سريع

By itsmaribanks

873K 73.5K 73.9K

"سريع عزيزتي، أنا سريع جدا" الرواية هي الثانية من سلسلة Rage & Wheels الجزء الأول: آدم. لكن يمكن قراءة كل... More

بداية
1- إختطاف
2- احفظي سري وسأحفظ خاصتك
3- ماكر
4- متعجرف
5- بعض الفوضى
6- بوتو والفراشة
7- رِهان
8- عيد الميلاد
9- رعب وتحدّي
10- حفلة مبيت
11- الفوز والخسارة
12- لكنه لم يفقدني
13- المأوى
14- مضمار ريدكاي
15- التسلل للخارج
16- السارقة أم المتسابقة؟
فصل خاص | اللحظة الإستثنائية
17- ضخات الأدرينالين
18- تائهين
19- ليلة بوتو والفراشة
20- لحظة التوهان
21- حصان بري
22- مرايا مكسورة
23- أفكار، مشاعر وحقيقة
فصل خاص | ستنقذني دائما
فصل خاص | ما نريد، ما نستحق
24- إقتناص الفرص والنهوض
25- نعود لنتوه
26- وهِن لكن سريع
فصل خاص | الإنخفاض والإرتفاع
26- نجوم تعرف ولا تعرف طريقها
28- الحكمة من الشيء
29- شكرا
30- رابط يجمعنا
31- ركُب الحياة
32- سافلة
33- سباق المدينة
35- إنسجام
36- زهرة الياسمين
37- تحت السطح
38- هانتر ريدكاي وكلوفر سكوت
النهاية | هذه المرة لأجل نفسك.

34- المضمار الشبح

15.5K 1.7K 1.4K
By itsmaribanks


الشرط:

1300 لايك

_

"إركبي"

أمي تحدثت بنبرة مكتومة تشير إلى داخل السيارة وتقف بجانب بابها المفتوح، إبتلعتُ أرفع عيوني ببطئ لتلتقي بخاصتها، أرى تلك النظرات الحادة.

إلهي! ها نحن ذا مجددا.

"أبي أرجوك!" جاءني صوت أوديت على مقربة مني وأدرتُ عنقي للخلف أرى والدها الذي يجذبها معه، ينطق بنبرة لا نقاش فيها "إنسي أمر السيارات حتى نهاية العام الدراسي"

"أرجوك!"

"كلوفر!" والدتي أعادتني للواقع وعدتُ للنظر إليها، تشجعتُ أردّ "بإمكاني أن أشرح الأمر، لقد كنتُ–––"

لوحتُ بذراعيّ بحركات عشوائية أحاول أن أجد الكلمات للتفسير، لكن لا يبدو أنها تأتي على أية حال.

"نعم؟" رفعت حاجبها تكتف ذراعيها، وهذا جعلني أتنهد، هززتُ رأسي أضيف مباشرة "أعني كنا فقط نستمتع، لم نقصد التسبب بأية مشاكل، كنتُ أشعر بالحماس والأمور خرجت عن السيطرة و––—"

"لقد أحرقتِ سيارة كاملة كلوفر، هل تعرفين ما معنى هذا؟ كان يمكن أن تموتي، ثم أين تعلمتِ هذا؟"

اوه يا للهول! ماذا لو علمت أني دمرتُ ثلاث سيارات قبلها؟

ستصرخ حتى يخرج الشيطان ويصفعها.

"أنا–––" حككتُ رقبتي أبتلع، وهربتُ بعينيّ بعيدا عنها أضيف "كنت فقط أجرّب هذا، لقد رأيتها على اليوتيوب"

"وكيف قمتِ بتركيبها؟" إرتفع حاجبها أكثر وضاقت عيناها بنظرات إستجوابية، لكن قبل أن أردّ بأية كلمة هي تابعت "ثم هل سمعتُ أن هذه سيارتك؟"

"لا لا لا! أبدا ليست خاصتي" إندفعت أهز رأسي نافية عدة مرات، إبتلعت وأضفت "لقد––لقد––إستعرتها من سيتشو، أعني لا، أعني أوديت"

لقد أفسدتُ الأمر وهذه المرة لن أنجو.

إلهي أرسل جوني إليّ أرجوك، أعدك أني لن أتصرف بسوء مرة أخرى مجددا أبدا.

صوت التنهيدة المتعبة جعل أنظاري تعود إلى وجه أمي أراها تهزّ رأسها بقلة حيلة، وتحدثت تشير بأصبعها للداخل "إركبي، هيا"

"لكن أنا–––" توقفت شفاهي عن الحركة لأن لم تكن لديّ كلمات أخرى لقولها.

"إركبي كلوفر، أريد أن أريكِ شيئا ما" رمت نظرة خاطفة عليّ ولم أصدق حينما لمحت الإبتسامة الصغيرة على شفتيها.

هل هذا حقيقي؟

"هيا، الوقت يداهمنا" أشارت إلى ساعة يدها وإبتعدت تتحرك لتركب هي أولا خلف المقود، مما جعلني ألحق بها وأركب بجانبها.

"ضعي حزام الأمان" قالت بينما تشغّل السيارة، تجعلني أنظر إليها وأرمش عدة مرات "حزام ماذا؟"

"الأمان" أكملت الكلمة بسخرية وفي اللحظة التالية إنطلقت السيارة للأمام تجعل أجسادنا تعود للخلف قليلا، لذا لم أتردد في ربط حزام الأمان بسرعة وأطالع أمي، ملامحها المنقبضة، الإبتسامة الجانبية على وجهها، خصلاتها المقبوضة للخلف بمشبك ذهبي صغير، عيونها كانت على الطريق، يلمع ذلك اللون الأخضر فيهما ببريق مشتعل.

نقلتُ عيناي إلى يديها، أرى البشرة الفاتحة خاصتها تحت أشعة الشمس الشتوية الجميلة هذه، أصابعها تمسك بالمقود مثل الوحش الذي يمسك ضحيته، ساقيها تتحركان بطريقة مدروسة بين بين مفتاح الحركة، الدواسات والفرامل.

