سريع

By itsmaribanks

875K 73.6K 73.9K

"سريع عزيزتي، أنا سريع جدا" الرواية هي الثانية من سلسلة Rage & Wheels الجزء الأول: آدم. لكن يمكن قراءة كل... More

بداية
1- إختطاف
2- احفظي سري وسأحفظ خاصتك
3- ماكر
4- متعجرف
5- بعض الفوضى
6- بوتو والفراشة
7- رِهان
8- عيد الميلاد
9- رعب وتحدّي
10- حفلة مبيت
11- الفوز والخسارة
12- لكنه لم يفقدني
13- المأوى
14- مضمار ريدكاي
15- التسلل للخارج
16- السارقة أم المتسابقة؟
فصل خاص | اللحظة الإستثنائية
17- ضخات الأدرينالين
18- تائهين
19- ليلة بوتو والفراشة
20- لحظة التوهان
21- حصان بري
22- مرايا مكسورة
23- أفكار، مشاعر وحقيقة
فصل خاص | ستنقذني دائما
فصل خاص | ما نريد، ما نستحق
24- إقتناص الفرص والنهوض
25- نعود لنتوه
26- وهِن لكن سريع
فصل خاص | الإنخفاض والإرتفاع
26- نجوم تعرف ولا تعرف طريقها
28- الحكمة من الشيء
29- شكرا
30- رابط يجمعنا
31- ركُب الحياة
33- سباق المدينة
34- المضمار الشبح
35- إنسجام
36- زهرة الياسمين
37- تحت السطح
38- هانتر ريدكاي وكلوفر سكوت
النهاية | هذه المرة لأجل نفسك.

32- سافلة

19.1K 1.8K 2.7K
By itsmaribanks

شرط الفصل:

1500 تصويت

2000 تعليق

إستمتعوا 💜✨

الصّمت كان يغطي حديثنا بينما أجلس قبالة أمي وتفصل بيننا طاولة وضع عليها النادل كوبيّ ماء.

أعينها كانت على هاتفها تقرأ شيئا بنهم، تبدو كأنها تبتلع الحروف ولم يكن أمامي سوى التحديق بها والشعور بذلك التوتر الغريب الذي يطغى عليّ.

اللعنة! أنا لا أفهم أي شيء.

"أليس لديكِ شيء تقولينه كلوفر؟" فاجأتني بسؤالها الذي قطع الصمت ورمشتُ أشعر بإنضغاط صدري، أعيني تعلقت بها أراها ترفع بصرها من الشاشة وتحوّله ناحيتي، عيونها كانت تحمل نظرات غريبة، مشبعة بعدم الرضا. لا أعلم لماذا.

إبتلعت أبتسم بتوتر "هل لديكِ أنتِ؟"

"ألم تشتاقي لوالدتكِ؟" إرتفع حاجبها ومع ذلك كانت قد ظهرت على شفتيها إبتسامة صغيرة، تابعت "مضت مدّة من دوني"

بالطبع إشتقت لها، ما هذا السؤال الغريب؟

لكني أحسستُ أن هناك–––لا أعلم، جدار يفصل بيني وبينها.

"مالذي حصل أمي؟" رميتُ السؤال الأهم، ويداي كانتا في أحضاني حيث قمتُ بتكويرهما على شكل قبضتين مشدودتين حتى إبيضت مفاصلي، إبتلعت وتابعت "ما كل هذا الذي حصل؟"

تذكرتُ آخر مرة بيننا، كنا في شجار وفجأة تم إجترارها للخارج.

تحركت عيون أمي في المكان متجاهلة سؤالي، ونطقت مجددا "أرى أنكِ تأقلمتِ بسرعة، لا يوجد أبدا كلمات إشتياق"

إخرسي! من قال هذا؟ أنتِ حقا لا تعلمين أي شيء عن شعوري حينها.

أردتُ إخبارها بكل هذا دفعة واحدة لكن إنقباض جسدي منعني من ذلك. كانت الكلمات مؤلمة لسبب ما.

إكتفيتُ بالتحديق بها وهي إبتسمت لي بإنكسار "إشتقتُ إليكما، أنت وجنجر"

لمعت أعينها أكثر "لما لم تأتيا لزيارتي؟"

شعرتُ بحلقي يجفّ على سؤالها ذلك، والإجابة كانت حقا أنا لا أعرف. لا أعرف لماذا لم أذهب إليها، لا أعرف لماذا لا أفكر بالأمور المنطقية، لا أستطيع فهم تصرفاتي.

أنا واللعنة لا أفهم مالذي أقوم به.

أردتُ إخبارها أن هناك الكثير من الأمور التي حصلت، وأني لا أتذكر حقا كيف تسارعت هذه الأحداث، ولا أرغب حتى بهذه المشاعر التي باتت تتغلب عليّ مؤخرا.

أردتُ أن أعتذر إليها وأقول كل ما يثقل صدري ثم أعانقها ولا بأس إن بكيتُ، لكن علاقتنا لم تكن كذلك، أنا لا أستطيع فعل هذا أمامها، أشعر دائما بذلك الفاصل اللامرئي الذي يجعلنا نتنافر، وهذا يؤلمني.

أعتقد أنه السبب وراء هروبي من غرفة هانتر حين إستيقظ، كانت رغبتي جامحة في الحديث إليه والنظر إليه وحتى معانقته، لكني مثل أرنب جبان تراجعتُ لأني لا أستطيع تحمّل ذلك.

صرعتني الحقيقة فجأة وصُعق جسدي كأن تيارا كهربائيا مرّ عليه، هل يعقل أني أشعر بالغيرة؟ من هانتر؟

أوه إلهي!

"هل هناك شيء يشغل بالك؟" سألتني تخرجني من دوامة أفكاري، إرتعشت عيوني أرفعهما للقاءها، وحينها رأيتُ تلك النظرة الغريبة فيها، هي أضافت "تبدين في حالة سيئة، ما بكِ كلوفر؟"

عيوني وخزتني، لكني أرجعت كل شيء للوراء. كلا! أنا لن أبكي.

