حِـيـنَ يَـخْـضَـعُ الــشَـيّ...

By k00_ky

79.4K 4.6K 5.4K

عُـقـود مِـن الـعيشِ وَحيـداً بيـنَ طَـياتِ الـظِلال مُكَـبلٌ بـذكـرياتِ حُـبه الأول حَـتى تَـقـتحمَ حَـياته... More

|01|
|02|
|03|
|04|
|05|
|06|
|07|
شخصيات
|08|
|09|
|10|
|11|
|12|
|13|
|14|
|15|
|17|
|18|
|19|
|20|
|21|

|16|

2.3K 129 126
By k00_ky

---------------------------------------------
حيــن يــخــــضع الــــشيـطان لــــقلـبـــه
---------

لا تنـس وضع لمـساتك بين الفـقرات فأنا جِـد مهتمة بمعرفة رأيـك بخـصوص كل شيئ
ولا تنـس ★

الإنستا: k10ky_10

-----------------

علـى عكـس الـكثيرات من بـنات جيـلي الـتي تلـوث تفـكيرهن بالـطريقة الغـربية في الـحياة تحـت اِسـم إمـرأة مـستقلـة و تشـوهت صـورة الـزواج في أذهـانهن ، لـطالما رغـبت بالزواج و تـكوين أسـرة لـطيفـة منـذ سِـن يافـع إلا أن قـدري قد كـتب لـي لقـاء الرجـل الذي سيـكون زوجـاً لـي في سـن الـخامسة و الـعشرين

رجـل بأتم الـمعنى من خـصال و شكـل و وسـامة مهـلكة لـفؤادي
تمـاماً كمـا تخـيلت منذ نعـومة أظـافري

بعـد عنـاء و عـدة عقـبات تـرامت في طـريق حبـنا
أخـيراً آن موعـد زفـافي وهـو بعـد سـاعة من الآن تقـريباً

كـان ثـوب الزفـاف يحـتضن تضـاريس و منـحنيات جـسدي بـكل أنـاقة وأنا قعـيدة أمـام الـمرآة و محـاطة بالـكثيـر من الـنسوة اللاتـي إهتـممن بـكل تفـصيل بـي من رأسـي لأخـمس قـدميّ
بـداية من تسـريحة شـعري والزيـنة الـخاصة به و مـروراً بعـنقي الذي قـيده عقـد يناسـب بـساطة ثـوبي و نهـاية بذلك الـخلخـال الرفـيع الذي إلـتف حول قدمـي
رائـحة مسـتحضرات الـتجمـيل الـلطيفة كانت تدغدغ أنـفي وأما سـمعي فكان يـضج بأصـوات جمـيع من إحتـشد معـي في الغـرفة الـمخصصـة لي من قـاعة الزفاف
أمـي ، يـونهي وحـتى جـدتـي

وضـعت خبـيرة الـتجميل رذاذاً لـطيفاً ، حـسن الرائـحة علـى وجهـي وقد كان مثـبت مسـتحضرات الـتجمـيل كلـمسة أخـيرة قـبل أن تنـحاز علـى جنـب مفـسحة لـي الـمجـال لإبـصار هـيئتي الـتي كانت تختـبئ خـلف كومة من البـشر منـذ وقـت طـويل

وبعـد تشـخيص مدقق لـنفسي عبر الـمرآة وقـفت مبتـسمة

" يـا إلـهي كـم أن جونغـكوك محـظوظ بـي "

قهقـه الـجمـيع معـي بما فـيهم أمـي التـي وقفـت خلـفي وهي تناظـر إنعـكاسي بـضحكة مرتجـفة

" جمـيلتي قد أيـنعت وأصـبحت عـروساً لـيس لجمـالها مثـيل"

"أمـي!! بحـقك ستـفسدين زيـنة وجـهك "

هتـفت بـضحكة تتخـللها بعـض السـخرية حيـنما أجـهشت أمـي بالبـكاء نيـة إبـدال حزنـها بـفرح وضـحكٍ ، و بالفـعل قد نجحـت حيـنما قهقهُت أمـي و لـكمت كتـفي بـخفة

" بالفـعل هـذه أصعـب لحـظة صغيرتي آشـا "

تقـدمت يونهـي من ثلاثتنـا وقالت موجـهة حديثـها نحو مينـجي

"صغـيرتي ؟ أظـن أن آشـا تكبـركِ سـناً لتـطلقي عليـها لقـباً كهـذا! كما أظـن أنه من غـير الـحكمة التحـدث بـشيئ لم نجـربه بعـد "

رمـشت مينجـي كذا مرة بإبـتسامة مجـيبة لـيونهي في هـدوء

"ولـكنني بالفـعل جربـت هـذا الأمر عـزيزتي يونهـي "

" مـتى ؟ "

عـقفت يونـهي حاجبيـها بصـدمة وإسـتغراب ، فـمينجـي في نـظرها لم تتجاوز منتـصف عشـريناتـها حتـى

" حيـنما كنت شـابة "

"ولـكنكِ بالفـعل شـابة "

قوطـع حديث يونـهي و مينجـي بقـولـي الـمرتفع الـصوت ، نية إيـقاف مينجـي في التهـور بكلامـها وكـشف حقـيقتـها لصـديقتي يونهـي

" أظـن أن علـينا الـخروج الآن ، ألـيس كذلك أمـي ؟ "

و قـبل أن تتـمكن أي واحـدة منهن من التـكلم ، تعـالى في الـمكان صـوت طـرقات خفـيفة علـى البـاب فهـتفت أمـي مجـيبة

" تفـضـل"

فُـتِـح الـباب لـيظهـر وجـه آهـيون أولاً من خـلفه مبـتسمة ثم دخـلت كامـلة في ثـوبها الأنـيق الأسـود الـذي كان يـشتد علـى تضاريس و منحـنيات جـسدها الـممشـوق
لـقد سـعدت حـقاً بزيارتـها لي هنا لـذلك وقـفت في حمـاس ، بـوهج من السـعادة علـى محيـاي

"آهـيون! كم سـررت بـقدومكِ "

خـطت نحـوي في رزانـة ثم قامـت بإحـتضاني بـقليل من القـوة فقـوتها هي و جونغـكوك كافـية لتحـطيم أضلعـي بين ذراعيـهما بـكل سـهولة إلا أنـهما يبـذلان جهـوداً قصـوى حتـى يخـففان من حـدة قـوتهـما المخـيفة.

