البارت الثالث
كالاتيا
بقلمى فاتن على
🌹🌹🌹🌹🌹
يتوقف الجميع عن الركض عقب سماع كلماته وتلك الملابس الغريبة التى يرتديها وتلك اللغة التى يتحدث بها فهى لغة مصرية ولكنه يبدو فى عصور أخرى
تصرخ رزان وهى تهز رأسها لتردد بإستنكار
-إستحالة..... شكلنا دخلنا فى بوابة زمنية لزمن فات عليه سنين ...... يا خبر هنرجع إزاى
يتقدم بهاء وهو يشق الواقفين أمامه ليتحدث للمرة الأولى بإنفعال فكيف له أنه بعالم آخر ويبعد عن حبيبته جيلان للأبد لا لن يستطيع ليردد بإستنكار
- بوابة زمن إيه..... الأفلام مأثرة عليكى للدرجة دى
يقف يوسف قبالتها ليردد بتأكيد
- أكيد لا طبعا.... الحاجات دى فى الخيال كل الموضوع إننا وقعنا فى قبيلة وشكلنا كده فى سينا دى اللى فيها بدو
كان راغب يتابع الحديث من أسفل نظارته تلك بينما تدلف ليلى بين أحضان والدتها تبكى بشدة لتردد من بين شهقاتها
- أنا خايفه أوى.... أنا عاوزة أشوف شادى
يقوم أيمن بالتربيت على ظهرها مرددا بألم
- إهدى يا ليلى.... دلوقتى هنشول أى حد ونرجع تانى
إنكمشت سالى على نفسها وبدأت دموعها فى التحرر لتحاول هاميس تهدؤتها من تلك الحالة التى عليها ولكن من يهدئ من رعبها الذى يرج بقلبها من الداخل
يجلس حسن أرضا وقد شعر أن قدميه تحولت إلى هلام لا يستطيع الوقوف عليها ليردد بصوت باكى
-ولادى هيعملوا إيه.... ووفاء هتتصرف إزاى من غيرى...... ياريتنى رضيت بالقليل وفضلت جنب ولادى ومسمعتش كلام وفاء
ساد التوتر بين الجميع ليتفاقم الأمر سوءا ويتضاعف شعور وليد بالذنب ولكن يجب عليه إنقاذ الباقى من تلك الطائرة والتى تحولت إلى مقبرة جماعية
يحاول وليد أن يتماسك قليلا ليتطلع حوله لعله يجد تفسيرا لذلك المكان الذى لم يشاهد مثله من قبل بالرغم من زيارته للعديد من الدول فالأشجار تبدو غريبة وتلك الطيور التى لم يرى مثلها من قبل والأهم ملابس ذلك الرجل والتى لم يرى مثلها سوى فى أفلام التراث والتى تتحدث عن السيرة والعهود السابقة
يتذكر أمر هام تلك الكلمة التى تفوه بها الرجل "إبن القمر" فقد كان يستعين به لنجدته إذن هو حل ذلك اللغز الذين يعيشون به لتنتهى عنده تلك المغامرة الغريبة
ينهض وليد ليوجه حديثه للجميع
- الأحسن من اللى إحنا فيه ده تعالوا ندور على أى حد يدلنا على إبن القمر ده أو يحل اللغز الغريب اللى إحنا عايشين فيه ده
يسير وليد وبجواره محمود ومن خلفه يسير راغب قابضا على حقيبته وبجواره أدهم يبدو أنه غير، مكترث بشئ ومن خلفهم رزان وسالى وهاميس بوجوه شاحبة وخلفهم ليلى ووالدتها وفى النهاية يوسف وأيمن يتناقشون بجدية فى الأمر
أما بهاء فكان يسير وحيدا يتضرع إلى الله بالدعاء أن يجمعه بجيلان مرة أخرى ليعض أصابع الندم فكيف له أن يرفض ع، ضها بالزواج من دون علم أهلها فلقد فارق عالمها للأبد