هززت رأسي نافية وأعطيتها نظرة هادئة أردف "لا شيء مهم، أخبريني أمي، مالذي حصل؟ كيف تم إطلاق سراحك؟"

"لا تبدين سعيدة بخروجي" رفعت حاجبها وخفق قلبي بقوة.

كيف يعقل ألا أكون سعيدة؟ أنا فقط أتساءل! أرغب في معرفة ما حصل.

هل هذا خطأ واللعنة؟

"لا أبدا أمي! أنا––––"

قاطعتني بغير إكتراث "أنا بريئة، لم أفعل أي شيء، اللعين روبرت هو من دبّر لي هذه المكيدة"

أبي؟

شتمت تحت أنفاسها تقلب عينيها "شعر بالتهديد مني، وغد!"

"أي تهديد؟" بدوتُ مترقبة لمعرفة الأمر حين رمقتني بنظرة نارية وإحتدت تعابيرها "لا دخل لكِ في أمور الكبير كلوفر، لستِ أنت المحققة"

"أنا لم أقصد هذا––كنتُ–––" قاطعتني مجددا وقد بدى عليها الإنفعال "وماذا عنكِ؟ هل ما زلتِ تتجولين في أوقات متأخرة من الليل وترافقين أصحاب المجون الذين يدعون أنفسهم بالمتسابقين؟"

قلبي إعتُصِر بشدة إثر كلماتها، خدشتني كلماتها وأكاد أجزم أني سمعتُ صوت شيء يُكسَر. كان مؤلما جدا.

رمقتها عاجزة عن التعبير، في حين أخذت رشفة من كأسها تنطق "يبدو أن كلامي صحيح، سمعتُ بما حصل لريدكاي، أشعر بالأسف حقا عليه"

"سيكون بخير" دافعت أخفي غضبي خلف إبتسامتي الممتعضة، وأومأت هي لي بهدوء "أعرف، لم أقل العكس"

بدى كأنها تستمد هدوءها من غضبي، هذا يؤلم.

أعني واللعنة هذه أمي، ليس من المفترض أننا هنا لنخوض في هذا الحديث السام.

"من أخبركِ بهذا؟"

هزت كتفيها بلا مبالاة "من السهل أن تخبر جنجر والدتها بكل شيء، هي فتاة جيدة"

الآن أشعر أني أختنق. هل تفعل هذا عمدا؟

"أمي هل أنتِ غاضبة مني؟" صوتي لم يكن منزعجا، كان ضعيفا، إبتلعت وشددتُ قبضتاي أكثر في حضني "مالذي يغضِبكِ؟"

كان هناك الكثير من الأشياء التي تدور وتدور في ذهني، كان لديّ الكثير من الأسئلة، لماذا ورّطها أبي؟ لماذا طلب الحاسوب؟ مالذي يوجد بينهما ويخفيانه؟ لماذا واللعنة ما تزال تعاملني هكذا؟

زفرت تدلك صدغيها في دوائر وأغمضت عينيها لبرهة قبل أن تفتحهما مثبتة بصرها عليّ "هيا كلوفر، لنذهب للمنزل ولنتحدث أكثر، المكان هنا يجلب البؤس"

مررت نظرة سريعة على الأشخاص هنا في كافيتيريا المستشفى، وإبتسمت بأسى "وجميع من فيه كذلك"

"هذا مشفى أمي، هناك مرضى"

"أجل، لذلك هو بائس" لانت نظراتها وهمست بصوت ناعم "أوه صغيرتي الجميلة، مالذي فعلوه لكِ في غيابي حتى تصبحي هكذا حزينة؟ آه كلوفر فتاتي! كم أشعر بالألم لرؤيتك بهذا الشكل"

"أمي!" همستُ بصوت منخفض وسقطت نظراتي للأرض حين سمعتُ حركة الكرسي وإقترابها مني، ثم بعد ذلك وضعت يدها على كتفي تربّت عليّ، رائحة عطرها الأنثوي الصارخ هاجمت أنفي تذكرني بكل تفصيلة بها وتحفرها في ذاكرتي، بينما سمعتُها تضيف "لا بأس، يمكننا إصلاح كل شيء، هيا"

"أمي هانتر مريض! يجب أن أبقى بجواره"

"لديه عائلته، سيهتمون به، من سيهتم بكِ أنتِ؟ لم يفعل أي أحد، لكن هذا لن يستمر لأني هنا" قالت بإصرار وقبضت على معصمي بقوة تجعل عيوني تتسع لترتفع نظراتي إليها، بينما أضافت "أخبرتكِ أن العالم مؤلم كلوفر، لا يجب أن تختلطي كثيرا بالآخرين حتى لا تفقدي نفسك"

مالذي تتحدث عنه؟

"أمي هؤلاء أصدقائي"

"كلا، هم ليسوا كذلك، أنتِ تحبينهم لأنهم متسابقين، ألم يتخلّى عنكِ ذلك الشاب المتسابق الذي كنتِ ترافقينه دائما؟"

شعرتُ بصفعة قوية تضربني بمجرد سماعي لتلك الكلمات، وقفتُ بذهول غير مصدقة لما تفوهت به أمي للتو.

هل تتحدث عن جوني؟

"كيف عرفتِ؟" رمشت بغير تصديق وإبتسمت لي برفق تربت علي "لأني والدتكِ عزيزتي"

"كلا أمي، أخبريني، كيف عرفتِ بشأن جوني؟ في الواقع أخبريني بكل ما أنا بحاجة لمعرفته، لماذا تتجاهلين أسئلتي واللعنة؟!"

وقفتُ أمامها وهززتُ رأسي، هناك شيء غير صحيح.

