كالاتيا

البارت الثامن

البارت الثامن
كالاتيا
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹

كانت تجلس على المائدة وهى تشعر، بالخجل والضيق تحاول أن تحبس تلك الدموع التى تلح على التحرر

تلهو بالطعام فى أطباقها وهى تحاول أن تنظم أنفاسها وتبدو طبيعية ولكن بداخلها تلعن نفسها أنها وافقت على الذهاب لمنزل عمها لترى الكره فى عين إبنه

لا تنكر أنه محق فى شعوره تجاه والدها ولكن ما ذنبها هى فى أفعال والدها

حاولت دلال أن تحثها على تناول طعامها حيث كانت تبث لها من الحنان والعطف بينما أشرف لم ينطق ببنت كلمة طيلة مدة تناول الطعام بينما يحاول خالد التهوين عليها وبث بعض من الأمل فى عودة والدها

✨✨✨✨✨✨✨

وقعت كلمة مستحيل وكأنها صاعقة أصابت أذن الموجودين لتعلو الهمهمات والإستهجان من كلمة إبن القمر عليان

يقوم عليان بالنهوض فجأة غاضبا ليصيح بهم

- كيف تعلو أصواتكم فى حضرة إبن القمر..... فقط إلتزموا الصمت والا سأوقع عليكم العقاب

لم تكن الكلمات فقط لها تأثيرها بل صوته القوى وحضوره الطاغى ألجم. ألسنتهم لتجزم أن المكان فارغ لولا أنفاسهم تلك

يعاود عليان الجلوس إلى مقعده وقد بدأت قسمات وجهه تلين قليلا بعد صمتهم ليردد بحزم

-من يريد العودة لن أمنعه عليه السباحة فى تلك المياة حتى يصبح جثة هامدة وسندفنه إكراما له ومن يريد حمايتنا فإبن القمر لن يبخل بها على أحد سأوفر لكم العملة والمنزل والعمل

يتبادل الجميع النظرات عقب كلماته تلك ليميل يوسف على بهاء مرددا بجدية

- هو إحنا نزلنا فى ألف ليلة والا إيه.... منك لله يا كابتن وليد.... شوية والراجل ده هيقول يا مسرور هات السيف

لم يكن بهاء يمتلك ذلك المزاج للمزح فأى مزح فى موقفهم ذلك ليتقدم وليد مرددا بدهشة

-لحد دلوقتى مش فاهمين حاجة......هى المية مسممة والا فيه حيتان والا إيه السر اللى هيخللينا نموت ومنرجعشى بلدنا

أراح إبن القمر بظهره على المقعد ليأخذ نفس عميق ثم يردد بهدوء

-الجزيرة دى فيها سر.... إلى الآن لم نستطيع إكتشافه.... إذا وقفت على شاطئ الجزيرة وعلى إمتداد البصر ستجد هالات  بيضاء تحيط الجزيرة من يقترب من تلك الهلات يموت فى الحال..... كثيراما وجدنا جثث تطفو فوق المياه لأشخاص حاولوا دخول كالاتيا أو الخروج منها.... نحن منذ أن وعينا على تلك الجزيرة لا نعلم من العالم ذلك غيرها لا نعلم ماهو طبيعة ذلك العالم من حولنا إلا من بعض الحكايات التى سمعناها عن أجدادنا... الآن عليكم الإختيار حكمى أم ستتخذون طريق المياه

نظرات حائرة وهمهمات متبادلة فلا خيار لديهم كلاهما موت بالنسبة إليهم فليتمسكوا بذلك الأمل ربما تأتى تلك المعجزة ويعودوا مرة أخرى إلى أهلهم

صمت الجميع ليردد يوسف بنبرة مترددة

-هنختار حكمك

تنهد عليان براحة فلقد إنتى الشق الأول من الأمر ليقوم بفرد تلك الورقة والتى تشبه البردية ليردد بحزم

-سأبلغ كل فرد منكم بعمله وأوفر للنساء مسكن مشترك والرجال مسكن آخر أما عن عائلة السيد أيمن سيكون لهم مسكن مستقل والآن سأخبر كل منكم بعمله الجديد ليبدأ به من الغد ويقوم بإستعارة بعض العملات من ديوان كالاتيا

يبدأ إبن القمر عليان فى سرد وظائفهم الجديدة والتى تناسب تلك الجزيرة فسلمى كان عملها فى دار رعاية الأيتام وكبار السن أما هاميس وسالى فى دار المعالجة  الطبية أما عن وليد فقد عمل فى ديوان كالاتيا

كان يوسف الشخص الوحيد الذى كان ساخطا على مهنته التى إختارها له عليان فلقد أسماه مضيف فى الديوان وهو يجهل معنى تلك الكلمة

كان بهاء ينتظر عمله وتفكيره منصب فى شئ آخر وهو كيف النجاة من تلك الجزيرة والعودة إلى حبيبته لتكون وظيفته فى أحد المتاجر 

كان أدهم غير مكترث كثيرا بتلك المهن الموزعة عليهم ليكون مهنته فى أحد المصانع

أنا عن رزان فلقد إختار لها مهنة فى أحد المدارس ومعها سعاد

أما عن أيمن وزياد فلقد عملوا بأحد مصانع الملابس ومحمود وسامح مدير أعمال رزان يعملان فى المزرعة

