كل الغرام اسمك، كل الصور في ن...

By rwaiah95_

299K 5.1K 709

🤍 More

١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٥
٣٦
٣٧
٣٨
٣٩
٤٠
٤١
٤٢
٤٤
٤٥
٤٦
٤٧
٤٨
٤٩
٥٠
٥١
٥٢
٥٣
٥٤
٥٥
٥٦
٥٧
٥٨
٥٩

٤٣

2.4K 49 2
By rwaiah95_

لإنها تشعّ، لإنها صارخة بالجمال تاخذ عقله أكثر من وقّفت ما تتحرك من أمامه تسمح له بكافة التأمل رغم غضبها اللي يشوفه، إحتراقها بأكثر لحظة تغيب عنه الدنيا فيها، ما يشوف ولا يستوعب ولا يعرف إلا إنها أمامه تخفّق قلبه غصب، بأبسط حركة تألمه شدة نبضه بينما هي تغلي لإنه ما يبالي لأي شيء، ما يظهر أي إهتمام لإن عينها شافته كفه بكف أنثى وعينه بزينة أنثى أخرى ولمجرد مرور ذكرى مظهره أشتدت أعصابها أضعاف تتضاعف بهدوءه: عادي مرة صح؟ عينك على كل من مرّ حولك ما أهتم حتى لو زوجتي قدامي وعينها بعيني وتشوف عيني على مين
ناظرها بعدم تصديق لإنها تلمح بشكل يشد أعصابه بسهولة وبسرعة لإنه يفهم، يفهم بمنطق إنها معصبة تُقهر وترمي حرقتها بكلمات ما تفكر فيها ويفهم بتفسير آخر إنها تشوفه ينظر للكلّ، سواءً بوجودها أو بعدمه ونطق بجنون نبرته: عيني على من؟ من غيرك تشوفه عيني لدن
عضّت شفايفها تشتت أنظارها لثواني من وقّف أمامها تشوف شدة أعصابه: متى شفتني مناف؟ لما بعّدت عينك شافتني بسّ أنا وإنت وهم نعرف وين كانت، طيب ممكن تفهمني ليه قدامي؟ ليه لما أرسلت لي أنزلي؟
مسك جبينه ما يصدقها، ما يصدق تفكيرها وكيف ترمي جنونه بكل مرة بشكل يقطّع صدره قهر لإن هذا تفكيرها الليّ تكرره رغم إنه مو المنطق بعينه إلا إن نطقها يزيده جنون: أدري عنهم أنا؟ أدري يوم إني أبيك تجيني تطلع لي الـ ..... تاخذ غرضك؟ لا تقطعيني أهد القاعة عليها
تكتفت تضاعف إستفزازه: بتروح لها مرة ثانية يعني؟
ضحك بسخرية يبتعد بخطاه عنها: مرة ثانية؟ .. لا تجننيني لدن
ما نطقت بالأكثر تجلس على الكنبة تهدأ من رجفتها الليّ تمر كامل أعصابها وشد هو أعصابه أكثر ينطق بذات تناقض روحه، بين المنطق الليّ هو يفهمه وبين تفسيره الليّ يحرقه: كلّميني
رغم إن جنونه نطقها، بكل زيادة نطق تزيد من جنونه إلا إنه ما يبي منها السكوت لإنها تحترق بسكوتها وتحترق بنطقها .. ما ردّت للمرة الثانية لإن نبرته تحترق، يأمرها وهي على حافة الإنهيار بضغط ذاكرتها عليّها بتكرير مشهد دخول رند بأكياس الفساتين تبتسم لها بأكثر الأشكال إستفزازًا "صادفت مناف وساعدته بالفساتين" وكل قهرها إن قولها حقّ، وإنها لحظتها ما قدرت تنطق الحرف تشوف فستانها على الكنبة فقط يُهشم قلبها، ولإن ذهنها ما يساعدها إنما يزيد عليها بشدة التفكير والظنون والإتهامات اللي ترميها على مناف بقهر صدرها، خللّت أصابعها بشعرها ترفع أنظارها له يرمي غترته وعقاله على الكنبة يفتح أول أزارير ثوبه بضيق نفسه وجوّ الغرفة المشحون يجلس مرة أخرى، يهدي نفسه وأعصابه لإن نية جيته يهديها وما يعرف كيف تفجّرت أعصابه يصير هو عليّها أكثر من ضغط نفسها وظنونها، كل نيته إنها تعيش الفرح الليلة وما يكون هو أو أي أحد سبب بعزلتها عن سرور الليلة، غمّض عيونه يضغط عليهم يصدع راسه من الألف فكرة والألف تناقض اللي يعيشه بهاللحظة فقط وما يهتم إلا لإنه يطلّعها فاهمته، ما تكمّل ليلتها وهي تظن فيه هالظنون وتخرب فرحتها لإنها ليلة وحدة ما تكرر، شدّ نفسه يوقّف ويتجّه لها ولإن الكنبة اللي تجلس عليها فردية هو إنحنى يجلس على الأرض بآخر آمال نطقه: ما تشوفينك بعيني لدن؟ ما تشوفين شيء يشوفونه العالمين؟ تهدّيني بشك ما أعرف له درب وأنا ما أعرف إلا دروبك
ما ناظرته أكثر تحسّ خفقان قلبها يكسر ضلوعها لإنه يتكلّم لأول مرة، وهي تعرفه ما يحب العاطفة وما يقرب حكيها إلا إنه يفصح بطريقة ما تشابه مناف الليّ الكلّ يعرفه، جُن ذهنها لإنها تعرفه وما يعرفونه العالمين، لإنها تعرف إنها كل حياته وإنه يحطها بكفّة والعالم أجمع بكفّة ما تقاربها فيه أي مكانة وأي شيء إلا هي وهي فقط وإنه الآن يثبّت لها معرفتها بقوله بعد فعوله لكنها ما تعرف وش الجنون الليّ شافته، ما تعرف كيف تشوف عينه بإتجّاه أنثى غيرها بوجودها، كفه بكف أنثى ثانية .. أخذت نفس تحسّه بثقب الإبرة ولإنه يشوفها، يترقب ملامحها ويفهمها أكثر من أي شيء هو أعاد نطقه: ما أشوفها، عيني ما تشوفها وما أشوف إلا إنتي وما تشكين، وراء الباب وإنتي على عيني شلون أشوفها؟
وقّفت تبتعد ما ترد نهائيًا وتنهد فقط يمسح على جبينه من فتحت جوالها لثواني ترفع نظرها للمرايا، ترتب خصلاتها وإسوارة معصمها تغادر بهدوء
وقف هو الآخر يتجّه لغترته وعقاله يأخذهم ويتجّه للخارج يشوفها تلبس عبايتها، تعدّل طرحتها وإتبعها بأنظاره من غادرت الجناح كلّه للأسفل وأخذ هو بشته يطويه على ذراعه بعدم رغبة للبسه بعد الزفة ينزل الدرج بينما يعدّل غترته ويثبّت عقاله يتجّه لجلوس عبدالإله وسط القاعة: بطلع أشوف الرجال
هز عبدالإله راسه بالإيجاب يوقف ويستند على عكازه: وراك حنّا
وما نطق مناف يبتعد فقط ويغادر المكان كلّه تحت أنظار عبدالإله الليّ ما خفى عليه كتمة روحه ويفهم إن أساس خروجه يرجي الهواء ويفهم أكثر من نزول لدن الليّ أنتبه لها بغفلة الجميع .. رجّع أنظاره لشماله ولجلوس العيال وتركي وسلطان حول ألين: أعجلوا بنمشي
ألتفت عمر عليّه بعدم رضا: تونا جايين وين نمشي!
ناظره عبدالإله لثواني وهز عمر راسه بالإيجاب يمشي بطواعية خلف أبوه وإبتسمت ألين توقّف معاهم: شلون يعني بتمشون وأبقى لحالي؟ طيب كلّموا البنات يجوون
طلّع أُسيد جواله من جيب ثوبه يسجل بصوته للسديم: "عروستنا تنتظركم، شوي وأطلعوا لها لا تتأخرون"
ضحكت من إبتساماته اللي ما وقفت أبدًا: أحبك طيب
تنحنح أُسيد لثواني وضيق عمر عيونه بعدم إعجاب: حبيني أنا بعد، بكلم خواتي يجوون
ضحكت تهز راسها بالنفي: أحبكم كلكم، يكفي أُسيد بيجوون البنات كلّهم مع السديم
رفع سلطان يده على ظهرها من وقّف يتمسك بكفها: إلى متى بتجلسين؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة: إذا طلعوا البنات بطلع معاهم
هز راسه بالنفي الأكيد: خلّصت الزفة، برجع لك أخذك
ما ردّت وما أنتبهت لنطقه من تقدم نيّاف يرفع جواله من البعيد وضحكت لإنه ما يصورهم لحالهم، يتصوّر هو معهم: غش طيّب ما ترتبت، مرة ثانية
إقتربت من سلطان أكثر تبتسم من رفع سلطان نظره للكاميرا يصور نيّاف بمثالية وضحكت من ألتفت عليّها يترك جواله بجيبه: أبيها
هز راسه بالإيجاب يرفع أصبعه بتهديد: لو أنقصيت من الصورة .. يا ويلك وبس
رفع سلطان حاجبه وأشر له لنيّاف بالتقدم: بنت جدّي ونتصافى على كيفنا، لا تطوّل
ومشى تاركهم تضحك ألين أكثر: بنت جدي .. كل شيء إلا عمتي ..

