سريع

By itsmaribanks

865K 73K 73.7K

"سريع عزيزتي، أنا سريع جدا" الرواية هي الثانية من سلسلة Rage & Wheels الجزء الأول: آدم. لكن يمكن قراءة كل... More

بداية
1- إختطاف
2- احفظي سري وسأحفظ خاصتك
3- ماكر
4- متعجرف
5- بعض الفوضى
6- بوتو والفراشة
7- رِهان
8- عيد الميلاد
9- رعب وتحدّي
10- حفلة مبيت
11- الفوز والخسارة
12- لكنه لم يفقدني
13- المأوى
14- مضمار ريدكاي
15- التسلل للخارج
16- السارقة أم المتسابقة؟
فصل خاص | اللحظة الإستثنائية
17- ضخات الأدرينالين
18- تائهين
19- ليلة بوتو والفراشة
20- لحظة التوهان
21- حصان بري
22- مرايا مكسورة
23- أفكار، مشاعر وحقيقة
فصل خاص | ستنقذني دائما
فصل خاص | ما نريد، ما نستحق
24- إقتناص الفرص والنهوض
25- نعود لنتوه
26- وهِن لكن سريع
فصل خاص | الإنخفاض والإرتفاع
26- نجوم تعرف ولا تعرف طريقها
28- الحكمة من الشيء
29- شكرا
30- رابط يجمعنا
31- ركُب الحياة
32- سافلة
34- المضمار الشبح
35- إنسجام
36- زهرة الياسمين
37- تحت السطح
38- هانتر ريدكاي وكلوفر سكوت
النهاية | هذه المرة لأجل نفسك.

33- سباق المدينة

17.1K 1.7K 1.3K
By itsmaribanks


الفصل عبارة عن محاولة إنعاش الشغف :')

شرط الفصل:
• 1000 تصويت
• 2500 كومنت

قراءة ممتعة 🌟🤍

_

بعد اسبوع

"الطقس بارد" هسهستُ ضاغطة على أسناني بينما أقوم بنفخ الهواء في قبضتيّ.

سيتشو وأوديت كانا رفقتي نسير في طرقات المضمار الذي كان خاليا في هذا الوقت المبكر من الصباح.

صوت هانتر جاء ضاحكا خلف شاشة هاتف سيتشو "أين هي الروح المطلوبة فراشتي؟"

رميتُ نظرة على الشاشة التي كان يظهر فيها ممددا في سريره عبر مكالمة الفيديو وقلبتُ عيناي أردف "يسهل عليكَ قول ذلك حينما تكون تحت بطانيتك الدافئة"

سيتشو إبتسم وأوديت أصدرت ضحكة صغيرة لكنها تحدثت بصوت يحتلّه التذمر أيضا "الطقس بارد حقا"

"لديكِ سيتشو باربي" هانتر نطق يغمزها وإبتسمت هي تلفّ وجهها للجانب، قبل أن تمطّ شفاهها وترد مباشرة بضحكة خجولة "هل تشعر بالغيرة لأن كلوفر معنا بدلا منك؟"

الكلمات جعلت سيتشو يصدر ضحكة صغيرة بينما إقترب هانتر من الشاشة "لماذا إصطحبتها معك سيتش؟ هي مزعجة"

"بوتو" ردّت أوديت بعناد تخرج لسانها وهذه المرة ضحكتي تسربت بمجرد رؤيتي لتعابير هانتر المنزعجة.

اللعنة! أوديت دائما تعرف كيف تزعج هذا الذي لا ينزعج، أتذكر أنها كانت تزعجه بتعليقاتها حينما هزمته في المضمار.

"وصلنا" سيتشو تحدث بهدوء يجعل أبصارنا كلها تتجه للأمام حيث السيارات الأربعة مصطفة بجانب بعضها، مونلايت البيضاء، دارك نايت السوداء، بينك بيرد الوردية وبلو وينجز الزرقاء.

قلبي خفق بقوة ولمعت عيناي لوهلة أنسى كل تفاصيل حياتي وأغرق في اللحظة، حلقي جفّ وشعرتُ ببعض اللعاب يتجمع تحت لساني، هذه السيارات، تلك العجلات، نظرات أضواءها الأمامية إلهي! إنها....مذهلة. كيف يعقل لقطع من المعدن أن تكون فاتنة بهذا الشكل؟

أعتقد أني سأفقد وعيي من الجمال.

"بينكي!!" صرخت أوديت بحماس تركض ناحية السيارة الوردية ومدت جسدها للأمام تميل نحو مقدمتها على معدتها بينما تعانقها وتلصق شفاهها بمعدنها البارد "إشتقتُ لصغيرتي"

هذا جميل. أعني.....إنه حقا رائع.

"أجل باربي، دعي ألبرت يشعر ببعض الغيرة" صوت هانتر الساخر جاء من الهاتف يجعلني أضحك وأنقل بصري نحو الياباني الذي عقد حاجبيه ينطق ببعض الإنزعاج "مشكلتك ليست معي يا صاح"

"هل تشعر بالغيرة حقا ألبرتو؟" لكزته بمرفقي أغمزه وأسمع ضحكات هانتر من الجهة الأخرى.

سيتشو تنهد يهزّ رأسه ويلفّ وجهه للجانب مما دفعني لنداء أوديت "هاي باربي! عانقيها"

"أجل" هزت رأسها بضحكة بريئة لا تفهم مالذي يحصل مما جعلني حقا أشعر بالدفئ إتجاه أوديت. أعني أين يمكن للمرء أن يجد مثيلا لهذه الفتاة؟

لا عجب أن سيتشو لا يتخلى عنها مهما حصل.

"اخرسي وتعالي لسباقك" ضرب مؤخرة رأسي يسير للأمام يتقدم نحو السيارات، تبعته بخطوات أعض لساني كي لا أردّ عليه أو أسخر منه.

