سريع

Bởi itsmaribanks

865K 73K 73.7K

"سريع عزيزتي، أنا سريع جدا" الرواية هي الثانية من سلسلة Rage & Wheels الجزء الأول: آدم. لكن يمكن قراءة كل... Xem Thêm

بداية
1- إختطاف
2- احفظي سري وسأحفظ خاصتك
3- ماكر
4- متعجرف
5- بعض الفوضى
6- بوتو والفراشة
7- رِهان
8- عيد الميلاد
9- رعب وتحدّي
10- حفلة مبيت
11- الفوز والخسارة
12- لكنه لم يفقدني
13- المأوى
14- مضمار ريدكاي
15- التسلل للخارج
16- السارقة أم المتسابقة؟
فصل خاص | اللحظة الإستثنائية
17- ضخات الأدرينالين
18- تائهين
19- ليلة بوتو والفراشة
20- لحظة التوهان
21- حصان بري
22- مرايا مكسورة
23- أفكار، مشاعر وحقيقة
فصل خاص | ستنقذني دائما
فصل خاص | ما نريد، ما نستحق
24- إقتناص الفرص والنهوض
25- نعود لنتوه
26- وهِن لكن سريع
فصل خاص | الإنخفاض والإرتفاع
26- نجوم تعرف ولا تعرف طريقها
28- الحكمة من الشيء
29- شكرا
30- رابط يجمعنا
31- ركُب الحياة
32- سافلة
33- سباق المدينة
34- المضمار الشبح
36- زهرة الياسمين
37- تحت السطح
38- هانتر ريدكاي وكلوفر سكوت
النهاية | هذه المرة لأجل نفسك.

35- إنسجام

26.6K 1.9K 3.3K
Bởi itsmaribanks

سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم 🤍❄️

شرط الفصل:
1000 تصويت
2500 كومنت

قراءة ممتعة ✨

_

صوت الأستاذ كان يملؤ قاعة الصف بينما غاب ذهني بعيدا عبر النافذة أطالع في السماء الغيمة التي كانت تتحرّك، يندفع الهواء البارد المنعش عبرها ليلامسني وهذا جعل عقلي يغوص بعيدا أكثر، يدي كانت تحت ذقني أسند رأسي على مفاصلها، وأفكر أفكر أفكر.

المضمار الشبح وكل تلك المسألة؛ أعترف أني إنصدمت في البداية، لكن لا أعتقد أني أشعر بأي شيء الآن، لا الغضب ولا الحزن ولا الحيرة.

سأتحدث إلى أمي لاحقا لأني متأكدة أن لديها تفسير لكل ما حصل، وحتى لو تعمدت إبعادي عن هانتر والبقية، لن تنجح، لذلك لن أغضب بعد الآن.

في الواقع أصبح شيئا عاديا بالنسبة لي، أمي تفعل أي شيء مزعج فقط لتخبرني لاحقا أنها تحبني ولم تقصد، ليكن إذا، اللعنة على كل شيء.

إن كان على الجميع من حولي أن يفعلوا ما يحلو لهم متى ما أرادوا، سأفعل إذا أنا أيضا ما أشاء ولن أهتم.

هذه هي الروح كلوفر. أجل.

"كلوفر!" همس أوديت وصل لمسامعي يجعلني أنظر للأمام حيث كانت تجلس قبلي، عيونها الخضراء قابلتني بينما ترمي لي بإبتسامة دافئة وتشير بأصابعها إلى السلحفاة على الطاولة، تتابع بنفس الهمس "فيفي تقول مرحبا"

كانت تبدو جميلة جدا في قميصها الصوفي ذا اللون الوردي الفاتح، الشريطة الوردية التي تجمع بها شعرها الذهبي للخلف، والقفازات البيضاء الناعمة التي تغطي يديها وتكشف عن أصابعها.

ليت سيتشو هنا ليرى هذا.

وهل قالت فيفي للتو؟ أجل فعلت.

إنتقلت أنظاري نحو السلحفاة التي لا تهتم لأمري، وإبتسمتُ أومئ لأوديت "أهلا"

"آنسة بيرد!" السيد راكليف نطق فجأة بصوت قوي جعل كلتانا تنظر ناحيته بينما دفع بنظاراته على جسر أنفسه يضيف "هل هناك شيء أهم من الدرس يشغلكما أيتها الفتاتان؟"

أوه يا للهول! إلا السلحفاة.

تقدم للأمام بينما لاحظتُ التوتر على أوديت التي هزت رأسها "امم لا شيء!"

الأستاذ راكليف ضيّق عينيه ما يزال يتقدم للأمام وتعابير شكّ لاحت على ملامحه، شعرتُ بضرباتي في قلبي، عيوني مسحت الصفّ بأكمله والعيون كلها كانت على أوديت التي لاحظت إحمرار رقبتها وأذنيها.

إن رأى السلحفاة معها ستصبح أضحوكة المدرسة بأكملها.

كل شيء حصل بسرعة في اللحظة التالية وبطريقة لا إرادية تحرّك جسدي أحمحم وأقف أنطق بصوت جذب جميع الأنظار "حذاءك جميل راكليف، كم سعره؟"

اللعنة عليّ! حان الوقت لأصبح أنا الأضحوكة الآن.

الضحكات إرتفعت بينما انتقلت أنظار السيد راكليف ناحيتي تحمل الإمتعاض في طياتها، وإبتلعتُ أعلم أنه سيتفوه بشيء يقضي على ما تبقى لي من نقاط.

من يهتم حين يكون لديك سيارة مثل مونلايت تنتظرك هذا المساء لتقودها؟

أم أنه هانتر من ينتظرني؟

"عفوا آنسة سكوت؟" حمحم ينظر إليّ وفي نفس اللحظة تقدمت للأمام أفصل بينه وبين أوديت كي أبعد أنظاره عليها، وأمنحها وقتا لتخفي السلحفاة اللعينة، ضحكتُ بخفة "أعني أنه جميل، أرغب في إهداء أبي واحدا مثله"

إلهي! ما هذا الهراء؟

"حاذري!" أردف بنبرة محذرة يعطيني نظرة حادة وهذا جعلني أتراجع قبل أن أشعر بيد أوديت التي أمسكت خاصتي برفق تهمس "عودي مكانك كلو"

"آسفة، لم أقصد" إبتسمتُ بتكلّف أعود للوراء في اللحظة التي إستمرت فيها ضحكات الطلاب تجعل أعصاب السيد راكليف تشتعل، وفي اللحظة التالية هو أعطاني كلماته بحدة "إجمعي أغراضك وإنتظريني في غرفة الحجز، الآن آنسة سكوت"

حينما يتحدث السيد راكليف بهذه الطريقة فإن لا أحد يمكنه جداله، وهذا يعني أني حقا واقعة في ورطة حقيقية.

وأجل، فليذهب كل شيء للجحيم.

تحركتُ أقوم بجمع أغراضي وأدسها في حقيبتي حينما أضاف "وأنتِ أيضا آنسة بيرد"

عيوني إنتقلت مباشرة نحو أوديت أرى شفاهها الكرزية تفترق بينما رمشت عدة مرات تخرج شهقة ناعمة وخافتة "أنا؟"

"لا جدال، هيا"

بتلك الكلمات هي بادلتني النظرات ولم أعلم لمَ شعرتُ فجأة برغبة في الضحك الآن وبقوة، عضضتُ لساني داخل فمي كي أمنع ذلك، بينما رميتُ حقيبتي على كتفي بمجرد إنتهائي من جمع أغراضي. أوديت فعلت المثل وسرنا معا نحو الباب قبل أن يستوقفنا راكليف يردف "إلى غرفة الحجز مباشرة، لن تذهبا لأي مكان"

أيها اللعين! سنفعل.

"حاضر" قلناها معا في وقت متزامن وغادرنا القاعة نغلق الباب خلفنا.

"هيا هيا هيا" أوديت أمسكت معصمي تجذبني وراءها في الرواق بخطوات شبه راكضة، وكعبها الجلدي ذا اللون الأبيض سبب أصواتا مسموعة فيما كنا نضحك معا.

من أخدع؟ أنا فتاة لا يمكنها البقاء بعيدة عن المشاكل، لذا مالفائدة من التفكير الزائد؟ نحن نعيش مرة واحدة.

يقولون أيام الشباب لا تتكرر، ستكون خسارة إن ضيعت تلك الساعات في قاعة الحجز بينما بإمكاني ركوب سيارة والقيادة بأسرع ما يمكنني.

واصلنا الركض عبر الرواق ثم هبطنا الدرج حتى بلغنا المخرج لذا لم نتردد في الإسراع، حذائي الرياضي ساعدني في ذلك، لكن بمجرد خروجنا فوجئتُ بالشخص الذي كان يسير للداخل رفقة أصدقاءه.

توباييس وودي.

عيونه إلتقت بخاصتي بمجرد أن وقع بصره عليّ وإبتسم مباشرة قبل أن أراه يفترق عن رفاقه ويقود خطواته ناحيتي، أوديت همست "أليس هذا فتى كرة السلة؟"

"أجل هو" قلبتُ عيناي أرمي كلماتي بسخرية حينما تحدث هو وكان قد وصل إلينا "كلوفر، صحيح؟ اه أهلا"

هذه النبرة المهذبة والصوت العذب، الجسد المثالي وكل شيء به. اللعنة.

"أهلا" كان ذلك ردّي لأن الغيرة إلتهمت باقي الكلمات، لكنه إبتسم يضحك بخفة "لحسن الحظ أني تذكرتُ إسمك"

أجل، كأنك لا تعرفه.

هو تابع "أه أردت إخبارك أن سباق البارحة كان مذهلا، لم أصدق أنكِ إستطعتِ هزيمتي اتضح أن لديكِ قدرات، هل أنتِ متسابقة؟"

بدى مهتما للغاية بمعرفة الإجابة، لكن قبل أن أرد عليه بأية كلمة، تدخلت أوديت تردف بحماس "أجل هي كذلك، هل تسابقتما؟"

"في مضمار غراند ويب، أجل، هل أنتِ مشتركة أيضا؟" توباييس وجه كلماته نحو أوديت التي بدت كأنها لا تفهم أي شيء مما يقوله.

تبا! نسيتُ إخبارها بالأمر.

"غراند ويب؟ ظننتُ أنه وي–––" قاطعتها أحمحم وأضحك بخفة موجهة كلماتي لتوباييس "اه أجل إذا أراكَ في المرة المقبلة، كن على إستعداد لهزيمة أخرى"

"لا أعتقد أني سأسمح لكِ بالفوز، رغم ذلك حظ موفق"

أومأت له "لكَ أيضا"

"سأراكِ الليلة إذا" اعطانا إبتسامة مشعة ورحل بهدوء يتبع رفاقه بينما ظلت عيوني معلقة به، شفاهي ملوية وأراقب كل شيء به.

"إلى الجحيم!" همستُ بخفوت أنفث أنفاسا ساخنة، وفكرتُ فجأة، ربما توباييس أيضا سبب في كوني لستُ قلقَة كثيرا بشأن مسألة المضمار الشبح.

حسنا، لستُ فتاة روحانية ولا أمارس اليوغا وكل تلك الأشياء الرائعة المملة، لكني هذه المرة أمتلك حدسا قويا، وشيء ما بداخلي يخبرني أن أتقدم أكثر.

لا أفهم هذا، لكني سأفعل، سأتقدم.

"ما كان هذا؟" أوديت نطقت تتساءل بعد رحيل توباييس، وتنهدتُ أردف بينما نتابع سيرنا للخارج "إنها قصة طويلة"

"أودّ أن أعرف" أمالت رأسها ترمش مثل الأطفال الصغار وهذا جعلني أبتسم، هي تبدو رائعة في كل الأوقات.

"هل تعرفين مضمار غراند ويب؟"

"اممم كلا"

"المضمار الشبح؟" حركتُ كتفاي ورأيتُ عيونها تتسع "أجل، هل ذهبتِ إليها؟"

"لماذا يصرّ الجميع على دبّ القلق بداخلي، لقد فعلت ولم يحصل أي شيء لي" أطلقتُ كلماتي بنفاذ صبر ونفختُ خداي أسرع في خطواتي للتهرب من بقية الحصص المسائية اليوم، كنتُ على وشك إضافة شيء آخر حينما لمحتُ البي ام دابليو المتوقفة في الخارج وبجانبها يقف سيتشو، كان يرتدي بذلة رياضية سوداء من الأعلى للأسفل، يضع باندانا بيضاء على رأسه ويغطيه بقلنسوة سترته الرياضية، احدى ساقيه للسيارة بينما الأخرى يرتكز عليها، ويده تمسك هاتفه يتابع شيئا ما، فيما الأخرى في جيب بنطاله.

أراهن أنه يطالع صور أوديت على الإنستغرام.

أين هانتر؟ مالذي يفعله سيتشو بسيارة هانتر؟

أوديت لاحظت أين شدّ إنتباهي وحولت بصرها هي الأخرى نحو سيتشو، أسمعها تنطق "سيتش؟"

تحركنا بإتجاهه وكنتُ أنا من سبقتها إليه ألقي نظرة على شاشة الهاتف، وكما توقعت كانت صور أوديت.

"مالذي تفعله هنا؟" رميتُ سؤالي ألكز معدته بخفة أجعله بذلك يرفع بصره نحوي ومباشرة أغلق الهاتف حينما لمح أوديت خلفي يدخله في جيب بنطاله، هو رمش "أتيتما؟"

"لقد هربنا" أوديت أجابت مباشرة تتحرك نحو السيارة وتفتح بابها قبل أن تقفز هلِعة للوراء وتتعلق بذراع سيتشو تطلق صرخة جعلت قلبي يخفق لوهلة.