وقف نيّاف من وقوف عبدالإله وتركي وسيف مقابل المدخل: صاير شيء؟
هز عبدالإله راسه بالإيجاب: بتجينا الغيد
رفع نيّاف حاجبه يتكّي على طاولة المدخل: وبدون تقولون يا نياف تعال .. عدوكم أنا
ناظره سيف بإستخفاف: بنسلّم على البنت وش نناديك عليه؟ نياف ما عاد أتحملك والله ورني عرض أكتافك
ناظره نياف بعدم تصديق نهائي: سيف حبيبي مستوعب إنها زوجتي؟ حقّتي؟
وجّه سيف أنظاره لتركي: خيبة .. تركي ما لقيت إلا هو تزوجه غيد؟
هز تركي راسه بالنفي يرفع ذراعه لكتف نيّاف: حدّك عاد إلا نسيبي
رفع سيف حواجبه بعدم تصديق: سمعت وش يقول إنت؟ زوجتي وحقتي ما عصّبت؟ وتقول نسيبي؟
رفع تركي كفه أمام سيف: حسابه معي بعدين إنت لا تتدخل
قبّل نياف راس تركي بإنتصار: أخيرًا يا رب، عمي وش هالرضا
ما ردّ تركي وما أهتم نيّاف إلا لإن تركي ما علّقه على بوابة القاعة بنسب الغيد له لإن هذا ظنه بنطقه لـ "حقّتي" زيادة على "زوجتي" .. إبتسم يعدل وقوفه من صوت كعبها ومن بيّنت تعدل فستانها، رفعت أنظارها تشوف أبوها أمامها وضحكت من إبتسامته المباشرة يقبّل خدها من جاته يدوّرها من كانت على بُعد ثانية وتسأله عن فستانها: غطيتي عليّهم، بدون أشوفهم ما يجي مثلك
ضحكت أكثر ترفع نفسها تحاوط أكتافها من لفّها حولها نفسها يدوّرها ويرجع يضمّها تحت جناحه: حلو؟ لو أحمر مو أحلى؟
قبّل خدها للمرة الثانية ما يبعدها عن جناحه: حلو والأحمر حلو بعد، تحلين كل الألوان إنتي
إبتسمت تناظره فقط وجمّع عبدالإله كفوفه على عكازه يوجّه نظره لنيّاف: تدللها مثله؟
وجّه نيّاف نظره لها فقط وغيّرت هي الموضوع مباشرة لإنها تعرف نفسها وتعرف إنها على حافة الخجل المستحيل تتجّه لعبدالإله: البنات بيشوفون ألين، ما تجي معي تشوفهم؟
ضحك عبدالإله يهز راسه بالإيجاب: وما نشوف حنا نيّاف كيف يدلل؟
إتكى سيف على مقبض البوابة: أقصى مراحل الدلال عنده يسفّرها الديرة ويجلّسها وسط الشبوك
ضرب نيّاف كتفه: وش فيك عليّ اليوم! وش مسوي لك أنا
ما ردّ سيف يناظر الغيد فقط وكشّر نياف: وش هالمسكة معكم! أبوي تكفى يعني
هز عبدالإله راسه بالإيجاب يبتسم فقط من إتجهت له الغيد ترفع أصابعها على رؤيته: تحب كذا؟
ضحك عبدالإله لإنها توريه أظافرها الليّ دايمًا يترك لها الدنيا وما فيها لأجل تنزعهم والآن هي توريه لأجل يطرح عروضه عليّها: وش يقول تركي؟ .. أحلى مخالب أتركيهم
ضحكت تهز راسها بالنفيّ: غش يوم إني بغيت العروض قلت أتركيهم
ناظر عبدالإله نيّاف اللي طلّع بوكه من جيبه: عروضه بطاقة بس؟ ولا فيه مغريات ما لحقت عليها
ضحك عبدالإله بصدق لإن نيّاف فعلًا طلّع بطاقته لها بتذكره للموقف الوحيد بعقدهم وإن عرض عبدالإله وقتها كان بطاقته: رجّعها كان ما ودك تفلس
ضحكت الغيد تنفي من مدّ لها بطاقته بجدية: نمزح نيّاف
ناظرهم سيف ينطق لآخر مرة قبل يغادر: تتوقع إنها بتترك بطاقة تركي وتاخذ بطاقتك؟ نياف وش جايك اليوم فهمني
عضّ نياف شفايفه يسابق خطواته لحدود المدخل وخارج القاعة: عدو إنت ولا عم!
ولإن سيف ما ألقى عليه النظرة يخطي بإتجّاه قاعة الرجال هو رجّع خطوته للمدخل ينزّل بشته، يطويه ويمدّه لـ الغيد: أتركيه مع أغراضكم، ما عاد له لزوم
ضيّق تركي نظره بشك: تلبسه عند ألين والرجال لا؟
هز نيّاف راسه بالإيجاب بصراحة: عشانها بسّ
هز تركي راسها بتأكيد يأشر لعبدالإله: يبي يفشلنا .. أهل الزواج وننزل بثياب؟
تركت الغيد البشت بين ذراعينها: ليش لازم تلبسونه؟ إذا يضايق مو ضروري
هز تركي راسه بالنفي: أهل المكان ولا نلبسه؟ صفّنا طول عمره كله بشوت متى نزل
ميّلت شفايفها بعدم إقتناع: إنت قصدك يرزّكم ويثبت مين إنتوا؟ إذا كذا لا ينزله وما يحتاج .. ما أدري بس ما أحس يفرق كثير معاه
ضحك عبدالإله يشدّ كتف نيّاف: نيّاف يرزّ البشت ماهو البشت اللي يرزّه .. بمعنى ما تقوّى تقوله بالصريح
ضحكت الغيد تهز راسها بالنفي وتناقض بقولها تورد ملامحها المجنون: أقوله عادي بس ما عرفت أصيغ .. تجي معي الحين؟
هز عبدالإله راسه بالنفي: ياخذون راحتهم الحين وأشوفهم بعدين، ألحقوني لا تتأخرون
كان تركي على وشك يتبع أبوه يساعده بتجاوز العتبات والخطّ للقاعة إلا إن نيّاف أشر له: مناف ينتظره
هز تركي راسه بالإيجاب: ناوي تجلس إنت؟ قدامي يلا
تمسكت الغيد بذراع تركي تنفي: طيّب صورة وحدة قبل تمشون
مدّت لنيّاف بشته لثواني: لا تلبسه بس عشان أصور

