استيقظ لباب فجراً و تسلل خارج غرفة النوم، ليجد الباب الامامي و الباب الخلفي مغلقين
/يبدو أن النافذة هي وسيلتي الوحيدة/
مع وجه مستاء اتجه للنافذة
/جيد أن النافذة منخفضة/
قفز و وقف على حافة النافذة بوضعية القرفصاء
"واو لم أتوقع هذا منك..."
سمع صوت شاب يقف بجانب النافذة من الخارج
لباب: "...من انت؟"
"ماذا؟...ههه يا لك من مغفل احمق، انا معك في الميتم"
"لكنك لا تتواجد معنا كيف اعرفك، إضافة إلى ذلك لماذا انت هنا؟"
قال هذا و هو ينزل من مكانه ليقف أمام الشاب
"لماذا انا هنا!...همم قصة طويلة"
"حسنا، إلى اللقاء، لا تشي بي....هل يمكنني الوثوق بك؟"
"..اياً يكن"
رد عليه بنبرة غير مبالية
****
لباب في الطريق...لمقابلة جواد بالطبع
الرؤية غير واضحة ليلا، لكن سأصف ذلك الشاب لكم
يبدو كالمجرمين نوعا ما من نبرة حديثه و ملامحه الجامدة، رغم سِنه الصغير هو لا يملك علامات البراءة، عيونه خضراء و شعره اسود قصير، ملابس واسعة و بعض السلاسل الفضية على رقبته
/غريب....حقيقةً صرت هنا اقابل الكثير من الشخصيات الغريبة/
/لقد تراجعَت دفاعاتي كثيرا منذ قدومي، لم أتوقع أن يتم مفاجئتي من قِبل شخص على طبيعته، لا يبذل اي جهد في إخفاء وجوده...كما أني لم أشعر بأقتراب كارمن في ذلك اليوم إلا عندما تحدثَت؛ لم اعهد قلة حذري قط/
/ربما لأن هذا الزمن مسالم أكثر/
وصل لباب للمكان المحدد لكنه جاء مبكراً (مكان تدريبه مع جواد)
"لا بأس من الاستلقاء، فالشروق جماله اخاذ"
/هل هي ليلة باردة ام هُيء لي../
****
انتقل المشهد لغرفة غريبة يبدوا أنها فوضوية بعض الشيء
لباب: "هيا يا جواد ستتأخر على عرسك"
جواد: "انتظر حتى ابحث عن ربطة عنقي"
"اين وضعتها؟"
"لو كنت أعرف لما طال بحثي يا ذكي...هاه وجدتك ايتها الشقية"
"هه، هل حقا وجدتها داخل الحذاء؟"
"ما ادراني كنت على عجلة، فظننت أنها الجوارب ههه"
****
لباب: /هناك شخص قادم من خلفي/
"امم..مرحبا"
سمعت صوت خجول خُيّل لي أنه مألوف فاستدرت، و توسعت عيناي
عندما وجدت امرأة غاية في الجمال تقف خلفي بشعرها الاسود المسدول على ظهرها و عينيها الزرقاوتين تتلألآن وراء بعض خصلاتها، و التي تغطي ايضا جزء من وجهها
لباب: "ل..ليل!"
ليل: "تبدوا وسيما بالبدلة، أخاف أن تخطف الانظار ههه"
مع ضحكتها الرقيقة في النهاية، لم يستطع لباب ترتيب الكلام جيدا
"انا؟! بل انتي من جماله زاد عن الحد المعقول....مذهل، أبَشر انتي ام ملاك!"
ضحكت ثانية و قالت بينما تلتف
"اود لو توقف الوقت لاستطيع التحدث معك اكثر، لكن اعذرني..علي الذهاب"
"لنا لقاء اخر قريب"
اجاب لباب مع انحناء مهذب بسيط
جواد: "لم اصدق في البداية اني وقعت في غرام فيروز، و الان انا لا أصدق أننا نتزوج اليوم"
لباب: "مبارك لك يا شريكي العزيز"
بعد تبادل عناق سريع، انطفأت الانوار و اختفي جواد ليظهر بعد ذلك ممسكا بيد أحد النساء ذات شعر فضي بفستان ناصع البياض أطرافه تلامس أرضية القاعة
و علت أصوات تصفيق الحضور
/لم أرى فيروز منذ مدة، تغير الجميع من الخارج لكنهم يبقون رفاق الماضي/
ابتسامة رضى غير إرادية ارتسمت على شفتي لباب لبرهة، ختمها بأخذ رشفة من كأس كان بيده
فجأة ساد الصمت ليتوضح خلف هذا: 'صوت صراخ عالي و ضجة كبيرة في زاوية القاعة'
"ما الذي يحدث؟!"
توجه لباب نحو الحشد الذي تجمع لنفس الغرض يخترقه لكن
/هذا...ما هذا؟/
.......