"حسنا يا صاح، نراك في وقت لاحق" أضاف سيتشو يخاطب هانتر الذي ردّ "إلى اللقاء إذا، بالتوفيق فراشتي"

"سأهزم سيتشو اليوم" رددتُ بإبتسامة واثقة كأني ملكة العالم، وسمعتُ الشخرة الساخرة الصادرة عن الياباني "أجل لا شكّ في ذلك"

"المتسابق الحقيقي يحافظ على سيارته فراشتي، هي جزء منكِ، إندمجي معها وتعاملي معها كحليفتك وليست خصمك، حسنا؟"

"أجل أجل" هززتُ رأسي بغير إكراث أنظر إلى بلو وينجز ولمعت عيناي لزرقتها الجميلة.

إلهي إلهي إلهي!

"وفّر كلماتك، أراهن بكل أموالي أنها ستحطّمها" سيتشو سخر وهانتر ضحك يردف "أثق في فراشتي"

"سعيدة لسماع هذا" أرسلت قبلة هوائية وضحك هو قبل أن يقطع سيتشو المكالمة ويقلب عينيه "هذا يكفي"

"كانا يتحدثان بشكل جيد، لماذا قطعتها؟" أوديت نفخت خديها المحمرّان ببعض الإنزعاج بعدما اقتربت منا، بينما إبتسمتُ أنا أحرك حاحباي له بمكر.

"إخرسي، ولا كلمة" أشار بسبابته مهددا مما جعلني أغلق فمي وأحاول جاهدة ألا أضحك.

تحركت نحو السيارة ومددتُ يدي أتلمس معدنها البارد، أغمضتُ عيناي أتنفس وأبتسم، أنطق برفق "إشتقتُ إليكِ جميلتي"

كنتُ حقا مندمجة مع الوضع عندما شعرتُ بالصفعة على رقبتي تخرجني من شعوري اللذيذ باللحظة، إنعقد حاجباي ألتفت نحو سيتشو حينما قابلتني تلك الإبتسامة الساخرة والحاجب المرفوع "يجب أن تقومي بتلاوة الصلاة لها"

"لا شأن لك" دحرجتُ عيناي ألف وجهي نحوها وعادت إبتسامتي للظهور أنطق "ٱتلُ صلاتك لأنك حتما ستخسر"

"هل صدقتِ كلمات هانتر بهذه البساطة؟ هو كاذب" ضرب رأسي مجددا وهذه المرة نفثت أنفاسي ألتف وأضرب صدره بإنزعاج "توقف!"

"بينك بيرد، جميلتي، لا أستطيع أن أصبر حتى أضع فيفي في داخلك" صوت أوديت جاءنا على مقربة منا بينما كانت غارقة في عالمها الخاص، ورأيتُ ملامح سيتشو تلين بشكل لا إرادي، عيونه عليها وإبتسامة واسعة تزيّن شفتيه.

هل نسي أننا كنا نتحدث عن الفوز الآن؟

"يا رجل" لوحتُ أمامه أجذب إنتباهه وأطالعه بسخرية "ماذا كنتَ تقول؟"

"خذي مفاتيحك ودعيني وشأني" جذب يدي يضع فيها المفاتيح بينما ضحكتُ أبتعد عنه وأسير نحو الجميلة الزرقاء.

بمجرد دخولها وجلوسي على المقعد مع إغلاق الباب هاجمتني الرائحة في الداخل، رائحة الملمس الجلدي والعطر الرجولي والنار وكل ما يخص المضمار والسرعة، ثم سرعان ما ومضت في ذهني كل الصور من الأسابيع الماضية، الطرقات والعجلات والشرطة وجوني وهانتر والمدرسة وكل شيء.

حتى توباييس وودي الوسيم.

يداي قبضتا على المقود وأغمضتُ عيناي أتنفس بعمق، حاولتُ جاهدة إيقاف سيل الأفكار الجارف هذا، رغبتُ جدا بأن أرتاح الآن.

كان شعوري يحمل الإشتياق والحبّ والإنتماء، لكن كلمات أمي ورحيل جوني وإليوت عادوا كلهم ليُشعروني بأني في المكان الخطأ الآن.

أليس من المفترض أن أدرس الآن؟ كما قالت أمي.

ما معنى السباق والسرعة دون جوني؟ اوه جوني!

هززتُ رأسي نافية عدة مرات وضغطت على أسناني بينما أصابعي إشتد قبضها على المقود أكثر، صوتي هرب مني منزعجا "ليس لدي مكان آخر أذهب إليه غير ويست"

أنا أحبّ ويست، هناك ذلك الشيء العميق في داخلي الذي يعود دائما إلى مضمار ويست مهما حصل، سأقاوم وسأدرس وسأتشاجر مع مليون شخص في هذا العالم، لكني لن أستطيع التخلي عن ويست.

أعني....اللعنة! هذا مكاني، طالما كان مكاني، كيف يعقل أن أتخلى عن شيء من شأنه جعل حياتي أكثر قيمة وأكثر حركة؟ كيف ذلك؟ كيف؟

أعلم أني أخطأت مؤخرا حينما واجهتُ أمي بتلك الطريقة لكني حقا شعرتُ بالندم وإعتذرت منها ثلاث مرات خلال الأسبوع الماضي، رغم ذلك لم تقبل رؤيتي وطلبت مني ألا أريها وجهي مرة أخرى.

لم أعد أفهم حقا أين الخطأ في كل شيء، أعني لابدّ أن هناك شيء ما خاطئ، سواء في طريقتي أو في تفكيري أو في تصرفاتي أو تصرفات أحد ما حولي، لكني لا أعرف أين هذا الخطأ، وهذا بحدّ ذاته يدفعني للجنون.

اه إلهي! أنا مُنتهية.

حسنا إن زادت الأوضاع سوءا، مالذي يجدر بي فعله؟

أجل صحيح، سأتسابق قليلا.

بجوني أو بدونه.