ترك سيف بشته بداخل سيارته يشوف رسالة المياسة الأخيرة له "تعال عند ألين بنشوفك" وكانت الرسالة المنتظرة لإنه كان يبحث ويفكر عن أي طريقة يدخل فيها مرة ثانية، يشوف فيها وصاف لإنها حتى لما جاها ما تركت له فرصة الشوف تركّب معاها خواتها ويلتزم هو الصمت معاها لإنها بوجود خواتها ما تنطق الحرف .. سكّر سيارته يدخّل المفتاح بجيبه ويتجّه مرة أخرى للقاعة، المدخل يشوف وقوف الغيد بيّن أبوها ونيّاف، تتقدم عنهم بخطى قليلة بينما ترفع جوالها للمرايا ورفع كفوفه للأعلى: يالله العقل
وما تمالك نيّاف نفسه يضحك: وش مرجعك إنت
ما ردّ سيف يأشر لـ الغيد بالتقدم ومسك تركي راسه ما يصدق إن حتّى سيف ينزّل بشته: بتجننوني إنتوا؟ عرس ماهو لعبة تدخله بثوبك تقلل منّا فيه
رفع سيف حاجبه من تهجم تركي المباشر: والبشت يرفع وينزل؟ تركي أبوي ينتظرك أنا ماني جايكم
ناظره تركي بعدم تصديق: بعد؟ بعد منت جاي تشوف الرجال .. ضغطي إن أنفجر إنتوا السبب
ضحكت الغيد تقبّل خده: بسم الله عليك .. طيب أتركهم ولا تهتم ليش تعصّب وتتعب منهم؟ روّق حبيبي
ناظرها يتنهّد فقط يعدل بشته: تقولين روّق وما أروق .. آخ يا غيدي
ضحكت فقط تدخّل ذراعها بذراع سيف ونطق تركي لآخر مرة: نادي لي المياسة
هزت راسها بالإيجاب تشوف مغادرة نيّاف بعد ما ترك بشته بذراعها الآخر تتجّه مع سيف للداخل: كلموك البنات؟ يمكن بنات الإمارات موجودات
هز راسه بالإيجاب فقط يتبع ممرات المدخل إلى وصولهم للقاعة يبيّنون مباشرة على نظره، بجنب ألين وحولها ونطق باللا وعي: يـا رب
ضحكت تشدّ ذراعه وتشوف إتجاه عينه: غش طيب قول يا رب ثمان مرّات بعد مو بس لزوجتك
ما ردّ وما يسمع ولا يشوف إلا إبتسامتها من ألتفتت عليّه ترجّع عينها للبنات ثواني تكلّم لدن، لثواني فقط تتجّه له بجنب لدن وتنهّد فقط يلف نظره لـ الغيد اللي ضحكت أكثر تميّل راسها على كتفه: جات كثيرة مرة صح؟ حلوة مرة سيف
هز راسه بتأييد لإنها فعلًا جات كثيرة، كثيرة تخفّق قلبه بجنون وتضاعف الجنون بإبتسامتها، بجيتها له يتأمل طلتها بكل قدرته، فستانها الأسود المختلف بتصميم عاري لكتفها والكمّ كله يمينها بينما كمّه الشمال ماسك إلى نهاية ذراعها يوسع من بعده ويمتد إلى الأسفل بطول الفستان الماسك إلى خصرها ينترك براحة التصميم، ترفع خصلاتها للأعلى وتركز طلتها بملامحها .. ملفته وحلوة بشكل يفوق قدرة ذهنه على الإستيعاب وتتصرف بكل ما يزيد جنونه بإنها تسلّم عليه بشكل ياخذ عقله، بشكل ما يستوعب ما يتركها تغادره وضحكت غصب تبرر فعلتها: يعني لازم .. ما شفتك اليوم والسيارة ما تُحسب شوفه
هز راسه بالإيجاب ما يردّ، يضيع وينسى حروفه لإنه يشوف منها رُقي ما يشوفه بالعالمين، أبسط حركة منها راقية بشكل مو عادي .. أبتعدت بقليل المسافة وكان على وشك الرفض لإنه أساسًا ما يحتاج سبب لأجل تقربه، لّو إنه يشوفها الليالي كلّها ما تبتعد عن مدى عينه هو ما بيكون عنده سبب لأجل يقربها ويتعذر فيه، يبيها قربه وما يهتم للأسباب وللحضور .. كفّ نظره من تقدمت لدن ترفع جسدها بإعتياد له وقبّل خدها يضمّها: وش صار؟
هزت راسها بالنفي فقط وما أضاف كلمة أكثر ينتبه لإنطفاء مستحيل فيها وما بيزيد الضغط عليها يتركها على راحتها، تركها تحت ذراعه يمشي معاها بجنب وصاف والغيد لنهاية القاعة ولجلوس البنات وإبتسم من جاته إيلاف يقبّل خدها هي الأخرى: مو جوّك صح؟ باخذك معي
هزت إيلاف راسها بالإيجاب برجاء: ما أعرف وش أسوي عندهم، يسولفون بكل شيء ما يهمني تكفـى سيف
ضحك يهز راسه بفهم وجلست وصاف بجنب ألين تنتبه لإن علاقته ببنات أخوانه شديدة وتفرق عن أي علاقة تربط البنات بباقي أعمامهم وكان هالشيء طبيعي لفارق الأعمار لكنّها ما توقعت لهذي الدرجة، أرجعت إيدينه للخلف تشوف تقدّم مهرة وإبتسمت هي لإن حتى مهرة رفعت نفسها له يقبّله وما أكتفى بالتقبيل يعاملها بالغير، يدوّرها بفستانها وضحكت الغيد تأشر بعدم العدل: حقوق تركي لو سمحت سيف
عدّلت السديم طرحة ألين وفستانها للمرة الألف تتأكد من صحة جلوسها ومظهرها تبتعد بقليل الخطوات: تمام كذا، أخيرًا
أشرت لها ألين تقترب: ما تعبتي إنتي؟ أجلسي تكفين
هزت السديم راسها بالإيجاب تزفر وتجلس بجنبها، رفعت وصاف نظرها لسيف الليّ يده بذراع ميهاف يتنقال بالسوالف مع البنات تشوف إندماجهم بكل المواضيع إلى نطق ألين: طيب تعالوا عندي أبي أشارك
وإتجه سيف والبنات ناحيتهم وإبتسمت وصاف غصب من إتجه يجلس بجنب السديم، يحاوط أكتافها ويقبل خدها ويلجمها هي بتوجّه عينه لها: تعالي عندي
وناظرته لثواني تاخذ نفس، تستوعبه وتستوعب إن البنات ناظروه بعدم تصديق وما زادت الوضع إحراج توقّف وتتجه لجلوسه شمال ألين والسديم وبمجرد جلوسها هو إتكى على ظهر الكنبة ياخذ يدها يتركها على فخذه مع يده وما أستوعبت شيء من ضوء الفلاش الليّ سُلط عليّهم تنفي برجاء لـ الغيد اللي ضحكت تجلس على الأرضية لمتلاء كنبة ألين: يعني مرة حلوين ما تحملت
ضحك سيف ينطق بما يناقض ردة فعله: تنرسل لي وتنحذف .. بدون نقاش غيد
كشّرت الغيد تحدد محادثات الإثنين بالصورة: أكرهك سيف
تركت جوالها بحضنها تستند على الأرضية بكفوفها وتوجّه أنظارها للمياسة: تركي يبيك عند المدخل
ناظرتها ميهاف لثواني بعدم إستيعاب: إنتوا من الصباح واقفين عند المدخل؟ لا صدق؟
هزّت الغيد راسها بالإيجاب بإستغراب وأكملت ميهاف بعدم تصديق: والله؟ عادي مرة يدخلون الضيوف يحصلون العايلة الكريمة يسلّمون على بناتهم
هزت الغيد راسها بالنفي بعدم إستيعاب فعلي: لا عادي ما جاء أحد
ضحكت ميهاف تهز راسها: وإنتوا تنتظرون أحد يجي؟ ما أفهمكم والله
أرجعت الغيد جسدها للخلف: هدي طيب ما جاء أحد وسلمنا
وقّفت السديم تعدّل فستانها وتتجّه بخطاها لجلوس لدن تمدّ لها كفها بعد قراءتها لرسالة أُسيد الليّ يطلبها درب للأعلى: تعالي معي
تساءلت ألين قبل تخطي للبعيد: وين؟
أشرت السديم للمدخل: أبوي وأُسيد بيصعدون
وجّهت ميهاف نظرها لسيف: يعني مو ناويين يقضبون أرضهم عند الرجال؟ سيف متى يجون ضيوفكم
رفع سيف أكتافه بعدم معرفة: على المغرب تقريبًا .. بنت عمّها والله وش فيكم علينا؟ نجلس وندخل بالوقت اللي يجوز لنا
ضحكت الغيد لإنه يقصد أبوها: لو سمحت سيف إلا تركي لا تمسّه بكلامك
تعدّل سيف بجلوسها يتساءل بجدية: أتركي عنك إنه أبوك بس بالله مو نفس الأطباع؟ وش يعني هو يشغلنا بالبشوت وهي تشغلنا بالضيوف
رفعت الغيد كفها بإعتراض: ما أسمح لك رجاءً يعني، بنت أخوك حيلك فيها أبوي لا
ناظرها سيف بعدم إعجاب يلتفت لوصاف الليّ وقّفت: وين!
أشرت لإتجاه لدن والسديم للمدخل: بيدشون؟
هز راسه بالإيجاب يجلّسها: وش عليك إنتي؟ عينه بالأرض الله يرفع قدره
وما كان له كلمة أخرى بسماعه لدخولهم يوقّف أمامها، يغطيها بأكملها ويصرخ فيهم: عينك بالأرض إنت وياه
نزّل أُسيد أنظاره للأسفل يرفع صوته هو الآخر: يعني خلّصنا من تركي جانا أخوه! يا الله أشفهم
كشّرت الغيد: وش فيكم على تركي إنتوا! وقدام بنته يعني ما أفهم البجاحة
ضحك أُسيد بعدم تصديق يصعد الدرج: وش خلصنا من الأخوان يجونا بناتهم؟
ضحكت ميّ من الخلف ترفع طرحتها: حدّك على بناتنا أُسيد
كشّر أُسيد ينفض ثوبه: إيه طبعًا بتوقفين مع عيال عمّك .. مين ولدك عندهم أصلًا
ضحكت ميّ تفتح الباب: ليش جايين؟ فرضًا ضيوفنا ما عندهم إلا أنا؟
تمدد أُسيد على الكنبة فور دخوله للجناح: نص ساعة وهلكت منهم .. وش بيصير إذا هربت للشركة؟ لا من شاف ولا من درى
هزت السديم راسها بالنفي تجلس بجنبه: لدن كلّمي السكيورتي ما يدخلّونه، وش اللعب هذا
ترك أُسيد غترته وعقاله على الطاولة: أقابل حلالنا وأشوف أموره أصرف لي من هالصجة
ناظرته السديم لثواني تستغرب وضعهم، إن كلهم يتهربون من قاعة الرجال الصخبة وتكريرهم لإنهم ما يطيقون الصخب رغم إنها تشوف إن أساس حياتهم الصخب، الأصوات والضجة وكثرة الأفراد والمناسبات وكل شيء يدل على إنهم معتادين على هالأوضاع إلا إن تصرفاتهم وكلامهم ما يدل على هالشيء نهائيًا .. هزت راسها بعدم فهم نهائي لغرابتهم اللي تزداد بكل مرة، تعدّلت بجلوسها من نزّلت ميّ طرحتها وضحك أُسيد بعدم إستيعاب يوقّف: أم أُسيد!
ضحك ميّ تعدل خصلاتها وأرجعت لدن جسدها للخلف: إذا ما قلت أول شيء إنها تشبهني بقطع العلاقة أُسيد
ضحكت السديم لإن أُسيد ما كان منه أي ردة فعل غير الصدمة يتجّه لأمه: حلوة مرة! أحلى وحدة والله
شدّت ميّ على كتفه ما تنتهي إبتساماتها: وافي توّني مكسرة مجاديفك وتمدحني
هز راسه بالإيجاب يأشر بقلة الحيلة لنفسه: تشوفين؟ خفيف ما أقاوم الحلاوة ولإني ما أقاوم بنتصور .. حبيبي خالد إنت ما تبي تصور معنا أوكي ما حنا ضاغطين عليك
ناظره خالد بعدم تصديق لإنه يلمح له إنه ما يبيه بالصورة: لا مو على كيفك ما أبي، بناتي وزوجتي إنت وش تبي معنا؟ بدونه يلا
ضحكت ميّ لإن خالد جدي يوقّف وياخذ بناته تحت جنحانه ورفعت هيّ كفها لذراع أُسيد تتجه بجنبه لشمال خالد أمام المرايا، عدّل خالد غترته وتساءلت السديم: أصور أنا؟
هز خالد راسه بالإيجاب يقربها منه، شماله ميّ الليّ كفها بذراع أُسيد ويمينه السديم ولدن الليّ ميّلت راسها على كتف السديم بهدوء تحاوط ذراعها ..