"ماذا هناك؟" قلتُ ببعض القلق، لكن الإجابة جاءتني مباشرة حينما لمحت كلب باسنجي أسود يهبط من السيارة وشعرتُ بقلبي يتوقف لذا لم أتردد في الركض نحو سيتشو ألتصق به أنا أيضا.

"ما بكما يا رفاق" ضحك الياباني بخفة وتحرك الكلب للأمام نحونا قبل أن أرى هانتر ينزل هو الآخر من السيارة، كان يرتدي سترة سوداء منفوخة فوق قميص قطني رمادي ذا عنق وبنطال جينز أزرق داكن أوضح شكل ساقيه النحيفتين بشكل مثالي.

أين كان؟

"هذا بوتو الجديد" هانتر تحدث يقترب من الكلب الذي نبح بصوت جعلني أمسك يد أوديت، قبل أن أرى هانتر يربّت عليه ويضحك بخفة حين حرك الكلب ذيله مستمتعا، "لا تخافا هو مسالم"

تحدث سيتشو "لا بأس، يعجبني الوضع هكذا"

بعد كلماته تلك لاحظت للتو أن أوديت كانت قريبة جدا منه ومتعلقة به.

"حسنا، لكن يجب على فراشتي أن تأتي إليّ" هانتر تحرك بإتجاهنا وتبِعه كلب الباسنجي يتقدم منا

"سيتشو أبقيه بعيدا عني" أوديت تحدثت في حين عيوني كانت على هانتر الذي ناظرني هو الآخر يتقدم مني، تحدث بهدوء "جاهزة؟"

"جاهزة لماذا؟" قلتُ أرفع حاجبي وتبادل هو النظرات والإبتسامات مع سيتشو يجعلانني أطالعهما بفضول أكبر.

"ستعرفان" هانتر رمى كلماته وتحرك ليعود إلى السيارة، في حين تبعه الكلب، سيتشو فعل المثل وبقيتُ أنا وأوديت لبعض الوقت قبل أن نركب نحن أيضا في الداخل في المقاعد الخلفية.

"أريد أن أقود" خاطبتُ سيتشو الذي كان خلف المقود وهانتر أجابني "لا سيارات لكما"

"ما دخلي أنا؟" أوديت تذمرت تضرب كتفه بخفة، لكن سيتشو هو من أجابها حين قال بينما يشغل السيارة "لن تلمسي أي سيارة، هذا ما أوصاني به والدك"

"لماذا يوصيك والدي أنت؟"

"إهدئي باربي، سيتشو في صفك" هانتر سخر يلاعب الكلب في حين كانت السيارة تتقدم للأمام، لم أكن بحاجة لمعرفة سبب حرماني من القيادة. أنا في النهاية مدمرة السيارات.

أستحق هذا، أنا أعترف.

هانتر حوّل بصره بعدها بينما يداعب عنق الكلب وغمزني يتحدث "أعجبكِ؟"

"ظننتُ أنه سيكون أبيض" قلت وأوديت أضافت بسرعة تحرص على الإبتعاد عنه قدر الإمكان "ولطيف وجميل"

سيتشو تحدث يرمي نظرة عليها من المرآة "هو جميل"

عيوني كانت على هانتر أرى القبعة الرياضية السوداء التي كانت تغطي رأسه، وجهه كان قد بدأ يتحسن ويستعيد حيويته، عيونه لمعت بشكل جذاب للغاية وبدأت الهالات السوداء بالإختفاء،  إنتبهت لكل تفصيلة به، رغم أنه كان ما يزال متعبا لكنه أحسن من ذي قبل، أصابعه التي تداعب الكلب، حركاته، عنقه المغطى بكمّ القميص، ساقيه النحيفتين والجينز الملتصق بهما، أوه إلهي!

أعني حقا! أوه إلهي!

في اللحظة التالية هو أمال رأسه للوراء يسمع لعنقه بالوضوح بشكل جميل حين رماني بنظرة مؤذية يغمزني وإبتسم بجانبية "يعجبكِ ما تنظرين إليه؟"

اللعنة!

سيتشو وأوديت كلاهما نظرا إلينا فيما قلبتُ عيناي أحمحم وأشعر بتورّد وجنتيّ "كنتُ أنظر إلى الكلب"

"أجل أراهن على هذا" ضحك ساخرا يصدر شخيرا خفيفا قبل أن يعاود النظر عبر الزجاج للخارج، وفي تلك اللحظة شعرتُ بدغدغة في معدتي، الشكل المثالي الذي بدى عليه للتو.

حتى الشبه بينه وبين والده، أعني في هذا الوضع بالضبط هو يبدو مثل نسخة أصغر سنا عن والده.

لا أستطيع إبعاد عيناي عنه.

"أشعر بهذا، تعلمين فراشتي" قال بضحكة خفيفة جعلت سيتشو يلفّ عنقه ناحيتي ويناظرني بإبتسامة يرفع أحد حاجبيه لي بحركة لم أفهمها، مما جعلني أحدجه بحدة "ركز على قيادتك"

"أين نحن ذاهبان يا رفاق، سيتشو أخبرني" أوديت تذمرت تمطّ شفاهها بشكل جعل سيتشو يحمحم ويردّ مباشرة "سان دييغو"

"سان دييغو؟" نطقتها بشكل متزامن مع أوديت نطالع كليهما في حين نبح الكلب وبدى أنه متحمس.

"أجل" هانتر ردّ يفتح ساقيه أكثر ويسمح للكلب بأخذ راحته في حضنه، زممتُ شفاهي أطالعه قبل أن أهزّ رأسي أطرد كل الأفكار بعيدا عني، تحدثتُ "لماذا سان دييغو؟"

"لا تطرحي الكثير من الأسئلة فراشتي" غمزني ما يزال يلاعب الكلب، ثم أعطى نظرة إلى سيتشو يضيف "أسرِع صديقي، البقية في طريقهم إلينا"

"من تقصد بالبقية؟" أوديت تقدمت للأمام بجسدها.

"نايومي، فابيو وميرا" سيتشو هو من أجابها قبل أن ترتد أجسادها إثر زيادته السرعة، وهانتر صفّر بإستمتاع يمدّ يده نحو عصا الناقل يهتف "هكذا سيتشو، هكذا"

خفق قلبي لتلك الكلمات وشعرتُ بذلك مجددا، ذلك الشعور الذي يضربني فجأة ويرفعني، الإنتماء. رفاق يشبهونك يحيطون بكَ، يحبون ما تحبه، ويقولون نعم لكل شيء تريده.

نظرتُ إلى أوديت في غمرة ذلك الشعور أراها تمسك بيدي وتضحك بخفة إثر السرعة وحركة السيارة، هانتر كان يبتسم وتلمع عيناه بنظرات شغوفة، يمسك بالكلب ويطالع الطريق، بينما سيتشو انغمس في القيادة كأنه في عالم آخر.

كل شيء مرّ بالتصوير البطيء وإبتسمتُ أنا على ذلك.

وجدتُ الكلمات تدور في ذهني وأخاطب نفسي فجأة، تعلمين ماذا كلوفر؟ إنها فقط الحياة، والحياة لا تتوقف عن رمي المشاكل في وجه كل شخص، لماذا لا نفعل ما نشاء وقت ما نشاء وننسى بشأن كل شيء.

سأسامح لأجل نفسي، أسامح أمي وأفلت كل شيء بعيدا عني كي ازيح الثقل عن كاهلي، إن الأيام تستمر وسأكون إمرأة في يوم من الأيام أنظر إلى الوراء وأضحك على كل شيء. سأدرك في يوم تفاهة كل شيء.

أجل، هذه هي.

"ووه!" أوديت صرخت بين ضحكاتها في حين إبتسم هانتر ينظر إليّ، وبمجرد إلتقاء عيوني بخاصته هو غمزني بإبتسامة ماكرة.

إلهي! لقد أصبحتُ فجأة أحبّ ما يفعله، وأصاب بتلك الدغدغة في معدتي فقط بسبب تلك الغمزة القبيحة خاصته.

من كان يتوقع حدوث هذا؟

_


"سان دييغو حبيبتي، اه" هانتر ترجّل من السيارة يفتح ذراعيه وأخذ نفسا عميقا يتنفس هواء المدينة، الكلب قفز يقف بجانب ساقه بينما فعل سيتشو المثل يصفع الباب وراءه.

"لنرى ما يجهزانه لنا" أوديت تحدثت تبتسم لي بخفة وهمّت بفتح الباب لكنها توقف فجأة تلتفت نحوي ومدّت شفاهها أمامي تضيف "هل أبدو جميلة؟ هل الملمع جيد؟"

اوه! هذا جديد.

"إن كنتِ ترغبين في إيقاع ألبرتو فأنتِ تنجحين" غمزتها أمدّ ذراعي نحو شعرها وفتحتُ الشريطة الوردية لتحرر خصلاتها الذهبية مما جعلها تبدو أجمل، أملتُ رأسي بعد ذلك وقمتُ بإبعاد بعض خصلاتها خلف أذنها أضيف "أنتِ جميلة في كل الحالات، صدقيني"

إحمرّ خدها فيما ضحكت بخفة.

"شكرا كلوفر" همست ودفعت جسدها نحوي تقوم بطبع قبلة سريعة على خدّي لتملأني رائحة عطر الفراولة من قربها، تابعت "أنا حقا محظوظة لأن لديّ صديقة حقيقية مثلك"

صديقة حقيقية. أصابتني هذه الكلمة في مقتل.

"يا فتيات!" سيتشو إنحنى يضرب الزجاج أمامنا بينما مال هانتر الذي وضع يديه في جيوبه في بنطاله بجانب سيتشو وإرتفع حاجبه يطالعنا "مالذي تفعلانه؟"

"لا شأن لكَ، ثم متى تتوقف عن كونك متلصصا بهذه الطريقة هانتر؟" أوديت نفخت خديها تبتعد عني، قبل أن تحوّل بصرها نحو سيتشو "فيفي في حقيبتي وسأتركها داخل السيارة، هل ستكون بخير؟"

"لا بأس" سيتشو أومأ لها قبل أن أراها تترجل من السيارة ثم تبعتها أنا أنزل من الجهة الأخرى.

الفتيان كانا يبدوان جذابين أكثر منا، اللعنة! لماذا لم أرتدي ملابس لائقة أكثر؟ لماذا في هذا اليوم بالذات أنا أرتدي هذه السترة البيضاء الواسعة اللعينة وبنطال الجينز العريض؟

"إذا إلى أين؟" أوديت مدّت ذراعيها للأمام بشكل جذاب جعلني أطالعها، أرمش وأرى الجمال المحيط بها بينما تراقبها عيون سيتشو، قبل أن أشعر بذراع هانتر توضع على كتفي وغزت أنفي رائحة عطره التي إعتدتُها، إنحنى ينطق بالقرب من أذني "سيعجبك المكان"

الصوت أثار القشعريرة في جسدي بينما لففت وجهي لمقابلته أرى نظراته البراقة، تلك العيون الجميلة جدا، وإبتسم هو "أعلم أنكِ تحبين الموسيقى"

"ماذا؟" رمشت عدة مرات في اللحظة التي هتف فيها سيتشو "هيا يا رفاق"

_


"ما هذا؟" تساءلتُ أرمي بصري على مدخل الملهى، عيوني ببطئ إرتفعت نحو اللافتة التي تومض أضواء النيون خاصتها باللونين الأزرق الداكن والأحمر.

هانتر إبتسم يعطيني إبتسامة مؤذية لامعة، بينما إحتدت عيونه "لم يسبق لكِ زيارة ملهى من قبل فراشتي؟ تعالي لتعرفي ما معنى المتعة"

قلبي خفق على كلماته في حين تنفست أوديت بجانبي "أبي وأمي سيقضيان عليّ، ماذا سيقولان حين يكتشفان أني كنتُ هنا؟"

"من سيعرف؟ إنه نحن فقط" سيتشو رمى لها نظرة عميقة وتقدم للأمام بينما يتبعه الكلب الذي إنتبهتُ للتو أنه معنا......أعني؛ كلب؟

"هل يسمحون بدخوله؟" أشرتُ له بعينيّ وإبتسم هانتر يتبع سيتشو "أجل، تعالي"

هزّ كتفيه وربّت على الكلب يسير دون أن يدير ظهره، مشيته واثقة يعلم جيدا أننا سنلحق به.

تبادلتُ النظرات مع أوديت التي إبتلعت تبتسم بتوتر وحركت كتفيها "ماذا يقولون؟ جرّب الأمور الجديدة"

"لنذهب إذا" رفعتُ قبضتي أضربها بخاصتها ثم ضحكنا معا بخفة قبل أن تمسك يدي وخطواتنا لحِقت بهانتر الذي كان قبلنا يسير ببطئ كي لا يضيع عنا.

الموسيقى أصبحت أقوى شيئا فشيئا بتقدمنا للداخل، المساء كان قد بدأ يهبط في الخارج والسماء بدت غائمة قليلا، بدى أنها ستمطر الليلة، مع ذلك بمجرد دخولنا أصبح الجوّ حارا بطريقة غريبة، تحيط به روائح مختلفة ودرجة أكثر دفئا من الحرارة، شعرتُ بالتوتر من الهالة المفاجئة لذلك خللت أصابعي في خاصة أوديت المغطاة بالقفازات، ألتمس منها بعض الثقة والدفع للأمام.

أصبحت الأضواء تومض بقوة، الموسيقى إرتفعت أكثر ووجدتُ أننا كنا على وشك نزول درج للأسفل حيث كانت هناك ساحة الرقص، البار حيث طاولة الشرب والكثير من الطاولات الصغيرة الموزعة في كل مكان.

إلهي أنا فتاة سيئة الآن.