فـصلنا الحـضن بشفـاه مبـتسمة وحالـما وقـعت أعـيني بأعـينها تذكـرت ، تذكـرت ما رواه لـي شقيقـها عن ماضـيها الـمؤلـم ، فنـظرت بـطرف عـيني نحـو مينـجي معـاتبة لـها وكأنـني أخـبرها ألا تنـسى ما قامـت بفـعله و القـلوب الـتي جُـرحت بـسببها و الأرواح الـتي زهـقت في سـبيل طـمعهـا الأعـمى

" كـم تبـدين فاتـنة آشـا! لا تعلـمين مـدى سـروري بزواجـك بجونغكوك! "

نبـست دون أن تتـرك يداي اللاتـي تمـسكهما بأصابعـها البـاردة والـحزن يخيـم علـى محيـاها ذو المـلامح البـريئـة والحادة في آن واحد
وأكـملت في أسـى

"لقـد ظـننت أن هـذا اليـوم لن يـصل أبـداً "

ضحكـنا معـاً ثم ربـتت علـى كتفـي مـجاملـة لـي

" شقيقـي محـظوظ بـكِ! "

" شـكراً لـكِ آهـيون! أنا أقـدر هذه الـكلمات منـكِ من كـل أعـماق قلـبي"

" أوه آسـفة! جمـال زوجـة شقيقـي أنـساني إلـقاء التحـية علـى الآخـرين "

ضحكـتُ في خجـل علـى إطـراءها بينمـا هـي إلتـفتت نحو الثلاثـي الذي كان يـزن عند رأسـي منذ الصباح إلـى المسـاء

" مـرحباً...كـيف حالـكم!! "

تجـمدت آهـيون مكـانها حالـما تلاقـت نظـراتها مع نظـرات مينجـي الـمليئة بـالعار و الإحـراج ، التي كانت تـحاول إخفـاء وجـهها منذ دخـول آهـيون الغرفـة.
لاحـت آهيـون بأعيـنها المذهـولة نحوي مجـدداً ، تطـالب بتفـسير ولـكن سـرعان ما أعادت تثبـيتهم علـى مينجـي وكأنهـا لا تسـتطيعن تصـديق ما تـراه عيـنيها الآن

" مرحبـاً آهيـون!! لقـد مرّ وقـت طويـل!! "

حاولـت آهـيون إعادة لملـمة شـتات نفـسها و إخفـاء غضـبها و إمتـعاضها برسم بسـمة باهتـة علـى فمـها ، بل أقـرب إلـى السـاخرة

" مينجـي! أرى أنـكِ لا تزالين شـابة! مـثير للإهـتمام! "

وسـط هـذا الجو المشحون ، كانت أمـي و يونـهي تقـفان ببـلاهـة دون فـهم أما أنا فكـنت هناك كالصـنم بقـلة حيـلة ولكـن كل ما إسـتطعت فـعله هو إمسـاك يد آهـيون بعقـدة خفيفـة بين حاجـبيّ اللذان وشـيا بـتوتري و إضـطرابي

" سـأدعكِ لـتكملي تحضـير نفـسك عزيزتي آشـا"

عانقـتني مجـدداً ثم غـادرت بعدما تبادلـت بضع كلمات مع أمي و يونـهي عن أحوالهـما كونـها وصـلت منذ لحـظات فقـط ولم يلتقـوا مع بعض منـذ حفـلة الخطـوبة.

حالـما أغلقـت آهـيون الباب خلفـها إنفـجرت أمي بفـضولها ، تسـأل ميـنجي التـي إلـتزمت الصـمت بغـرابة

" ما الخطـب معكـما أنـتِ و آهـيون ؟ ألكما مـعرفة سابقـة ببعضكما البعض ؟"

ولكـن عِـوضَ أن تجـيب عن تسـاؤل أمـي غادرت الغرفـة هـي الأخـرى
أظـن أن لـها حديـث مع آهـيون
أتمنـى ألا يحـدث أي شـجار في هـذا اليـوم الممـيز و يسـتمر كل شـيئ في هـدوء وسهـولة

مالـت يونهـي برأسـها نحـوي و قـالت في خفـوت

"غريـب أمرهما...وكأنهما عـدوتان لدودتـان "

صـمتت يونهي للحـظة ثم أضـافت

"ألـم تلاحظـي غرابـة جونغـكوك و شقيقـته ، كأنهما يعانيـان من المهـاق من شـدة بيـاض بشـرتهما وبهما هـالة غريبـة تحيط بهما "

"يونـهي!!!!!"

"حسـناً...لم أقل شـيئاً....مجرد تعـليق"

شـعور خفـيف بالدوار قد راودنـي فجـلست مجـدداً ثم أمسـكت بـطني الذي كان يناجـي من شـدة الجـوع ، فأنا لم ألقـم شـيئاً منذ البارحـة

" أمـي أنا أتضور جوعاً و أخشـى أن يغمـى علي وسـط مراسـيم الزفاف ، أيـمكنكِ إحـضار شـيئاً لأسـد به جـوعي"

" طـبعاً صغـيرتي ، لحـظات و أعـود "

غادرت أمـي و تركـتني رفقـة يونهـي ولكـنها غادرت هي أيـضاً بعد تلقـيها لإتـصال من حـبيبـها ، أجـل فقد إرتبـطت بـسكرتير جونغـكوك "جيـمين" الـذي إلتـصق بها كالعلـكة منذ أن قابـلها في حـفل خطـوبتي

كـنت رغـم السعـادة التي تغـمرني ، أشـعر بنوع من الضـيق
انه ذلك الإحـساس مجـدداً
وكأن شـيئاً سيـئاً سيحـدث
أتمنـى من كل قلـبي أن يسـير كل شـيئ علـى ما يرام
أتمنـى هـذا فـعلاً

بـقيت لوحـدي أعـبث بهاتفـي تارة و تارة أخـرى أتفـقد مظـهري ، ألتـقط صـوراً لنفـسي قـبل أن تأتـي المصـورة و تلتقـط لي صوراً للذكـرى.

فـي هذه الأثـناء فُـتِح البـاب فلمحـت إنعـكاس جونغـكوك في الـمرآة أمـامي وهو يتقـدم منـي فضحـكت في خجـل شـديد و أطـرقت رأسـي.
إسـتدرت نحوه لتتعـانق نظـراتنا الملـيئة بالإشـياق والسـرور

"جونغـكوك "

"عيـناه "

سـرق مني قهـقهة وجلـة مجـدداً وهو يـقف من بعـيد ، يحـدق بي و يتأمـل كـل شـبر مني بغـير تصـديق فرمقته بـطرف عيـني
أغـتر بنفـسي

أتـدلع و أتغنـج بـطريقة مضـحكة ، فالغـنج والمياعـة لم يخلـقا لي

"كـيف أبـدو ؟ "

"هـذا الجـمال الربـاني يسـتحق لحـظات من الصـمت كتقـدير ، دعينـي أتـلذذ في تأمـل قـطعة الفـن هـذه بتمـعن "

وفجـأة جلـس القرفـصاء وأخـفى عيـنيه خلف كـفه كمن كـان يبـكي
أهـو يبـكي حقـاً ؟
تقـدمت منـه بـضع خـطوات ، بأعـين قلـقة ، فوقـف هو و وجـه وجـهه نحـو السـقف وأخـذ في تجـفيف عبـراتـه المتمـردة

بـنبرة أكـثر حزنـاً ندهـت بإسـمه الجمـيل

"جـونغـكوك! "

مشـى نحوي وضمنـي إلـيه وهو يحـشر وجـهه في عنـقي و يمـرر كفاه علـى طول ظهـري ، يقـربني إلـيه أكثـر

"آشـا ، أنـتِ سـعادة لا تصـدق
أنـتِ هـي كل شـيئ بالنـسبة !"

