يانجمٍ وهج في حلّة سهيل

By jwuiri

1M 37.1K 6K

روايتي الرابعة " مستمرة " كُتبت بواسطة : الجُّود بِنت آل مطّلق 🤎 More

« التعريف »
« ١ »
« ٢ »
« ٣ »
« ٤ »
« ٥ »
« ٦ »
« ٧ »
« ٨ »
« ٩ »
« ١٠ »
« ١١ »
« ١٢ »
« ١٣ »
« ١٤ »
« ١٥ »
« ١٦ »
« ١٧ »
« ١٨ »
« ١٩ »
« ٢٠ »
« ٢١ »
« ٢٢ »
« ٢٣ »
« ٢٤ »
« ٢٥ »
« ٢٦ »
« ٢٧ »
« ٢٨ »
« ٢٩ »
« ٣٠ »
« ٣١ »
« ٣٢ »
« ٣٣ »
« ٣٤ »
« ٣٦ »
« ٣٧ »
« ٣٨ »
« ٣٩ »
« ٤٠ »
« ٤١ »
« ٤٢ »

« ٣٥ »

16K 780 166
By jwuiri

-
نجلاء بالفعل سمعت كل حرف طلع من غرور صباح اليوم وكانت جايه وهي مستعدة تعتذر لها وتوعدها تقدم لها أحسن معاملة وأجمل حياه بعد اليوم ، لكن كل شيء خططت له أنتهى قبل يبتدي من شافت بنتها مهددة تحت سلاح ، ما تدري كيف ومتى فكرت ترمي نفسها وتتصاوب بدال وحيدتها لكن الشيء الوحيد اللي تدري به إنها فخوره باللي سوته ومستعدة تكرره لو رجع بها الزمن لوراء ، هذا ثمن كل شيء سيء سوته لغرور ومتأكده إنها بتكبر بعين بننها للمرة الأولى والأخيرة ، متأكده إن غرور بتحكي اللي حصل وبتماري بإسم أمها بعد وفاتها ، هي حزينة جدًا إنها ما بتقدر على شوفة أولى أحفادها لكنها سعيدة إنها كانت سبب أساسي بنجاتهم ، تمسكت بيد غرور اللي كانت ترجف بشكل كبير وتناديها بنبرة باكية وصوت متقطع : يمـ.. يمه تكفين لا تروحين ، يمه أرجوك محتاجتك جنبي لا تخليني !!
كان ودها تتكلم وتعتذر وتبوح عن اللي بخاطرها للي تبكي قدامها لكن كل شيء أنتهى من بدأت تشعر بفقدان ذاتها وخروج روحها ، بدأ صدى صرخات غرور يتلاشى ، بدأت تفقد الشعور بضربات بنتها ، وأنسابت يدها من كف بنتها تطيح على أرضية السطح ، لحّد ما غابت عن الحياة ما هو بس عن الوعي ، تعالت صرخات غرور من خفت قبضة أمها وتركتها تسقط على الأرض ، جنّ جنونها وصارت تصرخ بأعلى صوتها ، ألتفتت بصدمة ودموعها ما وقفت على مروان اللي ركض لها ووقف مصدوم من شاف عمته طريحة والدم منتشر حوالينها ، توسعت عيونه على مصرعيها من أستوعب الموقف وبحكم إنه دكتور هرع لجثتها يحاول بشتى الوسائل يرجع النبض لجسدها ، صار يضغط على صدرها بدون توقف وبدأت غرور تهدأ ، تقدمت له تهمس بنبرة كسرت ضلوعه : ما أسامحك لو تركتها تموت ، أنا ما عندي بعد الله إلا هي لا تخليها تروح مروان لا تخلي أمي تترك الدنيا وهي ما شافت حفيدها !
بلع ريقه بصعوبة وكمل يضغط على صدرها ، بدأ العرق يتصبب من جبينه ، هو جايها مفجوع من الحرايق اللي تحصل بالمزرعة ، أقلقه صراخها وجاها لكنه تمنى إنه ما جاء بعد منظر عمته ، حملته حمّل صعب بثقل الجبال ، ما يدري شلون بينقل لأعمامه خبر وفاة أختهم الوحيده وأولهم ما يدري شلون ينقله لزوجته ، هو ما كان عنده علم بحملها ومن كثر الخوف والقلق اللي يعتريه ما عطى باله للموضوع بكبره ، لكن موقن إن حصل خير ما هو بشّر فهو مكتوب ومقدر ..