هانتر سار نحو الدرج، الكلب يرافقه وحركاته واثقة بدى يعرف المكان هنا، عيوني راقبت ظهره، واحدة من يديه في جيب بنطاله الخلفي ويهبط الدرجات ببطئ وعلى مهل، سيتشو كان يسبقه، الأضواء الملونة كانت تومض بقوة على وجهيهما، تنطفئ حينا وتضرب حينا آخر مما دفعني للإسراع حتى لا أفقدهما.

بمجرد وصولنا للأسفل أصبحت الموسيقى أعلى بقوة بحيث لم أعد أسمع أي شيء، الأجساد كانت تتحرك في ساحة الرقص، الكثير من الشباب وحتى طلاب الثانوية، الكثير منهم هنا.

عيوني راقبت الجميع يضحكون بأصوات مرتفعة إختلطت بالموسيقى، يرفعون كؤوسهم، يرقصون، يضحكون ويصورون مقاطع الفيديو، البعض منهم يكشف عن وشومه.

ضحك هانتر يحيط برقبتي ويفصلني عن أوديت، رفعتُ رأسي بمواجهته أرى عيونه عليّ، تحركت تحت الأضواء ينطق دون أسمعه، لكن حركتها دلّت أنه يقول "كوني جاهزة فراشتي"

"هناك" صرخ سيتشو يشير إلى إحدى الطاولات أين تحولت أنظارنا نحو نفس الإتجاه، وهناك رأيتُ نايومي جالسة على إحدى الطاولات رفقة فابيو وميرا شقيقة سيتشو.

كانوا هنا إذا، سبقونا.

سيتشو تحرّك وتبعته أوديت ومن ثم هانتر الذي جذبني أنا، الموسيقى أصبحت أقوى وأكاد أجزم أن آذاني صُمّت لوهلة.

"أهلا رفاق" سيتشو هو من إبتدر الحديث حين إرتفعت أنظار الجميع نحوه، وإبتسمت ميرا تقف مكانها، تسير ناحيته وتحيط بعنقه "اوني تشان"

"أهلا بكم، أخيرا" نايومي تحدثت بإبتسامة صغيرة تنظر إلينا وركّزت أنظارها عليّ تبتسم لي أكثر "أهلا كلوفر"

"مرحبا" أومأت لها في حين إتخذ الجميع جلساتهم على الطاولة.

هانتر عاد للخلف يضع ساقا فوق الأخرى بينما مد ذراعه خلف ظهر المقعد خاصته يبتسم ويميل رأسه للجانب "إشتقتُ لهذه الأجواء"

"لا تخبر آدم بهذا" ضحكت نايومي تغمزه وأخذت الكأس الذي كان أمامها تتجرع ما فيه دفعة واحدة، فيما أضافت ميرا تتدخل بنبرة ناعمة للغاية "ولا حتى دايتو"

"إنه سرنا، كما تعودنا" فابيو ضحك بخفة، وإنتبهتُ للتو إلى السلاسل الفضية التي تتدلى من عنقه، القميص الأسود اللامع الذي يرتديه والبنطال الجينز الاسود الذي تتدلى منه هو الآخر عدة سلاسل.

صفق بيديه يضيف "سآتي بالمزيد"

"أجل من فضلك" ميرا تحدثت تغمزه، رأيتُ الكحل الذي يحيط بعينيها، أحمر الشفاه القاني على شفتيها. القلادة السوداء الصغيرة حول عنقها، الفستان الأسود القصير الذي كانت ترتديه والجزمة الجلدية السوداء اللامعة الطويلة، ساقيها بدتا مذهلتين بينما تضعهما واحدة فوق الأخرى، شعرها الغرابي الداكن كان مصففا للخلف ومبلل بجال جعله يلمع تحت الأضواء.

كانت مذهلة، ثم تذكرت أنها من تاكاهاشي.

"لن تشربي" سيتشو وجه سبابته نحوها محذرا بينما طالعته هي بضحكة خفيفة تقلب عينيها "لستَ أبي"

"أنا شقيقك الكبير شيزو"

شيزو؟ هل هذا إسمها الثاني.

بمجرد نطقه لتلك الكلمات هي قلبت عينيها وإحتدت ملامحها تقف من مكانها، جسدها بدى مثاليا قبل أن تتحرك للخلف، تحدثت ببطئ "جرّب أن تمنعني"

"اجلسي صغيرتي، لا تريدين إغضاب شقيقك" هانتر عبّر بسخرية يرفع أحد حاجبيه لها ويجعلها تطالعه، هي رفعت إصبعها الأوسط له "الجميع يأتي هنا ليستمتع"

تحركت بعد ذلك نحو ساحة الرقص وفي طريقها إلتقت بفابيو الذي كان قد عاد مع بضعة كؤوس في صينية، هي أخذت واحدا تجرعته دفعة وهذا جعل سيتشو يقف من مكانه لكنها لم تعره أي إهتمام قبل أن تتحرك نحو ساحة الرقص تتمايل مع الموسيقى الصاخبة.

"بئسا!" هتف سيتشو يشكل قبضتيه بينما ضحكت نايومي تقف هي الأخرى، تحركت بإتجاه فابيو وتجرعت كوبا دفعة واحدة أتبعته بالثاني وتقدمت تلحق بها. هي تحدثت بينما جسدها يتحرك بمثالية "سأكون رفقتها"

كانت ترتدي فستان أحمر داكن من الجلد تحت سترة فيراري بيضاء وجزمة سوداء جلدية تشبه خاصة ميرا، خصلاتها العسلية القصيرة بدت جميلة تحت لمعان الأضواء، بينما تحركت ترفع واحدة من ذراعيها في الهواء واندمجت مع الحشود تتحرك وترقص.

هل هي بخير؟

لم تبدُ متأثرة برحيل جوني.

"أريد أن أجرب أنا أيضا" أوديت مدت يدها بمجرد أن جلس فابيو معنا ولكن الشيء التالي الذي حصل هو تلقيها للصفعة على يدها القادمة من طرف سيتشو الذي حدجها بنظرة محذرة "كلا"

"أنت لستَ أبي" تذمرت تمطّ شفاهها وهذا جعل هانتر يطلق ضحكة صغيرة محركا رأسه للجانب "لستَ والدها سيتشو"

"أنتِ لن تشربي قطرة واحدة" قال يسحب الكؤوس بعيدا عنها.

"يا رجل، دعني آخذ واحدا" فابيو نفخ يقف من مكانه مجددا، وتمتم بنفاذ صبر "لا يهم، سأذهب لأحضر غيرها"

رمقتُ هانتر الذي بدى هادئا، عيونه تتجول على الجميع ويلقي نظراته من حين لآخر لينتبه على نايومي وميرا.

"أنت مزعج سيتشو، مزعج حقا" وقفت أوديت من مكانها، وتحركت بإتجاهه ببطئ، ساقيها بدا رائعين بتلك التنورة البيضاء القصيرة، فيما تتقدم منه وتقف وجها لوجه أمامه، جزمتها جعلتها أطول قامة قليلا.

"أعطِني الآن" حدجته بحدة وإبتسمتُ على الحرارة بينهما بينما صفّر هانتر يضحك بخفة.

"إن وافقت على مراقصتي" سيتشو إبتسم بجانبية، في اللحظة التالية شعرتُ بجسد هانتر بجانبي ولففتُ وجهي للوراء أرى أنه جلس بجانبي للتو، هو رمى لي نظرة الجراء البريئة "أهلا فراشتي"

"أيا يكن" أوديت قالت ذلك تجذب إنتباهي ناحيتها، سيتشو إبتسم بإتساع وأخذ كوبا تجرع منتصفه قبل أن يقدمه لها "يجدر بهذا أن يكون كافيا"

"أنتَ بخيل" مطت شفاهها تأخذه منها وناظرها هو بنفس الإبتسامة "راقصيني"

"هذا كافي حقا باربي" هانتر صاح من مكانه بقرب أذني يضيف "حققي حلمه"

إبتسمت لي بوجنتين متوردتين وأخذت الكأس منه تتجرعه قبل أن تسعل بقوة جعلت خديها وأنفها يحمرّان، سيتشو وضع يده على كتفه يرفع ذقنها بإتجاهه "أنتِ بخير؟"

"أجل" هزت رأسها له، وفي الثانية التالية أمسكت بمعصمه تجذبه خلفها وتتبع مسار ميرا ونايومي.

الموسيقى كانت أقوى، الكلمات بطيئة على أغنية مسمومة، الالحان سريعة في الخلفية، وفتى الدي جي ذا الشعر الأحمر كان يقفز يحثّ الجميع على الحركة والتمايل.

الأجواء المشتعلة جعلت قلبي يخفق بقوة، وكنتُ بمفردي مع هانتر الذي همس بقربي "يبدو أننا الوحيدين فراشتي من بقي"

عيوني كانت على باربي التي مايلت جسدها للخلف قليلا، تحرك كتفيها وخصلاتها عادت للوراء، الأضواء كانت تكشف عن لمعان عيونها الخضراء، إبتسامتها إتسعت وسيتشو تقدم يمحو تلك المسافة بينهما، هو أمسك بمعصميها يجذبهما ووضع يديها على كتفيه، قلنسوته عادت للوراء يكشف على الباندانا التي جعلته يبدو رائعا مثل فتيان الشوارع وأصحاب العصابات.

اللعنة كيف يمكن لهما أن يكونا مثاليين هكذا؟ بهذه الحركات؟ هذا التناغم والإنسجام؟

إلهي! هذا يجعل الفراشات تعود لمعدتي.

"هل تجيدين الرقص؟" هانتر سألني وهذا جعل يخفق بشكل أقوى، عيوني ما تزال على سيتشو الذي تقدم منها أكثر، شفاهها قريبة من أذنها ووجهه مغطى بخصلاتها، همس شيئا لها جعلها ترفع رأسها للأعلى كاشفة عن عنقها، ذراعيها حول رقبته وضحكتها ترتفع إثر ما قاله.

أريد أن أجرب.

"أنا لا أرقص" قلتُ إجابتي بعدما إستوعبتُ أني لا أبدو مثل أي واحدة منهنّ، لا نايومي، لا ميرا، ولا أوديت.

لم أكن يوما مثل الفتيات، لا يمكنني ذلك ولأول مرة في حياتي أشعر بعدم الثقة في هذا.

توردت وجنتي أبعد أنظاري عنهما وأحول بصري نحو الطاولة أمامي، أشعر بنظرات هانتر عليّ من الجانب، إبتلعت أضيف "لم يسبق لي فعل هذا من قبل"

"لم أراقص فتاة من قبل، إن كنتِ تتساءلين" قال ذلك وهذا جعلني أنظر إليه، إبتسم لي يميل رأسه "بإمكانكِ أن تكوني الأولى من نوعك، لا مشكلة فراشتي"

"ماذا تقصد؟" رمشتُ أشعر بتورد وجنتي من قربه بهذا الشكل، بينما إمتدت ذراعه لظهر مقعدي يدفع بجسده نحوي، تعلّقت نظراته بخاصتي "ما نحتاج إليه هو أن نشعر فقط، لسنا هنا لنرى أو نتأمل، دعينا نشعر، لنكتشف كيف يبدو هذا حين نغمض أعيننا"

"ه––هانتر" إبتلعت ألقي نظرة خاطفة على شفتيه قبل أن أعيد بصري نحو عيونه، هو تحدث "أجل فراشتي"

يده تحركت وأصابعه لامست طرف وجنتي يقوم بإبعاد خصلاتي للخلف، إبهامه مرّ تحت أذني وتسارعت ضربات قلبي بقوة إثر لمسته، يده واصلت حركتها على عنقي ومن ثم هبطت نحو سحاب سترتي ينزله للأسفل، إبتسم لي ما تزال عيونه معلقة بخاصتي "راقصيني"

شعرتُ بجفاف حلقي وحرارة بداخلي، أدرتُ وجهي للخلف أرى سيتشو وأوديت معا يضحكان، يديه كانتا على خصرها يميل معها، إبتلعت وعدتُ للنظر إلى هانتر الذي تابع "دعينا نجرّب فراشتي، أنا وأنتِ متناسبان لا تفكري كثيرا"

مضت عدة لحظات أرى النيران المشتعلة في عينيه، وإبتسمتُ بخفة أدفع بكل شيء بعيدا إلى خلفية عقلي، في سلة المهملات.

أين المشكلة؟ إنها أيامي، إنها حياتي وإنها أنا واللعنة.

وقفتُ ببطئ تحت نظرات هانتر أواصل فتح السحاب، خلعتُ سترتي أضعها على ظهر المقعد، هواء خفيف ضرب معدتي وأسفل ظهري بسبب القميص الأبيض القصير الذي كنتُ أرتديه، ذراعاي أيضا أحستا بالهواء وعنقي أيضا، شعرتُ بتورّد وجنتاي فيما إبتسم هو يقف أمامي وفاقني طولا.

