضعف من حقّ المعرفة يترك خلفه هدام روحه، تلاشي شعوره يبقى باللا شعور، باللا روح واللا نفس يغادر حيث اللا شيء، لا وجهة ولا نقطة نهاية يذبل طريقه، تذبل دنياه ويتوه بين متاهات نفسه يترك الرياض خلفه، يترك الدنيا كلّها وما توقف إلا بمنتصف صحراء قاتلة وخالية توسع مدّ نظره بلا أي أُنس، بجسد حيّ وحيد على أرضها وروح تكاد تُفقد، أخذ نفس من أعماق قلبه يجلس على التراب بينما يسند كامل جسده على السيارة يردد بوهن: يا رب هونها .. يا رب صبّر قلبي يا رب إنه أعز ناسي
تُكتم نبرته ويُكتم صدره لإنه يفهم، لإنه يعرف إن جدّه مستحيل يقدم على هالفعل إلا بسابق خبر يوصله، يحسّ بيومه أو إن دكتوره يترك له الخبر لكنه يدرك إن نفسه أضعف من سؤال دكتور جدّه عن ما يحدث يلتزم الهروب .. رهب كل قلبه من فكرة إن هروبه ممكن يطول، من إن الأخبار ما توصله - ورغم إن هذا مبتغاه - إلا إنه رُهب بطريقة تشيّب قلبه يرجّع راسه للخلف بضياع: يا رب ثبّت عقلي .. يالله وأنت ربي

«قصـر عبدالإله، بعـد المغـرب»
عضّت ميهاف شفايفه ترفع صغير حجم الفستان أمامها تتأثر نبرتها: أليـن
ضحكت ألين تمدد ظهرها على قاعدة الكنبة: أشوفكم تحللون وإن فراس يبيها بنت .. الصدق حتى أنا ميتة على الحفيدة!
إبتسمت لدن تتأمل عينها العدد الهائل من الفساتين بحضنها: وهذا كله لبنتي أنا؟ .. طيب مناف يبيه يولد ويقول ولد ولا هالسياسة ما تمشي إلا على فراس؟
ما كفّت ضحكاتها تهز راسها بالإيجاب: يعني إذا ولد ما بتجي بنت؟ إحفظيها لبعدين
شاركت الغيد المتمددة على السرير: بحفظهم أنا لبنتك .. طولتي ترى أحملي إخلصي علينا
ضحكت ألين بذهول تلفّ لها: من يسولف؟ من! غيد اللي متزوجة قبلي!
كشّرت الغيد تصحح: غيد اللي مملكة قبلك فقط .. ما فيه زواج إتفقنا خلاص
إنفعلت ألين مباشرة تعدّل جلستها: لا! مو بكيفك والله العرس يتم يعني يتم
هزت الغيد راسها بإستخفاف بما تقرّه ترجّع راسها للخلف تستمر السواليف بينهم إلى أن وقّفت لدن تأشر لهم: بترك الأغراض بغرفتي وأنزل، أسبقوني لأبوي عبدالإله
تأتيها الموافقات وتغادر غرفة ألين لغرفتها تترك كثير الهدايا على السرير بينما تأخذ وردي الفستان المُزين بتفاصيل آسره بالورود بذات اللون تلتقط له صورة تحوّلها لمناف تحت تعليق "تقول ألين لبنتك .. ورودك"، تضيف رسالة أخرى "من إيطاليا بعد" وأخرى "وينك؟ ليش طولت مرة" تدرك بعد آخر رسالة إن رسائلها ما تصله تعقّد حواجبها بإستغراب لإنها مو عادته، لإن حتى لو كان بالنيابة الشبكة توصله ولا تغيب ..
تركت جوالها بين الأغراض تغادر غرفتها، للمصعد تنزل للأسفل وبطريقها إتجهت للمطبخ تاخذ قارورة موية وأكياس أدوية جدها تعود خطوتها للصالة تبتسم: مو لإن مناف مو موجود ما تلتزم أوقات أدويتك
ضحك ياخذ القارورة وأدويتها منها: حشى! ما أسويها ومرته عندي
قاصدٍ كونها تاخذ مكانه وبالفعل كانت تتصف وتتطبع فيه تذّكر جدها بأدويته بكل وقت، تراجع له مواعيده وتكلّم دكتوره وتحرص على ما يأكله .. جلست ألين بقربهم تسأل: ومناف للحين ما جاء؟ من العصر؟ متى أجلس معاه يعني
ناظرتها لدن لثواني تُجيب: غريب إنه راح أصلًا .. بس ما يطول هذي حزته
جلست أثناء نطقها بجنب أمها تترك راسها على كتفها وتضمّها كلها ميّ يخمل جسدها بينما مسامعها بين تناقل السوالف بينهم تستمع بهدوء وبلا مشاركة إلى أن غابت عنهم تغفى من حاني الحضن وتحسّها ميّ تتركها إلى أن دخلت بعمق النوم تأشر لخالد: توديها لغرفتها؟
إبتسمت نهى تناظرهم: ما عاد هي أم العشر عشان يشيلها، ارتاح يابو أُسيد تصحى هي وتروح بنفسها
إتكت الغيد على كتف ميهاف تهمس: خالتي ودها تقول اتركوها لين يجي مناف يشيلها بس مستحية من عمي خالد .. يعني كل شيء إلا غيرة ولدي لو سمحتوا
ضحكت ميهاف لإن هذا الواقع ولإن خالد قام بلا أي تردد يحمل ثقل لدن بين ذراعينه يرد لنية نهى: قبل خطف ولدك لها كانت بنتي تتصنع النوم لأجل أشيلها يا أمه .. لو إنها أم الأربعين أنا أبوها
إبتسمت السديم تقف بجنب أبوها بينما تترك لميّ الخبر: بنام عندها، إذا تقدرين كلّمي مناف كافي إحراجات معه
هزت ميّ راسها بالإيجاب تتبع عينها صعودهم للأعلى، تدخل خلف أبوها اللي ترك لدن وسط السرير فقط تجلس هي بالجهة الأخرى بهدوء تتمدد بينما خالد سكّر الأنوار والباب خلفه يغادر فقط ..