أبـعد وجـهه عنـي بعد هنـيهة حتـى يتـسنى لنا رؤيـة أوجـه بعضـنا لأرفـع كلـتا يـداي نحـوه و مسـحت نداوة وجـهه المـحبب لنـظري التائـه في عيـونه ليـمسكَ إحـدى يداي و قـبل كل بقـعة بها و أطـال قبلـته وسـط تعاريج كفـي وحين إنتـهى ، وضـعها علـى وجـهه وأبـقاها هناك وهو يحادثـني

"نجـمتي !

هـل سنتـزوج اليـوم فـعلاً ؟

أأتـى هـذا اليـوم حقـاً ؟ "

إتسـعت إبـتسامتي وأومأت إيجـاباً ثم قـلت

"ما اليـوم إلا رسـميات وشكلـيات حتـى نعلـن للـملأ أننـي أنتـمي إلـيكَ ولـكن...قلـوبنا قد عقـدت قرانـها منذ أول قـبلة جمـعت بين شفـاهنا
أحـبكَ جـونغـكوك"

تنـهد الآخـر في وهـن ثم قال

"أتمنـى لو كانت هناك كلـمة أقـوى للتـعبير عن مشـاعري ناحـيتكِ نجمـتي القـطبيـة"

"أوافـقكَ فـي مقـولتكَ أن الكـلمات دون فائـدة ما لم تتـبع بالأفـعال"

لم يـدم تواصـلنا البـصري إلا للـحظات وإذ بشفتيـنا تتـوحد في قـبلة شـغوف رفـعت من دقـات قلـبي التـي صارت مسـموعة بوضـوح ، وكأنـه يـضرب صـدري و يـريد الفرار من مكـانه بداخلـي نحـو مالـكه الشـرعي

سحـبت شفتـيّ من بيـن شفتـيه كاسـرة للقـبلة لأرى وجـهه منهكـاً ، يـطالب بالمـزيد وكم أرضـى هذا غـروري كـ إمـرأة
إمـرأته
والتـي ستـحمل كنيـته بعد لحـظات

"أتمـنى أنك لم تفـسد أحـمر شـفاهي"

أدركـت هذا متأخـرة فإلتـفتت مجـدداً نحو المـرآة وقد وجـدت أن أحـمر شفاهي لا يزال علـى ما يرام فتنهـدت في راحـة وإستنـدت بيـداي علـى الطاولة أمامـي

"وددت لو أفـسدت حمـرة شفتيـكِ فـعلاً اللـيلة ولكـن للقـدر رأي آخـر"

"جونغـكوك !!! "

زمجـرت باسـمه في إنـزعاج لكـنه إكتـفى بالضـحكِ و عانـقني ، يقـيد خصـري بكفـيه بينما يريـح ذقنـه علـى كتفـي
نناظـر إنعـكاس بعضـنا في المرآة أمامـنا بابتـسامة

"كم نلـبق لبعـضنا البعـض عزيزتـي ، ألـيس كذلك ؟"

"محـق ، نحـن ثنائـي مثـالي لطالـما رغـبت به عزيزي
أن أكـون تلك الزوجة صغيـرة الحجم التي تحتمـي بزوجها الضـخم ذو العـضلات
نحن ثنائـي رائـع"

أمسـكت هاتـفي و رفعتـه أمامنا لألتـقط صورة أو الكثير من الصـور
فهذه عادة لـي

"كم أنـتِ مهـووسة بالتـصوير نجـمتي"

"جونغـكوك! هـذا اليـوم لن يتـكرر لذلك يجب أن نُـخلِـد كل لحـظة به"

وفجـأة دخل الغـرفة طرف ثالث أفـسد لحـظاتنا وقد كانـت هذه المرة يونـهي وليست أمـي. ضحـكت لتغـطي فمـها بيديـها

"أظـن أن العـريس عديم صـبر"

"يونـهي كيف تدخـلين دون أن تطـرقي الباب!! "

"آسـفة ولكـن لم أكن أتوقـع أن أجـدكِ مع جونغـكوك"

نقـلت نظرها مني نحو جونغـكوك وعبـست بخفـة

"وأنتَ!! ألا تعـلم أن رؤيـة العريس لعـروسته قبل الزفـاف يجـلب سـوء الحظ؟ غادر رجـاءاً "

رمقـني جونغـكوك بعبوس هو الآخـر ثم تنـهد مسـتسلماً لـيونهـي التي فتحت الباب بالفـعل في إنتـظار خروجـه

"حـسناً سأغادر"

و مرغـماً ترك يـدي ثم غادر الـمكان لتغلق يونـهي الباب من خلـفه
آه يونـهي لو تعلـمين حقيقـة جونغـكوك ، لما كـنتِ بهذه الجـرأة معـه أيـتها الجـبانة

----------

"آهــيون ، إنتــظري "

نـادت ميـنجـي عالـياً علـى آهـيون الـتي كانت تتجاهـل ندائـها و تستـمر في المـشي دون إكـتراث. كانت مينـجي تود بشـدة لو تسـرع في خـطاها نحو آهـيون لكن الـبشر من حولها سيلاحظـون و تقـع في ورطـة

"آهـيون رجـاءاً "

تسـمرت آهيـون مكانـها ثم إسـتدارت نحو مينـجي التـي كادت أن تـصل إلـيها

"ما الـذي تريديـنه منـي ؟ "

"لنتـحدث في مكـان هادئ "

"لا أريـد سـماع أي شـيئ منـكِ أيـها المخـادعة ، أنا حتـى لا أعـلم سبب تواجـدكِ في حفل زفاف جونغـكوك!! كيـف تجـرؤيـن!! ألا تمـلكين ذرة خجـل!!"