أمال رأسه يفتح سحاب سترته المنفوخة يرميها فوق خاصتي، إبتسم لي "لنرقص إذا"

لفّ عنقه نحو الكلب يرمي كلماته "ابقى هناك بوتو، لا تعضّ أي أحد"

"هل يفهم؟" ضحكتُ بخفة وشعرتُ بذراعه على خصري، يجذبني معه نحو ساحة الرقص، "لا تقلقي بشأنه"

الأغنية تغيرت والأضواء المتسارعة في الوميض جعلت الياباني وباربي خاصته يضيعان عن ناظراي، هانتر أمسك بخصري من كلا الجانبين، قلب قبعته بطريقة معكوسة وإبتسم لي "لقد عدتُ للموت للتو وأرغب في أن أنسى أن هذا حدث"

"أريد أن أنسى أني سأكون منافستك من اليوم فصاعدا" ضحكتُ بسخرية أشير إلى كوني أصبحتُ من المضمار الشبح مما جعله هو الآخر يضحك بخفة، جذب جسدي نحو وصدره قابل خاصتي أسمع كلماته "لننسى إذا"

رفعتُ يداي ببطئ على طوال ذراعيه أستشعر صلابتهما حتى وصلتُ كتفيه، لم أمنع أصابعي من التحرك عليها قبل أحيط بعنقه، شعرت بأنامه تلمس مكان الوشم خلف ظهري ومال جسده للجانب، يهمس "سايريني فقط، تحركي حتى لو لم تكوني تجيدين الرقص"

ساقيه تحركتا نحو خاصتي يجعلهم يتداخلون، أنفاسه كانت قريبة مني، رائحة عطره ملأت أنفي، كلمات الأغنية لم تكن مفهومة بسبب الصوت المرتفع، أغلقتُ عيناي وتحركتُ مع جسده، إبهاميّ لمسا في وقت متزامن تفاحة آدم خاصته تداعبان جلده أسمع الصوت العميق الذي خرج منه "إستمري"

'إرفعوا أيديكم في الهواء' صاح فتى الدي جي وصرخ الجميع في وقت واحد، فتحت عيناي ورفعت ذراعاي في الهواء أرخي مرفقيّ على كتفيه، يديه كانتا على جانبيّ، حرك جسدي رفقته، وتحرك خاصته، جبينه إقترب من خاصتي وإبتسم ينظر إليّ.

الأضواء تحولت لأخرى حمراء فقط بينما كرة الدي جي ذات المرايا دارت في المكان تمنح العقول ذلك النوع من الدوخة التي تجعلك تشعر أن كل شيء بخير.

إلهي! هل هذا هو شعور الإنتشاء؟

أعلم أني أصبحتُ فتاة سيئة الآن لكني لا أستطيع منع نفسي، أريد أن أشعر فقط.

حركت جسدي مع هانتر، أردف "أنت جيد بالرقص"

"سيتشو علّمني هذا، لكن لا تخبري أي أحد" ضحك يغمزني، بينما ما يزال يتحرّك، يميل للأمام للخلف لليمين لليسار، إلهي!

"سيتشو يعرف كل شيء" إبتسم بجانبية وشعرتُ بذراعيه ترتفعان للأعلى على طول جسدي يمنحني شعورا خاصا لم يكن بإمكاني وصفه، هانتر ضحك يلامس ساقي بخاصته وتحدث "الكثير، لكن ليس كل شيء"

"أوه حقا؟ أخبرني شيئا لا يعرفه سيتشو" رفعت حاجبي بينما تجولت أصابعي على ألواح كتفيه، وهو أمال رأسه يهمس قرب شفاهي "تتذكرين تحدي بيت الرعب؟ وماذا عن تلك الليلة في سان دييغو هنا؟ هناك الكثير الذي لا يعرفه سيتشو"

شعرتُ بخفقاتي، تيبس جسدي لوهلة وهانتر إبتسم تلامس شفتيه وجنتي، ضحك بخفة "لا تفكري في سيتشو، بعض الأشياء لا يعرفها غيرنا"

"اخرس! هذا لا يجعلك مثيرا" قلبتُ أبتعد عنه، دفعتُه برفق بعيدا عني قليلا، وتابعتُ أشعر بإحمرار وجنتيّ "أعتقد أن هذا يكفي"

ذراعه أحكمتني قبل أن أبتعد أكثر، أحاط بخصري بشكل أقوى ينطق "أوديت تبدو أنها تستمتع"

أشار بعينيه للجانب وأدرتُ عنقي إلى حيثُ يشير حينما إتسعت عيناي أرى أوديت ترخي جبينها لخاصة سيتشو، تبتسم، صدرها يعلو ويهبط ويديها تمسكان جيدا بسيتشو الذي بدى أنه يهمس لها بشيء ما.

"فكّري أقل وٱشعري أكثر فراشتي" هانتر أعادني إليه، أعطاني إبتسامة لطيفة يضيف "بإمكانك فرد جناحيك والتحليق، دعينا نذهب"

توقفنا مكاننا، بينما أمال رأسه لي "مالذي ترغبين في فعله إذا؟ أنا معك"

"أنا––، هانتر!" قلتُ الكلمات بخفوت وتدافعت الكثير من الأفكار في ذهني دفعة واحدة، أمي، المدرسة، المضمار، السيارات، جوني، أبي، أصدقائي، الماضي، الحاضر، المستقبل، العائلة، الأصدقاء والحياة بكاملها.

"كلا، لستُ هانتر، دعينا نتصرف كأننا لا نملك هويات ولا أسماء، لا نعرف بعضنا ونحن مجرد أرواح ضائعة في هذا الكون، ولدينا هذه اللحظات تحت الأضواء"

تحدث يتركني بخفة، كان يقف قبالتي ينظر مباشرة في عينيّ، نظراته كانت جادة كأنه يعني كل كلمة قالها، كان ينظر مباشرة في داخلي.

تنفستُ بعمق، صدري كان يعلو ويهبط، أصابعي إلتفت في قبضتين لكن سرعان ما أرخيتهما، طالعت هانتر، عيوني عبرت تمسح ملامحه كلها، كل التفاصيل الجميلة التي بدأت تعود، بدءا من حواجبه ورموشه، نظراته الصادرة عن تلك العيون الجميلة، ثم تلك الشفاه التي تحمل الإبتسامة المشعة.

إنخفضتُ نحو عظمة فكه، عنقه، كتفيه، صدره، معدته، ساقيه والوقفة خاصته، اللعنة! من بإمكانه مقاومة هانتر حين يكشف عن هذا الجانب منه؟

بالإضافة إلى أننا من المفترض أننا نتواعد لذا–––

دون تردد ولا تحكم مني وجدت جسدي يندفع ناحيته، يداي أمسكتا برأسه، إبهاميّ لامسا وجنتيّ وشفاهي عرفت طريقها نحو فمه أطبقها على خاصته وآخذه في قبلة مندفعة، أنفاسي خرجت حارة في حين إبتسم هو ضدّي يضحك بخفة، أغمضتُ عينيّ أمرر شفاهي على خاصته الناعمة بخفة، قبل أن أفصلها، أهمس بخفوت "لا أرغب في أن أفكر، خذني"

"طلباتك أوامر فراشتي" ردّ بين أنفاسه ويده وُضعت خلفي على مكان الوشم يدفع جسدي نحوه، أعاد لصق شفاهه على خاصتي وإندفع في قبلته بشكل محموم لكن لم يكن شرسا، لم يكن قويا لدرجة التي تدفعني للحذر، بدى قويا بالطريقة التي يخبرني فيها أنه هنا لأجلي.

فرق شفتيه قليلا يسمح لي بالمرور بينما واصل إصطدامنا، الأجساد حولنا تراقصت تضربنا ضدّ بعضنا وهذا جعل هانتر يضحك بين القبلة، أنفاسه الحارة تقع عليّ مما جعلني أنا الأخرى أبتسم.

ذراعه إنخفضت لجانبي نحو فخذي يرفع ساقي للأعلى، إبتعد عني قليلا، إبتسم مجددا "هيا"

"متأكد أنك ستكون بخير؟" كنتُ أقصد العملية لكنه أعطاني نظرة ناعمة "لا بأس"

أومأتُ له وفي اللحظة الثانية وجدت جسدي يرتفع للأعلى، ساقاي يحيطان بخصره بينما ذراعاي حول عنقه، رفع رأسه لتقابل عيونه خاصتي، ومن ثم أعاد إلتقاط شفاهي يسير إلى أقرب جدار، دفعني ضده وواصل حركاته، يديه مرتا على ساقاي ترتفعان نحو معدتي وكتفاي.

شفاهه تحركت للأسفل نحو ذقني ومن ثم عظمة فكي يقبّلني بشغف، همس "سأكون هنا دائما لأجلك، في أي مضمار كنتِ"

تسارعت ضرباتي، أحسستُ بالضياع لوهلة، غمرني الشعور بقوة، أنفاسي تسارعت وشعرتُ بالحرارة تفجر وجهي، هانتر إنخفض نحو عنقي يقبّلني هناك بخفة، يجعلني أقبض عليه أكثر، بكلتا ذراعاي وساقاي.

إلهي! ما هذا؟ ما هذا واللعنة؟ لم يسبق لي أن كنتُ قريبة لأحد لهذه الدرجة، ثم ها هنا هانتر يدفعني للجنون.

"هانتر!" همستُ إسمه بين أنفاسي أغمض عيناي وأستشعر قبلاته على عنقي، لكن في اللحظة التي كان من المفترض أن تذهب الأمور لأكثر من ذلك شعرتُ به يبتعد عني، الهواء داعب جلدي الذي كانت تغطيه شفاهه قبل قليل وهذا جعلني أفتح عيناي لأقابل خاصته.

رأيتُ الإبتسامة الصغيرة الصادرة عنه، برفق أفلت ساقاي يتركني أقف أمامه ولوهلة شعرتُ بدوخة جعلتني أوشك على السقوط من الشعور القوي لو لم يكن جسده أمامي، هو همس "لا أرغب في أذيتكِ كلوفر"

نظرتُ إليه أرمش عدة مرات حال سماعي لتلك النبرة الجادة، إبتسم يضيف "لكن يمكنني فعل هذا"

قال ذلك وعاد وجهه يدفنه في عنقي، يرتفع بشفاهه للأعلى حيث عظمة فكي قبل أن يقبض عليها بأسنانه ويجعلني أتأوه، أسمع ضحكته الخافتة، وأرى لسانه يمر على شفاهه "لذيذة جدا"

صدري كان يعلو ويهبط وكذلك خاصته، لم أعلم كم دام الوضع، ولا كيف الحال في الخارج، الرائحة هنا، الشعور، وجود هانتر وأنفاسه، أردتُ كل شيء للأبد واللعنة.

أريد هانتر لي بمفردي.

إبتسمتُ له وفجأة إقشعر جسدي لأعود لإدراك أني كنتُ بدون سترتي، هو حاوط كتفي بذراعه يسير رفقتي لنعود إلى الطاولة التي كانت ما تزال فارغة.

جلستُ بهدوء وقدّم هو لي سترتي كي أرتديها بسرعة ففعلت، نظراتي كانت عليه، شيء ما بداخلي وُلِد فجأة إتجاهه، كان ما يزال وقفا يأخذ سترته، عيونه عليها يتفقد محتوياتها إن كانت جميعها هناك، لكنه بدى أنه يشعر بنظراتي.

شعرتُ بالخجل الشديد لما حصل للتو، عقلي رحل بعيدا نحو المستقبل، بينما أراقبه، كان يبدو بهذه المثالية هذه الليلة، هو فقط، رائع، مذهل، مملوء بالحياة حتى رغم تعبه.

عضضتُ شفتي أهزّ رأسي وأبعدتُ نظراتي أسحبها بعيدا عني حينما شعرتُ بجسده يميل قليلا ناحيتي يضع السترة المنفوخة عليّ، ويجعلني أرفع بصري إليه، رعشة هزت جسدي الذي لم يتوازن من ثقل ما حصل قبل قليل بعد، وها هو يفعل هذا مجددا.

"إرتديها كلوفر" قال بإبتسامة قبل أن يأخذ جلسته بجانبي، أومأتُ له أبادله تلك الإبتسامة، إرتديها وجذبتُ السحاب للأعلى، أردّ "شكرا بوتو"

نبح الكلب فجأة يجعل جسدي يقفز بفزع، اللعين نسيتُ وجوده بالكامل.

هانتر ضحك يبعثر خصلاتي "بوتو أصبح إسمه، لم يعد خاصتي"

"مضحك جدا" قلبتُ عيناي أبتسم له، وحرّك كتفيه يرمش "هكذا تسير الأمور جميلتي"

"ماذا حصل لفراشتي؟" كان ذلك سيتشو الذي عاد للتو رفقة أوديت، بدى كل منهما بخير، في افضل حال في الواقع.

هانتر تحدث يرد عليه بنفس الإبتسامة الهادئة "وها أنتَ هنا سيتش! دائما تتدخل في الوقت الغير مناسب"

"أعتذر إن كنتُ قاطعتُ شيئا مهما، لكن جسدي نال كفايته والوقت تأخر صديقي" سيتشو ضرب كتفه بخفة يجلس أمامي، عيونه وقعت عليّ، إبتسم لي يغمزني لسبب لا أعلمه.

"والدي سيغضب إن تأخرتُ في العودة للمنزل" أوديت تحدثت تأخذ جلستها بجانبي، وسيتشو رمى إليها نظرة عميقة.

اوه مؤكد هناك شيء ما حصل بينهما.

"سنعود إذا" الياباني تحدث برفق، لكن في تلك اللحظة حمحمتُ أتدخل "لا يمكنني"

تحولت الأنظار ناحيتي، وتابعتُ أبادل بصري بين الجميع "لديّ سباق الليلة، في غراند ويب"

"سباق؟" سيتشو تساءل وأوديت تحدثت مباشرة "هل تقصدين توباييس الذي تحداكِ؟"

"أجل" أومأتُ مؤكدة.

توباييس تحداني هذا المساء نبرته بدى واضحا فيها أنه يريدني أن أفوّت السباق حتى يخبر المدرسة بأكملها بالأمر.

وفي أحلامه، أنا لن أتراجع.