« المزرعة »
رغم ظلام الليل الدامس إلا إنهم يشعرون إنهم بعزّ القوايل من حرّ اللهيب وضياء نيرانه ، أندلعت ألسنة اللهب بكل مكان وصار الأمر شبه مستحيل إنهم يطفونها ، وقف رماح بقلة حيلة يتأمل حالهم ، صابتهم هالمصيبة بأسوء فتراتهم ، سهيل ما عاد هو مثل أول والمرض هدّ حيله ، نجم مختفي عن الأنظار من الصباح ولا يفتح جواله ، شجاع طريح فراش فالمستشفى ما يدرون هو حيّ ولا ميت ، عجز من كل ناحية عجز ، كان يشوف مسعود ودحيم الصغار يركضون للبير ويجيبون ماء ، رفع عينه على منيف الوحيد الموجود حتى مروان بنفسه أختفى ، عجز وقلة عدد كانت كافيه إنها تطيح سقف أماله بإنقاذ مزرعتهم وحلالهم ، ألتفت للباب اللي يؤدي للبيوت وصرخ ينطق بحدة : مسلط طلع الحريم وأزهم البنيات يعاونونا هالنيران ما بيغلبها إلا الله ثم كثرة عددنا !
همهم مسلط لكلام أخوه الكبير وركض يصرخ بالداخل وينادي كل من فالدار ، أستنفروا الحريم على صراخه يطلعون وبلحظة ما شافوا الحريم النيران أعتلت صرخاتهم المكان ، زفر مسلط ينطق بحدة : وين نجلاء ؟؟
ألتفتت سهام على زوجها تنطق برعب : مدري وش اللي صاير !
زفر مسلط يدخل للداخل يدور على أخته ، ألتفتت نجد بصدمة على أبوها اللي يحاول يطفي النيران وسرعان ما ركضت تتوجه له وتساعده ، ركضت شمايل تتبعها ومن بعدها أسيل والتوأم ، خساره كبيره حلّت على الحلّة ، فوق خمسين نخلة أحترقت وتناثرت مع النسيم ..
« بين الكثبان الرملية »
فتح نجم عيونه من شمّ ريحة حريق ، فرك عيونه بنعاس يخرج من موتره ويستند عليه ، توجهت نظراته فورًا على الضوء الخارج من حلّة سهيل ، وقف مفجوع من هول الكارثة اللي تحدث أمام عيونه وتبعد عنه كيلومترات قليلة ، رغم بعد المسافة كانت الحريقة ضخمة بشكل مرعب ، بلع ريقه وتوجه لموتره يركب ويشغله ، مسك القير يحطّه بالريوس ويفك الهاند بريك ، ضغط على البنزين لكن الموتر ما تحرك ، موتره جيب أسود ما تضّره كثر الرمال ومتعود عليها ، ألتفت بالمراية ينصب ناظره على الكفرات ، ضغط البنزين وزفر بغضّب ينطق : لعنه وقتها تغرز !
رجله مصابة بكسر مضاعف وذراعه أصبحت بحالة جيدة لكن تحتاج وقت حتى تتعافى بشكل كامل ، ما يقدر يساعد أهله ولا يخارج عمره من الوضع اللي أنحط فيه ، رجع الموتر على وضعه السابق وسحب الهاند بريك ينزل منه ، مسك عكازته يبتعد بخطواته عن موتره ، وقف على بعد مسافة وتوسعت عيونه بصدمة كل كفرات الموتر غاصت بالرمال حدّ النصف ، هالشيء مستحيل يصير لأنه ما تحرك لكنه ما أخذ وقته بالتفكير وتوقع إنها منه لمن حاول يرجع للخلف ، تقدم للموتر يطفي محركاته ويقفل أمانه ، مشى يغادر المكان مشيًا على الأقدام ..
« سابقًا ، عند نفس المكان »
وصل عبدالوهاب رسالة من عوض بإنه ما يسمح لنجم بالقدوم للحلّة ، وبالفعل نفذ الكلام وهرع لمكان موتره وبحذر شديد وقف أمام الشباك يتأمل نجم الغارق بنومته ، بلع ريقه بصعوبة وتقدم للكفرات يدفنها بطريقة تجعل من فكرة خروج نجم مستحيلة ، بعد دقايق طويلة أنتهى عبدالوهاب وركض للخط يركب موتره ويبتعد عن المكان ..
« أستراليا ، شقة أمير »
ألتفتت على صوت طرق الباب وتقدمت تنطق من خلفه : Who is it ?