تنـهدت آهـيون مطرقة لرأسـها ثم أجـابت

" أعلـم أنك لن تغـفرلي ولـكن أنا حقـاً نادمـة! "

"هـل الندم سيـفيدني شـيئاً ؟ هل سيـرجع لـي زوجـي و أبـي ؟"

"لقـد دفـعت ثمن فـعلتي غاليـاً أنا أيـضاً و أعـترف أنني أسـتحق ما حـصل معـي"

كانت آهـيون رغم الغضـب الذي يعصـف بداخـلها ، تتـحدث بلبـاقة إلا أن العقـدة ما بين حاجبـيها لم ولن تزول....ربما ؟

"أعتقـد أنكِ تتسـائلـين عن سـبب عيـشي حتـى هذا الوقت أو سـبب تواجـدي هنا...في حفـل زفاف خـطيبي السـابق! "

نبـست مينجـي بأسـى واضـح لتـطلق الأخـرى ضحـكة مسـتهترة قـبل أن تتحـول ملامحها المرخـية لأخـرى مشـدوهة حيـنما أردفت مينجـي

"أنا جـدة آشـا
هـي حفـيدتي و سويـون إبنتـي التـي أنجـبتها مع بـشري"

"ماذا ؟؟ "

هتفـت آهـيون عالياً في إندهـاش لتكمـل مينجـي حديثـها

"أجـل....و جونغـكوك هو من قـام بتحويـلي "

حـدقت آهـيون بـ مينجـي بعدم تصـديق
أحـقاً جونغـكوك من قـام بتحـويلـها لمصـاصة دمـاء ؟
ولـكن....لــما ؟
و آشـا حفيدتـها ؟؟ أيعـني أن آشـا هي حفـيدة الفـتاة التي كان جونغـكوك يحـبها قـبلاً

كل هـذه الأسـئلة كانت تتضـارب في عقـل آهـيون التي عجـزت عن قول أو التعلـيق عن أي شـيئ
لقـد كانت صـدمة عمـيقة لـها

"بعـدما قام جونغـكوك بقتـل أبـي و المـلك بنفـي شقـيقي الوحـيد و تجريدي من جميـع ممتلـكات عائلـتي ، أصـبحت مشـردة تمـاماً فحتـى عمـي الوحـيد رفـض إيـوائـي لذلك قررت قتـل نفـسي برمـي نفـسي من قـمة الجـبل فالـعار كان ينهـشني ولـكن"

"لـكن ماذا ؟"

"حيـنما رمـيت نفـسي ، إلتـقطني جونغـكوك الذي رمـى بنفسه خلـفي و عضـني قبل وصـولنا للأرض.

-صـمتَتَ للحـظة-

لقـد قال لـي أن الـموت سيـكون رحـمة لـي ، لذلك حولنـي حتـى تستـمر معاناتـي لأبـدِ الدهـر"

ضـحكت آهـيون

" آهيـون سامحـيني"

"لا أعلـم...سـأفـكر في الأمـر...ربما بعد مئـة سنة أخـرى"

ضحـكت آهيـون عالـياً أمام ناظـريّ مينجـي المـصدومة
قبل لـحظات فقـط كانت آهـيون في مزاج معـكر
فكيف يمكـنها المزاح والضحـك هكذا ؟

و فجـأة عادت الملامح البـاردة لتحط مجـدداً علـى وجه آهيـون التي أردفت

"إن اليـوم زفاف شقـيقي...لا أود أن أعكـر مزاجـي أكـثر مما هو علـيه...لا تظـهري في وجـهي مجـدداً"

لتـكمل طـريقها و تركـت مينجـي متسـمرة مكانـها مصـدومة

"يا إلـهي...إنـها...إنـهـا مجـنونة حتمـاً"

-------

"لا أصـدق حـقا أننـي هنا! "

كـان ذلك تايـهيونغ من تمتم مع نفـسه وهو يقـوم بغـسل يديـه في الحـمام.
جفـف يديـه ليناظـر إنـعكاسه في المـرآة أمـامه بـحـزن بالـغ ثم حـرر تنـهيدة ثقـيلة
كيف لا وهو الآن في حفـل زفاف الفـتاة التـي يحـب
والذي سيـشاهدها بقـلة حيـلة وهي تتزوج رجـلاً غيـره
ولكـنه يسـتحق هذا
لم يكـن عليه أن يكون بذلك الجـبن
كان يجـب عليه إغتنـام الفرصـة حينما كانت متاحـة و عدم تصـديق كل ما تتـسم به أذنـاه
لطـالما أسـاء الظـن بآشـا و إعتـقد أنها فـتاة سيـئة تجـري خلـف الأمـوال والرجـال الأثرياء فقـط وقد زاد الأمر سـوءاً هو ظـهور تلك الإشـاعة عنها قبل سنة من الآن
إشـاعة خدشـت شـرفها ولكـنه لم يـصدق حينها إلا عنـدما سمـعها تتحـدث مع صـديقتها المقـربة يونـهي بمزاح و مرح عن الرجـل الذي تريـد
-أريـد Sugar Daddy أو رجـلاً ثرياً جداً جداً-

في تلك اللحظة قرر أنه سيدفن إعجـابه بها لأنـها ليست سـوى فتاة طمـاعة
لا يهـمها سـوى الـمال
والآن بعـدما تأكـد من أنه يحـبها وليس مجـرد إعجـاب ، بعدما تعايـش معها وتعـرف علـى حقيقـتها التي غُـطيت بتلك الاشـاعة التي نُشـرت عنـها من طرف مجـهول
وسـوء الفهـم الذي جعـله يتراجع عن فـكرة التقـرب منها
سـرقها منه رجـل آخـر

"يا لك من جـبان "

وَجـهَ تلك الكـلمات لنـفسه ثم خـطى مغـادراً الحـمام
وبيـنما هو يمـشي في طـريقه لمح من بعـيد تلك الفـتاة الـتي إلتـقى بها فـي القطـار وهي تمـشي بشـموخ ثم إسـتدارت لوجـهة معـينة
ويـبدو أنـها لم تـره

" إنـها تلك الفـتاة!! يا لـها من صـدفة!! "

تقـدم بخـطوات متسارعة نحـو الوجـهة التي قصـدتها فوجد أنـها شـرفة كبيـرة تطـل علـى المديـنة.
كانـت الفـتاة تستند علـى الدرابزين بذراعـيها وهي لوحـدها فقـرر التحـدث معـها وتذكيرها بنفـسه لكـنه ضحـك علـى سخافـته وقـرر الذهاب نحو قاعـة الحفـل فقـط إلا أنه ما إن خـطى بضع خـطوات ، عاد نحو موقعه الأصـلي وتراجع عن قراره بالرحيـل

كـاد تايهيـونغ أن يأخـذ خطـوته الأولـى نحـوها لكـنه تجمـد مكانه كتمثال حـي حيـنما مـرّ ثعُبان أسـود لم ير بضـخامته قط علـى كلتا قدميـه
من رعـب ما يحـدث معـه ، نـسى تايهيونغ معنـى الحـركة أو كـيفية التحـرك وبسبب طول الثعبـان فقط أخـذ وقتاً ليـزحفَ بطوله علـى قدميـه و يدعه وشأنـه