بالأسفـل، إتكى عمر على طرف المغاسل ما يستوعب إنه ما لاقاها من وصولها للرياض، من ألف شغلة طيّرت ذهنه عنها وعن دربها ما يحصل فرصة ثواني شوفها والآن هو ترك الدنيا كلّها يكلّمها تجيه بالمكان الساكن، المعزول عن القاعات والصخب والبشر يختلي فيها يعوض حقّ ليالي غيابها، بدبي والرياض ما تهمه الظروف المجبرة والمكتوبة وما يهمه إلا إنها له، للأبد له وما يطيق إن المسافات المكتوبة عليّهم، مجبورين يعيشون بالأبعد ومو حول أحلامه وخيالاته، دولة وحدة، مدينة وحدة، شارع وبيت واحد ما يطيق البعد أكثر .. قُطع صوت داخله وهواجيسه بسماعه لصوت كعبها وضحك لإن قلبه خفق بشكل مجنون وهي للآن ما بيّنت لطول الممر ويتساءل فعليًا هي وش سوت فيه، وش الرجفة المستحيلة الليّ تسري بجسده بتقدمها له يحسّ تخدر أطرافه وما يوسعه إخفاء إبتساماته ولهفته لها من بيّنت بالمساحة الصغيرة تبتسم، تترك جوالها على رخام المغاسل وتنهّد هو لإنها جاته يضمّها ورفعت يدينها تحاوط أكتافه: الغيد شافتني جاية، تقول يا رب إنك مو طالعة تلعبين ويا عمر! شو هالسمعة عمر
ضحك يترك كل شيء وينتبه لإن لهجتها تودع، تطغى عليها اللكنة السعودية: أثرت عليك مرة؟ ليش لسانك قلب سعودي، أحبه بالإماراتي
ضحكت تبتعد عن حضنه وما تركها هو يستند على المغاسل يتمسك بذراعها: أعترفي طيب
هزت راسها بالنفي: البنات اللي أثروا، إنت متى قعدت معاك؟
هز راسه بعدم رضا وأكملت هي: عمّك خرب علينا، يعني غلط أقول كذا بس عصّبت ليش يجي قسمنا؟ ما شفنا العروسة
ناظرها بإستغراب: مين؟ كلّهم كانوا بالقاعة
رفعت علياء نظرها للمرايا تعدّل خصلاتها: سيف
ضحك بعدم تصديق: عمي! أنا عمه أكبر منه
رجّعت عينها له بشك: أكبر منه؟
هز راسه بالإيجاب بثقة العالمين وميّلت شفايفها بعدم إقتناع: بكم؟
نزّل راسه يمتنع عن الإجابة: بدون إحراجات
ضحكت تعدّل أكمام فستانها: طيّب أنا برد، برمسك بعدين
هز راسه بالنفي مباشرة لإنه ما شافها: وراك شيء؟
هزت راسها بالنفي: بس ما أبا أختفي عنهم، خواتي ما يرومون يعيشون بدوني
ضحك برجاء يمسك كفها: حتى أنا ما أقدر بدونك، خليك
وما ترك لها فرصة الإجابة ينتبه للتو فقط على طلتها، بالفستان الليّ أختاره واللي رغم إنه هادي جدًا بحركة بسيطة على أكمامه هو ما تركها يدوّرها وضحكت من رجّعها بحضنه: خليفة عمي يعني .. غيّد تزعل الحين ليش تسرقون حركات أبوي
ضحك يقبّل خدها: طيب لو لو تحقق قول الغيد وهربنا للبيت نلعب؟
أبتعدت عنه ومن أقترب هي رفعت كفوفها لصدره ترجّعه: لو هربت أنا للقاعة؟
وما تركت له فرصة الإستيعاب ترفع طرف فستانها تركض للداخل وتنهّد هو فقط يرفع كفه يستشعر نبضه المجنون من ضحكاتها اللي تتردد بالممر، لإنه ما قدر يتلاحقها من أصوات النساء بالداخل

«قـاعـة الرجـال، قريب المغرب»
وقّف مناف خلف كرسي عبدالإله يمسك خطوته بالقوة، يصدّ ويصبّر نفسه ويتمالكها لإنه ما يطيق دنياه وهو يزعّلها، تضيق عليه من كل الزوايا لإنه يعرف إنها ما بتنبسط بالشكل المطلوب وبالشكل اللي يبيه هو، رفع نظره لبوابة القاعة ولدخول عمّه خالد بجنب أُسيد، تركي، عمر وسيف وما فكر إلا بإن الأكيد إن خالد وأُسيد ما أختفوا سوا إلا لإنهم لاقوها وبكل رجاء داخله هو يدعي إن جوّها تغيّر، تعيش الليلة فقط بسرور وبيكون هو بكامل رضاه ما يطلب الأكثر، تهمه فرحتها وسرورها بكل الليالي لكنّ هالليلة غير، الفرحة فيها غير وهو يبيها تعيشها ولإنها الليلة الوحيدة اللي ما بيكون قادر فيها إنه يلازمها هو رجاءه إنه تنساه وتنسى نظرتها له لإن بمجرد ما يلاقيها هو بياخذ رضاها، بأي طريقة كانت هو بياخذه .. لفّ نظره لوقوف عبدالإله يدخّل بجسده بين الكراسي يوقف بجنبه فقط وهمس عبدالإله بإذنه: ما تسمع الأذان؟
هز مناف راسه بالإيجاب رغم إن صوت فِكره كان أطغى من أي صوت: حقّ، المسجد قريب نمشي له
هز عبدالإله راسه بالإيجاب يأشر لسلطان يتبعه وكان من سلطان التلبية يرفع بشته ويجاري خطى عبدالإله ومناف للخارج، لخلف القاعة بخطى قليلة وبداخل الحيّ يكون المسجد .. دخلوا بحدود المسجد للصفّ الأول وترك مناف عكاز عبدالإله على الأرضية، ينزّل غترته وعقاله على حدود سجوده وإعتدل بوقوفه يكبّر للسنة ومن سلّم هو عدّل جلسته يتكّي براسه وجسده على العامود خلفه يمسح على ملامحه بتفجّر ضيقه وألتفت لثواني من جاوره أبوه يتساءل قبل يكبّر: صاير شيء؟
هز مناف راسه بالنفي من كانت حتّى نظرة نيّاف قلقه يعاون داخله بركود شعوره، يخفي بيان ملامحه باللا شعور يكرر أذكاره لدقايق إلى أن أُقيمت الصلاة يعتدل بوقوفه، يجاوز بكتفه كتف عبدالإله من يمينه وشماله كتف أبوه بالشكل اللي أعتاده يكبّر خلف الإمام مع جموع المصلين وينتهي بسلام الإمام، سكنت حركته لثواني يلفّ نظره لعبدالإله الليّ يهمس بأذكاره وعاونه من أنتهى يوقّف، يكبّر معه لسنة المغرب إلى أنتهاءه يرفع غترته وعقاله معه ومن ألتفت ردد الذكر لا إراديًا لإكتمال الصفوف كلّها، يشوف من الشبابيك الواسعة الفرش وصفوف المصلين بالخارج، مدّ لعبدالإله عكازه يتساءل بهمس من لاحظ نظرة جدّه للصفّ الأول ولصلاة عيال أعمامه: يا عبدالإله
هز عبدالإله راسه بالإيجاب ما يخبي عن مناف بسط شعوره الحالي: ما يعيشون الفرح .. ألين غالية وليلتها غالية وكل من مرّيته طلب الرجعة
شدّ مناف ذراعه للعتبات الخارجية: بس؟
ضحك عبدالإله يلبس جزمته: أسألك بالله ما تقربهم، مناف ما تنجبر الفرحة
هز مناف راسه بالنفي: أنا أجبر؟ ما أجبر أحد
تنهّد عبدالإله يخطي للخارج بجنب مناف: هذي تنقال لغيري .. ما شاء الله يالجموع
هز مناف راسه بالإيجاب: مسكوا سلطان داخل، يلحقنا؟
هز عبدالإله راسه بالنفي: ننتظره، ما ورانا شيء
همهم مناف فقط يوقّف على طرف المسجد يشوف تفاوت أعمامه وعيالهم بخروجهم إلى أن خرج نيّاف لوحده يعدّل غترته وبشته بذراعه وكانت خطاه بإتجاه القاعة إلى أن طاحت عينه على وقوف مناف بجنب عبدالإله ووقف للحظة بإستغراب يغير سيره ناحيتهم: علامكم
أشر مناف على المسجد خلفه: ينتظر العريس
ضحك نيّاف بعدم تصديق: وعادي عندك؟ والله لو تحب أحد أكثر مني وتوقفني معك ننتظره لأموت من غيظي
مرر عبدالإله عكازه على الأرضية أسفله: عبدالإله أنا ماني زوجته .. ألحقهم
ضحك نيّاف يهز راسه بالإيجاب: أعتذر لمقامك
هز مناف راسه بالنفي يأشر لنيّاف بالتقدم: بسبقكم أنا
وترك مكانه من جاء نيّاف بجنب عبدالإله يتجّه هو لوحده للقاعة .. عدل نيّاف بشته على أكتافه وعقّد عبدالإله حجاجه لإنه ما يذكر إلا تنزيله لبشته يتركه مع الغيّد: البشت لك؟
ضحك نيّاف يهز راسه بالإيجاب: ما توصل وأسرق بشت، حسّيت بنطلع مع العريس وشلون ألين تشوفني بدونه؟