*من ؟*
ضحكت سمو من خلف الباب تنطق : عشنا والله والانقليزيه الممتازة أنا سمو أفتحي
زفرت هنادي بسخرية تفتح الباب وتنطق : نعم ؟ ما عندك شقة أنتي كل شوي مزعجتنا
ضحكت سمو بعلّو صوتها وضحكت هنادي معها ، دخلت للصالون تجلس على الكنب وتنطق : وين وهج مالها حسّ ؟
تقدمت هنادي تكمل طبختها ونطقت : خرجت مع أبوك
توسعت عيونها بخفه تنطق : بالله ؟
هزّت هنادي رأسها بالإيجاب وكملت سمو تنطق بزعل زائف : ما هقيتها من أمير يطلع وحده من بناته ويخلي الثانيه
ضحكت هنادي تنطق بربكة : والله الثانيه عندها زوجها
تكتفت سمو تنطق بسخرية : لا والله على أساس وهج عانس ؟
صدّت هنادي تفتح الدرج وتنطق بهدوء نبرتها : حاليًا ايه
سمو : أوف خلاص والله درينا إن زواجهم باطل وترا عادي نكلمه يجي هنا ولوحده ما يحتاج نشوف جنون أهله ويتزوجها على الشاطيء بالله مو رومانسي وخيال ؟
جلست تمثّل المشهد وركعت على الأرض ، تعالت أصوات ضحكاتهم من رمتها هنادي بعلبة البهارات تنطق : قومي قومي من البلاط حسايف إنك الكبيره وهذي حركاتك !
مسحت دموعها ونطقت : شدعوه ماما وبعدين غيرت جوك صح ولا لا ؟
زفرت هنادي بتوتر تقلبّ المعكرونة ، رفعت عينها على باب الغرفة خايفه تصحى وهج اللي تنام بداخلها ، الباب مغلق عليها والأكيد إنها بتصدر صوت عالي وإزعاج تطالب بخروجها من تصحى ، ألتفتت بسرعه على سمو اللي نطقت : بسم الله ماما شفيك ؟
ألتفتت على المكان اللي تطالع فيه هنادي ونطقت بتساؤل : شفتي شيء ؟
مسكت هنادي أكتاف سمو تنطق بحدة : لا !
شهقت برعب من حركة أمها وإنفعالها تنطق : اوكيه شفيك روعتيني !
سحبتها هنادي تتوجه فيها للمدخل وتنطق بربكة واضحه بصوتها : شوفي نيّار بيأكل معنا أحسب له أو لا
توسعت عيونها بصدمة تنطق : بس مامـ..
قاطعتها هنادي من دفعتها خارج الشقة تنطق : بلا ماما بلا بطيخ
قفلت الباب وزفرت سمو بغضّب تنطق : بس نيّار ما هو موجود !
زفرت تتوجه لشقتهم وتدخلها ، قفلت الباب وراها بقوة تنطق بحدة : تصرفاتها غريبة وكأنها تخبي شيء عني
توجهت للمطبخ تفتح الثلاجة الفارغة وزفرت تقفلها من جديد وتتوجه لغرفة النوم ترتب وتحاول تشغل نفسها ..
« غرفة وهج »
فتحت عينها وما زالت تحافظ على بقاء الأخرى مغلقه ، تتفحص المكان هي ما كانت بغرفتها بآخر شيء تتذكره ، على حسب ذاكرتها هي كانت نايمه بالصالون بعد المشادة الكلامية اللي صارت بينها وبين أهلها ، رجعت تغمض عيونها وتنطق بسخرية : تحاول تراضيني يا أمير ؟
توقعت إن أبوها شالها للغرفة لأجل ترتاح ، الجزء الأول من توقعها كان صحيح لكن السبب ما كان ، تقدمت للباب وكانت على وشك تفتح مقبضه لكن أستوقفها صوت أمها من الداخل ، تتكلم من المطبخ والواضح إن معها جوال وفيه شريحة ، شّدت على قبضتها من نطقت هنادي بضحكه ساخرة : ايه باقي نايمه لو صحت بتسمع إزعاجها وهي تحاول تخرج من الغرفة
توسعت عيونها بصدمة وانحنت لفتحة الباب تشوف قفل الباب ، زفرت بغضّب تنطق بهمس : كل هذا عشان ما يدري نجم عني ؟
مسحت وجهها وتقدمت تدخل للحمام ، غسلت وجهها وتوضأت تصلي اللي فاتها ، جلست على السجادة تفكر بحل ، هي فالطابق السادس عشر ومغلقة عليها غرفتها ، وقفت ترتب سجادتها وتجلس على طرف سريرها ، تتأمل المحيط من نافذة غرفتها الضخمة ، سحبت شنطة اللابتوب حقها تفتحه ، زفرت تنطق بهمس : أرجوك أشتغل
سجلت رقم عشوائي للشبكة لكن دون جدوى ، حاولت بشتى الوسائل توصل لابتوبها بالشبكة لكن ما قدرت ، ألتفتت خلفها من سمعت ضجيج قادم من فتحة التهوية للشقة القابعة بجانبهم ، ركضت لها وطلعت على الكرسي ، شهقت من سمعت صوت قريب لجهتها تنطق بحدة : Excuse me sir I'm here !
