سريع

By itsmaribanks

872K 73.5K 73.9K

"سريع عزيزتي، أنا سريع جدا" الرواية هي الثانية من سلسلة Rage & Wheels الجزء الأول: آدم. لكن يمكن قراءة كل... More

بداية
1- إختطاف
2- احفظي سري وسأحفظ خاصتك
3- ماكر
4- متعجرف
5- بعض الفوضى
6- بوتو والفراشة
7- رِهان
8- عيد الميلاد
9- رعب وتحدّي
10- حفلة مبيت
11- الفوز والخسارة
12- لكنه لم يفقدني
13- المأوى
14- مضمار ريدكاي
15- التسلل للخارج
16- السارقة أم المتسابقة؟
فصل خاص | اللحظة الإستثنائية
17- ضخات الأدرينالين
18- تائهين
19- ليلة بوتو والفراشة
20- لحظة التوهان
21- حصان بري
22- مرايا مكسورة
23- أفكار، مشاعر وحقيقة
فصل خاص | ستنقذني دائما
فصل خاص | ما نريد، ما نستحق
24- إقتناص الفرص والنهوض
25- نعود لنتوه
فصل خاص | الإنخفاض والإرتفاع
26- نجوم تعرف ولا تعرف طريقها
28- الحكمة من الشيء
29- شكرا
30- رابط يجمعنا
31- ركُب الحياة
32- سافلة
33- سباق المدينة
34- المضمار الشبح
35- إنسجام
36- زهرة الياسمين
37- تحت السطح
38- هانتر ريدكاي وكلوفر سكوت
النهاية | هذه المرة لأجل نفسك.

26- وهِن لكن سريع

18.8K 1.5K 1.6K
By itsmaribanks

بعد أسبوعين

هانتر

صوت الرنين المتكرر برتابة جعلني أكمش جفوني قبل أن أفتح عيناي ببطئ شديد أودّع ما تبقّى من النعاس، وبكسل شديد إلتفتتُ للجانب حيث الطاولة المحاذية للسرير، بنصف عيون مفتوحة مددتُ ذراعي أسحب الهاتف ناحيتي، فتحتُه أجبِر نفسي على إلقاء نظرة على الشاشة وإبتسمتُ مباشرة حالما رأيتُ الكمّ الهائل من الرسائل.

كلها من فراشتي.

دفعتُ بجسدي للأعلى أعتدل في جلستي وشعرتُ بالهواء البارد الذي يدلف من النافذة هذا الصباح يعانق جذعي العاري ويجعل قشعريرة تمرّ على طول جسدي.

سعلتُ بخفة واهتز جسدي إثر ذلك مما جعل كل عضلة لديّ تؤلم بشكل مزعج، تجاهلتُ ذلك رغما عني أفتح الرسائل، وأبدأ قراءتها من البداية.

من الجيد أنها حصلت على هاتف جديد.

[هل نِمتَ بوتو؟] ....على الساعة 11:40 مساءا

إبتسمتُ أتذكر أني ذهبتُ في نوم عميق البارحة بينما كنا نتحدث.

[اوه أنت حتما نائم ~_~] ....الساعة 11:45 مساءا

[لا عليكَ لقد كنتُ أودّ إخبارك بقصّة]....الساعة 11:55 مساءا

[مهلا لقد تذكرتُ شيئا...هل تحبّ الوشوم؟ أفكر في شيء ما يخص الوشوم :)] .... الساعة 00.01 صباحا

[تذكرتُ أنك نائم الآن، على الأرجح تحلم ببوتو الخارق يغني لكَ وتسبحان معا في الفضاء، صحيح بوتو السريع؟ :)] .... الساعة 00.30 صباحا

ضحكة هربت مني على ذلك ورفعتُ الشاشة للأعلى أتابع بقية الرسائل.

[أحيانا أشعر أن بوتو نائم تحت سريري ويخيّل لي نباحه في هذا الوقت. ~_~] ... الساعة 02:00 صباحا.

غبية!

[صباح الخير بوتو :)]....الساعة 07:30 صباحا

[نسيتُ إرسال بقية المسائل يا معلم ؛)]....الساعة 07:31 صباحا

أتبعت ذلك بأربع صور لأوراق الحلّ وإبتسامتي بشكل لا إرادي إرتسمت على شفاهي.

كلها صحيحة.

[أرجوك أخبرني أنها صحيحة، لقد قضيت الليلة الماضية أحلّها جميعها حتى يتسنى لي الإستمتاع بنهاية الأسبوع :(]....الساعة 07:35 صباحا.

[بوتو]....الساعة 08:30 صباحا

[معلم بوتو]...الساعة 08:33 صباحا

[اوه بوتو؟ هل أنت هنا؟]....الساعة 08:35 صباحا

[أخبرني إن كانت صحيحة، أرغب في الخروج ~_~]....الساعة 08:36

كانت تلك آخر رسالة، ورمشتُ أطرد النوم وأكتب الردّ.

[فراشة ذكية ؛)]

قلبت عيناي أفكر في شيء آخر قبل أن أضيف

[سأراكِ اليوم في المضمار، قريبا جدا فراشتي]

أنهيتُ الرسالة بتعبير قبلة وضغطت زرّ الإرسال لكن لم يكن الرد مباشرا، لذلك بهدوء وضعته على الطاولة أمدد جسدي وأشعر بالألم في كل عضلاتي يجعلني أصاب ببعض الدّوار.

تنهدتُ أتحامل على نفسي وأسير ناحية الحمّام، ألتقط منشفتي في الطريق وأتابع خطواتي إلى بابه أفتحه وأدلف للداخل.

أقدامي قادتني أقف أمام المرآة أطالع جسدي النصف عاري وشعرتُ بكتلة على صدري تجعله ينضغط حالما رأيتُ الإختلاف ومقدار الوزن الذي فقدته، هالات سوداء كانت تحت عيوني تبدو مثل ليلة ميّتة لا حياة فيها ولا نور.

زفرتُ أبعد بصري بسرعة، وأتجرّد من ملابسي بعيدا عن المرآة، أحاول قدر الإمكان تجاهل شعور المقت بداخلي، الرفض لما أصبحتُ عليه، طريقة إستسلام جسدي ووهنِه أمام المرض.

شعرتُ كم أنّ البشر لا شيء حقا، كم أنهم صغار جدا بين آلاف الأشياء التي يعتقدون أن السلطة فيها تعود لهم.

إبتلعت أسير ناحية المرش وتركتُ المياه الدافئة تنزل عليّ، تلفّني وتعطيني عناقا مؤقتا زائل، تمرّ على طول جسدي العاري وتلمسني تذكّرني بالنقاء، الخواء والفراغ الجميل الخفيف.

عيوني كانت مغلقة أستشعر كل هذا، أحاول فقط أن أغيب عن كوني مادة متهاوية فاشلة في البقاء، أن أنسى أن الوعاء الذي يحمل روحي بدأ يتهاوى، أن العلاج يؤلم أكثر.

أن الشّك بإمكانه أن يقتل أيضا.

سحبتُ عبوّة الشامبو أضع القليل على رأسي وأعدتها أبدأ بفرك فروتي برفق حين خفق قلبي بقوة وواجهتني الحقيقة فجأة بشكل أعنف وأكثر قساوة.

اهتزاز جسدي وتصلب عضلاتي عند ذلك الإدراك جعلاني أفتح عيناي، أزيد قوة دفع المرش وأرى الرغوة تنزل للأسفل عند قدماي مع خصلاتي التي تساقطت مثل أوراق شجرة منهكة ومريضة.

قلبي إنضغط أكثر وشعرتُ بجفاف حلقي حالما سحبتُ يدي ناحيتي أرى الشعر في راحتي، ورغم أني كنتُ أعلم، وكنتُ أستعد لكن إختبار الأمر يبدو مثل الصفعة وأقوى، يبدو كأن الأمل يتلاشى من أمامي وكل شيء حولي يفلت يدي.