خطى ببوابة القاعة يشوف إكتظاظ الحضور بأضعاف العصر، يشوف تسطير الفخامة من غابت الشمس تشتغل الأنوار الخارجية تضاعف فخامة النهار بزيادة الحضور تمتلي القاعة داخلها وخارجها بالرجال والثياب والبشوت بمقام وحق سلطان، دخل بهدوء يشوف وقوف أعمامه ببشوتهم، عيالهم بثياب فقط يشوف منهم الإستغراب لتقدمه ويفهم إنهم يشوفون أكثر المناظر غرابة لإنه يمشي لوحده ولأول مرة ما يكون يجاور عبدالإله، ما أعطاهم أي رد وتفسير يتجّه فقط شمال أبوه بهدوء العالمين يوقف ..
لدقايق طويلة كانت عينه على البوابة يشوف كلّ الداخلين، كل الضيوف من قطر والسعودية يسلّمون عليه ويكررون السؤال عن سلطان الليّ ما ظهر للآن مع عبدالإله ونيّاف وكان ردّه إنه جاي فقط ورغم إنه روحه ملت الوقوف، المكان والأصوات والشخصيات إلا إنه يصبر بعد حواره الهادي مع العيال بإنه - لو شاف الملل فيهم، الضيق من المكان - وقطع كلامه فقط يفهمونه هو ويفهمون عينه كيف ترصد كل من بمكان ويميز الإختلاف فيهم لذلك هم تركوا كثرة التملل وتكرير إن الزفّة إنتهت وإن جلوسهم للآن مالها معنى يعيشون الفرحة ويشيلون الليلة بالشكل اللي أثار إعجاب أهل قطر من بداية صفّهم إلى فرحتهم الطاغية الليّ بيّنت بعد الصلاة .. إتجهت خطى مناف للبوابة من بيّنوا ياخذ ذراع عبدالإله بذراعه: أبطيتوا
هز عبدالإله راسه بالإيجاب: أخذتنا السوالف، وش قايل يا مناف
صدّ مناف فقط وإبتسم عبدالإله لإنه يشوف الآن فرحة أحفاده ويعرف إنها حقيقية ما يتصنعونها ويعرف إنهم ما كانوا إلا بحاجة قول مناف يطلقون فرحتهم ويعيشون بالشكل الليّ أرضاه يوقّف بمقدمة صفهم، بجنب سلطان وأبوه يسلّم على الضيوف وكان سروره طاغي يُعكس على ملامحه من تداخل الثقافات والعادات، لإنه يشوف السرور يطغى على الكلّ ويجمعهم بالشكل الأحب وإبتسم بالألف شعور يعيشه من تقدّم ثلاثة رجال يفهم من زيّهم إنهم من أهل قطر يلقي أحدهم قصيدته الثقيلة لسلطان الليّ وقف بثابت يستمع لشديد نطقه، وثناءه وما تمالك نفسه يبتسم لإن صاحبه ما ترك أبسط كلمة المداح ما ثبّتها فيه يرفع شأنه وتقدموا بنهاية القصيدة يسلّمون وضحك سلطان يسلّم بخشمه: وش هالقصيدة؟ ما سمعتيني ولا أستشرتني
ضحك صاحبه الثاني يشدّ على كتفه: بس ما بيّض وجهك عند النسايب؟ الله وكيلك أسبوعين يرتب فيها
ضحك سلطان غصب يلتفت لصاحبه الليّ تقدم من الجهة المقابلة يسلّم: ما شاء الله يا سلطان! مبروك يا حبيبي منك المال ومنها العيال
شدّ سلطان على مرفقه يبتسم بالأكثر لإنه يشوف الكل مبهور، الكل يردد الذكر من دخولهم إلى سلامهم وسمع ذات الإنبهار من نسائهم وما كان يحتاج الأكثر لإنه جاء بالشكل اللي يليق بألين، بأهلها ويفرحها ويكتفي هو بهالشيء: يبارك بعمرك وعقبال ما نفرح فيك ..
ما هدأ السلام والتباريك من رجوع سلطان يتفاوتون عليه إلى أن ضُج المكان بأصوات ضرب الطبول، بظهور أهل العرضة بالبيارق السعودية القطرية وإبتسم عبدالإله من بدأت تتوزع السيوف يلتفت لمناف: شوف عمر، كان ما وده بالعرضة يرفع البيرق
هز مناف راسه بالإيجاب ينسحب بهدوء لآخر صف أعمامه بعد أخذه للسيف يسلمه لعمر الليّ نفى: باخذ البيرق
هز مناف راسه بالإيجاب فقط يتجه لوقوفه بجنب عبدالإله يترقب إتجاه عمر لصاحب البيرق يحاوره لثواني فقط وياخذ مكانه بتمسكه للبيرق الأخضر بشماله ويترك طرفه على عنقه يكمّل صف أهل العرضة
دخّل مناف ذراعه بذراع عبدالإله يعاونه بحمل ثقل السيف بينما هو بإيده سيفه يميّله على كتفه رغم عدم رغبته وأساس رأيه بإنه ما بيعرض إلا إنه شاف إن عبدالإله همّه الأول فرحتهم وما بيكون هو سبب بعدم تحقيق مطلب عبدالإله بهالليلة، بسكون خارجه ما يتفاعل إلا بسيفه الثابت على كتفه بينما أنظاره تتراوح بين حضور أهل قطر وعرضتهم وما شدّ نظره إلا نزول نيّاف بوسط الساحة يرفع بشته وبلحظة ضُجت الأصوات بكلمات العرضة تتغنى فيها القاعة كلّها فرح وطرب من رفع نيّاف سيفه يثبّته على عنقه بتمايل خطوته بإنسجام مع إيقاع الطبول الصادح والقصيد الليّ كان هو يلقيه بعرضاتهم الخاصة ونزل سلطان بالمثل يرفع بشته، يتمايل بخطوته بخطى نيّاف يتسطّر أداءهم بالشكل الأرهب