*المعذره سيدي أنا هنا !*
وقف الجار منصدم من إتجاه الصوت ، بدأ يلف بمكانه ووهج توجهه لمكانها ، لحّد ما تقدم لفتحة التهوية ينطق بصدمة : Yes ma'am ?
*أجل سيدتي ؟*
بدأت وهج تنظم تنفسها وتسلسل الأحداث الأخيرة له ، وإنها ما تبغى أي شيء منه إلا رقم الشبكة الخاصة بشقتهم ، بلع ريقه ينطق بهدوء نبرته : Ma'am you sure you don't need help !
*سيدتي أنتي متأكده إنك لا تريدين المساعدة !*
ضحكت وهج تنطق بسخرية : come on I'm totally fine
*بحقك أنا بخير تمامًا*
زفر بتوتر ينطق : okay then your password is Room1607
*حسنًا إذًا كلمة السر الخاصة بك هي Room1607*
ضحكت تشكره وتتوجه لسريرها ، جلست ومسكت لابتوبها لأجل تسجل كلمة السر لكنها ألتفتت للباب بصدمة من سمعت أصوات المفاتيح ، قفلت اللابتوب تدفعه أسفل السرير وترجع على نفس وضعيتها السابقة ، فتحت هنادي الباب ووقفت تتفحص الغرفة ، زفرت تهمس : باقي ما صحت ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة ومشت تخرج لكن هالمره تركت الباب مفتوح خلفها ، رفعت وهج رأسها ومن تأكدت من خلوة المكان رجعت تسحب لابتوبها من أسفل السرير ، رفعته وسجلت الكلمة وأبتسمت بنصر من أشتغل ، دخلت تطبيق الفيس تايم تتصل على نجم ، مسك الإتصال وأبتسمت بفرحة ، متلهفه لصوته وحكاويه ، مرت الدقيقة حتى أنقطع الإتصال بدون أي رد أو صوت من جهة نجم ، زفرت تعاود الكره مره مرتين عشر .. ، لكن على كل المحاولات ما قدرت تنجح فيها وتوصله ، ضغطت على رقم ليلى وسرعان ما أجابت القابعة فالجهة الأخرى من العالم ..
« السعودية تحديدًا الرياض »
ضغطت على الزر الأخضر تقبل المكالمة ، أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أخيرًا ما بغيتي تتذكريني !
زفرت وهج ترفع شعرها عن وجهها وتنطق : أسكتي بس
كانت ليلى بأحد الصالونات تضبط أظافرها ، ضحكت بخفه تنطق : أوف وش صاير ولا ما جازت لك القولدكوست بدوني ؟
وهج : ليلى أسمعيني ما معي وقت وبحاول أختصر لك
عدّلت جلستها تنطق بجدية : بسم الله فيك شيء ؟
وهج : لا تجين أنا بجيك
توسعت عيونها بصدمة تنطق : جوجو لا توتريني إيش اللي حاصل ؟!
زفرت وهج تنطق بحدة : بقولك كل شيء في مطار الملك خالد الحين أبغى منك كم حاجه تسوينها
ليلى : تمام حبيبتي أسمعك
وهج : أطلبي من الدكتور باسل يكتب لك خطاب أستدعاء طارىء لي عشان أجيكم بأسرع وقت
هزّت ليلى رأسها بالإيجاب تنطق : أبشري بس طمنيني أنتي بخير ؟
تأملت وهج بوجه صاحبتها القلق تنطق بضيق : لو تتم هالخطط على خير ان شاءالله بكون بأفضل حال
ليلى أبتسمت تنطق : الليلة ان شاءالله وأنتي في مطار الملك خالد جهزي أغراضك !
ضحكت تنطق بسخرية : تعجبيني
ليلى : هيا قفلي وأنا بروح أشوف الدكتور باسل أو ولده مروان
وهج : عاد قولي لهم زوجة ولدكم عساه يكتبها لك بساعتها
ضحكت ليلى تنطق بسخرية : يا عبيطه قفلي !