إبتلعت أزمّ شفاهي، تلتفّ أصابعي بقوة مشكلة قبضتين مشدودتين، وبدى لي أن نهاية الطريق تقترب، شيء بداخلي تمزّق للتو كأن خنجرا حادا تمكّن من عبوري وجعلي أنزف.

خصلاتي تحللت أمامي أراها تتبع مجرى المياه في حين إبتعلت مرة أخرى أعود للوراء وأستند على الجدار حولي، أنفاسي تثاقلت كأن الموت يحضر حولي ولكني لا أموت الآن.

يخبرني أنه ما زال لديّ بعض الوقت لأنهي بعض الأشياء.

تدافعت الصور في ذهني لهم، إبتساماتهم وأصواتهم، كل التفاصيل وكل الذكريات عادت إليّ بقوة كأنها تدعوني لأحزم وأستعد.

لكني الآن أدرك أني لستُ مستعدا ولن أكون كذلك.

لا أخشى الموت وسأتحمّل الألم؛ لكن لن أقدر أبدا على فِراقهم، لأنهم كانوا مني وكنتُ أنا منهم.

لا يمكنني تخيّل برودة جسدي حين تلمسني كفّ أمّي ولا الحضن الذي سيكسر عظامي حين تعطيه لي دون أن أعود للحياة، لا أستطيع تحمّل إنهيارها وضياعها حين تضيع روحي في مكان ما من هذا الوجود.

أبي، كان لديه بالفعل ما يكفي من فراق الأحبّة في الماضي، الكثير من خذلان الحياة له وكسرها لظهره، لذا لا أرغب في أن أكون أنا التالي، لا أرغب في أن ينكسر لأنه لن يعود.

رمشتُ أعيد الدموع، أبتلع الكتلة في حلقي في حين تفاقم الغضب والقهر بداخلي، وكنتُ أرغب بإنتزاع رئتاي وخلع الورم بيديّ العاريتين، أريد رحيله بعيدا عني، أن أصرخ بأن يتركني ويرحل لأني لا أريد تحطيم أي أحد بعد.

لماذا أنا؟ لماذا كان على الإله أن يختارني أنا؟

لماذا واللعنة لم يكن علي إكتشاف ذلك في وقت أبكر قليلا؟

ماذا لو عاد؟ ماذا لو رحل ونجوتُ ثم عاد؟

شعرتُ بحريق في صدري وكل جسدي ولم أرغب في البقاء أكثر، لذا لم أتردد في الخروج منه، ألفّ المنشفة حول خصري وأسحب أخرى أصغر حجما أغطي بها شعري بينما أغادر المكان وأصفع الباب بقوة خلفي.

أردتُ أحدهم، وأردتُ أن أنسى لأن الغضب لن يفيدني، ولن يفعل سوى إثارة فيضي وقتلي بالبطئ أكثر مما يفعل المرض.

لستُ شخصا يغضب، ليس عليّ أن أغضب.

زفرتُ بقوة ألتفت حينما سمعتُ الصوت في غرفتي يجعلني أنظر نحو مصدره أرى أمي تغلق النافذة، تسدل الستائر.

رمشتُ عدة مرات حينما إلتفتت إليّ وإبتسمت تميل رأسها وتسير ناحيتي، "اوه أرى أنك إنتهيتَ من حمامك"

لم يكن لديّ أي شيء لأقوله، كان عليها أن تكون في العمل اليوم، ولكنها هنا في غرفتي.

"الجوّ بارد في الخارج هان، كان عليك إغلاق النافذة قبل أن تأخذ حمامك"

وقفت أمامي تضع يدها على كتفي العاري وبرفق تمرر أناملها صعودا إلى وجهي، ترفع رأسها لي بسبب قصر قامتها، تتسع إبتسامتها مع كلماتها "تبدو في حالة جيّدة ووسيم كعادتك"

هذه هي أمّي.

هي تابعت "جهزتُ ملابسك التي كويتها البارحة، عطّرتها أيضا أتمنى أن تعجبك، تريد أن تنضم للبقية في الفطور؟"

عيوني إنتقلت إلى سريري أرى الملابس الموضوعة هنا وشعرتُ بالألم في داخلي يكبر، عدت لأرى اللمعة في نظراتها وأردتُ أخذها بين أضلعي، لكني لا أستطيع.

لا يجب أن يضعف رجلها القويّ أمامها ويجعل قلبها ينهار لأجله، لا يمكن أن أعطي أمي هذا الشعور.

إبتسامتي إتسعت أسير ناحية السرير وألتقط القميص الأزرق، "جهزتِ ملابسي؟ جاكلين ريدكاي هل أخبركِ أحدهم أنكِ أفضل أم في الوجود؟"

غمزتها أرى التورد يلوح على وجنتيها بخجل صغير بينما تقهقه بخفة وتسير إليّ، "ليس بالشيء الكبير إنه واجب الأمّ، صحيح؟"

"لو لم تكوني أمي كنتُ لأتزوجك" تابعت أرقص بحاجباي ومباشرة تلقيتُ ضربة قوية على كتفي جعلتني أصدر تأوها خفيفا، أهسهس بألم "هذا يؤلم"

"آسفة عزيزي" ربتت بخفة على المكان تتابع "ما كان عليكَ قول ذلك"

شعرتُ بالدفئ يعمّني على تلك اللمسة الصادرة عنها، وإنحنيتُ أجذبها ناحيتي أقبل خدّها بقوة، أعانقها وأشعر بذراعيها تلتفان حولي، أنطق "أنا شخص محظوظ بإمتلاكي جاكلين في حياتي"

لم تتكلم؛ علمتُ أنها تخوض هذا الصراع في داخلها وأنها تقاوم كي لا يخرج صوتها منكسرا، لذا برفق ربّتت على ظهرها أنطق بصوت أكثر إنخفاضا ولينا "عليّ الحفاظ عليكِ للأبد"

ذراعيها شددتا عليّ وشعرتُ هناك أني في المكان الصحيح الذي بإمكانه حملي والترحيب بي لآلاف السنين، أكثر مكان دافئ يسع كل ما يؤلمني ويخبرني برفق أني سأكون بخير.

حضن أمي لن يفلتني ولن يتركني أبدا.

"وأنا سأحافظ عليكَ" همست بها ضد بشرتي تجذبني أكثر إليها، تجعل كل ما تبقى لديّ ينهدّ في داخلي.

كان وعدا يصعب الوفاء به تحت الظروف، وكل شيء يسبب الألم بطريقة بطيئة حلوة ومليئة بالمرارة.

لم أنطق بأية كلمة بعد ذلك وكلانا ظلّ صامت يستشعر قرب الآخر منه، الرابط الذي يجمع روحي المنسلخة عن خاصتها والدفئ الذي عمّ كل واحد منا بقربه من الآخر.

كان حضنا دافئا، آمنا وبعيدا عن العالم، وها أنا هنا لا أرغب في أي شيء عدا أن أكون بخير لأجلها ولأجله هو.

لأجلهما هما أولا، والداي.

ضغطت أسناني حينما لمعت عيناي وإحمرّت بوخز خفيف يهدد بضعفي الآن، لكني إبتلعتُ أهمس "سأكون بخير أمي"

لم أكن متأكدا، ولا أعلم إن قُلتها بإيمان أم كذب، لكني أردتها أن تشعر بالهدوء وليس الفوضى.

أمي أيضا فقدت أحدهم في الماضي. شقيقها.

"سأكون بخير لأجلكِ، لا تقلقي" تابعت أبتعد عنها قليلا وأرفع ذقنها ليقابلني وجهها، كما توقعت كانت الدموع عالقة في رموشها، مما كسر جزءا آخرا مني.