كانوا يسيرون فى ذلك الممر وسط تلك الحدائق بأشجارها الغريبة وثمارها التى لا تقل عنها غرابة ومن بين كل مجموعه من الأشجار هناك سور خشبى منقوش عليه عدة كلمات يبدو أنها أسماء
وجدت المجموعة نفسها بعد مدة أمام تلك العين من الماء والتى تفور بمياة صافية للغاية لتهلل ليلى بسعادة
- أخيرا فيه ميه يا رب ما تطلع مالحة أنا عطشانه أوى
تتطلع سعاد للمياة بتوجس فهى تفور بشكل غريب لتمسك بساعد إبنتها تردد فى خوف
- إستنى يا ليلى..... المية شكلها غريب أوى
تقترب هاميس من العين وهى تشعر بالرهبة الشديدة والتردد فى التقدم من تلك المياه ولكن ظمأها يلح عليها بشدة حتى إقتربت من تلك العين لكنها تتراجع بشدة للخلف حتى كادت أن تسقط لولا يد يوسف الداعمة لها حيث خرج عليها ذلك الكهل الكبير بملابسه تلك التى تبدو وكأنه من قوم أبا لهب مرددا بحدة
-مين اللى بيقرب من عين المواساة
كان صوته غليظا حادا أدخل فى قلوب الجميع الرعب ليمسكوا أنفاسهم ويكفوا عن الحركة لترد عليه هاميس بتردد وخوف
-عطشانة أوى
يقوم ذلك الرجل بضرب عصاة بقوة فى الأرض وعيناه فى السماء ليكتشفوا الآن أنه ضرير ليردف بغضب
-ومن إمته العين دى للعطش.... إنتى بنت مين عشان أعرض الأمر على إبن القمر
يشعر وليد هنا أن أمر ذلك المكان كاملا بيد ذلك الرجل الذى يدعى إبن القمر ليقترب من الكاهل سريعا مرددا بلهفة
-إزاى نوصل لإبن القمر
يضيق الكاهل ما لين عيناه يتحسس المكان بعصاه ليردد بإستنكار
- إنت مين.... وإزاى تستهزأ بحاكم كالاتيا إبن القمر العظيم
يرد عليه وليد مندفعا يحاول تصحيح الخطأ ليردد
- أبدا... إحنا ناس أغراب نزلنا هنا بالغلط وعاوزينه عشان يساعدنا نرجع تانى
ذادت دهشة الشيخ العجوز ليتحسس المكان حتى وجد ذلك المقعد فيجلس عليه وهو يردد بدهشة
-أغراب.... وإزاى دخلتوا للجزيرة..... محدش بيدخل الجزيرة ولا بيقدر يخرج منها
همهمات بين الجميع لتعلو الأصوات عقب تصريحه ذلك إذن فمعنى كلماته أنن تم حبسهم فى تلك الجزيرة ليفقدوا حياتهم تلك السابقة
هناك من يعترض على حديثه وهناك من يستنكر تلك الكلمات وهناك من يصفه بالعجوز الذى يتحدث بخراف هناك من يبالى بكلمات ذلك العجوز
يتقدم يوسف بغضب من ذلك العجوز يردد بحدة
- إيه التخريف ده.... يعنى إيه محدش بيدهل ولا بيخرج من الجزيرة
ينهض الرجل واقفا بغضب ليشعر يوسف بالرهبة للمرة الأولى فبالرغم من كبر سنه ولكن بنيانه الجسدى يبدو قوى إلى حد كبير
يدب الشيخ عصاه بالأرض ليردد بغضب
- لم يعلمك والداك إحترام الكبير... إزاى ترفع صوتك على من يكبرك سنا
نكس يوسف رأسه أرضا وإنسحب للخلف مرددا بصوت خافت
-أنا آسف
يتدخل وليد سريعا محاولا تهدئة الموقف ليردد