كانت جميلة للغاية، لامعة وجعلت قلبي يخفق.

"ما بكِ؟" رمتني بنظرة من زاوية عينيها وإتسعت إبتسامتها الجانبية تلك، قبل أن تضيف بضحكة صغيرة "أنا كنتُ متسابقة أيضا، أم نسيتِ؟"

إلهي.

"تشبثي صغيرتي" قالت الكلمات وفي اللحظة التالية جذبت المقود للجانب تبتعد عن السيارة التي كانت قبلنا، قبل أن تزيد السرعة مما جعل الهواء البارد يضربنا بقوة، خصلاتها تحركت بحركة فوضوية غطت وجهي، لفحات الهواء لامست جلد عنقي وأعطتني شعورا بالقشعريرة لامس جسدي بكامله.

قامت أمي بلفّ المقود للجانب الآخر وزادت السرعة أكثر تضحك بخفة "يعجبكِ هذا؟"

عيوني إتسعت أكثر، ناظرتها بغير تصديق ورأيتُ تلك النظرة التي رمقتني بها قبل أن يلتف عنقها ناحيتي بالكامل، غمزتني تمرر لسانها على شفتها العليا، حين رأيتُ ذراعها تجذب ناقل الحركة، وزادت السرعة أكثر دون النظر إلى الطريق تجعل خفقاتي تزداد أكثر

"أمي!" قلتُ بصوت إنضغط ونظرتُ للأمام أرى الشاحنة التي كانت أمامنا ونقترب منها، حمحمتُ "أمي هناك شاحنة"

إلهي! هذا––––

"أمي!" هتفت بصوت أعلى أرى أننا كنا نقترب منها أكثر، في حين ضحكت هي، تفلت عصا الناقل وأعادت واحدة من خصلاتها خلف أذنها، توسّع إبتسامتها ناحيتي.

"أمي!" إزداد صوتي إرتفاعا وإمتدّ جسدي هذه المرة ناحيتها بإتجاه المقود الذي أحكمته ذراعاي ومعا في نفس الوقت قمنا بلفّه للجانب نبتعد عنها، حركة ساق أمي ضغطت على مفتاح السرعة وكلانا كنا نتنفس بسرعة نرى الطريق الممهدة أمامنا.

ببطئ أدرتُ وجهي نحوها أرى النظرات خاصتها المثبتة عليّ على مقربة مني، هي إبتسمت "لم تري شيئا بعد"

"ماذا؟" شعرتُ ببعض الحمرة على وجهي وعدتُ للخلف أثبت نفسي في مقعدي، ضربات قلبي كانت تهزّ صدري، اللعنة! حتى أني شعرت أن هذا القلب اللعين سيكسر ضلوعي.

السيارة إندفعت للأمام والهواء أصبح أقوى يصفعني حتى شعرتُ بالحرارة تتصاعد في جسدي بأكمله، كنتُ أنظر إلى أمي التي تتحكم بالسيارة وتقود دون أي قلق أو إنفعال، كانت فقط هادئة، واثقة، خطيرة.

لا أصدق أن هذه هي أوبري التي أعرفها.

هذه التي أمامي، إنها....مثيرة.

"إلى أين نحن ذاهبتان؟" تساءلتُ ببعض القلق وضحكت هي بخفة تميل رأسها للجانب وتنظر إليّ مما جعل خصلاتها المتحررة تسقط على جانب وجهها وتغطي أذنها وعنقها "مضمار ويست هو الأفضل والوحيد في كاليفورنيا، صحيح؟"

ماذا قالت للتو؟

عيوني إتسعت من كلماتها وخفق قلبي أكثر، هل ذكرت للتو كلمة مضمار؟

"أمي–––"

قاطعتني تزيد السرعة "وفري كلماتك صغيرتي، إحتفظي بها لاحقا"

الشيء التالي الذي حصل هو إندفاعنا بقوة في الشارع الذي رأيتُ أننا وصلنا نهايته، قبل أن تأخذ أمي طريقا فرعيا بدى خاليا أكثر من غيره وضيّق أكثر أيضا.

ضحكة صغيرة تسللت منها، حين قامت بتشغيل الموسيقى، الألحان رنّت في المكان وخففت هي السرعة قليلا، تفلت المقود، صفقت بيديها معا في الهواء بينما تمايل جسدها مع الموسيقى.

'فقط ٱرقص، سنكون بخير'

'إقترب مني، لا تتباطئ، فقط ٱرقص'

'إستخدم جسدك'

"أمي ركزي على القيادة" حمحمتُ لها ببعض القلق، لكني لا أنكر أن الموسيقى أعجبتني.

"هيا كلوفر" ضحكت تفتح مشبك شعرها وتجعله يفلت ويتحرر.

'فقط ٱرقص، سنكون بخير'

صفقت تهزّ كتفيها وتلوي شفاهها تغني مع الكلمات، السيارة كانت تسير للأمام في الشارع دون أي توجيه وأمي ضحكت تمدّ يدها ناحيتي، فتحت سحاب سترتي ونطقت "إخلعيها، وإنضمي إليّ"

"ماذا؟" حمرة خفيفة ظهرت على وجنتيّ لكني فعلت ما طلبته مني، الهواء البارد جعل بدني يقشعر أكثر لكني أحببتُ الشعور جدا.

"صفقي صغيرتي" غمزتني مع الموسيقى، وإبتلعت لا أستطيع منع الإبتسامة التي ظهرت على شفتيّ، تحركت يداي تصفقان معا، أمي رفعت الصوت وعادت إلى ظهر الكرسي، أمسكت المقود مجددا حالما أوشكنا على بلوغ نهاية الشارع، كانت تغني مع الأغنية.

'لا أستطيع التذكر لكن لا بأس، لا بأس"

بدون شعور مني وجدت نفسي أغني معها، وضحكت هي تمدّ ذراعها إلى شعري لتبعثره وهذا جعلني أغمض عينيّ بإبتسامة دافئة، سرعة السيارة زادت أكثر للأمام.

لم أكن أفهم أي شيء مما يحصل، لكني الشعور غمزني للنخاع.