"من توباييس؟ سمعت هذا الإسم من قبل" هانتر رمى سؤاله، لتجيبه أوديت مباشرة "فتى كرة السلة في مدرستنا، هو متسابق أيضا، تحدّاها في سباق ويريد خسارتها"

ضحكَ سيتشو بسخرية ينطق "لم أعلم أن لديكِ أنداد في الثانوية كلوفر، هذا مذهل"

ضرب هانتر يديه معا يعود للوراء وتحدث يضع ساقا فوق الأخرى "حسنا إذا لنذهب إلى غراند ويب ولنهزم هذا التوباييس"

"لكن أوديت عليها العودة، وأنتم متسابقي مضمار ويست رفاق––"

حاولت الحديث حين قاطعني سيتشو يعقد ذراعيه على صدره "متسابقي ويست سيذهبون إلى المضمار الشبح، من لديه مشكلة؟"

"ليست أنا" تدخلت نايومي فجأة وتحولت الأنظار ناحيتها، أعلى جبينها كان متعرقا إلتصقت به بضع خصلات، برفقتها ميرا التي تحركت تجلس بجانب هانتر وترمي نظرة على سيتشو "لا تنظر إليّ هكذا اوني تشان"

هانتر وقف بهدوء "حسنا إذا، لنذهب إلى المضمار الشبح ولنهزم بعض المؤخرات"

طالعتُه بإنفراجة بين شفاهي، ورمى هو لي نظرة يغمزني "أدخلي يدك في الجيب فراشتي"

رمشتُ لوهلة قبل أن أدخل يدي في جيب سترته وتحسستُ المفاتيح في الداخل، جذبتها أرى أنها كانت تخصّ مونلايت، عيوني إتسعت بذهول وخفق قلبي بقوة قبل أن أحدق به مجددا، هو أمال رأسه للجانب "جاهزة فراشتي؟"

إبتسامتي تشكلت على شفاهي أومئ "دائما"

وقفت نايومي تطالعني، وتحدثت "من المستحسن أن تفوزي، لا تجعلي العار يلحق بكِ بين أولائك الأوغاد"

إحتدت نظراتي نحوها، قبل أن أسمعها تتابع "أعلم أنك سريعة، إفعليها"

"هيا بنا إذا" صفقت أوديت تقف هي الأخرى، ورمشتُ أطالعها بعدم فهم، بينما حركت هي كتفيها "ماذا؟ بإمكان أبي الإنتظار، لا يمكن لأحد تفويت رحلة إلى المضمار الشبح"

"فتاة جيدة" سيتشو نطق بخفوت ولمحتُ تورد وجنتيها أراها ترمي له نظرة سريعة.

"ذاهبون من دوني؟" فابيو ظهر فجأة يعقد حاجبيه قبل أن أرى هانتر يسير ناحيته، أحاط برقبته يضحك بخفة "مستحيل يا صاح، لا شيء يحلو دون القرصان خاصتنا"

"قرصان؟" تمتمتُ وأوديت مالت ناحيتي تهمس "هو بارع في القرصنة الإلكترونية، كان يسرق صور حبيبته السابقة من هاتفها ليتأمل صورها"

يسرق صورها؟

هل يفعل هذا مع جنجر؟ عليّ ألا أرسل لها صوري المحرجة مجددا إذا.

"لا أصدقك" فابيو عقد ذراعيه بطريقة جعلته يبدو لطيفا جدا قبل أن أرى هانتر يميل ناحيته ومد شفاهه يقبّل خده، ضحك "ابتهج يا رجل لأنك حرفيا هو منبع الحياة في حياتنا"

"أتفق" سيتشو رفع ذراعه وكذلك فعلت نايومي، ميرا وأوديت ومن ثم أنا.

إبتسم فابيو ببعض الخجل "يا رجل، أنت تحرجني، هذا يكفي"

"هذا فتاي الرائع" هانتر أحاط برقبته ولاحظت إبتسامات الجميع، لم أمنع خاصتي أيضا، هانتر وفابيو يبدوان رائعين.

الطريقة التي يحبّ فيها الجميع هنا بعضهم تجعلني أشعر بالدفئ من الأعلى للأسفل.

"لنذهب إذا" فابيو سرعان ما إبتعد يشعر بالإحراج بينما إرتفعت ضحكاتنا معا على هيئته.

هانتر طالعني "ستتولين القيادة، إن حطمتها سأحطم جمجمتك وأطبخ فيها لحمك"

"لديّ شعور أنك ستندم لأنك قدمت لها سيارتك" سيتشو مرّ يتبع فابيو بينما ضحكت الفتيات ولويت شفاهي ألحق بالياباني، شكلت قبضتي أضرب بها كتفه، هتفت "من المفترض أنكَ في صفي"

"أنا كذلك"

تنهدتُ وسرنا جميعا للخارج، قلبي كان يضرب منذ اللحظة، لا أعلم هل هو الحماس للتسابق أمامهم جميعا مجددا في ذلك المضمار، أم هو تأثير هانتر الذي ما أزال أشعر بملمسه على جلد عنقي وفكّي؟

إلهي إرحمني!

تحركنا معا ولم يسعني سوى الشعور بأني في المكان الصحيح، بين هؤلاء الرفاق، في هذه الساعة، مع هذه التجارب الجديدة، هذه المشاعر الجديدة، هذه الحرارة وهذه الحدّة.

ربما التغيّر ليس سيئا بعد كل شيء، ربما حينما نتعلم كيفية التعامل مع تيارات الإرتفاع والإنخفاض هذه سنكون أقل عرضة للخيبة، أكثر تقبلا لكل ما هو قادم إلينا.

تقول جدتي أننا نتغير دائما وبإستمرار كل يوم، لذا لا بأس، أنا مجرد بشرية بين مليارات البشر في هذا العالم، الكثيرون يخوضون نفس التجربة في كل البقاع، في بلدان مختلفة وكل منا يتعامل معها بطريقته الخاصة.

حان الوقت لأكتشف طريقتي الخاصة، وإن كان عليّ أن أسير على هذا الطريق، سأسير إذا.

هانتر سار بجانبي وشعرتُ بأصابعه تلامس خاصتي، إصبعه الخنصر يداعب خاصتي، ناظرته أرى الإبتسامة على تلك الشفاه، لم يسعني حينها سوى الإبتسام.

لأبتسم ولأشعر بالحرارة، سأترك البكاء لوقت لاحق.

وقت ربما لن يأتي، من يعلم؟ ربما ما هو قادم لي سيكون رائعا بطريقة مذهلة.

_


وها نحن ذا في المضمار الشبح الذي يبث الرعب في نفسي منذ الآن.

ترجلت من السيارة أصفع الباب ورائي، الهواء الليلي كان قارسا للغاية جعلني أدفن فوجهي في كمّ عنق سترة هانتر، أستنشق رائحته التي جعلتني أبتسم مباشرة.

طالعت طرقات المضمار الخطيرة، لم تكن مستحدثة مثل خاصة ويست، إنما كانت مجرد طرقات أغلبها دون اسفلت مما يجعل العوائق كثيرة في الطريق، وأخبرني هانتر قبل قليل أنهم يفعلون هذا عمدا لعدة اسباب من بينها تجنب جلب الشرطة إليهم.

هانتر وقف بجانبي بعدما ترجل من السيارة هو الآخر يطالع المكان، حيث كانت أعمدة الإنارة كلها مضاءة، الكثير من أسراب السيارات والأجساد الضخمة الموشمة، النساء القويات اللواتي بإمكانهم تحطيم أنفك بسهولة والكثير من القوة.

"بدأتُ أخاف منذ الآن" قلتُ بسخرية أضحك بخفة حينما شعرتُ بيد هانتر توضع على كتفي، قبض عليّ يردف "من مؤخرات كبيرة وبعض الوشوم؟"

"هانتر" نفخت خداي ألوي شفاهي ناحيته أراه يغمزني ويبتسم لي بجانبية "ماذا؟ هل كذبت؟"

هو محق.

قلبي كان منقبضا منذ هذه اللحظة، لكني حاولتُ تغيير الموضوع أردف "هل تشعر بالبرد؟"

لاحظتُ أنه كان يرتدي فقط القميص القطني ذا العنق، هو حرك كتفيه "كلا، ما حصل بيننا أعطاني دفعة دفئ مزدوجة"

لعين!

"رفاق!" سيتشو جذب إنتباهنا حينما لمحتُ الرجل الضخم بجانبه، وتحركنا ناحيته، نايومي كانت قد ترجلت للتو من سيارتها وكذلك فعلت ميرا من المرسديس الأرجوانية المدعوة فيوليت كما أخبرني به هانتر.

إشتقتُ لبلو وينجز منذ الآن.

"غير مسموح لمتسابقي مضمار آخر بالتواجد في هذه المنطقة" تحدث بصوت خشِن يطالع وجوه رفاقي جميعهم، وكان هانتر هو من أجابه "سنكتفي بالمشاهدة"

"إلى الأعلى" أشار بيده نحو المدرجات، وعضضتُ شفتي لفكرة إبتعادهم عني.

لا أعلم، لكني أرغب في بقاءهم بالقرب مني.

"سأتسابق" نايومي تحدثت بهدوء تجذب الانظار ناحيتها، الرجل طالعها بنظرات متفحصة على جسدها من أعلى لأسفل يبتسم بجانبية، مما جعل هانتر يتقدم للأمام واقفا بينهما، ضيق عينيه بحدة على الضخم "لديكَ مشكلة؟"

إلهي!

سيتشو تدخل هو الآخر بجانب صديقه يضيف "أخبرنا إن كانت لديكَ مشكلة"

"لا أعتقد أنك تقوى على شيء لذا تمتّع نفسك بالنظر" نايومي تحدثت بسخرية تضحك بخفة وهذا جعلني أفتح عيناي وكذلك فعلت أوديت.

ميرا ضحكت تقف لجانبها، تميل رأسها للجانب، ملامحها اليابانية إحتدت تنظر إلى الضخم، رفعت حاجبها له "هناك طرق أخرى لتخلّص نفسك، إقرأ قليلا"

سيتشو ناظر أخته بإبتسامة فيما إشتد فكّ الرجل وكذلك قبضتيه، أما منظر ريدكاي وتاكاهاشي جعلني أُعجب كثيرا بطريقتهم.

نايومي وضعت يديها على كل من هانتر وسيتشو تبتسم "لنذهب يا فتيان"

إبتعد الجميع، نايومي تحركت ناحيتي تميل رأسها "جاهزة؟"

"أجل" أومأتُ أرى إبتسامتها الواثقة، أعادتها غرتها خلف أذنها، ألقت نظرة على البقية تحرك ذقنها لهم بشفاه مطبقة "هيا لتشاهدوا"

عيوني تحولت نحو الجميع وكلهم تمنوا لنا حظا موفقا قبل أن يبتعدوا نحو المدرجات.

نايومي قالت بينما عيونها على طرقات المضمار "هل كنتِ تعلمين أن جوني هنا؟"

أكاد أجزم أن قلبي توقف عن العمل بمجرد سماعي لتلك الكلمات، طالعتها بغير تصديق، وإبتسمت هي بجانبية تهمس "الوغد"

"كيف عرفتِ؟"

"إليوت إبن خالته لم يقطع علاقته بميرا بعد كل شيء" ضحكت بإمتعاض، ورأيت النظرة الصفراء على تعابيرها.

بدت تصرخ بالغضب.

"لنسجل أسماءنا" دقت على كتفي قبل أن تسير بخطى واثقة للأمام، جسدها يبدو مثاليا في ملابسها، وتحركت تسبقني، طالعتني من فوق كتفها "يمكنك البقاء سأسجل إسمك"

جوني هنا، لم أكن قادرة على تصديق الأمر، شعرتُ بساقيّ غير قادرتين على حملي مطلقا، خاصة في هذه اللحظة.

لم تدم سوى بضع دقائق قبل أن أرى نايومي تعود، أومأت لي بمعنى أن الأمر تمّ، وتحركت نحو سيارتها تركبها، مثلما فعلتُ أنا أركب في مونلايت، ضرباتي كانت قوية، غير منتظمة والفوضى قامت بداخلي فجأة.

إلهي! كيف سأركز الآن؟ كيف سأتسابق؟

"القائمة الأولى، للأمام" الصوت صدح عبر المكبرات بينما عرضت الشاشة أسماء المتسابقين في القائمة الأولى على الملأ.

عيوني مرّت تقرأ الأسماء واحدا بواحد حينما وقع بصري على جوني ديب وقلبي خفق بقوة، إلهي! هذا حقيقي.

شعرتُ بالدوخة تهزّ رأسي، إرتجاج داخلي قويّ، إسمي لم يكن هناك لكن نايومي ذُكِر إسمها.

جفّ حلقي أراقب السيارات تتقدم للأمام، ولمحتُ الشيفروليه السوداء التي سبق لي رؤيتها من قبل تسير مع البقية لخطّ البداية.

نايومي مرّت بجانبي ترمي لي نظرة واثقة، إبتسامة مملوءة بالغضب والحدّة، عيونها العسلية إنتقلت بعد ذلك على الشيفروليه السوداء بنظرات مصممة.

إلهي!

صدح صوت حاد قويّ يعلن بدأ السباق ودارت العجلات بقوة تحتك بالأرضية مخلفة غبارا قويا قبل أن تنطلق جميعها مثل الوحوش للأمام.

لاحظتُ الحركة الأفعوانية التي قامت بها نايومي تتحرك بإتجاه السوداء تتخطى بذلك أربع سيارات دفعة واحدة، الكاميرات الخاصة بالدرونز كانت تصور الجميع من الأعلى وتعرض على الشاشات الكبيرة كل المتسابقين، نايومي ظهرت على الشاشة مصممة بقوة، تلفّ المقود بطريقة سلسلة وتتحكم جيدا بالسيارة.

سيارتها بدت متميزة داخل السرب، احتدت نظراتها واقتربت السيارة أكثر من الشيفروليه السوداء، وفي اللحظة التالية رأيتُها تصدم مؤخرتها وتجعل حركتها تفشل في تخطيها والإبتعاد عنها.