إبهاميّ مسحا عينيها برفق وإبتسمتُ أميل رأسي "أنا إبنكِ، لا يمكن ألا أكون قويّا مثلكِ، لا تقلقي"

"هل تعدني؟"

كان هذا صعبا، وكان الوعد الذي لا أعلم إن كنتُ سأفي به.

همستُ أقبّل جبينها بخفة "أعدكِ"

"أثق بكَ إذا" إبتسمت تضم شفاهها وتحاول ألا  تطلق العنان كي تنهدّ حصونها، لكنها كانت كذلك، وبدى لي كأني أسمع صوت التهشيم هنا داخل غرفتي حيث الصمت لا يكسره سوى دواخلنا المحطّمة.

"ارتدي ملابسك كي لا تمرض وإلحق بنا، حضرتُ فطائر ستحبّها" مررت يدها على طول ذراعي تفركها بخفة.

تتابع بضحكة صغيرة "لا تقلق، والدك حضرها معي لذا لن تؤذيك"

"أرحتِني" زفرتُ بإرتياح ومباشرة تلقيتُ ضربة خفيفة على كتفي، أسمع تنفسها المغتاظ "فتى سيء"

ضحكتُ بخفة أنحنى لتقبيل جبينها مرة أخرى، أطالعها بإبتسامة "سآكل أي شيء فيه لمستكِ، لا تقلقي عزيزتي"

أملتُ رأسي أتابع "سأنضم إليكم بعد قليل"

"سأكون بإنتظارك، لا تتأخر" بتلك الكلمات هي رمت لي نظرة رقيقة دافئة قبل أن تسير ناحية الباب، ترسل لي قبلة في الهواء وتغادر بعدها.

تنهيدة ثقيلة خرجت من بين شفاهي قبل أن أتخذ جلستي على طرف السرير وأخلع المنشفة من على رأسي أمرر أصابعي في خصلاتي، أبتلع وفي ذهني لاحت فكرة خسارتي له قريبا.

قريبا جدا.

"اللعنة!" همستُ تحت أنفاسي أقبض على خصلات شعري بخفة، أغمض عيناي وآخذ أنفاسي أحاول تهدئتها.

_


"تمهّل"

نداء سيتشو جاءني من الخلف حين كنتُ أسير ناحية الباب أستعد لمغادرة المنزل، قبل أن أشعر بذراعه تحيط رقبتي، يضحك بخفة "إلى أين يا صاح؟ تذهب من دوني؟"

كان ما يزال يمضع بقية فطيرة الفراولة المفضلة لديه وإبتسمتُ أرفع حاجباي معا، أميل رأسي ناحية ذراعه "ربما؟"

الشيء التالي الذي شعرتُ به هو يده التي ارتفعت تضرب رأسي وتدفع جسدي للأمام، أسمعه ينطق "سافل"

إلتفتّ إليه أتظاهر الإنزعاج فيما رأيتُ إبتسامته الصفراء، مما جعلني أغمزه "ما بكَ؟"

هو هزّ كتفيه وتجاهل الموضوع يطالع رأسي، يبتسم برفق "تبدو جيدا بالقبعة"

"بحقك! هو يبدو وسيما في كل وقت" صوت نايومي الناعم جعلني ألتف للخلف أراها تسير ناحيتنا بإبتسامة واسعة على شفاهها.

عيوني إنخفضت أرى ما كانت ترتديه، سترة جلدية سوداء فوق قميص أزرق، بنطال جينز أسود وحذاء رياضي من نوع نايكي أبيض، تماما مثلما أرتدي لكن بنسخة أنثوية.

كانت تعتمر قبعة رياضية سوداء مثل خاصتي.

حاجباي ارتفعا على ذلك أراها تقترب مني، تميل رأسها وتضع يدها على كتفي تضربني بخفة "أنا عمّتك، لا تُطِل النظر إليّ"

غمزتني في نهاية كلامها تجعلني أرمش عدة مرات، أفرق شفاهي قليلا وأنطق "هل عليكِ تقليدي في كل شيء؟"

"ليست مشكلتي أنك مثالي" حركت كتفيها تضحك بخفة وإبتسمت أنا على ذلك عندما شعرتُ بذراع سيتشو حول رقبتي مرة أخرى يضيف "لا أحد يمكنه مقاومة الشاب الأسرع في ويست، صحيح يومي؟"

"صحيح" تحركت تفتح ذراعيها ناحيتنا وتجذبنا إليها، تصيح بصوت مرتفع "أحبكما يا رفاق"

ليس من عادتي أن أحب العناق الذي تعطيه لي نايومي ولا سيتشو، لكن الشعور هذه المرة كان مختلفا جدا، كان كالدّيار وبدى تماما مثل الشيء الصحيح.

أردتُ أن أرفع ذراعاي وأعطيهما ذلك العناق، لكني لم أتحرك قيد أنملة، بينما عقلي كان قد توقف عن العمل والتفكير، وبدلا من ذلك كنت أستشعر فحسب كل ثانية تمرّ، كل شيء بدى مثل التصوير البطيء وأردتُ أن يدوم، أردتُ فقط أن أتوقف عن المحاولة والتفكير، وأفلت نفسي فحسب لأجد نفسي ما أزال بينهم.

أرغب في الضياع حتى أجد نفسي.

كانت ترتدي تماما مثلما ارتديتُ حتى لا تُشعرني بأني اعتمرت القبعة لإخفاء شعري، ووجدتُ أني حقا أريد أن أصرخ بإسمها حتى أفقد صوتي، وحتى يضيع كل معنى أمامي ويتلاشى.

حينها لن أرى سوى صور الأشخاص الذين أحبهم، ولا أشعر سوى بالإنتماء لهم، مجددا ومجددا.

لأن البرد يؤلم كثيرا، وأفضل الإحتراق معهم بدلا من أن أتجمد بمفردي.

"إلى ويست؟" رفعت حاجبها تبتعد عنا، وتبادلت الأنظار مع سيتشو، أرمي سؤالي "ألم تقُل أن لديك شيء تريدني أن أرافقك فيه؟"

"انسى بشأن ذلك" قال بهدوء يحرك كتفيه، وقبل أن يصدر عنّي أي ردّ، وجدته يتابع "هيا بنا للمضمار، لا نريد أن نتأخر"

"إلى مضمار ويست" هتفت نايومي بصوت مفعم تجعلني أصدر تنهيدة خافتة لم تصل لمسامعهما.

هذان ليسا هما، ليس من عادتهما أن يكونا هكذا، وأعلم السبب وراء هذه التصرفات، أعرف أيضا أن هناك ألما كبيرا خلف هذه الأقنعة.

رغم ذلك لن أتجرأ على أن أغضب أو أنزعج من تصرّف الجميع إتجاهي بهذه الطريقة، لأني أشعر بهم، أشعر بالعذاب والإنكسار الذي يحيطهم.

كان هذا الإنكسار مضاعفا بالنسبة لي.

لذلك نعم، لن ألومهم ولن أغضب، ولن أصرخ بأي أحد بأن يخرس.

الحياة أقصر من أن أزيدها سوءا، واللحظات تمرّ مثل برق خاطف، إن كانوا سيبقون معي وأحظى بهم خلال هذه الأيام.

سأفعل إذا، دون تذمر ودون غضب.

إنهم كل ما أملك وهم ثروتي الوحيدة.

_


"يبدو المضمار بحالة جيدة"

تمتمت نايومي تترجل من ريد دراغن سيارتها، فيما كنتُ أنزل من دارك نايت، أسمعها تتابع، ذراعيها مفتوحتين وتستنشق الهواء بعمق "إلهي! إشتقتُ لأصوات المحركات"

"لا ألومك، جميعنا فعلنا" سيتشو أضاف يضحك بخفة ولكزني بمرفقه في معدتي يضيف "صحيح مونلايت؟"

"إنه منزلنا بعد كل شيء" هززتُ كتفاي أبتسم بخفة، هاتفي كان في يدي، أقوم بكتابة الرسالة الخامسة لكلوفر التي لم ترد حتى الآن.