/اوه لا!!/
****
جواد: "اهلا لباب، اسف تأخرت قليلاً...امم هل انت بخير؟"
لباب: "(تنهد) اه...نعم بخير"
/لِمَ أرى منامات غريبة دائما؟/
ثم أكمل
"اممم...هل حدث شيء لليل؟"
"لا فقط تم اختطافها اليوم أيضا بسبب ثيودور ذاك و لهذا تأخرت، بالمناسبة....ماذا قصدت؟"
"لا شيء مهم، لنتعلم أساليب قتال جديدة، ربما للمواجهات ذات المسافة البعيدة...هذا ضروري في معركتنا المجهولة"
قال لباب بابتسامة
****
في مكان آخر في نفس الوقت، شروق هذا اليوم
كان نبراس يعاني من الأرق و لم يستطع نوم الليل فقرر أن يخرج للمشي قليلاً
"هذه المدينة حيوية..لكنها تنام ليلاً و لا يمكن لأحد أن يشعر بالاعمال التي تقام في الكوخ"
"نظراً للوقت التي وقعت فيه الجريمة لما لا اسأل من كانوا في الشارع وقتها؟..ربما يمكن لحراس المباني أن يكونوا رأوا شيئا غريباً في ليلة الحادث، هذا لأن عملهم يقتضي الحراسة ليلاً ايضا"
"لكن..."
لفت نظره العيادة القريبة من حدود المدينة، اي القريبة من الكوخ
****
جلس جواد على الأرض بينما يراقب لباب الغير منتبه منذ فترة
لباب: /توجد الغاز كثيرة عليّ كشفها، الاندهاش فقط بعد وقوع الحدث شيء مثير للشفقة/
بعدها توقف لباب عن التدريب و غرس سيفه في الأرض بغضب
بعدها حوّل نظره لجواد الذي كان قد نسي تواجده معه
جواد: /إنها المرة الأولى التي أرى فيها لباب غاضباً كهذا...نظرته كانت مخيفة بحق/
جواد: "...في ماذا تفكر؟"
"(تنهد)...لست معتاداً على ما يحدث"
قالها بعد أن اخمد سيفه و بدأ في الاقتراب من جواد
"امم...هل هناك مستجدات؟"
"هناك خطر قريب، لا يجب الثقة في أحد...أخشى اني سأمنعك من مقابلة اولاد الحي"
كانت نظرته حادة و لا تزال مخيفة بعض الشيء
"ل..لا بأس، رغم اني كنت افكر بضمهم لصفنا.."
"لن يعلم أحد بالحقيقة، أتفهم!"
امسكه لباب من ذراعه بقوة
انفعل جواد و هو يسحب ذراعه من يده
"....لباب...هل تدرك ما تفعله؟!"
لباب: "انا اسف...يمكنك تولي الأمور كما كنت تتولى الأمور دائماً"
"لا..كنت تهددني منذ قليل صحيح؟!، اكمل انا اريد الاستماع لهرائك"
"اعتذر لهذا"
جواد: "ليس لديك خيار سوى الوثوق بي، لا تجرؤ على الحديث معي بهذا الأسلوب مرة اخرى!"
"........"
جواد: "صديقي...لا بد ان خطأ ما يحدث، دعنا ننسى أمر هذه المحادثة الغير مهمة..حسنا؟"
"انت محق"
وضع لباب يده على كتفه بأبتسامة آسفة
****
(على باب العيادة)
"عذراً هل يمكنني الدخول؟"
"تفضل"
كانت هي السيدة الأربعينية ذاتها
"صباح الخير..اسمحي لي بتقديم نفسي اولا، انا نبراس سمير بصفتي عضو في فريق التحقيق كنت قد توليت قضية تخص كوخ قريب من هنا.."
"تشرفت بمعرفتك، كيف يمكنني المساعدة؟"
"أود السؤال حول ما إذا شاهدتي أي حالة غريبة زارت العيادة بتاريخ 18/7...بحكم مقربة العيادة من مكان الحدث، أحد الأشخاص كان ينزف و جاء إلى هنا"
"دعني أرى..."
بدأت بالبحث في دفتر ما و كان الورق في كل مكان ثم أكملت
"امم..هل يمكنك الأنتظار قليلاً؟، سوف اعد لك كوباً من القهوة"
"اه لا، أنسي امري...خذي وقتك سيدتي"
كان قد جلس على كرسي هناك بأبتسامة مهذبة
****
عاد لباب للميتم و نظر في الجوار يبحث عن الشاب الذي قابله عند خروجه، لكنه لم يجده
/سوف افكر في الأمر لاحقاً، عليّ الذهاب لسريري قبل استيقاظ المديرة/
****
عندما كان جواد عائد إلى منزله رأى نبراس يخرج من العيادة
/يا إلهي...ما الذي يفعله هذا هنا، هل كان يتحدث مع الطبيبة؟ عليّ أن اراقب تحركاته بحذر/
بعدها دخل نبراس لأحد الأزقة
جواد: /لا يمكنني المراقبة عن قرب، سأظل مكاني كي لا انكشف/
(من منظور نبراس)
/الزقاق مكانه غريب، كيف يمكن للباب أن يسترجع ذاكرته هنا؟ أن يكون هذا اول مكان؟...لكن يوجد ميزة هنا، هذا يحصر مكانه التالي و السابق في هذان الاتجاهين، واحد منهم للشارع و الاخر تجاه ساحة فارغة و عند المشي قليلا سيجد الكوخ/
نظر نبراس ليرى أن كان أحد يراقبه، لديه غريزة حادة
/....اعتقد اني سألعب قليلاً/
ارتسمت ابتسامة على وجهه