قفلت وهج وضغطت على رقمه تعاود الإتصالات عليه اللي وصلت فوق العشرين إتصال لكن دون أي فايدة ..
« حلّة سهيل ، الساعة العاشرة مساءًا »
ضجيج المطافي وأصوات صافرات الشرطة ، المكان أصبح رماد ، ثلاث ساعات حريق كانت كافية إنها تحرق المكان وتمحيه عن بكرة أبيه ، بيوت الطين هي الوحيدة اللي نجت من هذه الكارثة ، وصل نجم من دقايق وهو اللي أتصل على الإسعاف والدفاع المدني والشرطة ، وقف يتأمل المكان من البوابة المكان اللي لطالما ضمهم بين جدرانه ، المكان اللي تعودوا على مذاق تمر نخيله ، المكان اللي كانوا يستظلون تحته من القيض وحرّ الشموس ، أصبح رماد أصبح ذكرى صعب يكررونها أو يخوضون تجربة الحياة فيه مره ثانيه ، تدمرت الحلّة وتساوت بالأرض ، الخيام والعلف وبيت الضابط نجم ومجالس الشيخ سهيل ، والأهم من ذلك مزرعة النخيل الكبرى تدمرت وكأنها لم تكن ، ما زالوا فرق الشرطة يبحثون عن سهيل حي كان أو ميت ، زفر يصدّ عن المكان ويعطيه ظهره ، يشوف تدهور وضع أهله وبكاء حريمهم وصغارهم ، وفاة نجلاء كانت فاجعة أخرى هدّت بحيلهم وما يتوقع إنهم ناقصين فاجعة أخرى من طرف الرأس الكبير ، مسح وجهه وشنبه وأستغفر ربه يهدي من ذاته ، مشى هالمسافات كلها بدون ما يشعر بألم ويدري ومتيقن إنه ما بينام الليلة ، ألتفت جهة أبوه وتقدم له ينطق بهدوء نبرته : أحسن الله عزاكم والله يعوضكم خير يا أبو سهيل
رفع رماح حاجبة ينطق بحدة صوته : أحسن الله عزانا كلنا يا ولد رماح في فقد حلالنا وبيوتنا وبنتنـ..
تحشرج صوته من نطق بآخر كلمة يصدّ عن وجه بِكره ، وقف يبتعد عن المكان وزفر نجم يلتفت للضباط اللي خرجوا مع الفريق الطبي وفرق الإنقاذ ، توسعت عيونه من شاف جده يمشي بينهم يستند عليهم ، ثوبه مليان دم ومركبين عليه جهاز تنفس لأجل الدخان اللي أستنشقه ، صرخ نجم بأعلى صوته ينطق : سهيل حيّ وإن ماتت الحلّة ما يموت سهيل !
رفع عيونه على حفيدة وأغلى المخاليق لقلبه ، أبتسم بخفه ينطق بهدوء نبرته : حيّ شوفك وطاريك يا نجم سهيل
تقدم يسلم على كتف جده وينطق بجدية : خطانا الشر جميع وجعل ما صابنا تكفير لذنوبنا ووعد مني ألاقيه وأذوقه من الجمرّ لهيب !
سهيل : اللهم آمين وما عندي شك يا ولدي
تجمعوا رجال سهيل حوله يسلمون عليه ويطمنونه إنهم بخير ، بلع رماح ريقه بصعوبة ينطق : يا والدي أرتاح كلٍ بخير
هزّ سهيل رأسه ووقف بصدمة من ركضت غرور له ترتمي بأحضانه ، تبكي وتتألم من داخلها حزن على فقدانها لأمها ومن خارجها أثر لسعات الحريق على جسدها ، حاوطها ينطق بحدة : خلوها خلوا بنت الغالية
شّدت على ثوبه تشهق وتصرخ من مرارّة الغصة اللي تحرق جوفها ، مسح على ظهرها يسمي عليها ، تراجعوا خوالها كلهم يبتعدون عنها ، زفر رماح بغضّب ينطق : بتعلمه وبيطيح علينا أبوي
مسح عبدالكريم لحيته ينطق : هو كذا ولا كذا بيدري
رماح : فرق الظروف يغير من مدى قوة الصدمة ، لو يدري ذلحين ما أضمن لك سلامته لكن لو ننقل له العلم بعد ما يرتاح بتكون أهون !