"أخبريني مالخطأ الذي قمتُ بإرتكابه، وسوف أصلحه، لكن لا تعامليني بهذه الطريقة، أنا لستُ–––"

"هذا يكفي كلوفر! لنذهب للمنزل، تذكري أني والدتك" رمت كلماتها بصرامة تمسك يدي وتجذبني لكني نفضتها بسرعة وإنفعال، شعرتُ بالحرارة تتصاعد لوجهي وأعلم أن بشرتي إحمرّت، ناظرتها بحدة "لن أذهب"

"هل تتجرئين على عصيان والدتك لأجل شاب؟ أين هو عقلك؟" إنضغطت تعابيرها وها هي الكلمات التي تكسرني قد رمتها في وجهي.

أن تخبرني أني لستُ شخصا طبيعيا وتكسرني بهذه الطريقة.

"إنهم أصدقائي، هانتر مهم جدا بالنسبة، أراهن أنه لو كان شخصا آخرا لكنتِ دخلتِ عليه بالورود، لكن بما أنه هانتر ريدكاي فأنتِ لن تفعلي" رميتُ كلماتي بوجهها.

هي مررت بصرها على الأشخاص حولنا وهمست بوعيد "كلوفر نحن أمام الناس، أنتِ لا تريدين إغضابي"

شعرتُ بالخوف حقا، لن أكذب وأقول أن نبرتها لم تهزني، لأنها فعلت.

"كلا أمي، أنا أرغب في البقاء معه" عيوني لمعت ورمشتُ الدموع كلها أعيدها للخلف قبل أن أضيف "أنا لا أهتم بما حصل بينك وبين والده في الماضي، هذه حياتي، من حقي إختيار الأشخاص الذين أريد البقاء معهم"

"وبصفتي والدتك فمن حقي منعك من إرتكاب الأخطاء الغبية التي ترتكبينها دون تفكير والتي ستكون لها عواقب وخيمة" صوتها كان حاد جعل الدموع تتجمع في عيوني مرة أخرى، بينما مررت أصابعها في خصلاتها.

إبتسمت بسخرية تنظر إلي وتحدثت "هذا ليس مجرد صديق صحيح؟ من أين جئتِ بذلك الخاتم؟ أعرف أن إبنتي ليست مثل بقية الفتيات، لن تعجبك هذه الأشياء إلا إن كانت هدية"

معها حقّ واللعنة!

"وإن كان الأمر كذلك؟" تشجعتُ للوقوف في وجهها حين ضحكت بخفة تضع يدها بأناقة على فمها "حتما لن تتعلمي أي شيء"

ضغطت على أسنانها وإحتدت ملامحها مجددا تتابع "مالذي تريدينه من هذه العلاقة؟ سينتهي بكِ الأمر بطفل في عمر العشرين على أقصى تقدير، هذا إن ظلّ معك ولم–––"

"أمي أنا لا أفكر بهذه الطريقة" هززت رأسي وشعرتُ بدموعي تنزل، إبتلعت أضيف "لا أفكر أبدا هكذا، هو شخص جيد عكس ما كنت أظنه، لقد ساعدني كثيرا، لا تحصل بيننا هذه الأمور، لماذا لا توافقينني الرأي في شيء واحد على الأقل؟"

"لأن آراءك كلها قائمة على إندفاعات وبدون تفكير، أنتِ لا تفكرين، لا تعرفين طريقة الشباب والرجال، سيكون جيدا في البداية وسيستدرجكِ لاحقا، آه يا إلهي"

إتكأت على الطاولة تفرك جبينها وأضافت "حتى أختك المسكينة أصبحت متأثرة بأفعالك!"

"كيف عرفتِ كل هذا؟"

"جنجر أخبرتني واللعنة! جنجر الفتاة التي تقع عليها كل آمالي، لقد عانقتني وقبّلتني وأخبرتني بكل مشاعرها إتجاه ذلك الزنجي الغبي، وكل هذا بسببك أنتِ! أنتِ فقط كلوفر، لأن أختك لم تكن مهتمة بهذا الهراء وهؤلاء المتسابقين"

"كل هذا لأنكِ تشعرين بالندم كون والده نام معكِ مرة وإستطاع تخطيكِ؟" مع ذلك السؤال إرتفعت ذراعها قبل أن تهوي أصابعها على خدّي تجعل الحرارة ترتفع تحت بشرتي.

عيوني إتسعت وحرقتني دموع أخرى تجمعت سرعان ما هبطت على وجنتيّ.

أمي هتفت بصوت إرتفع قليلا "ستخرجين معي الآن ودون رفض وإلاّ سيحصل ما لا تحمد عقباه"

إهتزّ كتفاي، أردتُ أن أبكي مثل طفلة صغيرة، زممتُ شفاهي التي إلتوت كي أمنع إنفجاري وشعرتُ بكل روحي تتألم وتتعذب.

"هذا يكفي أوبري" الصوت الذي جاء على مقربة منا جعل أنظارنا تتحول ناحيته حينما وجدتُ أنه آدم، كان ينظر إلى أمي بجمود وإقترب منا بخطوات ثابتة قبل أن يضيف "دعيها وشأنها، لا دخل لها"

"بل لا دخل لكَ أنت، إنها إبنتي لذا إذهب وإهتم بإبنك الهشّ في الأعلى"

مالذي تتفوه به؟ شعرتُ بإحراج وغضب مزدوجين.

"أمي–––" قاطعتني بنظرة صارمة "إخرسي!"

"أنتِ تؤذينها، لا يتم معاملة الأبناء بهذه الطريقة"

كلماته جعلت والدتي تبتسم بسخرية، وعقدت ذراعيها على صدرها ترفع أحد حاجبيها "حقا؟ لا تتحدث كأنك نسيت من أين أتيت آدم، لا تنسى أنك في يوم كنتَ نكرة لولا أموال تاكاهاشي، لم تكن لتقف أمامي بهذه الطريقة"

إلهي! فلتفتح حفرة ولتبلعني!