«بعـد يوميـن، الظهـر»
إبتسمت تستند بجسدها ضد الشاص تسأل: الثوب هذا ما تلبسه إلا للديرة؟ وش معنى؟
قاصدة سكري ثوبه وأجابها بينما يترك مجموعة ثيابه بشنطة السيارة: مالها معنى إلا إن أشوفها تليق بالديرة .. إلا إنتي ما ودّك تطيحين ما براسك وتسرين معي؟
هزت راسها بالرفض الأكيد: مستحيل، ليش مصرّ تروح بدري إنت؟ كيف يعني تبقى شهر بدوني!
إبتسم يفتح باب الشاص يركب وإتجهت هي بقرب الشباك المفتوح يُكمل الحوار: كم لي عن أرضي؟ أقول لك تعالي وإنتي رافضة وش أسوي أكثر من كذا
كشّرت توشك ضرب كتفه لولا صدّه لكفها يمسكه بين كفوفه وقالت بإتهام: تهنى بدوني طيب .. ما تحبني والله
قرّبها عن طريق كفها تستند براسها على إطار الشباك تُكمل مرة أخرى: وين بتروح الحين طيب؟ للديرة على طول؟
هز راسه بالنفي يناظرها: بنزل القصيم لأهل خويي ثم للديرة .. أوصل على الفجر ودونها
هزت راسها بفهم تودعه لآخر مرة، تقرّب للشباك تقبّل خده: أوكي، إنتبه على نفسك وكلّمني كل وقت ..

بالداخـل، إشتد قلق قلبها تسمع ردّ فراس على سؤال ميهاف "مناف؟ توني طالع من المركز ولا هو بفيه، وش صاير؟" تُجيبه ميهاف بالنفي فقط يخفق قلبها رعب لإن مرّت يومين بالفعل ولا يحصلون أي أثر له، ما يكون بالنيابة ولا الشركة، ما يوصل الديرة ولا قرّب حيّ بيته يموّت قلبها خوف لإن كل شيء غريب، من بداية خروجه كان غريب لإنه يطلع بلا ترك أي خبر، جواله مفصول وما تصله أي رسائل وبينما الكلّ متطمن، الكل يعرف مناف ويعرف إن ما عليه خوف هي ترتعب عن الجميع لإن محد يعرفه حقّ المعرفة إلا هي، محد يعرف إن أمر إختفاءه مريب إلا هي وجدها يحاول معاها لأجلها فقط لإنه ما يخاف، لإنه بالنهاية مناف يملك أشغال الدنيا كلّها ورشيد ما يحكمه ويبحث خلفه أحد .. ترقبت نهى معالم تخوفها تُجيبها بالماضي: خايفة على مناف يا لدن؟ .. تراه كل فترة يختفي وكأن الأرض انشقت وبلعته وخافي يا نهى وتحريه كل ساعة وحاتيه وعلى هالحال ثمان سنين إذا مو أكثر لين أستوعبت من هو مناف ومن هو ولدي ولا عاد أخاف، أنتظره إيه وكل دعواتي تحاتيه لكن بالمعقول لا تزيدين ضغطك ويأثر على الحمل
ما ردّت تحتضن أقدامها تبدأ دوامة اللا نهاية بسؤال وحيد - أين - أرضه ومستقره وصحة وصف أمه بإتبلاع الأرض له لإنه يختفي بشكل مخيف، بشكل يقلقها، ميّلت راسها على ذراع الكنبة تتبع عينها دخول أُسيد وسلامه، وقوفه بجنب أمها وتَرى عينها لكن تركيزها يغادر ما تسمع وما تعي إلا بحركته لجسدها يسأل بدهشة: بالله عليك خايفة على مناف! خافي علي أنا

Weiterlesen

Das wird dir gefallen

34.5K 775 76
معرفتي الاولى بتكون جداً مختلفة وتمس بعض من الواقع لا كثيراً ..اذا كان فيه تشابة لأي رواية او أسماء أبطال فهذا من باب الصدف لا اكثر 🤍.. مهم مهم "ل...
487K 15.7K 71
أول رواية لي مبتدئة...اتمنى تنال أعجابكم ونكمل مع بعض🤍🤍
496K 9.8K 40
مكملين الأحداث أنستا " rwiloq
15.2K 330 10
دكتور بعد وفاة اقرب صديق له تتغير شخصيته للجمود والصلابه يجبره ابوه يتزوج بنت صديقه من الديره وبيوم زواجه يكتشف انها بكماء غير قادره على الكلام