الدقّ على النافذة جعلني أفتح عيناي مباشرة وأنظر إلى سيتشو المائل أمامي، فتحتُ النافذة أرفع حاجبي "ماذا الآن؟"

"فابيو جاء، هيا إلى خطّ البداية، سيكون هو من يعلن بدء السباق"

فابيو؟

رمشتُ أحول بصري للأمام حين رأيته واقفا يحادث أوديت وكان يرتدي سترة شتوية منفوخة، يدفن وجهه في القلنسوة التي غطته بالكامل، بينما كان سحاب السترة مغلقا لغاية فمه، يديه في جيوبه ويحرك ساقيه كأنه يقوم بتدفئة نفسه.

إبتسمتُ داخليا على ذلك. يبدو أنه لا يتحمل أبدا البرد.

"حسنا" هززتُ رأسي موافقة وشغلتُ السيارة أشعر بالحياة تدبّ فيها، كأنّها روح حيّة بُثّت للتّو، تنقل كل هذه الطاقة إليّ.

سيتشو أومأ لي وتحرّك نحو سيارته هو الآخر، رميتُ نظرة سريعة على الطرقات حولي، وإبتسمتُ بشكل لا إرادي، رغم كل الفوضى والأفكار السيئة التي كانت تنتظرني لكني لم أستطع منع تلك الإبتسامة.

أحيانا أرواحنا تعرف جيدا أين تنتمي حتى لو حاولت عقولنا إثبات، سنجد أنفسنا دائما ننجذب بخيط غير مرئي إلى حيث ننتمي.

هذا ما أشعر به الآن في مضمار.

"اللعنة! هيا بلو وينجز" حركتُ أصابعي برفق على المقود أبتسم وأشعر بالقشعريرة التي مرّت على جسدي بكامله، عيوني ركّزت على الطريق التي أقود عليها ببطئ أمامي، وإبتسمتُ أكثر بمجرد أن لاحت صورة جوني في ذهني.

"ستكون فخورا حين تعرف ما سأفعله الآن" همستُ تحت أنفاسي وأعدت تمرير أصابعي على المقود، لأن الأمر بدى كأني أربّت على حيواني الأليف، سيارتي كانت كذلك "سأراك مجددا وسأذهلكَ"

فكرتُ في إبتسامته وتابعت "هيا فتاتي لا تخذليني أمام فتى الأنمي"

"مستعدين يا رفاق؟" صاح فابيو يقف في المنتصف وبجانبه أوديت التي صفقت بحماس.

تنامى إلى مسامعي صوت زهير المحرك بجانبي مما دفعني لألف عنقي لأرى سيتشو خلف المقود في سيارته، ذراع واحدة متمسكة بالمقود من الجهة السفلية بينما الأخرى مثنية على إطار النافذة المفتوحة، طالعني يرمي لي إبتسامة تحدّي "ٱبذلي جهدكِ"

"الخاسر يدفع 100 دولار"

ليست لديّ 100 دولار، لديّ سرعتي.

"لا بأس بذلك" أومأ لي يحرك شفتيه ونظراته الواثقة جعلت صدري يلتهب بحماس إنفجر للتو.

يجب أن أفوز وإلا سأعيش مذلولة طيلة حياتي.

فوزي فوزي فوزي فوزي.

أقسم أني سأفجر هذه السيارة إن خسرت أمامه.

"متوترة؟" سيتشو رفع حاجبه لي يقطع أفكاري، ومباشرة غمزته ألوي شفاهي "عليكَ أن تكون أكثر من مجرد سيتشو تاكاهاشي حتى تستطيع أن توتّرني"

"أرِني قوتك على المضمار وليس لسانك" حرّك عينيه ببطئ وثقة يعود للنظر أمامه، هذه المرة إرتفع زجاج النافذة ووضع كلتا يديه على المقود. إستطعت أن ألمح إبتسامة جانبية على طرف شفتيه.

حسنا، هيا بنا كلوفر.

"مستعدين؟" صاحت أوديت تقفز مكانها تجعلني أبتسم ورددتُ "مستعدة"

"مستعد" سيتشو ردّ بالمقابل وفي الثواني الثلاثة التالية ضرب فابيو على المسدس الفارغ في يده يصدر صوتا حادا معلنا بدء السباق.

أخذتُ أنفاسي وتسارعت ضرباتي أشعر بجريان الدم في عروقي يفجّر كل حواسي، عجلات السيارتين دارت ترسل زئيرها وهزاتها نحو الأرض قبل أن تندفع كل من بلو وينجز ودارك نايت للأمام تخترق الهواء البارد ولا تخلّف سوى الرياح.

أمسكت يداي بالمقود أتحكم به يمينا ويسارا، وألقيتُ نظرة على سيتشو الذي بدى مرتاحا، وإبتسم بإتساع ينظر إليّ دون أية كلمة.

بادلته الإبتسامة أغمزه "حظ موفق"

"لكِ أيضا"

عضضتُ شفتي وضغطت على دواسات الوقود أزيد من سرعتي، عيناي إشتعلتا وبمجرد إبتعادي عنه قمتُ بلفّ المقود للجانب الأيسر مباشرة كي أعيقه.

"رائع" همستُ بضحكة صغيرة أراقب إنعكاسه في النافذة، كان ما يزال على نفس السرعة وأصبحت المسافة بيننا تكبر، كان يأبى القيام بأية حركة.

مالذي يفعله؟

"هذا لن يخدعني" تككتُ لساني بسخرية، أزيد سرعتي أكثر وأركّز على الطريق أمامي، تمتمتُ متابعة "إن كنتَ تعتقد أنك ستجعلني أرتبك فأنت مخطئ تاكاهاشي"

إبتسمت بسخرية ألقي نظرة أخرى عليه ووجدته ما يزال في الخلف. عظيم! هذا يوم سعدي.

أعدتُ عيناي للطريق حينما لمحتُ الإلتفافة المتعرجة للجانب الأيمن، لذا لم أتردد في لفّ المقود نحو الإتجاه المطلوب وهذه المرة أصبح سيتشو أبعد بكثير.

مالذي يفعله واللعنة؟

ألقيت نظرة أمامي قبل أن أحول بصري مجددا نحو المرآة أرى أنه إختفى عن ناظراي.