هاتفها رنّ فجأة، رأيتُ الشاشة تضيء بإسم أحدهم لكنها نظرت إليّ بإبتسامة دافئة تأخذه، تغلقه وفتحت الصندوق ترميه بداخله، وكل ما فعلته هو زيادة السرعة أكثر، تومئ لي "لنرقص"

إبتسمت بخفة أشعر ببعض الخجل، حينما شعرتُ بيدها تمسك خاصتي "لا بأس ببعض الجنون، إتفقنا؟"

"أجل" ضحكة هربت مني، وفي اللحظة التالية هي فتحت السقف تجعل الهواء يضربنا بقوة، قادت السيارة بحركة أفعوانية ملتوية تجعل أجسادنا تتمايل في كلا الجانبين معا.

إلهي!

بحركة لا إرادية وقفتُ من مكاني أخرج رأسي من السيارة وسمحتُ للهواء بالعصف بي، الشارع الذي كنا به كان خالي أكثر من غيره.

علمتُ أننا كنا نتجه لمضمار ما.

رفعتُ ذراعاي للأعلى، الموسيقى جعلتني أشعر أني بخير، أغلقتُ عيناي، الدفئ ملأ داخلي، الشعور بالإمتلاء كان يرفعني، وإبتسامتي لم تترك شفاهي أبدا.

هذا يبدو مثل الحلم، وإن كان كذلك فأنا لا أريد أن أستيقظ أبدا.

السيارة كانت كأنها تشاركنا نفس الشعور، لأني حينما لمستها كانت تبدو مثل صديقة تعرفني منذ زمن، اللون الأبيض خاصتها كان لامع بشكل يجعلك تقع في حبها مباشرة، كانت مرسديس تشبه–––سيارة آدم ريدكاي.

هل هذه سيارة جديدة جلبتها أمي؟ لا أعلم ولا أهتم.

حينما فتحتُ عيناي لمحت الساحة الواسعة التي كنا نقترب منها،  أسراب السيارات في كل مكان، الكثير من الأشخاص، الحشود منهم، الموسيقى كانت تصدر من هناك أيضا، الهتافات والدخان في هذا الوقت من النهار.

هذا فقط–––مذهل.

"ها قد وصلنا" علقت أمي تضحك بخفة وخففت سرعتها حالما وصلنا إلى المكان، عاودتُ الجلوس مكاني أرى الكم الهائل من السيارات المنتشرة في كل مكان، مختلف الأنواع، مختلف الأشكال، مختلف الألوان.

الأشخاص هنا كبار وصغار، رجال ونساء، مراهقين، شباب وفتيات، بيض وسود.

هل نحن في أرض الأحلام؟

"أمي هذا–––" لم تكن لدي الكلمات لأعبر بها وظللتُ أنظر إلى كل مكان، اللعنة! هذا حتى يضاعف مساحة مضمار ويست.

"أهلا بكِ في غراند ويب" تحدثت بإبتسامة تجذب أنظاري ناحيتها وكانت قد أوقفت الموسيقى بالفعل، حركت حاجبيها معا تتابع "المضمار الشبح"

"الشبح؟"

"أجل" هزت رأسها وسحبت نظاراتها الشمسية تغطي بها عيونها، أومأت تضيف "طوال 25 سنة لم تستطِع الشرطة مكانه مهما حاولت، هنا حيثُ يعيش المرء أفضل سنين شبابه"

فتحت الباب تترجل من السيارة ومالت تشير برأسها لي "هيا صغيرتي، بدأت المتعة للتو"

إلهي إلهي إلهي! أعتقد أن هذا أفضل حتى من ربح اليانصيب.

فتحت الباب أترجل بحماس من السيارة، قلبي كان يوشك على التوقف، ضخّ الدماء في عروقي يوشك على قتلي، يصيبني بالدوران.

تحركت بإتجاه أمي التي لفّت ذراعها حول رقبتي تمسك بي بقربها، وتحدثت "لا تبتعدي عني"

"أوبري!" الصوت الأنثوي جذب أنظاري حينما لمحت فتاة شقراء شابة تقترب منا، ضحكت تشهق بغير تصديق وتضع يديها على فمها "أوه لا أصدق أنها أنتِ فعلا"

"سيلينا" أمي تركتني تسير ناحية الفتاة وأخذت كل منهما الأخرى في عناق قويّ إستمر لعدة لحظات قبل أن تفصلاه.

"كلوفر هذه سيلينا وودي، صاحبة المرتبة الثالثة هنا في غراند ويب" أشارت لها ووجهتُ إبتسامة للشقراء التي منحتني نظرة دافئة بعيونها الزرقاء، قبل أن تضيف أمي "هذه كلوفر، إبنتي"

"المتسابقة الماهرة التي أخبرتني عنها؟" سيلينا تحدثت تخاطب والدتي التي أومأت تنظر إليّ برفق وأومأت تتحدث "أجل إنها هي، إبنتي السريعة"

قلبي ضرب بقوة، لم أصدق مالذي سمعته للتو.

"سررتُ بالتعرف عليكِ كلوفر، سمعتُ الكثير عنكِ من والدتك وتوباييس"

"توباييس؟" إنعقد حاجباي في حين ضحكت هي تومئ لي "توباييس وودي، إبن عمي، أخبرني أنكِ تدرسين في نفس الثانوية التي يدرس فيها، شقيقتك في فريق كرة السلة معه، أليس كذلك؟"

هذه المثالية هنا هي إبنة عمه؟ إلهي! أريد أن أبكي دما هذه المرة، لماذا على توباييس وودي أن يكون أفضل مني في كل شيء؟

إلهي إرحمني ولا تعذبني بالغيرة منه.

"أجل صحيح" أومأتُ لها وإبتسمت هي لي "إذا مرحبا بكِ أيتها في أكبر تجمّع للمتسابقين في غرب أمريكا، غراند ويب، أو المضمار الشبح"

إلهي! ما أزال لا أصدق أن هذا حقيقة.