عيوني إتسعت بغير تصديق لما رأيتُه للتو، لكن سرعان ما استعادت السيارة السوداء سيطرتها وقادت للأمام تتخطى نايومي.

أوه ها هو يهرب.

المعلّق في المكبرات كان يصرخ بحماس، لأن السيارات كلها بدأت تتقاتل دون رحمة فيما بينها وهذا جعل أنفاسي تنحبس.

الطرق على النافذة بجانبي جعلني أدير عنقي للنظر إلى الواقف أمامي وفتحتُ النافذة أطالع وجه توباييس، هو وضع معصميه على الإطار يبتسم لي "نحن في نفس القائمة"

"اوه جيد" أومأتُ له وتجاهلته أعيد إنتباهي للشاشات أرى ما تفعله نايومي، تتجاهل الجميع، تتخطى ضرباتهم وتركز على السيارة السوداء.

"هل أنتِ جاهزة؟" توباييس كرر مجددا يجعلني أنظر إليه "أجل"

"لن أتساهل معكِ" ضحك بخفة، وقبل أن يستنى لي الوقت كي أقوم أية كلمة هو أضاف "لم أكن أعلم أنكِ متسابقة يا فتاة، طوال هذه المدة في الثانوية أراكِ، لما لم تخبريني؟"

"لستُ مهتمة بمعرفتكَ لي أني متسابقة" رفعتُ حاجبي بإبتسامة ساخرة وضحكِ هو يعض شفته "اوه تلعبين دور صعبة المنال"

أضاف مباشرة "هل هذه سيارتك؟" عيونه تأملت مونلايت بطريقة إستفزتني، بينما لوى شفاهه يتظاهر الفهم "بي ام دابليو، سنرى إن كانت جيدة بما فيه الكفاية"

"مالذي يجعلك––––" قوطعت جملتي بسبب الصرخة التي أطلقها المعلق عبر المكبرات ورفعتُ بصري مجددا نحو الشاشات أرى الحركة التي دارت بها السيارة السوداء حول نفسها يفقد صاحبها السيطرة حينما ضربت نايومي العجلة الخلفية.

وقع فكي على الأرض من القوة التي كانت تكسر بها كل سيارة تتقدم بها حتى أصبحت الساحة فارغة لها، عيوني إتسعت وصفّر توباييس بإعجاب ينظر إليها "مذهل، فتاة مذهلة"

أرجو أن تكون أنت التالي.

لكن حقا، نايومي كانت مشعة، تسرق الأبصار والأنفاس.

واصلت ضرب السيارة حتى توقفت في المنتصف مثل العديد من السيارات التي خرجت من السباق، قلبي خفق بقوة جعلته يوشك على التوقف، ولمحتُ نايومي تتوقف بمحض إرادتها قبل بلوغها خط النهاية حتى.

مالذي تفعله؟

ترجلت من السيارة بملامح حادة مشدودة، وتركت الباب مفتوحا خلفها تسير بثقة وسط الطريق نحو الشيفروليه السوداء.

"هل تعرفينها؟ تبدو–––" قاطعته أصرخ "إخرس توباييس، ألا ترى أني متوترة؟"

هو إبتلع ما تبقى من كلماته بينما رأيتُ نايومي تفتح باب السيارة التي كانت كل زجاجها أسود، وأخيرا إلتقطت الكاميرات صورة من في داخلها.

قلبي ضرب بقوة، عيوني بدأت ترى النقاط البيضاء أمامها، شعرتُ بالدوار ولحسن الحظ أني كنتُ جالسة وإلا كنتُ سقطت.

هناك، خلف المقود كان جوني، الخصلات الشقراء الفاتحة المائلة للبياض المصبوغ، العصابة السوداء التي تحيط عينيه، ذراعيه مثنيتين على عجلة القيادة، بجانبه كانت فتاة شابة، عرفتها مباشرة، مايا، شقيقة إليوت.

جفّ حلقي أنظر إلى المشهد ونايومي حركت رأسها لمايا التي نزلت بسرعة تبتعد عن طريقها، وفي الثانية التالية نايومي إنحنت تجذب جوني من أكمامه.

"مالذي تفعله؟" توباييس همس بجانبي بينما حركت رأسي "لا فكرة لديّ"

العضب كان واضحا على ملامحها، وبسلاسة أخرجته، تمسك به من أكمامه وتدفعه ضدّ هيكل السيارة، بحركة خاطفة هي رفعت قبضتها للأعلى تهوي بها على فكّه بقوة جعلت رأسه يلتف للجانب.

"ووهو! ما هذا؟"  صرخ توباييس بجانبي بينما سقط فكي بذهول، ولم تتوقف عند هذا الحدّ، هي إستمرت في تسديد لكمة أخرى وأخرى وأخرى حتى وقع على الأرض، إنحنت تثني ساقيها، جذبته مرة أخرى من قميصه ناحيتها، هتفت بكلمات لم يسمعها أي أحد وكان السباق قد انتهى بالفعل، وصلت السيارات الناجية إلى خطّ النهاية.

إبتلعت أسمع الصوت عبر المكبر "القائمة الثانية إلى خط البداية"

"حظ موفق إذا" توباييس تحدث ورحل مبتعدا نحو سيارته، أصابعي عجزت عن القيام بأية حركة، وظللتُ أتابع نايومي التي جذبته تجعله يقف، مايا ظهرت على الشاشات تبتسم، تعقد ذراعيها على صدرها وتعابيرها كانت نحو نايومي مملوءة بالإعجاب وغير التصديق.

"إستعدوا"

إلهي!

رفعتُ رأسي نحو المدرجات أرى هانتر الواقف رفقة البقية، ذراعيه على صدره ومنحني إبتسامة صغيرة يومئ لي بمعنى لا بأس.

بادلته الإيماءة وعاودتُ النظر أمامي، هذا كان كثيرا عليّ لكن بإمكاني فعلها.

ماذا قلنا كلوفر؟ الأشياء تحصل، تحركي قبل أن تسبقك الحياة.

إبتلعتُ أتقدم للأمام، نايومي وجوني لم يعودا يظهران على الكاميرا، إبتلعتُ آخذ أنفاسي بقوة، حسنا لا بأس، بإمكاني فعلها.

فجأة سمعتُ صوت الباب يُفتح بجانبي ولففتُ عنقي للجانب أرى سيتشو يركب بجانبي، عيونه كانت للأمام، إبتسم يتحدث "ماذا يقولون؟ الصديق وقت الضيق"

رمشتُ أنظر إليه وشعرتُ بدفئ قويّ يملؤني فجأة، سيتشو تابع "توباييس قصير القامة سيهزمك إن لم تتحركي"

بدأ العد التنازلي من خمسة على الشاشة ودقّ قلبي معه بقوة، قبل أن أتحرك للأمام.

"افصلي مشاعرك عن العمل، يمكنك الحديث إلى جوني لاحقا أو ضربه، لكن الآن اهزمي من تحداكِ، هذه كلمات هانتر لكِ"

كلمات سيتشو جعلتني أرفع بصري نحوه أرى إبتسامته، أوديت قفزت مثل الأطفال تلوّح لي، بينما صرخ فابيو بإسمي وميرا ظلت تطالعني بصمت.

"فهمت" قلتُها أجذب عصا الناقل، تحركت سيارتي للأمام وإنطلق الصوت الصاخب يلعن بدء السباق تزامنا مع ربط سيتشو لحزام الأمان، ينطق "لديّ شعور أن مونلايت المسكينة ستتحطم"

السيارات إندفعت بقوة للأمام بينما ضغطت على أسناني ألف المقود وأبتعد عن أول واحدة أوشكت على صدمي، تمتمت "لم يطلب أي أحد منه إعارتها لي وهو يعلم أني أحطم السيارات، هذا مضمار غراند، كنتما تعرفان أن سيارته يجب أن تتدمر"

ضحك سيتشو "وجهة نظر" ، تابع يهتف "انتبهي! اليمين"

لففت المقود للجانب الأيسر أتخطى راعي البقر الذي سبق لي رؤيته من قبل ومرّ هو يصرخ، بجانبه كان هناك فتاة صرخت أمامنا هي الأخرى ترفع أصبعها الأوسط لنا مجددا كما حصل في المرة السابقة.

"يجعلونني أضحك" سيتشو علّق بقهقهة خفيفة ومال جسدينا معا للجانب حين ضغطت المكابح أضرب مفتاح السرعة، ولففتُ المقود للجانب أقوم بإنسياق بدرجة 180 أتخطى واحدة أخرى كانت تقترب مني توشك على ضربي مما جعلني الآن أقود بطريقة معكوسة.

سيتشو طالعني بحاجين مرفوعين معا يصفّر بإعجاب "أحسنتِ"

ضحكتُ أجذب الناقل، أفرمل السيارة وأدير المقود لنفس الإتجاه أقوم بإدارة السيارة للجانب بنفس الزاوية نحو الإتجاه المعاكس كي أتبع مسارات بقية السيارات.

قبل أن أزيد سرعتي أحسستُ بالخدر في كل جسدي فجأة وإصطدم رأسي بالمقود بقوة جعلتني أفقد السيطرة، كتفي آلمني ونظرتُ للجانب أرى توباييس يبتسم بإنتصار من النافذة "مفاجأة"

قال ذلك وإنطلق يسبقني، أنفاسي تسارعت بينما مال سيتشو يمسك بالمقود، تحدث بقلق "كلوفر!"

"اللعين!" همستُ تحت أنفاسي، سيتشو وضع يده على أنفي يردف نفس النبرة القلقة "أنتِ تنزفين، خففي السرعة"

ساقه تحركت نحو المكابح، أصابعي لمست أسفل أنفي وأبعدتها أرى الدم فيها.

"ستدفع الثمن أيها الوغد" همستُ بأنفاس حادة، لففتُ المقود للجانب أرمش عدة مرات لأبعد الدوخة، ضغطتُ على دواسات الوقود، أضيف "لقد حطمت الجميلة"

مونلايت.

"كلوفر" سيتشو قال ببعض القلق وهتفتُ أنا بحدة أسحب الناقل بينما صوتي خرج عاليا "تشبث ألبرتو، نحن على وشك إصطياد القرد"

"سأتلو الصلاة" قالها وزدتُ سرعتي أكثر، عيوني وقعت على الزر أمامي وإتسعت مباشرة أهمس "تيربو؟"

"زودها به هانتر مؤخرا، لا تستخدميه الآن" سيتشو رمى كلماته لكن الأوان كان قد فات لأن أصابعي عرفت طريقها نحو الزر تضغطه، جسدي عاد للخلف وكذلك خاصة سيتشو الذي هتف "أيتها السافلة"

"اخرس ألبرتو" هتفتُ بالمقابل، ضحكة شريرة خرجت مني مثل المجانين، زدتُ السرعة أرى العدادات ترتفع.

"إلهي أنقذني" سيتشو تحدث وتواصلت ضحكتي المجنونة بمجرد إقترابي أكثر من توباييس اللعين.

"آسفة هانتر، لكنه من بدأ" رميتُ كلماتي وقبل أن يدركَ توباييس أني كنتُ خلفه تلقى الضربة المباشرة نحو الأضواء الخلفية مما جعل السيارة تتحرك في عدة إتجاهات دفعة واحدة، مرّت السيارة بجانبنا ورأيتُ النظرات المصدومة الصادرة عن توباييس، "ماللعنة؟"

سيتشو أرسل له قبلة هوائية يغمزه "شاب وسيم"

ضحكتي إرتفعت حينما تخطيته أتركه ورائي وتقدمت للأمام، الهواء الليلي البارد ضرب كلينا، فيما إختلطت أصواتنا الضاحكة معا، قرب سيتشو قبضته مني وضربتها بخاصتي أرفع صوت ضحكاتي.

"كان هذا جنونا أعترف بهذا" تحدث يعود للوراء يحاول منع ضحكته، ثم في الثانية التالية "وراءك كلوفر"

إندفع نحوي يجذب المقود ويبتعد عن السيارة التي مرت بجانبنا وبداخلنا سيلينا وودي، إبنة عم توباييس.

هي ضحكت بطريقة مستفزة "ليس بهذه السهولة يا فتاة"

إنساقت بدرجة 180 لتصبح مواجهة لي، وإبتلعتُ ريقي أراها تتقدم ناحيتي بقوة مصممة على ضرب السيارة.

مونلايت المسكينة.

"عودي للخلف، هي تريد منكِ أن تلتفي للجانب كي تصبحي في ساحتها" سيتشو تحدث وفرملتُ السيارة أفعل ما طلبه مني حين رأيتُ عيونها تلمع.

رنّ الهاتف في جيب سيتشو وجذبه يردّ حين جاءنا صوت هانتر بينما ما نزال نعود للوراء، هو صاح "مالذي تفعلينه فراشتي؟ حطميها"

"يا صاح نحاول الحفاظ على سيارتك" سيتشو ردّ بينما سيلينا ما تزال مصممة على التقدم مني.

إلهي! إبتعدي أيتها العلقة.

"لا تحافظا عليها، حطماها" هانتر قال ذلك وسمعتُ صوت فابيو الجاد "استدرجيها ناحيتك وإلتفي حولها، اضربي المنتصف بطريقة أفقية"

"كيف لم أفكر في هذا؟" سيتشو نطق مفكرا، وفي اللحظة التالية إبتلعت أهتف "ألبرتو؟"

"أجل"

"ٱتلُ الصلاة لأجلنا"

"حاضر"

سحبتُ الناقل أشعر بأنفاسي تُسرق واحدة تلوَ الأخرى، اه! هذا مثير.