عبدالكريم : خرابيط وكلام فاضي اللي كاتبه ربي بيصير
زفر رماح بغضّب يشتم عبدالكريم البارد ويعطي ظهره لهم يتوجه للضابط لأجل يحققون معه ، ألتفت على نجم الواقف أمام ريمان ويكلمها وتقدم لهم ينطق : ولد !
ألتفت نجم على أبوه ينطق : لبيه ؟
نطق رماح بغضّب : أمسك بنت نجلاء لا تعلم أبوي بحرف ما بيقدر عليها بعد الله إلاك أعجل !
زفر نجم ينطق : وين المشكلة خله يدري العزاء حاصل حاصـ..
أنقطع صوته وألتفت بصدمة على صرخات سهيل المتوجعة في فقدان بنته الوحيدة ، رفع طرف ثوبه يمشي بمعاكزه لجهة جده ، كان صوت بكاءه ونحيبه يكسر ظهور رجاله ، تقدموا له ونطق بحدة : ما فيكم رجال خليتوا أختكم تروح !
زفر نايف بضيق ينطق : ما بيدينا شيء مكتوب يا أبوي مكتوب
غطى وجهه يبكي بحسرة وغرور بجانبه تبكي ، جدتها تركتها لحظة ما عرفت وأبوها له كم يوم مختفي ، ما لها بعد الله إلا جدها وزوجها ، مسح مسلط دمعه تمردت عليه وتنحنح ينطق : كلنا مستوجعين نفداك غير ما باليد حيله
تقدم نجم مع منيف يقومون جدهم ، رفعت رأسها تناظر فيه ، ماتت المشاعر بداخلها المشاعر اللي لطالما كانت له ، أنتهى كل شيء مع رحيل أمها ، زفرت تبتعد عن جدها وتتوجه لمروان ، تشعر بإنها حزينه منه إنه ما قدر ينقذ حياة أمها بس بالوقت نفسه ما تقدر تلومه على وفاتها ، خرجوا جميع من المكان يغادرون وتقفلت بوابات الحلّة حتى إشعار آخر ..
« القولدكوست ، أستراليا »
أنتهت من تجهيز أغراضها وتنتظر الإشارة من صاحبتها ليلى لأجل تمشي علطول للمطار ، رفعت عيونها بصدمة للباب ولأمير الواقف قدامه ، بلعت ريقها تقفل شنطتها وزفرت بتوتر تنطق : بابا شفت فرشاة شعري ؟
هزّ أمير رأسه بالنفي ينطق : لا يا بابا تعالي الغداء
خرج من عندها وزفرت تمسح وجهها وتهمس بـ : الحمدلله
كادت على وشك تنمسك وتنكشف كل أوراقها وخططها بالهروب من أستراليا والرجوع للمملكة ، تقدمت تدخل للحمام وتغسل وجهها ، مررت الماء على رقبتها ترفع نظرها للمراية وتنطق بحدة : أنا قدها لحالي ما أحتاج أحد ولو ما قدرت ليلى عليها أنا لها وأنا وهج !
أبتسمت ترسل قُبلة لنفسها وتخرج للصالة ، جلست على الطاولة بجانب أبوها وألتفتت له من مدّ جوالها ينطق بهدوء نبرته : ما لقيت شرايح
أبتسمت تنطق بسخرية : ما يحتاج الستوريز أنحذفت
أبتسم بخفه يصدّ عنها ويرفع عيونه لهنادي ، وقفت وهج تتوجه للمطبخ ، آشر أمير بيده للي تناظره بمعنى وش صاير ، رفعت أكتافها بعدم معرفة تهمس له : أنسى خلاص دامها جات منها
زفر أمير ينطق بهمس : هدوء وهج ما يطمن شلون تبيني أنسى
ضحكت هنادي بسخرية تنطق : ليه وش ممكن تسوي ؟
ضرب أمير فخذه ينطق بحدة وصوت مسموع : وهج أقلعت من السعودية ووراها سديم نجم يحترق لهفه لها ، نجمٍ يعكف الصعب ويحلّه ويحرق الدنيا ونفسه لأجل يرضي وهج وبنتنا ما عليها قصور لو حطت شيء برأسها ما يفلت من يدها إلا وهي مأخذته غصب عني وعنك تسمعين !
زفرت هنادي تنطق بربكة : أترك منك هالخرابيط باقي العرض متاح ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أي عرض وش تقولين هنوده ؟
مسكت هنادي كفه تنطق بإبتسامه ساحرة : موعد غرامي بأفخم المطاعـ..