- حقك عليا.... لكن الموضوع فعلا كبير ومحير.... نصنا ماتوا ومنعرفشى إحنا فين.... المكان غريب أوى ولبسكم غريب... كل حاجة هنا بنشوفها لأول مرة.... وآخر حاجة كلام حضرتك إن مفيش حد. بيدخل ولا بيخرج من الجزيرة.... طب إزاى
يجلس العجوز مرة أخرى على مقعده ليتنهد بعمق ثم يردف
-بقالنا سنين من يوم ما وعينا على الجزيرة دى.... من أجدادنا وهما بيقولوا اللى بيحاول يطلع بيموت واللى بيحاول يدخل بيموت
هنا يتدخل محمود فى الحديث ليردد بدهشة
- طب مين هو إبن القمر.... ممكن يساعدنا
-إبن القمر أعزه الله وأطتل فى عمره حاكم جزيرتنا
كان ذلك رد العجوز بفخر وإعتزاز ليردف وليد بلهفة
- نوصله إزاى
يلتفت العجوز خلفه ليهتف بإسم أحد الصبيان الذى يأتى مهرولا ليقف عقبها بأنفاس لاهثة أمام العجوز فى إنتظار أوامره ليردف العجوز
- خد ضيوف الجزيرة يا ولدى وصلهم لإبن القمر أطال الله عمره
يقوم الصبى بحك مؤخرة رأسه بأصابعه وكأنه يفكر فى أمر ما ثم يردف بتساؤل
-الضيوف هتمشى كل المسافة دى.... منزل إبن القمر أطال الله عمره بعيد
يقوم الشيخ بإخراج عدة قطع معدنية ويعطيهم للصبى مردفا
- خد العملات دى وإطلبوا أحد الركوبات
يأخذ منه الفتى القطع ثم يشير لهم أن يتبعوه ليسير الجميع خلفه يتأمل ذلك الفتى شديد الوسامة بشعره الحريرى البنى وعيونه الفيروزية
تقف أمامهم إحدى المركبات تشبه الصندوق المصنوع من الخشب بعجلات خشبية ملونة تتزين بعدة ورود بتنسيق رائع من الاعلى
المدهش فى الأمر والذى لفت أنظارهم ذلك الحيوان الذى يقوم بجر تلك العربة فهو يشبه للحمار الوحشى فى تلك التمويجات ولكنها تمويجات باللون الأزرق والبرتقالى رأسه تشبه رأس الحصان ولكنها أكبر منها قليلا أما عن حجمه فهو أكبر من الحصان قليلا
أشار لهم الصبى بالرطوب وهو يتطلع إليهم بتوجس وخوف ليقوم هو بالجلوس أمام بجوار السائق
لم تكن دهشة الطفل ونظراته أقل من نظرات ذلك السائق والذى يتطلع إليهم بدهشة
تسير العربة فى تلك الطرق المستقيمة والمريحة بالرغم من أنها رملية تخطف أنظارهم تلك المناظر البديعة والتى يشاهدونها للمرة الأولى
تمر العربة بحديقة شاسعة من الأزهار والفاكهة والتى لا يعلمون عنها شيئا ليلاحظوا فى نهاية الحديقة منحل كبير
تمر العربة بجوار بحيرة ليلاحظوا ذلك السور الخشبى الممتد حول تلك البحيرة وعقب البحيرة يرون تلك المنازل والتى تتسم بطراز فريد فى بنائها ليلاحظوا تلك الألواح المعدنية والتى تغطى تلك الأسطح المنزلية والتى يبدو مساحتها الشاسعة من الداخل
كان لكل منهم نظرته لتلك الجزيرة وتلك الحياة الجديدة ومنهم من زال يعتقد أنهم عبروا إحدى الفجوات الزمنية
تقف العربة أمام منزل يختلف بلونه عن تلك المنازل بمساحة شاسعة وحديقة كبيرة يتخللها ممر ليفيقوا على صوت الصبى يردد بحدة
-وصلنا منزل إبن القمر أطال الله عمره
"يتبع"