أصبح بعيدا جدا.

"غبي" همستُ تحت أنفاسي بسخرية وسحبت ناقل الحركة، ضغطت الدواسات وعدتُ ألاصق ظهري إلى المقعد، أضحك بصوت مرتفع "أهلا بالمئة دولار اللعينة"

إندفعت السيارة للأمام وتجعل صدري ينتفخ ويمتلئ، الأدرينالين إرتفع أكثر، خاصة وأن النهاية إقتربت.

قمتُ بلفّ المقود للجانب الأيمن أتقدم أكثر ولم يظهر سيتشو بعد، مما جعلني أفكر أنه ما يزال بعيدا جدا.

هذا يعني شيئا واحدا، وهو فوزي.

حينما لمحتُ خطّ النهاية إزدادت إبتسامتي إتساعا، أوديت كانت تقفز وتلوّح لي بينما بدى فابيو هادئا، ذراعيه على صدره ويراقب دون أية حركة.

إنتظروا لتروا من هي كلوفر سكوت حقا.

ألقيتُ نظرة للخلف أرى إن كان هناك أي أثر لسيتشو وإبتسمتُ أزيد سرعتي أكثر، لففتُ وجهي على المقاعد بجانبي وفي اللحظة التي نظرتُ فيها أمامي كي أركز على الطريق إتسعت عيناي من ظهور السيارة السوداء أمامي من أحد الطرقات الفرعية.

ضرباتي تسارعت أرى مؤخرتها أمامي تسير على الطريق بحركة أفعوانية متعرجة تجعل عقلي يتوقف عن العمل للحظات؛ قدمي تركت الدواسات وفمي سقط مفتوحا بذهول....

ماذا–––؟ كيف––––؟

سيتشو أخرج رأسه من النافذة يهتف "جارِيني إن إستطعتِ، حلّقي بجناحيكِ"

هززتُ رأسي أخرج نفسي من الصدمة حالما إقتربنا أكثر، قلبي كان يضرب بقوة هزت صدري وجعلت التنفس صعبا جدا في تلك اللحظة.

مستحيل! أنا لن أخسر.

الوغد إستخدم طريقا مختصرا.

إبتلعت أخفض نظراتي نحو الصمام المتصل بأنبوب عبوة النيتروس وشعرتُ بمعدتي تلتوي، إرتعشت أصابعي حول المقود لكني ضغطت على أسناني أحاول طرد كل هذا التردد.

ما أزال أتذكر ما حصل آخر مرة حين إستخدمتُ النيتروس ولستُ متأكدة الآن مما سيحصل.

لكن ما أنا متأكدة منه هو أني لن أخسر. مستحيل أن يهزمني سيتشو الأصلع.

"حسنا لنفعل هذا بسرعة" همست أضغط على الدواسات وأقبض جيدا على المقود قبل أن أمد يدي وأدير الصمام كي أفتحه، وفي اللحظة التالية عاد جسدي للوراء حين إزدادت العدادات على الشاشة أمامي وتضاعفت سرعة السيارة قبل أن تندفع للأمام.

"إلهي!" جسدي إرتجف أرى أني أقترب بسرعة جنونية من دارك نايت التي كانت كانت تعترض طريقي.

"إبتعد!" هتفت ألف المقود للجانب الأيسر وجذبتُ ناقل الحركة بسرعة حين وجدتُ نفسي أسير في نفس الخطّ معه، ألقيتُ نظرة من النافذة عليه وهو طالعني يبتسم "ليس سيئا"

رأيتُ يده حاملا الزرّ فيها، غمزني يتابع "أراكِ في النهاية"

مع تلك الكلمات تحرّك إبهامه يضغط على الزر وإندفعت سيارته للأمام تتخطاني بعدة مترات تضاعفت أمام ناظراي، المسافة أصبحت أكثر ولم يكن سوى فارق ثلاث ثواني حينما رأيتُه يعبر خطّ النهاية ويصل أولا.

شعرتُ بالأرض تدور حولي، فكّي سقط وإلتفت أصابعي في قبضات قوية حول المقود قبل أن أقود للأمام ألحق به.

بمجرد وصولي ترجلت من السيارة أصفع بابها بقوة وإندفعتُ ناحيته أراه ينزل للتو، إبتسامته اتسعت حالما وقع بصره عليّ "لا تقلقي يمكنك الفوز في مرات أخرى"

"هذا غش!" هتفت أشير نحو الطريق التي ظهر منها، وتابعتُ أضغط على أسناني "لقد إستخدمت طريقا مختصرا"

"حسنا، نحن تسابقنا بحرية، لم نضع أية قوانين في البداية، هل فعلنا؟" رفع حاجبه لي وشعرتُ بالحرارة تتفاقم في داخلي.

لقد خسرت.

"بل غش!"

"يا رفاق!" إقتربت منا أوديت رفقة فابيو الذي نطق بهدوء "تقنيا هذا ليس غش كلوفر"

"ماذا قلت؟" لففتُ وجهي ناحيته بحدة أرميه بنظرات قاتلة حين إبتلع بتوتر يعيد كتفيه للوراء ويلوح بذراعيه "قلتُ أنه ليس غش، أعني أنه–––"

سيتشو قاطعه يخاطبني "خسرتِ كلوفر، اعترفي بهذا"

أعدتُ بصري نحوه ورأيتُ أن تلك الإبتسامة ما تزال هناك مع تعابير المتعة التي تملئ وجهه.

اه! أكره هذا.

"ليس لديّ مئة دولار الآن" قلبتُ عيناي أعقد ذراعاي وألف وجهي للجانب، أتابع "انتظر أسبوعا كاملا"

"ليست مشكلة، أفضل جائزة بالنسبة لي هو أني لم أسمح لمن هزمت ريدكاي أن تهزمني"

"مهلا مهلا! الأبطال يتم هزيمتهم أيضا" نظرتُ إليه أضغط على أسناني مما جعله يضحك بخفة "هذا يعني أن هانتر بطل أيضا"

هو كذلك. لكني لن أقول هذا بصوت مرتفع.