رغم أني لم أكن أفهم أي شيء لكن إشتداد فكّ آدم دلّ على أنها أغضبته، رغم ذلك ظلّ محافظا على هدوءه وأعطاها إبتسامة صغيرة يومئ لها "لا أستحقر نفسي لأجل هذا، الأقدار تسير وفق مخطط الإله، لكل منا حياته الخاصة"

رمقته بنظرة متوحشة حادة وإبتسمت حين وقع بصرها على شفتيه بطريقة جعلت عيوني تتسع، لكنها فقط أردفت ببرود "ما زلتَ ذلك اللقيط الفقير بنظري، لن يغير المال المكان الذي جئت منه."

طالعتني بعد ذلك وأمسكت بمعصمي تتابع "هيا بنا كلوفر"

نظرتُ إلى آدم متوسلة وإبتسم هو لي برفق يمد ذراعه ويبعد معصمي عن يدها، هو نطق بنفس الهدوء "دعي إبنتك تختار أوبري، لا يجوز أن نحرمها من رأيها"

"قلتُ لكَ إذهب إلى إبنك، ودع إبنتي وشأنها" هددته بكلمات مضغوطة لكني تدخلت في تلك اللحظة أنطق "لا أرغب في الذهاب"

"ماذا؟" رمشت تطالعني، وإبتلعت أرمش دموعي وأكرر "قلت أني لا أرغب في الذهاب، أريد البقاء هنا معهم، هم يعاملونني مثل فرد من عائلتهم"

"هذا غطاء! لماذا لا تفهمين؟ من المفترض أنكِ معي، من المفترض أن هذا الاهتمام يذهب إلى أمك لأني أنا من كانت في السجن وأنا من كانت تعاني ولأني أنا من قمتُ بتربيتك وليس هذا الحقير الذي يقف أمامك"

شهقتي هربت مني وإلتوى صوتي أردّ عليها "كنتُ لأفعل ذلك، أنا أحاول أيضا لتفهمي أني أحاول واللعنة! لكنكِ تستمرين في كسري وجرحي، لماذا لستُ كافية بالنسبة لكِ؟ حتى عندما كنتِ تضحكين معي، كانت دائما نظرات الخيبة إتجاهي، مالخطأ الذي بي؟ اللعنة أمي! أنت لن تفهمي حتى لو توسلت إليكِ الآن"

كانت تنظر إليّ بغير تصديق والكلمات هربت منها، ظلت فقط تنظر إليّ للحظات حين تحدثت أخيرا "هكذا إذا. ما زلتِ ترفضين الإستماع إليّ"

اللعنة! مالذي تتحدث عنه؟ هل كل كلماتي لم تؤثر بها؟

طالعتها بجمود أنطق "ضاجعي نفسك أمي!"

إلتفتت مباشرة وإبتعدتُ أتركها واقفة بصدمة أمام آدم ريدكاي، اللعنة! لا بدّ أن الإله غاضب عليّ الآن، لا بدّ أني إبنة عاقة وسيئة جدا، لكن لم أستطع التحكم في نفسي، كان كل شيء يؤلمني وبشدة.

جعلني الحديث معها أشعر بالغضب من كل شيء ومن الجميع، حتى جوني بدى الآن مثل شخص سيء تخلىّ عني.

تبا تبا تبا!

_

"ما زلتِ لا ترغبين في الحديث؟" هانتر سألني برفق بينما كنت أجلس أمامه على الكرسي، يداي تقبضان على ركبتيّ بينما نظري موجه للأسفل وعيوني متورمة.

حسنا لقد بكيتُ كما لم أفعل من قبل وملأتُ الحمام بشهقاتي حتى ظنّ البعض أني كنتُ ألدُ هناك.

"تبدين قبيحة بالمناسبة" أضاف بنفس النبرة، وكلماته جعلتني أرغب في الإبتسام لكني لم أستطع، كنتُ ما أزال تائهة.

"دعيني أحزر إذا، أنا لم أمت لذا من المستحيل أن تكوني حزينة أكثر من فقدان بوتو خاصتك، اممم إذا، هل تريدين خاتم زواج؟ لم يطعمكِ شخص ما كما يجب؟ ترغبين في النوم بين أحضاني لكنك لا تستطيعين؟"

هذه المرة الإبتسامة إرتسمت رغما عني على شفتيّ ونطق هو بضحكة صغيرة، "أترين؟ هذه هي الروح التي أريدها"

"تشاجرت مع أمي" همست الحروف بخفوت وإبتلعت، قبل أن أواصل "لقد إزداد الأمر سوءا أكثر من قبل"

"والدتك خرجت من السجن؟" سألني وأومأتُ له مؤكدة.

"ماذا أيضا؟"

"لا أعرف، أشعر فقط أني لستُ بخير" عادت الدموع لتتكاثف في عينيّ، ثم سرعان ما لففت وجهي بإتجاه النافذة كي لا يراني هانتر، مع ذلك شعرتُ بنظراته عليّ.

"مالذي ترغبين في القيام به كلوفر؟"

قال كلوفر!

"لا أعرف" هززتُ رأسي وتواصل الصمت بيننا، كان الجو هادئا في الخارج وجميلا في وقت الغروب هذا.

"تعلمين!" تحدث يقطع الصمت ويجذب إنتباهي ناحيته لأراه يبتسم، نظر إليّ برفق يضيق "عندما أخرج من هذا المشفى اللعين سنتسابق إلى سان دييغو والخاسر سيدفع ثمن كل شيء"

إبتسمتُ على تلك الكلمات، كان يتحدث عن المدينة التي تهنا فيها حينما غرقت السيارة.

"هل يمكنك تعديل الوسائد من أجلي؟" سألني بهدوء وهذا جعلني أومئ له دون تردد قبل أن أسير ناحيته، وإنحنيتُ على مقربة منه أمد ذراعاي على كِلا جانبيه لأحركها لأجله.