إبتسمت لها أعود للوراء أكثر، خففتُ السرعة، لكن سرعان ما وقع قلبي حين رأيتها تلتف حول نفسها، تضحك بسخرية لي وعادت للمسار الصحيح تسبقنا بالكثير.

هل خدعتنا للتو؟ هل كانت تعيدنا فقط كي تخيفنا؟

"ماللعنة؟" هتفتُ وشعرتُ بأعصابي كلها تشتعل.

سيتشو نطق "تتذكرين الطريقة التي كنتِ تنساقين بها حين تحطمين السيارات في ويست؟"

"أجل؟"

"إفعليها الآن وحالا، هيا"

أخذتُ أنفاسي أشعر بضرباتي القوية، هذه اللعينة لن تجعلني أضحوكة المضمار.

فرملتُ السيارة أشعر بالدماء تجري في أوردة ساقاي، ولففتُ المقود للجانب أدور حول نفسي عدة مرات، ساقاي تحركتا بالتناوب على الفرامل والتدواسات ومفتاح الحركة معا.

"سيتشو! ها نحن ذا" شعرتُ بالدوار وصرختُ كل كلمة أحول أن أسيطر على المقود الذي كان يدور أمامي، سيتشو كان جسده يميل في كل جانب، إندفع يصدم رأسه بالمقدمة لكنه ضحك "هيا بنا، إفعليها"

السيارة دارت وسط المضمار مثل البلبل مندفعة للأمام، ضحكاتي إرتفعت تختلط مع خاصة سيتشو، أجسادنا تمايلت في كل جانب وضخّ الأدرينالين إرتفع في جسدينا.

"إبتعدي" صرختُ حالما إقتربنا منها، رأسي كان يؤلمني بقوة، وإستمرت السيارة بالدوران حول نفسها تجعل الجميع يبتعدون عن طريقها.

"ووهو!" صرختُ أحكم إمساكي بالمقود، رأس سيتشو ضرب كتفي يرسل ألما قويا لرقبتي لكني لم أكن لأهتم، هذا الحماس يملؤني للنخاع واللعنة!

مونلايت مثيرة، أنا مثيرة وسط المضمار، على الجميع أن يعرف أن بإمكاني هزيمتهم دون أن أرفع أصبعي الأوسط.

سأرفعه رغم ذلك.

صرختُ بقوة حينما بدأت العدادات تشير لوجود الخطر، وتسارعت ضرباتي لا أستطيع السيطرة على السيارة.

اوه إلهي! ها هو الأمر يحصل مرة أخرى.

اللعنة على سيلينا وودي.

سيتشو هتف "إبتعدي"

"كيف أبتعد واللعنة؟" هتفتُ بالمقابل حينما فتح هو حزامه يقفز لجانبي، جلس بجانبي يدفعني للخلف، يديه أمسكتا المقود، وفي اللحظة التي تواجهت السيارة بالطريق الممهدة أثناء دورانها هو جذب الناقل، وضغط الدواسات بقوة يثبت السرعة، قلبي كان يضرب بقوة، أرى تركيزه على الطريق جيدا.

المقود تحرك في كل جانب لكن سيتشو كان أسرع يتحكم به، السيارة أخذت حركات أفعوانية للجانبين وسمعتُ الصراخ القادم من حشود المشاهدين، سيتشو مال ناحيتي يشتم تحت أنفاسه.

لم أصدق حينما لمحتُ خطّ النهاية يقترب منا وفي الثواني القليلة التالية تخطيناه عندما فرمل سيتشو السيارة يوقف حركتها بإحتكاك قوي جعل رأسي يدور أكثر.

إلتحقت بنا باقي السيارات بعد ثواني قليلة وعدتُ للخلف ألهث بقوة، كِلانا كان يلهث، يدا سيتشو كانتا ما تزالان على المقود، طالعته بنظرات معجبة أراه يخفض رأسه للأسفل.

"هل أنتَ بخير؟" سألتُه ورفع نظره ناحيته، شفاهه مفترقة من اللهاث، إبتسم يومئ لي "لقد فزتِ"

"فزنا" رفعتُ رأسي نحو الشاشة التي عرضت إسمي في المرتبة الأولى وشعرتُ بالدغدغة في معدتي، غمرني الفخر فجأة.

من سيصدق أني أنا إستطعتُ هزيمة هؤلاء الوحوش؟

هل كنتُ لأفعلها دون وجود سيتشو؟ دون وجود أصدقائي؟

"أنت قريب جدا مني يا رجل" ضربتُ رأسه بخفة فوق الباندانا وضحك هو يتراجع للخلف "أجل، صحيح"

إبتعد عني فيما فتحتُ حزام الأمان أترجل من السيارة وكذلك فعل هو، رفعتُ رأسي نحو المدرجات ألمح أوديت التي كانت تقفز تلوح لنا بكلتا ذراعيها.

أجل، ها أنا ذا.

إقشعر بدني، سترة هانتر منحتني شعورا لذيذا للغاية، خليط بين الحماس، النشوة، الدفئ والكثير.

رفعتُ يداي وحانت اللحظة الأسطورية، لذا لم أتردد في إظهار أصبعي الأوسط من كل يد، أصرخ بقوة "أجل إنها أنا أيها الأوغاد!"

رأيتُ ضحكة كل من هانتر، فابيو وأوديت، كما فعل سيتشو بجانبي يجعلني أضحك أنا الأخرى، ضربتُ كتفه أنطق بين ضحكاتي "مهلا يا رجل! لا تجعلني أضحك، هناك أناس أرغب في أن يروا أصابعي، أنت تفسد لحظتي الأسطورية"

"هل أرفع أصبعي معك؟"

كنتُ على وشك إجابته حينما رأيتُ أحد الشباب يتقدم منه وفي الثانية التالية دفع صدره بإتجاه مونلايت يصرخ بصوت قوي "مالذي تفعله؟"

ركضتُ بسرعة نحوهما بينما تجمع جميع المتسابقين أما المشاهدين هتفوا بحماس للشجار.

سيتشو إحتدت ملامحه بغضب ينفض يد الدخيل عنه، وردّ بحدة "أبقِ يدك بعيدة عني"

"أنت من ويست" أشار بسبابته بحدة، وردّ سيتشو "وليكن"

الصوت الذي جاء بعدها كان خاصة سيلينا التي تدخلت تضحك بخفة "أعتذر عن هذا"

قامت بدفع الشاب بعيدا عن سيتشو لتضيف "ممنوع أن يتسابق واحد من مضمار غير غراند ويب رفقة متسابقينا"

عقدت ذراعيها على صدرها وواصلت الحديث كأن الأمر يعجبها "ما فعلتماه كان غشا"

"لم أتسابق معها، سبق وأخبروني أنه مسموح مرافقتها"

سيتشو إندفع مدافعا بغضب، وإبتسمت سيلينا له تميل رأسها "اوه حقا؟ من قام بإيقاف السيارة للتو؟"

"هذا لا يستدعي كل هذا العنف" تدخلتُ بإنفعال وحدقتُ فيها بحدة، لكنها هزّت كتفيها تنظر إليّ "آسفة لكنها القوانين، فوزكم مُلغى إلا في حالة واحدة وهي أن يصبح رفيقك جزءا من المضمار، وإلا فإن الفوز سيذهب إليّ أنا"

طالعت سيتشو تبتسم له وترمش "لا أعتقد أنك ستتخلى عن مضمار جدك، تاكاهاشي"

ساقطة!

"لا بأس كلوفر، لكنها القوانين" توباييس تحدث بهدوء يظهر من جانبي وهذا جعلني أنظر إليه بتقزز، أطالع جميع الوجوه، لويتُ شفاهي أرمي كلماتي "يمكنكم أخذ المراتب الأولى لكن كلانا نعرف من هو الأفضل بيننا"

رأيتُ الإبتسامة الصفراء على شفاه سيلينا التي نطقت "لا داعي لجعل الأمر شخصيا هكذا، نحن فقط نستمتع"

"أخبِري نفسك بهذا" سيتشو ردّ بعنف يجعل نظراتها تتحول إليها، تقدم مني يقف إلى جانبي وتحدث "لا أحد يبقى في القمة للأبد"

"عفوا؟"

"نظفي آذانك" رمى كلماته لها ببرود وتحرك نحو مونلايت بينما أسير ناحيته، أطالع الجميع بحدة، رأيتُ الشاشات تتغير وتعرض إسمها في المرتبة الأولى بدلا من خاصتي.

"ربما يمكنكَ أن تثبتَ لي كلامك على أرض المضمار أيها الياباني الحكيم" كلماتها جعلتنا نتوقف وسيتشو لفّ عنقه بإتجاهها.

أحدهم سخِر "سمعتُ أن متسابقي ويست مجموعة من المبتدئين"

سيتشو إبتسم يرمي نظرته نحوه وتحدث ساخرا "هل تستمع للأكاذيب دائما؟ أم أنك فقط ساذج لتصدق كل ما تسمعه؟"

"مالذي قلته؟" إندفع الآخر نحوه لكن قام رفاقه بإيقافه فيما ضحكت سيلينا تنظر إلى سيتشو بإعجاب "دعنا نجرّب، هل أنتَ خائف؟"

"لستُ مهتما" سيتشو رمى كلماته ببرود يتابع طريقه نحو السيارة حينما لمحنا هانتر، أوديت، ميرا وفابيو يقتربون منا، عيوني وقعت على ريدكاي الذي إبتسم نحو سيلينا بسخرية، وتحرك إلى سيتشو يضع يده على كتفه "جاهز؟"

"لماذا؟" عقدة تشكلت بين حاجبيّ سيتشو، وأحدهم تحدث من الخلف يخاطب هانتر "كيف حال رئتيك؟ هل ستموت في الفراش حين تعاشر إحداهن؟"

سيتشو إلتفت نحوه لكن هانتر أوقفه يضع يده على كتف رفيقه، وإبتسم نحو صاحب المقولة يردّ بسخرية لاذعة "من مات فوق والدتك؟"

"أيها الوغد!" إندفع الضخم نحو هانتر في اللحظة التي وقف فيها سيتشو وفابيو معا أمامه يطالعانه بحدة.

هانتر إبتسم يمرر لسانه على شفتيه ويواصل إستفزازه "بإمكاني أن أريك كيف أفعلها"

"راقب لسانك" الرجل هدده وسيتشو ردّ عليه بالمقابل "تعلم أن تحكم زمام فمك أولا"

"مالذي قلته للتو؟"

سيتشو إبتسم له، ودون أن يرد عليه هو خاطب سيلينا يعلق نظراته بالرجل، "أنا موافق"

"اوني تشان" ميرا نطقت ترمي مفاتيح سيارتها إليه وإلتقطها هو ما يزال ينظر إلى الواقف أمامه، "جيد"

إبتسم هانتر يتقدم من سيتشو، ذراعه أحاطت عنقه، ووجه كلماته نحو سيلينا "كنتُ أرغب في مداعبتك قليلا لكني خرجتُ للتو من عمليتي، سأترك رفيقي يهزمك مرة، وسأعيد الكرة، أعدكِ"

قبّل خد سيتشو الذي ضحك بخفة وكلاهما نظرا إلى سيلينا التي إبتسمت تميل رأسها للجانب "لستَ الأول الذي سأذلّه وأهينه على أرض المضمار"

"سأكون الأول الذي يفعل المثل معك" سيتشو ردّ يمسك بمفاتيحه.

"نهاية هذا الأسبوع، العاشرة ليلا، سيُقام الحدث الأكبر، أتوقع رؤيتك" سيلينا قالت كلماتها وسيتشو رفع حاجبه لها "ليس الآن؟"

"خذ أنفاسك أولا، ودعني أستمتع بإنتصاري" مررت له إبتسامة جعلتني أغلي.

هذه الساقطة سرقت فوزي مني للتو.

سيتشو حافظ على هدوءه يخيب آمالها في إستفزازه.

تفرق الجميع لكن كانت هناك العديد من النظرات علينا، هانتر تقدم ناحيتي يضع يده تحتَ أنفي، وتحدث بهدوء "هل تتألمين؟"

"لا أعلم، أشعر فقط ببعض الدوار" حركتُ رأسي وخرجت كلماتي مضغوطة بين أسناني، في حين ضحك هو بخفة "تزعجكِ حشرة مثلها؟ ماذا يقولون؟"

"لا أعلم، أنت اخبرني" قلبتُ عيناي في اللحظة التي ظهر فيها سيتشو ينطق "الكؤوس الفارغة تصدر ضجيجا عاليا"

"لا تستطيع العيش دون ألقاب وهذا يظهر من إصرارها على سحب الفوز منك، تحبّ التفاخر من خلال إظهار ألاعيبها في الحديث عن القوانين، لا تملك روح التحدي وترتفع بإذلال غيرها، الدليل حين تحدثت بتلك الطريقة مع هانتر وأخي، بإختصار هي مجرد لوحة عرض لا تمتلك أي شيء غير سرعة يستطيع الآلاف غيرها الوصول إليها، ربما لأنها فازت عدة مرات لذا صدقت نفسها"

تحدثت ميرا وكانت كلماتها هادئة جدا، إبتسمت بخفة لشقيقها "ٱنفخها اوني تشان"

تقدمتُ ناحيتها بإندفاع "كنتِ ما تزالين على علاقة بإليوت؟"

"ماذا؟" رمشت بغير فهم وتابعتُ أنا بحدة "ولم تخبريني طوال هذه المدة، علمتِ أن جوني كان هنا ولم تكلفي نفسكِ عناء إخبار أي أحد منا"

"مهلا! ماذا؟" سيتشو تحدث يتدخل، "علاقة بإليوت؟"

"أراد البقاء بعيدا ليرتاح ولم أرغب في إفساد الأمر عليه" حركت كتفيها بغير إكتراث.