"لا بأس كلوفر، أعلم أنكِ ستهزمين سيتشو مرة أخرى وأمام الحشود" أوديت تحدثت برفق تضع يدها على كتفي وتضغط بنعومة عليّ، مما جعلني أرمش نحو سيتشو الذي ارتفع حاجبه ينطق "هل تكرهينني لهذه الدرجة؟"

الشيء الذي لم أتوقعه هو إندفاع أوديت نحوه وإحاطة خصره تضحك بخفة "كلا، لكن كلوفر صديقتي"

"أنا صديقك قبلها" ظهر إحمرار طفيف على وجه سيتشو عندما قال تلك الكلمات بينما إبتسمتُ أنا على كليهما.

"بحقك! هي فتاة والفتيات يدعمن بعضهن" لوت شفاهها تبتعد عنه قليلا وتحدق في وجهه، رأيتُ عيونه تتحول ناحيتي لذا لم أتردد في رفع أصبعي الأوسط له أغمزه "هذا صحيح"

فابيو ضحك بجانبي وإندفع يصفق بيديه "رفاق! ما رأيكم بقيادة سريعة في المدينة؟"

"موافقة" أوديت كانت أول من تحدث بينما تبادلتُ النظرات مع سيتشو الذي إبتسم لي "أحسني إستخدام السيارة"

"موافقة" ضغطت على حروفي، ثم تابعت "ستخسر"

"أوه صدقيني لديّ 200 دولار منذ الآن" حرك حاجبيه وضحكت أوديت تقف بيننا "إهدئا يا رفاق، إنه مجرد سباق عادي"

"مجرد سباق عادي؟" قلتُ ذلك بطريقة متزامنة مع كل من سيتشو وفابيو اللذان نظرا إليها بحدة وأوديت تراجعت خطوة للوراء تبتسم بتوتر "أعني أننا أصدقاء"

هذا أفضل.

_

تنافست أصوات المحركات على من هو الأكثر ضجة وإبتسمتُ أرمي نظرتي من النافذة على سيتشو الذي كان يبدو مستمتعا جدا بالأمر.

"إهزميه" أوديت التي كانت تركب بجانبي جعلتني أنظر إليها وإنخفض بصري إلى كفها المفتوحة أمامي لذا لم أتردد في ضربها بخاصتي ثم خللت أصابع قبضتي في أصابع قبضتي تجذبني إليها ونطقت بضحكة تنظر مباشرة في عينيّ "أنتِ هي الأسرع"

"أنا هي الأسرع" غمزتها أومئ لها قبل أن أعود إلى مقعدي.

صوت العجلات القادم من الجانب الآخر جعلني أنظر نحو مصدره حينما وجدته فابيو الذي هتف بصوت عال "سأكون بإنتظاركما"

"إلى اللقاء فاب!" لوحت أوديت له وإنطلقت سيارته مبتعدة.

"بعد خمس دقائق" سيتشو تحدّث بثقة ينظر إلى ساعة يده وعيونه المسحوبة رمقتني يعطيني نظرة تحدي "تعاملي مع السيارة كأنها جزء منكِ، لا تركزي على الفوز، ركزي على السرعة"

"هل تريدني أن أهزمك؟" رفعتُ حاجبي له بإبتسامة ساخرة، أسمع أوديت التي ضحكت بخفة بجانبي.

"أريد منافسا قويا" إبتسم بهدوء، وثنى ذراعه على النافذة يتقدم منها وتابع بضحكة "والأهم من ذلك، سريع"

"وغد!"

"هذا صحيح، وغد!" أوديت أضافت تجعل حاجبه يرتفع ليردّ عليها "ما رأيكِ أن أريكِ مالذي يفعله الأوغاد؟ لا تنسي أنكِ تحبين رؤيتي أغضب"

الكلمات جعلتها تخرس وتنفخ خديها، سيتشو إبتسم يراها تدير وجهها، قبل أن يغمزني ومرر يده على عنقه كإشارة للذبح، وهذا جعلني أبتسم وأراقص حاجباي، أحرك شفاهي دون صوت "أنت تبلي بلاءا حسنا ألبرتو!"

"أعلم" غمزني بإبتسامة وألقى نظرة أخرى لساعة يده، تابع "الآن، عشر ثواني"

"هيا" أوديت عادت وضغطت على الزر ليظهر العدّ التنازلي.

إبتلعت أقبض على المقود، عيوني للأمام بنظرات جدية، قلبي بدأ يضرب منذ اللحظة، وساقاي إهتزتا ترغبان بشدة في الدهس على الدواسات.

خمسة

أربعة

ثلاثة

إبتسمت بخفة ألقي نظرة سريعة عليه.

إثنان

إنطلاق!

لم يتردد أي منا في الإنطلاق للأمام، سحبتُ الناقل أضغط على الدواسات، وجسدي إهتز يعود للوراء، إبتسامتي إتسعت أشعر بتدفق الأدرينالين في جسدي.

الطريق لم تكن خالية والعديد من السيارات كانت تعيق مسارنا، هذا ما منح الأمر متعة أكبر وأكثر خطورة.

"لا تدعيه يفلت" أوديت تحدثت بجانبي، وهززتُ رأسي أبقي جسدي مستقيما، تركتْ يدي اليمنى المقود، تسحب عصا الناقل، ثم في الثانية التالية جذبت المقود للجانب الأيسر أبتعد عن طريق إحدى الشاحنات.

"الآن!" أوديت هتفت، وقدمي عرفت طريقها نحو الدواسات أضغط عليها بقوة وأزيد سرعة السيارة.