"رائحتكِ جميلة فراشتي" نطق بخفوت وأنفاسه كانت قريبة من ذقني جعلت شعر رقبتي يقف، في حين أضاف هو "أي عطر وضعتِه؟"

"أنا لا أعرف" حركتُ رأسي أرتب الوسادة وسمعتُ ضحكته الخافتة بينما تمتمتُ ببعض التوتر "هل هذا جيد؟"

"أجل" أومأ لي وقبل أن أبتعد عنه، أحسستُ بذراعه تلتفّ حولي، يدفعني برفق نحوه، جسدي كان مائلا بإتجاهه وقلبي ضرب بقوة فجأة، فيما تحدث بخفوت "لا توجد فراشة دون بوتو الخارق، صحيح؟ نحن هنا معا"

"هانتر!" همستُ إسمه بينما أصابعه تخللت خصلاتي من الخلف يضيف ويمنحني شعورا بالراحة "أنتِ فتاة قوية وجيدة، ومتسابقة سريعة وأخت لطيفة، وحبيبة جذابة ومثيرة صدقيني"

اللعنة! هاهو الإحمرار عاد ليغزو وجهي، بينما سمعتُ ضحكته "سيكون من دواعي سروري لو قمتِ بتقبيلي الآن لأخبرك أنكِ تجيدين التقبيل أيضا"

ضحكت أبتعد عنه وأشعر بالوهج الأحمر في وجهي، بينما إبتسم يمرر أصابعه الدافعة على وجنتي "أرأيتِ؟ أنتِ حتى تبدين أجمل الآن، أعتقد أن هذا تأثيري كلوفر سكوت، إبقي بجانبي للأبد وهذا لصالحك"

كان قد لمس للتو نفس الخدّ الذي صفعتني عليه أمب وشعرتُ برغبة في الإنفجار الان أيضا، أنا لم أنل كفايتي، ما تزال هناك الكثير من الأشياء.

حمحمتُ أبتسم له "لديّ تأثير عليك أيضا"

"أجل، تدفعينني للجنون"

"توقف عن هذا الغزل الرخيص"

ضحك بخفة وأشار للمكان بجانبه ينطق "تعاليّ"

رمشتُ أطالعه في حين غمزني "دعيني أريكِ شيئا"

ترددت لجزء من الثانية وإلتفتت نحو الباب أدعو ألا يدخل أي أحد الآن، لكني مع ذلك تحركتُ أستلقي بجانبه ونطق هو "ٱنظري للأعلى"

نظراتي إنتقلت للسقف حينما وقع بصري على ملصقات الفراولة والسلاحف والكلاب والسيارات، رمشتُ أنظر إليهم بإبتسامة صغيرة "هل أوديت هي من فعلت هذا؟"

"ومن غيرها؟" قال ذلك برفق وشعرت بأصابعه تتحرك نحو يدي، خنصره إلتف خاصتي يتمسك بي ويبثّ لي دفئا جميلا ومحببا.

أضاف بعدها "لم تكوني هنا حينما إستيقظت"

خفق قلبي على تلك الكلمات وأصابعه كانت ما تزال تلامسني، بينما أستمع لكلماته الأخرى "رأيتكِ تغادرين، إن كنتِ تتساءلين كلوفر سكوت، فأنا حقا أتوق دائما لرؤيتك من بين الجميع والحديث معكِ، إتفقنا؟ لستِ شخصا عابرا، أنتِ جزء من العائلة"

العائلة! كم كانت تلك الكلمة ثقيلة، دافئة وباردة في الوقت نفسه.

شعرتُ بالدموع تعود لتتجمع في عينيّ حينما أمسكت بي أصابعه "كنتُ أظنّ أنكِ تعرفين بالفعل هذا، لكن يبدو أن لديكِ الكثير مما يمنع عنك لذة هذا الشعور، فلتذهب أمك للجحيم إن أرادت، أنا لن أسمح لها بأذية فراشتي"

هبطت الدمعة من زاوية عيني تنزل للأسفل وتتسلل نحو أذني، شعرتُ بالغصّة في حلقي، رغم أني لم أرغب في أن أكون ضعيفة إلاّ أن تلك المشاعر كانت حقيقية، كنتُ أتألم بالفعل، لم أطلب من العالم أن يشعر بي، أردت فقط أن أرحم نفسي وأطلق العنان لنفسي.

"إقتربي أكثر كلوفر سكوت" قالها بهدو بنبرة مصرّة ووجدتُ نفسي أتحرك ناحيته حتى لامس رأسي خاصته وفي الثواني القليلة التالية هو تحرّك يطبع قبلة على وجنتي برفق قبل أن يعود مكانه، هذا جعلني أغمض عيناي وأفرق شفاهي أسمح لتلك الغصة بالإبتعاد عني.

"أنا أيضا أشعر بالخوف، لقد بكيتُ قبل العملية" قالها بضحكة صغيرة جعلتني ألف وجهي بإتجاهه حينما قابلتني عيونه، وأضاف "وبالطبع هناك الكثير من الأشياء الأخرى التي تخيفني، وهناك التي تحزنني، وأخرى تكسرني، جميعنا كذلك"

أومأت له متفهمة قبل أن أرى تلك الإبتسامة "عناق؟"

"اللعنة! بالطبع" إبتسمتُ أقترب منه برفق حتى لا أضغط عليه، ووضعتُ وجهي على كتفه بينما ذراعي إلتفت حول خصره، تحركت أصابعي على منحنياته هناك وسمعتُ الهمهمة التي صدرت عنه "لا تفعلي هذا فراشة"

أحبّ لمسه.

أكره الإعتراف بهذا لكني أحبّ لمسه، جسده وتفاصيله كلها جميلة ومناسبة ليدي وتجعلني أشعر ب–––لا أعرف.

"لا أريد هذا" واصلت لمسه وضحك هو بخفة قبل أن أشعر بيده على رأسي يغرز أصابعه ويداعب فروتي مما جعل الراحة تبثُ في جسدي بأكمله.