«قـاعـة النسـاء، بعـد العشـاء»
شدّت على معصمها تعيش أشد أنواع التوتر لإن نهى تصرّ عليها تقابل أم رائد: طيب ما يصير يا أمي المرأة متعنية تشوفك وتجلس معك بالنهاية ما تطلعين لها
هزت لدن راسها بالنفي برجاء: تكفين خالتي ما أقدر
تقدمت ميّ من الخلف تستغرب وقوفهم بطرف القاعة تقترب ناحيتهم: وش فيكم؟
مدّت نهى يدها تقرب ميّ أكثر لقلة قدرتها على السماع وسط تشيّدهم للفرح: أم رائد جاية مخصوص لها وهي رافضة تسلّم حتى
ميّلت لدن راسها برجاء: أمـي
ناظرتها ميّ برفض قاطع: بتسلّمين وتشوفينها وتجلسين معاها، ما راح أناقشك أصلًا قدامي
تنهّدت ترفع راسها للأعلى بيأس من سيّرت أمها خطاها بجنب نهى بين الكنب إلى جلوس أم رائد الليّ من أنتبهت وقّفت بطاغي إبتسامتها: يا هلا! ما شاء الله! بسم الله تبارك الله كل ما تغيبين تحلوين يا أمي
وما كان سلامها عادي تضمّها وما كان ينقص لدن تأثر زيادة لإنها تشوف حبّها الطاغي لمناف، ولإنها تحبها من حب مناف الليّ صُدمت بشدة علاقتهم وإنها أكثر من أم صاحبه، يحترمها ويقدرها بأعلى مستويات الإحترام والتقدير وكانت صدمتها شديدة لإنه ما يعلّمها، ما يكلمها عن ما يخصه وما يتكلّم إلا إذا كان سؤالها وكلامها صريح وقتها تكون إجابته صريحة، إبتسمت غصب ترجّع خطوتها قرب خطوة نهى اللي ما تمالكت فرحتها الليّ ترجّفها للآن: وبشارتي وفرحتي حملها
ضحكت أم رائد بعدم تصديق تناظر لدن اللي تفجّرت خجل مستحيل: يا حبيبتي! مبروك يا أمي الله يتممه ويرزقكم بره .. على هالبشارة ما أطلع إلا وأنا مسلّمه ومباركة لمناف، يستاهل الخير وجاه الخير كلّه
هزت لدن راسها بالإيجاب تبتسم وما تعرف كيف نزلت عليها قدرة الردّ: آمين، إن شاء الله أكلمه لك
وما أستوعبت نفسها ولا أستوعبت تأمينها للدعوة الأكثر تأثيرًا لها، إنها تأمن على دعوة بر جنينها فيها تتمالك نفسها بما يفوق قدرتها لإن حساسيتها مستحيلة بكل ما يتعلق بحملها بشكل مستحيل، جلست بجنب نهى بهدوء فقط تسمع سلسلة أحاديثها مع أم رائد، مررت أنظارها على القاعة وإنتبهت لفتح باب الدرج لثواني تطلع الغيد تسكّره خلفه، تنزل بتمايل جسدها مع الأنغام وضحكت غصب لإن الغيد ما تهتم، بين حضور ومعازيم ومئات النساء لكنها ما تهتم إلا لفرحتها تعيش الليلة كلها بالشكل اللي يرضيها .. ميّلت جسدها تتكي على الكنبة من كانت خطوات الغيد بإتجاه جلوس بنات الإمارات وعضّت لدن شفايفها من قطعت نهى خطوتها من مرّت بجنبهم ما تنتبه لوجودهم إلا بفعلة نهى، ناظرتهم لثواني بمحاولة الإستيعاب ورفعت حاجبها من جلوس لدن الغريب وسط خالتها ومرأة مجهولة وما أستوعب إلا بخفة سماعها لصوت خالتها وتعريفها فيها: بنت أختي، زوجة نيّاف
حسّت بضخ الدم براسها لإنها ما توقعت آخر التعريف، سلام المرأة عليّها وتمالكت نفسها بآخر لحظة ترد على سؤالها عن أحوالها وتبليغ سلامها لأمها: بخير الحمد لله، إن شاء الله يوصل
جلست بجنب لدن الليّ ضحكت تعدّل جلوسها وتهمس لـ الغيد: أم رائد، خالتي حالفة تحرجنا كلنا اليوم
عضّت الغيد شفايفها بإحراج بعد إدراكها لشخصها: كنت رسمية مرة؟ يا حلوها حتى أنا حبتني عشان مناف
هزت لدن راسها بتأييد: لو بيدها عطتني قلبها، فشلة غيد أنا بإيطاليا ولا زرتها وهي جاية هنا تشوفني
ناظرتها الغيد برجاء: لا تقولينها .. حـرام لـدن
غمّضت لدن عيونها تنفي: يا رب إنها كانت بالرياض، يا رب يا رب
تعدلت الغيد بجلوسها تعدل فستانها معاها: مالي داعي صح أجلس؟ بروح للبنات
شدّت لدن على ذراعها تنفي: معاك أنا
تعدلت لثواني توقّف بجنب الغيد وتنحي بقليل لنهى وأم رائد لأجل يسمعونها: عن إذنكم بنشوف البنات
هزت نهى راسها بالإيجاب تبتسم لهم فقط وشدّت أم رائد على كف نهى: ما شاء الله، أخذتي وردات ياخذون العقل
ما كفّت إبتسامة نهى تهز راسها بالإيجاب: الحمد لله، خير ما أختاروا هالبنات
ولإنها تحبّهم فعلًا، تحب عيالها أضعاف لإنهم أختاروا الأنسب لهم، تشوف فرحة الإثنين وحبّ الإثنين وتكفيها فرحتهم وحبهم عن كل شيء ..

جلست لدن بجنب وصاف تسأل الغيد الجالسة بالكنبة الأخرى: ألين لوحدها؟
هزت الغيد راسها بالنفي: السديم ما تركتها، ميهاف بس أتوقع نزلت تشوف خالاتي
هزت لدن راسها بالفهم ما يعجبها طاري أهلهم الليّ آخر أحداثهم كانت ركود عجيب بعد حملها الأولي وما لاقتهم بعدها وبكل رجاءها تدعي بهاللحظة ما تلاقيهم ولا يحصل بينهم أي حدث يفجّر ضيقها فوق ما تحسّه
تركت وصاف جوالها بحضنها تتصفحه ومن وصلها إشعار رسالة أخوها هي دخلت التطبيق تشوف الأربع صور الليّ أرسلهم أخوها من قاعة الرجال بقروبهم وإبتسمت غصب من كانت صورتين تخص سيف يعرض بين صف أخوانه وضحكت من كانت الصورتين الأخرى لعمر يثبّت على كتفه البيرق: عليـاء
رفعت علياء جوالها تثبت لها إنها شافت الصور: أخوج مستوعب إن أمي وأبويا ويانا بالقروب؟
ضحكت وصاف تسكّر جوالها: بسوي روحي خبله، فشلة عنده وعندهم
إتكّت الغيد بظهرها على ذراع الكنبة: متفشلين من صورة بقروب أهلكم؟ طيب وش رأيكم باللي يذيع آخر الأخبار ومجمل الصورة بقروب العايلة الكريمة كلها؟
هزت وصاف راسها بالنفي: لو تصير .. ما أعرف بس بقتل نفسي
ميّلت علياء شفايفها لثواني: صور شرات هالصور؟ عمّي عبدالإله فيه؟
هزت الغيد راسها بالإيجاب: تعود حبيبي، صار يصور معاهم ويعطينا آخر الأخبار
ضحكت لدن تفتح جوالها: آخر كم شهر طخوا، ما عاد أحد يتفاعل إلا تميم يصبحنا ويمسينا بصور رياض