وحيـنما غـادر الثعـبان وإبتـعد عنه ، سقـط تايهيونغ أرضـاً فقد شعـر بالوهـن في ركبتيه ولم تـعد ساقـيه قادرتا علـى حملـه حتـى

علـى إثـر صـوت وقـوعه ، إلتفـت الأخـرى نحـو الخـلف لتتـسع أعيـنها بتفاجـئ حينما لمحت تايهيونغ جليـس الأرض

"أيـها الـطبيب!! ما الـذي يحـصل!! "

إقـتربت منـه في حـذر وهـي تعايـن حالـته الغريبـة بتمـعن وحينما طال صـمته ، قامـت بهـزِّ كتفـه فإنتشـلته من صـدمته و صرخ بـخوف

"هـ هـ هـل رأيـته ؟؟ لقـد كان ضخـماً و أسـوداً!!!! مخـيف"

جلـست القرفـصاء والإستـفهام لا يزال مرسـوماً علـى سحنتـها

"ماذا ؟؟ لم أفـهم!! عـماذا تتـحدث أيـها الـطبيب ؟ هل أنت بخـير؟"

"لقـد كان ثعـباناً ضخمـاً...أرأيـته ؟؟ "

حيـنما أدركـت عماذا يتحـدث عضـت شفلـى شفتـيها في غـضب طفـيف

"لم أر شـيئاً....هيا قـف أيها الـطبيب!! "

أمـسكت ذراعـه و ساعـدته علـى الوقـوف مجـدداً وقد كان تايهيـونغ لا يزال مذعـوراً لذلك سحـبته معـها لإحـدى الطـاولات المتموضـعة وسط الشـرفة وجعلـته يجلـس ثم قعـدت هي الأخـرى في الكـرسي المقابـل له

"إشـرب الـماء...هل أنـتَ فُعلاً بخيـرأيها الـطبيب ؟؟ "

مـدّت نحو كأس ماء فأخـذه و إرتـوى به دفـعة واحـدة
فالخـوف قد جـفف حلـقه

"لقـد زحف ذلك الثعـبان علـى قدميّ"

"ما الـذي تتوهم به ؟ ما الـذي سيجـعل ثعبـاناً يتواجد في فنـدق راقٍ كهـذا ؟"

حـاولت تمـويهه و تكـذيبه حتـى ينـسى ما رأى
لقـد رأى لـتوه قـرينتهـا كيـرا الـتي تتواجد أيـنما تكـون سيـدتها وستـقع في ورطـة إذا قـام بتبلـيغ الأمـن ، فسـتحدث حالـة إسـتنفار و يذعـر النـاس

"لقـد رأيـته حقـاً "

تمتم بـشرود وهو يناظـر الكـأس بين يديـه ثم رفـع عيـنيه نحـوهـا

"بالمناسـبة ما الذي تفـعلينه هنا ؟ "

"أوه...في الواقـع أتـيت لحـضور حفل زفاف شقـيقي ، ماذا عنـك ؟"

ضـحك تايهيـونغ بحـزن

" أتـيت لأحـضر زفـاف الفـتاة الـتي أحـب ، ما كـان علـيّ القـدوم!
ظنـنت أن رؤيـتها تتـزوج ستـساعدني علـى نسـيانها لكـن منذ أن أتـيت و قلـبي ينـغزني ألـماً"

"ستتـخطى...لا علـيكَ"

تبـسمت قلـيلاً في وجـهه ثم إسـترسلت بعدهـا وهي تتأمـل في النجـوم من فوقـها
كانت الريـاح المثـلجة تعـصف بخـصلات شعـرها المتمـردة علـى وجـهها و بدت لتايهيـونغ أنها لا تشـعر بأي بـرد رغـم ثوبـها الكاشـف عن كتـفيها ناصعيّ البـياض وكأنـها لا تحـمل بهما أي قـطرة دم
لقـد بـدّت جمـيلة في عـينيه الحـزينتيـن الـتي وجدت متـعة في تأمـل تلك الدمية الجالـسة أمامـه

"أتـعلم شـيئاً....لقـد أردت قـول هذا لكَ في الـمرة السـابقة لكـنني لم أفـعل"

أعادت تثبيـت عدستيـها عليـه وإستـقامت شفتيـها في بسـمة بائـسة

" بِكَ شـبه من زوجـي رغـم أنك لا تشـبهه كلـياً ولكن من الوهـلة الأولـى أنت تشـبهه"

"يسـعدني أن ألتـقي بـشبيهي...أهـو في الـحفل الآن ؟"

"بـل في القـبر"

تلاشـت إبـتسامة الآخـر تدريجـياً

مصـدوم من إجابـتها وملامحـها الباردة حيـنما أردفـت بهذه الجمـلة
أكان علـيها قول -بل في القـبر- دون رحـمة ، كانـت تستـطيع إختـيار تعـبير ألـطف مثـل -هو فـي السـماء- أو -لقـد توفـي-

قـولها لتلك الجـملة ببرود توحـي وكأنـها من قتـلته

هـذا جـلّ ما فـكر به تايـهيونغ وهو يـحاول رسـمة ضحـكة مزيفـة أمـامها
بدت لـه شخـصية معقـدة و بـاردة ولكـنها فقـط مفـطورة القـلب
عانت من الوحـدة لـزمن طـويل حداداً علـى زوجـها

"ماهـو اِسـمكَ ؟"

"كـيم تايهـيونغ ، ماذا عنـكِ ؟"

"جيـون آهـيون "

"تشـرفت بمعـرفتكِ"

مـدّ يده نحـوها لتقـوم هـي بـمصافحتـه فتفاجـئ مجـدداً من قـسوة برودة يدهـا كالـمرة السـابقة في القـطار حين تصافحـا ، أما هـي فقد تذكرت مبـاشرة حيـنما خلـع معُطفه و قام بتـدثيرها به
وكم كانـت لفتة لطـيفة منه
فإبتـسمت لتلك الذكـرى و بدل أن تترك يـدها ، قلـبتها لتقوم بمعايـنتها

"حتـى شكـل يدكَ يشـبه خاصـة زوجـي "

"ألا تشـعرين بالبـرد بل التجـمد أبداً ؟
فـنحن في شـهر ديسـمبر ولكـنكِ تجلـسين هنا في هذا الـثوب الرفـيع دون أي إشـكال!"

ذبـلا جفـنيها ، نظـرتها كانت حادة ومخـيفة لتجـيبه قائـلة بنبرة خالـية من المـشاعر

"ألـم تقم بتـصديقي حينما أخـبرتك المرة الماضيـة أنني مصـاصة دمـاء
مجـرد كائـن بارد يـعيش علـى ذلك السائـل الأحـمر الذي يسـكن عـروق البـشر"

"للـحظة كدت أصـدقكِ
كم أنـتِ بارعـة في الـتمثـيل!!"