ينتهى إبن القمر من سرد وظائفهم ويكلف أحد رجاله بإصطحابهم فى الصباح لأعمالهم ويعدهم بإستكمال إستضافتهم حتى ينتهى العمل فى إنشاء منازلهم

ينتهى الإجتماع ليغادر عليان وتبدأ حياة جديدة لا يعلمون أين تأخذهم

✨✨✨✨✨✨✨✨

تشرق الشمس لتنشر أشعتها على الكون معلنة ميلاد يوم جديد

يستيقظ الجميع إستعدادا لبدء تلك الحياة الجديدة وكأن ميلاد جديد لهم اليوم لم يقتصر الأمر على عمل  بل وملابس جديدة يقوم عليان بإرسالها لهم ليشعروا أنهم بها يشبهون أهل تلك الجزيرة المبهمة إليهم والتى سيبدءوا التعرف عليها اليوم

توجهت هاميس وسالى إلى دار الرعاية الطبية تلك التى أخبرهم بها عليان بالأمس لقد رسموا فى مخيلتهم صورة لتلك الدار الخاوية من الداخل سوى من بعض الرمال والحشرات وبعض النساء التى تقوم بإعداد الطعام

تصل تلك العربة إلى مكان دار الرعاية لتترجل كل من هاميس وسالى لينبهروا بذلك المكان من الخارج بتلم الحديقة الممتلئة بالزهور والتى يفوح عبيرها ليمتلئ النسيم بعطرها فينشرح لها القلب

تخطو الفتاتان بخطوات متفائلة وقد إمتلأت رئتيهما برائحة تلك الزهور لتلاحظا تلك المقاعد فى الحديقة والملونة بألوان زاهية تبعث بالبهجة فى النفس

تدلفا إلى الداخل ليتفاجأ من إتساع المكان بالداخل والمقسم إلى غرف لكل غرفة وظيفتها وهناك فى نهاية الممر غرف لحجز المرضى التى بحاجة إلى الرعاية بتلك الدار

يخرج عليهم أحد الرجال والذى يبدو عليه التقدم فى العمر بلحيته البيضاء ليتطلع إليهم بدهشة مرددا بإستياء

-إنتوا مين وواقفين كده ليه مسهمين كده

يتقدم عنهم الحارس المكلف بتوصيلهم مرددا بإحترام

- لقد أرسلهم إبن القمر أطال الله عمره للعمل فى دار الرعاية الطبية

يتطلع لهم الحكيم من أعلى لأسفل ليقوم بسؤالهم

- مين اللى علمكم مهنة الطب

تتطلع كل من هاميس وسالى لبعضهم فهم عاجزون عن تلك الإجابة ليكون فى المقابل يتغاضى الحكيم عن سماع إجابتهم ليردد بجدية

- تعالوا ورايا يالا أعرفكم شغلكم إيه

إبتلعت هاميس ريقها بصعوبة فيبدو أن الأمر ليس بالسهل كما كانت تظن إنها دنيا جديدة بقوانين جديدة

✨✨✨✨✨✨✨✨✨

إنتهت نهى من صياغة ذلك التقرير الذى كلفها به عمر عن إحدى الشركات المنافسة لهم لتتردد كثيرا فى عرضه مباشرة عليه لتجد الحل فى النهاية حيث تضع الملف على مكتب سكرتيرته

أصارت فعلتها تلك غضبه بشكل كبير، ليقلى بالملف جانبا لاعنا ذلك الحظ الذى لم يحالفه فدائما هو يختار القرب بينما هى تفضل البعد دائما ليقرر أن يلقى بها للأبد لتتحول إلى ماضى فى قلبه

✨✨✨✨✨✨✨✨✨

تمضى الأيام مرارا ليستلم كل منهم منزله ويبدأ بالتأقلم على عمله ليكتشفوا عالم آخر فى تلك الجزيرة من عادات وتقاليد وعملاتهم وقد إنتشرت حكايتهم بين شعب كالاتيا

أما فى مصر فقد أعلنت الحكومة المصرية فقدان الطائرة ليقوم مدير الشركة بإلقاء البيان التالى

-تؤسف شركة ***أن تخبركم بفقد الطائرة كاملة ومن عليها من طاقم الطيران والركاب حيث أنها سقطت فى منطقة تختفى بها جميع الطائىات والسفن... حاولنا جاهدين أن نعثر على صندوقها الأسود ولكن الأمر بدون فائدة لتمون النتيجة تعداد الركاب من المفقودين وصرف تعويض لكل أسرة شهيد فى تلك الطائرة أعانكم الله وألهمكم الصبر

لم يكن تأثي ذلك الخبر بالهين عليهم فهنام من إحتسبهم من الشهداء ومنهم من إستنكر ومنهم من رفض تصديق تلك الكلمات وفى إنتظار عودة ما لديه

✨✨✨✨✨✨✨✨✨

كانت تمارس عملها فى غرفة الجراحة لتقوم بالتغيير على الجروح وتضميد الجروح الجديدة لتردد فى نفسها

-أنا إللى أستاهل ما كنت كتبت أى مهنة تانية.... هو الدم ده ورايا ورايا حتى فى بلاد الواء الواء دى

تخرج من أفكارها على صوت أحدهم صوت أجش قوى إخترق ضلوعها لتلتفت ببطء إليه لتعقبها بفتح عيونها على وسعها مرددة

- هو أنت حقيقى كده زينا والا خيال

"يتبع "