"شكرا لكِ"

سيلينا أومأت لي وحولت بصرها بعد ذلك إلى أمي "ستتسابقين؟ أم ستراهنين؟"

الضربة التي تلقيتها حين وضعت قبضتها على كتفي تقبض عليّ، جعلتني أفزع، لكني سمعتها تتابع "كلوفر ستتسابق"

"ماذا؟" عيوني إتسعت بغير تصديق في حين رمقتني بنظرة قوية مشعة تتابع "هذا حلمك أليس كذلك؟"

"رائع" صفقت سيلينا بيديها تهتف "توباييس مشارك أيضا، سأذهب لأخبر الجميع"

"هذا جيد" أمي تحدثت بهدوء تومئ لها وإلتفتت سيلينا تغادر مبتعدة حينما وقعت عيوني على أسفل ظهرها الذي يتحرك بطريقة عارضات الأزياء، إنتبهت أنها كانت ترتدي ملابس رياضية مع كعب عالي.

"تبالغ في تقدير نفسها كثيرا" أمي تحدثت بضحكة تجعلني أنظر إليها، وإبتسمت بمكر تضيف "ٱنفخي هذا المدعو توباييس في السباق، أنتِ أفضل منه"

خفقات قلبي أصبحت أقوى في حين واصلت حديثها "ما نوع سيارتك المفضلة إذا؟ لنذهب كي نستأجر واحدة"

أمسكت يدي تجذبني خلفها وعيوني كانت تسمح المكان، انواع السيارات الكثيرة هنا.

جديا! هذا أفضل من الأحلام.

"أي واحدة تريدينها؟" طالعتني من فوق كتفها، ورددتُ مباشرة "بي ام دابليو"

"خيار موفق كلوفر" أومأت تسحبني خلفها أكثر.

_


"ٱنظري إليّ" أمي تحدثت تطلّ من النافذة، ذراعيها على إطار النافذة في حين تابعت بإبتسامة صغيرة "تسابقي لتستمتعي لا لتفوزي، إتفقنا؟"

"أجل" أخذتُ نفسا عميقا وكان جسدي يرتجف بقوة، في حين وضعت يدها على كتفي تقبض عليّ "ما عدا توباييس، لا تستمتعي بل إهزميه"

هذا مضحك. أعني لم أعرف أنها لا تحتمله هي أيضا. هل هذا شيء وراثي؟

إنحنت أكثر تشير بأصبعها حيث سيارته الجي تي ار الحمراء، وكانت سيلينا تتحدث إليه، أمي همست "تخيلي حين تكسرين غروره، ٱنفخيه بما تحمله الكلمة من معنى"

سيكون هذا رائعا.

"أجل" هززتُ رأسي، وسمعتها تضيف "هذا ليس مضمار ويست، لن يكون ريدكاي برفقتك، أنتِ تسابقين أشخاص أكبر سنا وأكثر مهارة، تعلّمي أي شيء، مدة السباق خمس وأربعين، طويلة بما يكفي لكي لا تتهوري"

هذا طويل حقا.

"أنتِ سريعة، يمكنكِ فعلها" ربتت على كتفي وإبتعدت عني تجعلني بذلك أنظر إليها تقف في الخارج في اللحظة التي مر فيها أحد الرجال مفتولي العضلات منها بإبتسامة خبيثة يشير بعينيه إلى أسفل ظهرها "لديكِ بضاعة جميلة"

عيوني إتسعت وشفاهي افترقت بغير تصديق.

أمي إلتفّت للوراء ببطئ ناحيته ترفع حاجبها "مالذي قلته للتو؟"

"أوبري؟ يا للهول! لم أقصد، لم أعرف أنها أنت––––" قبل أن يكمل جملته كان قد تلقّى لكمة على وجهه جعلته يعود للوراء في حين إندفعت ترفع ساقها وتوجه قدمها مباشرة إلى منطقة رجولته.

يا إلهي! هل هذه أمي؟

رأيتها تعدل من ملابسها وأعادت خصلاتها للخلف مرة أخرى تنظر إليّ بإبتسامة "حظّ موفق"

لوحت لي ثم سمعتُ الصافرة التي تدعونا للتقدم، وفي الثواني القليلة التالية وجدتُ نفسي بين أسراب السيارات التي كانت تتقدم نحو خط البداية، عيوني وقعت على الجي تي ار خاصة توباييس وضيّقتُ عيناي أهمس "حسنا كلوفر، هانتر ليس هنا، وجوني أيضا ليس هنا، لكن يمكنكِ فعلها"

قلبي كان يضرب بقوة، كل هذه الوجوه أنا لا أعرفها، ولا هذا المكان ولا هذه القواعد، كنتُ أشعر بالخوف والتوتر أيضا، لكن بداخلي شيء يدفعني بقوة للتقدم. أرغب بالقيادة، بالسرعة.

إلتفتت للوراء حيث كانت أمي واقفة ورأيتها تومئ لي بإبتسامة.

حسنا، لديّ أمي هنا.

أومأتُ لها بالمقابل وأخذتُ أنفاسي أصلي في داخلي، وهمست "أرجوك إلهي! سأتقبل أي إهانة عدا الخسارة أمام توباييس وودي، أرجوك إجعلني أفوز"

لو كان جوني هنا كان ليكون الأمر مذهلا.

"مستعدين أيها الأشباح؟" صرخ أحد الرجال الأقوياء يقف أمامنا ويرفع جمجمة في يده وفي اللحظة التالية سمعتُ صراخ الجميع من سياراتهم لدرجة جعلت الأجواء تهتزّ.

هو كرر بصوت أعلى وأقوى "تحطموا على طريق غراند ويب إذا"

هذا مخيف.

الشيء التالي الذي فعله هو رميه لتلك الجمجمة التي تكسرت لعدة قطع وإنبعث دخان قويّ دام للحظات وإختفى قبل أن نسمع جميعا صافرة قويّة وصوت يماثلها حدة جاء من مكان لا أعرفه يصيح "إنطلاق"

الرجل القوي ركض بسرعة يبتعد عن الطريق في حين إنطلقت السيارات دفعة واحدة مثيرة الغبار خلفها، أحدهم مرّ بجانبي في سوبرا رمادية يصرخ مثل رعاة البقر ورفع أصبعه الأوسط لي يمرّ دون إهتمام يجعل فكي يسقط على الأرض.