صـفق لها وهو يقهقه بقـوة لكـنه صـرخ صرخـة أنثـوية عالـية حينمـا رأى حنـشاً أسـوداً صغـيراً يزحف علـى ذراعـها نحو عنـقها الطـويل ليلتـف حوله كـعقد باهـض

"أ أ أفـعى !!! "

"لا تخـف! لـيست بـمؤذية! "

وقـف تايـهيونغ مكـانه بيدين مرتعـشتين محاولاً الهـروب لكـنه توقـف حينما وجـدها في وجهه ، تعترض طـريقه ، تطـبق ذراعيـها أمام صدرها في غرور

ألم تكـن قبل قـليل تجـلس في ذلك الكـرسي ، اذن كـيف أصـبحت تقف أمامـه الآن ؟

"إلـى أيـن عزيزي تايهيـونغ ؟ "

"هـل أنـتِ حححـقاً "

علـقت الحـروف بفـمه وكأنه نـسى طريقـة التحـدث

كان يتـراجع بخـطواته للخـلف حتـى إصـطدم بحافة الشـرفة وكاد أن يقـع لولا يد آهيـون التي هـبت بـسرعة وأمسكت يده ، تنـقذه من وقـعة مميـتة

"أجـل ، مـصاصة دمـاء ، Vampire"

لفـحت أنـفاسها البـاردة وجهه الذي كان علـى مقربة من خاصـتها لكنها إبتـعدت حينما لاحـظت أنه سيفـقد وعـيه في أي لحـظة من شـدة هلعـه

"آسـفة لإخـافتكَ "

أومـأ لـها ولا تزال الصـدمة تعـلو سحنتـه التي شحـبت

"لو كـنت شخـصاً آخـر لكنت أنهـيت أمرك حالاً ولكـنك تشـبه زوجـي"

خـطت نحو الداخـل ولكن قبـل أن ترحـل إلتفتت نحـوه قائـلة

"ولـكن إذا أخـبرت شخـصاً عما رأيـته اليـوم "

رسـمت له بإبهامـها خطـاً علـى عنـقها بمعنـى
-سأقـضي عليـك-
فأومـأ لـها بـسرعة حتـى كاد رأسـه ينفـصل عن عنـقه

حالـما غادرت آهـيون أطـلق تايهيـونغ تنهـيدة طويـلة المـدى وكأنه حبـس أنفـاسه لساعة

"يا إلـهي كدت أن ألـقى حتـفي اليـوم"

"يجـب علـي العـودة للحـفل فستبـدأ المراسـيم بعد لحـظات"

عـدل هندامـه ثم غـادر نحو قاعـة الزفـاف ليتفـاجئ بآهيـون وهي تدخـل قـبله لذلك سـرعان ما أدركَ أن من ستتـزوج به آشـا اليـوم هو شقيقـها

" آهيـون شقيقـة جونغـكوك؟"

"إذن...جونغـكوك!!!! مصـاص دماء!!! أتعلـم آشـا بهذا؟؟"

إتسـعت عيـناه بصـدمة

---------

آنـت اللـحظة الـتي لطالـما إنتـظرتها
الفـرحة قد جعلـت ربيـعاً بداخـلها

"آشـا ، هل أنـتِ جاهـزة صغـيرتي ؟"

"أجـل أبـي "

نبـست آشـا بإبـتسامة مجيبة لسـؤال والدها الذي آتـى لأخـذها نحو قاعـة الزفـاف
كان والـدها يحـدق بـها والـحزن يخـيم علـى محـياه رغم سـروره بزواج ابنتـه المدللـة

إقـترب منـها ببضـع خـطوات ليـقوم بإحتـضانها و هنا قد إنـهارت دمـوعه لذلك سارع في مسـحها قبل أن يفـصل الحـضن
ولكـن حالـما إبـتعد عنـها لمحت آشـا عبـراته هو الآخـر

ما الخـطب مع الجمـيع يبـكي اليـوم ؟
أمـها ثم جونغـكوك والآن والـدهـا
يفـترض أن اليـوم هو يـوم فرح لا حـزن

"أبـي ليس أنـتَ أيـضاً!! "

أخـذ منديلاً من جـيبه ليـقوم بتجـفيف عيـنيه ثم ضحـك حينما سمـع ما تفـوهت به آشـا

"إذن لسـت الأول ؟"

"بـل الثـالث! "

ضـحك كلاهمـا

" اِبنتـي الجمـيلة ، تأكـدي أنه مهمـا كبـرتي لا تزالـين في عيـني تلك الطـفلة الصغـيرة التـي لا تجـيد ربط خيـوط حذائـها"

"أبـيييي"

"بعـد زواجـكِ لا تنقـطعي عن زيارتـنا وإلا غـضبت عنكما أنـتِ و زوجـكِ الغـريب!
لا أعلـم حتـى كيف لا أزال موافـقاً علـى زواج إبنتـي بـ مصاص دماء
لا أزال مصـدوماً من أن حقيقـة والدتـكِ وأمـها التي أخفـتها عني طـوال سنوات حياتنـا ولـكن أنا متـأكد أن جونغـكوك ليس بشـخص سيـئ و سيحـميك من كل شـر وهذا هو الأهـم في نـظري
لذلك أنا سـأكـونُ مطـمئناً حينما أسـلمكِ له بعد لحـظات"

"بما أنـكَ تعلـم حقيقة جونغـكوك لن تشـكل زيارتي لكم أي مشـكلة ، إذن أجل!
أنا أعـدك بأنك سـتراني حتـى تمل منـي"

"هـيا بنا طفلـتي"

تأبـطت ذراعـه لتقـوم بالمشـي معه نحو قاعـة الزفـاف ومن خلفـها يونهـي التـي كانت تقـوم بتعـديل أطـراف الفـستان لـها و رفـعه قلـيلاً عن الأرض حتـى لا تتعـثر

حالـما وقـفت آشـا و والـدها عند المـدخل وقعـت أعـينها بأعـين جونغـكوك الذي كان ينتـظرها بـشوق ملتهـب عند المنـصة ، في بـذلـة كحـلية أنـيقة زادت من وسامتـه وسامـة و خاصـة شعـره الطـويل المصـفف للـخلف بإتـقان
و رغـم صوت الموسيـقى العالـية و أصـوات الأيـادي التـي تصـفق ، بدا لهما أنـهما هنا بمفردهما
هو لا يـرى سـواها وهـي لا تـرى غيـره