"ماذا أيضا؟" سألني بصوت رخيم وطالعته أرد عليه بسؤال آخر "أيضا ماذا؟"

"بحقك! أنتِ تعرفين عمّ أتحدث، هيا فراشتي" هبطت يده يقرص أنفي بخفة مبتسما، ثم كرر "أخبريني"

"جوني غادر" إبتلعت بشرود بينما يدي مستقرة على معدته، وتابعتُ "قال أنه يرغب في الإبتعاد ليحلّ بعض الأمور، لم يكن يشعر بالراحة هنا"

أضفت بعدما إنخفض صوتي "لم أعرف أنه كان وحيدا"

"لم يكن وحيدا، لا تلقي باللوم على نفسك فراشتي الزرقاء، المسألة تتعلق به"

"كيف لكَ أن تعرف هذا؟" سألته بترقب وإبتسم  هو يومئ "نحن الشباب نعرف بعضنا، الطريقة التي كنتِ تعاملينه بها كل شيء كان واضحا له وكان يدرك أنه ليس وحيدا، على الأقل ليس معك، لذا لا تلومي نفسك، أنتِ صديقة لن يجد مثيلا لها"

إبتسمتُ مثل طفلة حصلت على قطعة سكر ملونة وكبيرة، الكلمات كانت ترنّ داخلي بسعادة.

"هل هذا يعني أنه سيعود؟"

"حتما؛ إمنحيه بعض الوقت فقط" عاد للعبث قي خصلاتي، وتابع بضحكة صغيرة "بدأتُ أشعر بالغيرة، إعترفي أني أكثر وسامة منه"

لم يسعني سوى الإبتسام، لم تكن لديّ كلمات لأردّ بها عليه لذلك بقيتُ على وضعي.

حلّ بعض الصمت مجددا قبل أن أقطعه بسؤالي "كيف تشعر الآن؟"

"لا بأس بي" قال يطالع الملصقات في السقف، وإبتسم برفق "أنا سعيد لأني إستطعت رؤية الجميع مجددا"

"أجل، لابدّ أنك كذلك" وقع بصري على ملصق السلحفاة المبتسمة وإبتسمت بدوري أفكر في أوديت، كيف فكرت هذه البلهاء الظريفة في أن ملصق سلحفاة بإمكانه رسم الإبتسامة على وجه أحدهم وجعله يتحسن؟

"أشعر بالخوف أيضا" إبتلع وشرد بعيدا بعينيه، قبل أن يضيف "والشكّ أيضا"

إنعقد حاجباي أطالعه وأحثه على متابعة الحديث حين سمعتُه "تراودني الأسئلة والشكوك، ماذا لو عاد المرض؟ ماذا لو فقدتُ أحد المقربين إليّ بدل من أن يفقدوني هم؟ كلها تخيفني، وتولّد مخاوف أخرى بداخلي"

فهمتُ شعوره، كان من الصعب حقا أن تعود للتو وتخشى الرحيل في أية لحظة.

"أخشى سماع أخبار الحوادث والوفيات حتى لو كان لأسباب واضحة، هناك نقطة سوداء تولّدت للتو عميقا في داخلي وهي تتغذى بمخاوفي، أستطيع الشعور بذلك" همس وأصابعه لامستني أكثر برفق ورقّة.

لم يكن أمامي سوى رفع يدي إلى خاصته وإحتواءها بين أصابعي التي إلتفت حولها تضغط برفق عليه، وجدتُ نفسي أنطق "لكنك الآن بخير"

"أجل" إبتسم يصدر تنهيدة صغيرة، وتابع بعد ذلك "لكن أخشى أن تنقلب الأمور في رمشة عين"

لم أعلم ما عليّ قوله له، حديث أمي السابق معي جعل كل ثقتي في نفسي تتحطم، لم أعد قادرة على معرفة إن كان كلامي جيدا وعقلانيا، بات أيضا يهاجمني هاجس الطفلة التي لا تفكر.

لا أريد أن أكون كذلك واللعنة!

زممتُ شفاهي وكم رغبتُ في الحديث إليه وتحسين مزاجه، لم أجد سوى الحديث عن السرعة والسيارات "هل إشتقتَ إلى مونلايت؟"

"أكثر مما تتصورين، وأرغب في قيادتها الآن، أنا وأنتِ معا" ناظرني يغمزني بخفة ويجعلني أبتسم، في حين تابع "لن يكون هذا بعيدا على أية حال، نحن سنقود تلك البيضاء الفاتنة"

"هانتر" قلتُ إسمه أغوص في كل لحظة، وهمهم هو برفق "هممم! فراشتي"

فتحتُ فمي لقول شيء ما لكني لم أجد أي كلمة، لا أعلم ما أردتُ إخباره به، لا أعلم واللعنة!

"لا شيء"

"هه! لا بأس هي أربعة أحرف، قوليها ببساطة، أ–ح–ب–ك"

ضحك في نهاية كلامه وشعرتُ بوجنتيّ تتوردان، بينما أضاف "أعدكِ إن قلتها أني سأدفع ثمن وجباتك كلها، وسأسمح لكِ بقيادة سيارتي، وستلمسيني أينما أردتِ، يمكنكِ أيضا صفع مؤخرتي وتقبيلي، والكثير من الميزات الأخرى، هيا هيا"

"أحصل على هذه الميزات بالفعل دون قولها"

"ستحصلين عليها مضاعفة إذا" غمزني ووجه أصابعه لوجهي كي يقرص أنفي مما جعلني أبتسم له وأصدر هسهسة متألمة.

"هيا فراشة"

"توقف بوتو" قرصتُ أنفه بالمقابل وضحك بقوة حتى سعل فجأة مما جعلني أقف وأربت عليه برفق "هل أنت بخير؟"

"أجل لا بأس" دموعه خرجت من زوايا عينيه بسبب السعلة، لذا لم أتردد في مسحها لأجله وبرفق نطقت أخاطبه "اللعنة! لا تضحك بهذه الطريقة"

"ضحكتي ليست أسوأ من خاصتك أثناء النوم"

"لعين!" لويت شفاهي وإبتعدت عنه أتخذ وضعية الجلوس في حين إبتسم يغمزني "لكني أحب الطريقة التي تتعلقين فيها بي حين تنامين"

"أنت حقا–––" ضغطت على أسناني وظل هو مبتسما "ها؟ أنا حقا ماذا؟"

أصدرت تنهيدة وإبتسمت أنظر للأسفل أهز رأسي بقلة حيلة "رائع، حسنا؟ أنت رائع، هل إرتحت الآن؟"

"أجل، يمكنني الموت بسلام" أغمض عينيه ثم أعاد فتحهما يطالع الملصقات في الأعلى، وتابع "أنتِ أيضا رائعة فراشتي، لن أكذب وأقول العكس"

"إذا؟"

"إذا سوف––"

قاطع حديثه إنفتاح الباب مما جعلني أقف مباشرة مثل قطعة أفزعها كلب وجاء صوت الضحك "أهلا أهلا، عودي لمكانك إنه نحن فقط"

"حمدا للإله" زفرتُ أنظر إلى أوديت التي جاءت تحمل علبة وردية وبرفقتها سيتشو ونايومي التي بدت شاردة.