ضحكت مهرة ترفع يدها لأيسرها: قلبي هو، قبل حمّد كان يتعنى لآخر دبي عشانه
هزت شما راسها بالإيجاب: كلّنا، نطرد خالتي جواهر ومهرة إذا جاوا بلاه
ضحكت الغيد تنفي: عزتي له هنا ما نعترف فيه
ناظرتها شما بعدم تصديق: لا! جي وإنتي خالته!
هزت لدن راسها بالنفي: غيد لو تجيب ولد بترميه كيف وهو مو ولدها؟ ما تربي إلا بنات
هزت الغيد راسها بتأكيد ترجّع جسدها للخلف: طبعًا
وما كان لهم فرصة الإكمال من تقدّم الجوهرة تنحني لجلستهم: تجوون معي نشوف العروسة؟ بيدخل سلطان
ناظرتها لدن لثواني تستوعب إنها صاحبة البشت وما تكلّمت تترقب الوضع فقط من وقّفت الغيد تمد لها كفها وأشرت لدن لوصاف بالتوقف: ما تحبين الإزعاج .. تعالي معانا
ما كان من وصاف الرفض لإنها فعلًا تنزعج من صخب القاعة المستمر من ساعات متواصلة لساعات متواصلة أخرى، شدّت على معصمها للمرة الألف ما تبي تغرق ببشاعة شعورها أكثر، شتت نظرها على القاعة والحضور تشتت فِكرها بالغرق .. دخلت خلف الغيد والجوهرة لجناح ألين تشوف جلوسها بجنب السديم وما كانت تملك أدنى طاقة تقابل فيها الجوهرة أكثر وإتجهت فقط للغرفة المقابلة تسكّر الباب خلفها، تجلس بأقرب كنبة تخفي ملامحها بقبح شعورها بهاللحظة ما تتحمل الأكثر، يفوقها هالشعور وأكبر منها بشكل ما تستوعبه، يطغى عليها بكل لحظة وكل فرصة وهي ما تحب إنها تعيش فيه أكثر، كررت حواره ألف مرة بذهنها تفهم إنها كل دنيته، تصدقه وتعرفه وتعرف إنه المتحكم الأول بنفسه، ما يسيّره شيء لكنّها ما تفهم بشاعة ما تعيشه، رغم تفهمها هي تعيش النار، خللّت أصابعها بشعرها تتنهّد فقط لدقايق إلى أن طُرق الباب لثواني تدخل السديم الليّ ما خفى عليها أبسط ما تعيشه لدن إلا إنها ما تكلّمت وما سألت: سلطان بيدخل، بننزل يلا
هزت راسها بالإيجاب فقط تاخذ جوالها وإتجهت خلف السديم للأسفل وإبتسمت الغيد غصب من مرّوا بجنبها طفلين عاكسين نزولهم يتجّهون للأعلى، الطفل يده بيد أخته بينما الأخرى متمسكة بأعلى غترته يثبّته لأجل ما يتأثر بركض وجرّ أخته له: الظاهر على هالركض بتوريه ألين، يا حلوهم
هزت السديم راسها بالإيجاب: الصغيرة كانت معانا، تقول عادي أطلع أجيب أخوي يشوف عروسة سلطان؟ أمهم الجوهرة، اللي دخلتوا معاها
ما كان من لدن أي رد فعل تخطي بجنبهم فقط ولإن ما بمدى نظرها أحد نسائهم إلا شيخة هي إتجهت للكنب بالصف الأول تجلس بهدوء بجنب جدّتها الليّ ناظرتها لثواني تأشر لجلوس ميهاف بالخلف: ممكن تجلسين بجنب ميهاف وما تتحركين؟ يا أمي حامل ليه كل هالتعب
هزت راسها بالنفي ترجّع جسدها للخلف: ما تعبت، ما شفتي ألين؟
هزت شيخة راسها بالإيجاب: شفتها، زوجها دخل
همهمت لدن فقط لإن شيخة عندها العلم، أنزلت نظرها لجوالها بحضنها وللرسالة الوحيدة منه بإنه ينتظرها عند المغاسل بالجهة المعزولة من القاعة، شدت على جوالها تخطي بسكون بيّنها وخافيها للجهة الأخرى وما كان يدور بذهنها أي فكرة، فراغ قاتل وتتصبره بأقصى قدرتها، شدّت نفسها من كان أمامها يدخّل جواله بجيب ثوبه ولإنه ما نطق الحرف يتأمل إلى مالا نهاية، تشوف فيه سكون مناف الدائم والليّ الكل يشوفه فيه، هوية مناف المعروفة واللي هيّ تُستثنى بجهلها، ما تعتاد عليها وما تعرفه فيها .. إتجهت ناحية المرايا بجنبه تعدّل خصلاتها وألتفت هو معاها يصعب عليه النطق، يواجه فراغ الحكي وهو دائمًا مليان فراغ بكل معانيه وأساليبه إلا إن فراغه هالمرة موحش بشكل ما تعوده، بشكل تركه يوصلها بجهل تام لأي فعل بيفعله، لأي قول بيقوله وما يعرف إلا إن قلبه يسوقه لها ما يصبّر نفسه بإنه يعرف بزعلها ويعرف أطباعها وإنها ما تتعامل نهائيًا مع سوء شعورها وما تعرف له الحل، ما تعرف إلا إنها تموت ببشاعة ما تمرّ فيه ولإنه يعرفها هو ما يتصبّر بثقل حِمله بإنها تعيش الساعات بفظاعة قتّالة .. ما كفّ نظره عنها يشوف إحتقان ملامحها ويعرف إنها بتحركاتها تحاول تشتت إنهيارها ودمعها: لـدن
هزت راسها بالنفي تاخذ نفس: ما أبي أتكلّم
هز راسه بالإيجاب يتجّه ناحيتها، يثبّت كفّه على عنقها ويثبّت نظرها عليه: تعرفيني إنتي
نفت تشتت أنظارها لإنها فعليًا على حافة الإنهيار: تعرفيني لدن
هزت راسها بالإيجاب من غيّمت عيونها وأخذ مجرى آخر يثبّت ذراعها بكفه: أعذريني، أدري إني مقصر هالليلة وكلّي قصور وكلّك حق وحقّك علي، قولي إنتي بس
هزت راسها بالنفيّ ما تستوعب نفسها وما تستوعب إنها غرقت بدموعها وإنها تموت بشعورها القتّال لإنها ما تفهم نفسها وما تفهم إلا هو، تفهم إنه يمحي حقّه هو وياخذ بحقّها الباطل ويقدّم باطلها على حقه، يمليّ نفسه بالقصور وإن غلطته إنه ما وضح لها من بداية جيّته لها ونيّته إنه جاها بأهدأ أعصابه يشوفها وينهي ظنونها بتأكيد الحقّ إلا إنها قابلته بإصرارها بظنونها الهجومية من اللحظة الأولى وما توقفت للحظة إلا بقوله الحقّ يهذب نبرته، أعصابه ونظرته لإنها أمامه ويحاورها ما يجرحها حتّى برفضها للحق ويصرّ معاها إن الحق فيها وإن الغلط راكبه وإنه بياخذ حقّها من نفسه وكل رجاءه نطق فقط منها: منـاف
هز راسه بالإيجاب يتركها، يبتعد بخطاه للخلف لإنها ترفض الكلام: الليّ تبينه ..
يتجّه للخارج فقط ورفعت راسها للأعلى تاخذ نفس، تمسح على ملامحها بمحاولة تهدأت داخلها الصاخب وفهم نفسها والشعور الفظيع الليّ ما ينتهي فيها رغم معرفتها التامة بالحق إلا إنه يستمر بشكل أبشع، أفظع يترك فراغ موحش بداخلها