هانتر صفّر يردف "ليست المرة الأولى التي تصدميننا فيها شيزو!"

"كان عليكِ إخباري، وإخبار نايومي"

"اسمعي! لا دخل لي في هذا، أنا كنتُ أتحدث مع إليوت وهو في ألمانيا بالمناسبة"

"أيتها––" توقفت أبتلع كلماتي كي لا أشتمها فقط لأنها شقيقة سيتشو.

"رفاق، هذا فقط سوء فهم" تدخلت أوديت محاولة تلطيف الأجواء في حين سيتشو انفجر بأخته "قلتِ أنكِ ستقطعين علاقتك به"

"لا دخل لكَ، لستَ أبي"

"أوه حسنا، سأخبرك أبي ولنرى هذا العناد أين سيقودك" سيتشو أمسك بذراعها وهذا جعلها تطالعه بحدة قبل أن تبعده عنها تضيف "أخبره، هيا"

إلتفتت تعطينا ظهرها، وتابعت "لا أحد يملي عليّ ما أفعله"

تحركت تغادر في حين زفر سيتشو بقوة، هانتر اقترب منه يضع يده على كتفه "إمنحها بعض الوقت سيتش، لا بأس هي شقيقتك الصغرى"

"هي عنيدة، لا تستمع حتى"

"لا بأس، لا تكن قاسيا عليها"

"بحقك هان! أنا أقسو عليها؟ هي من تقسو علي"

إبتسم هانتر على تلك الكلمات وأمال رأسه لصديقه "إهدأ فقط"

"أنا هادئ" تنهد سيتشو ينظر إلى شقيقته التي إبتعدت ونطق " سألحق بها، قبل أن يتعرض لها أحد ما"

بتلك الكلمات هو سار خلفها بينما بقيتُ هناك مع البقية، هانتر إبتسم يهزّ كتفيه "تاكاهاشي معقدين للغاية"

"أتفق معك في هذا" فابيو ضحك بخفة وهانتر طالعني بإبتسامة "كنتِ رائعة في السباق فراشتي"

"كلوفر كان هذا مذهلا" أوديت تحدثت تخاطبني وكنتُ قد تذكرتُ للتو أمر جوني.

_


"لقد اختفيتَ دون وداع" تقدمتُ منه ببطئ حيث كان يستند على مقدمة سيارته ويدخن سجارته بهدوء، آثار لكمات كانت واضحة على وجهه.

رأيتُ طرف شفاهه يرتفع في إبتسامة جانبية صغيرة، نفث دخانه قبل أن يتحدث بهدوء "إشتقتُ إليكِ يا قطعة السكر"

شعرتُ بعيوني تخزني وتقدمتُ منه أسحب السيجارة وأرميها أرضا، إحتدت نظراتي وإنضغطت أسناني ضدّ بعضها، "لقد جعلتني أقلق"

ظلّ صامتا، يتنفس ببطئ، شريط العصابة المربوط في الخلف يتراقص مع نسمات الهواء وكذلك خصلاتنا.

"وجعلتني أبكي، ظننتُ أني لن أراك مجددا" إبتلعتُ بقية كلماتي حين أحسستُ بها تخنقني.

أطلق هو تنهيدة يخفض رأسه، بينما ضربتُ صدره أرفع صوتي "قل شيئا"

"كلوفر"

"قل أنكَ آسف، أو شيء ما واللعنة!" تجمعت الدموع في عينيّ أضيف "لماذا تختفي فجأة وأنت تعلم أن يومي لا يمكنه أن يمضي من دونك جوني؟"

"آسف كلوفر" همس، والشيء التالي الذي شعرتُ به هو جسدي يُسحب من طرفه لأصطدم بصدره، لفتني ذراعيه، يده لامست أعلى رأسي بخفة، يضيف بنفس الهمس "لم أتخلى عنكِ ولا عن الرفاق ولا المضمار، لكني أردتُ إصلاح مشاكلي أولا"

"لا تقطع إتصالك بي أيها اللعين" دفنتُ وجهي في سترته الصفراء أبتسم لرائحته المعتادة.

"صحيح، آسف صغيرتي، لن أكررها، إتفقنا؟" أصابعه تخللت خصلاتي من الخلف، يضيف "لم أتوقع أن تكوني هنا، كيف عرفت مكاني؟"

"لم أعرف، كان هذا صدفة"

"والدتك؟"

"أجل، كيف عرفت؟" رميتُ سؤالي أبتعد عنه وأطالعه في حين حرك كتفيه يبتسم "مايا أخبرتني أنها رأتكِ"

"لماذا مايا معك؟"

"مرافقتي السلوكية"

"أرى" هززتُ رأسي بتفكير، ومن ثم أضفتُ "تستحق ما فعلته بكَ نايومي"

هو ضحك بخفة يبعثر خصلاتي "أعلم، لقد اعجبني الأمر"

"جعلتك أضحوكة في المضمار" ضربتُ كتفه بخفة وأومأ لي "ربما"

"إذا؟ كيف سارت الأمور معك؟" تساءلت وشعرتُ بالندم بمجرد نطقي لتلك الكلمات، لكنه فقط أجابني بنفس الإبتسامة الهادئة "أبذل جهدي لتسديد بقية الديون"

"ما قصتك معها؟"

"تخصّ أبي، تديّن من المضمار والآن عليّ دفع المال عن طريق رهانات سباقاتي، يساعدني بعض الرفاق في حساب المال هنا"

"اوه!" احتجتُ وقتا لإستيعاب ما سمعته للتو، جوني بمفرده يفعل هذا؟

"أبي كان جزءا من مضمار غراند ويب أيضا، في حال كنتِ تتساءلين، وهذه هي حقيقتي كلوفر"

حقيقتي؟ مالذي يظنه؟ سأبتعد عنه بمجرد سماعي لهذه القصة؟

"أنا عضوة في المضمار هنا أيضا"

"ماذا؟" سؤاله حمل نبرة مصدومة وهززتُ رأسي له بالمقابل "سأشارك معك في تسديد الديون"

"مستحيل أن أقبل هذا"

"اخرس! اعتبره تسديد ثمن السيارات التي أفسدتها"

"كلوفر–––" قاطعت نايومي حديثه حين تقدمت منا فجأة بهدوء، أعيني طالعتها لكنها كامت مركزة على جوني، تردف "لم ينتهي حديثنا بعد"

إبتسمتُ أرى تجاوب جسده لصوتها، وبرفق تراجعت أرمي كلماتي "أراكما قريبا"

"هانتر والبقية بإنتظارك للذهاب إلى المنزل" نايومي تحدثت بهدوء وأومأت "حسنا فهمت"

إبتسمتُ أنظر إليهما، إنفعال نايومي وهدوء جوني مع إبتسامته المحرجة.

كان هناك شيء في الهواء، في هذه الليلة، نظرات نايومي عليه، حدة جسده، تناغمهما.

عادت الفكرة تلوح في ذهني، إنه لمن المذهل رؤية هذا التجاذب بين البشر لبعضهم، الحدة، الكيماء و الإندماج بينهم.

كان قلبي ما يزال يخفق، عقلي ما يزال يحاول إستيعاب أن جوني هنا، لكني هذه المرة إخترتُ التصديق، الإيمان بأن الطريق القادم سيكون أكثر سهولة، وأكثر متعة.

لا بأس، الجميع يسقطون ويقفون.

وضعتُ يداي في جيوب سترة هانتر، رأسي كان ما يزال يؤلمني مما سبق ووقفتُ هناك أراقبهما، كانا يتحدثان، نايومي منفعلة جدا وفي اللحظة التالية هو أمسك بخصلاتها في قبضته خلف رأسها، يده الأخرى أحاطت خصرها وجذبها بقوة ناحيته يطبق شفاهه على خاصتها ويخرسها.

توردت وجنتاي وسرعان ما لففتُ وجهي للجانب أحمحم وأبتعد عنهما، توقفتُ فجأة مجددا ألتفت أرى تعلق نايومي به، يديها خلف رأسه والقرب الشديد بينهما.

إلهي!

لم أمنع إبتسامتي من التشكل على شفاهي، ها هو جوني يفعلها، إنها فتاته منذ المرحلة الثانوية التي طالما أخبرني عنها، طالما تحدث عنها كثيرا، طالع صورها حين كان بصره ما يزال لديه، وها هو الآن في هذه الليلة الهادئة، البرد القارس، خلف السترات والأوشحة يقبّلها، على أرض مضمار ينافس خاصة فتاته.

همستُ "ستكون بخير جوني"

نايومي الآن منافسة له وأنا منافسة لهانتر، لكن ستكون الأمور بخير. هذا ما سأختار الإيمان به.

تحركتُ أقود خطواتي مبتعدة عن المكان وبحثت عن هانتر حتى وجدتُه يقف أمام مونلايت المسكينة المصابة، يديه في جيوب بنطاله، والكلب بوتو يحتك بساقيه.

الجوّ كان هادئا، الليل أعلن حضوره مسيطرا على السماء، على الأجواء وعلى أرواح البشر.

"أين البقية؟" سألته حالما وصلت إليه وتحدث بهدوء "لقد سبقونا"

أضاف مباشرة "هيا لنركب"

هززتُ رأسي أومئ له، ركبتُ بجانبه وأرخيتُ رأسي على النافذة أشعر بجسدي ممتلئ بالإرهاق فيما إستمرّ الصداع.

الكلب كان في الخلف وهانتر بدأ القيادة بينما دفنتُ نفسي داخلي سترته، عيوني بدأت تُغمض بمفردها، أشعر برغبة عارمة في النوم.

الطريق كانت طويلة نوعا ما للمنزل والوقت كان متأخرا، الليلة بدت جميلة وتمنيت لو أنها لا تنتهي مطلقا، أبدا.

هانتر كان يقود بهدوء، رميتُ نظرة ناعسة عليه "هل أنتَ بخير؟"

"لا شيء يؤلمني"

"آمل هذا" قلتُ بإبتسامة وتثاءبتُ أضيف "لا تضحك على شخيري"

"بإمكاني جعلك إن كنتِ بحاجة لمن يهزك" علق بضحكة صغيرة بينما ذراعه تتحكم بالمقود.

"أعتقد أني نلتُ كفايتي حقا اليوم" قلتُ بخفوت، ثم توقفت السيارة فجأة تجعلني أنظر إليه، هو تحدث "أنا جاد"

"ماذا؟"

"لا تقلقي، لدقائق فقط، ثم سأعيدك للمنزل" قال تلك الكلمات وفتح الحزام بعدما أحكم إغلاق جميع الأبواب، جسده نهض من مقعده يتحرك بإتجاهي.

"مالذي تفعله هانتر؟"

"ثقي بي، أنتِ تستحقين هذا" همس الكلمات وبهدوء هو رفع جسدي قليلا ينزلق تحتي، قبل أن يجعلني أجلس على ساقيه، رأسي مال على كتفه ويدي تعلقت بكتفه بينما الأخرى خلف خصره، أرخيتُ رأسي أكثر بسبب الصداع الذي جعله ثقيلا جدا.

همس "إرتاحي الآن كلوفر"

"أنا حقا آسفة بشأن السيارة هانتر" قلتُ ضد عنقه وضحك هو بخفة يربت على ذراعي "لا داعي للقلق بشأنها"

"لستَ غاضبا إذا؟"

"أعجبني ما فعلتِه على المضمار، هل ستهزمينني حين أكون خصمك التالي؟"

"خصمي؟"

"سأنازلك في يوم ما وسأجعلك أضحوكة المضمار" علق يضحك بخفة، أصابعه تلمس وجهي برفق ونعومة وهذا جعلني أغمض أعيناي أستشعر الشعور الدافئ الجميل، دفنتُ وجهي أكثر في عنقه أهمس "أنا مستعدة"

"لا شكّ لدي"

شعرتُ بملمس شفاهه على خدي يطبع قبلته هناك، تابع يهمس في أذني "نامي الآن، نحن معك اليوم وغدا"

"لماذا أنت مذهل هكذا؟"

"لأني هانتر" ضحك بخفة وأغمضتُ عيناي أغيب شيئا فشيئا عن الواقع، سمعته يقول شيئا يتعلق بي، لكني لم أركز وكل ما رغبتُ به هو البقاء هكذا معه، لمدة أطول قليلا.

"تصبح على خير" الكلمات أصبحت ثقيلة على لساني وغبتُ عندها أبتسم بهدوء، أتخيل الهواء الدافئ، المنظر الجميل لأوديت وسلحفاتها التي أصبحت عملاقة فجأة يسقيان أزهار عباد الشمس، سيتشو كان على شاطئ البحر وهانتر يرقص تحت المياه وكان لديه ذيل حورية.

أتساءل مالذي سيحصل غدا؟

   _

يتبع....

رايكم؟

توقعاتكم لما سيحصل غدا؟ الجملة الأخيرة؟

أفضل مشهد؟

اطلق شخصية بالفصل؟

جملة الفصل؟

_

See you 🤍

Đọc tiếp

Bạn Cũng Sẽ Thích

5.3K 488 12
فتاة مهتمة بالفن والموسيقى بحياة هادئة مملة تتحول حياتها بعد ان وقعت في عالم لا تعلم عنه شيءا ...
4.8M 425K 49
• حقيقة.!!! يتشاءمون بالغُراب إِذا نعق ويتشاءمون من الغربيب إذا زهقّ بـكّرَ بُـكُورَ الغُـرابِ أذا تَـوهَق ماكـر وحـذر، شـرس، وسـفاحٌ جاء لِيشرق ويغ...
174K 8.9K 63
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .
2K 192 1
-لَقد كان طُموحي ان احصل على النجمة الثالثة من ميشلان ولكنني بدلاً عن ذلك وجَدت نجمتي الحقيقية في الحياة.