"كيف حالك يا رجل؟" تقدم سيتشو ناحية هانتر وجلس بجواره على السرير قبل أن يضيف بضحكة ساخرة "تبدو قادرا على فعل كل شيء"

"اخرس سيتش! لقد أفسدت الجزء الممتع بدخولك"

ضحكت أوديت تغمزني وقلبتُ عيناي أسير ناحية النافذة لأطلّ منها، في حين تحدث سيتشو "لم تكن فكرتي، كانت نايومي"

إتجهت جميع الأنظار نحو نايومي التي هزت كتفيها وإبتسمت تسير نحو هانتر، إنحنت إليه تقبّل خده وأردفت "إشتقت لبوتو الجميل، مالذي عليّ فعله؟"

"مالذي لديكِ في العلبة أودي؟" هانتر نطق يشير بعينيه إليها وضحكت بحماس تصرخ "مزيد من الملصقات"

"إلهي! إرحمني" أغمض عينيه بقلة حيلة بينما إبتسمتُ ناحيته.

أوديت خاطبت الياباني "سيتش! هلاّ حملتني مجددا من فضلك؟"

"أنتِ سمينة، ستكسرين كتفيه" هانتر عبّر بسخرية جعلتني ألف وجهي ناحيته بحدة ونطقت بسخرية "لماذا لا تقول أن صديقك ضعيف؟"

إبتسم هانتر دون قول أية كلمة بينما تحرك سيتشو ينحني أمامها، ووسعت هي بين ساقيها تضع كل ساق على كتف قبل أن يرفعها واضعا يديه على ركبتيها.

"إحذر من أن تسقطني" ضحكت أوديت وبدت مستمتعة، لكن سيتشو كان أكثر متعة منها، حين ردّ بإبتسامة "يسقط الحاكم ولا تسقطين أنتِ"

لاحظتُ توردا طفيفا ظهر على وجنتيها وشردت من خلال النافذة قبل أن تقف نايومي فجأة بجانبي تنظر هي الأخرى للخارج عبر النافذة، كانت هادئة ومتحكمة في نفسها أكثر مما توقعت.

رميتُ نظرة سريعة عليها وإلتقت عيناي بخاصتها، أتذكر آخر مرة أننا لم نكن على وفاق، لكن هذه المرة هي أعطتني إبتسامة الأخت الكبرى،  جعلت قلبي يتحرك ولم يكن بوسعي سوى الإبتلاع والإبتعاد بعينيّ عنها.

"أعلى سيتشو" أوديت قالت وهانتر زفر بقوة يضع يديه على وجهه "أسقطها سيتش! سأعطيك مضمار ريدكاي"

"أنت مريض، يجب أن نملئ المكان بالطاقة الإيجابية"

"هانتر!" الباب فُتِح وظهرت فجأة والدته مع إبتسامة كبيرة على وجهها، مررت بصرها على الجميع وإتسعت تلك الإبتسامة أكثر "آه الجميع هنا، رائع إذا"

"أهلا سيدة جاكلين"

_


مع إنقضاء اليوم لم أكن أرغب بالذهاب للمنزل، ليس وأمي هناك وسأضطر لمقابلتها، ما أزال ألعن نفسي كوني قلتُ ذلك لها.

لهذا أنا هنا على السطح أراقب أضواء المدينة بمفردي، حاولت للمرة الثالثة الاتصال بجوني لكنه لم يردّ وكان خارج نطاق التغطية.

آه جوني الوغد! سأشرب دماءك حين أراك مجددا.

كان كل شيء يبدو كأنه مسرحية ساخرة وأنا ذلك المهرج الذي يبكي، هكذا بدى لي الأمر.

"مالذي أفكر به؟" همست أطرد هذه الفكرة السخيفة عن ذهني، قبل أن أفكر في الأيام المقبلة.

إهتزّ هاتفي يعلن وصول رسالة وخفق قلبي أسرع لرؤيتها حين وجدتها من هانتر. ليس جوني.

[لقد تخلصتُ من الجميع، تعالي إليّ ؛)]

قلبتُ عيناي لكني إبتسمتُ مع ذلك.

[لنتحدث، تعرفين أننا سنتحدث. ؛)]

حركتُ كتفاي وإلتفتت مغادرة نحو الباب كي أذهب إليه.

أنا متشوقة للحديث معه مجددا. أو ربما معانقته.

تقبيله؟

أعني أنه ما يزال لديّ الكثير لأخبره به. هذا فقط.

أجل، هذا فقط.

_

صباح اليوم التالي

نظرتُ إلى سيتشو بشكّ مضيقة عيناي فيما أسناني تمضغ قطعة فطيرة الفراولة التي أحضرتها أوديت بحدّة، كنتُ آكلها مثل وحش مفترس، وتحدثت بغير إكتراث أقلب عيناي "لماذا تنظر إليّ؟"

"هل هكذا تأكلين في العادة؟" وضع الشوكة التي كان يستعملها للأكل وأضاف "ستختنقين"

"لا دخل لكَ"

"هذا يكفي" أخذ القطعة مني يضعها جانبا وقدّم لي كوب حليب "هذا أفضل"

رمقت الكوب للحظة ثم حولت بصري أمسح المكان قبل أن أضيف "تعلم أن أوديت لن تحبّ هذا"

"الحليب؟"

الوغد!