بالأعلـى، إبتسمت تترك مسكتها بجنبها من دخوله ولإنه طول الوقت مبتسم يعكس طاغي الفرح من صباح اليوم إلى بعد العشاء ما ينتهي ولا يقل فرحه ولّو بمقدار ذرة: فرحان مرة إنت
هز راسه بالإيجاب وبتأكيد: ضلوعي تكسّرت فرح
ولإنه أثبت لها يترك يدها على صدره الليّ يرجف: ما خف
ضحكت تعدّل أطراف فستانها وتترك له مساحة بجنبها: بسم الله، فرحة ترجّف كذا؟
أشر على رجفة يدها وأبتسمت تخفيها أسفل فستانها: بسم الله بسّ؟ بسم الله عليك ما تنقال إلا لعيال أخوانك يعني
ضحكت تهز راسها بالإيجاب: أبي أشوفهم
عدّل أكتاف بشته يتكّي على ظهر الكنبة: فرحانين اليوم، بيطيرون فرح .. يحبونك
رقّت نظرتها تهز راسها بالإيجاب: أحبهم مرة .. مو وقته أبكي أبدًا
ضحك لإنها فعليًا وشك البكاء ترفع نظرها للأعلى، تمسح عينها بطرف إصبعها لإن قلبها غرق بمجرد ذكرهم: ترانا ماشيين
هزت راسها بالإيجاب تترك مسكتها بحضنها وإبتسمت غصب من فُتح طرف الباب الجناح لثواني تدخل دلع من الجديدة وضحكت ألين من دخل خلفها أخوها ولأول خطواتهم كان همسها مسموع: تشوفها؟ عروسة سلطان
ألتفتت ألين على سلطان الليّ هز راسه يضحك: معاريس ما شاء الله
ضحكت ألين من النظرة الوحيدة الليّ وصلت سلطان من دلع ولإن سلطان يستعبط على إنها لابسة فستان أبيض، أخوها بالزيّ القطري والبشت الأسود: عروستنا، هذا أخوي
مدّت ألين يدها تصافحه: أنا ألين، وإنت؟
ناظرها لثواني ما يظهر أي ردة فعل يصافحها فقط: حمّد
إبتسمت مباشرة تهز راسها بالإيجاب: حبيبي إسمه حمّد، تشوفه؟
هز حمد راسه بالإيجاب يترقبها من مدّت يدها لجوالها تتفحصه لثواني وترفع الجوال لجهته توريه حمد ولد أخوها، تساءل ما يكفّ نظره: موجود هنا؟
قوست ألين شفايفها تهز راسها بالنفي: ما جاء
رفع نظره لها ما ينتهي فضوله: ليه، تهاوشتوا؟
إبتسمت غصب تهز راسها بالنفي: مشغول بسّ
هز راسه بالإيجاب فقط ما ينطق بالأكثر وأشر لهم سلطان بالجلوس: بس لعلمكم، أنا حبيبها ماهو حمد
ميّلت دلع شفايفها بشك تناظر ألين: هو ولا حمّد؟
ضحكت ألين لإن نظرتها كانت تتراوح بين سلطان وبين أخوها حمّد ظنًا بإنه هو المقصود: أحبابي كثير، خليك هنا تشوفينهم
هزت راسها بالموافقة ما ترفض نهائيًا، نزّلت ألين نظرها لجوالها تردّ على رسالة الغيد "بنطلع إذا بتمشون الحين" وردّت "الحين الحين، بشوفكم"، تركت جوالها بحضنها تلتفت له: ما تبقى شوي؟
هز راسه بالنفي بشكل قاطع: ما يحتاج، نمشي الحين والجوهرة هنا لو تبين شيء
هزت راسها بإنها ما تحتاج شيء وأشر لجواله بإتصال مناف يرد: "ما تقصر يا حبيبي، إن شاء الله طالعين"
ومن أنهى الإتصال كانت نظرتها مستغربة وأجاب هو يعتدل بوقوفه: قرّب السيارة
هزت راسها بالإيجاب توقّف هي كذلك، تعدل فستانها وطرحتها وأخذ سلطان جوالها يتركه بجيب ثوبه: بسّ جوالك هنا؟
هزت راسها بالإيجاب مرة أخرى من فُتح باب الجناح تدخل الجوهرة: كل شيء تمام؟
هز سلطان راسه بالإيجاب يمدّ كفه لألين تخطي معاه للممر الفاصل بين الجناحين وللدرج الخارجي الليّ للتو فقط تنتبه لوجوده، نزلت العتبات خلفه ما يفلت كفها بينما الجوهرة تعدّل فستانها بالخلف وبجنبها بنتها دلع ومن تجاوزت آخر العتبات تركتها الجوهرة وأقتربت دلع لوقوفها: بشوفـهم
إبتسمت ألين تهز راسها بالإيجاب تمد لها كفها ورفعت نظرها لإتجاه سلطان لعمّته يقبّل جبينها: أتعبتك معي
ناظرته الجوهرة بعدم رضا: بتزعلني سلطان
إبتسم فقط يبتعد وإتجهت الجوهرة للأعلى مرة أخرى بينما هو إتجه ناحية الباب يفتحه وأخذت نفس من كانت تميّز أصواتهم بالخارج وبمجرد خروجها كان منهم شديد السكون يستوعبون واقعهم، يغرقون بالفكر إنها لأول مرة من معرفتهم بالدنيا تغادرهم، يكون بينهم فراق لأول مرة وهالأفكار تفوق قدرة إستيعابهم لإنهم ما يعرفون الدنيا إلا فيها، وإن من صغرهم كانت هي وحيدتهم وكل دنيتهم وأيامهم عندها ولها، بكل محاولتهم بتصور دخولهم للقصر بتام معرفتهم إنها مو بحدوده، جلوسهم وكل أيامهم بدونها، إنها أساسًا مو تحت جناح جدّهم تنتقل لدنيا أخرى، تبدأ حياة - هم بحدودها - لكنّ مو بالشكل الليّ يعرفونه ويعتادون عليه تضرب بذهنهم ألف مرة لإن الفكرة كلّها مرفوضة .. قُطع كل السكون بإستنكار دلع تأشر على جموع وقوفهم: كلّهم أحبابك؟ كلّهم كلّهم؟
ضحكت ألين تهز راسها بالإيجاب: كلّهم
ميّلت شفايفها ما تقتنع نهائيًا: حبّيت سلطان بسّ، حبيه معاي
ضحكت ألين برجفة صدرها من إتجه لها نيّاف ما يتصبّر بغرق قلبه بهاللحظة يضمّها ورفعت هي جسدها تحاوط أكتافه: نيـاف
ما تكلم بالأكثر يترك راسه على كتفها لإن عقله للآن ما يستوعب، للآن يضرب ويرفض الإستيعاب لإنه فعليًا أكثرهم تعلق، أكثرهم ما يعرف للدنيا معنى بدون لقاها وأيامها وما فيه أي شيء يضمن له إنها عالأقل ما بتغادر الرياض لإنه يعرف سلطان ويعرف إنه بلحظة يكون وسط الدوحة وممكن ينتقل بشكل كامل: لا تبكيني الحين
هز راسه بالإيجاب يمسح على ملامحه يبتعد بخطى قليلة للخلف وتقدموا أخوانها يوادعونها للمرة الأخيرة ومن تقدم أبوها هي تركت الدنيا كلّها ترفع نفسها تحاوط أكتافه، تضمّه لوقت طويل وما أستوعبت نفسها وأبتعدت إلا بعد غرقها بدموعها ورغم إن بجوفه ألف شعور، ألف توديع إلا إنه ما نطق الحرف لإنها بمجرد حضنه إنهارت تغرق ما تحتاج الأكثر وهو يعرف إنها تثق بمين هي عنده، إنها كل دنيته وإن كان حكي موادعه هدفه إثباتها بقلبه هو ما بينطق لإنه الشيء الأكيد والثبات: الله يحفظكم ويهنيكم يابـوي، يا نور الدنيا كلّها إنتي
أخذ سلطان نفس يشوفها تغرق بدموعها من جيّة أهلها الكثيرة على قلبها، من أول لحظة طاريهم هي غرقت عنده والآن أمامهم هي تغرق أضعاف يتكرر أمامه مشهد عقدهم وأول الشوف من كانوا حولها يخفون طرفها من مدى نظره، كان بهدوء وقفته يشوف تقدّمهم وتقدم أخوها فهد الليّ ضحك يضمّها: أخاف أقول الحرف وتبكين، من البداية أنا قايل نعزل نيّاف عنك ما يقربك ويخرب فرحتنا
ضحكت غصب تهز راسها بالنفي: فرحة بدون نيّاف ماهي فرحة
كشّر خالد ينفي بشكل قاطع: كسّر ميدان العرضة وفرح أضعاف الفرح ويوم جاء وقت فرحتنا قلبها دموع
حاوط تركي أكتافها ينفي: ما عليّك من الشياب، فرحنا هناك وبنفرح هنا وما ينتهي فرحنا لأسبوع قدام
تركت ألين كل شيء تركز على نطق خالد: قولوا إن عندكم تصوير، أي شيء بس عرضتكم ما تروح علي
هز سلطان راسه بالإيجاب: كل شيء مصور
ترك أُسيد جواله بجيب ثوبه لإنه ما قاوم نفسه يصور كلّ لحظة، من خروجها إلى وقوفها الحالي وهو أساسًا ما وقف يصورها من بداية اليوم وضحكت ألين من أنتبهت: ألبومك كلّه أنا، اليوم وأمس وقبل أمس بس تصورني يكفي
هز راسه بإنه ما يكتفي يتقدّم لها، يضمّها ورفعت نفسها تحاوط أكتافه: تصبحين عليّ كل يوم بالشركة، ما أقبل الرفض والأعذار رجلك على رجل سلطان
ضحكت أكثر تهز راسها بالإيجاب: بجي أشوفكم، مو أشتغل أبدًا
هز راسه بالإيجاب يبتعد للخلف: من يشغلّك؟ نبي مقابلك بس
شدّت على مسكتها وتستوعب إنها ما لاقت البنات وجاء إدراكها على الإتصال الليّ وصل تركي يردّ: "ماهي مشكلة تشوفونها بعدين، يكفي الصباح كلّه وهي معكم" وأنهى إتصاله بعد ثواني تفهم إنهم تأخروا أكثر من اللازم .. إتجهوا لها عمر وتميم للمرة الأخيرة يودعونها وما كان منها الإنتباه إلا لسيف الغارق بتأملها من أول خطوة، تعرفه وتفهمه وتفهم إن العبرة خنقته ما ينطق وما يفعل إلا الثبات والتأمل فقط: سيـف
هز راسه بالنفي يصدّ بأنظاره لإن نظرتها ونبرتها رقّت مباشرة يموت بشعوره: عزلت نفسي أنا، خلّصت مشاعري عليك يكفي
ضحكت تهز راسها بالإيجاب وما أستوعبت نفسها تغرق بدموعها من جديد من ترك مناف بشته على أكتافها يبكّي قلبها من ضمّها بكلّ سكون العالمين ..
إتكت دلع على جسد سلطان تناظر إغراءات تركي لها بألف حلاو، رفعت نظرها لسلطان تأشر على وقوف تركي: حبّيته .. عادي أروح له؟
ضحك سلطان يهز راسه بالإيجاب ورتبت فستانها لثواني تتجّه لوقوف تركي بربكة داخلها لإن موقعه غلط وخطر بنظرها، بين ألف رجال تجهل هوياتهم وعقلها يصرخ بالتحذير والرجوع لسلطان إلا إن قلبها يسيّرها ما تقاوم العدد الهائل من الحلاو بيده، بإقترابها منه هو إنحنى يدوّرها ويبهرها توسع أنظارها تنطق بدهشة روحها وأول ما خطر على بالها: بتكون أميري؟ تدورني كل مرة؟
ضحك من كلّ قلبه يهز راسه بالإيجاب وما كان له قدرة النطق من رفع عمر جواله لإنحاء أبوه: شوفي غيّد .. أول حلوة جاته دوّرها وحطها أميرته
هز تركي راسه بالنفيّ يوقّف وينفض ثوبه: شدعوة لا .. أميرتي غيّد ما أخون
ما أهتمت دلع للحوار وما أهتمت إلا لإنها حصلت على مبتغاها والألف حلاوة ترجع لسلطان: كلّم أمي، أبي أدخل خلاص
مدّ كفها لكفها يتجّه معاها للداخل لإن الجوهرة تنتظرها من الأساس .. تركها مع أمها يرجع مرة أخرى للساحة الخارجية يتجّه لوقوف عبدالإله، يقبّل جبينه للمرة الأخيرة وودّعه عبدالإله بعد ألف توصية يتجّه لسيارته، يركب بجنبها ويرجّف صدرها من مدّ يده ليدها يحرّك وبمجرد إبتعادهم عن حدود القاعة هو طلّع جوالها من جيبه ظنًا منه إنه جواله وما أنتبه إلا لإن خلفيتها متغيّره لصورة تجمعها مع ..

Continue Reading

You'll Also Like

3.2M 43.3K 35
اتهمت ظلم وتركوها عائلتها وبعد ما تطلع من السجن تنقلب حياتها رأس على عقب بسبب...... للكاتبه بلاك انجيل
155K 2.9K 19
حسابي انستا تعالوا التنزيل فيه كل يوم @ rwevj
21.3K 1K 36
تدور أحداث القصه بين ملاك وحارسها يلي أنجبرت عليه بأنه يراقبها وكان ألزام من أبوها بعد تعرضها لحادثه مرعبه ...
33.4K 765 76
معرفتي الاولى بتكون جداً مختلفة وتمس بعض من الواقع لا كثيراً ..اذا كان فيه تشابة لأي رواية او أسماء أبطال فهذا من باب الصدف لا اكثر 🤍.. مهم مهم "ل...