[أين أنتِ؟ لا أرى بلو وينجز في الجوار]

ضغطت زر الإرسال وعيوني تجولت أبحث عنها، لكن لا أستطيع إيجادها.

"لنذهب كي نبحث عن جوني" نايومي تحدثت تقود خطواتها بسرعة للأمام، وكنتُ على وشك إتباعها مع سيتشو في اللحظة التي جاء لأسماعنا صوت إحتكاك عجلات قويّ بالاسفلت يختلط بتصفيقات وضحكات أنثوية.

أوديت؟

وكلوفر؟

لففتُ عنقي للخلف أرى الكامارو الصفراء تقوم بإنسياق كامل وتخلّف آثارها على الأرض، جوني يتحكم في المقود بمهارة تامة، العصابة على عيونه وإبتسامة مشعّة تصدر عن شفاهه.

عيوني ضاقت حينما رأيتُ كل من كلوفر وأوديت تركبان بجانبه وتتقاسمان المقعد المجاور للسائق، ضحكاتهما تتعالى وجسديهما يميلان مع حركة السيارة في كل الجوانب.

"مالذي تفعله الشقراء هناك معه؟" سيتشو همس بجانبي بأنفاس حادة وصوت مضغوط بينما زممتُ شفاهي أراقب ما يحصل.

"لماذا كلتاهما مع جوني؟" نايومي تحدثت بصوت مضغوط من الجهة الأخرى، ولكمتُ باطن وجنتي بلساني أرى كلوفر تضع يدها على كتفه، ضحكتها مرتفعة جدا وفمها مفتوح غير مبالية لأي شيء آخر.

همستُ "لا أعلم"

توقفت السيارة والغبار كان يتطاير حولها بينما ضحك الجميع معا، أوديت هتفت بصوت حماسي جدا "كان هذا مذهلا جدا جون"

"جون؟" سيتشو ونايومي تحدثا في الوقت نفسه وبدأتُ أشعر بحرارتي تتصاعد.

"سعيد أنه أعجبك صغيرتي" تحدث جوني برفق يرمي إبتسامة دافئة للجانب يحرص على أن تراها.

"صغيرتي؟" سيتشو ونايومي تحدثا مرة أخرى في وقت متزامن.

"جوني خاصتي هو الأفضل، صحيح جون جون؟" مالت عليه تضع رأسها على كتفه وتضرب صدره بخفة، تتابع بضحكة صغيرة "أخبرها كيف كنا نقود معا"

جوني إكتفى بالإبتسام بدفئ، فيما رأيتُ أوديت تمطّ شفاهها بتذمر "أرغب في أن أجرب"

"لا تقلقي، سأعلمك كل شيء لاحقا إن كنتِ ترغبين"

"ولا تنسى بشأني، ما زلتُ فتاتك المفضلة، صحيح؟"

كلوفر مالت ناحيته أكثر ووجدتُ الكلمات تهرب مني بالتزامن مع نايومي "فتاتك المفضلة؟"

في اللحظة التالية وبطريقة آلية تحركت أقدامي للأمام ناحيتهما، أسمع خطوات سيتشو ونايومي خلفي يتبعاني.

"أوه أهلا رفاق!" إنحنيتُ من النافذة أهتف بصوت مفعم وأتصنع إبتسامة واسعة للغاية حتى آلمني فكّي، عيوني رميتها بإتجاه كلوفر أضيف "صباح الخير فراشتي، تبدين في حالة جيدة"

غمزتها في نهاية كلامي ويدي تحركت أربّت على كتف جوني وأتابع "وتبدو جيدا جدا جوني"

"أهلا هانتر" ردّ بهدوء مع إبتسامة هادئة، بينما عيوني ظلّت على كلوفر التي رمشت بإستغراب.


"انزلي" سيتشو كان من الجهة الأخرى يفتح الباب لأوديت وبدى غاضبا جدّا.

"لماذا؟" عقدت حاجبيها تطالعه في حين أصدر تنهيدة حارّة يحاول السيطرة على غضبه، يرمي نظرة عليّ ثم على نايومي قبل أن يضيف "لأن نايومي ترغب في الركوب"

"هل كل شيء على ما يرام يا رفاق؟" جوني تساءل بغير فهم وضربت كتفه بخفة أضيف "أوه كل شيء على ما يرام، لا تقلق جون"

"وأنتِ أيضا إنزلي" سيتشو خاطب كلوفر التي طالعته بغير فهم قبل أن تعيد نظرها إليّ، وكلماتي خرجت مني "إنزلي فراشة، هذا ليس مكانك بمفردك"

"اللعنة عليكما" همست نايومي تحت أنفاسها بينما إبتسمت أنحني لأهمس في أذن جوني بصوت لم يسمعه إلا هو "إهتم بها جون، لا يوجد إثنان من فتاة ريدكاي، لذا لا تضيّع فرصتك وإبقَ بعيدا عن الأخريات"

إبتعدت ألاحظ الطريقة التي تصلبت بها تقاسيم وجهه بمجرد أن ذكرتُها، وإبتسمتُ أتحرك للوراء وأراقب صديقي الصدوق يقوم بالعمل.

"لا تجذبني بهذه الطريقة، هذا غير محترم" هتفت أوديت تنفض ذراعها من قبضة سيتشو الذي زفر بقوة، في حين رأيتُ كلوفر تتبعها وتنزل هي الأخرى من السيارة، تطالع نايومي بحاجب مرفوع.

"هل كان يجب أن تركبي الآن معه؟" كلوفر نطقت تعقد ذراعيها على صدرها وشعرتُ برغبة في لطم وجهها بخشبة عملاقة.

نعم يجب ذلك أيتها اللعينة!

"هل يجب أن أجيبك؟" نايومي رفعت حاجبها بالمقابل تبتسم بخفة، لكنها لم تنتظر أي رد منها وتحركت تتخطاها لتركب السيارة وتصفع الباب وراءها بخفة.

كلوفر فتحت فمها ترمش بغير تصديق، قبل أن تندفع إليها وتنحني من خلال النافذة تخاطبها "مالذي قلتِه للتو؟"

"هل لديكِ مشكلة في السمع؟" نايومي تمتمت بسخرية وتبادلت النظرات مع سيتشو ببعض القلق.

"لماذا لا تنزلي ولنرى حقا أين مشكلتي؟" ضربت كلوفر الهيكل ولم أستطع منع إبتسامتي من التسرب.

فراشتي تشتعل.

حسنا وهي تستحق ذلك.

ضحكة صغيرة خرجت من نايومي تردّ بنفس النبرة الساخرة "إهدئي، لا أحد يهتم بمشكلتك"

"أيتها––" أدخلت ذراعيها من النافذة تجذبها من سترتها وكان ذلك وقتي لأتدخل.

"كلوفر مهلا!" جوني تحدث يسحب جسد نايومي ناحيته التي بدت غاضبة هي الأخرى، رغم ذلك لم أفوّت لمعة المتعة في أعينها.

هي خبيثة.

"ٱخرجي هيا" صاحت كلوفر في اللحظة التي لففت ذراعي حول خصرها وجذبتها للخلف أبعدها عن السيارة، أردف بصوت مرتفع قليلا "هذا يكفي"

"جوني ارحل من هنا" سيتشو نطق يقترب منا وإبتسمت نايومي تغمز الجميع "أراكم لاحقا يا رفاق"

"إلى أين؟" صاحت كلوفر بالمقابل وعضضتُ شفتي أحاول ألا أضحك أمامها.