كانـت القاعـة تحمـل عـدداً ضـئيـلاً من الحاضـرين كون أنهم قاموا بدعـوة أقـرب الأقـربون نظـراً لضـيق الـوقت
فـمن كان يتوقـع أنهما سيـتزوجان اليـوم
دون سابـق إنذار
حتـى عائلـتها تفاجـئت حينما قامـت آشـا بإخبـارهم بقرارها هـي و جونغـكوك
ولكن لحـسن الحـظ قام جونغـكوك بالترتـيب الجـيد لهذا الحـفل
بفـضل جيمين طبـعاً الذي تولـى كل شـيئ كونه ذراعـه الأيـمن أما الآخـر فقد إنـشغل بآشـا و ثوبها الذي إسـتغرق منـها ساعات لتخـتار

تقـدمت آشـا رفقة والـدها نحو جونغـكوك ، ممـسكة بالباقـة كأي عروس والضحكـة تشـق وجـهها حتـى بدأت تشـعر بتشنجـات من فرط الإبتـسام اليـوم

"إعتنـي بإبنتـي رجـاءاً"

نبـس والـد آشـا برجـاء ليقـوم بتسـليم يد آشـا لجونغـكوك الذي كان غـارقاً في تدبـر عروسـته

"لا تقـلق...سأضـعها في عيـنيّ"

وقفـت آشـا بمقابـل جونغـكوك ، أمام الحـضور جميـعاً من بيـنهم نانـسي الـتي كانت تتنـهد حسـداً و جميع زملائـها من المشـفى

تايهيـونغ و آهيـون اللذان كانا يتـبادلان النـظرات الغـريبة كل حيـن
الجمـيع هنا بإسـتثنـاء شخـص واحد

حولـت آشـا بصـرها من الحـضور نحـو جونغـكوك لتسـأل

"ألـم تر سوهـو اليـوم ؟"

نفـى المعنـي برأسـه

"لا ، لم أره طـوال اليـوم "

وحينما قـرأ التـوتر علـى سمـاها قال محاولاً تخفـيف توتـرها

"حيـنما نكـمل المراسـم سأتصـل به ، لا تقـلقي نجمـتي"

ما كادت تنـطق مجـدداً إلا و المحـامي يتحـدث

"سـنقوم الآن بـنطق عهـود الزواج ، رددا معـي رجاءاً"

أومـأ كلاهما بطـاعة ليبدأ في ترديد كلام المحـامي بكـل سـعادة وحينما إنتـهت تراجـعا بخطوتين للخـلف ثم إنحنيـا لبعضـهما وكان كل واحـد منهما يحـاول الإنحـناء أكـثر من الآخـر فهذا علامـة للإحتـرام فقهه الجمـيع وذلك لأن رأس جونغـكوك قد ضرب بركبتيه و تحول من إنحناء بـزاوية قائمة إلـى زاويـة مسـتقيمة ذات 180°

ضحـكت آشـا بقـوة وهي لا تزال منحـية ثم إرتفـعت بجذعها و عدلت من وقفـتها يليـها جونغـكوك الذي كان متبـسماً

إنتـهت مراسم الزفـاف لتتعالـى الهتافـات و صوت التصـفيق والتصفيـر من طرف يونـهي ، لتـبدأ الفـعاليـات التي جعلـت من حفـل الزفاف ممتـعاً
بتشـغيل أغـانٍ مشـهورة من الكـيبوب و أولـها هي أغنيـة فـرقة توايـس
المفـضلة لـدى آشـا
"Fancy"
التـي قامـت برقـصها مع يونـهي بـصعوبة نظـراً لحجم الثـوب

صعـد جونغـكوك نحو المايكرفـون
وأردف قائـلاً دون أن يـزيح تركيـزه علـى آشـا الـتي كانت تجـلس مقـابلة له

"أنا أهـدي هذه الأغنـية لزوجـتي الجمـيلة"

تفاجـئت آشـا حيـنما بدأ جونغـكوك في الغـناء
صـوته كان رخيـماً ، ناعمـاً وجميـل المسـمع
أما كلـمات الأغنـية فكانـت تحادثـها و تلمـس قلـبها حتـى أن بعـض الدمـوع قد تجـمعت في محـجريهما ، علـى وشك الإنهـمار في أي لحـظة
لكـنها تمالـكت نفـسها حتـى لا تفـسد زيـنة وجـههـا

لقـد أحـسن الإختيـار فـعلاً
فأغنـية still with you أغنـية من الصـعب عـدم الإنـبهار بها و عشـقها
كـعشقِ مغنـيها

وهـي في أوج إندماجـها في هذا الـجو الـجميل ، ضـربت يونهـي ذراع آشـا بمرفقها

"أنـتِ محـظوظة آشـا! "

ألقـت بنظرة خاطـفة نحو جيمين ثم عادت لتهمس لآشـا

"يجـب علـى جيمين أن يقيـم لنا حفـلاً كهذا و يغنـي لـي مثل جونغـكوك وإلا لن أتـزوجه"

" لم أتـوقع أن لـدى جونغـكوك صـوتاً غنـاءاً كهـذا "

وفـي ختام الحفل إجتمعـت جمـيع الثنائيـات في رقـصة رومانـسية ، علـى موسيـقى هادئـة
كانـت آشـا وسط أحـضان جونغـكوك ، يتمايـلان ببـطئ علـى نغـمات المعـزوفة بينما يثـبتان نظـراتهما علـى بعضـهما ، يتبادلان أطـراف الحـديث ويضـحكان وفي بعـض الأحـيان يسرق الأكـبر بضع قـبلات مـطولة من وجـنتها أو جبـينها فترتـخي جفونـها

"جونغـكوك ، سـوهو...لم أره طـوال اليـوم ؟ كـيف بإمكـانه تفويـت زفاف شقيقـته ؟ لابد أن شـيئاً سيـئاً قد حـصل معه!! ألم تتـصل به؟"

"بـلا ، فـعلت ولكـنه لم يرد"

تنـهدت آشـا والقـلق يـشُـدُ الخنـاقَ علـيـها قـبل أن تضـيف بغضب

"إذا ما وجـدتُ أنه قد فـوت حضـور زفـافي لـسبب سخـيف ، لن أسـامحه أبـداً"

"سأعـيد الإتصـال به حيـنما ننتـهي من الرقـصة نجمـتي "

"القـطبية ، لا تنـسى فأنا لست مجـرد مجـمة عاديـة بل نجمـتك القـطبيـة"

ضحـكَ جونغـكوك

"إذا ، هل تعـلمين أن للـ الإنـسو نجـمة خاصـة ، تظـهر في السـماء عند ولادتـها"

إتعـست عينا آشـا ليكمل جونغـكوك مبتسـماً

"أجـل ، و ستـظهر غداً مع إكتـمال القـمر "

زفـرت آشـا بـتعب ، مدحرجة لبؤبؤ عيـنيها

"كـدت أن أنـسى تماما أن غـداً ميعـاد طـقس الـس س....تباً لقـد نسيـت اسمه"

"طـقس السـولوانـغ
وهـذه الكـلمة تعنـي الإكتـمال ، هـذا الطـقس هو ما سيـجعلكِ إنـسو كامـلة "