عيوني تجولت في الشارع لكن لم يكن هناك أي أثر للأودي السوداء، مما جعل حاجباي يرتفعان معا "أين هو؟"

"إختفى خلف الشاحنة، سلكَ طريقا أخرى"

"محاولة جيدة" إبتسمتُ أشد ملامحي، ولففتُ المقود للجهة اليسرى أدخل طريقا فرعيا، سحبت الناقل أبقي عيناي للأمام، ونطقت بين أنفاسي "كم يستغرق الوقت إن إستمررنا هكذا؟"

"سنزيد الوقت المطلوب بدقيقة"

"تبا!"

"لليمين كلوفر، أعرف مسارا آخرا، لكنه ضيّق"

"اللعنة عليه، أنا لن أخسر" سحبتُ الناقل ألفّ المقود لليمين وزِدتُ السرعة أتقدم أكثر حين سمعتها تتحدث ببعض القلق "قد نؤذي أحدهم، المكان–––"

"ثقي بي باربي" هتفتُ أنظر إلى الشاشة التي توضح خروجنا عن المسار، شتمتُ تحت أنفاسي وزدتُ السرعة "لقد تأخرنا"

"للأمام، سنصل قبله" وضعت يدها على كتفي تقبض عليّ وهذا جعلني أبتلع وأستمر في القيادة ثم تدريجيا أصبح الشارع يضيق أكثر وأكثر، ومع تقدمنا أكثر بدأ يكثر عدد الناس في الطريق.

"إبتعدوا" هتفتُ بحدة أتجاهل شتائمهم وإستمرت يدي بالضغط على البوق تارة وسحب ناقل الحركة تارة أخرى.

"نكاد نخرج" أوديت تحدثت ببعض القلق، وهذا جعلني أرتاح قليلا.

أعني–––أخيرا سنصل واللعنة.

"واصلي لليمين، لا تأخذي الجانب الأيسر"

"حمدا للرب" عبرتُ أزفر، وبعض العرق كان قد تشكل على جبيني، لففتُ المقود للجانب الأيمن وأخيرا أصبحنا في الطريق الرئيسي.

عيوني مسحت الطريق لا أرى أي أثر له، ثم الشيء التالي الذي رأيته هو ظهوره أمامي حينما خرج من أحد الطرقات الفرعية وقاد بسرعة جنونية للأمام قبلنا.

"هو يسبقن––" أصوات سيارات الشرطة جعلت جملتي تنقطع وخفق قلبي بقوة أرى ثلاثة يخرجون من نفس الشارع بالضبط بعد مرورنا بتلك النقطة بعدة ثواني.

إلهي!

لا لا لا لا!

ليس الشرطة.

سيتشو اللعين!

"أسرع" هتفت أوديت تغلق النوافذ وزدتُ السرعة ألحق بسيتشو اللعين الذي كان يقوم بمناورة سريعة جدا.

كان يجيد الهرب.

"إتصلي به" نطقت بقوة أنظر من المرآة ورأيتُ الأضواء التي تومض ما تزال خلفنا. "تبا!"

"ح––حسنا!"

لم تتردد أوديت في فعل ذلك حين جاءنا رده المباشر دون أي مقدمات "إلحقا بي"

"لا تجعلنا نضيعك أيها الوغد السافل الوضيع الساقط" صرختُ أضغط على أسناني بينما أحاول التحكم بالمقود كي لا أصطدم بالسيارات.

"أجل شكرا، كوني سريعة" ردّ بصوت متحمس مستمتع جعلني أوجه عدة شتائم أخرى له وقطع الخط مباشرة.

"اللعنة"

"السائق في السكايلاين الزرقاء، توقف حالا، أنت رهن الإعتقال"

الصوت عبث في أعصابي وفتحتُ النافذة ألقي برأسي للخارج لأهتف بصوت مرتفع "أنا رهن والدتك!"

"أكرر السائق في––––"

هززتُ رأسي أعود للداخل وأتولى القيادة بشكل أسرع، حينما رأيتُ سيتشو يأخذ الجهة اليسرى، لذا تبعته مباشرة ما أزال أتفادى الإصطدام بالسيارات. إستمرت القيادة لدقيقتين أخرتين.

"لم يعودوا خلفنا" ضحكت أوديت تنظر من خلال المرآة وهذا جعلني أرتاح، لكن تلك الراحة لم تدُم طويلا لأن إضاءة شاشة هاتفها بإسم سيتشو كان نذير شؤم لا محالة.

فتحت الخط وجاءنا صوته الذي هتف بقوة "عودا أدراجكما الآن"

"ماذا؟" رمشتُ وقدمي تركت الدواسات لتخفّ سرعة السيارة، لا أفهم أي شيء.

"مالذي تتحدث عنه؟"

الإجابة جاءتني حينما نظرتُ أمامي أرى الكم الهائل من سيارات الشرطة يتقدم بإتجاهنا وسيتشو كان يتراجع للوراء بطريقة معكوسة.

"اوه لا!" توقف قلبي في تلك اللحظة وجاءني صوته من الهاتف "مالذي تنتظرينه؟ هيا هيا"

"هيا كلوفر"

إبتلعت أشعر بقلبي يكاد يتوقف وقدمي تحركت نحو الفرامل أضغط عليها، وألصقت ظهري بالكرسي أدير عنقي للخلف وأنظر إلى الطريق خلفنا.

"أسرع"

"أنا أحاول واللعنة!" صرختُ بحدة، ما أزال أحاول على أضرب مؤخرة الجميلة بسيارة أخرى.

"سأخبك بالمسار، ركزي على القيادة" أوديت تحدثن برفق وأومأت لها أحاول عدم فقدان سيطرتي على المقود.

"هناك شاحنة على اليسار" قالت ولم أتردد في لف المقود للإبتعاد عن طريقها أرى سيتشو يعود بنفس الطريقة نحونا.

"هذا جيد، ابقي على اليمين" تحدثت أوديت وفي اللحظة التالية رأيتُ سيتشو ينساق ب180 درجة ويلفّ السيارة بحيث أصبحت بمواجهتنا، زاد سرعته وتقدم بإتجاهنا.

الوغد المحظوظ!

"هل ما تزال على الخط؟" هتفتُ بصوت مرتفع أسمع رده "أجل"

"إلى اليسار الآن" أوديت تحدثت مباشرة ولففتُ المقود أستمع إليها.

"سأنساق الآن" تحدثت حينما جاءني رده "كلا توقفي، ليست لديكِ مساحة واسعة"

"سيمسكون بي واللعنة!"

"سأعيقهم، تحركي"

وقع بصري عليه خلف الزجاج وأومأ لي بإبتسامة ينطق "تدينين لي بمعروف"

"اذهب للجحيم" تككتُ لساني أعاود النظر للخلف أستمر في القيادة بطريقة معكوسة.

"الآن!" أوديت تحدثت وإبتسمت أجذب ناقل الحركة، فرملتُ السيارة بقوة جعلت صوت العجلات يصدر صوتا قويا ودار المقود أمامي بينما إلتفّت حول نفسها وبمجرد أن بلغت 180 درجة قمت بجذب الناقل أضغط على دواسات الوقود وأتقدم للأمام.

"أحسنتِ" صفقت أوديت بحماس بينما إبتسمتُ أسترجع أنفاسي، هتفتُ "هل رأيتَ هذا تاكاهاشي؟"

"آه يا فتيات! نحن في ورطة" كانت تلك كلماته وقبل أن يتسنى لي الوقت للتساؤل، كانت الإجابة جاهزة بالفعل عبارة عن سيارات الشرطة التي حاصرتنا من الأمام.

"اللعنة!"

"توقفي عندك كلوفر!" سيتشو حذرني لكن الأوان قد فات، لأن الشيء التالي الذي فعلته هو فتح الصمام والسماح للنيتروس بالتدفق، هتفتُ بحدة "لن يمسكوا بي"

السيارة إنطلقت للأمام بقوة مخلفة رياح خلفها، جسدي إرتدّ مع خاصة أوديت التي صرخت بهلع شديد.

سيارات الشرطة إبتعدت عن طريقنا مباشرة وإرتعشت أصابعي حول المقود، دقّ قلبي بقوة على وشك التوقف، كل شيء حولي بدأ يدور ويدور ثم حينها سمعت أوديت "خففي السرعة، كلوفر!"

"أ–أجل" تمتمتُ بهلع وأصبح جسدي يتعرق.

إلهي! ها أنا أفعلها مرة أخرى وأفسد الأمر.

إلهي! أشمّ رائحة الدمار منذ الآن.

قدمي ضغطت على الفرامل وسحبتُ الناقل لكن بدون أي جدوى، عيوني إتسعت ولم يكن أمامي سوى الضغط على البوق لتحذير الجميع.

فلأذهب للجحيم أنا وكل شخص يشبهني واللعنة!

صوت الفرقعة المرتفع جعل أوديت تصرخ وعيوني إتسعت أرى الدخان الذي تصاعد أمامي تحت غطاء السيارة يغطي الزجاج ويمنع رؤيتي.

اللعنة! مالذي يمكن أن يكون أسوء من هذا؟

ثم وكأن الكون سمع ما قلتُه، الشيء التالي الذي حصل هو إندفاع أجسادنا للأمام ثم عودتنا للخلف، صوت الإحتكاك إرتفع بقوة وإنخفت أجسادنا تميل للخلف.

العجلات الخلفية ثُقِبت.

أخيرا توقفت السيارة ونزلنا بسرعة نركض مبتعدين حينما وجدنا الشاب الشرطي أمامنا، شعره البني الكثيف كان مصففا بطريقة أنيقة للخلف، عيونه البنية طالعتنا بنظرة إنتصار وإبتسم يرفع الأصفاد أمامي "لا مزيد من الهرب أميراتي"

إرتفع حاجبي أنظر إليه، بدى أصغر من أن يكون شرطيا، كان في بداية العشرينات وربما أصغر من جوني، لذا تراجعت للوراء أنطق "ومن أنت؟"

"هاري والكر" إبتسم ولم أعلم كيف وجدتُ نفسي مصفدة وفي المقعد الخلفي لسيارة الشرطة رفقة أوديت التي كانت تبكي وسيتشو الذي بدى هادئا جدا.

"وكأنه لم يحصل أي شيء" ضربته بركبتي أرى النظرة التي اعطاها لي، حرّك كتفيه "لم يحصل الكثير"

"أبي سيغضب" أوديت تحدثت بنبرتها الباكية بينما ضيقتُ عيناي على سيتشو "يسهل عليكَ قول هذا"

لا أعلم حتى من سيخرجني، لا أستطيع تخيل ردة فعلي إن جاءت أمي.

"لا تقلقي، كل شيء سيكون على ما يرام"

"اللعنة عليك وعلى فابيو! عليّ اللعنة إن وافقتُ على أي شيء يقترحه احدكما مجددا"

"بحقك! كنا نتسابق فقط" حرك كتفيه وجاءته الضربة من أوديت الذي دخلت في كتفه برأسها مثل ثور غاضب تهتف بحدة "أنت جلبتهم إلينا"

"لم أعرف أنهم كانوا في ذلك الشارع! اوتش! هذا يؤلم"

"ستدفع الثمن"

"إنضباط!" الشرطية ديبي هتفت من المقدمة بينما إبتسم المدعو هاري والكر الذي كان يتولى القيادة.

إلهي أنقذني!

_


رائع! عظيم!

لقد أحرقتُ سيارتي وتمّت مصادرتها، والآن أنا متورطة مع الشرطة.

مالذي يمكن أن يكون أسوأ من هذا؟ جديا؟

لماذا لم أبقَ مع هانتر أستمع لقصص الأبطال الخارقين فقط؟

تبا تبا تبا!

"أعطِيني هاتفي، من حقي إجراء مكالمة" هتف سيتشو يخاطب الشرطيين اللذين كانا يتحدثان لبعضهما غير آبهان البتة بنا داخل الزنزانة.

كنتُ أنا وأوديت جالستان على الأرض نراقبه بينما يشتم وقام بركل أحد القضبان الحديدية يضيف بصوت أعلى "أنا أتحدث إليكما، ياو أنت! صاحب المؤخرة الكبيرة––"

عند تلك الكلمات رأيتُ كلاهما يحولان أنظارها ناحيته، وتحدث أحدثها يوجه سبابته نحوه بتحذير "هذه آخر مرة أسمع فيها صوتك أيها الفتى، إبقى مكانك وأغلق فمك"

"قلتُ أني أرغب في إجراء مكالمة هاتفيه، نحن هنا منذ ستّ ساعات" ردّ سيتشو معاندا إياه وهذا جعلني أشعر ببعض القلق.

"سيتشو! توقف عن هذا" أوديت تحدثت بهدوء تخاطبه إلا أنه تجاهله يضيف "أريد أن أكلّم أبي"

"قلتُ إجلس مكانك" الشرطي ردّ معترضا وإقترب عدة خطوات منا يضيف "كلمة أخرى وسأضطر للتعامل معك بطريقة أخرى"

"سيتشو!" وقفت أوديت تسير ناحيته وفعلتُ المثل، لكنها هي كانت من إقترب منه تمسك معصمه وتجذبه للخلف قليلا "إهدأ! سنخرج من هنا"

"أيها–––" منعته من متابعة ما كان على وشك التفوه به حين غطت فمه بيدها تردف بخفوت وقلق "لا تتشاجر معه، لا تنسى أنه شرطي"

عند تلك الكلمات عيونه إنتقلت ناحيتها وكنتُ أشعر بالقلق من ردة فعله، لكنه فقط إكتفى بإطلاق تنهيدة صغيرة يومئ لها، وتراجع للخلف، مما جعلني أشعر بالراحة أكثر.

لا أريد من ألبرت أن يفتعل مشكلة أخرى.

"سفلة صغار" تمتم الشرطي تحت أنفاسه يتراجع هو الآخر وهذا كان كافيا بإشعال سيتشو مرة أخرى، الذي إندفع نحو القضبان مرة أخرى ينطق "مالذي قلته للتو؟"

"قلتُ عد لمكانك" الشرطي إقترب منه والشيء التالي الذي فعله هو جذبه من أكمام سترته بقوة خلف القضبان، يتابع بصوت هامس "هل تريد مني معاملتك بطريقة أخرى؟"

"أرجوك سيدي" أوديت كانت من تحدثت بهلع تضع يديها على خاصة الشرطي الممسكة بسيتشو، وإبتسمت ببعض التوتر تضيف "هو لا يقصد، سيدي"

"هل قلتَ سفلة؟" سيتشو ظلّ على عناده وهذا جعلني أرغب في قطع لسانه الآن.

لا يعني أني لم أرغب في قتل الشرطي أيضا.

"حسنا حسنا رفاق! لنحلّ هذا الأمر الآن" الصوت جعلنا جميعا ننظر نحو مصدره حينما وجدت أنه نفس الشاب الشرطي الذي سبق لي رؤيته.

ماذا كان إسمه مجددا؟

آه صحيح، هاري والكر.

"حمدا للرب، أخيرا وجه أسعد برؤيته من رجال الشرطة" سيتشو تنهد بإبتسامة وهذا جعل المدعو هاري يغمزه ويقترب أكثر من الزنزانة، أشار للآخر الذي كان يمسك سيتشو لذا قام بإفلاته مباشرة.

"الأميرات هنا أيضا" هاري تحدث ينظر إلينا بإبتسامة وردّت عليه أوديت بضحكة صغيرة "أهلا هاري"

"أهلا أوديت"

"من هذا؟" ملتُ ناحيتها أهمس بخفوت، لكن الإجابة قفزت من شفاه سيتشو الذي طالعني "تتذكرين آيس والكر؟ الرجل الذي زارني عندما تعرضتُ بالحادث؟"

"اممم أجل؟"

"هذا إبن عمّه، هاري والكر"

"إنها قصة طويلة، وهذا مختصرها، أن هاري صديق لنا" أوديت أضافت في نفس اللحظة التي نظرتُ فيها إلى هاري وهو تقدم يفتح باب الزنزانة، بينما رمى كلماته "أولياءكم هنا"

سيتشو إبتسم بينما تبادلتُ النظرات مع أوديت بهلع.

"نحن في ورطة" قلتُها أبتلع ريقي وهي أومأت تتحدث "كبيرة جدا"

_

يتبع....

رجعنا لجو السرعة أخيرا ها :)

رايكم؟

المشاهد؟ أفضل واحد؟

المطاردة؟ كلوفر؟ (بتضحكني)

هاري والكر؟ حبيت كده أعطيه ظهور خفيف، وجوده مش مرتبط بالقصة كتير

إهداء للكاتبة بتاع سلسلة الوالكرز ماي سيستر 🌟
novasilverr

المهم توقعاتكم؟

القفلة؟

الفصل الجاي راح أنشره قريبا مش هيطول إن شاء الله 🤍

ادعولي الشغف يزيد والله الأمر تعقد مع الدراسة وكتير حاجات تانية 😭💔

يلا سلام، هشوفكم قريب بإذن الله، أحبكم 🌟
_

Continue Reading

You'll Also Like

176K 9K 63
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .
1.4M 115K 52
قصة حقيقة بقلمي الكاتبة زهراء امجد _شال ايدة من حلگي بعد مصاح مروان رجعت كملت جملتي اكرهك انت اناني متحب بس نفسك كأنما معيشنا بسجن مو محاضرة !!! مروا...
921 253 16
المُـوبِقُ هُوَ الحَـاجِزُ العظِيمْ المُستحِيل لوقُوع شَئ. حَاجِرْ دِينِيْ، عقَائِدِي، إجتِماعِيْ، ثقَافِيْ وَ فكْرِي هـوَ ماسَيجعَـل إجتمَاع شَخصَان...
2K 192 1
-لَقد كان طُموحي ان احصل على النجمة الثالثة من ميشلان ولكنني بدلاً عن ذلك وجَدت نجمتي الحقيقية في الحياة.