ثم الشيء التالي الذي حصل هو إنطلاق السيارة تبتعد عن المكان، وكلوفر ضربت الأرض بقدمها تهتف بصوت مرتفع وتحاول التملص من ذراعي "نعم إلى الجحيم"

"دعني وشأني" أوديت تذمرت تبعد يد سيتشو عنها ورميتُ بصري على صديقي أرى النظرات الحادة التي رمقها بها، فيما تابعت هي تعيد خصلاتها للخلف "لا يعقل أنك في كل مرة تتصرف بهذه الطريقة، كيف تريدني أن أتفهم ما تفكر به سيتشو إن كان عليكَ أن تفقد صوابك بهذه الطريقة؟"

"لا تحاولي باربي، أنتِ تغضبينه أكثر" طرطقت لساني بسخرية أمرره بعد ذلك على شفتي العلوية وطالعتني هي ترمش عدة مرات تحاول فهم كلماتي.

"دعني" نطقت كلوفر تزفر بقوة، ومن ثم إبتعدت عني تعيد خصلاتها خلف أذنيها وتحاول تهدئة نفسها.

تبادلتُ النظرات مع سيتشو أغمزه بخفة وإبتسم هو برضا على ما فعلناه.

لم يكن عليهما أن تنسيا أننا موجودان، صحيح؟ أشعر أن هذا كان عادلا بحق كل واحدة منهما.

"ياو فراشة! لديكِ أنا، لا تقلقي بشأن جوني" هتفتُ بصوت مستمتع وإلتفتت ترمقني حين لمحتُ الحمرة على خديها، رغم ذلك ظلّت صامتة تفكّر بشيء ما.

"لا أعتقد أن لديها عقل ليستوعب ذلك" سيتشو تحدث يحيط برقبتي وإبتسم يطالعها بسخرية ويجعلها ترفع بصرها إليه، "ليس أنت أيضا سيتش"

"ماذا؟ أنا أقول الحقيقة، من سترفض هانتر الواقف هنا؟" ضرب صدري بذراعه الأخرى وإبتسمتُ أنا أطالعها.

"لا تتحدث بهذه الطريقة مع صديقتي سيتش!"

تدخلت أوديت ترمقه بنظرات نارية وإبتسمت أنا أزيل ذراعه عني، أقترب منها وأطالعها "لا تتحدثي إلى صديقي بهذه الطريقة باربي"

"أنتما من بدأتما"

عقدت ذراعيها على صدرها ترفع حاجبها لي ولففتُ عنقي إلى سيتشو، أتساءل "هل فعلنا شيئا خاطئا؟"

"لا، لا أعتقد هذا" حرك كتفيه بغير إكتراث، بينما رمقته أوديت بغير تصديق، تضغط على أسنانها وتخاطبه "مالذي تحاولان الوصول إليه أنتما الإثنان؟"

"تعلمين شيئا؟ عليكِ فقط مرافقتي" تحرك سيتشو يمسك بمعمصها وسار مبتعدا يجذبها خلفه بقوة لتجاريه في خطواته السريعة.

"دعني وشأني" هتفت بصوت مرتفع تنحني لتعض يده لكنه كان أسرع حين لفها خلف ظهرها وإبتسم بمكر يغمزها، يدفعها للأمام برفق ويسير بمحاذاتها.

"دعني سيتش! سأخبر والدك أنك تتحرش بي"

"سيعطيني جائزة، لا تتعبي نفسك" تحدث بغير اكتراث وابتعد كلاهما عن المكان.

إبتسامتي كانت على شفاهي تشهد عن متعتي بما كنتُ أراه قبل قليل.

الهدوء حلّ على المكان وكنتُ أقف مع كلوفر، عيوني للأمام حيث الطريق التي سلكها سيتش، ولم أعلم كم إستمر الأمر حين سمعتُ صوتها بجانبي "تبدو مثل الغبي، لا تبتسم"

ارتفع حاجباي معا في حركة متفاجئة قبل أن أرخي ملامحي وأبتسم بخفة، أطالعها وأرى خضراوتيها مسلطتين عليّ، تحاول الخوض في داخلي وتقرأ ما يدور في ذهني خلف نظراتي.

يداي انزلقتا في جيوب سترتي الجلدية أرفع كتفاي للأعلى وأبتسم بجانبية "أفكر في أن أسحب المفاتيح منكِ بطريقتنا فراشتي"

نظراتها أصبحت أكثر حدة وإبتسمتُ داخليا على ذلك، كانت دائما ذلك النوع من الفتيات الذي يرفض الخسارة، النوع الذي يستجيب للتحديات.

"حقا؟" إبتسمت لي، ثم أمالت رأسها تتحرك ناحيتي، ومدت ذراعيها بحركة مفاجئة إلى جيوبي مع خاصتي تجعل مقلتاي تتسعان قليلا، شيء عصف في صدري عند ملامسة أصابعها الباردة لخاصتي الدافئة.

إبتسمت أكثر تتابع بينما تخرج لسانها من طرف شفاهها "دعني أرى، هاتف، مناديل، حلوى، نقود"

جذبت يديها تفتح عيونها وتصيح بينما تعرض راحتيها أمامي "لا مفاتيح سيارة"

عيوني وقعت على الخاتم الذي قدمته لها وشعرتُ بمعدتي تنقبض.

رمشتُ لا تزول إبتسامتي، ونفسي إنقطع لوهلة حين إنخفضت يديها إلى جيوب بنطالي الضيقة تدخلهما هناك، عيونها منعقدة بخاصتي لا تفلت نظراتي بينما أصابعها تتحرك تفتشني.

"ولا هنا أيضا بوتو"

"كلوفر" إبتسمتُ أحاول التماسك، بينما تابعت هي "وماذا عن هنا؟"

مرة أخرى جذبت يديها وأدخلتهما جيوبي الخلفية، جسدها كان قريبا مني بمقابلتي وشعرتُ بحلقي يجفّ، لذلك إبتلعتُ أخفض بصري إليها، وهي غمزتني تخرج يديها "وليس هنا أيضا"

تراجعت خطوتين للخلف تعقد ذراعيها على صدرها وترفع حاجبها لي "بماذا ستسابقني حتى تسحب مني المفاتيح هانتر ريدكاي؟"

"حسنا فراشة، معك حق" لويت شفاهي أحرك كتفاي، قبل أن أمد ذراعي داخل جيب سترتي الداخلي أسحب مفاتيح دارك نايت وأرفعها أمامها في الهواء، أميل رأسي "ما رأيكِ بأودي؟"

رأيتها ترمش عدة مرات غير مصدقة، في حين تابعت أرمي لها غمزة سريعة "هل رأيتِ وحشا؟ خائفة من وحش السرعة؟"

زمّت شفاهها وإلتهبت نظراتها أكثر، كانت توافق على كل تحدي أرميه أمامها.

الآن أريدها أن تفوز وتهزمني.

"هل سآخذ سيارة سيتشو منك؟"

"ستأخذين لقب ملكَ المضمار" عقدت ذراعاي أضيق عيناي بتحدي وإبتسمت هي بإتساع تفتح عقدة ذراعيها وتسير بإتجاهي، تمدّ يدها لي "إتفقنا"

أومأت أصافحها وتابعت بينما أشدد على أصابعها "لن أرحمك"

"ولا أنا" قبضت بالمقابل أكثر على يدي، قبل أن تضيف بضحكة خفيفة "تبدو وسيما بالقبعة أيضا، من الأفضل أن تفوز هذه الوسامة وإلا ستكون إهدار على فاشل تهزمه فراشته"

اللعنة! قالت وسيم، وقالت فراشته.

"أعدكِ أني سأكون صعبا للغاية"

"أنا أيضا بوتو" غمزتني بنفس الطريقة وإبتسمتُ قبل أن يفلت كل منا يد الآخر.

ضرباتي كانت تدق بقوة، أنفاسي أصبحت تعدّ وتمرّ بسرعة وببطئ في الوقت نفسه، شيء في داخلي يريد أن ينفجر ويخرج.