أمالت آشـا رأسـها بتسـاؤل

"أنـتَ تعـلم الكـثير عن الإنـسو و السـولوانغ هـذا"

"طـبعاً...فقديـماً كانـت الإنـسو تقـيم إحتفـالاً ضخـماً في الذكـرى السـنوية لطقس السولوانـغ ، كما كانـت تصـلي و تقدم قرابـين من أجـل السـلام و هطـول الأمـطار عند الجـفاف ، وقد كان يـوم السولوانغ مميـزاً للغاية
أما الإنـسو فكانت لها مكـانة عظـيمة للغاية ، حتـى العائـلة المالـكة نفسـها تهابـها"

"ألا زلت تتـذكر آخـر إنـسو ؟ أكانت جمـيلة ؟"

ضحـك جونغـكوك

"أجـل ، لازلت أذكـرها وقد توفـيت في سن الثامنة و الثمانـين عندما كنت أنا أبـلغ من العـمر 15 سـنة فقـط ، كـنت و والـدي غالـباً ما نزورهـا من أجل دوام العـلاقة بين العائلـتين"

"جونغـكوك هذا لا يـصدق!!
ولكن قد تغـيرت الأحوال الآن ولم يعد أحـداً يهتـم بـ الإنـسو و مكانتـها ، لن يحـضر لـطقس الغد أي أحـد"

أردفت آشـا في ذبـول و خيـبة لكنها جفـلت بحمـاس حينما قال جونغـكوك معتـرضاً

"ومن قـال هذا ؟ سيحـضر بالغد العديد من الأشـخاص و منهم إنـسو مثلكِ "

"أتقـصد أنني لـست الإنـسو الوحيدة في العالم ؟"

"طـبعاً لا ، سيحـضرون طقـس السولوانغ لـرؤية الإنـسو الجديدة التي تخص كوريا و ستتلقـين العديد من الهدايا و التـهاني "

"إذا سيـكون يـوماً مميـزاً "

"أجـل....و للـغاية"

فـي زواية أخـرى من الحـفل ، كان تايـيونغ يجـلس رفقـة زملائـه من المشـفى علـى طاولة واحـدة ، كئيـباً و خائـباً ، يناظـر العريـسين وهما يراقـصان بـشغف حتـى أنهما لم يكـسرا التواصـل البـصري بينهما للحـظة واحـدة
وكان كلـما يريـد الرحـيل ، يمنـعه البقـية في رجـاء

حتـى تفاجـئ بذلك الجـسد الممـشوق وهو يقـف عند رأسـه بإسـتقامة مخيـفة
ولم تكـن سـوى آهيـون
الذي إنتفـض بفزع حالـما لمحـها
كيـف و متـى أتت لعـنده
هو لا يـعلم

في الواقـع لقد أتـت بشكل طبيعي ولم تسـتخدم أبداً سرعتـها ، فهي وسـط البـشر
ولكـنه من كان يسـبح في محـيط الشـرود و التحسـر منذ قعـوده هنا

" متـى أتـيتِ ؟ "

سألـها بـصعوبة وهو يحـاول تمالك نفـسه أمام أصـدقائه الذين كانوا يحدقـون في آهيـون بإعجـاب و تسـاؤل

"لنـرقص! أريـد أن أرقـص معـكَ"

توسـعت أعيـن تايهيـونغ و سـرعان ما وقـف ، مدعـياً الثبـات

"حسـناً"

مـدّ يده لـها بإحـترام و كيـاسة لتأخـذ بها و سـارا معـاً نحو ساحـة الرقـص

"أسـتكون آشـا بخير وهي مع شقيقـك؟ "

إرتفـع حاجب آهيـون بتسـاؤل

"ماذا تعـني ؟ "

"أعلـم أنه مثـلكِ "

"ستـكون بخـير ، و أنـصت جيـداً عزيزي تايهيونـغ
إذا رأيـتُ يـوماً عيـنك تزيـغ نحـو زوجـة شقيقـي أبـداً ، لـن تعـيش لتنـدم"

كانت مع كل كلـمة تضـغط علـى كتـفه بينما هو يحاول كتمـان صرخته المتألـمة فأومأ لها وقد إحتـقن الدم بوجـهه

"أبـداً أبـداً ، لا تقـلقي "

عـمّ صمت غريـب بينهما ليكـسره تايهيونغ بـسخريته

"أزلـتي عقـد الثـعبان ذاك من عنـقكِ ؟ بالمناسـبة كيف تطـيع أمـركِ ولم تلدغـكِ؟"

"إنـها أفـعتي و تدعـى كيـرا ، فلكـل مصـاص دماء قريـن روحـي علـى شكل حيـوان"

"فهـمت"

"إسـمع "

"كـل آذان صاغية جمـيلتي "

"من اليـوم فصاعداً أنـتَ حبيبـي وقد إمتلـكتكَ لذلك سـتراني كثـيراً
أعلـم أنـكَ ستحـبني مع الوقـت لذلك لا تقـلق"

---------

4470 كـلمة ✔️

الانستا: yukii_s1

التيكتوك: k00_ky

-السـرد و الأحداث ؟؟؟؟؟

1)-اكثر مقطع محزن ؟؟

2)-اكثر مقطع مضحك؟؟

3)-مقطع رفرف به قلبك؟؟؟

-شنو تتوقعون صار مع سوهو ؟؟

---------

معلومة حول افعى آهيون:
هو انو تكبر و تصغر
يعني لما شافها تاي اول مرة شافها حية كبيرة و لما إلتفت حول ذراع آهيون صارت حنش صغير أسود..😊😊

Continue Reading

You'll Also Like

14.1K 1.4K 18
لقد سئمت من مصاصي الدماء... (نقية) 9.12.2023 التحديث عشوائي.
2.9M 163K 36
أَنْ تَكُونَ الطَّرَفَ الثَّالِتَ فِي العَلاَقَة حَقَا لَأَمْرٌ مُؤْذِي أَرَى تَمْجِيدَهُ وَهَوَسَهُ بِـإِمْرَأتٓه وَكَم أَنُهُ مُتَيَّم بِـهَا مَعَ...
5.7K 1K 36
إذا لم تجد نصفَك الذي يليقُ بك، إحذر أنْ ترضى بأيِّ نصفٍ آخر ،لأنَّ تعاستَك ستبدأُ منْ هُنا عندما ترضَى بشيءٍ لا يُناسبُك و تَهواه - jeon jungkook ...
9.3K 492 15
{كيم تايهيونغ}{يوري} في قصة غريبة و حزينة حملت في طياتها عشق لشابين يافعين وقفت. ظروف الحياة امامهم بكل قوتها لكن تحاوزوها رغم هذا ظل الظلام يتربص ب...