الكثير كانوا يصرخون وبدوا مخيفين أكثر من المتسابقين في مضمار ويست واللعنة!

زممتُ شفاهي أطلق أنفاسا حارة وهمستُ لنفسي "ضاجع نفسك!"

زدتُ سرعتي أرى العدادات ترتفع، أمسكتُ بالمقود وأحسستُ بالملمس الجلدي يجعلني أندمج مع السيارة، كانت نسخة عن مونلايت، لكنها سوداء وليست بيضاء، رغم ذلك إستطعت أن أستشعر حضور هانتر فيها. يقول فراشتي أسرع.

أجل أسرعي!

ضغطت على أسناني في اللحظة التي إهتزت السيارة بسبب الضربة التي تلقيتها من الخلف، نظرتُ عبر المرآة حينما ظهرت أمامي سيارة أخرى تهتف صاحبتها من داخلتها "نسيتِ طريق العودة إلى المنزل صغيرتي؟"

تخطتني وهذا أثار غضبي أكثر من ذي قبل، إبتلعت أزيد السرعة وأحاول اللحاق بها، السيارات بالمعنى الحرفي كانت تضرب بعضها وبدوا مثل الوحوش!

إلهي!

بحثتُ بعينيّ عن سيارة توباييس حين لمحتها في الأمام. كلا! مستحيل.

ضغطت على أسناني أزيد سرعتي أكثر وأحاول اللحاق به، حين وقفت شيفروليه سوداء أمامي تعيق طريقي، حاولت الإبتعاد للجانب الآخر لكنها تحركت معي مصرّة على إعاقة طريقي.

"إبتعد––أيها–––الوغد!" ضغطت على كل كلمة وعدتُ للوراء قليلا، قبل أن أضغط على مفتاح السرعة، جذبت الناقل ومن ثم دستُ على الوقود أندفع بقوة للأمام مصممة على إصابته، أخذتُ أنفاسي أجهز نفسي، لكن في اللحظة التي أوشكتُ على الإصطدام به هو إبتعد يجعلني أمرّ مثل السهم بين العديد من مجموعات السيارات للأمام، حيث كانت الطريق ممهدة أمامي.

مالذي حصل للتو؟

لففتُ عنقي للخلف أرى الشيفروليه خلفي تتحرك في كل جانب بشكل بدى عشوائي لكن بالنظر للأمر لاحظتُ أنه كان يعيق كل سيارة تقترب.

من هذا؟

رمشتُ عدة مرات، لكن لم يسعني الوقت كي أحاول فهم ما يحصل، كان عليّ اللحاق بتوباييس الآن، شكرا لأي من كان صاحب هذه السيارة.

إبتسمتُ حالما رأيتُ أني كنتُ قريبة جدا من توباييس وهذا جعل الحماس يلهب صدري، مما دفعني للتقدم أكثر أفكر في كل حيلة علّمها لي جوني.

قومي بإعاقة الخصم، أظهري له أنكِ لا تعرفين سوى هذه الحيلة، دعيه يسبقك وينسى بشأنك ثم إنطلقي.

"حسنا هيا–––" قبل أن أكمل جملتي صفعتني الحقيقة فجأة، تصلّب جسدي بينما عيوني إتسعت بذهول أنظر أمامي وأشعر بالحضور بجانبي.

مستحيل!

هذا غير معقول!

ببطئ حركتُ رأسي للجانب أرى الشيفروليه تتحرك بجانبي، النوافذ كلها كانت سوداء وإندفعت بعد ذلك تسبقني.

قلبي تسارعت ضرباته بقوة، هذا مستحيل. هذه الحركة....هذه الحيلة....الشيفروليه كامارو السوداء!

جوني؟

إرتجفت أصابعي أنسى كليا بشأن توباييس عندما إنضغطت أسناني، الرجفة أمسكت كل جسدي وقدتُ أندفع للأمام وأطارد تلك السيارة السوداء، كانت تختفي بين كمّ السيارات تارة وتظهر لي تارة أخرى، تضرب عدة سيارات وتعرضتُ أنا للضرب أيضا لكن عيوني لم تتركها مطلقا.

إبتلعت أهمس "أعطِني إشارة أرجوك" قبضتُ على المقود بقوة أكثر أتشبث بالسيارة كأنها الملاذ الخاص بي هنا وواصلتُ ملاحقة السيارة، ثم الشيء التالي الذي أدركتُه هو أني تخطيتُ توباييس دون أن أشعر.

كانت قد مضت ربع ساعة بالفعل، وجسدي بدأ يتعرق منذ الآن، أنفاسي كانت ضيقة وقلبي يخفق، الإرتجافة ما تزال تهز جسدي.

كانت عيناي على السيارة حينما رأيتها تعود للخلف قليلا وتبعتها أراها تعيق طريق واحدة أخرى كانت مندفعة نحوي بقوة.

اللعنة!

من هذا؟

  _


بمجرد وصولي خطّ النهاية ترجلت من السيارة بسرعة أندفع للخارج وأبحث بين مجموعة السيارات الكثيرة عن تلك السوداء لكن لم يكن لديها أي أثر، جسدي كان يرتجف، كنتُ قد رأيت كل حركة قام بها، كل حيلة وكل طريقة علمها لي جوني.

شعرتُ أن الأرض تدور حولي، عيوني كانت تبحث لكن لا أثر، أين هو؟

اليد التي وضعت على كتفي فجأة جعلتني أقفز وألتفت بسرعة للخلف حينما وجدت أمي أمامي، إبتسامة ماكرة على شفتيها تردف "أخبرتكِ أنكِ أسرع منه"

أجل، لقد تخطيتُ توباييس لكني لم أكن الأولى ولا الثانية ولا الثالثة.

"ما بكِ؟" إقتربت مني تعقد حاجبيها، "هل كل شيء بخير؟"

إبتلعت أتنهد، أغمضتُ عيناي للحظات أطرد ذلك للشعور ثم أعدتُ فتحهما أومئ لها بإبتسامة "أجل"

ربما أنا مخطئة، ربما لم يكن هو. ربما ليس أي شخص أعرفه.