جسدي إستجاب لها، للشغف الذي تقدمه لي ونسيّ فجأة أني متعب وأني مرهق، شيء بداخلي أراد الحياة في هذه اللحظة وأراد أن يسرع كعادته.

"لخطّ البداية" حركتُ رأسي للجانب أشير إلى المكان وإلتفتت تجذب مفاتيحها من جيب سترتها، تضحك وتخاطبني بينما تسير إلى السيارة الزرقاء "سترى السرعة الزرقاء"

ركضت بسرعة إلى بلو وينجز وإبتسمت ألتفت في الإتجاه المعاكس، أسير برفق إلى حيث كانت دارك نايت، شيء أشبه بالنار علق بداخلي وأردتُه أن يبقى، أن ينفجر على أرض المضمار ويملأني بالحياة كما يفعل كل مرة منذ صغري.

_

بعد ساعة


"مستعد؟"

وقفت فتاة شقراء في العاشرة من عمرها في منتصف الطريق ترمي لي نظرة لامعة تصدر عن زوج العيون السماوية التي إمتلكتها وبادلتها الإبتسامة أهز رأسي "مستعد"

أعرف هذه الصغيرة؛ إنها ستيفاني إبنة أحد المتسابقين لدينا في المضمار هنا.

"مستعدة؟" وجهت كلامها إلى كلوفر التي طالعتها وكانت المرة الأولى التي أرى فيها ذلك الدفئ يشعّ من عيونها بهذه الطريقة.

"مستعدة" هزت رأسها وقفزت ستيفاني مكانها تصفق عدة مرات، إبتسامتها تشع بحماس أكثر تجعلني أبتسم أرى الحياة تقطر منها مثل منبع عظيم.

رفعت ذراعها في الهواء لتعلن البداية لكن أصوات العجلات من كل الجهات جعلتني أدير عنقي، وعيوني اتسعت حالما لمحت بينك بيرد بداخلها سيتشو مع أوديت، ريد دراغن ونايومي تتولى القيادة، ثم الكامارو الصفراء خاصة جوني، وأخيرا الجي تي ار البيضاء وبداخلها فابيو.

حلقي جفّ ودق قلبي عندما ظهرت السوبرا السوداء خاصة دايتو، تبعته المرسديس البيضاء خاصة أبي، ومن ثم ظهرت سكايلايت وفي داخلها كاتي ويست والدة سيتشو.

المرسديس تحركت بمحاذاتي في خطّ البداية ولففتُ عنقي أنظر إلى أبي حينما وجدتُ نظراته الهادئة عليّ يميل رأسه للجانب "سأنتقم لأجل المرة الماضية"

ضرباتي أصبحت أقوى وأقوى وإقشعر بدني على هذا، إبتلعت أبتسم ولمعت عيناي أرى الومضة السريعة في نظراته العسلية، هادئة، مطمئنة وتلهبني أكثر من شيء آخر.

الباب بجواري فُتح فجأة وأدرت رأسي أرى أمي تركب بجانبي، شعرها على هيئة ذيل حصان وترتدي ملابس سباق حمراء، ترمي لي غمزة سريعة وتنطق "لا يمكن أن يبدأ العرض من دوني"

إلهي!

صفعت الباب بخفة ووضعت حزام الأمان، تطلب مني برفق "إفتح السقف"

كنت ما أزال تحت تأثير الصدمة ورغم ذلك فعلتُ ما طلبته مني، أبتلع وآخذ أنفاسي.

والد ستيفاني ظهر أمامنا يومئ لأبي بخفة وإحترام، قبل أن يهتف "هل الجميع جاهز؟"

أصوات المحركات ملأت الجوّ وصاح الجميع تختلط أصواتهم "جاهزون"

"إنطلاق" هتف وأطلق واحدة من المتفجرات النارية في الهواء قبل أن تنطلق السيارات جميعها مثل البرق تتسابق كلها مع بعضها.

صدري ضاق، إلتهب وإشتعل مع الأصوات ورائحة أمي في الجوّ هنا، أبي بجانبي وكل العائلة تسابقني هنا.

معهم فراشتي.

"أسرع هان" تمتمت أمي تضغط على شفتها السفلية بأسنانها وتحاول ألا تخاف ككل مرة تركب فيها معي.

إبتسمتُ أضغط على دواسات الوقود وأزيد السرعة أندفع للأمام، كان أبي ودايتو وكاتي وجوني قبلي، بلو وينجز وريد دراغن معي، بينما بينك بيرد وسيارة فابيو خلفي.

"أراكَ عند النهاية بوتو" غمزتني كلوفر قبل أن تندفع للأمام تتخطاني وضحكت والدتي بجانبي تجعل توردا يلوح على شفاهي أسمعها تنطق "فتاة لطيفة"

أجل، هي كذلك.

لكني لن أكون لطيفا معها.

فجأة أصبح كل شيء يتلاشى أمامي ولم يعد يظهر أمامي سوى السيارة الزرقاء التي تندفع مثل الرصاصة تخترق الهواء، تسرع وتبدو مثل فراشة تحيطها نيران زرقاء ساخنة، حرّة طليقة.

"تشبّثي أمي" نطقت وسمعتُها تصّلي كعادتها، ثم بمجرد وصولنا المنعطف سحبتُ العصا، فرملتُ السيارة بزاوية 100 درجة أوسع من خاصة بلو وينجر ألتف حول الإنعطافة وأشعر بالأدرينالين يتدفق في جسدي.

مرّ الإنسياق مثل التصوير البطيء ولمحتُ نظرتها المندهشة في حين غمزتها، ألفّ المقود لأعيد السيارة في خطّ مستقيم، أضغط على دواسات الوقود وأتقدم للأمام أتخطاها.

"أجل" هتفتُ بصوت مرتفع والرياح أصبحت أقوى مع السرعة جعلت كل شيء بي يرفرف معها.

الشيء التالي الذي شعرتُ به هو اهتزاز السيارة إثر إرتطام شيء ما بمؤخرتها وألقيتُ نظرة من المرآة أرى بينك بيرد تضربني، قبل أن أسمع سيتشو يهتف بأوديت "تلك سيارتي، توقفي عن ضربها"

إبتسمتُ بمكر أهتف "محاولة فاشلة باربي"

"أوه حقا؟" صاحت بصوت أقوى وسمعتُ ضحكة أمي المتوترة.

في اللحظة التالية إندفعت بينك بيرد ناحيتي تضربني وسيتشو فقد صوابه، لذا مباشرة جذبها يبعدها عن المقود للخلف ويميل جسده يتولى القيادة.

غمزته "أرِحني منها قليلا يا صاح"

"عُلِم وينفّذ، هيا" لوّح لي يعطيني نظرة عميقة حين ظهرت بلو وينجز لكن قبل أن تتقدم هو لف المقود للجانب يعيق طريقها.

هذا هو صديقي.

"توقف سيتشو! دعها تمرّ" هتفت فتاة السلاحف وإبتسمت أعود للتركيز على الطريق، أرى أمامي جوني وأبي في المقدمة، خلفهما مباشرة كاتي ودايتو.

اللعنة!

لا يمكن لجوني أن يهزمني أنا.

إبتلعت آخذ أنفاسي وحافظت على حركة المقود بيد واحدة بينما إمتدت الأخرى تفتح المجال لضخة النيتروس الأولى، وفي اللحظة التالية جسدي عاد للخلف فيما صفعني الهواء بقوة يملئ صدري، وإندفعت السيارة للأمام بقوة تتخطى الإثنان أمامي.

صدري آلمني وشعرتُ بذبحة داخله بينما داهمني السعال يؤلم حلقي بقوة ويجعل عيوني تدمع.

لففت أصابعي في قبضة أقربها من فمي، ويدي الأخرى قبضت على المقود بينما اهتز كتفاي، قدمي ارتفعت من على الدواسات والسيارة خففت سرعتها بمجرد زوال الضخة الأولى.