قلبت عيناي بسخرية "لا تتظاهر الغباء ألبرتو! نحن لا نتحدث عن الحليب هنا"

"اه! ظننتُ أنها لن تحب الحليب، إن كان الأمر كذلك فلا بأس دعيها تنزعج قليلا" غمزني بإبتسامة ونظرات جراء بريئة كانت تصدر عنه جعلني أرد له الإبتسامة بأخرى ممتعضة "أنت تستمتع بهذا"

"هذه طبيعتي، لا يمكنني تغييرها" هزّ كتفيه يبتسم ودفع الكأس بأطراف أصابعه يقرّبه مني "هيا إشربي، وأخبريني عمّ يزعجك"

قلبتُ عيناي آخذ جرعة واحدة وإبتسمت أمرر لساني على شفتي العلوية مستمتعة بمذاق الحليب، تحدثت أهزّ كتفاي "لديّ في حالة يرثى لها"

"هذا واضح" أخذ قطعة أخرى من الفطيرة ومضغها يستسيغ طعم الفراولة اللذيذ.

"دعك مني الآن، أنت لستَ معالجي"

"اه فعلا! لقد نسيت أن صديقي الصدوق يتكفل بهذا الأمر"

سافل! مستفز! لعين!

رفعتُ حاجبي بإتجاهه ووضعت ذراعاي على الطاولة أدفع بجسدي للأمام وأهمس "اقترب"

"ماذا؟"

"سأخبرك بشيء ما"

حالما إقترب مني أنا إبتسمت أغمزه "لا تنسى أنك كنت تتوسلني قبل مدة ليست بالطويلة لأحلّ معضلتك العاطفية، ألبرتو"

طرطقت لساني عندما نطقت كلمة 'ألبرتو' ورأيتُ ملامحه تسقط وشفاهه تشكل خطا رفيعا، عاد للوراء يتكّ لسانه هامسا "سافلة"

"وغد!" رددتُ له بنفس النبرة وحركتُ حاجباي كي أغيظه، هو قلب عينيه وجال ببصره في المكان مغيرا موضوع الحديث "حسنا أستسلم، أخبريني بشيء آخر"

"ولماذا لا تخبرني بما حصل بينك وبين باربي؟ رأيتك تتبعها إلى الحمام أثناء العملية، هل حللتما الأمر بطريقة والدك السيئة؟"

"ماذا؟ قطعا لا!"

يعرف أن والده شخص سافل!

آسفة سيد دايتو لكني لا أقصد الإهانة.

"لقد تحدثنا قليلا" تحدث بصوت هادئ وإبتسم حالما رأيته يتذكر المشهد.

يا لليائس العاشق!

هل يمكنني أن أفعل هذا مع هانتر وأبتسم بمجرد تذكره؟ حتما سأبدو مثل أرنب مشوّه.

"لقد إعتذرت مني لجرحها مشاعري ولم أشأ أن أضغط عليها، أخبرتها أنها ليست مجبرة على أي شيء" حرك كتفيه وأخذ قطعة أخرى يلوكها.

تابع "إتفقنا على البدء من جديد، طلبت منها أن تنسى أن كل ذلك حصل، وأن تعتبرني شخصا تعرفت عليه للتو"

"وهكذا ستريها جانبك الشهم الوسيم وستقع في حبك"

"أوه حتما ستفعل! هذه المرة أنا لا أمزح"

شخرتُ بسخرية أقلب عيناي "اه حتما ستفعل! إن كانت ستفعل ألبرتو فأنت مدين لي بمعروف كبير كبير جدا"

"لا تنسي أنك لم تدفعي قرشا واحدا حينما دمرتِ سيارتي"

"لم نكن أصدقاء حينها، كان مسموح لنا الغش، الآن علينا اللعب وفق قوانين"

"وماذا تعرفين عن اللعب بالقوانين؟ احترمي قوانين المرور أولا" قلب عينيه بإنزعاج وهذا جعلني أضحك بصوت مرتفع جذب إنتباهه إليّ، غمزته آخذ رشفة من حليبي ونطقت "الآن أشعر بالرضا"

"أخبرتكِ أنكِ سافلة"

"نحن لا نختلف كثيرا، تذكر هذا" غمزته مجددا أمدّ قبضتي وإبتسم هو يضربها بخاصته ويعود لتناول فطيرته بهدوء.

_

يتبع....

رايكم؟

مشهد عجبكم؟

خلونا نبدا بأوبري محبوبة الجماهير 😗

رايكم بيها؟ تصرفاتها؟

تتوقعوا ازاي طلعت من السجن؟

كلامها مع كلوفر؟

مشاعر كلوفر؟

رد كلوفر على والدتها؟ مع أو ضد؟

تدخل آدم؟ 😔

هانتر وكلامه؟ 😫

علاقتهم؟

المومنت؟ ✨✨

سيتشو وأوديت؟

تصرفات أوديت؟

علاقة سيتشو بكلوفر؟ أحبها أحبها

المهم جملة الفصل؟

نقد أو ملاحظات؟

يلا تعالوا عندي للإنستا وناقشوا معي أي شيء ثاني ✌️

See you soo––– 🚶

Luv y'll guys 💜

Continue Reading

You'll Also Like

915K 62.2K 26
قتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم و...
588K 44.1K 15
عَالم مظلم مغمور بالغموض حكاية خطت ورُسمت بالوان الغموض والخفية سَنشاهد التقاء روحين للتصدي للماضي الأليم والمواجهة مع التحديات الجادية هل ستجد ال...
5.5K 508 12
فتاة مهتمة بالفن والموسيقى بحياة هادئة مملة تتحول حياتها بعد ان وقعت في عالم لا تعلم عنه شيءا ...
1M 37.4K 43
روايتي الرابعة " مستمرة " كُتبت بواسطة : الجُّود بِنت آل مطّلق 🤎