ليس جوني.

"هل أحببتِ ذلك؟" سألتني وهذا جعلني أهز رأسي أجيب بكل صدق "هذا أفضل شيء حصل لي"

"تعالي" أمسكت يدي برفق تسحبني معها وتبعتها أشبك أصابعي بخاصتها، قلبي كان يتسع، الإحساس كان ناعما، قويا وجميلا.

"إلى أين؟"

"ستعرفين"

تحركنا نحو أحد الأكشاك الصغيرة وطلبت أمي قارورتيّ عصير، مدّت واحدة لي وأخذت الأخرى لنفسها، فيما واصلنا سيرنا إلى المدرجات نصعدها للأعلى قبل أن نجلس على المقاعد في الصف الأخير.

عيوني وقعت على ساحة المضمار الواسعة في الأسفل وإبتلعت أتأملها، كانت جميلة، واسعة، مذهلة وكل ما يتمناه أي متسابق موجود هنا.

أحببتُ تجربتي في السباق، أحببتُ كوني تغلبتُ على توباييس لكن فكرة أن جوني في الجوار جعلتني أشعر بالحنين والإشتياق.

أعني هذا رائع، أكثر من رائع في الواقع، لكن لا شيء يضاهي وجود أصدقائي رفقتي في عالمنا الخاص، على أرض ويست حيث نتنافس ونتبادل الشتائم ونسخر من بعضنا.

أتمنى لو أنهم كانوا هنا ليروني أتسابق، مالذي كان ليقوله هانتر؟ جوني؟ سيتشو؟ أوديت؟

"إسمعي كلوفر، أعلم أننا جميعا نمرّ بأوقات عصيبة وصعبة، والفترة الأخيرة كانت كذلك" إبتدرت أمي الحديث تجعلني أنظر إليها، في حين هزت رأسها بشرود تضيف "فكرتُ في كل ما حصل مؤخرا وأنا–––"

رأيتُ عيونها تحمرّ تمتلئ بالدموع قبل أن تنطق تلك الكلمة "آسفة، كنتُ أرغب في أن أضمّ عائلتنا المتبقية بعد خيانة والدكِ لي لكني كنت مخطئة في ذلك"

"خيانة؟" رمشتُ لا أفهم مالذي تتحدث عنه، قبل أن أراها تومئ وإستمرّت دموعها بالنزول "آسفة، بمجرد إكتشافي للأمر قمتُ بتلفيق التهمة له"

عيوني إتسعت بذهول وخفق قلبي دفعة واحدة، في حين تابعت "لم أتوقع أن تخرج الأمور عن السيطرة ويتم طردنا من المنزل، لكن معي دلائل تثبت براءته، سأصحح الأمر"

لا أصدق هذا. لا أصدق أن كل هذا من فعل والدتي.

دموعها كانت ما تزال مستمرة في حين أضافت تغطي وجهها وتدخل موجة بكاء عنيفة "كنتُ أشعر بالغضب، لقد كسرني وحاولتُ الإنتقام، لم أعلم أن هذا سيؤذيك أنتِ وجنجر، سامحاني"

"إلهي!" همست بها، أسمعها "ثم كان هناك ريدكاي ذلك الذي كنتِ تتسكعين معه، وذكرتي كل شيء بالماضي، كنتُ أشعر بالغيرة من آدم، من عائلته وحياته، لقد إستطاع فعلها، بدأ من الصفر ولم يتخلى أبدا عن شغفه وحبه للسيارات، ليس مثلي أنا، شعرتُ بالغيرة لأنه ما يزال مستمرا"

ناظرتني بعدها بعيون محمرة مملوءة بنظرات الإنكسار والندم، شفاهها إرتجفت وهذا جعل عيوني تخزني أنا أيضا، في حين أضافت "أخبرتني جنجر أن والدك كان يبحث عن الوثائق في حاسوبي، سأقدمها له، آسفة لكِ كلوفر، أنتِ إبنتي وأحبك، أنا حقا أفعل"

الدموع تجمعت في عيوني وسالت دون إرادة مني، أستمع لكل كلمة قالتها، قبل أن أردف بصوت منكسر "أنتِ جعلتني أفكر ليالي طويلة أمي، ظننتُ أن الخطأ مني"

"كلا كلا، ليست أنت أبدا عزيزتي، أنا آسفة"

"جعلتني أشعر بالغيرة أيضا من هانتر أمي، كانت لدينا عائلة، لماذا فعلتِ هذا؟"

رأيتُ النظرات النادمة في عينيها تخفض بصرها بأسى، قبل أن تومئ لي "كنتُ منكسرة، لكني أدركتُ الآن أني لا أستحق أي شيء، بإمكانك كرهي ومن حقك هذا"

"كيف يمكنني كرهك واللعنة؟ أنتِ–––" إنتفضت واقفة أصرخ في وجهها، قبل أن يضعف صوتي فجأة "أنتِ أمي"

"آسفة كلوفر" عادت لتغطي وجهها بيديها ورأيتُ كتفيها يهتزّان، تتابع "آسفة لجعلك أنت وجنجر بيادق في لعبة سخيفة بيني وبين روبرت"

"خذيني إلى المنزل" قلتُ بهدوء أحبس دموعي حينما رأيتها ترفع بصرها ناحيتي، وتابعتُ "أريد أن أعود"

"كلوفر أرجوكِ–––" وقفت تقترب مني حينما عاد جسدي للخلف أردّ بإنفعال "لا تتحدثي إليّ، ليس بعدما سمعته"

"أرجوكِ إفهميني، لقد كنتُ أتألم أنا أيضا"

"كنتِ تدفعين ثمن أفعالك أمي، كل هذا لأنكِ ترفعين من قدرك وتحطين من قدر الآخرين، البشر الذين يحتقرون غيرهم ويعتقدون أنهم الأفضل ينتهي أمرهم وحيدون أمي" قلت كل كلمة بنبرة جافة جعلت أمي تطالعني بإنكسار.

تابعت "ٱنظري لنفسك أمي، أنتِ جميلة، ذكية ورائعة، هناك العديد من يحلمن بأن يكنّ مكانك، اللعنة! حتى أنا معجبة بكِ أمي، لماذا تبحثين عن الاهتمام؟ لماذا تبحثين على أن تكوني محطّ الأنظار بينما أنتِ بالفعل كذلك؟ لقد دمرتِ كل شيء"

هي خفضت بصرها وعادت للجلوس تواصل البكاء بصمت.

"أحبكِ أمي، أنا حقا أفعل لكني سأحتاج وقتا لأتقبل ما فعلتِه، لا تبحثي عني لأني سأكون مع هانتر ريدكاي" رميتُ كلماتي وإلتفتت أستعد للمغادرة حينما سمعتُ صوتها خلفي "كلوفر!"

توقفتُ أسمع ما ستضيفه، لكن الكلمة الوحيدة التي صدرت عنها هي "آسفة"

قبضتُ على أصابعي وركضتُ بسرعة أبتعد عنها قدر الإمكان.

_


"أحيانا أتمنى لو أن لديّ إبن الآن؟" تحدث هانتر من حيث كنا نقف على شرفة غرفة نومه، وضحك يجعلني أضحك رغما عني.

"ولماذا هذا؟" وقفت بجانبه أطالع الأفق الذي بدأ يغطيه المساء ويسقط على المدينة، الهواء كان أكثر برودة وكنا هناك بستراتنا القطنية.

عيوني كانت متورمة كالعادة.

"لا أعلم، أنا فقط أريد أن أكون أبا في يوم ما" هزّ كتفيه وأضاف "الأطفال رائعون"

"تبدو غريبا بحديثك عنهم فجأة" سخرتُ وضحكَ هو يلوح بذراعيه "ووه فراشتي، لا تصبّي غضبك عليّ، أنا مسكين"

تنهدتُ أبتسم له وإلتزمتُ الصمت ألقي نظرتي على المدينة، أردف بهدوء "كاليفورنيا"

"مدينتنا" تمتم يومئ لي.

"هل تمنيتَ في يوم ما أن ترحل وتتركها؟" سألته أرخي رأسي على كتفه، وعمّ الصمت لبضع لحظات لا أسمع خلالها سوى أنفاسنا الخافتة، قبل أن تأتيني إجابته "لا أهتم بالمكان الذي أعيش به فراشتي، طالما لديّ سيارتي، عائلتي وأصدقائي"

"ماذا عن شعورك بالإنتماء؟ ألا تشعر بالحنين إلى مكان ما؟ مدينتك؟ منزلك؟ مضمارك؟"

"بإمكان الموت أن يأتيني في أي مكان، سأموت على أية أرض في يوم ما، أنا جزء من الأرض وسأعود للأرض" قال يبتسم لي، وتابع "إنتمائي هو عائلتي، وأعني بذلك كل شخص قريب مني وبمثابة العائلة"

اوه هانتر.

"معك حق" تنهدتُ أبتعد عنه، وأطلقت تنهيدة أخرى أتأمل السماء، أغمضتُ عيناي أتابع "أريد أن أرحل فقط، مثلما فعل جوني"

"وتتركينني بمفردي؟" مال ناحيتي ثم ضرب جبيني فجأة يضيف "إن كانت حيلة للتهرب من الدراسة فلن تنجحي"

تجاهلت كلماته أبتسم وأطالع النجوم في السماء "بإتجاه نيفادا، على الطرقات الصحراوية، في ليلة مقمرة وصافية، نقود بسرعة نحو الجنوب ونترك كل شيء خلفنا"

لففتُ وجهي بإتجاهه تلمع عيوني "نحن والأصدقاء"

هانتر ركّز بصره عليّ يبتسم برفق، ظل صامتا لبضع لحظات قبل أن أشعر بيديه على وجنتيّ يمسك وجهي بنعومة، أمال رأسه "أنتِ جميلة كلوفر"

"ماذا؟" ضرب قلبي فجأة وإبتسم أكثر يميل للجانب ويتأملني "ٱنظري إلى نفسك، رائعة ولا تتكررين"

شعرتُ بحرارتي ترتفع في وجهي، قبل أن يضحك "أعني من بإمكانه الحصول على حبيبة ترغب بالهرب إلى نيفادا؟ ولديها شخير لطيف؟"

ساقط!

"أمزح" ضحك يقرص خدّاي ثم مدّ شفتيه للأمام "ٱنظري لنفسك، مذهلة كلوفر، حقا مذهلة، في كل حالاتك، جنونك الذي يعجبني، هذا الخجل المضحك، الحزن القبيح، والهدوء الغبي"

شفتاي شكلتا خطّا مستقيما أطالعه بعدما كان قد كسر كل خواطري.

"لكن الشيء المشترك بينهم جميعا أنكِ جميلة، جدا، من الداخل والخارج" إبتسم لي يعطيني تلك النظرة من أعينه الجميلة، وتابع "لا شيء يشبه كلوفر سكوت لذلك لا تهربي، قاومي"

إنحني ناحيتي ببطئ شفاهه تقترب مني وأنفاسي إنحبست في صدري، أنفاسه كانت قريبة مني ثم في اللحظة التالية شعرتُ بأسنانه تقبض على خدي يقوم بعضّي بقوة جعلتني أصرخ وأبتعد عنه بسرعة

"أيها الوغد!" وضعتُ يدي على خدي أشعر بالحرارة هناك والألم، ضغطت على أسناني "هذا مقرف"

طالعت يدي التي مسحت بها لعابه وضحك يقترب مني، يهزّ كتفيه بغير إكتراث "لطختني بلعابك أنتِ أيضا، بالإضافة إلى أنكِ لذيذة وأنا أحبّ وجنتيك"

"هل هذا نوع الحبيب الذي ستكون عليه؟ النوع الذي يزعجني؟"

"أنا نوع هانتر ريدكاي، وبالمناسبة لا يوجد سوى نسخة واحدة لذلك إحذري من تضييعي لأني لا أتكرر" غمزني يميل رأسه.

"ماذا عن نوع بوتو؟" سخرتُ منه أراقص حاجباي حين سمعتُ ردّه "ذلك النوع سيكون مجبرا على سماع صوتك السيء"

"أيها–––" توقفت أعضّ لساني كي لا أشتم، وضحك هو يعود ليطلّ من الشرفة، تحدث بهدوء يراقب السماء "سنقود على طريق نيفادا في يوم ما، أعدكِ فراشتي"

تقدمت بخطواتي نحوه وأمسكت معصمه أعيد رأسي على كتفه، إبتسمتُ بالمقابل أنطق "سأقتلك إن لم تفِ بوعدك"

"ستقتليني على أية حال لذا"

"زرتُ اليوم مضمار غراند ويب، هل تعرفه؟"

"أجل، كيف ذهبتِ إليه؟ لماذا؟"

أخذتُ نفسا عميقا وطلبت بهدوء "لندخل وسأخبرك بكل شيء"

_

"ماذا؟" هانتر رمش ينظر إليّ بذهول وأومأتُ له أطلق تنهيدة صغيرة، كنتُ قد أخبرته بشأن ذهابي للمضمار مع أمي دون أية تفاصيل تخصّ شجارنا.

"والدتك إصطحبتكِ للمضمار؟ هل أنتِ متأكدة؟" ضحك بخفة يجعلني أعقد ذراعاي وألفّ وجهي للجانب الآخر، أهمس "توقف عن هذا"

"حسنا حسنا، دعيني أستوضح الأمر، كنتِ في غراند ويب؟"

ضاقت عيناي بغير فهم وطالعته أنطق كل كلمة ببطئ "لماذا تتحدث كأن الأمر شيء كبير؟"

"لأنه بالفعل كذلك؟"

"مالذي تقصده؟"

"لا يتسابق في غراند ويب سوى الأعضاء والقانون الساري هناك أنه ليس بإمكانك إزالة عضويتك إلاّ بعد مرور سنة كاملة بعد التسجيل والإنضمام" عقد ذراعيه يسير ليجلس على طرف السرير بجانبي في حين إتسعت عيوني بصدمة.

عضو؟ كانت تلك أول زيارة لي.

"أمي؟" همستُ بذهول أدرك للتو ما يحصل، ونظرتُ لهانتر الذي هزّ رأسه يومئ لي مؤكدا ما أفكر به "والدتك سجّلتك دون علم منكِ"

"هذا لا يصحّ"

"المشكلة أنه لن يكون بإمكانك التسابق والإنضمام إلى أي مضمار آخر"

"ماذا؟" هتفتُ الكلمة بغير تصديق بصوت خرج مرتفعا.

"والدتك تذهلني دائما بخبثها، أعترف بهذا" إبتسم بسخرية ينظر إليّ في حين بدوتُ كمن تلقت صفعة برأس فرانكشتاين للتو.

هانتر عقد ذراعيه يثبت بصره عليّ مفكرا، وتحدث بهدوء "يجب أن نجد حلا للأمر فراشتي"

"وإلاّ ماذا؟ أعني مالذي سيحصل إن لم ألتزم بذلك المضمار؟"

"تتذكرين ما حصل لجوني؟"

خفق قلبي بقوة على كلماته، إفترقت شفاهي وشعرت بالهواء يتوقف في رئتاي، "ماذا تقصد؟"

"ألم يخبركِ صديقك؟ حسنا أعتقد أن معه حق" هزّ كتفيه ومد ذراعيه يضع يديه فوق خاصتي، تابع بصوت هادئ "سنجد حلّا"

"ماذا تقصد بجوني؟ ما دخله؟"

أخذ نفسا صغيرا أعاد إطلاقه، وتمتم "جوني كان جزءا من غراند ويب، هذا المضمار ليس للمتسابقين النزيهين أبدا كلوفر، حينما إنسحب حصل ما حصل"

هكذا إذا، إلهي! كل تلك المدة؟ الأمر كان يتعلق بهذا مع جوني.

سيارة الشيفروليه؟ إلهي!

"لماذا قد تضمني أمي لذلك المكان؟"

"أعرف الإجابة" ضحك بغضب مكتوم يضيف "لتبعدك عن ويست"

شعرتُ بالألم في صدري حين سماعي لتلك الكلمات، لكن هانتر وقف يصفق بيديه ويضحك بخفة "أقبل التحدي القادم، ربما لن تتسابقي في ويست فراشتي، لكن هناك مضمار ريدكاي التحت أرضي"

غمزني في نهاية كلامه إلا أن ذلك لم يساهم ولو قليلا في تحسين مزاجي، قبل أن أقول أية كلمة سمعتُ صوت الباب ورأيتُ سيتشو يتقدم للداخل حاملا بعض المشروبات والطعام، كان يضع عصابة باندانا بيضاء على رأسه، رفع حاجبه ينطق "عماذا تتحدثان رفاق؟"

حمدا للإله على وجوده، رؤية واحد من أفراد تاكاهاشي يعني قد جاءت المساعدة.

"فراشتي تورطت مع غراند ويب" هانتر تحدث يحرك كتفيه وسيتشو رمش يفلت العصائر وعلب الطعام على الأرض، افترقت شفاهه يردف "المضمار الشبح؟"

رائع! الآن أنا على دراية تامة بأن المشاكل ترغب أن تتزوجني.

_

يتبع...

Continue Reading

You'll Also Like

5.1M 448K 50
• حقيقة.!!! يتشاءمون بالغُراب إِذا نعق ويتشاءمون من الغربيب إذا زهقّ بـكّرَ بُـكُورَ الغُـرابِ أذا تَـوهَق ماكـر وحـذر، شـرس، وسـفاحٌ جاء لِيشرق ويغ...
17.4M 896K 181
حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصب...
555K 41.8K 15
عَالم مظلم مغمور بالغموض حكاية خطت ورُسمت بالوان الغموض والخفية سَنشاهد التقاء روحين للتصدي للماضي الأليم والمواجهة مع التحديات الجادية هل ستجد ال...
1M 37.3K 43
روايتي الرابعة " مستمرة " كُتبت بواسطة : الجُّود بِنت آل مطّلق 🤎