"هانتر!" أمي فكّت الحزام تقترب مني بسرعة، ويدي كانت ما تزال على المقود بينما انخفض رأسي للأسفل أسعل بقوة، أنفاسي ضاقت وشعرتُ بدوار فجائي.

"إلهي! هانتر، هل أنت بخير؟" يديها أمسكتا بخديّ الإثنين ترفع وجهي للأعلى وأصبحت الرؤية ضبابية فجأة، حين تحركت ساقي الأخرى تضغط على الفرامل بقوة وتوقفت السيارة فجأة تجعل جسدي يهتز للجانب ويندفع إلى أمي التي رحبت بي ذراعيها.

"أنا بخير" همستُ ألف وجهي للجانب وأسعل ما هو عالق في حلقي ولا يريد الخروج، مثل صمغ ترابي لا يزول.

اللعنة على هذا!

"وجهك أحمر" ضربت خدي بخفة وعدتُ أنا للوراء أرجع رأسي وأغمض عيناي، أحاول تمالك نفسي وإنتظار أن تمرّ هذه الدوخة المفاجئة.

الباب من جهتي فُتِح فجأة وجاءني صوت أبي فجأة "أنت بخير؟"

يده وُضِعت على كتفي وشعرتُ بقوة هائلة تتسرب منه إليّ، شعرتُ أني بأمان حالما كانت هالته قريبة مني لهذه الدرجة.

"أنا بخير" انعقد حاجباي وضغط مفاجئ ألمَّ بمقدمة جمجمتي، قبل أن أفتح عيناي وأراه بشكل ضبابي، كل شيء كان يختفي ويعود، يومض بطريقة مؤلمة.

"هانتر" قال إسمي بهدوء يحمل خلفه الكثير من الألم، شعرتُ بذلك كأني أنا من يتألم.

شعرتُ بأبي ينكسر داخله وهذا زاد إنكساري.

ثم في اللحظة التالية ذراعه كانت خلف ظهري وذراعي إلتفت حول رقبته يخرجني على مهل من السيارة كي أقف على قدميّ، جسده يعينني وكان كالجدار يمنعني من السقوط.

"هل تستطيع المشي؟"

"أجل" هززتُ رأسي برفق ووقعت القبعة فجأة للخلف، مما جعل قلبي يخفق بقوة، عيوني فُتِحت على مصرعيها أرى الجميع قد توقفوا عن السباق، وكلهم كانوا يقتربون مني، عيونهم عليّ.

انحفضت نظراتي تنكسر بينما غزاني شعور الإنكسار والوهن أمامهم.

"أنا بخير أبي" قلتُ أضغط على أسناني وأحاول الإبتعاد عنه بهدوء حين سمعته يردّ بنبرة عميقة "من قال أنك لستَ بخير على أية حال؟"

دقة ضربت صدري بعنف تجعلني ألف عنقي إليه، نظراته كانت للأمام واثقة، مصرّة وبرفق تركني يجعلني أقف على قدماي.

"أفضل؟"

"أعتقد ذلك" هززتُ رأسي أومئ له، أتنفس بهدوء قبل أن أراه ينحني لإلتقاط القبعة، يبتسم لي ويستقيم قبل أن يرميها بعيدا تحت إستغرابي.

هو تحدث بهدوء "لا تهرب من مواجهة الأمر"

كان ينظر إليّ بحنان أبوّي كأني عدتُ لهانتر في عمر الرابعة وهو كان آدم ذو السادسة والعشرون، بدى لي كأننا لم نكبر أبدا ورغبتُ أن يأخذني معه مثلما اعتدنا.

هو تابع "تبدو بحالة أفضل حين تكون على حقيقتك"

إبتلعتُ ومنعتُ نفسي مجبرا كي لا أكشف نفسي له وأريه الجانب المهمّش، لذلك قبضت على أصابعي أومئ له وأعطيه نظرة عميقة دون التفوه بأية كلمة.

"سيتشو؟" صوت أوديت جذب أنظار الجميع ناحيتها، وتحركت ناحيته تميل رأسها للجانب بينما أصابعها تخللت خصلاته الطويلة تجعله يشعر بالذهول. تنطق "ألا تلاحظ أن الوقت حان لتغير من تسريحة شعرك؟"

رمشتُ عدة مرات بغير تصديق، في حين ناظرتني هي برقّة تغمزني "ألا تعتقد ذلك هانتر؟"

"بحقك!" إبتسمتُ أعض شفتي وسمعتُ الجميع يضحكون حولنا، في حين حمحم سيتشو ينظر إليها بإحراج "أ–أعتقد ذلك"

شعرتُ بذراع تلتف حول خصري من الخلف ودققتُ عنقي للجانب أجد كلوفر تقف بمحاذاتي، عيونها قابلتني في حين عضّت شفتها تغمزني "لم تأخذ مني سيارتي"

"لم أكن أخطط لذلك على أية حال" رفعتُ ذراعي ألفها حول رقبتها وأسحبها ناحيتي حين شعرتُ بالوخز في كل عضلاتي، زممتُ شفاهي أتحمل موجة الألم وأنتظر عبورها.

"ما رأيكم أن نعيد السباق؟" تدخلت نايومي تخاطب الجميع، في اللحظة التي انضم إلينا آخرين من شباب المضمار يطالبون بدخول السباق هم الآخرين.

إبتسمتُ أطالعهم، أسمع كلوفر تهمس "ستتسابق؟"

"أجل" ألقيتُ جوابي، أرفع رأسي وعيوني قابلت السماء أضيف "لا يمكن أن يفوتني سباق كهذا، أنا هانتر ريدكاي"

"مالذي توقعتُه منك على أية حال" ضحكت بخفة تنزل لتصفع مؤخرتي دون أن يراها أي أحد خاصة أبي، وتتابع "جرو خارق"

"أنا كذلك" جذبت واحدة من خصلاتها أسبب لها الألم وإبتسمتُ على شكلها.

لكني لم أكن متأكدا إن كنتُ خارقا.

_


جلستُ على طرف السرير أميل بجدعي للأمام وبين يديّ التحاليل، أقرأها على مهل وأبتلع.

الظلام كان قد حلّ بالفعل، وتحركت حيث كان هاتفي، أقف وأشكل رقم الدكتور ويليامز، ترددتُ لكني فعلتها في الأخير، ورنّ الهاتف مرتين قبل أن يأتيني صوته ذا البحة يحمل نبرة هادئة "نعم"

"دكتور ويليامز، أنا هانتر ريدكاي" قلتُ بتردد أشعر بضرباتي تهز قفصي الصدري، وأغمضتُ عيناي أحاول أن أهدئ نفسي.

"هانتر؟ أهلا بكَ بني، هل كل شيء على ما يرام؟" نبرته كانت مملوءة بالود، وبعض من الشفقة مما بدى لي كجمرة ساخنة توضع على قلبي وتذيبه.

تجاهلتُ السؤال أقفز مباشرة في الموضوع "لقد رأيتُ التحاليل"

لحظة صمت طويلة حلّت بيننا، قبل أن يحمحم، ينطق "ما يزال لدينا أمل––"

"لكنه لا يزول، صحيح؟" قاطعته مباشرة وشعرتُ بصدري ينقبض بقوة، تابعتُ "هل هناك إحتمال أن يصيب أعضاء أخرى؟"

"إطمئن بني، كل أعضاءك الأخرى سليمة، سنخضعك للعملية مباشرة بعد الإنتهاء من العلاج الكيميائي"

"مالنسبة؟" صوتي بدى باردا، منطفئا وفاقدا للحياة.

لم يرد مباشرة وظلّ هادئا لبعض الوقت مما جعلني أضيف بصوت مرتفع ومنفعل "ما نسبة نجاحها الآن؟"

"ستنجو، لا تقلق" قال بهدوء، وقبضتي إرتفعت أضرب الجدار بقوة ومثل صعقة كهربائية إنتقل الألم من عظام أصابعي إلى ذراعي بأكملها يجعلني أضغط على أسناني.