قاطعها يضحك من جات وهج تجلس ، أبتسمت وهج تنطق : بابا وش صار على الجدول الطويل والخرجات اللي من الصباح بدري ؟
أبتسمت هنادي تنطق : أبوك كنسل كل شيء عشاني
ميّلت رأسها تكبح ضحكتها وتنطق : سمعتك وان شاءالله إن اللي سمعته غلط
زفرت هنادي تنطق بحدة : ليه غلط ؟
ضحكت وهج تنطق بنبرة إستفزازيه : أمي شخباري والمواعيد الغراميه ولا شكلك نسيتي إنكم بأواخر الستينات ؟!
رفعت حاجبها بغضّب تنطق : على هالكلام مافيه خرجه من الشقة تسمعين !
ألتفت أمير على هنادي ينطق بهدوء نبرته : تمزح معك يا هنادي
هنادي : لا خلها تنثبر بالبيت
زفرت وهج تنطق بزعل زائف : ماما كنت أمزح وتقولين ما تغيرتوا شوفيك ما صرتي تتقبلين شيء مني !
ركضت لغرفتها تقفل الباب عليها ، زفر أمير ينطق بحدة : شاطره ما خليتها تأكل
مسحت هنادي شفايفها تنطق : خلها تتأدب..
قاطعها أمير وهو ينطق : هنوده البنت تمزح شفيك ؟!
هنادي : قوم لا يروح علينا الحجز
غادرت الطاولة ووقف أمير بعدها يستغفر الله ويتوجه للغرفة لأجل يجهز ، فتحت الباب بهدوء تراقب حركتهم ، خرجت هنادي ووقفت عند الطاولة الصغيرة بالصالون تنطق بنبرة حزينه : أمير بترك لها البطاقة هنا لو بغت تخرج
أبتسمت بسخرية تنطق : يا حبيبتي يا ماما تحسبين لو خرجت برجع ؟
هزّ أمير رأسه يقبّل كتفها ويخرج معها من الشقة ، صرخت تقفز وتنطق بفرحة : جايه ان شاءالله وبحاسبك على الجوال المقفول
ضحكت بسخرية تنطق : الحقيقة دايم مقفول مافيه شيء جديد لأنه مستحيل يكون نجم لو رد من أول مره !
توجهت للابتوب تفتح إيميلاتها وتشيّك لو وصلتها الرسالة ، هي ما تكترث في حال وصلتها أو لا ، وسواء نجحت ليلى أو فشلت هي بترجع للرياض وبدون تفكير ، تركته مفتوح قدامها وسحبت جوالها تسجل كلمة المرور ، أبتسمت تدخل السناب وتتصل على نجد ، لكن حال آل جراح كلهم ما كان يسّر الخاطر وصعب يكونون فاضين للإتصالات حتى تهدأ أمورهم ، وبالفعل كررت الإتصال أكثر من مره لكن محد يرد ، زفرت تقلب بجوالها ودخلت الواتس ، تقرأ رسايلهم مع بعض رغم قلتّها إلا إنها غير بكل شيء ، أبتسمت ترسل له وتخط يدها تكتب له : أنا راجعه السعودية
أرسلتها وسرعان ما شهقت من دخل على الشات وظهرت علامة " مُتصل " أسفل إسمه ، زفرت تمسح على صدرها ورجعت ترفع جوالها ، كان يكتب لكن ما وصلها أي رد ، نبضها تلخبط قدر يقلبّ حالها وهو يقطن بالجانب الآخر من العالم ، كانت تتأمل المحادثة لحّد ما أرسل : دقي علي
زفرت بتوتر زادت ربكتها لكن لطالما كانت وهج عبيطه تحب المزاح ، أبتسمت تنظم نفسها وترسل له : ما أنت محرم لي شلون أدق عليك ؟
أرسل لها علطول يرد : حلو شيخ مبارك من اللي أحرقت جوالي إتصالات قبل !
خرج من المحادثة وهي تضحك بعلّو صوتها ، قوة تأثيره عليها مستحيله هو قادر يغير مزاجها بمراسليه ، مسحت دموعها تضحك بخفه وتكتب له : بالله أجل دام وصلتك إتصالاتي ورا ما رديت !
أنتظرت دقايق معدودة ورجع نجم يتصل ، كتب لها : أنشغلت يا عذب الطباع ، خلصيني دقي علي دقيت عليك بس ما يمسك الخط
دخلت على الفيس تايم تتصل على رقمه ، فتحه علطول ينطق بهدوء نبرته لأن حولّه رجال : ‏يا حيّ صوتك لا عدمته وأنا حيّ ويا مرحبا بالصوت ويا حيّ راعيه ، حيّ الله اللي مخليني ومسافر للغرب
أبتسمت بوسع ثغرها تمسك صدرها تحاول تهدئة الأمور ونبضاتها ، بللت شفايفها تنطق بخجل : ما قويت البعد وهذاني أجهز شناطي راجعه
فتّل شاربه ينطق : مرحبا والدار دارك والنجم يفداك والقلبّ والله مسكنك ليّن أفنى
زفرت ترجع شعرها خلف أذنها وتنطق : صوتك تعبان ومن الحين لا تحاول تغير الموضوع وتسدح لي كل دواوين الشعر عندك وقولي فيك شيء ؟
ضحك بسخرية متعجب منها ، كيف تفهمه وتعرف وش بخاطره ، بالعادة ما أحد يعلم وش الخافي في صدره أو بالأصح ما أحد فكر يسأل ، لكن هي عرفت من نبرة صوته وسألت ولزمّت عليه يتكلم ، رتب شاربه يرفع عيونه على أبوه اللي يناديه ونطق : جايك نفداك
زفرت تنطق بضيق : بتقفل
نجم : لا ليه أقفل تعالي معي بشوف وش يبي مني القائد
أبتسمت بخفه تنطق : نجم صاير عندكم شيء ؟
ما رد عليها وأبعدت الجوال بصدمة من سمعت صوت مزعج ، هو بالفعل رمى جواله في مخباه ومشى لأبوه ، كانت تسمع طرف الحديث والباقي مشوش ، ألتفتت علطول على اللابتوب من وصلها إيميل ، فتحته وأبتسمت من تمّ الحجز وطلعت تذكرتها ، قفلت اللابتوب تحطه بالشنطة ، تقدمت تسحب شنطتها وتخرج من الشقة ، وقفت عند الباب من شافت سمو ونيّار سوا ، تكتفت بصدمة تنطق : ماشاءالله على وين يا الهانم ؟
ضحكت تنطق بربكة : فجعتيني حسبتكم ماما وبابا
نيّار : وين بتروحين ؟
وهج : للمطار توصلوني ؟
أبتسمت سمو تنطق بحدة : أحتزمي نوصلك ليش لا
ألتفتت على نيّار المصدوم وزفر ينطق : نوصلك والله يعوض
ضحكت سمو تتمسك بذراعه وتخرج معه ، تبعتهم وهج متوجهين للمطار ، رفعت جوالها وما زال نجم على الخط لكن الصوت أنقطع تمامًا ، زفرت بضيق تقفل وتخرج مع الفندق تركب سيارة نيّار وترمي بشناطها جانبها ..
« بيت هزاع آل جراح »
زفر من شافها قفلت ورجع جواله بجيبه يتقدم للدكة ، كان سهيل يبكي الليل طوله حزين على بنته وعلى الحال اللي أنجبر يعيشه ، ما كان عنده خيار ثاني إلا إنه يرجع للبيت اللي نشأ فيه ، بيت أبوه واللي يبعد عن الحلّة كيلومترات طويلة ، جلس بجانبه ينطق : ما شفتوا أحد ؟
تنحنح سهيل يعدّل جلسته وينطق : غرور تقول واحد رفع السلاح عليها ويوم أطلق جات الطلقة في نجلا..
أنقطع صوته ودفن وجهه في شماغه
...
أنتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🤎
" وحشتو و و و و و و و و و و و ني 🥹 "
البارت تصبيرة بس عشان طولت عليكم ، أنزل أنستا يوميًا تعالوا
- Jwuiri

Continue Reading

You'll Also Like

423K 32.1K 13
عَالم مظلم مغمور بالغموض حكاية خطت ورُسمت بالوان الغموض والخفية سَنشاهد التقاء روحين للتصدي للماضي الأليم والمواجهة مع التحديات الجادية هل ستجد ال...
179K 9.2K 63
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .
1.3M 72.3K 61
يا من علمتني دروس الحياة لم يحبني احد كما احببتني انت فتاة وحيده تعيش مع عائلتها الصغيره في حبهم وحنانهم ليدخل حياتها شخص يخرجها من وحدتها إلى عالمهُ...
23.1K 1.1K 148
مكتملة 148 فصل   كان لين وي وزونغ شاو متزوجين مرتبًا ، وانفصلا لمدة أربع سنوات ، وأنجبا طفلين ، لكن الزوج والزوجة لم يكونا أقرب من الأصدقاء العاديين...