هو تابع "الورم لم يكن منتشرا، لكنه يتحرك، بإمكاننا أن نكون أسرع––"

"ماذا لو توقفت عن أخذ العلاج الكيميائي وإنتقلت مباشرة للعملية؟" قاطعته بحدة، أسمع صمته الذي قابلني، قبل أن ينطق "بإمكاننا ذلك"

عيوني اتسعت ورمشتُ غير مصدق أنه قال ذلك، لم أتوقع أبدا أن أسمع هذه الكلمات، لكنه تابع بصوت هادئ "نحن نخوض ذلك لنعزز فرص القضاء عليه، لا تقلق رغم بقاءه لكن تحركه خفّ عن ذي قبل ولو بنسبة ضئيلة"

أخذ نفسا وتابع "إن كنتَ مستعدا يمكننا تقليص عدد الجلسات والإنتقال للجراحة"

ضرباتي تسارعت، بدت اللحظة الحاسمة مخيفة، وإبتلعت أهزّ رأسي، آخذ أنفاسي وأقلب الفكرة في ذهني.

أريد أن تكون العملية في موعد أبعد لأحظى بمزيد من الوقت لكن إلى متى المماطلة؟ إلى متى سأهرب وأسمح له بالقضاء عليّ؟

ربما تفشل العملية، لكني سأكون قد واجهته بشجاعة على الأقل، سأكون قد أخذتُ قفزتي.

الدكتور ويليامز كان صبورا، ولم يتحدث يعطيني كل الوقت للتفكير، في حين نطقت "ما إحتمال القضاء عليه؟"

"نظرا لمرحلتك لديك 50% وبعد التعزيز الكيميائي سيكون لديك 60%"

بدت تلك الكلمات مثل دلو ماء بارد أطفأ حريقي وكلماتي تسربت مني بسرعة أنطق "لنفعلها"

"متأكد من هذا؟"

"أجل" قلتُ بهدوء أسمع صوته بالمقابل، "سأضع جدول علاجي آخر به كل الجلسات المتبقية لديكَ، ثم سأعلمك بموعد العملية لاحقا"

حمحم يضيف "عليّ مراجعة التحاليل مرة أخرى"

"شكرا حضرة الدكتور" بتلك الكلمات أغلقت الخط وأطلقتُ نفسا قويا أعود للجلوس على سريري، رميت الهاتف بغير إكتراث، وأصابعي مرت في خصلاتي التي بدأت تخفّ.

شعرتُ برغبة في الحديث إلى أحدهم فجأة حين سمعتُ صوت الطرق على باب غرفتي، عيوني إرتفعت للساعة على الجدار أرى أنها تشير للتاسعة مساءا.

حسنا، لنرى.

"تفضل"

أُدير القفلُ ثم رأيتُ الباب يُفتح حينما ظهر سيتشو أمامي يحمل لعبة فيديو وكيس رقائق بأسنانه بينما ذراعه الأخرى تلتف حول علب الأكل الجاهز وعبوات العصائر.

رمشتُ أرى رأسه المحلوق بغير تصديق، في حين إبتسم يتحدث بين أسنانه الممسكة بالكيس "ألعاب الفيديو مثل الأيام الخوالي؟"

وقفتُ مكاني وافترقت شفاهي أضحك "ما هذا الذي فعلته يا رجل؟"

تقدمت ناحيته آخذ عنه الكيس، وصفعتُ رأسه بخفة أضيف "تخلصتَ من وسامتك بهذه السهولة؟"

"أية وسامة؟ لقد أزعجني" هز كتفيه يضحك بسخرية، وتحرك للأمام يضع كل شيء على الأرض، فيما تبعته بعينيّ أراه يلف عنقه ويتابع "لا يفعل أحدنا شيئا إلا وفَعَله الآخر، تتذكر؟"

معه حق، اليابانية، السباق، وعد العزوبية وغيرها الكثير.

أغلقتُ الباب ببطئ أراه يقوم بوضع الأشياء كل في مكانه، قبل أن أسمعه يضيف "نايومي ستنضم إلينا بعد قليل، أخبرتني أنها تأخذ حماما سريعا"

"حسنا" حركت كتفاي أسير لأجلس على الأرض وتربعت على ساقاي آخذ قطعة من الرقائق وأمضغها أستمتع بقرمشتها في فمي. تابعتُ فيما أراقبه يركّب خيوط اللعبة، ونطقت فيما أرمي قطعة أخرى في فمي "أعتقد أنك ستُعجِب باربي بعد هذا، ربما شعرك كان لعنة"

"بحقك! لا أعتقد أنها ستحتمل النظر إليّ حتى"

"ولماذا هذا؟" ارتفع حاجبي أراه يتنهد، يسير إليّ ويقوم بتشغيل اللعبة، يردّ بهدوء "لا أعلم مالذي يجعل الجميع أفضل مني في نظرها، لقد حاولتُ بشتّى الطُّرق حتى أني طلبتُ منها أن تمنحني فرصة، لا أرى أني أروق لها"

أخذ قطعة يرميها في فمه وأصدر صوت قرمشة مسموع، يضيف "لا أستطيع فهمها، ستختار أي شخص عداي"

"ربما خائفة منك؟" لويت شفاهي ونبرتي كانت متسائلة، أرى النظرات الداكنة التي طالعني بها "هل أبدو مثل الوحش؟"

ضحكة تسربت مني أضرب رأسه الفارغ وملتُ للجانب أطالعه "آسف يا رجل، أنا فقط لا أصدق أنك حلقته"

"اللعنة على شعري، دعني أجد تفسيرا منطقيا لها"

"أوديت فتاة جيدة وتؤمن بالإيمان والشعور وما إلى ذلك، متأكد أن قلبها سيقودها إليكَ"

ناظرتي بسخرية كأنه يقول 'فعلا؟' ثم نطق "ماذا لو قادها لشخص آخر؟"

"حينها سنغيّر نحن مساره" غمزته وإبتسم لي يفكّر في نفس الشيء الذي فكرتُ فيه.

همستُ "وغد وضيع"

"أنت أيضا" ضحك بخفة ورمى لي جهاز التحكم قبل أن يأخذ كل منا مكانه.

"هل علينا انتظار يومي؟" سألني وتككتُ لساني "دعها، ستأتي على أية حال"

"ليكن" نطق يركز على الشاشة وفعلتُ المثل، لكني كنتُ أسترق النظر إليه أرى إشتداد فكّه، الطريقة التي يمسك بها جهاز التحكم.

كان في حالة سيئة.

أعلم أن صديقي كذلك.

_

يتبع...

So yeah...

شهيق زفير....كيفها نفسيتكم؟

رايكم؟

أفضل مشهد؟

جملة أعجبتكم؟

توقعات؟

نقد أو ملاحظات؟

_

See you. ❤️


Continue Reading

You'll Also Like

34.1K 1.4K 18
ارتشف دمائي ،روحي ...خُذ كل شيء ودعني العب بك كالدميه في النهايه فأنا الملكه هنا والجميع خاضع لي "عَنِدما يجوب الليلُ مُحتلاً سمائنا ستستمتع بصوت ع...
ROBOT By Ü

Fanfiction

28.8K 2.6K 18
. لو أن الروبوتات نَطقتْ لصاحت -أطفِئوني- . ابتدت 10\3\2018 انتهت 21\8\2021 الساعة 10:10
5.1M 446K 50
• حقيقة.!!! يتشاءمون بالغُراب إِذا نعق ويتشاءمون من الغربيب إذا زهقّ بـكّرَ بُـكُورَ الغُـرابِ أذا تَـوهَق ماكـر وحـذر، شـرس، وسـفاحٌ جاء لِيشرق ويغ...
199K 10.5K 66
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .